الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
١١ أبريل ٢٠٢٥
"الشمامون" في سوريا الجديدة: حراس الصمت في زمن الأسد ... نقّادُ ما بعد التحرير

بعد سنوات طويلة من الصمت عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد، ظهرت إلى العلن فئة من الأشخاص وصفهم نشطاء بـ"الشمامون"، وهم أولئك الذين تفرغوا لتتبع الهفوات والتفاصيل الهامشية في أداء الحكومة السورية الجديدة، ليس بدافع الإصلاح أو النقد البنّاء، بل سعياً وراء التريند وتصفية حسابات قديمة، معظمهم من فلول النظام المخلوع أو ممن تغاضوا عن جرائمه لعقود.

تحوّل لافت بعد سقوط النظام
أثار هذا التحوّل المفاجئ لدى بعض الشخصيات العامة ومؤثري الرأي تساؤلات عديدة، إذ لم تكن المجازر والانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد ولا الفساد ولا القمع تثير فيهم شيئاً من الغضب أو النقد، لكن بعد سقوط النظام وفرار رأسه إلى موسكو، بدا وكأن هؤلاء استيقظوا فجأة ليملأوا الفضاء العام بانتقادات سطحية وتهكم دائم على الحكومة الانتقالية والثوار.

من التصريحات المجتزأة إلى التضخيم الإعلامي
لم يتوقف هؤلاء عند تلك الواقعة، بل بدؤوا بمتابعة كل التصريحات الإعلامية الصادرة عن المسؤولين، ويجتزئون العبارات بما يثير الجدل أو يُخرجها من سياقها الحقيقي، ثم يشنون هجمات على الشخصيات العامة استناداً إلى تلك الاقتطاعات غير الدقيقة.

كما سعوا لتضخيم أي حادث بسيط، ومنها مقطع فيديو لرجل من دمشق يتحدث بحدة إلى عنصر أمن عام قائلاً: "مو أنت اللي حررتنا، الله اللي حررنا"، بينما كان العنصر يطالبه بالهدوء. الفيديو استُخدم كذريعة لمهاجمة الأمن العام رغم أن التعامل كان هادئاً ولم يتضمن أي اعتداء.

واقعة "الصورة" مع الشرع: عنوان لحملة مُجتزأة
من أبرز الأمثلة على هذا النهج، الحملة التي استهدفت الرئيس السوري أحمد الشرع بعد واقعة طلبه من فتاة تغطية شعرها قبل التقاط صورة معه، حيث اتُهم بالإساءة للمرأة رغم أن تصرفه كان يعبر عن قناعته الشخصية، ولم يُجبر أحدًا على التقاط صورة معه. 


وقد ضخّمت وسائل إعلام هذه الحادثة وأثارت جدلاً مفتعلاً، رغم أن الفتاة لم تتعرض لأي إساءة، بل إن الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات ناقشت الموضوع بتوسع على خلفية التضخيم الإعلامي الذي رافقه، مؤخراً قصيدة وزير الثقافة التي لاقت رواجاً واسعاً عالمياً، وبدأ المتصيدون بتحليلها ومهاجمة الوزير وعروبيته، وأمثلة كثيرة تهمل الحدث وتركز على الجزئيات فيه.

تجاهل الإنجازات وتضخيم الهفوات
وفي الوقت الذي تنفذ فيه الحكومة الجديدة إصلاحات ملموسة، وتقوم أجهزة الأمن العام بإحباط جرائم، واستعادة ممتلكات مسروقة، وتحرير مخطوفين، يتجاهل "الشمامون" تلك الجهود، ويركزون على كل ما يمكن تأويله وتضخيمه لصناعة حالة من السخط.

كما تجاهل هؤلاء الثمن الذي يدفعه عناصر الأمن العام من دمائهم، خاصة بعد الانقلاب الذي نفذته فلول الأسد في الساحل، والكمائن التي أودت بحياة العشرات، في سبيل حماية المدنيين، ويتتبعون بعض الأحداث هنا وهناك لتصيد أي خلل أو خطأ أو تصرف لايمت عن توجه عام أو سياسية مقصودة.

نقد انتقائي ومنحاز
ما يثير الريبة أكثر هو أن هؤلاء لا يُظهرون إلا طرفاً واحداً من القصة، في حالات التوتر بين المواطنين وقوى الأمن. فبدلاً من محاولة فهم الملابسات أو التحقق من الوقائع، يكتفون بنقل رواية تُغذّي الشكوك وتخدم رواية العداء مع مؤسسات الدولة الجديدة.

لقب "الشمامون": توصيف لنهج لا يهدف للإصلاح
ارتأى النشطاء أن يصفوا هؤلاء بـ"الشمامون"، في إشارة إلى الذين يبحثون عن رائحة الخطأ مهما كانت خفيفة، ليتلقفوا منها مادة للهجوم والشماتة. وكتب على صفحته: "يمكنك تمييز الشمام من أول منشور، حيث لا حديث إلا عن اجتزاءات وسخرية، ونقد لما لا يُنتقد".

لكن رغم ضجيجهم، فإن تأثيرهم محدود، وأكبر دليل على ذلك فشل شخصيات مثل عمر رحمون، الذي حاول مراراً إثارة الفتنة الطائفية، لكنه سرعان ما استسلم للواقع الجديد وأعلن خضوعه للحكومة الشرعية عبر منشور علني.

الفرق بين النقد البنّاء والتصيد المرضي
ليس المقصود من هذا الانتقاد مصادرة حق الناس في إبداء الرأي أو تصويب الأخطاء، بل التفريق بين من ينطلق في نقده من غيرة حقيقية على البلد، ومن يريد البناء والتصحيح، وبين من يتّخذ النقد ذريعة لتقويض المؤسسات الناشئة واستهداف رموز التغيير.

فمن الطبيعي أن تستمر الرقابة الشعبية، ويظل الشعب مصدر السلطات، لكن ما يُرفض هو أن يتحول النقد إلى أداة للهدم، بيد أولئك الذين صمتوا دهراً عن الطغيان، ولا يرون اليوم إلا عيوب من جاء لإصلاح الخراب.

 

اقرأ المزيد
٩ أبريل ٢٠٢٥
محافظة حلب تتحرك لإنهاء "مظاهر إرث وتمجيد الأسد".. وتلوّح بالعقوبات على المخالفين

بعد تحرير سوريا وانتصار الثورة التي امتدت لـ 14 عاماً، تسعى المؤسسات الحكومية والناس إلى إزالة أي شيء يتعلق بـ الديكتاتور بشار الأشد، ويؤكد على ذلك مطالب من نشطاء كانوا داعمين للحرية من النظام السابق. فأصدرت محافظة حلب قراراً رسمياً ينصُّ على إزالة وطمس كافة الرموز والرايات والإشارات والصور والعبارات، وكل ما يمتْ بصلة للنظام السابق.

المساءلة القانونية لمن يخالف القرار

وينطبق القرار أيضاً على واجهات المحلات التجارية، والجدران، والأبنية، وما شابه ذلك. وبالنسبة للتكاليف فإنها على نفقة أصحاب العقارات والجهات العامة. وأكدت محافظة حلب من خلال القرار أن من سيخالفه سيتعرض للمساءلة القانونية، مشيرةً إلى أن تطبيقه  دخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأمس الثلاثاء المصادف لـ 8 نيسان/أبريل، ويستمر حتى 30 نيسان/ أبريل الجاري كحد أقصى.

تحطيم أصنام الأسد.. المشهد الأخير في حكمه
ويُذكر أن بعد تحرير سوريا من حكم بشار في الثامن من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2024، وفرار المخلوع إلى موسكو مع عائلته، سارع الناشطون والأهالي إلى الساحات لإسقاط أصنام  التي سعى ٱل الأسد إلى تنصيبها في كل مكان من البلاد على مدار خمسة عقود، مما يدل على عشقهم لتمجيد أنفسهم وإحاطتها بالكبر والتسلط. ليكون تحطيمها انتهاء المشهد الٱخير في حكم تلك العائلة اللعينة.

العقوبة لمن يمجد الأسد ويسيء للثورة

لم يعد هناك تهاون مع من يمجد نظام الأسد السابق، فأي كلمة أو تصرف صارت تعرض صاحبها للمسائلة من قبل القانون أو الشعب. وأي محاولة للإساءة لرموز الثورة أو علمها أو أي تفصيل يتعلق بها فإن الرد والعقاب سيتم القيام بهما بشكل فوري. 

وتعرضت لاعبتي كرة سلة "سيدرا سليمان" و"نورا بشارة" إلى الفصل من المنتخب بعد نشرهنَّ صورة لهن وهنَّ يرتدين قميص المنتخب مع حذف العلم السوري منه، مما ٱثار غضب الناس عليهما.

حاول الاتحاد العربي السوري لكرة السلة الدفاع عن اللاعبتين قبل قرار الفصل، فذكر أنه تحقق من الموضوع وسألهما في ذات الوقت، ونسبَ نشر الصور إلى المواقع مغرضة التي تُدار خارج سوريا، مضيفاً أن الصور الحقيقية فيها صورة العلم، لكن تم التلاعب بهما. إلا أن محاولته باءت بالفشل ولم تكن كافية للتبرير.

الناشطون طالبوا بعقاب اللاعبتين

ودعا عدد من المهتمين بالأخبار الرياضية إلى اتخاذ إجراء فوري بحق سليمان وبشارة، ومن بينهم الصحفي الرياضي أنس عمو عبر صفحته الشخصية في موقع فيس بوك بعض ما جاء فيه: "ما زاد الطين بلّة البيان المخزي الذي صدر عن المكتب الإعلامي لاتحاد كرة السلة والذي يدافع فيه عن اللاعبتين وينسبُ الفعل لمواقع مغرضة تدار من الخارج لتبرأتهما، مع العلم بأن الصور نشرت على الحسابات الشخصية للاعبتين كما هو موضح بالصورة المرفقة من حساب اللاعبة سيدرا سليمان على انستغرام".

وأضاف: "أولى الملفات على طاولة الوزير محمد الحامض والتي يجب أن يتعامل معها بحزم شديد ملف اتحاد كرة السلة، خصوصاً وأن الوزير الحامض هو ابن اللعبة، فاللعبة تحولت إلى مرتع للشبيحة بدأت من مع فيروز الهندي والبودي غارد السابق لطريف قوطرش، وبالتأكيد لن تنتهي بما حدث أمس. من أمن العقاب أساء الأدب"، ليتم فيما بعد فصلهما كدرس لهما ولكل أحد يحاول الانتقاص من الثورة.

اقرأ المزيد
٩ أبريل ٢٠٢٥
الهجرة العراقية تسجل عودة أكثر من 14 ألف شخص من مخيم الهول منذ عام 2021

كشفت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، يوم الثلاثاء، عن حصيلة العائلات التي عادت من "مخيم الهول" الواقع في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، منذ انطلاق عمليات الإعادة في عام 2021، وحتى مطلع نيسان الجاري.

وقال المتحدث باسم الوزارة، علي عباس، إن إجمالي عدد العائلات العائدة بلغ 3751 عائلة، ما يعادل نحو 14,513 شخصاً تم نقلهم على دفعات إلى داخل العراق.

وأوضح عباس أن المخيم ما يزال يضم نحو 1200 عائلة، بإجمالي 4700 شخص، يقيمون حالياً في المركز المخصص للإيواء المؤقت داخل البلاد.

وبيّن المتحدث باسم وزارة الهجرة أن آخر دفعة عادت إلى العراق كانت بتاريخ 29 آذار 2025، وشملت 181 عائلة، أي ما يعادل حوالي 680 شخصاً، حيث تم تسليمهم إلى اللجنة المختصة لمتابعة الإجراءات اللازمة لإعادة دمجهم بالمجتمع.

وأكد عباس أن عمليات إعادة العائلات تتم بعد خضوعهم لبرامج تأهيل نفسي واجتماعي تمتد من أربعة إلى ستة أشهر، وفقاً لحالة كل عائلة، وذلك لضمان جاهزيتهم للعودة إلى مناطقهم الأصلية بصورة آمنة ومستقرة.

مسؤول عراقي: 16 ألف مواطن عراقي لا يزالون في مخيم الهول شمال شرقي سوريا
سبق أن قال مسؤول في الأمن القومي العراقي، إن هناك 16 ألف عراقي لا يزالون داخل مخيم الهول في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا والذي تديره "الإدارة الذاتية". وأضاف رئيس اللجنة الوطنية لتنفيذ استراتيجية مكافحة التطرف العنيف التابعة للأمن القومي، علي عبد الله، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية، أن هناك جهودًا مستمرة لاستعادة العراقيين من المخيم.

جهود لإعادة العراقيين وتأمين دمجهم في مجتمعاتهم الأصلية
وأوضح المسؤول العراقي أن العمليات الخاصة بإعادة العراقيين من مخيم الهول مستمرة، حيث يتم استقبال العائدين في مخيم الجدعة، ويتم العمل على تسهيل إدماجهم وإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية. وأشار عبد الله إلى أن الحكومة العراقية اتخذت قرارًا بإغلاق جميع المخيمات في العراق، مع وضع خطط وبرامج لدعم هذا القرار، والتي ستنفذ خلال عام 2025 لضمان دمج العائدين في مجتمعاتهم.

تصاعد عمليات إخراج العائلات العراقية
في سياق متصل، أفاد المسؤول العراقي بأنه في الثاني عشر من الشهر الجاري، استعادت السلطات العراقية أكثر من 160 عائلة من ذوي "تنظيم داعش" من مخيم الهول. وشهدت عمليات إخراج العائلات العراقية تصاعدًا ملحوظًا منذ نهاية عام 2024، حيث تم في 24 فبراير 2025 إخراج الدفعة الخامسة، التي شملت 167 أسرة تضم نحو 618 شخصًا.

وضع المخيم: تنوع الجنسيات والظروف الإنسانية
ويقع مخيم الهول في ريف محافظة الحسكة ويضم أكثر من 15600 نازح سوري موزعين على 4300 عائلة، بالإضافة إلى نحو 15 ألف لاجئ عراقي ينتمون إلى 4330 عائلة. كما يضم المخيم 6389 شخصًا من 45 جنسية مختلفة، مما يعكس التنوع الكبير داخل المخيم، والذي يشكل تحديات إضافية من حيث توفير الدعم الإنساني والخدمات الأساسية.

"الإدارة الذاتية" تؤكد قلقها من قرار العراق إيقاف إعادة رعاياها من مخيمي "روج والهول"
أعرب مسؤول في "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا عن قلقه الشديد إزاء قرار الحكومة العراقية بوقف إعادة رعاياها من مخيمي الهول وروج، واعتبر أن هذا القرار يمثل عبئًا كبيرًا على "الإدارة الذاتية" ويترتب عليه تداعيات سلبية عديدة.

ولفت الرئيس المشارك لمكتب النازحين واللاجئين في "الإدارة الذاتية" شيخموس أحمد، في حديثه لوكالة "نورث برس"، إلى أن هذا القرار سيؤثر سلبًا على "الإدارة الذاتية"، خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين في المخيمات. 

وأكد أحمد أن "الإدارة الذاتية" قد أعلنت سابقًا نيتها في إخلاء المخيمات في مناطقها، مشيرًا إلى أنه: "لن يكون لدينا أي نية لإجبار أحد على العودة قسراً"، مضيفًا أن القرار العراقي يعقد أكثر من الوضع الراهن في المخيمات.

تصريحات الوزيرة العراقية وتعقيد الأوضاع
في فبراير الماضي، حذرت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، ايفان فائق جابرو، من تصاعد المخاطر المتعلقة بالنازحين، معلنة عن وقف إعادة النازحين العراقيين من مخيم الهول. وقالت جابرو في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام العراقية: "الوكالات الأممية أوقفت أعمالها في مخيم الهول بعد توقف المساعدات الأمريكية"، مؤكدة أنه سيتم إيقاف عملية إعادة النازحين العراقيين من هذا المخيم.

وأضافت الوزيرة: "سوريا أبلغتنا بنية تفكيك مخيم الهول، وهو أمر يثير مخاوف كثيرة"، مشيرة إلى أن عملية إعادة النازحين بالقوة ستكون لها آلية مختلفة يجب النظر فيها بعناية. كما أشارت إلى أن "انسحاب القوات الأمريكية من مناطق شرق سوريا سيكون له تأثير أمني كبير على العراق"، مؤكدة أن "إعادة النازحين من مخيم الهول هي عملية معقدة جدًا".

"الإدارة الذاتية": مخيم "الهول" يشكل معضلة دولية ونطالب بالاستجابة الدولية
قال الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين في "الإدارة الذاتية" الكردية، شيخموس أحمد، إن مخيم "الهول" أصبح يشكل معضلة دولية تتحمل "الإدارة الذاتية" مسؤولياتها بالكامل. وأوضح أحمد أن الدول التي لديها رعايا في المخيم تتجاهل مسؤولياتها تجاه مواطنيها، حيث ترفض العديد من هذه الدول استعادتهم.

وأشار أحمد إلى أن عدد الأجانب في مخيمي "الهول" و"روج" يقدر بحوالي 8 آلاف شخص من نحو 55 دولة، مؤكدًا أن الاستجابة الدولية لهذا الملف ما تزال شبه معدومة، رغم المناشدات المستمرة من "الإدارة الذاتية" والتحالف الدولي. وأكد أن الوضع الحالي في المخيم يشكل عبئًا ثقيلًا على "الإدارة الذاتية"، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى حلول عاجلة.
وفيما يتعلق بالوضع العراقي، ذكر أحمد أن الحكومة العراقية، التي لديها عدد كبير من الرعايا في المخيم، تعمل على إعادته من خلال برنامج رحلات العودة، إلا أن الآلية المتبعة بطيئة مقارنة بحجم الأعداد. 

وفي سياق آخر، أشار أحمد إلى أن "الإدارة الذاتية" تواصل جهودها لإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية، مذكرًا بالقرار الجديد الذي يسمح لكل من يرغب في العودة بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، وهو ما يعد خطوة مهمة لتخفيف الأعباء التي يتسبب بها المخيم على المنطقة.

دوروثي شيا: المساعدات الأميركية لمخيمات "داعـ ـش" شمال شرق سوريا قد لا تستمر طويلاً
قالت دوروثي شيا، القائمة بأعمال السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أمام مجلس الأمن إن المساعدات الأميركية التي تُخصص لإدارة وتأمين مخيمات في شمال شرق سوريا، والتي تضم سجناء مرتبطين بتنظيم داعش، "لا يمكن أن تستمر إلى الأبد". 

وأضافت أن الولايات المتحدة قد تحملت العبء المالي المرتبط بهذه المخيمات لفترة طويلة، وأكدت أنه في النهاية "لا يمكن أن تظل المخيمات مسؤولية مالية أميركية مباشرة".

شيا، التي كانت تتحدث أمام المجلس الذي يضم 15 عضوًا، طالبت الدول المعنية بـ"إعادة مواطنيها النازحين والمحتجزين الذين لا يزالون في المنطقة على وجه السرعة"، مؤكدة أن هذا الأمر بات ملحًا ويحتاج إلى اتخاذ خطوات عاجلة. 

من جانب آخر، حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في وقت سابق من أن تجميد الولايات المتحدة للمساعدات الأجنبية قد يؤدي إلى تفاقم "الظروف المهددة للحياة" في مخيمَي الهول وروج اللذين يضمان الآلاف من أفراد عائلات مقاتلي داعش الأجانب. وشددت المنظمة على أن الأوضاع في المخيمين باتت "كارثية"، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لمعالجة هذه المشكلة.

الإدارة الذاتية: مخيمات شمال شرق سوريا سيتم إغلاقها بحلول 2025
أكد شيخموس أحمد، الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين التابع للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، أن السلطات المحلية تعمل على خطة لإغلاق المخيمات التي تديرها في المنطقة بحلول عام 2025، والتي تستضيف آلاف النازحين السوريين والعراقيين، بما في ذلك أسر مقاتلي تنظيم داعش. وأوضح أحمد أن هذه العملية ستكون بالتنسيق مع الأمم المتحدة، مع التخطيط لعقد اجتماع قريب لمناقشة تفاصيل التنفيذ.

وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، أشار أحمد إلى أنه قد تم تسهيل الإجراءات للنازحين الراغبين في العودة إلى مناطقهم بداية العام الجاري، سواء من مخيم الهول أو من المخيمات الأخرى. وأوضح أن مخيم الهول، الذي يضم أكثر من 40 ألف شخص من جنسيات مختلفة، كان يحتوي في العام 2024 على نحو 20 ألف عراقي و16 ألف سوري، مضيفًا أن حوالي 12 ألف عراقي قد غادروا المخيم منذ عام 2021، في حين لا يزال حوالي 17 ألفًا آخرين من العراقيين في المخيم.

وأشار أحمد إلى أن الإدارة تعمل على إخراج دفعات من العائلات العراقية بشكل منتظم، بينما تجري دراسة الإجراءات المتعلقة بمغادرة النازحين السوريين. كما أضاف أن هناك تنسيقًا دائمًا مع المنظمات الدولية والمحلية لدعم هذه العمليات، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة "بلومونت" الأميركية.

فيما يتعلق بتجميد المساعدات الأميركية، نفى أحمد أن يكون لذلك تأثير على قرار السماح للعائلات بالعودة إلى مناطقها الأصلية، مؤكدًا أن الدعم الدولي لا يزال مستمرًا، بما في ذلك المساعدات التي تقدمها المنظمات المحلية والدولية. 

 

اقرأ المزيد
٥ أبريل ٢٠٢٥
وزير بريطاني يحذر من التصعيد: غارات إسرائـ ـيل تهدد مستقبل سوريا واستقرار المنطقة

أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر، أن استقرار سوريا يمثل عنصراً أساسياً لتحقيق الأمن الإقليمي، داعياً إسرائيل إلى احترام سيادة الأراضي السورية والاحتكام إلى المسارات الدبلوماسية لمعالجة المخاوف الأمنية.

وجاء تصريح الوزير في منشور نشره عبر منصة "إكس"، يوم الجمعة، عبّر فيه عن بالغ القلق من تصاعد وتيرة الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت عدة مواقع داخل الأراضي السورية، بما في ذلك العاصمة دمشق، وتسببت في وقوع ضحايا مدنيين.

وشدد فالكونر على أن استمرار هذا التصعيد يشكل تهديداً مباشراً لمستقبل سوريا، ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، مؤكداً أن استقرار سوريا يصب في مصلحة جميع دول المنطقة، ويعد خطوة ضرورية لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.

بريطانيا تطالب مواطنيها بمغادرة سوريا وتحذر من تدهور الأوضاع الأمنية
طالبت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم السبت 29 مارس، مواطنيها المتواجدين في سوريا بمغادرة البلاد فوراً باستخدام أي وسيلة متاحة، ونصحت بعدم السفر إليها بسبب استمرار النزاع وتدهور الأوضاع الأمنية، وفق بيان نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني.

تحذير عاجل للمواطنين البريطانيين
وأكدت الخارجية البريطانية في بيانها: "إذا كنت مواطناً بريطانياً موجوداً في سوريا، عليك المغادرة فوراً باستخدام أي وسيلة ممكنة»، مشيرة إلى أن استمرار النزاع في البلاد أدى إلى ظروف أمنية غير مستقرة وغير متوقعة.

وأضافت الوزارة: «إذا كنتم غير قادرين على المغادرة بسبب تصاعد الأعمال العدائية، فعليكم البقاء في مكان آمن حتى تتوفر فرصة للمغادرة بشكل آمن"، مؤكدةً أنه من المحتمل فرض حظر التجول في بعض المناطق التي تشهد توترات متزايدة، ودعت إلى الالتزام بالتوجيهات المحلية واتخاذ كافة تدابير الحيطة والحذر.

 وسط غياب أي تحرك دولي.. إدانات عربية وإسلامية متجددة للعدوان الإسرائيـ ـلي على سوريا
واصلت الدول العربية والإسلامية إدانتها للعدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، سواء عبر الغارات الجوية التي طالت مواقع عسكرية استراتيجية تابعة للدولة السورية الجديدة، أو من خلال التوغلات البرية في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي البلاد.

وعلى الرغم من كثافة الإدانات الرسمية، فإن هذه المواقف لا تزال تندرج ضمن الإطار السياسي، دون أن يقابلها أي تحرك دولي فعلي يردع الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، والتي تستغل حالة الانتقال السياسي في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، وضعف البنية الدفاعية لدى الدولة الجديدة لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.

اقرأ المزيد
٢٩ مارس ٢٠٢٥
جمعية المطاعم بدمشق تقدر حركة أسواق العيد جيدة وحالة الأسعار

قدر أمين سر جمعية المطاعم بدمشق "سام غرة"، بأن حركة الأسواق بمناسبة اقتراب عيد الفطر المبارك بالجيدة جداً مقارنة مع السنوات السابقة، مؤكداً وجود انخفاض بين 25 و50 بالمئة طرأ على ضيافة العيد من حلويات وشوكولا ومكسرات.

 إضافة إلى انخفاض بأسعار الألبسة في معظمها بما يقارب الـ 40 بالمئة، وأكد أن خفض الأسعار جاء نتيجة انخفاض الأعباء التي كانت مفروضة سابقاً خلال النظام البائد على التاجر والحرفي، فيما يخص الجمارك والأتاوات مع انخفاض مختلف كلف المواد.

وذلك سواء السكر والزيت والطحينية والفستق الحلبي مع توافر مواد المحروقات، علماً أن وضع الكهرباء في تحسّن وأضاف كان سعر كيلو المكسرات الفاخر يتجاوز 300 ألف خلال العيد الماضي وحالياً يتراوح بين 150 ألفاً و200 ألف ليرة.

في حين وصل سعر كيلو الحلويات إلى 250 ألفاً من النوع الجيد مع لحظ انخفاض نسبته بين 20 و30 بالمئة على مختلف أنواع الحلويات، واعتبر أن معظم المحال خفضت أسعارها باستثناء البعض أصحاب الماركات فحافظت على أسعارها.

بالمقابل هناك شريحة من المواطنين غير قادرة على الانسجام مع الأسعار الحالية حتى مع انخفاضها بسبب وضعهم الاقتصادي ولاسيما أصحاب الدخل المحدود جداً، في حين هناك شريحة أخرى اعتمدت على المواد المنخفضة التكاليف؛ مع اعتماد شريحة أخرى على الحوالات المالية.

وأوضح أن بعض المحال لم تخفض أسعارها كنوع من الجشع وخاصة أن جميع المواد انخفضت بشكل كبير مع الإصرار على رفع الأسعار، ولفت إلى أن الأسواق حالياً يحكمها عامل المنافسة بين المحال وخاصة أن السوق مفتوح باستثناء المحروقات والخبز.

هذا وانخفضت أسعار الموالح وضيافة العيد في الأسواق السورية المحلية في دمشق وريفها بنسبة 40 بالمئة مقارنة بفترة ما قبل إسقاط نظام الأسد البائد وفق مصادر اقتصادية متطابقة.

ويرجع ذلك لارتفاع قيمة الليرة السورية وإزالة العقبات الأمنية والأتاوات مع زوال الحواجز مما سهّل وصول البضائع ووفرتها بالسوق، حسب الأسباب التي رصدها موقع "اقتصاد" المحلي.

اقرأ المزيد
٢٤ فبراير ٢٠٢٥
المخابرات العراقية تكشف عن توجه رسائل أمنية مباشرة إلى دمشق بشأن التهديدات في سوريا

كشف رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، في تصريحات أدلى بها الأحد خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر "حوار بغداد"، عن أن بغداد قد وجهت رسائل أمنية مباشرة إلى دمشق بشأن التهديدات الأمنية التي تمثلها بعض الجماعات المتطرفة في المنطقة، ولفت إلى أن الأوضاع في سوريا تؤثر بشكل مباشر على العراق.

وأكد الشطري أن هناك نحو 9,000 عنصر من تنظيم "داعش" محتجزين في سجون الحسكة بسوريا، بالإضافة إلى خلايا نشطة لتنظيم "داعش" في باديتي حمص والشام. وأوضح أن الساحتين العراقية والسورية مترابطتان بشكل وثيق، مشيرًا إلى أن ما يحدث في سوريا يؤثر بشكل مباشر على العراق والعكس صحيح. 

وصرح الشطري بأن الأحداث الأخيرة في سوريا تمثل نقطة تحول في المنطقة، معبرًا عن أمله في أن يسهم هذا التحول في تعزيز الاستقرار رغم المخاوف المستمرة من وجود جماعات مسلحة وأماكن للصراع في المنطقة. وأوضح أن العراق قد وجه رسائل أمنية واضحة إلى القيادة السورية حول التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات، خاصة بعد أن تضرر العراق من عمليات إرسال الانتحاريين والمواد المخدرة عبر الحدود.

وأشار رئيس جهاز المخابرات العراقي إلى أن العراق لم يكن مهتماً بدعم نظام بشار الأسد في سوريا بقدر ما كان مهتماً بمعرفة البدائل المحتملة في حال تغير الوضع في سوريا. وأضاف الشطري أن العراق يولي أهمية كبيرة لموضوع محاربة تنظيم "داعش"، مشيرًا إلى وجود خلايا تابعة للتنظيم في مناطق مثل بادية حمص والشام.

كما لفت الشطري إلى أن هناك نحو 30,000 نازح في المخيمات السورية من 60 جنسية، بالإضافة إلى 9,000 عنصر من "داعش" محتجزين في سجون الحسكة، بينهم حوالي 2,000 عراقي. وأعرب عن اهتمام العراق في معرفة كيفية تعامل الإدارة السورية الجديدة مع هذا الملف.

وفيما يتعلق بالأسلحة التي سيطرت عليها بعض الجماعات المسلحة، بما في ذلك "داعش"، بعد سقوط نظام الأسد، عبر الشطري عن قلقه بشأن هذا الموضوع. وأكد أن العراق مستمر في إرسال الرسائل والتواصل مع القيادة السورية لتحقيق نتائج إيجابية في التعامل مع هذه القضايا الأمنية.

التواصل مع القيادة السورية الجديدة
وكشف الشطري عن الرسائل التي تم نقلها إلى الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقائه به في 26 ديسمبر 2024، حيث أكد على أن التواصل مع الإدارة السورية الجديدة مستمر للوصول إلى صيغة أمنية متفق عليها، خاصة في ما يتعلق بتنظيم "داعش"، مخيم الهول، وسلاح الجيش السوري. كما تناول اللقاء كيفية التعامل مع المكونات المختلفة في الشعب السوري، بما في ذلك الأكراد والشيعة والعلويين، وكيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع هذه المكونات.

وأشار الشطري إلى أن قرار الذهاب إلى دمشق ولقاء الرئيس الشرع كان مبنيًا على مقدمات واضحة، حيث تم إبلاغ القيادة السورية الجديدة بأن العراق لم يكن دائمًا مع نظام بشار الأسد، بل كان يعتبر النظام مصدر قلق له، وذلك بسبب تورط الأسد في إرسال مئات الانتحاريين والمقاتلين المتطرفين إلى العراق.

وأشار الشطري إلى أن الرسائل التي تم نقلها إلى الرئيس الشرع تتضمن تأكيدًا على دعم العراق لتطلعات الشعب السوري، لكن مع وجود بعض النقاط الهامة، مثل ملف "داعش" وكيفية تعامل الإدارة السورية الجديدة مع هذا التنظيم، وكذلك كيفية التعامل مع المكونات السورية التي تتداخل مع الشعب العراقي.

اقرأ المزيد
٧ فبراير ٢٠٢٥
"سامي وقيصر": أسماء سورية خالدة كرمز للتضحية والشجاعة والإلهام العالمي

حظي البطلان السوريان المعروفان طيلة سنوات طويلة باسم "سامي وقيصر"، المسؤولان عن تسريب صور تعذيب الضحايا في سجون النظام البائد، بإشادة واهتمام واسع من قبل كافة أبناء الشعب السوري بمختلف انتمائهم وتوجهاتهم، تقديراً لعملهم البطولي، والذي لعب دوراً محورياً في كسر شوكة النظام وملاحقته دولياً.

وخلد البطلان "سامي وقيصر" أسمائهما في تاريخ سوريا الحديث والمستقبل، كشخصيتين، واجهتا كل غطرسة النظام، واستطاعا بشجاعة كبيرة، القيام بعمل كان حدثاً بارزاً في تاريخ ثورة السوريين، في فضح القتل والتعذيب وجرائم الحرب التي حاول النظام البائد جاهداً لإخفائها، فكانا شاهدين رئيسيين في إدانة نظام الأسد بالجرائم، مسطران أسمائهم التي كشفو عنها كبطلين يستحقان كل التقدير والتكريم.


وبعد سنوات طويلة من الاختباء وراء اسماء مستعارة، كشف البطل "قيصر" المعروف باسم "الشاهد الملك" عن شخصيته، لأول مرة وعبر قناة "الجزيرة" القطرية، وهو المساعد أول "فريد المذهان" رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق وينحدر من مدينة درعا، وقبله شريكه "سامي" وهو المهندس المدني "أسامة عثمان" الذي يرأس اليوم مجلس إدارة منظمة "ملفات قيصر للعدالة".

وقال"قيصر" الذي كشف عن هويته للمرة الأولى في برنامج "للقصة بقية" على قناة "الجزيرة"، إن أوامر التصوير وتوثيق جرائم النظام يصدران من أعلى هرم السلطة للتأكد من أن القتل ينفذ فعلياً.

وأكد "قيصر" المعروف بـ "الشاهد الملك" أن قادة الأجهزة الأمنية كانوا يعبرون عن ولائهم المطلق لنظام الأسد عبر صور جثث ضحايا الاعتقال، وبين أن أول تصوير لجثث معتقلين كان بمشرحة مستشفى تشرين العسكري لمتظاهرين من درعا في مارس ٢٠١١.

وأكد المساعد أول "فريد المذهان" أن الموقوف بمجرد دخوله المعتقل يوضع رقم على جثته بعد قتله، وبين أن أماكن تجميع وتصوير جثث ضحايا الاعتقال كانت في مشرحة مستشفيي تشرين العسكري وحرستا.

ولفت "قيصر" إلى تحويل مرآب السيارات في مستشفى المزة العسكري لساحة تجميع الجثث لتصويرها مع ازدياد عدد القتلى، وقال إنه في بداية الثورة السورية كانت عدد الجثث من ١٠ إلى ١٥ يوميا لتصل إلى ٥٠ في اليوم.

وأوضح أن النظام كان يكتب أن سبب وفيات من قتلهم هو توقف القلب والتنفس، وكشف عن عمليات ابتزاز ممنهجة مورست ضد الآلاف من أهالي المعتقلين دون الحصول على أي معلومات.

ارتبط اسم "سامي" و"قيصر" بملفات التعذيب البشعة في سجون نظام الأسد المهزوم في سوريا، وذلك منذ عام 2014، بعد أن استطاع ضمن فريق لم تكشف هويتهم طيلة سنوات ماضية، ليكشف اليوم عن هويته الحقيقية بعد سقوط نظام الأسد، والذي لعب دوراً بارزاً في نقل صور التعذيب للعالم المنظمات الدولية، وفضح جرائم النظام البشعة، والتي كانت سبباً في فرض القيود والعقوبات الدولية التي ساهمت بتقويض سلطته ومحاصرته دولياً

استُخدمت الصور التي نقلها "سامي وقيصر" في محاكم بدول غربية لإدانة ضباط سوريين بتهم التعذيب وارتكاب انتهاكات خلال فترات عملهم في سوريا وقبل فرارهم منها، ليكشف اليوم سامي  أو مايعرف باسم "الشاهد التوأم" مع قيصر، عن شخصيته في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط".

"سامي" الذي تردد اسمه طويلاً، هو المهندس المدني "أسامة عثمان" الذي يرأس اليوم مجلس إدارة منظمة "ملفات قيصر للعدالة"، كان يعمل مهندساً مدنياً عندما اندلعت الثورة السورية عام 2011، وله قريب عرف باسم "قيصر" كان يعمل في مناطق سيطرة قوات النظام، بمهمة توثيق الوفيات في أقسام أجهزة الأمن السورية


كان دور "قيصر" توثيق جثث ضحايا التعذيب بكل بشاعتها بعد وصولها من الأفرع الأمنية، جثث عراة تحمل أرقاماً، تضمنتها آلاف الصور لنساء ورجال وأطفال، بأبشع مارأته البشرية في تاريخها، دفعت تلك الجرائم  كلاً من "سامي وقيصر" إلى العمل معاً لتوثيق ما يحصل في السجون والمعتقلات السورية، وتحديداً في دمشق حيث كان يعمل "قيصر" والذي كان يوثق أحياناً موت ما لا يقل عن 70 شخصاً يومياً. 


وبدأ الرجلان التعاون في جمع وثائق التعذيب في مايو (أيار) 2011. كان "قيصر" يهرب الصور عبر محرك أقراص محمول (يو أس بي) ويعطيها لسامي في مناطق المعارضة، وأثمرت جهود الرجلين "سامي وقيصر" تهريب عشرات آلاف الصور لجثث ضحايا التعذيب إلى خارج سوريا.


وكُشف عن الصور للمرة الأولى في العام 2014 بعدما صارا خارج سوريا، واليوم باتت الصور التي هرباها جزءاً من "لائحة الاتهام" ضد الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، مشدداً على ضرورة "المحاسبة" في سوريا اليوم بعد إطاحة النظام السابق، 


وقال: "في هذا اللحظات الحاسمة التي تمر بها سوريا مع الاستعداد للدخول في مرحلة جديدة بعد ما يزيد على خمسة عقود من حكم عائلة الأسد، ندعو الحكومة (الجديدة) إلى العمل الجاد لتحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي الجرائم وضمان كرامة حقوق الإنسان كأساس لبناء مستقبل أفضل يحلم به جميع السوريين".


وأضاف: "لقد شهدنا خلال الأيام الماضية، وما سبقها من أحداث متسارعة، تزايداً ملحوظاً في احتمال انتشار الفوضى الناتجة عن مخلفات النظام السوري. لقد أدى الدخول العشوائي للمواطنين إلى السجون وأماكن الاحتجاز إلى إتلاف أو فقدان وثائق وسجلات رسمية مهمة للغاية تكشف انتهاكات منذ عشرات السنين".


وأكد أن "المسؤولية الكاملة عن تلف الأدلة وضياع حقوق المعتقلين والناجين تقع على عاتق مسؤولي الأجهزة الأمنية للنظام السابق الذين غادروا والذين مازالوا قائمين على مهامهم ومسؤولياتهم، إضافة إلى القوى الحالية التي تتحضر لتسلم السلطة في دمشق".


ورغم اعتبار ما يحصل الآن حالة متوقعة بعد تحرير البلاد من النظام السوري، إلا أنه أكد أن التدخل العاجل بات ملحاً في جمع الأدلة والوثائق من الأرشيف السابق للمؤسسات الأمنية والوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى، وهذا ما يثير قلقنا من استمرار موظفي النظام في العمل مما يمكنهم من طمس وإتلاف الملفات ذات الأهمية في كشف جرائم النظام البائد".


ويرى سامي أن "جميع مؤسسات النظام السابق تحوي ملفات على جانب كبير من الخطورة، سواء منها الأمنية أو المدنية أو العسكرية، ولا نغفل قلقنا من طمس الملفات في فروع وملحقات حزب البعث كافة والتي يعلم جميع السوريين أنها كانت مؤسسات أمنية بامتياز مارس القائمون عليها كل أشكال الترهيب الجسدي والمعنوي بحق أبناء شعبنا العظيم طوال سنوات الثورة".


وأضاف: "نأمل بأن تتم هذه الخطوة بمشاركة المنظمات الحقوقية ذات الصلة بمتابعة القضايا المرتبطة بالبحث والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، إن تأخّر الكشف عن أماكن الاحتجاز الرسمية والسرية المحتمل وجودها في المناطق المحررة أو المناطق التي لم تصلها القوى المسلحة للمعارضة السورية، إضافة إلى شهادات ومعلومات متداولة حول نقل معتقلين من سجون مختلفة إلى أماكن مجهولة قبيل سقوط النظام، وعدم توفير المساعدات الطبية والإنسانية اللازمة للناجين الذين أفرج عنهم في الأيام الماضية، يعكس استهتاراً بأرواح هؤلاء الأفراد".


ودعا سامي السلطات الحالية إلى "اتخاذ خطوات فورية وشفافة للكشف عن مصير المعتقلين والضحايا الذين قضوا تحت التعذيب في السجون السورية وتوقيف جميع المسؤولين عن إدارة السجون وتشغيلها للبدء بشكل عاجل وفوري بتقديم الوثائق التي توضح أسماء وأعداد الضحايا لضمان حق العائلات في معرفة مصير أحبائهم".


وشدد على أن من حق الشعب السوري في الوصول إلى الحقيقة لا يمكن التهاون فيه وهو واجب على جميع الجهات المعنية، وأن التسامح مع مرتكبي الجرائم تحت أي ذريعة يشكل انتهاكاً صريحاً للمعايير الإنسانية والقانونية ويعطي الضوء الأخضر لإعادة انتاج أدوات القمع والانتهاكات التي كانت تمارسها الأجهزة الأمنية التي لا تزال قائمة حتى الآن.


وشدد الناشط الحقوقي السوري على أن "تحقيق العدالة يتطلب مساءلة كل من تورط في الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري كما أن تحقيق السلام والاستقرار في سوريا يعتمد على العدالة الانتقالية كمبدأ أساسي في هذه المرحلة، داعياً إلى مصالحة وطنية قائمة على مبادئ العدالة والمساءلة تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري في بيئة آمنة ومستقرة تحترم كرامتهم وتلبي احتياجاتهم مع ضمان عدم الافلات من العقاب تحت أي مسمى".


ووجه سامي انتقادات إلى أطراف في المعارضة السورية من دون أن يحددها، متحدثاً عن "إخفاقات" مرت بها، وقال "في ظل الإخفاقات السياسية السابقة من المعارضة التي فُرضت على الشعب السوري، نشدد على ضرورة الإدلاء بتصريحات فورية مطمئنة حول رؤية وكيفية إشراك الشعب في اتخاذ القرارات والبدء بعملية بناء المجتمع بطريقة تحترم إرادة الشعب السوري وتضمن حقه في تقرير المصير".


ودعا السلطة الحالية إلى "توطيد وتسهيل عمل جميع مؤسسات المجتمع المدني العاملة في الداخل السوري والخارج كما ندعو جميع هؤلاء إلى دعم جهود تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا بشكل فعال وإشراك الشعب السوري في التطورات بشكل دوري، والمساهمة في تقديم الدعم الإنساني والطبي للناجين من الاعتقال والاختفاء القسري، وضمان محاسبة جميع المتورطين في الجرائم وعدم السماح بالافلات من العقاب".


وطالب بـ "نشر وتعميم أسماء الضباط المسؤولين عن الجرائم والمعروفين على مستوى الشعب السوري ومراقبة المعابر الرسمية وغير الرسمية، ودعوة المؤسسات الإعلامية الرسمية السورية التي طالما ساهمت في قهر السوريين وقلب الحقائق وتمجيد القتلة، إلى عودتها إلى وظيفتها الطبيعية كأداة ترسخ ثقة المواطن بمؤسسات الدولة ومصدر للمعلومات الصحيحة، فما يؤلمنا أن نرى أهلنا يبحثون عن أسماء أحبائهم المفقودين على صفحات التواصل الاجتماعي في حين يغيب إعلام الدولة عن أداء مهمته التي ما وُجد إلا لأجلها كمؤسسة خدمية غير مسيسة".


وأكد سامي أن "الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية لا تسقط بالتقادم ولا يمكن التسامح معها تحت أي ظرف. سوريا التي نحلم بها هي سوريا الحرة التي تقوم على العدالة والمساواة. إن العدالة الانتقالية التي تسبق المصالحة الوطنية الشاملة هي السبيل الوحيد لبناء سورية المستقبل. كلنا أمل أن تكون سوريا الآن بخير. سوريا التي تركها فريقنا قبل 11 عاماً رفقة آلاف الوجوه المعذبة والأجساد المشوهة. مئات المحاجر التي فارقتها عيون كانت تحلم أن تكون بيننا اليوم".


وأضاف: "في وجه من تلك الوجود كنت أرى صورة أبي وأمي واخوتي وأصدقائي. في عتمة الليالي الطويلة تمعنت في وجوههم وعاهدتهم أن ننتصر"، وعدد رفاقه الذين قتلهم النظام يحيى شوربجي (ناشط حقوقي)، وغياث مطر، وعبدالله عثمان، برهان غضبان، نور الدين زعتر، قائلاً: "إلى كل هؤلاء، من عرفتهم ومن لم أعرفهم، عليكم رحمة الله. لقد انتصرنا. انتصرت دماؤكم وسقط الأسد. عليكم رحمة الله وعلى الأسد لعنة التاريخ".


ورفض "سامي" تقديم معلومات عن طريقة مغادرته و"قيصر" سوريا ووصولهما إلى دول الغرب. لكنه اكتفى بالقول، رداً على سؤال: "أنا أسامة عثمان، مهندس مدني من ريف دمشق. كثيرون يعرفونني حتى وإن اختفيت تحت اسم (سامي). كان لابد من أن اتخذه درعاً يحميني أثناء فترة العمل الشاق على هذا الملف المعقد الذي ساهم في صنعه الكثير من الأبطال المجهولين".


وأشار إلى أنه "لست الوحيد. هناك الكثير من الأبطال المجهولين الذين ساهموا في وصولنا إلى هذه المرحلة. ملف قيصر احتاج جهوداً جبارة في أوروبا عبر المحاكم وفي الولايات المتحدة عبر منظمات سورية بذلت الكثير حتى استطاعت أن تدفع الإدارة الأميركية لإصدار ما يسمى بقانون قيصر أو قانون حماية المدنيين وهو أحد مفرزات ملف قيصر".

اقرأ المزيد
٢ يناير ٢٠٢٥
بين ضربة الحذاء والصاروخ.. "شادي حلوة" شريك سفك الدم "يتحول" عن دعم الجزار..!!

وظف نظام الأسد المخلوع، الكثير من الأبواق الإعلامية في خدمة تلميع صورة جرائمه بحق الشعب السوري، وعمل كثيرين منهم "شادي حلوة" ضمن ما يعرف باسم "الإعلام الحربي" وملخص وظيفة هذه المهمة مرافقة ميليشيات الأسد، والتحريض والمشاركة المباشرة بتغطية العمليات العسكرية التي شنها النظام البائد.

واشتهر "حلوة" مبكراً حيث ظهر ضمن الآلة الإعلامية لدى نظام الأسد الساقط، ونظرا إلى دوره الكبير في دعم آلة القتل والإبادة والتهجير الأسدية حظي بمناصب عديدة وصلت مؤخرًا إلى تسلم نادٍ رياضي وإذاعة محلية واستثمارات عديدة جلها في حلب.

وتم الحديث عن صراعات داخلية جعلته ملاحقا في فترة من الفترات بتهمة إثارة النعرات الطائفية، حيث كان ذلك ضمن في دولة الأسد البائد التي تقوم على الفساد والإجرام، وكان "حلوة" أحد مرافقي "سهيل الحسن"، وتعرض للتوبيخ المتكرر.

وفي العام 2012 ظهر الإعلامي "حلوة" بموقف محرج لم يكن الأخير، حيث تم ضربه بالحذاء على الهواء مباشرة، من قبل شاب ردد عبارة "الإعلام السوري كاذب"، فيما توجه "حلوة" بالشتائم، وبرر "حلوة" ذلك بأن الشاب الذي ضربه تم اعتقاله ونفذ ذلك مقابل 2000 ليرة وفق زعمه.

وفي سياق حالة تبديل الجلود التي عرفت محليا بمصطلح "تكويع"، اعتذر "حلوة"، عن موقفه السابق المؤيد لنظام ، وقال إنه كان مخدوعًا به، وذكر أنه غادر مدينة حلب حيث ظهر في الإمارات عقب سقوط نظام الأسد البائد.

و"شادي" الذي اشتهر بالتشبيح والتطبيل والرقص على جثث السوريين منذ العام 2011، وتم تمويل برنامج له بغطاء خيري من قبل شركة "القاطرجي" الداعمة للنظام زعم أنه لم يعد مراسلًا حربيًا منذ العام 2018، ورفض العودة للميدان خلال اللحظات الأخيرة قبل إسقاط نظامه المجرم.

وعلى غرار زمرة "المكوعين"، ادعى أنه صُدم من الصور ومقاطع الفيديو لسجن صيدنايا، وأن ما كان يسمعه سابقًا عن الانتهاكات والفظائع في السجن، لم تكن تصدق، الأمر الذي لم يزيد إلا من فظاعة التبريرات غير المنطقية التي تنم عن استخفاف بالعقول ومحاولات مضللة محاولا تلميع صورته وتبرير موقفه المخزي.

ومن الفضائح التي رافقت "حلوة" خلال مسيرته المخزية ظهر في تسريب مصور وهو يطلب من عناصر مليشيات حزب الله اللبناني التحدث بلهجة سورية للتمويه على هويّتهم الأصلية، وكان في بعض الأحيان خصما للمراسلين الحربيين الذين ينافسونه على لقب المراسل الأول في حلب، مثل "كنانة علوش، وريم مسعود".

وفي شباط/ فبراير 2020، ظهر "حلوة"، في بث مباشر للحديث عن تفاصيل إصابته إلى جانب إعلاميين اثنين من طاقم تلفزيون النظام في بلدة "خان العسل" بريف حلب الغربي، حيث ظهر حينها مرددا عبارة "ضربونا ساروخ" مما أثار سخرية واسعة وقتذاك.

وسبق أنّ ظهر مراسل تلفزيون النظام في اتصال يجريه مع "مفتي البراميل" أحمد حسون، طالباً منه الدعاء ومع وصف شادي أن الفيديو عفوي فإن "حسون" تلفظ بألفاظ غير لائقة في تلك المكالمة الهاتفية التي جرت بين الطرفين، وزعم أن المجرم "صالح العبد الله" حذره بوقت سابق قائلا: يا شادي انتبه من الصواريخ المسلحين.

ويعرف عن الإعلامي للموالي للنظام "شادي حلوة" ظهوره المتكرر وهو يشمت بقصف المدنيين في محافظة إدلب وتهجير أهلها، ويعرف أنه من أبرز الوجوه الإعلامية المثيرة للجدل بسبب كثرة مواقفه المحرجة التي انكشف فيها كذبه على الهواء مباشرة، مثل طلبه من ميليشيات حزب الله تغيير لهجاتهم أثناء تصويرهم، إلى جانب رميه بالأحذية بمدينة حلب وصولاً إلى توبيخه على يد "سهيل الحسن" المدعوم من قبل ميليشيات روسيا.

يشار إلى أنّ الآلة الإعلامية التابعة لنظام "بشار الأسد" الساقط استخدمت مرارا وتكرارا التجييش الإعلامي والتهديد العسكري ضمن استخدام سياسة الأرض المحروقة، ولطالما اشتهر عدد كبير من إعلامي النظام بظهورهم المثير للجدل فوق جثث الضحايا ودمار المنازل، داعين إلى مواصلة المحرقة بحق الشعب السوري.

وأكدت وزارة الإعلام حكومة تصريف الأعمال السورية، عبر معرفاتها الرسمية، يوم السبت 14 كانون الأول/ ديسمبر 2023، على إخضاع جميع الإعلاميين الحربيين ممن شاركوا في حرب النظام المجرم الساقط ضد الشعب السوري، لمحاكمة عادلة.

ولم يعجب القرار الإعلاميين المتلونين ممن دعموا نظام الأسد البائد، نظرا إلى دورهم المفضوح في مساندة النظام حتى اللحظات الأخيرة من سقوطه على يد الثوار، وحتى الأمس القريب كان عدد من الإعلاميين الموالين من أشد المدافعين عن نظامهم عبر صفحاتهم الرسمية.

وذكرت وزارة الإعلام أن "جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه ومجازره ضد الشعب السوري".

وشددت على أن "الإعلاميين الحربيين"، سيخضعون للمحاكمة العادلة ضمن إطار العدالة الانتقالية، التي تهدف إلى تحقيق الإنصاف ومحاسبة كل من تورط في انتهاكات جسيمة بحق أبناء الشعب السوري.

وقال "محمد الحلو" (إعلامي حربي شارك بتغطية معارك النظام في دمشق، وشغل منصب مصور داخلية الأسد) إنه يرد "مرحلة انتقالية لا مرحلة إنتقامية، وسوريا الجديدة بدفتر أبيض"، وأضاف: أن كان ولابد من المحاسبة لتكن المحاسبة والمطالبة برأس النظام السابق لان هو السبب في كل ما حصل".

وتجدر الإشارة إلى أن جميع الإعلاميين العاملين في مؤسسات النظام سابقا كانوا يعلنون الولاء له وسط تشبيح منقطع النظير، ومع انتصار الثورة السورية بدء عدد منهم محاولة ركوب الموجة، وهناك أسماء بارزة عرفت بدعم نظام الأسد والمشاركة في سفك الدم السوري، مثل "كنانة علوش، صهيب المصري، شادي حلوة" وغيرهم.

اقرأ المزيد
٣١ أكتوبر ٢٠٢٤
حوامل الطاقة وضرائب النظام ترفع أسعار السلع وتُغلق منشآت حرفية

أكدت مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد، أن غلاء وشح وغلاء حوامل الطاقة لا سيما الغاز والكهرباء والمازوت أدى إغلاق عدة منشآت صناعية وحرفية إضافة إلى ضرائب النظام التي ترفع أسعار السلع والخدمات وحتى الأدوية.

وكشف نائب رئيس لجنة منطقة الكلاسة الصناعية في مدينة حلب "محمد قرموز"، عن انخفاض عدد المنشآت الصناعية في المنطقة من 2500 منشأة صناعية وحرفية إلى 1100 منشأة، مرجعاً ذلك إلى الضرائب المرتفعة والجولات الجمركية المستمرة التي لا تهدأ.

وقال إن الخلل في توزيع الكهرباء بين الكلاسة والمناطق الصناعية الأخرى أدى إلى إلى "حصول تنافس غير متوازن" وأضاف أن ذلك أثر سلبياً على المنشآت الصناعية في الكلاسة، بما في ذلك زيادة تكاليف إنتاجها قياساً بالمناطق الصناعية الأخرى.

فيما تشهد صناعة الأدوية في سوريا تحديات كبيرة، مع تصاعد #الضرائب المزدوجة والرسوم الحكومية التي فرضت عبئاً إضافيًا على قطاع الإنتاج الدوائي، مما أدى إلى تراجع في الإنتاج المحلي وارتفاع ملحوظ في أسعار الأدوية.

وتساهم هذه الزيادات في الأسعار بتفاقم معاناة المواطنين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، مع الاشارة إلى أن الرسوم والضرائب المرتفعة تضعف الإنتاج الدوائي وتزيد أسعار الأدوية في سوريا.

ونقلت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد مطالبات بإعفاء مستلزمات الإنتاج الدوائي من الرسوم لتخفيف الأعباء عن الصناعة، وأكدت أن ازدواجية الضرائب وتكاليف الطاقة تزيد الأعباء المالية على شركات الأدوية.

فيما أكد عدد من أصحاب محال الألبان والأجبان في بمناطق سيطرة النظام أن الحركة تكاد تكون شبه معدومة منذ حوالي 3 أسابيع، وأجمعوا أن السبب وراء ذلك إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.

وقدر أصحاب محال الألبان والأجبان بأن المواطنين باتوا يشترون بالغرامات بدلاً من الكيلو أو نصف الكيلو، بالإضافة إلى أزمة المواصلات الحالية التي حالت دون توجه أهالي الريف إلى المدينة، وما يتكبده الأهالي من نفقات.

وصرح رئيس جمعية المواد الغذائية في اللاذقية "رامز دبلو"، أن انخفاض مستوى دخل الفرد وضعف القوة الشرائية وموسم تحضير المؤونة الذي تزامن مع بدء العام الدراسي، جميعها عوامل ساهمت في انخفاض الإقبال على شراء الألبان والأجبان.

وأضاف أن صعوبات عدة تشكل تحديات أمام عمل الحرفيين الذين استطاعوا تجاوز التقنين الكهربائي الطويل وقلة المازوت، إلا أنهم يعانون من صعوبة الحصول على أسطوانة الغاز التي تعد أساسية في عمل الحرفيين، حتى الحطب الذي من الممكن أن يلجأ له الحرفي غير متوفر لتسهيل العمل.

وأوضح حصول الجمعية على كل الموافقات للحصول على أسطوانات الغاز، و حالياً بصدد الحصول على موافقة المحافظة ولا نعلم لماذا تأخرت، وتابع لو أن كل حرفي يحصل على أسطوانة غاز كل 3 أيام، يصبح بالإمكان أن تنخفض أسعار الألبان والأجبان.

وقدر أن الحرفي يقوم حالياً بشراء أسطوانة غاز من السوق السوداء وهي باهظة الثمن، إذ يصل سعرها إلى 300 ألف ليرة معبأة بـ 10 كيلو غاز، وبحسبة بسيطة، فإن تكلفة غلي كيلو الحليب الواحد تبلغ 1000 ليرة.

وبيّن أن 20% من الحرفيين هجروا المهنة نتيجة الصعوبات التي يعانون منها من ارتفاع الضرائب، وعدم توفر الغاز، الكهرباء، غلاء العبوات، وغيرها من الصعوبات التي ترافق العاملين في المجال.

فيما تواجه المصابغ في سوريا مجموعة من التحديات المتزايدة التي تهدد وجودها، مما يجبر أصحاب هذه المهنة على الاختيار بين الاستمرار في ظل ظروف صعبة أو التوقف تمامًا.

وتأتي مشكلة تأمين الكهرباء في مقدمة هذه التحديات، حيث يؤدي انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع تكاليف الطاقة إلى ضغط كبير على هذه المؤسسات يستعرض أحد أصحاب المصابغ في دمشق معاناته اليومية، في حديثه لأحد المواقع الإعلامية الموالية.

وأكد أحد العاملين في المصابغ، أن تراجع القدرة الشرائية للمواطنين أدى إلى انخفاض الإقبال على خدمات الغسيل، كما أن الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأولية ونقص العمالة يزيدان من تعقيد الوضع.

بدورها، أكدت "جمعية كي الألبسة بدمشق" أن عددًا كبيرًا من المصابغ أغلقت أبوابها بسبب التقلبات في الواقع الكهربائي، مشيرة إلى أن المصبغة أصبحت تُعتبر من الكماليات.

وفقًا لنشرة الأسعار الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية في دمشق، فإن تكلفة غسل وكي القميص تصل إلى 4 آلاف ليرة، في حين أن غسل الجاكيت يبلغ 5 آلاف ليرة، بينما يصل سعر غسل وكي طقم كامل إلى 100 ألف ليرة سورية.

هذا وذكر مدير كهرباء ريف دمشق "غياث عيدة" أن صيدنايا هي كغيرها من مناطق ريف دمشق حيث أن واقع التقنين الكهربائي في المحافظة يتحكم به كميات التوريد الخاصة بريف دمشق كغيرها من المحافظات، وننوه أن عدد ساعات التقنين مرتبطة بكميات التوريد لمحطات التشغيل.

اقرأ المزيد
٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤
"إسرائيل" تعلن مـقـ تل "صفي الدين" وآخرين بينهم مسؤول استخبارات "حـ ـزب الله" بسوريا

أعلن الجيش الإسرائيلي، وفق بيان رسمي عن مقتل المجرم "هاشم صفي الدين"، رئيس المجلس التنفيذي في ميليشيات "حزب الله اللبناني" الإرهابي، مؤكدا أنه تم القضاء عليه قبل ثلاثة أسابيع رفقة أكثر من 25 آخرين، بقصف نفذته مقاتلات إسرائيلية.

ويأتي الإعلان الرسمي من جانب الجيش الإسرائيلي هو الأول منذ المعلومات التي تم تداولها عن قصف اجتماع سرّي للكادر العسكري والاستخباراتي لدى "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع تشرين الأول الجاري، كان يرأسه "صفي الدين" الرجل الثاني في الحزب.

وحسب الجيش الإسرائيلي، فإن "صفي الدين" كان عضوا في مجلس الشورى وهو المنتدى العسكري والسياسي الأعلى في الحزب الله والمسؤول عن اتخاذ قراراته، وطوال السنوات الماضية، أشرف على إدارة العمليات اليومية لحزب الله، بما في ذلك إدارة مؤسساته وأمواله.

وذكر الجيش أن القيادي هو هو ابن عمة "حسن نصر الله"، الأمين العام لحزب الله الذي قتل بغارة إسرائيلية في بيروت وصهر "قاسم سليماني" قائد فيلق القدس بغارة أميركية في بغداد وكان صفي الدين مسؤولا عن تنفيذ السياسات الداخلية وتطوير الهيكل الإداري لحزب الله.

وحسب وكالة "رويترز" فإن المجرم "صفي الدين"، كونه رئيساً للمجلس التنفيذي للجماعة، كان يشرف على الشؤون السياسية لـ"حزب الله" اللبناني الإرهابي، وهو أيضاً عضو في ما يعرف بـ"مجلس الجهاد" الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة الإرهابية.

ويدير المجلس التنفيذي الذي ترأسه "صفي الدين"، أيضاً مجموعة استثمارات هائلة الحجم، تهدف إلى تأمين الاستقلالية المالية للتنظيم وتمويل جسده الهائل الذي لا يخضع لتمويل "الأموال الشرعية" المرصودة أساساً للعمل العسكري.

وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل قائد ركن الاستخبارات في حزب الله "حسين علي هزيمة"، في الغارة التي استهدفت "هاشم صفي الدين" إضافة لأكثر من 25 عنصراً من الاستخبارات في حزب الله كانوا داخل مقر القيادة الذي استهدف في الغارة الإسرائيلية.

ومن بينهم مسؤول التجميع الجوي "صائب عياش"، ومسؤول ركن الاستخبارات لحزب الله في سوريا "محمود محمد شاهين"، وكان أصيب شقيق صفي الدين في معارك بسوريا مع بداية تدخل الميليشيات الإيرانية لصالح نظام الأسد، مشيرا إلى أن العالم يعترف أن معركته ضد سوريا أصبحت من الأوهام وبلا نتيجة.

وكانت وضعت وزارة الخارجية الأميركية "صفي الدين"، على قوائم الإرهاب في عام 2017، وكان هدد بتصعيد كبير ضد إسرائيل بعد اغتيال قيادي آخر في "حزب الله" وقال حينها: "فليجهز نفسه العدو للبكاء والعويل".

وأوضحت وكالة الأنباء السعودية أن الرياض أدرجت على لوائح الإرهاب "على خلفية مسؤوليته عن عمليات لصالح ما يسمى حزب الله اللبناني وتقديمه استشارات حول تنفيذ عمليات إرهابية ودعمه لنظام بشار الأسد".

ووصف "هاشم"، الإدارة الأميركية بـ"المعاقة والمجنونة"، مؤكداً أنها لن تتمكن من هزيمة حزبه ولن يحصلوا على شيء" وجاء ذلك بعد إعلان واشنطن والرياض، 19 أيار 2017، إدراجه على أول "قائمة سوداء مشتركة للإرهاب" بين البلدين.

وحضر "صفي الدين" عرض عسكري لحزب الله في القصير في ريف حمص الجنوبي الغربي، عام 2016 شارك فيه المئات من مقاتليه ألقى صفي الدين كلمة، تناولت الأوضاع في سوريا، أمام حشد من المقاتلين، الذين شاركوا في العرض بآليات عسكرية.

وقال الحزب إنه "تم إختيار منطقة القصير لما تحمله من رمزية للحزب على الصعيدين العسكري والأمني، وفي تصريح منسوب له قال إن معركة إدلب هي معركة بقاء سوريا بيد الشيعة، خلال خطبة ألقاها بعدد من ميليشيات حزب الله اللبناني عام 2015.

وفي تصريح سابق قال: "نحن دائما جاهزون لأية مواجهة، وبعد تواجدنا في سوريا ازددنا حماسة وقوة وحضورا في الميدان"، واعتبر أن "حزب الله استطاع تحويل الداعشيين إلى جثث وأشلاء تحت أقدامهم، حيث فشل التكفيريون في تحقيق أهدافهم"، وأضاف أن الحزب حقق "إنجازات وانتصارات وضرب النصرة وداعش في القلمون وجرود عرسال"، وفق زعمه.

وتجدر الإشارة إلى أن عدد كبير من قادة ميليشيات حزب الله اللبناني قتلوا على رأسهم "حسن نصر الله"، الأمين العام لحزب الله، و"إبراهيم قبيسي"، قائد منظومة الصواريخ، و"إبراهيم عقيل" قائد عمليات حزب الله، و"أحمد وهبي" قائد قوة الرضوان قوة النخبة، وغيرهم الكثير إلى جانب مئات المقاتلين ممن شاركوا بقتل وتهجير السوريين.

اقرأ المزيد
١٩ أكتوبر ٢٠٢٤
سنتكوم تعلن مقتل قيادي كبير في تنظيم د ا عـ ـ ـش شمال العراق

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم عبر موقع "إكس" (تويتر سابقًا) عن تنفيذ ضربة جوية بالتعاون مع القوات العراقية في شمال شرق العراق يوم 14 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، بينهم قيادي بارز. العملية تمت كجزء من التعاون المستمر بين القوات العراقية وقوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب (CJTF-OIR) بقيادة التحالف الدولي.


مقتل "والي كركوك" القيادي البارز في داعش

الضربة الجوية التي نفذتها القوات العراقية، بدعم استخباراتي وتقني من التحالف، أدت إلى مقتل القيادي شهاداه 'علوي صالح 'عليوي الباجاري، المعروف بلقب "أبو عيسى" و"والي كركوك"، والذي يعد واحدًا من أبرز قادة داعش في شمال العراق.

أكدت القيادة الأمريكية أن التقييم الأولي بعد الضربة أظهر تدمير أحزمة ناسفة وذخائر متنوعة، دون وجود أي مؤشرات على وقوع خسائر بين المدنيين. وأوضحت القيادة أن هذه الضربة تأتي في إطار الجهود المستمرة للقضاء على قدرات تنظيم داعش وتقليص نفوذه في المنطقة.

الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، أوضح في تصريحه أن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديدًا مستمرًا للمنطقة والأمن العالم. وأضاف: "نحن ملتزمون بمواصلة العمل مع شركائنا العراقيين والتحالف الدولي للقضاء على هذه التهديدات الإرهابية."


عمليات سابقة ضمن جهود مكافحة داعش في العراق

الإعلان الأمريكي الأخير جاء بعد أكثر من شهر من عملية "وثبة الأسود" التي أطلقتها القوات العراقية في أواخر أغسطس بمحافظة الأنبار. العملية استهدفت مقار ومضافات تنظيم داعش في صحراء الأنبار وأسفرت عن مقتل ستة قادة بارزين في التنظيم. وجاءت العملية مدعومة بعمليات برية وإنزالات جوية بدعم من القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي.

وفي سبتمبر الماضي، صرح رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن فلول تنظيم داعش لم تعد تشكل تهديدًا كبيرًا على العراق، ودعا إلى انسحاب قوات التحالف الدولي. وقد اتفقت الولايات المتحدة مع العراق على جدول زمني لإنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق بحلول عام 2025، وفي سوريا بحلول عام 2026.

 

اقرأ المزيد
١٧ أكتوبر ٢٠٢٤
"إسرائيل" تُعلن اغتيال "يحيى السنوار" رئيس المكتب السياسي لحركة "حمـ ـاس"

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس 17 تشرين الأول 2024، اغتيال القيادي البارز في حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي "يحيى السنوار"، في غزة، ونشر الجيش الإسرائيلي صورا للعملية التي استهدفت السنوار في رفح، إضافة لجثة قالت إنها للسنوار بعد مقتله باشتباك مع قوة إسرائيلية.

وقالت مصادر إسرائيلية إنه تم إجراء فحص DNA أولي للجثة المشتبه بأنها لقائد حركة حماس "يحيى السنوار"، وجاءت نتيجته إيجابية، وكان رجح الجيش الإسرائيلي، أن يكون السنوار قد قتل في عملية بقطاع غزة، مشيراً إلى أنه يفحص الـDNA لجثة يعتقد أنها للسنوار. وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن عملية اغتيال السنوار جرت بمنطقة تل السلطان في رفح.

في السياق، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "هناك احتمالا أن يكون زعيم حماس السنوار قد تم القضاء عليه"، مضيفاً أنه "في هذه المرحلة لا يمكن تأكيد مقتل السنوار"، وأوضح في بيان: "نفحص مع الشاباك احتمال مقتل السنوار خلال نشاط للجيش في غزة".

وأضاف البيان أنه "خلال نشاط لقوات جيش الدفاع في قطاع غزة" تم القضاء على ثلاثة عناصر، مضيفاً أن كلا من "جيش الدفاع وجهاز الشاباك يفحص الاحتمال" يكون السنوار أحدهم، مؤكدا أنه في هذه المرحلة لا يمكن التأكد نهائيًا من هوية العناصر.

ولفت البيان إلى أنه "في المبنى لا توجد مؤشرات عن وجود مختطفين في المنطقة"، مشيراً إلى أن قوات جيش الدفاع والشاباك تواصل العمل في الميدان تحت إجراءات الحذر المطلوبة".

وكانت أعلنت حركة "حماس" في السادس من آب /أغسطس الماضي، اختيار السنوار الذي عجز الاحتلال طوال الأشهر الماضية عن الوصول إليه في قطاع غزة، رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لـ "إسماعيل هنية"، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في مقر إقامته خلال زيارة كان يجريها إلى العاصمة الإيرانية طهران في نهاية شهر تموز /يوليو الماضي.

وفي وقت سابق قال يحيى السنوار مؤكدا دعمه لنظام الأسد في خطبته عام 2023 في يوم القدس حيث قال: إن (سيف القدس) الذي تم امتشاقه لن ينحرف عن هدفه في لحظة من اللحظات، وذكر أنه يُراكم القوة لبناء محور القدس بالمصالحة مع سورية الأسد التي تمثل إحدى ساحات الحشد والإرتكاز، ويُطوّر علاقته مع حزب الله الشطر الأهم من (جند الشام)".

يحيى السنوار رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من مواليد عام 1962، اعتقلته إسرائيل عدة مرات وحكمت عليه بأربع مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل أسرى عام 2011، وعاد إلى نشاطه في قيادة كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس).

انتخب رئيسا للحركة في قطاع غزة عام 2017 ومرة أخرى عام 2021، وفي 2024 انتخب رئيسا للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسرائيل سلفه إسماعيل هنية، وتعتبره إسرائيل مهندس عملية طوفان الأقصى يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته أحد أهداف عمليتها "السيوف الحديدية" على القطاع، والتي جاءت ردا على عملية طوفان الأقصى.

ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، نزحت أسرته من مدينة مجدل شمال شرقي القطاع بعد أن احتلتها إسرائيل إثر نكبة عام 1948 وغيرت اسمها إلى "أشكلون" (عسقلان).

تلقى تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج منها بدرجة الباكالوريوس في شعبة الدراسات العربية، نشأ في ظروف صعبة وتأثر في طفولته بالاعتداءات والمضايقات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي لسكان المخيمات، وفق موقع "الجزيرة".

تزوج في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 من سمر محمد أبو زمر، وهي سيدة غزية حاصلة على ماجستير تخصص أصول الدين من الجامعة الإسلامية بغزة، له ابن واحد يدعى إبراهيم، وكان ليحيى السنوار نشاط طلابي بارز خلال مرحلة الدراسة الجامعية، إذ كان عضوا فاعلا في الكتلة الإسلامية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.

شغل مهمة الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، ثم نائبا لرئيس المجلس ثم رئيسا للمجلس، وساعده النشاط الطلابي على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987 خلال انتفاضة الحجارة.

أسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى -بتكليف من مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين– عام 1986 جهازا أمنيا أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة ويعرف باسم "مجد"، وكانت مهمة هذه المنظمة الكشف عن عملاء وجواسيس الاحتلال الإسرائيلي وملاحقتهم، إلى جانب تتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية، وما لبثت أن أصبحت هذه المنظمة النواة الأولى لتطوير النظام الأمني الداخلي لحركة حماس.

اعتقل لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره حينها 20 عاما، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه، وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة. وفي عام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه بـ8 أشهر.

في 20 يناير/كانون الثاني 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما).

وفق "الجزيرة نت" فإنه خلال فترة اعتقاله تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004.

استثمر يحيى السنوار فترة السجن التي استمرت 23 عاما في القراءة والتعلم والتأليف، تعلم خلالها اللغة العبرية وغاص في فهم العقلية الإسرائيلية، وألف عددا من الكتب والترجمات في المجالات السياسية والأمنية والأدبية، ومن أبرز مؤلفاته:
ترجمة كتاب "الشاباك بين الأشلاء"، لكارمي جيلون، وهو كتاب يتناول جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك).
ترجمة كتاب "الأحزاب الإسرائيلية عام 1992″، ويعرف بالأحزاب السياسية في إسرائيل وبرامجها وتوجهاتها خلال تلك الفترة.
رواية بعنوان "شوك القرنفل" صدرت عام 2004 وتحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى.
كتاب "حماس: التجربة والخطأ"، ويتطرق لتجربة حركة حماس وتطورها على مر الزمن.
كتاب "المجد" صدر عام 2010 ويرصد عمل جهاز "الشاباك" الصهيوني في جمع المعلومات وزرع وتجنيد العملاء، وأساليب وطرق التحقيق الوحشية من الناحية الجسدية والنفسية، إضافة إلى تطور نظرية وأساليب التحقيق والتعقيدات التي طرأت عليها وحدودها.
رئيس حركة حمايس في غزة يحيى السنوار يتجول في شوارع غزة تحديا للتهديات الاسرائيلية باغتياله - ناشطون
يحيى السنوار يتجول في شوارع غزة في 2021 متحديا التهديدات الإسرائيلية باغتياله (الجزيرة)


أطلق سراح يحيى السنوار عام 2011، وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن ما سمي صفقة "وفاء الأحرار"، وتمت الصفقة بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر بغزة، ولم تنجح إسرائيل خلال عدوانها الذي شنته على القطاع نهاية 2008 في تخليصه من الأسر.

بعد الخروج من السجن انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012، كما تولى مسؤولية الجناح العسكري كتائب عز الدين القسام، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب.

كان له دور كبير في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري في الحركة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، وأجرى السنوار بعد انتهاء هذا العدوان تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة.

عام 2015 عينته حركة حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها، وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي السنة نفسها صنفته الولايات المتحدة الأميركية في قائمة "الإرهابيين الدوليين"، كما وضعته إسرائيل على لائحة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة.

انتخب يوم 13 فبراير/شباط 2017 رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، وحاول في هذه الفترة إصلاح العلاقات بين حركة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الضفة الغربية، وإنهاء حالة الانقسام السياسي في الأرضي الفلسطينية ضمن مصالحة وطنية، إلا أن هذه المحاولات انتهت بالفشل.

عمل أيضا على تحسين العلاقات مع مصر، حيث التقى ضمن وفد قيادي وأمني مع قيادات من المخابرات المصرية في القاهرة سنة 2017، وتم التوصل لاتفاقات حول الأوضاع المعيشية والأمنية والإنسانية والحدود.

في مارس/آذار 2021، انتخب رئيسا لحركة حماس في غزة لولاية ثانية مدتها 4 سنوات في الانتخابات الداخلية للحركة، وتعرض منزله للقصف عدة مرات، إذ قصفته طائرات الاحتلال ودمرته بالكامل عام 2012، وخلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، ثم خلال غارات جوية إسرائيلية في مايو/أيار 2021.

يوصف السنوار بأنه شخصية حذرة، لا يتكلم كثيرا كما لا يظهر علنا إلا نادرا، كما أنه يمتلك مهارات قيادية عالية وله تأثير قوي على أعضاء الحركة، وبعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أصبح يحيى السنوار المطلوب الأول لدى إسرائيل، إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام.

وأصبح التخلص من زعيم حماس أهم الأهداف الإستراتيجية للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، إذ يعتبره مسؤولون إسرائيليون العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على قيادات من حماس تشمل تجميد أصول وحظر السفر، ومن بينهم السنوار، وأصدرت السلطات الفرنسية في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مرسوما يقضي بتجميد أصول السنوار لمدة ستة أشهر.

لم يظهر السنوار علنا خلال تلك الحرب، وذكرت صحيفة "هآرتس" أنه التقى بعض الأسرى الإسرائيليين خلال فترة احتجازهم في غزة، وأخبرهم بلغة عبرية سليمة أنهم في المكان الأكثر أمانا ولن يتعرضوا لأي مكروه.

في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو محاصرة قوات الجيش الإسرائيلي منزل السنوار لكن لم يتم الوصول إليه، ويعتقد مسؤولون في الجيش أنه يدير العمليات مع باقي قادة الجناح العسكري لحماس من داخل شبكة الأنفاق التي بنتها الكتائب تحت الأرض.
وفي يوم 20 مايو/أيار 2024 أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان تقديمه طلبا للمحكمة لاستصدار أمر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ومن جهة أخرى السنوار والضيف وهنية بتهم ارتكابهم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية عقب أحداث أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتعليقا على هذا القرا، قال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس لوكالة رويترز إن قرار الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق 3 من قادة الحركة الفلسطينية "مساواة بين الضحية والجلاد"، وأضاف أن قرار المحكمة يشجع إسرائيل على الاستمرار في "حرب الإبادة".

في يوم 31 يوليو/تموز 2024 أعلنت حركة حماس أن إسرائيل اغتالت رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران، وذلك بقصف الشقة التي كان فيها مع مرافقه، وقد كان هنية في طهران على رأس وفد من الحركة للمشاركة في مراسيم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشيكيان.

وبعد دفن هنية في العاصمة القطرية الدوحة، بدأت الحركة انتخابات داخلية لاختيار خلفية لهنية، وأعلنت يوم الثلاثاء 6 أغسطس/آب 2024 أن هيآتها الشورية اختارت بالإجماع يحيى السنوار رئيسا جديدا للحركة، وفق موقع "الجزيرة نت".

اقرأ المزيد
1 2 3 4 5

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
١٣ أغسطس ٢٠٢٥
ازدواجية الصراخ والصمت: استهداف مسجد السويداء لم يُغضب منتقدي مشهد الإعدام في المستشفى
أحمد ابازيد
● مقالات رأي
٣١ يوليو ٢٠٢٥
تغير موازين القوى في سوريا: ما بعد الأسد وبداية مرحلة السيادة الوطنية
ربيع الشاطر
● مقالات رأي
١٨ يوليو ٢٠٢٥
دعوة لتصحيح مسار الانتقال السياسي في سوريا عبر تعزيز الجبهة الداخلية
فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
٣٠ يونيو ٢٠٢٥
أبناء بلا وطن: متى تعترف سوريا بحق الأم في نقل الجنسية..؟
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محاسبة مجرمي سوريا ودرس من فرانكفورت
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
استهداف دور العبادة في الحرب السورية: الأثر العميق في الذاكرة والوجدان
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
١٧ يونيو ٢٠٢٥
فادي صقر وإفلات المجرمين من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني