
وزير الدفاع يُعلن إصدار لوائح جديدة للسلوك والانضباط العسكري
أعلن وزير الدفاع في الجمهورية العربية السورية، اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، عن قرب صدور لوائح جديدة تُحدد قواعد السلوك والانضباط في صفوف القوات المسلحة، وذلك ضمن جهود وزارة الدفاع لترسيخ ثقافة عسكرية جديدة تليق بجيش وطني يحمي الشعب ويدافع عن السيادة.
وفي تغريدة نشرها عبر منصة "X"، شدد اللواء أبو قصرة على أن الجندية ليست مجرد وظيفة بل "رسالة سامية ومسؤولية وطنية كبرى"، موضحاً أن "تصرفات أي عنصر في الجيش تنعكس على المؤسسة العسكرية بأكملها"، مما استوجب إعداد لائحة شاملة توضح بدقة الواجبات والمحظورات التي يجب على كل منتسبي الجيش احترامها والالتزام بها.
وأضاف في تغريدة أخرى موجهة إلى أفراد الجيش والقوات المسلحة: "إن التزامكم الكامل بلوائح السلوك والانضباط – التي ستصدر بعد قليل – هو التعبير الأصدق عن الصورة الجديدة التي نعمل على ترسيخها في الجيش السوري"، لافتاً إلى أن هذه الصورة تأتي في مواجهة ما وصفه بـ"التشويه الذي ألحقه النظام البائد بالجيش، حين جعله أداة لقمع وقتل السوريين".
وأكد الوزير أن المرحلة الجديدة تقوم على تأسيس جيش منضبط، مسؤول، ومخلص لقيم الدولة المدنية الحديثة، يعمل بصفته "حامياً للشعب، ومدافعاً عن تراب الوطن، ومؤمناً بالانضباط كقيمة عليا". مشدداً على أن هذا الجيش سيكون مرآة حقيقية لما تطمح إليه سوريا الجديدة في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق.
قالت وزارة الدفاع السورية، إن الجندية ليست مجرد مهنة، بل هي شرف يحمل في طياته رسالة سامية ومسؤولية وطنية جسيمة، وحرصاً على تمثيل أفراد الجيش السوري الجديد بما يليق بمكانة الجمهورية العربية السورية وشعبها الأبي، تأتي هذه القواعد لتشكل ميثاقاً أخلاقياً وسلوكياً ينظم تصرفات كافة العسكريين على اختلاف رتبهم ومواقعهم، سواء في الميدان أو خارجه، في أوقات السلم كما في أوقات الحرب.
يهدف هذا الميثاق إلى ترسيخ قيم الانضباط، والالتزام، واحترام القانون، وصون الحق والحريات، لبناء جيش وطني محترف، تتمثل مهمته الأساسية في حماية الوطن والمواطن، والدفاع عن سيادة البلاد ووحدة التراب، والتصدي لكل ما يهدد الأمن والاستقرار.
- قيمنا الأصيلة:
- التمسك بالأخلاق الحميدة المتجذرة في المجتمع السوري جيلاً بعد جيل.
- الإيمان بأن الانضباط واحترام التسلسل العسكري أساس العمل العسكري المنظم.
- اعتبار الجيش عماد البلاد، ودرعها الحصين، وموضع ثقة الشعب، وأمله في الدفاع عن وحدته وسلامته.
- الواجبات الأساسية للعسكري:
1. الدفاع عن الوطن وسيادته ووحدة أراضيه.
2. التضحية بالنفس في سبيل أمن الوطن والمواطن.
3. حماية المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء، في جميع الظروف.
4. الالتزام الدقيق بتنفيذ الأوامر المشروعة.
5. احترام الأنظمة والقوانين النافذة العسكرية منها والمدنية.
6. صون الممتلكات العامة والخاصة.
7. معاملة المواطنين بكرامة واحترام، دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو اللون أو الانتماء.
8. مراعاة القواعد العسكرية ومعايير حقوق الإنسان في التعامل مع عناصر العدو (قتلى، أسرى، جرحى) وأثناء تنفيذ المهام.
المحظورات:
1. عصيان الأوامر العسكرية المشروعة.
2. التعدي بأي شكل من الأشكال على المدنيين.
3. الإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة.
4. ممارسة أي شكل من أشكال التمييز بين المواطنين.
5. إطلاق شعارات أو مواقف تمس الوحدة الوطنية أو تحلّ بالسلم الأهلي.
6. إساءة استخدام السلطة لتحقيق مصالح شخصية.
7. إهانة الموقوفين أو المعتقلين خلال العمليات، ويجب تسليمهم إلى الجهات المختصة بكل احترام ووفق القانون.
8. إفشاء الأسرار العسكرية أو المعلومات الحساسة.
9. تصوير المواقع أو العمليات العسكرية دون إذن رسمي.
10. الإدلاء بأي تصريحات إعلامية أو نشر بيانات دون إذن من وزارة الدفاع.
11. الإخلال بالآداب والتقاليد الاجتماعية العامة في المجتمع الذي تعمل فيه القوات المسلحة.
ينطبق هذا الميثاق على كل من يرتدي الزي العسكري ضمن الجيش السوري الجديد، وتعد مخالفة أي من أحكامه خاضعة للمساءلة والمحاسبة وفق الأصول القانونية والقضائية المعتمدة.
وزير الدفاع مرهف أبو قصرة: نعيد بناء جيش وطني محترف بعقيدة تحمي الشعب لا تقمعه
وسبق أن أكد وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، في مقابلة متلفزة، أن الوزارة تسير بخطى ثابتة نحو إعادة بناء جيش وطني محترف، يتبنى عقيدة عسكرية جديدة أساسها حماية الشعب السوري والدفاع عن سيادة البلاد، بعيدًا عن النموذج الذي أرسته الأنظمة السابقة القائمة على القمع والولاء الشخصي.
وأوضح أبو قصرة أن الوزارة التقت خلال الأشهر الماضية قرابة 130 فصيلاً عسكريًا في سوريا، وناقشت معهم الهيكلية الجديدة للجيش، وتمكنت من دمج جميع الفصائل تحت مظلة وزارة الدفاع، ضمن رؤية موحدة تضمن حصر السلاح بيد الدولة.
وأضاف: “لا مكان لأي جهة مسلّحة خارج سلطة الوزارة. نحن نعمل مع وزارة الداخلية لملاحقة فلول النظام السابق وضبط السلاح العشوائي ومنع أي تجاوزات على المواطنين”.
وفي سياق متصل، شدد الوزير على أن المؤسسة العسكرية في سوريا الجديدة تقوم على الاحتراف والتطوع، موضحًا أن “الجيش الذي نطمح إليه يجب أن يُبنى على أساس الكفاءة والانتماء، لا على أساس الإكراه أو الولاء السياسي”.
وأشار أبو قصرة إلى أن الوزارة بدأت بإعادة تأهيل الكليات العسكرية وتحديث مناهجها لتواكب التطورات الحديثة، كاشفًا عن خطة لاستيعاب الضباط المنشقين الذين لم يرتبطوا بفصائل مسلّحة، مشيرًا إلى أن القادة العسكريين في الثورة سيلتحقون بالكلية العسكرية قبل منحهم الرتب، تأكيدًا على معايير المهنية والانضباط.
وعن خطوات الاندماج، أكد الوزير أن مهلة الأيام العشرة التي أعلنتها الوزارة مؤخراً شهدت استجابة من بعض المجموعات الصغيرة، وتم استيعابها ضمن الجيش النظامي، في حين تتابع الوزارة إجراءاتها لاستكمال المشروع الأمني والعسكري الجديد.
واختتم أبو قصرة تصريحاته بالتأكيد على أن صورة وسمعة الجيش السوري السابق مشوّهة بسبب ما ارتكبه من جرائم بحق الشعب، وأن العمل جارٍ لترميم هذه الفجوة واستعادة ثقة المواطنين عبر نموذج مختلف تمامًا من المؤسسة العسكرية، يلبي تطلعات السوريين ويصون حقوقهم