"واشنطن بوست": بسام الحسن أبلغ المحققين الأمريكيين أن الأسد أمر بتصفية أوستن تايس
"واشنطن بوست": بسام الحسن أبلغ المحققين الأمريكيين أن الأسد أمر بتصفية أوستن تايس
● أخبار سورية ١٥ يونيو ٢٠٢٥

"واشنطن بوست": بسام الحسن أبلغ المحققين الأمريكيين أن الأسد أمر بتصفية أوستن تايس

كشفت صحيفة واشنطن بوست عن تحقيق سري خضع له المسؤول السوري السابق بسام الحسن، أحد المستشارين الأمنيين المقربين من الإرهابي بشار الأسد، وذلك في العاصمة اللبنانية بيروت مطلع نيسان الماضي، حيث جرى الاستجواب من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، وبحضور مسؤولين لبنانيين رسميين.

وبحسب مصادر أمريكية ومطلعة، فقد قدّم الحسن خلال التحقيقات معلومات خطيرة تفيد بأن الأسد أصدر أوامره شخصيًا في عام 2013 بقتل الصحفي الأمريكي أوستن تايس، بعد محاولة فاشلة للأخير بالفرار من زنزانته، مشيرًا إلى أنه قام بتنفيذ تلك الأوامر عبر أحد معاونيه المباشرين رغم محاولاته – بحسب زعمه – ثني الأسد عن اتخاذ تلك الخطوة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية قولها إن الحسن برّر محاولته لإقناع الأسد بالإبقاء على تايس على قيد الحياة لأسباب سياسية، معتبرًا أن وجوده كرهينة كان من الممكن أن يُستخدم كورقة ضغط في مواجهة الولايات المتحدة. 


ومع ذلك، وصف مصدر مطلع هذا الادعاء بأنه محاولة من الحسن للتنصل من مسؤوليته، في حين رجّح أن المعلومة الخاصة بتورط الأسد نفسه في إصدار قرار التصفية "تبدو موثوقة بالنظر إلى موقع الحسن في هرم النظام السابق".

وأشارت واشنطن بوست إلى أن التحقيقات الأمريكية ما تزال جارية في ضوء تلك الاعترافات، حيث يحاول مكتب التحقيقات الفيدرالي تحديد الموقع المفترض لرفات أوستن تايس، والذي تغيّر وصفه أكثر من مرة بحسب رواية الحسن، لكنه ظل يشير دومًا إلى إحدى المناطق في محيط دمشق.

في السياق ذاته، اعتبر مسؤولون أمريكيون أن المعلومات التي قدمها الحسن، إن ثبتت صحتها، قد تشكل اختراقًا نوعيًا في واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في العلاقات السورية الأمريكية، وسط توقعات بأن تواصل الحكومة السورية الانتقالية التنسيق مع واشنطن للوصول إلى الحقيقة الكاملة بشأن مصير الصحفي المفقود.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير موسع، استند إلى مقابلات مع أكثر من عشرة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، إضافة إلى مصادر مقرّبة من المسؤول الأمني السوري السابق بسام الحسن، عن تفاصيل جديدة تتعلق بالتحقيقات الجارية بشأن مقتل الصحفي الأميركي أوستن تايس، وما سبق أن نشرته صحيفة واشنطن بوست.

ووفقًا لما أوردته نيويورك تايمز، فإن وكالات الاستخبارات الأميركية كانت تضع الحسن منذ سنوات في دائرة الشبهات، معتبرةً أنه لعب دورًا محوريًا في عملية اعتقال أوستن تايس، وقد ورد اسمه ضمن قائمة قدمتها إدارة بايدن إلى الحكومة السورية الجديدة، في إطار المساعي المستمرة لكشف مصير الصحفي المفقود منذ عام 2012.

وأكد مسؤول أميركي رفيع سابق، مطّلع على التحقيقات، أن أقوال الحسن يجب التعامل معها بحذر، مشيرًا إلى احتمال سعيه لتحميل الإرهابي الفار بشار الأسد المسؤولية المباشرة عن تصفية تايس، من أجل التنصل من دوره الحقيقي.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين سوريين سابقين ومسؤول أمني لبناني متقاعد أن الحسن فر إلى إيران في الثامن من كانون الأول الماضي، بمساعدة مسؤولين إيرانيين، في خطوة اعتُبرت حينها محاولة هروب من المحاسبة بعد سقوط نظام الأسد.

ورغم فراره، أفادت مصادر مطلعة بأن الحسن سافر لاحقًا طوعًا من إيران إلى لبنان، حيث تواصل مع مسؤولين أميركيين ولبنانيين دون إكراه، وهو ما اعتبرته المصادر مؤشرًا على استعداده للتعاون. وأشارت تقارير إلى أنه لم يكن رهن الاحتجاز، بل يعيش بحرية في أحد أحياء بيروت الراقية.

وأكد التقرير أن عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) أجروا مقابلات مباشرة مع الحسن، لكن عدد تلك اللقاءات وطبيعة المعلومات التي قدمها لا تزال غير واضحة، سواء فيما يخص ملف أوستن تايس، أو برنامج الأسلحة الكيميائية التابع للنظام المخلوع، أو أنشطة بشار الأسد الأمنية السرية.

وتسعى واشنطن حاليًا إلى تقييم مدى مصداقية إفادات الحسن، التي قد تفتح الباب أمام الكشف عن خيوط مهمة تتعلق بجرائم نظام الأسد، وفي مقدمتها ملف المفقودين والمختفين قسرًا، والأسلحة الكيميائية، وشبكات التهريب العابرة للحدود.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ