
واشنطن بوست: الشرع يواجه تحدي المقاتلين الأجانب الذين ساعدوه للوصول إلى السلطة
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس السوري أحمد الشرع يواجه تحديًا متصاعدًا من آلاف المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا إلى جانبه في سبيل إسقاط نظام بشار الأسد، محذّرة من أن بقاء هؤلاء في سوريا قد يتحول إلى عبء ثقيل على استقرار البلاد وشرعية الإدارة الجديدة.
إرث معقّد من الدعم الخارجي
وفق التقرير الذي نُشر بتاريخ 31 أيار 2025، فإن الشرع – الذي كان يعرف سابقًا باسم “أبو محمد الجولاني” – اعتمد خلال معركة دمشق على مقاتلين إسلاميين جاؤوا من أوروبا وآسيا الوسطى، وتم تعيين عدد منهم في مناصب قيادية بوزارة الدفاع، وسط إشارات إلى إمكانية منحهم الجنسية السورية، وهو ما أثار قلق الإدارة الأميركية.
وبحسب الصحيفة، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره السوري خلال لقائهما الأخير في الرياض بـ”إخراج كل المقاتلين الأجانب”، كشرط رئيسي لتخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على الاقتصاد السوري.
صراع داخلي بين الولاء والتطرّف
لكن التحدي لا يقف عند الضغوط الخارجية، إذ بدأ بعض المقاتلين المتشددين بتوجيه انتقادات علنية للشرع، متهمين إياه بـ”التراجع عن تطبيق الشريعة” والتنسيق مع أميركا وتركيا ضد تنظيم الدولة والقاعدة، على حد تعبيرهم.
ونقلت الصحيفة عن أحد المقاتلين الأوروبيين قوله: “كان الجولاني معنا… الآن هو يقاتلنا من الأرض وأميركا من السماء”. وتحدثت الصحيفة عن مؤشرات توتر متزايدة داخل إدلب، وعودة الخطاب المتشدد عبر قنوات التواصل الخاصة ببعض العناصر الرافضة لمسار الإدارة الجديدة.
خطط احتواء وتحويل
في المقابل، تحاول حكومة الشرع وفق التقرير، احتواء هؤلاء المقاتلين عبر إدماجهم في الجيش الجديد، وتقييد تحركاتهم السياسية والدعوية، إضافة إلى تعيين بعضهم في مواقع عسكرية عليا بهدف إبعاد خطر الانقلابات، حسب ما نقله خبراء لـ واشنطن بوست.
وأشار التقرير إلى أن ستة مقاتلين أجانب حصلوا على مناصب حساسة في وزارة الدفاع، بينهم قائد الحرس الرئاسي، الأمر الذي أثار انتقادات داخلية وخارجية. ورغم إعلان الحكومة عن تعليق ترقيات العسكريين الأجانب، لم يتضح ما إذا تم التراجع عن التعيينات السابقة.
قلق أميركي ومطالب غربية
وأكدت الصحيفة أن الإدارة الأميركية مستمرة في الضغط لإخراج جميع المقاتلين الأجانب، إلا أن عدداً كبيراً من هؤلاء لا يمكن إعادتهم إلى بلدانهم، إما لأنهم مطلوبون قضائيًا أو لأن دولهم ترفض استعادتهم.
وقال جيروم دريفون، من “مجموعة الأزمات الدولية”، إن الشرع يسير على حبل مشدود، محاولاً تحقيق التوازن بين استيعاب المقاتلين والحفاظ على دعم القوى الدولية. وأضاف أن الصدام مع هؤلاء قد يؤدي إلى انفجارات أمنية أو انشقاقات جديدة.
وفي تصريحات نُشرت مؤخرًا، وصف المبعوث الأميركي الجديد إلى سوريا، توماس باراك، الإجراءات التي اتخذها الشرع بأنها “خطوات ملموسة”، دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية.