
وفاة سيدة متأثرة بإصابتها جراء سقوط طائرة مسيّرة في ريف طرطوس
توفيت المواطنة زهور تامر، مساء اليوم، في مشفى طرطوس الوطني، متأثرةً بجروحها البليغة التي أُصيبت بها صباحًا، نتيجة سقوط طائرة مسيّرة مصدرها مجهول على منزلها في قرية الطليعي بريف طرطوس.
وبحسب مصادر طبية، فقد نُقلت زهور إلى المستشفى بحالة حرجة بعد إصابتها بحروق شديدة طالت معظم أنحاء جسدها، نتيجة الحريق الذي اندلع عقب الانفجار الناتج عن سقوط الطائرة، وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي بذلتها الطواقم الطبية داخل قسم العناية المركزة، فارقت الحياة بعد ساعات قليلة من إدخالها المستشفى.
وفي الوقت الذي يبقى مصدر الطائرة التي استهدفت منزل السيدة مجهولاً، رجحت مصادر محلية أن تكون الطائرة إيرانية الصنع، وتوقعت أن يكون مصدرها الطائرات الإيرانية التي تحاول استهداف "إسرائيل" والتي يبدو أنها ضلت طريقها ووصلت لريف طرطوس.
وسبق أن أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" أن فرق الإطفاء التابعة لها استجابت يوم الأحد 15 حزيران لنداءين طارئين بعد سقوط حطام يُعتقد أنه ناجم عن صواريخ أو طائرات مسيّرة، في سياق التصعيد العسكري المتواصل في المنطقة.
وذكرت المؤسسة أن الحادث الأول وقع في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حيث سقطت بقايا صاروخية بين الأبنية السكنية، مخلّفة أضرارًا مادية في أحد المباني دون وقوع إصابات، غير أن بعض الأهالي نقلوا الحطام إلى قبو أحد المنازل وحاولوا تفكيكه، ما أدى إلى اندلاع حريق بسبب وجود مواد متفجرة داخله، دون تسجيل خسائر بشرية.
أما الحادث الثاني، فقد سُجّل في منطقة الصمدانية الشرقية بريف القنيطرة الغربي، حيث سقط حطام صاروخي في أرض زراعية، متسببًا باندلاع حريق اقتصرت أضراره على الممتلكات.
وجدد الدفاع المدني السوري مناشدته للأهالي بضرورة عدم الاقتراب من أي جسم غريب أو حطام ناجم عن القصف، وعدم لمسه أو نقله، مع التأكيد على أهمية التواصل الفوري مع الجهات المختصة، كما شدد على ضرورة تفادي التجمهر أو الصعود إلى أسطح المباني أثناء وقوع الحوادث، داعيًا الجميع إلى الالتزام الصارم بإرشادات السلامة العامة حفاظًا على الأرواح وتفادي أخطار الأجسام غير المنفجرة.
وفي السياق نفسه، وجه وزير الطوارئ والكوارث في الحكومة السورية، رائد الصالح، نداءً عاجلاً إلى المواطنين، دعا فيه إلى الابتعاد عن أي جسم معدني أو حطام يُلقى على الأراضي السورية، في ظل التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران.
وأكد الصالح في بيان رسمي أن الاقتراب من هذه الأجسام أو محاولة لمسها قد يشكل خطرًا كبيرًا، مشددًا على ضرورة ترك معالجتها للجهات المختصة من فرق الهندسة وإزالة مخلفات الحرب. وأوضح أن الظرف الأمني الراهن يتطلب أعلى درجات الحذر والانضباط، مطالبًا الأهالي بالإبلاغ الفوري عن أي أجسام مشبوهة أو بقايا محتملة نتيجة القصف أو الاشتباكات.
وأشار الوزير إلى أن فرق الدفاع المدني والهندسة العسكرية في حالة جاهزية تامة للتعامل مع أي طارئ، محذرًا من مغبة التجمهر أو الصعود إلى أسطح المنازل لمراقبة السماء أو متابعة الأحداث الجارية، إذ قد يؤدي ذلك إلى تعريض حياة المدنيين للخطر نتيجة احتمال تساقط مقذوفات أو أجزاء من طائرات.
وفي هذا الإطار، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة توثق لحظة سقوط أجسام معدنية يُعتقد أنها خزانات وقود تعود لطائرات إسرائيلية، على أطراف بلدة جباب في ريف درعا الشمالي، ما أثار موجة من القلق بين السكان.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد المخاوف من توسّع رقعة المواجهة بين طهران وتل أبيب، خاصة في ظل نشاط ميليشيات موالية لإيران داخل الأراضي السورية واللبنانية، الأمر الذي قد يمهد لانفجار مواجهة إقليمية واسعة تتجاوز حدود الاشتباكات المعتادة، وتدفع بسوريا إلى قلب دائرة الاستهداف والتصعيد المتبادل.