هدفه خلق الفوضى وزعزعة الأمن .. هجوم مسلح يستهدف ملهى الكروان في دمشق
هدفه خلق الفوضى وزعزعة الأمن .. هجوم مسلح يستهدف ملهى الكروان في دمشق
● أخبار سورية ٥ مايو ٢٠٢٥

إطلاق نار يوقع ضحية في ملهى ليلي بدمشق وحقوقي: جريمة قتل ناجمة عن صراع عاطفي

أفادت مصادر محلية في دمشق، عن إطلاق نار في ملهى ليلي، أفضى لمقتل شخص (سيدة)، وجرح آخرين، في حادثة لاقت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل، واستدعت تدخلاً أمنياً سريعاً لملاحقة الفاعلين، كون أن الواقعة هدفها خلق الفوضى وزعزعة الأمن.

وأوضحت المصادر، أن الحادثة وثعت في "ملهى الكروان" في منطقة الحجاز في العاصمة دمشق، أدى لمقتل سيدة وإصابة آخرين من رواد الملهى، في وقت هرعت القوى الأمنية وفرق الإسعاف للمكان عقب تلق البلاغ عن وقوع الحادث.

في ظل حديث عن هجوم مسلح من قبل أشخاص يستقلون دراجات نارية، كشف المحامي "عادل خليان"، عن أن الحادثة لا تتسم بأي طابع أمني أو أنها ليست ناتجة عن حملة موجهة ضد أي منشأة خاصة، بل أوضح أن الحادثة في جوهرها هي جريمة قتل ناجمة عن صراع عاطفي بين ثلاثة أشخاص. 

وأضاف أن المصادر الخاصة التي حصل عليها أكدت أن الضحية كانت مرتبطة عاطفياً بشابين، ثم هجرت الأول لتتزوج الثاني، مما أدى إلى تصاعد التنافس بينهما إلى أن وصل إلى حد ارتكاب جريمة القتل.

المحامي خليان أشار إلى أن القانون السوري يعاقب على مثل هذه الجرائم بعقوبات شديدة، وذلك بهدف ضمان ردع الأفعال المشابهة وحماية الأمن العام وسلامة حياة المواطنين. وأكد في تصريحه على الحق الكامل لأسرة الضحية في تحقيق العدالة عبر المحاكم المختصة، مشددًا على أهمية ضمان سير الإجراءات القانونية بشكل صحيح.

وطالب المحامي كافة الأطراف المعنية، ووسائل الإعلام، ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بالابتعاد عن استنتاجات جزافية أو توجيه الاتهام للأجهزة الأمنية والحكومة دون وجود دليل قاطع. ودعا بدلًا من ذلك للرجوع إلى روايات شهود العيان في الملهى الذين شهدوا الحادثة، والذين لديهم مواقف واضحة تؤكد حقيقة ما جرى.

وكانت أكدت مصادر أمنية، أن هناك مساعي حثيثة لملاحقة أي عناصر غير منضبطة أي كانت انتمائها أو تبعيتها، سواء لمؤسسات الدولة، أو لعناصر مسلحة تهدف من وراء هذه العمليات تأجيج الشارع وخلق حالة من الفوضى الأمنية في المنطقة.

هذا الحادث، يأتي في ظل التوتر الذي تشهدت مناطق العاصمة دمشق وجنوبي سوريا، وعقب حادثة  ملهى "ليالي الشرق" الذي تعرض لاقتحام من مسلحين من وزارة الدفاع دون تنسيق مع مؤسسات الدولة، وخلق حالة كبيرة من السخط جراء فيديو تم تداوله لطريقة تعاملهم مع رواد الملهى.


وكانت أكدت وزارة الداخلية السورية، عبر مكتبها الإعلامي، أن الجهات المختصة أوقفت مجموعة من العناصر العسكريين الذين ظهروا في تسجيل مصوّر وهم يعتدون على رواد ملهى ليلي في أحد أحياء دمشق.

وذكرت وزارة الداخلية أن سيادة القانون هي المرجعية الأولى في التعامل مع أي تجاوزات داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن أي اعتداء على المواطنين أو المساس بالمرافق العامة سيُواجَه بإجراءات صارمة دون أي تهاون.

ويوصف الملهى بأنه مصدر إزعاج دائم للأهالي ومرتع لسلوكيات مرفوضة اجتماعياً وأمنياً، الأمر الذي أثار تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد للخطوة ومنتقد لطريقتها.

وأفاد أحد سكان المنطقة، في شهادة متداولة، بأنه يعمل على بعد أمتار قليلة من المكان، وعبّر عن استيائه الشديد مما وصفه بـ”الخراب المنظم” الذي كان يشهده الملهى كل ليلة. وقال: “هذا ملهى ليلي وليس مطعماً، كان يجتمع فيه يومياً عتاة المنحرفين، من مروجي المخدرات إلى أصحاب السوابق والمومسات، وتكررت حالات التكسير للسيارات والاعتداءات اللفظية والجسدية على المارة والعاملين في المحيط”.

وفي مشهد أثار استياء واسعاً بين الأوساط الثورية والمدنية، تصاعدت الدعوات المطالبة بوقف المظاهر الاستفزازية التي ينتهجها من بات يُعرف بـ”أيتام النظام المخلوع”، بعد انتشار مقاطع مصوّرة توثّق سهرات صاخبة في مراقص العاصمة دمشق، تتزامن مع حالة الحزن والفقد التي يعيشها آلاف السوريين الذين لم يتلقوا أي خبر عن مصير أبنائهم المختفين قسرياً طيلة سنوات الحرب.

ورغم أن البلاد تعيش مرحلة مفصلية بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، والمطالب ببدء مرحلة العدالة الانتقالية وكشف ملفات المعتقلين والمغيبين، يبدو أن بعض مناصري النظام السابق يتعمّدون تجاهل حجم المعاناة العامة، عبر سلوكيات استفزازية، وصفها ناشطون بأنها “طعنة في خاصرة الثورة وقيمها”.

في الوقت الذي تتوالى فيه مناشدات الأمهات للكشف عن مصير أبنائهن، وتُرفع صور الضحايا في الساحات، تشهد بعض أحياء دمشق افتتاح المزيد من الملاهي الليلية والمراقص، حيث تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي صور ومقاطع لشبان وفتيات يرقصون ويحتسون الكحول، دون اعتبار لمشاعر ذوي الضحايا أو طبيعة المجتمع المحافظ.

اللافت أن إحدى هذه السهرات سابقاً، شهدت تشغيل أغنية تمجّد الشهيد عبد الباسط الساروت، أحد أبرز رموز الثورة السورية، داخل ملهى ليلي، ما اعتُبر من قبل ناشطين “إهانة صارخة لرمز وطني” قدّم حياته دفاعاً عن الحرية والكرامة.

لاقى المشهد تنديداً واسعاً بين السوريين، إذ علّق أحد النشطاء على الفيديو بالقول: “ذكر اسم الساروت في المقاصف جريمة أخلاقية… شهداؤنا لا يُستَحضَرون في أجواء اللهو والرقص والخمر”، في حين كتب آخر: “هؤلاء الذين يتراقصون على أنقاض آلامنا كانوا قبل شهور يهتفون باسم ماهر الأسد… لا يعرفون من هو الساروت ولا ما تعنيه كرامة السوريين”.

امتداداً لحالة الغضب الشعبي، نظّم ناشطون وأهالٍ من بلدة معربا التابعة لمدينة التل في ريف دمشق، وقفة احتجاجية أمام المجلس المحلي، أعربوا خلالها عن رفضهم القاطع لتحوّل البلدة إلى بؤرة للمراقص والنوادي الليلية، وما يرافقها من سلوكيات دخيلة على النسيج الاجتماعي، لا سيما في وجود الأطفال والنساء.

ويؤكد ناشطون أن “التسامح الذي أبدته القوى الثورية مع مناصري النظام السابق بعد سقوطه، لا يعني غضّ النظر عن محاولات التشويه المتعمد للثورة ورموزها، أو التساهل مع السلوكيات المخلة بالذوق العام وقيم المجتمع السوري”.

وأضافوا أن الثورة السورية كانت وما تزال صرخة للكرامة، وليست ساحة مفتوحة للرقص على الجراح، مطالبين الحكومة الحالية بتشديد الرقابة على أماكن الترفيه الليلية، ووقف أي مظاهر من شأنها المساس بقدسية الدماء التي أُريقت طلباً للحرية.

وشدد الناشطون على أن “الثورة ليست موسماً عابراً، بل عهد أخلاقي لا يقبل المساومة”، مطالبين بحماية الرموز الوطنية من الإساءة، وضمان أن تبقى التضحيات نبراساً يُستضاء به في طريق بناء سوريا الجديدة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ