قال السيناتور الجمهوري جو ويلسون إن نهج الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الملف السوري يمثل "خطوة استراتيجية بارعة"، موضحاً أن استقرار سوريا ووحدتها سيسهمان في تقليص نفوذ إيران وتنظيم "داعش"، وتعزيز التعاون مع تركيا، الحليف في الناتو، لإزالة القواعد العسكرية التي أقامها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف ويلسون، في تغريدة عبر منصة "إكس"، أن استمرار الانقسام والفوضى في سوريا قد يعيد مشهد ليبيا أو الصومال، ويهيئ الظروف لعودة "داعش" بنسخة جديدة، إلى جانب تمكين إيران وروسيا من توسيع نفوذهما، مؤكداً أن دعم وحدة سوريا واستقرارها يصب في مصلحة جميع الأطراف الإقليمية والدولية، وأن الفرصة الحالية يجب عدم إهدارها.
وفي تغريدة أخرى، حث ويلسون وزارة التجارة الأميركية على الإسراع في تنفيذ أوامر الرئيس ترمب برفع ضوابط التصدير المفروضة على سوريا بشكل كامل، مشيراً إلى أن استمرار هذه القيود يخدم مصالح الصين، وأن التوجيهات الرئاسية واضحة ولا تحتمل المزيد من التأجيل.
وسبق أن أكد السيناتور الجمهوري جو ويلسون، رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأميركي، على ضرورة خفض التصعيد في سوريا ووقف كافة أشكال التدخل الخارجي، بما في ذلك تدخلات الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أهمية استعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
وأثنى السيناتور الأميركي على الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية، مشيداً تحديداً بدور الرئيس دونالد ترامب، والسفير الأميركي لدى أنقرة، والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، في الدفع باتجاه تحقيق تسوية سياسية تنهي الصراع وتعيد الاستقرار إلى سوريا.
أصدر مصرف سورية المركزي بياناً صحفياً دعا فيه المواطنين إلى قصر تعاملاتهم في مجال الصرافة والحوالات المالية، خاصة الخارجية منها، على مؤسسات الصرافة المرخصة والمسجلة أصولاً لدى المصرف، بما في ذلك الشركات الحاصلة على ترخيص مبدئي وفق القرار رقم (199/ل.إ) تاريخ 11 آذار 2025، مؤكداً أنه سيتم إرفاق قائمة بأسماء هذه المؤسسات لتسهيل التعامل معها.
وأوضح المصرف أن هذه الخطوة تأتي استناداً إلى صلاحياته القانونية في الرقابة على مؤسسات الصرافة، وبعد رصد الآثار السلبية والمخاطر المرتفعة الناتجة عن ممارسة مهنة الصرافة دون ترخيص أو عبر طرق غير نظامية، بما يشمل تلقي وتنفيذ الحوالات الخارجية.
وأشار البيان إلى أن هذه الممارسات غير المرخصة غالباً ما تفتقر لعوامل الأمان والرقابة، ما يؤدي إلى ضياع حقوق المتعاملين وانتشار العملات المزوّرة أو وجود نقص في العملات الورقية المسلّمة.
وشدد المركزي على حرصه على حماية حقوق المواطنين وضمان تنفيذ عمليات الصرافة والحوالات ضمن مؤسسات مالية خاضعة للرقابة الرسمية، مؤكداً مواصلة جهوده لإغلاق شركات الصرافة غير المرخصة والحد من أي نشاط مخالف للقوانين والأنظمة، حفاظاً على سلامة القطاع ومنع ضياع حقوق المتعاملين.
استجابت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء الحراجية، يوم الاثنين 11 آب، لتسعة حرائق متفرقة، بينها حريقان حراجيان كبيران، الأول اندلع في قرية الزوف بريف إدلب الغربي، ما دفع عدداً من العائلات للنزوح من مخيم السلام القريب خوفاً من وصول النيران.
ووفق مؤسسة الدفاع المدني، سُجلت حالات ضيق تنفس بين المدنيين نتيجة الأدخنة، كما أصيب الإطفائي أحمد سليمان بكسر في يده أثناء الاستجابة، أما الحريق الحراجي الثاني فوقع في أحراج منطقة رأس الشعرا قرب بيت ياشوط بريف اللاذقية الشرقي، وتمت السيطرة عليه بالتعاون مع فوج الإطفاء الحراجي باستخدام أسلوب العزل والمعدات اليدوية، نظراً لصعوبة وصول سيارات الإطفاء إلى المنطقة شديدة الوعورة.
وشملت بقية الحرائق قبوًا مهجورًا في منطقة زملكا بريف دمشق، ومنزلًا في حي الشهباء الجديدة بمدينة حلب، وأرضًا زراعية في قرية كفرمو بريف حارم، ومكب نفايات على أطراف مدينة سلقين، إضافة إلى محل تجاري في حي الضبيط، وقبو قيد التجهيز في شارع الأندلس بمدينة إدلب وريفها.
وفي الوقت نفسه، تواصل فرق الإطفاء من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء الحراجية مكافحة حريق حراجي اندلع بعد منتصف الليل في قرية عين التينة بمنطقة الحفة بريف اللاذقية، وسط صعوبات كبيرة ناجمة عن شدة الرياح وارتفاع درجات الحرارة وطبيعة التضاريس الوعرة.
يعاني آلاف المتقاعدين في سوريا من صعوبات كبيرة في عملية قبض رواتبهم الشهرية، مما يحول هذا الحق الأساسي إلى مصدر للإرهاق والهموم بدلاً من أن يكون عائًدا مالياً يسد احتياجاتهم ويضمن لهم حياة كريمة.
وقت طويل وانتظار متعب تحت أشعة الشمس
اشتكى المتقاعدون من التعقيدات التي تواجههم عند استلام رواتبهم، حيث يُجبرون على الوقوف لساعات طويلة أمام فروع المصارف ومكاتب البريد وسط ازدحام شديد. وأكد بعضهم أنهم يشعرون بالذل نتيجة الانتظار المطول تحت أشعة الشمس الحارقة، في حين يضطر آخرون إلى العودة أكثر من مرة لاستكمال إجراءات الصرف بسبب انقطاع التيار الكهربائي، أو عطل تقني نفاجئ أو حتى نفاد الأموال.
كبار السن والمرضى.. الأكثر تضرراً
تتفاقم المعاناة لدى المتقاعدين كبار السن، خاصة من تجاوزوا السبعين عاماً أو يعانون من أمراض مزمنة، حيث يؤثر الوقوف الطويل سلباً على صحتهم. وقد أفاد شهود عيان بأن بعض المسنين يتعرضون للإغماء بسبب الحر والازدحام، مما يستدعي نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
مشاكل تقنية وقيود على السحب
لا تقتصر المعاناة على الانتظار فحسب، بل تواجه المتقاعدين عقبات أخرى، مثل تعطل الصرافات الآلية بسبب انقطاع الكهرباء أو الأعطال الفنية، كما اشتكى البعض منهم من تقييد سحب المبالغ النقدية بمبلغ 500 ألف ليرة سورية فقط في كل عملية، مما يضطرهم إلى تكرار الزيارة عدة مرات لاستلام كامل مستحقاتهم.
مطالبات بحلول عاجلة عبر "شام كاش"
لإنهاء هذه المعاناة، يطالب المتقاعدون وأسرهم بتحويل رواتبهم عبر نظام "شام كاش"، الذي يمكّنهم من سحب أموالهم من أي صراف آلي أو من المحال التجارية المتعاملة مع التطبيق بكل يسر. هذه الخطوة ستوفر عليهم عناء الانتظار والتنقل، خاصةً لمن يقيمون في المناطق النائية، كما ستضمن وصول رواتبهم في موعدها دون تأخير.
نداء للجهات المعنية: وقت التنفيذ قد حان
يشدد ناشطون على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة، مؤكدين أن المتقاعدين قدّموا سنوات عمرهم في خدمة بلادهم، وأغلبهم من كبار السن، ولا تكفي تلك الرواتب لسد نفقاتهم الشخصية والدوائية، مضيفين أنه حان الوقت لرد جزء من هذا الجميل بتسهيل حصولهم على حقوقهم دون معاناة. فهل تُسمع أصواتهم، وتُتخذ الإجراءات اللازمة لإنصافهم؟
التقى وزير الخارجية والمغتربين، أسعد حسن الشيباني، نظيره الأردني أيمن الصفدي، في العاصمة عمّان، وذلك قبيل انعقاد الاجتماع الثلاثي الذي يجمع الوزيرين بالمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، لبحث تطورات الملف السوري.
وأفادت صحيفة *القدس العربي* بأن باراك يجري اتصالات مكثفة بالتنسيق مع الصفدي وعدد من وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية التركي، بهدف التحضير لاجتماع بين الحكومة السورية ووجهاء من محافظة السويداء، وسط مساعٍ لإقناع الشيخ حكمت الهجري بالمشاركة، إلى جانب وجهاء من أبرز العائلات المحلية وقادة فصائل مؤثرة، فيما لم يُعرف بعد ما إذا كانت الدعوات ستشمل سليمان عبد الباقي أو ليث البلعوس.
وبحسب مصادر أميركية وسورية، يحظى الاجتماع، المقرر نهاية الأسبوع المقبل، بدعم إقليمي ودولي واسع لتعزيز فرص نجاحه.
وفي وقت سابق، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، أن واشنطن تعمل بالتنسيق مع شركائها الإقليميين والدوليين للوصول إلى مستقبل يحقق السلام والأمن للشعب السوري، مشيراً عبر منصة "إكس" إلى أن هذا الالتزام يعكس تصميمًا جماعيًا على المضي نحو مستقبل ينعم فيه السوريون بالسلام والازدهار.
ومن المقرر أن تستضيف عمّان، اليوم الثلاثاء، الاجتماع الثلاثي الذي يضم وزيري الخارجية الأردني والسوري، والمبعوث الأميركي الخاص، وممثلين عن المؤسسات المعنية في الدول الثلاث، استكمالاً لمباحثات 19 تموز 2025، التي ركزت على تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، وبحث سبل حل أزمتها وتعزيز الاستقرار وإعادة الإعمار.
في أغلب المجتمعات في العالم ومن بينها سوريا يشغل المثقف مكانة مهمة في محيطه، ويحب الأهالي أن يسمعوا نصيحته ويلجأون له وقت حلّ المشاكل والخلافات، ويفضلون التقرب منه. وفي ظل الأزمات والصراعات، يلعب المثقف دوراً حاسماً في توجيه الرأي العام. وذلك ما عكسته الحرب في سوريا، حيث عمّت الفتنة وانتشرت الخطابات المتطرفة، كان للمثقفين تأثير واضح – سواء في تأجيج الصراع أو تهدئته.
هذه الورقة تناقش مسؤولية المثقف في نشر الوعي وتفنيد الأفكار المغلوطة، مقابل خطر تحوّله إلى أداة تحريض تستغل بساطة الناس. كما تبحث كيف يمكن للثقافة أن تكون أداة بناء بدلًا من هدم، خاصة في المجتمعات المنقسمة.
الأمانة التي يحملها المثقف على عاتقه
بشكل عام يحمل المثقف أمانةً كبرى، وهي أمانة الكلمة والفكر، فثقافته ليست ملكاً شخصياً، بل هي مسؤولية تجاه مجتمعه. وعليه أن يستخدم معرفته في توضيح الحقائق ونبذ الأكاذيب، خاصةً في أوقات الأزمات حيث تنتشر الشائعات والخطابات المُضللة، الأمانة هنا تعني النزاهة الفكرية والابتعاد عن التحيز الأعمى، والسعي نحو الحقيقة والعدالة.
تأثير المثقف على الناس
للمثقف تأثير كبير على شرائح المجتمع المختلفة، خاصةً البسطاء الذين قد يفتقرون إلى الأدوات المعرفية لفهم تعقيدات الأحداث. بكلماته وتحليلاته، يمكنه أن يوجه الرأي العام نحو التسامح والتعايش، أو أن يكون أداةً للتحريض والتأجير. لذلك، يجب أن يدرك المثقف أن كلمته قد تكون سبباً في إنقاذ أرواح أو إشعال نيران الفتنة.
عندما يستخدم المثقف ثقافته في التحريض ويؤثر على البسطاء
خلال الحرب في سوريا بعض المثقفين تحولوا إلى أدوات في يد الأجندات السياسية أو الطائفية، فساهموا – عن قصد أو غير قصد – في تأجيج الصراع. باستغلال بلاغتهم وقدرتهم على الإقناع، فشاركوا في تزييف الحقائق وتضخيم الخلافات، مما أدى إلى تفاقم الأزمات وتمزيق النسيج الاجتماعي. وهذا يعد خروج عن الدور الحقيقي للمثقف، الذي يجب أن يكون جسراً للوحدة لا سيفاً للانقسام.
عندما يلعب المثقف دوراً إيجابياً ويُطفئ الخلافات
في المقابل، التزم مثقفون برسالتهم السامية خلال الثورة، وساهموا في إخماد نيران الفتنة. من خلال الحوار العقلاني، ونشر ثقافة التسامح، وإبراز القواسم المشتركة بين أفراد المجتمع، يمكنه أن يُعيد اللحمة إلى المجتمع. المثقف الحقيقي هو من يُذكّر بأهمية الإنسان فوق الانتماءات الضيقة، ويدعو إلى الحلول السلمية بدلاً من العنف.
في خضم الأزمات، يصبح المثقفون أصحاب دور مصيري، فإما أن يكونوا شمعةً تُنير درب السلام، أو وقوداً يُغذي نار الفتنة. على عاتقهم تقع مسؤولية عظيمة، وهي استخدام ثقافتهم لخدمة الإنسان والحقيقة، لا لخدمة الأهواء والأجندات. وفي سوريا، حيث الجروح عميقة والانقسامات مؤلمة، يحتاج المجتمع إلى مثقفين شجعان يرفعون صوت العقل، ويبنون جسور الأمل بدلاً من جدران الكراهية.
يُعدّ التسول من الظواهر السلبية المنتشرة في معظم مناطق سوريا، بما فيها إدلب، نتيجة عوامل متعددة، أبرزها الفقر المدقع، الحاجة، وغياب مصادر دخل بديلة. في السنوات الأخيرة، لاحظ سكان إدلب وريفها أسلوباً جديداً تتبعه بعض المتسولات، حيث أصبحن يطرقن أبواب المنازل مباشرةً لضمان الحصول على المساعدة.
طلب أي شيء يُستفاد منه
باتت المتسولات يطلبن أي شيء يمكن الاستفادة منه، مثل المواد الغذائية كالزيت والسكر والأرز، أو النقود، أو حتى طعام جاهز لتناوله. وأكد أهالي استقبلوهن أن بعضهن يتمتعن بمظهر لائق لا يوحي بكونهن متسولات، لكنهن غالباً يروين لأصحاب المنازل قصصاً عن ظروف طارئة أجبرتهن على التسول، ومن بينهن أخريات بحالة يُرثى لها.
تروي أم محمد، وهي مقيمة في قرية دير حسان بريف إدلب الشمالي: "زارتني امرأة غريبة في منزلي، وطلبت مني مساعدتها لتأمين علاج لابنتها المصابة بالضمور الدماغي. كان مظهرها الخارجي لائقاً، فلم أتوقع للوهلة الأولى أنها ستطلب المال. لاحقاً، اكتشفتُ بعد تواصلي مع الجارات أنها زارت معظم المنازل المجاورة، لكنها كانت تغيّر تفاصيل القصة التي ترويها كمبرر للتسول".
وفقاً لروايات سيدات استقبلن مثل هذه الحالات، تتعدد القصص التي ترويها المتسولات، فمنهن من تذكر أنها أم لأيتام بعد وفاة زوجها، أو أن لديها فرداً من عائلتها مصاباً بمرض خطير يحتاج إلى علاج، أو أنها تعاني من فقر مدقع لا يتوفر معه ما يسد جوع أسرتها. هذه القصص المؤثرة تدفع الكثيرين، خاصة سيدات المنازل، إلى تقديم المساعدة رغم الشكوك التي قد تنتابهن.
الفقر سبب رئيسي للتسول
التسول ليس ظاهرة جديدة، لكن الحرب وتداعياتها ساهمت في تفاقمها بشكل كبير. فقد أدى الفقر المدقع، تدهور الأوضاع المعيشية، وغياب فرص العمل أو البدائل الكافية إلى دفع آلاف الأسر إلى اللجوء للتسول كوسيلة للبقاء. وبرغم المواقف المحرجة والمخاطر التي قد تواجهها النساء اللواتي بتن يطرقن أبواب المنازل، يستمرن في هذا الأسلوب بحثاً عن المساعدة.
المخاطر التي تواجهها المتسولات
لا تخلو هذه الظاهرة من المخاطر، خاصة عندما تدخل النساء إلى منازل مجهولة لا يعرفن أصحابها. فقد يتعرضن للاستغلال الجسدي أو المادي، أو حتى للسرقة أو الاعتداء. كما أن التنقل بين المنازل يعرضهن لمخاطر الطرقات وانعدام الأمان.
مخاوف صاحبات المنازل
من ناحية أخرى، تعاني ربات المنازل من الخوف وعدم الثقة، فبعضهن يتساءلن عن صدق نوايا المتسولات، خاصة مع تكرار القصص وتشابهها. كما أن فتح الباب لشخص غريب قد يشكل تهديداً لأمن العائلة، خاصة في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة.
حلول مقترحة
يقترح باحثون مجموعة من الحلول للحد من هذه الظاهرة، مثل: توفير فرص عمل أو مشاريع صغيرة للنساء المعيلات، بالإضافة إلى تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وتقديم مساعدات منتظمة للأسر الفقيرة، وتوجيه حملات توعوية حول مخاطر التسول، تقديم الجهات المعنية الدعم لهؤلاء الفئات، إلى جانب تفعيل دور الجمعيات الخيرية والمؤسسات المحلية لتقديم الدعم لهم.
ظاهرة تسول النسوة تعكس معاناة إنسانية عميقة تحتاج إلى حلول جذرية، عبر معالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع إليه. التكاتف المجتمعي والدعم المنظم يمكن أن يخفف من هذه الظاهرة ويوفر حياة كريمة لمن اضطررن إلى هذا الخيار المُرّ
أصدرت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا تعميماً دعت فيه المواطنين والمستوردين إلى الالتزام الصارم بضوابط إدخال الحفارات إلى أراضي الجمهورية العربية السورية، وذلك تنفيذاً لكتاب وزارة الطاقة المتعلق بالظروف المناخية الجافة التي تشهدها المنطقة.
وأوضحت الهيئة أنه يُمنع دخول أي حفارة عبر المنافذ البرية أو البحرية أو الجوية إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من وزارة الطاقة، وفق الإجراءات المعتمدة، والتي تتطلب تقديم طلب أصولي واستكمال موافقات الجهات المعنية.
وأكدت الهيئة أن هذا القرار يهدف إلى حماية الموارد المائية وضمان حسن إدارة واستثمار المعدات الثقيلة بما يخدم المصلحة العامة، داعية الجميع إلى التعاون والتقيد التام بالتعليمات.
وحذّر الدكتور "أكرم البلخي"، مدير إدارة الأراضي واستعمالات المياه في أكساد، من التداعيات الخطيرة للتغيرات المناخية والجفاف على الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن 70% إلى 80% من مساحتها باتت تصنف كمناطق شبه جافة.
وأوضح أن هذه النسبة تشكل ارتفاعًا ملحوظًا مقارنةً بالوضع قبل عشر سنوات، عندما كان معدل هطول الأمطار أفضل وتوزيعها أكثر انتظامًا على مدار العام، الأمر الذي ساهم حينها في الحفاظ على خصوبة الأراضي واستدامة الإنتاج الزراعي.
ويأتي هذا التحذير وسط مطالب بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من آثار الجفاف وتعزيز استراتيجيات إدارة الموارد المائية لمواجهة تحديات التصحر المتزايدة في سوريا
التقى مدير إدارة الشؤون الآفروآسيوية والأوقيانوسية في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، زكريا لابيدي، في العاصمة اليابانية طوكيو، بمساعد وزير الخارجية الياباني ومدير عام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أندو توشيهيكو، حيث تناول اللقاء بحث تطورات الوضع في سوريا.
أعرب لابيدي عن تقدير سوريا لمواقف اليابان في دعم الملف الإنساني، مثمناً المساعدات التي قدمتها طوكيو في هذا المجال، وداعياً إلى رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا بشكل كامل لتعزيز التعاون بين البلدين. كما استعرض توجهات الحكومة السورية نحو إعادة الإعمار وبناء دولة موحدة ومستقرة.
من جانبه، أكد أندو التزام بلاده بدعم الاستقرار في سوريا، ورفض التدخلات الخارجية، والتشديد على وحدة وسيادة الأراضي السورية. وأشاد بالخطوات الإيجابية التي تتخذها دمشق نحو الحل السلمي وتحقيق المصالحة الوطنية.
يعكس هذا اللقاء استمرار التواصل السياسي بين سوريا واليابان، في إطار بحث سبل التعاون وتعزيز الشراكات الثنائية بما يخدم الاستقرار والتنمية.
وكان أعرب الاتحاد الأوروبي واليابان عن التزامهما بدعم مساعي سوريا نحو مستقبل مستقر، مؤكدين في بيان مشترك أن دعمهما موجّه للشعب السوري في سعيه إلى مستقبل سياسي سلمي وشامل ومستقر، وذلك وفق ما ورد في البيان الصادر عقب قمة الاتحاد الأوروبي واليابان 2025 والمنشور على موقع المفوضية الأوروبية.
أوضح الجانبان في البيان أنهما يلتزمان بالعمل على تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين في الشرق الأوسط، ودعوا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق بما يتماشى مع مبادئ العمل الإنساني.
وكانت استضافت طوكيو اليوم القمة الثلاثين بين اليابان والاتحاد الأوروبي، وبحث القادة خلالها مجموعة واسعة من قضايا التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والشؤون الدولية، في إطار توطيد الشراكة بين الجانبين ودعم القضايا الإقليمية وفي مقدمتها الوضع في سوريا.
زار وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد صالح، منزل عائلة رئيس مركز الاستجابة الطارئة في الدفاع المدني، حمزة العمارين، بمدينة نوى في ريف درعا، لمتابعة قضية اختفائه في محافظة السويداء منتصف تموز الماضي، والاطمئنان على أوضاع أسرته.
تأكيد على المتابعة الرسمية
أكد الوزير صالح أن الحكومة السورية تتابع ملف العمارين باهتمام بالغ وعلى أعلى المستويات، مشيراً إلى استمرار الجهود بالتنسيق مع الجهات المختصة والمنظمات الدولية للحصول على معلومات دقيقة حول مصيره، مشدداً على أن استهداف العاملين في المجال الإنساني يشكل خرقاً واضحاً للقوانين والأعراف الدولية ويتطلب موقفاً موحداً لمواجهته.
ظروف الاختفاء
بحسب إفادة العائلة، فقد الاتصال بالعمارين يوم الأربعاء 16 تموز 2025 عند الساعة السادسة مساءً، أثناء مهمة إنسانية لإجلاء فريق تابع للأمم المتحدة ومدنيين من مناطق اشتباك في مدينة السويداء، وذلك بناءً على طلب رسمي من المنظمة الدولية. ووفق معلومات موثوقة، أوقفته مجموعة مسلحة محلية داخل المدينة واقتادته إلى جهة مجهولة، ومنذ ذلك الحين لم ترد أي تفاصيل عن مكان وجوده أو ظروف احتجازه.
أثارت قضية اختفاء العمارين موجة تضامن شعبية ورسمية واسعة، وسط دعوات متكررة للكشف الفوري عن مكانه ومحاسبة المسؤولين عن اختطافه، في تأكيد على أهمية حماية العاملين في المجال الإنساني وضمان سلامتهم أثناء أداء مهامهم.
وسبق أن جدّدت مؤسسة الدفاع المدني السوري مطالبتها بالكشف عن مصير المتطوع في صفوفها حمزة العمارين، المختطف منذ أكثر من شهر على يد ميليشيات تابعة لحكمت الهجري في محافظة السويداء، مشددة على ضرورة الإفراج الفوري عنه ومحاسبة المتورطين في اختطافه.
ذكرت المؤسسة أن العمارين كان يحمل حلماً ببناء سوريا لكل السوريين، ولم يتوانَ يوماً عن إنقاذ الأرواح، حاضراً في مواقع القصف والحرائق والكوارث والزلازل، مؤمناً برسالته الإنسانية المستمدة من قوله تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
وأشارت إلى أن مرور 23 يوماً على اختطافه أثناء تأدية مهمة إنسانية في مدينة السويداء يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واستهدافاً مباشراً للعمل الإنساني.
حمّلت المؤسسة الفصائل العسكرية المسيطرة على السويداء المسؤولية الكاملة عن سلامة العمارين، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية ووسائل الإعلام وكل من يؤمن بقيم العدالة والحرية، إلى التحرك الفوري للضغط من أجل إطلاق سراحه وضمان سلامته. وأكدت أن "العمل الإنساني ليس جريمة، واختطاف حمزة هو اعتداء على الإنسانية جمعاء".
وكان أطلق ناشطون سوريون حملة تضامن عبر وسم أنقذوا\_حمزة\_العمارين، طالبوا خلالها الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وأهالي السويداء بالتحرك العاجل للإفراج عنه. كما جدد الدفاع المدني حينها تحميل الفصائل المسلحة في السويداء مسؤولية أي أذى قد يلحق به.
من جهتها، طالبت عائلة حمزة العمارين مؤسسة الدفاع المدني والأمم المتحدة بالتدخل العاجل للإفراج عنه. وأوضح عزوان العمارين، شقيقه، أن العائلة فقدت الاتصال بحمزة يوم الأربعاء 16 تموز عند الساعة السابعة مساءً، مرجحة في البداية أنه كان في فترة استراحة، خاصة بعد أسبوع مرهق قضاه في ريف اللاذقية خلال مشاركته في إخماد الحرائق.
أوضحت وزارة الثقافة السورية، في بيان صادر اليوم الثلاثاء، ملابسات الجدل الذي أثير حول إيقاف عرض مسرحي لفرقة "الأخوين ملص" في محافظة طرطوس، مؤكدة أن الأمر لم يكن قراراً رسمياً وإنما نتيجة "سوء تفاهم" من أحد العاملين، وتمت معالجته فوراً.
حرص على دعم الفنون والمسرح
أكدت الوزارة التزامها بدعم الحركة المسرحية في جميع المحافظات، وحرصها على احتضان المواهب الفنية وتسهيل عمل الفرق المسرحية، مشددة على أن النشاط الثقافي يجب أن يستمر في أجواء من الاحترام والتعاون، وأنها مستعدة لإزالة أي عقبات قد تعترض عمل الفنانين.
التواصل مع الفنانين وتأكيد استمرار العروض
أشارت الوزارة إلى أنها تواصلت مع الفنانين محمد وأحمد ملص وأبلغتهما بعدم صدور أي قرار بمنع عرضهما، وأن بإمكانهما متابعة تقديم مسرحية "كل عارٍ وأنتم بخير" بالإضافة إلى الورشات الفنية المقررة مسبقاً.
التزام بحرية التعبير الفني
جددت الوزارة موقفها الداعم لحرية التعبير في المجال الفني، معتبرة أن المسرح يمثل منبراً حضارياً يعكس قضايا المجتمع ويسهم في تعزيز الحوار الثقافي، مؤكدة اعتزازها بجميع المبدعين ودورهم في ترسيخ الوعي الوطني.
خلفية الإعلان عن الإيقاف
وكان "الأخوان ملص" قد أعلنا، أمس الاثنين، عبر صفحتهما في "فيسبوك"، عن إيقاف عرضهما المسرحي في طرطوس وتعليق جميع ورشاتهما، عازين القرار إلى منشور انتقدا فيه الحكومة السورية، ما أثار موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل.
وكان العرض مقرراً في 13 آب الجاري، قبل أن يعلن الفنانان إلغاءه، في خطوة أوضحا أنها جاءت بعد نشرهما تعليقاً على تسجيلات مصوّرة من المستشفى الوطني في السويداء، تُظهر تصفية عامل صحي على يد عناصر مسلحة، أحدهم بزي الأمن الداخلي، محذرين من أن استمرار مثل هذه الانتهاكات قد يعيد الشعارات التي رفعت خلال احتجاجات عام 2011.
شهدت عدة محافظات سورية اليوم وقفات تضامنية نظمها صحفيون وإعلاميون للتعبير عن وقوفهم إلى جانب زملائهم الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وتنديدًا بالاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحقهم، والتي كان آخرها استهداف طاقم قناة الجزيرة فجر العاشر من آب الجاري، ما أسفر عن استشهاد خمسة من الإعلاميين.
وشارك في الوقفات التضامنية التي أقيمت في دمشق وحلب وحماة واللاذقية وإدلب ودرعا، عشرات الصحفيين والنشطاء، رافعين لافتات تطالب بحماية الصحفيين وتجريم الانتهاكات الإسرائيلية ضدهم، مؤكدين أن استهداف الإعلاميين هو استهداف للحقيقة ولحق الشعوب في المعرفة.
المشاركون عبروا عن تضامنهم الكامل مع أهالي غزة الذين يواجهون حربًا مستمرة منذ السابع من تشرين الأول 2023، وحصارًا خانقًا ألقى بظلاله على مختلف جوانب حياتهم، مشددين على أن الإعلام هو خط الدفاع الأول في كشف الحقائق ونقل معاناة المدنيين، داعين المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ووقف الانتهاكات بحق الصحفيين والمدنيين على حد سواء.
وفي العاشر من آب 2025، استهدفت غارة جوية إسرائيلية خيمة للإعلاميين قرب بوابة مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف، إلى جانب زملائه محمد قريقة، إبراهيم زاهر، محمد نوفل، ومؤمن عليوة.
وأدانت قناة الجزيرة ومنظمات دولية، من بينها لجنة حماية الصحفيين والأمم المتحدة، هذه الجريمة، واعتبرتها استهدافًا مباشرًا للصحافة ومحاولة لإسكات الأصوات الناقلة للحقائق من الميدان.
من جانبها، بررت سلطات الاحتلال الهجوم باتهامات للمراسلين بارتباطهم بفصائل مسلحة، وهو ما نفته القناة وعدّته ذريعة لتبرير قتل الصحفيين أثناء تأدية واجبهم المهني.