كشف قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، أن لجنة عسكرية من قيادات "قسد" ستتوجه قريباً إلى دمشق لبحث آليات الاندماج ضمن الجيش السوري، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تمثل بداية جديدة في مسار توحيد المؤسسة العسكرية تحت مظلة الدولة السورية.
وقال عبدي، في كلمة ألقاها خلال احتفال بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس قواته، إن اللجنة ستناقش تفاصيل وآليات دمج قسد في الجيش الوطني السوري، مضيفاً أن وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للقوات ستواصل مهامها في ملاحقة تنظيم داعش في مختلف أنحاء البلاد، بالتنسيق مع السلطات السورية.
اجتماع رفيع في دمشق لتعزيز تنفيذ الاتفاق
جاءت تصريحات عبدي بعد لقاء عقده الرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك، وقائد القيادة الوسطى الأميركية الأدميرال براد كوبر، بحضور عدد من كبار المسؤولين السوريين، لبحث آخر المستجدات في الشمال الشرقي وآليات دعم العملية السياسية والأمنية**.
وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول تنفيذ اتفاق العاشر من آذار/مارس الماضي بين الحكومة السورية و”قسد”، بما يضمن صون وحدة الأراضي السورية وسيادتها الوطنية، مشيراً إلى أن الجانبين أكدا ضرورة تطبيق الاتفاق بصورة متكاملة تحافظ على الأمن والاستقرار في الشمال الشرقي وتُهيئ لمرحلة سياسية جديدة قائمة على الشراكة الوطنية.
وحضر الاجتماع كل من وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة، حيث جرى بحث **الملفات الأمنية والعسكرية في شمال وشرق سوريا، وسبل ضبط الأوضاع الميدانية ومنع التصعيد.
لقاءات أميركية–كردية لتعزيز تنفيذ التفاهم
وكان المبعوث الأميركي براك والأدميرال كوبر قد عقدا في وقت سابق سلسلة اجتماعات في شمال شرقي سوريا مع مظلوم عبدي وعدد من القادة المحليين، ركزت على تسريع تنفيذ بنود اتفاق العاشر من آذار مع دمشق، لا سيما ما يتعلق بدمج القوات الكردية في المؤسسة العسكرية السورية وإعادة هيكلة الملف الأمني في المنطقة بما يضمن وحدة القرار العسكري السوري.
اتفاق شامل لوقف إطلاق النار
وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار مع قائد “قسد” مظلوم عبدي، عقب لقاء جمعهما في العاصمة دمشق.
وقال أبو قصرة في منشور على منصة “تويتر”: “التقيت بالسيد مظلوم عبدي واتفقنا على وقف شامل لإطلاق النار في جميع المحاور ونقاط الانتشار العسكرية في شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ التنفيذ فوراً.”
واشنطن: الأمور تسير في الاتجاه الصحيح
من جهته، وصف المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس براك لقاءاته مع الرئيس أحمد الشرع ومظلوم عبدي بأنها كانت “رائعة وبنّاءة"، مؤكداً في تصريحات نقلتها قناة “العربية” أن الجانبين اتفقا على تثبيت وقف إطلاق النار وتعزيز الثقة بين الأطراف السورية.
وأشار براك إلى أنه ناقش مع الرئيس الشرع آليات تنفيذ اتفاق العاشر من آذار بصورة تضمن نجاح عملية الدمج والاستقرار في الشمال الشرقي، مؤكداً أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح نحو ترسيخ التهدئة وإعادة بناء الثقة بين الأطراف السورية كاف.
أثار بيان صادر عن الرئاسة الروحية في السويداء موجة من الجدل بعد أن وجه نداءً إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، طالب فيه بـ "التحرك العاجل لرفع الحصار عن السويداء وتمكين سكانها من ممارسة حق تقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة" وفق نص البيان.
وتضمن البيان الذي حمل توقيع "حكمت الهجري"، دعوات اعتبرتها أوساط وطنية دعوة صريحة للتدخل الخارجي ومحاولة لإضفاء طابع انفصالي على القضية المحلية في السويداء، وتحدث البيان عن حصار شامل يعانيه سكان السويداء، وتدهور حاد في الأوضاع المعيشية والخدمية، مع اتهامات وُجّهت إلى ما سمّاها "الحكومة المؤقتة والميليشيات التابعة لها" بارتكاب "جرائم وانتهاكات ضد المدنيين".
كما ناشد البيان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للتحرك، مطالبًا بفتح "معابر إنسانية دولية" و"محاسبة المسؤولين أمام القضاء الدولي" وصولًا إلى طرح فكرة تقرير المصير تحت إشراف أممي.
ويرى مراقبون أن البيان يحمل إشارات سياسية خطيرة تتجاوز الطابع الإنساني المعلن له، إذ تضمّن دعوات واضحة إلى التدويل والانفصال عن سلطة الدولة السورية، في تجاهل تام لجهود الحكومة السورية التي تواصل إرسال المساعدات الإنسانية إلى السويداء وتعمل على تحسين الواقع الخدمي والاقتصادي في المحافظة رغم الظروف الصعبة والعقوبات المفروضة على البلاد.
كما تجاهل البيان، وفق محللين سياسيين، المبادرات الوطنية المتكررة التي أطلقتها الدولة السورية لإعادة الهدوء إلى السويداء، والدعوات المستمرة للحوار والحل الداخلي بعيدًا عن أي تدخل خارجي، مؤكدين أن اللجوء إلى المنظمات الدولية في قضايا داخلية يُعدّ تجاوزًا لمبدأ السيادة الوطنية المنصوص عليه في القانون الدولي.
ويرى خبراء أن استخدام البيان لتوصيفات مثل "الإبادة الممنهجة" و"الحصار القاتل" و"التجويع القسري" يعكس لغة تصعيدية تهدف إلى خلق رأي عام خارجي ضاغط، في وقت تؤكد فيه الدولة السورية التزامها بحماية جميع المواطنين وتقديم المساعدات عبر القنوات الرسمية، مشددة على ضرورة تفويت الفرصة على كل محاولات التحريض أو التقسيم التي تستهدف وحدة البلاد.
وظهر في البيان الذي أصدره "الهجري" تسمية جبل العرب بمصطلح "جبل باشان"، وهو اسم يهودي مستوحى من التراث التوراتي، وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أطلق على حملته العسكرية على سوريا بعد سقوط النظام البائد "سهم باشان".
وكانت شدّدت مصادر حكومية على أن سوريا كانت وما تزال حريصة على وحدة أراضيها ونسيجها الاجتماعي، مؤكدة أن الحل الوحيد للأزمة في أي منطقة من البلاد يكون تحت سقف الدولة السورية، بعيدًا عن أي أجندات خارجية أو دعوات انفصالية.
وتشهد محافظة السويداء توتراً متزايداً بعد تداول وثائق منسوبة لما يُعرف بـ"اللجنة القانونية"، التابعة لحكمت الهجري تُظهر فرض قيود على مغادرة المدنيين للمحافظة، في خطوة اعتبرها ناشطون تضييقاً جديداً على الأهالي ومحاولة لفرض سلطة موازية للجهات الرسمية.
الوثائق التي جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تحمل توقيع العقيد نزار الطويل، قائد قطاع شهبا، والشيخ معين رئيس اللجنة الأمنية التابعة لما يُعرف بحكمت الجهري، وتنص على منح موافقات خاصة للمواطنين الراغبين بمغادرة السويداء لأسباب علاجية فقط، شريطة مراجعة المكتب الأمني التابع للجنة.
وبحسب ما ورد في تلك الوثائق، يُمنع خروج أهالي المحافظة من دون تصريح رسمي، ولا يُسمح بالسفر إلا لأسباب مرضية موثقة أو بهدف السفر إلى الخارج بعد تقديم جواز السفر وتذكرة الطيران، ما أثار موجة انتقادات واسعة في الأوساط المحلية التي رأت في القرار تعدّياً على حرية التنقل وفرضاً لسلطة أمر واقع خارج إطار الدولة.
في المقابل، أعلنت الجهات الحكومية السورية أن طريق دمشق – السويداء يشهد تحسناً ملحوظاً في حركة المسافرين المدنيين ووسائط النقل العامة، مشيرةً إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن الجهود التي يقودها محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور وقوى الأمن الداخلي لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة.
وكان نفى المحافظ في تصريح رسمي أي علاقة للجهات الحكومية بما يُعرف بـ"اللجنة القانونية"، مؤكداً أنها ليست جهة معترفاً بها قانونياً، ولم يُكلّف أي من أعضائها بمهام رسمية.
وأضاف أن كل الإجراءات والتصاريح في المحافظة تصدر حصراً عن المؤسسات الحكومية المختصة، داعياً المواطنين إلى عدم التعامل مع أي جهة غير رسمية أو فصائل محلية تدّعي امتلاك صلاحيات أمنية أو إدارية.
تزامناً مع ذلك، بدأت صفحات تابعة للمجموعات المسلحة المحسوبة على الجهري بالترويج لمزاعم تفيد بأن المحافظة "خالية من الطحين"، متهمةً الحكومة السورية بـ"تجويع السكان"، فيما تجاهلت الإشارة إلى الانتهاكات والسرقات التي تمارسها هذه المجموعات بحق المواد الأساسية والمساعدات المخصصة للأهالي.
ويرى متابعون أن القرارات الأخيرة الصادرة عن "اللجنة القانونية" تهدف إلى إحكام السيطرة على السكان وفرض واقع إداري موازٍ داخل المحافظة، في وقت تعمل فيه الدولة على بسط الأمن وإعادة انتظام الخدمات العامة والمرور الآمن بين السويداء ودمشق.
أكدت بيانات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية السورية أن الأجهزة الأمنية تواصل تنفيذ عمليات نوعية تستهدف ملاحقة المطلوبين من فلول النظام البائد والخلايا المتورطة في أنشطة غير قانونية، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد.
وأوضحت الوزارة أن إحدى العمليات الأمنية التي نُفذت في محافظة اللاذقية أسفرت عن إلقاء القبض على عدد من المطلوبين المتورطين في تهريب الأسلحة والذخائر والأنشطة التخريبية، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن تورط بعضهم في إدارة شبكات إعلامية موجهة لخدمة أجندات معادية تهدف إلى الإخلال بالأمن والسلم الأهلي.
وأضافت الوزارة أن الموقوفين أُحيلوا إلى القضاء المختص لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم، مؤكدة أن وحدات الأمن الداخلي ستواصل جهودها في ملاحقة جميع المتورطين بالجرائم المنظمة والانتهاكات، بما يكفل تحقيق العدالة وصون أمن المواطنين.
وفي التفاصيل تمكنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب، من إلقاء القبض على المجرم "قصي عماد قرطاني"، المنحدر من بلدة وطا الشير بريف المحافظة، المتورط في تجارة وتهريب الأسلحة والذخائر لصالح الخلايا الإرهابية.
كما أظهرت التحقيقات الأولية إدارة المجرم لأحد المكاتب الإعلامية التابعة للخلايا، والتي تهدف إلى زعزعة الأمن والإخلال بالسلم الأهلي، كما أكدت الداخلية استمرار الوحدات الأمنية في محافظة اللاذقية في جهودها بملاحقة جميع مرتكبي الجرائم ومحاسبتهم بما يكفل تحقيق العدالة الوطنية.
وكشف قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد "عبد العزيز الأحمد" عن تنفيذ عملية أمنية محكمة أسفرت عن إلقاء القبض على "سامر أديب عمران"، من بلدة عين البيضا في ريف اللاذقية الشمالي.
كما شغل "عمران" سابقًا منصب رئيس مفرزة الأمن العسكري في محافظة درعا إبان حكم النظام البائد والمتورط في ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين من أبناء محافظة درعا، بما في ذلك عمليات الاغتيال والخطف والابتزاز والإخفاء القسري.
وأوضحت التحقيقات أن المقبوض عليه كان يشغل موقعاً قيادياً محورياً في تنظيم وإدارة هذه العمليات الإجرامية، وأدار شبكات واسعة لتهريب المخدرات وجمع المعلومات والتجسس كما كان متورطاً بشكل مباشر في تصفية النشطاء والثوار وعائلاتهم.
وتأتي هذه العمليات في إطار جهود الأمن الداخلي لتعزيز الاستقرار وحماية المدنيين، وملاحقة المجرمين المتورطين في انتهاكات جسيمة خلال السنوات الماضية خلال الحرب التي شنها نظام الأسد البائد ضد الشعب السوري.
جدد رئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم قالن، تأكيد بلاده على التزامها الكامل بدعم وحدة الأراضي السورية وتعزيز استقرارها السياسي والاقتصادي، مشيراً إلى أن أنقرة تبذل جهوداً مكثفة لإسناد مسار التنمية في سوريا بعد مرحلة طويلة من الحرب والانقسام.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن قالن قوله، خلال كلمته في مؤتمر “الدراسات الاستخبارية الدولي” الذي نظمته أكاديمية الاستخبارات الوطنية التركية، إن “سوريا اليوم بحاجة إلى دعم ومساندة الجميع، فالإدارة الجديدة ورثت دولة منهارة، ومجتمعاً منقسماً، واقتصاداً مفلساً”، مؤكداً أن “إصلاح هذا الواقع وبناء سوريا جديدة ليس مهمة السوريين وحدهم، بل مسؤولية جماعية تقع على عاتقنا جميعاً”.
وأضاف قالن أن الإدارة السورية الجديدة واجهت منذ توليها الحكم تحديات قاسية، موضحاً أن “إسقاط نظام البعث الذي استمر قرابة ستة عقود، وإنهاء الحرب التي امتدت لأربع عشرة سنة، يمثلان بداية عهد صعب يتطلب تضافر الجهود لإعادة الإعمار وبناء مؤسسات الدولة على أسس من العدالة والمواطنة”.
حول غزة: فرصة تاريخية لبناء سلام دائم
وفيما يخص اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وصف قالن ما تحقق بأنه “فرصة تاريخية لوقف نزيف الدم وتحويل الهدنة إلى سلام مستدام، مشيراً إلى أن “سياسات الإبادة الجماعية التي مارستها إسرائيل ضد الفلسطينيين انتهت اليوم بهذا الاتفاق الذي يجب أن يُصان بمسؤولية عالية”.
وقال قالن: “تطبيق وقف إطلاق النار سيكون من الآن فصاعداً أحد أهم مهامنا، ويتطلب مراقبته على الأرض قدراً كبيراً من الحساسية والانتباه”، مضيفاً أن “المسؤولية الكبرى في تحويل الهدنة إلى سلام حقيقي تقع على عاتق الوسطاء والضامنين والمجتمع الدولي بأسره”.
وشدد رئيس الاستخبارات التركية على أن السلام لن يتحقق إلا بإحياء حل الدولتين، وقيام دولة فلسطين مستقلة، مضيفاً: “نؤمن أن هذا الحل ليس مستحيلاً، وأن انعدام الثقة بين الأطراف يمكن تجاوزه عبر الإرادة الصادقة والإصرار المشترك، فبناء الثقة هو الطريق إلى بناء السلام”.
إشادة بدور أردوغان في وقف الإبادة
وختم قالن بالإشادة بالدور القيادي للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي عبّر – بحسب وصفه – عن “موقف تركيا المبدئي والحازم في جميع المحافل الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة”، مؤكداً أن أنقرة “عملت بلا كلل لوقف الهجمات الإسرائيلية وإنهاء حرب الإبادة في غزة، وستواصل التزامها بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
أعرب فريد المذهان، المعروف بـ "قيصر"، عن امتنانه العميق لقرار مجلس الشيوخ الأمريكي الذي صوّت بأغلبية ساحقة لصالح المادة التي تنص على إلغاء قانون قيصر، ضمن مسودة مشروع ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2026، معتبراً ذلك إنجازاً تاريخياً يمهد لمرحلة جديدة من التعافي الوطني والازدهار الاقتصادي في سوريا.
وأوضح المذهان في منشور على منصة إكس، أن المشروع سيُحال لاحقاً إلى مجلس النواب الأمريكي لمناقشته والتصويت عليه قبل نهاية العام، تمهيداً لرفعه إلى الرئيس دونالد ترامب للمصادقة عليه ودخوله حيّز التنفيذ، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل تحولاً جوهرياً في الموقف الدولي تجاه الشعب السوري.
ووجّه المذهان خالص الشكر والتقدير إلى المنظمات السورية–الأمريكية التي عملت بإصرار على مدى أشهر لتحقيق هذا الإنجاز، مشيداً بما وصفهم بـ “الجنود المجهولين” من أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة الذين بذلوا جهوداً استثنائية في سبيل دعم وطنهم الأم، قائلاً: هؤلاء لم يدخروا جهداً ولا مالاً من أجل تعافي وازدهار وطننا الغالي سوريا.
كما عبّر عن تقديره العميق لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، وعلى رأسهم السيناتور روجر، رئيس لجنة القوات المسلحة في المجلس، الذي لعب – بحسب تعبيره – دوراً محورياً في الدفع نحو إقرار التعديل التاريخي الذي ألغى قانون قيصر، مؤكداً أن هذا القرار يمثل “بداية عهد جديد عنوانه الكرامة والسيادة والتنمية للشعب السوري الأبي الذي يستحق الحياة بسلام وازدهار.”
وكانت رحبت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية، بالتطور الإيجابي المتمثل في اعتماد مجلس الشيوخ الأميركي مادة ضمن مشروع موازنة الدفاع الوطني تنص على إلغاء ما يعرف بـ"قانون قيصر"، الذي فُرض على النظام السابق وألحق أضراراً واسعة بالشعب السوري ومختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية.
وأكدت الوزارة في بيانها أن هذا القرار يعكس توجهاً جديداً لدى الأوساط التشريعية الأميركية لإعادة النظر في السياسات السابقة التي أثبتت فشلها، موجهة الشكر لأعضاء الكونغرس الذين دعموا هذا المسار التشريعي، معتبرةً الخطوة بادرة بناءة لتصويب مسار العلاقات الثنائية بين دمشق وواشنطن، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وفتح آفاق جديدة للتعاون الإنساني والاقتصادي.
وأضاف البيان أن الوزارة تنظر إلى هذا التطور على أنه مؤشر استراتيجي مهم في مقاربة المجتمع الدولي للملف السوري، ويمهّد الطريق أمام جهود التعافي وإعادة الإعمار وتنشيط الحركة الاقتصادية، كما يعزز الثقة المتبادلة ويؤسس لمرحلة أكثر استقراراً على المستويين الإقليمي والدولي.
وختمت الخارجية السورية بيانها بالتأكيد على أن العمل الدبلوماسي سيستمر بالتنسيق مع الكونغرس والحكومة الأميركية من أجل استكمال الإجراءات القانونية اللازمة لتحقيق الإلغاء الكامل لقانون قيصر، وبما يضمن إنهاء معاناة الشعب السوري ورفع جميع أشكال العقوبات المفروضة عليه.
وكان حظي البطلان السوريان المعروفان طيلة سنوات طويلة باسم "سامي وقيصر"، المسؤولان عن تسريب صور تعذيب الضحايا في سجون النظام البائد، بإشادة واهتمام واسع من قبل كافة أبناء الشعب السوري بمختلف انتمائهم وتوجهاتهم، تقديراً لعملهم البطولي، والذي لعب دوراً محورياً في كسر شوكة النظام وملاحقته دولياً.
وخلد البطلان "سامي وقيصر" أسمائهما في تاريخ سوريا الحديث والمستقبل، كشخصيتين، واجهتا كل غطرسة النظام، واستطاعا بشجاعة كبيرة، القيام بعمل كان حدثاً بارزاً في تاريخ ثورة السوريين، في فضح القتل والتعذيب وجرائم الحرب التي حاول النظام البائد جاهداً لإخفائها، فكانا شاهدين رئيسيين في إدانة نظام الأسد بالجرائم، مسطران أسمائهم التي كشفو عنها كبطلين يستحقان كل التقدير والتكريم.
وبعد سنوات طويلة من الاختباء وراء اسماء مستعارة، كشف البطل "قيصر" المعروف باسم "الشاهد الملك" عن شخصيته، لأول مرة وعبر قناة "الجزيرة" القطرية، وهو المساعد أول "فريد المذهان" رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق وينحدر من مدينة درعا، وقبله شريكه "سامي" وهو المهندس المدني "أسامة عثمان" الذي يرأس اليوم مجلس إدارة منظمة "ملفات قيصر للعدالة".
وقال"قيصر" الذي كشف عن هويته للمرة الأولى في برنامج "للقصة بقية" على قناة "الجزيرة"، إن أوامر التصوير وتوثيق جرائم النظام يصدران من أعلى هرم السلطة للتأكد من أن القتل ينفذ فعلياً.
وأكد "قيصر" المعروف بـ "الشاهد الملك" أن قادة الأجهزة الأمنية كانوا يعبرون عن ولائهم المطلق لنظام الأسد عبر صور جثث ضحايا الاعتقال، وبين أن أول تصوير لجثث معتقلين كان بمشرحة مستشفى تشرين العسكري لمتظاهرين من درعا في مارس ٢٠١١.
وأكد المساعد أول "فريد المذهان" أن الموقوف بمجرد دخوله المعتقل يوضع رقم على جثته بعد قتله، وبين أن أماكن تجميع وتصوير جثث ضحايا الاعتقال كانت في مشرحة مستشفيي تشرين العسكري وحرستا.
ولفت "قيصر" إلى تحويل مرآب السيارات في مستشفى المزة العسكري لساحة تجميع الجثث لتصويرها مع ازدياد عدد القتلى، وقال إنه في بداية الثورة السورية كانت عدد الجثث من ١٠ إلى ١٥ يوميا لتصل إلى ٥٠ في اليوم.
وأوضح أن النظام كان يكتب أن سبب وفيات من قتلهم هو توقف القلب والتنفس، وكشف عن عمليات ابتزاز ممنهجة مورست ضد الآلاف من أهالي المعتقلين دون الحصول على أي معلومات.
ارتبط اسم "سامي" و"قيصر" بملفات التعذيب البشعة في سجون نظام الأسد المهزوم في سوريا، وذلك منذ عام 2014، بعد أن استطاع ضمن فريق لم تكشف هويتهم طيلة سنوات ماضية، ليكشف اليوم عن هويته الحقيقية بعد سقوط نظام الأسد، والذي لعب دوراً بارزاً في نقل صور التعذيب للعالم المنظمات الدولية، وفضح جرائم النظام البشعة، والتي كانت سبباً في فرض القيود والعقوبات الدولية التي ساهمت بتقويض سلطته ومحاصرته دولياً
استُخدمت الصور التي نقلها "سامي وقيصر" في محاكم بدول غربية لإدانة ضباط سوريين بتهم التعذيب وارتكاب انتهاكات خلال فترات عملهم في سوريا وقبل فرارهم منها، ليكشف اليوم سامي أو مايعرف باسم "الشاهد التوأم" مع قيصر، عن شخصيته في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
"سامي" الذي تردد اسمه طويلاً، هو المهندس المدني "أسامة عثمان" الذي يرأس اليوم مجلس إدارة منظمة "ملفات قيصر للعدالة"، كان يعمل مهندساً مدنياً عندما اندلعت الثورة السورية عام 2011، وله قريب عرف باسم "قيصر" كان يعمل في مناطق سيطرة قوات النظام، بمهمة توثيق الوفيات في أقسام أجهزة الأمن السورية
كان دور "قيصر" توثيق جثث ضحايا التعذيب بكل بشاعتها بعد وصولها من الأفرع الأمنية، جثث عراة تحمل أرقاماً، تضمنتها آلاف الصور لنساء ورجال وأطفال، بأبشع مارأته البشرية في تاريخها، دفعت تلك الجرائم كلاً من "سامي وقيصر" إلى العمل معاً لتوثيق ما يحصل في السجون والمعتقلات السورية، وتحديداً في دمشق حيث كان يعمل "قيصر" والذي كان يوثق أحياناً موت ما لا يقل عن 70 شخصاً يومياً.
وبدأ الرجلان التعاون في جمع وثائق التعذيب في مايو (أيار) 2011. كان "قيصر" يهرب الصور عبر محرك أقراص محمول (يو أس بي) ويعطيها لسامي في مناطق المعارضة، وأثمرت جهود الرجلين "سامي وقيصر" تهريب عشرات آلاف الصور لجثث ضحايا التعذيب إلى خارج سوريا.
وكُشف عن الصور للمرة الأولى في العام 2014 بعدما صارا خارج سوريا، واليوم باتت الصور التي هرباها جزءاً من "لائحة الاتهام" ضد الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، مشدداً على ضرورة "المحاسبة" في سوريا اليوم بعد إطاحة النظام السابق،
أصدرت وزارة الاقتصاد والصناعة في سوريا قراراً يقضي بمنع حيازة وتداول جميع أنواع الخردة (السكراب) التي تعود ملكيتها إلى الجهات الحكومية المدنية والعسكرية ومؤسسات الدولة.
وذكرت الوزارة في بيانها أن القرار ألزم مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك في مختلف المحافظات بالتشدد في الرقابة وتنظيم الضبوط التموينية بحق المخالفين، إضافة إلى حجز المواد المخالفة أينما وُجدت.
وأوضح البيان أن المنع يشمل مجموعة من القطاعات الحيوية، أبرزها قطاع الكهرباء الذي يتضمن العدادات والمحولات والكابلات والأبراج وجميع المعدات الكهربائية، إلى جانب قطاع الاتصالات الذي يضم الأبراج والكابلات والحاصلات ومقاسم الهاتف والقطع الإلكترونية وأغطية العلب وغرف التوزيع.
كما شمل القرار الأجهزة والمعدات الطبية بمختلف أشكالها، بما في ذلك المستلزمات الطبية، فضلاً عن جميع المواد والتجهيزات المتعلقة بقطاع السكك الحديدية.
ويمتد نطاق الحظر أيضاً إلى قطاعي المياه والنفط، حيث يمنع تداول عدادات المياه وشبكاتها، وأنابيب النفط والمياه، وأغطية الصرف الصحي بجميع أنواعها. كما يتضمن القرار المعدات والآليات والمركبات العسكرية والسيارات التابعة لها.
هذا وتشير مصادر حكومية إلى أن هذا القرار يأتي في إطار حماية الممتلكات العامة ومنع تهريب أو تفكيك التجهيزات العائدة لمؤسسات الدولة، مؤكدة أن أي عمليات شراء أو بيع لهذه المواد ستُعد مخالفة يعاقب عليها القانون.
أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية عن تعديل أوقات الدوام في عدد من المعابر الحدودية مع كل من تركيا ولبنان، وذلك في إطار خطة تهدف إلى تنظيم حركة العبور وتسهيل الخدمات المقدمة للمسافرين.
وأوضح مدير العلاقات في الهيئة مازن علوش، في بيان نشره عبر منصة (X) اليوم، أن التعديلات الجديدة تتضمن تقليص ساعات العمل في بعض المعابر الحدودية مع الإبقاء على فتح أخرى على مدار الساعة لتأمين انسيابية العبور دون انقطاع.
وبيّن علوش أن المعابر الحدودية في الشمال مع تركيا، وهي (كسب، الحمام، الراعي، وجرابلس)، سيصبح دوامها اعتباراً من الأربعاء 15 تشرين الأول 2025 من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساءً، في حين ستبقى الحركة في معبري باب الهوى والسلامة مستمرة طوال 24 ساعة يومياً دون توقف.
وأكد علوش أنه لا صحة لما يُشاع حول السماح بدخول السوريين الحاملين للجنسية التركية إلى الأراضي التركية بالسيارات السورية، موضحاً أن الهيئة ستعلن عن أي مستجدات تتعلق بهذا الشأن فور صدورها.
وفي ما يخص المعابر الحدودية مع لبنان، أوضح علوش أن الدوام في معبري العريضة وجوسية سيكون اعتباراً من التاريخ نفسه من الساعة السادسة صباحاً حتى السابعة مساءً، بينما سيستمر العمل في معبر جديدة يابوس وفق النظام المعتمد سابقاً من الساعة السادسة صباحاً وحتى منتصف الليل.
وختم علوش بأن الهيئة ستواصل مراجعة الإجراءات التنظيمية في جميع المنافذ الحدودية بما يضمن رفع كفاءة الخدمات وتخفيف الازدحام وتحسين تجربة المسافرين.
شهدت مدينة منبج في ريف حلب الشرقي مساء أمس انطلاقة حملة “فزعة منبج” المجتمعية، التي نجحت خلال أمسيّتها الافتتاحية في جمع تبرعات تجاوزت 11 مليون دولار أمريكي، خُصصت لدعم المشاريع التنموية في القطاعات الحيوية، وتعزيز جهود إعادة الإعمار وتحسين الواقع الخدمي والمعيشي في المنطقة.
احتضن الملعب البلدي في منبج فعاليات الإطلاق التي شاركت فيها شخصيات من مختلف القطاعات الأهلية والاقتصادية والمجتمعية، إلى جانب ذوي الشهداء ومصابي الحرب، ومنظمات محلية ودولية تُعنى بالتنمية المستدامة، في مشهدٍ يعكس روح التضامن المجتمعي وإرادة النهوض الجماعي.
منبج.. أمل يتجدد بعد سنوات المعاناة
قال مدير مكتب مسؤول منطقة منبج مالك إبراهيم، في تصريح لـ"سانا" إن منبج تُعد أكبر منطقة إدارية في سوريا من حيث الكثافة السكانية، وقد عانت طويلاً من ممارسات نظام الأسد البائد ومن بطش تنظيمي داعش وقسد، ما خلّف دماراً واسعاً وأزمات إنسانية متفاقمة.
وأضاف أن حملة “فزعة منبج” تأتي اليوم كجرعة أمل جديدة تبعث الحياة في المشاريع التنموية، ضمن مسار التعافي المبكر الذي يشمل البنية التحتية والخدمات العامة وخلق فرص العمل.
دعم البلديات والخدمات الأساسية
وأوضح مسؤول البلديات في منبج عبد الملك الشيخ أن الحملة ستسهم في توفير الخدمات الأساسية في قطاعات المياه والصرف الصحي وصيانة الطرق، إلى جانب دعم البلديات البالغ عددها 12 بلدية بين المدينة وأريافها.
وبيّن أن هذه الجهود تأتي تعزيزاً لدور الحكومة في تحسين البيئة الخدمية والمعيشية، من خلال شراكة حقيقية مع المجتمع المحلي والقطاع الخاص.
التعليم والصحة في صدارة الأولويات
بدوره، أكد مدير مجمع منبج التربوي علي خليل أن الحملة ستدعم قطاع التعليم، خصوصاً مع وجود نحو 150 ألف طالب بحاجة إلى مدارس مؤهلة، مشيراً إلى أن جزءاً من التمويل سيُخصص لصيانة الأبنية التعليمية المدمّرة وتأمين المستلزمات الأساسية لعودة العملية التعليمية إلى مسارها الطبيعي.
أما مدير مشفى منبج الوطني عبد الباسط إبراهيم فأوضح أن الحملة ستؤمن تمويلاً يقارب مليوناً ونصف المليون دولار لإعادة تأهيل المشفى الوحيد في المدينة، وتفعيل المستوصفات المدمّرة ومنظومة الإسعاف، ما يضمن تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للسكان في المدينة وريفها.
تعاون أهلي وتنمية محلية
وأشار مدير منظمة “وحدة دعم الاستقرار” منذر السلال إلى أن المشاركة في الحملة جاءت انطلاقاً من الإيمان بأهمية رأس المال المحلي والتكافل المجتمعي في النهوض بالمنطقة، مؤكداً أن منبج وريفها شهدا دماراً هائلاً بسبب نظام الأسد البائد وتنظيم داعش، وأن هذه الحملة تمثل خطوة عملية نحو الإعمار والتنمية المستدامة.
منبج نموذج للتكافل السوري
تُعد حملة “فزعة منبج” واحدة من المبادرات الوطنية التي تشهدها المدن السورية في مرحلة ما بعد الحرب، بهدف تعزيز العمل الأهلي وترسيخ ثقافة العطاء والتكاتف، وتجسيد الشراكة بين الدولة والمجتمع في بناء واقعٍ خدمي واقتصادي متجدد يليق بتضحيات السوريين وآمالهم.
وصلت قيمة التبرعات لصالح حملة “فزعة منبج” المجتمعية تجاوزت خمسة ملايين دولار بعد ساعات من انطلاقها ، وسط مشاركة واسعة من أبناء مدينة منبج وريف حلب الشرقي، وحضور رسمي وشعبي يعكس روح التضامن المجتمعي في دعم المشاريع الخدمية والتنموية بالمدينة.
وتهدف الحملة إلى تمويل مشاريع إعادة الإعمار والبنى التحتية وتحسين الخدمات العامة في منبج، في إطار الجهود الوطنية لتعزيز التنمية المحلية وإحياء المناطق المتضررة.
وكانت حملة “أربعاء الرستن” من أبرز المبادرات المجتمعية الأخيرة، إذ جمعت نحو 3.76 ملايين دولار خلال يومها الأول فقط، وشاركت فيها شخصيات رسمية وأهلية.
وشملت الحملة تمويل مشاريع خدمية في التعليم والصحة والبنية التحتية، إلى جانب رمزية التبرعات التي جسدت ارتباط السوريين بمدنهم بعد التحرير.
أما في إدلب، فقد أطلقت حملة “الوفاء لإدلب” التي تجاوزت تبرعاتها 208 ملايين دولار في فترة قصيرة، لتصبح أكبر حملة تبرعات مجتمعية في سوريا حتى الآن. وركزت الحملة على دعم مشاريع الإسكان والتعليم والخدمات العامة، وكانت مثالاً على الالتفاف الشعبي حول هدف إعادة الحياة إلى المناطق المحررة.
تأتي هذه الحملات ضمن سلسلة مبادرات مجتمعية متتابعة شهدتها المحافظات السورية منذ مطلع عام 2025، في درعا، وحمص، وإدلب، ودير الزور، وريف دمشق، بهدف تمويل مشاريع خدمية وتنموية وإعادة تأهيل البنى التحتية.
وتُعدّ هذه الحملات جزءاً من رؤية وطنية لتعافي سوريا عبر التمويل الذاتي والمشاركة المجتمعية، وتأكيداً على قدرة السوريين في الداخل والخارج على المساهمة المباشرة في إعادة إعمار مدنهم وبناء مستقبلهم المشترك
أكد مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية والمغتربين محمد طه الأحمد أن زيارة الوفد السوري إلى لبنان تُعد "زيارة تاريخية"، كونها الأولى بعد سقوط النظام البائد، مشيراً إلى أنها تأتي تتويجاً لسلسلة لقاءات واتصالات هدفت إلى حل القضايا العالقة وتعزيز التعاون الثنائي.
وأوضح الأحمد، في تصريح لقناة الإخبارية السورية، أن الزيارة “كان مخططاً لها منذ فترة، وحان وقتها الآن”، مبيناً أن عدداً من اللجان السورية واللبنانية المشتركة سبق أن بحثت ملفات متعددة، من أبرزها ملف الموقوفين السوريين في لبنان.
وكشف الأحمد عن التوصل إلى اتفاق لتسليم السجناء السوريين إلى بلادهم، باستثناء من ارتكبوا جرائم ترتب عليها "دم بريء"، لافتاً إلى أن الرئيس أحمد الشرع يولي هذا الملف اهتماماً كبيراً، وأن الجانب اللبناني أبدى تعاوناً إيجابياً في الاجتماعات الأخيرة. وأكد أن أغلب السجناء السوريين في لبنان موجودون في سجن رومية، وأن عدداً كبيراً منهم وُجهت إليه تهم ملفقة خلال فترة النظام السابق.
كما أشار الأحمد إلى أن ملف اللاجئين السوريين يحظى بالأولوية في المحادثات الجارية، موضحاً أن معظم اللاجئين تم تهجيرهم من مناطق كانت مناهضة للنظام البائد، وأن الظروف الحالية باتت مهيأة لعودتهم، ولا سيما مع تحسن الأوضاع الأمنية وانفتاح الدولة السورية.
وأضاف أن الحكومة السورية تعمل على تكريس الخدمات في المناطق الثورية السابقة وتشجيع التنمية فيها، بهدف نقل الدعم إلى الداخل، وتهيئة البيئة المناسبة لعودة السوريين، مؤكداً أن البلاد في ظل مرحلة البناء والانفتاح تحتاج إلى "عدد كبير من الأيادي العاملة".
وفي ما يخص التعاون الحدودي، أوضح الأحمد أن لجنة مشتركة سورية لبنانية تعمل حالياً على وضع آلية لضبط الحدود وترسيمها، بعد أن تم ضبط عدد كبير من شبكات التهريب التي كانت تنشط بين البلدين خلال السنوات الماضية.
وختم الأحمد بالقول إن المرحلة القادمة ستشهد تعزيزاً للعلاقات السورية اللبنانية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وطي صفحة الماضي بما يخدم الشعبين الشقيقين.
و وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، صباح اليوم الجمعة، إلى العاصمة اللبنانية بيروت في أول زيارة رسمية تتضمّن سلسلة لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين اللبنانيين، من بينهم وزير الخارجية يوسف رجي، ورئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام.
وتحمل الزيارة طابعًا سياسيًا ودبلوماسيًا رفيعًا، إذ تهدف إلى بحث الملفات العالقة بين البلدين، وفي مقدّمتها ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، وضبط الحدود المشتركة، ومكافحة عمليات التهريب، إلى جانب متابعة نتائج اللقاءات السابقة بين القيادتين السورية واللبنانية.
وتأتي زيارة الشيباني بعد أقل من شهر على اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بنظيره اللبناني جوزيف عون على هامش القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة منتصف سبتمبر الماضي.
وكان اللقاء قد شكّل دفعة مهمة في مسار الحوار الثنائي، حيث تناول قضايا حساسة أبرزها ترسيم الحدود البحرية، وملف النازحين، والموقوفين السوريين في لبنان، مع الاتفاق على استمرار التواصل بين وزيري الخارجية في البلدين وتشكيل لجان متخصّصة لمتابعة الملفات الأمنية والاقتصادية.
رحّبت شخصيات وقطاعات رسمية سورية بتصويت مجلس الشيوخ الأميركي بالأغلبية لصالح مادة ضمن مشروع ميزانية وزارة الدفاع تدعو إلى الإلغاء الكامل لـ “قانون قيصر”، معتبرة أن الخطوة تمثل تحولاً مفصلياً يعبّر عن عودة سوريا إلى دورها الإقليمي والدولي، ويمهّد لانطلاقة اقتصادية وتنموية شاملة بعد سنوات طويلة من العقوبات.
وأكد وزير التربية والتعليم محمد عبد الرحمن تركو أن إلغاء هذا القانون يشكّل "خطوة محورية في مسار التعافي الوطني، ونافذة واسعة لإعادة بناء منظومة التعليم في سوريا على أسس أكثر حداثة وفاعلية"، موضحاً أن رفع القيود الاقتصادية سيسمح للمؤسسات التعليمية بالوصول إلى التقنيات الحديثة والمعدات اللازمة لتأهيل المدارس ورفع كفاءتها.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة ترى في هذه المرحلة “فرصة تاريخية لإطلاق خطة وطنية لإصلاح التعليم تستند إلى الشراكات والتكنولوجيا والإبداع البشري السوري”، معتبراً أن “إعادة بناء التعليم ليست مشروعاً تربوياً فحسب، بل مشروع وطني لبناء الإنسان وإحياء الأمل”.
من جانبه، وصف وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة القرار الأميركي بأنه “إقرار واضح بعودة الدولة السورية إلى موقعها الطبيعي ودورها الإقليمي والعالمي”، مضيفاً في منشور على منصة (X): “مرحلة جديدة تُفتح أمام مؤسسات الوطن كافة، عنوانها العمل والبناء، وترسيخ الاستقرار والنهوض بسوريا”.
بدوره، أكد رئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية محمد عمر قديد أن هذه الخطوة "تمثل بداية واقعية لتعافي الاقتصاد السوري واستعادة مؤسسات الدولة لدورها التنموي والرقابي"، مشيراً إلى أنها تفتح آفاقاً جديدة لتعزيز الشفافية وحسن إدارة الموارد العامة وتمكين الأجهزة الرقابية من أداء مهامها في بيئة اقتصادية أكثر استقراراً وانفتاحاً.
وسبق أن رحبت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية، بالتطور الإيجابي المتمثل في اعتماد مجلس الشيوخ الأميركي مادة ضمن مشروع موازنة الدفاع الوطني تنص على إلغاء ما يعرف بـ"قانون قيصر"، الذي فُرض على النظام السابق وألحق أضراراً واسعة بالشعب السوري ومختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية.
وأكدت الوزارة في بيانها أن هذا القرار يعكس توجهاً جديداً لدى الأوساط التشريعية الأميركية لإعادة النظر في السياسات السابقة التي أثبتت فشلها، موجهة الشكر لأعضاء الكونغرس الذين دعموا هذا المسار التشريعي، معتبرةً الخطوة بادرة بناءة لتصويب مسار العلاقات الثنائية بين دمشق وواشنطن، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وفتح آفاق جديدة للتعاون الإنساني والاقتصادي.
وأضاف البيان أن الوزارة تنظر إلى هذا التطور على أنه مؤشر استراتيجي مهم في مقاربة المجتمع الدولي للملف السوري، ويمهّد الطريق أمام جهود التعافي وإعادة الإعمار وتنشيط الحركة الاقتصادية، كما يعزز الثقة المتبادلة ويؤسس لمرحلة أكثر استقراراً على المستويين الإقليمي والدولي.
وختمت الخارجية السورية بيانها بالتأكيد على أن العمل الدبلوماسي سيستمر بالتنسيق مع الكونغرس والحكومة الأميركية من أجل استكمال الإجراءات القانونية اللازمة لتحقيق الإلغاء الكامل لقانون قيصر، وبما يضمن إنهاء معاناة الشعب السوري ورفع جميع أشكال العقوبات المفروضة عليه.
ويُعد هذا التصويت أول خطوة رسمية داخل الكونغرس الأميركي تمهّد لإنهاء العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على سوريا بموجب “قانون قيصر” منذ عام 2019، في وقتٍ تستعد فيه البلاد لمرحلة جديدة من إعادة الإعمار والانفتاح الاقتصادي، بعد استعادتها الاستقرار السياسي والأمني في معظم أراضيها.
أكد عضو المجلس السوري الأمريكي محمد علاء غانم أن الجهود المكثفة التي قادها المجلس منذ اليوم الأول لتحرير سوريا في 8 كانون الأول 2024، أثمرت عن إنجاز سياسي كبير تمثل في إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي مادةً ضمن ميزانية وزارة الدفاع تدعو إلى الإلغاء الكامل لقانون قيصر دون قيد أو شرط.
وأوضح غانم في تصريح خاص لـ«سانا» أن المجلس، الذي كان من أبرز الجهات التي ساهمت سابقاً في فرض القانون والعقوبات على النظام البائد، بادر فور التحرير إلى تغيير استراتيجي في توجهه نحو الدعوة لرفع العقوبات، حيث تم بالفعل رفع جزء كبير منها خلال الأشهر الماضية.
وبيّن أن وزير الخارجية الأمريكي منح إعفاءً مؤقتاً لمدة ستة أشهر من قانون قيصر في أيار الماضي، لكن الإلغاء الكامل يتطلب تصويت الكونغرس باعتباره الجهة التي أصدرت القانون، مشيراً إلى أن المجلس السوري الأمريكي أطلق حملة ضغط سياسية واسعة داخل مجلسي الشيوخ والنواب لتحقيق ذلك.
وأشار غانم إلى أن المعركة داخل مجلس الشيوخ لم تكن سهلة، إذ واجهت جهود الإلغاء معارضة من لوبيات تعتبر القانون ورقة ضغط لا ينبغي التخلي عنها دفعة واحدة، إلا أن المجلس نجح بعد محاولتين فاشلتين في مجلس النواب في إدراج مادة الإلغاء ضمن نسخة مجلس الشيوخ من الميزانية، متغلباً على مشاريع كانت تدعو إلى تمديد العقوبات أو فرض شروط جديدة على الحكومة السورية.
وأضاف أن النسخة التي أقرها مجلس الشيوخ لا تتضمن أي شروط لإعادة فرض العقوبات، بل تكتفي ببند استشاري غير ملزم يدعو إلى مناقشة إعادة العقوبات في حال عدم إحراز تقدم خلال 12 شهراً، كما تتضمن مادة تدعو إلى إعادة افتتاح السفارة الأمريكية في دمشق وتطوير العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وشدد غانم على أن هذا الإنجاز لا يعني انتهاء المعركة السياسية بعد، إذ يتعين مواءمة نسخة مجلس الشيوخ مع نسخة مجلس النواب قبل إرسال الصيغة النهائية إلى مكتب الرئيس لتوقيعها، مشيراً إلى أن الإلغاء الرسمي لن يتحقق إلا بعد توقيع الرئيس الأمريكي، ما يتطلب استمرار الجهود حتى نهاية العام لضمان إتمام الخطوة بشكل كامل.
ولفت غانم إلى أن التنسيق مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك ساهم في إيصال رسالة واضحة إلى المشرعين الأمريكيين بأن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تدعم الإلغاء الكامل لقانون قيصر، وهو ما عزز موقف المجلس السوري الأمريكي داخل الحزب الجمهوري رغم استمرار المعارضة من بعض الكتل داخل الكونغرس.
كما أشار إلى أن الجالية السورية في الولايات المتحدة لعبت دوراً محورياً في تحقيق هذا الإنجاز من خلال تنظيم حملات مناصرة وتقديم شهادات من أطباء ومنظمات زارت سوريا بعد التحرير، إضافة إلى تشكيل تحالف واسع داخل أمريكا يضم منظمات سورية متعددة، من بينها منظمة «سوريون مسيحيون في أمريكا» بقيادة المهندسة ميرنا برق، التي قدمت كتاباً موقعاً من شخصيات مسيحية سورية تطالب بإلغاء قانون قيصر نهائياً.
وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد أقرّ اليوم، في العاشر من تشرين الأول / أكتوبر 2025، مشروع موازنة الدفاع الوطني لعام 2026 بأغلبية 77 صوتًا مؤيّدًا مقابل 22 معارضًا، متضمّنًا مادة تنص على إلغاء “قانون قيصر” للعقوبات المفروضة على سوريا مع نهاية العام الحالي، بانتظار مصادقة مجلس النواب وتوقيع الرئيس دونالد ترامب.