
"إسرائيل" تستغل الوضع الإنساني في السويداء للدعوة إلى تدخل تحت غطاء "ممر إنساني"
دعا وزير المالية الإسرائيلي، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يوم الأربعاء، إلى إقامة ما أسماه "ممراً إنسانياً" لإدخال الغذاء والدواء إلى محافظة السويداء جنوبي سوريا، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً واعتُبرت محاولة مكشوفة لاستغلال الوضع الإنساني لأغراض سياسية وعسكرية.
دعوة إسرائيلية مشبوهة تحت غطاء الإغاثة
وفي منشور على منصة "إكس"، قال سموتريتش إنه زار، برفقة الشيخ موفق طريف، رئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل، غرفة عمليات أنشأتها الطائفة الدرزية في بلدة جولس شمالي البلاد، بهدف "التواصل مع دروز السويداء ومتابعة أوضاعهم"، على حد تعبيره.
وزعم سموتريتش أن الوضع في السويداء "صعب للغاية"، وأن وقف إطلاق النار القائم منذ 19 تموز/يوليو هو "هدوء مخادع" يُستخدم لمحاصرة الدروز وتخريب قراهم والتسبب في كارثة إنسانية.
وأضاف أن على إسرائيل أن "تطالب بممر إنساني فوري" لإيصال المساعدات، داعياً في الوقت ذاته إلى الاستعداد عسكرياً لما وصفه بـ"الدفاع عن الدروز"، وتهديد النظام السوري بـ"دفع ثمن باهظ"، بما يخلق "ردعاً قوياً يمنع تجدد الهجوم"، على حد تعبيره.
لا حدود.. ولا واقعية للمطالب الإسرائيلية
رغم حديث سموتريتش عن ممر إغاثي، إلا أن السويداء لا تشترك بأي حدود جغرافية مع إسرائيل، إذ تفصل بينهما محافظة درعا بالكامل، ما يجعل فكرة إنشاء ممر من الجانب الإسرائيلي غير واقعية. ويؤكد مراقبون أن الدعوة الإسرائيلية ما هي إلا ذريعة سياسية لتبرير التدخل أو التصعيد تحت غطاء إنساني.
نفي رسمي سوري لوجود حصار.. وتحذير من تسييس المساعدات
من جهته، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، في بيان رسمي، مزاعم فرض الحكومة السورية حصاراً على السويداء، واصفاً تلك الادعاءات بأنها "محض كذب وتضليل"، وتأتي ضمن محاولات لفتح ممرات تُستغل لإعادة تفعيل تجارة المخدرات. وأكد أن الحكومة السورية فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية.
قوافل إنسانية تدخل السويداء بإشراف أممي
منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 تموز/يوليو، تعمل الحكومة السورية على إدخال قوافل مساعدات إنسانية إلى السويداء بالتعاون مع منظمات دولية، استجابة للوضع الإنساني الذي خلفته الاشتباكات بين مجموعات مسلحة درزية وعشائر بدوية.
إسرائيل تصعّد عسكرياً بذريعة حماية الدروز
وفي سياق متصل، استغلت إسرائيل الأوضاع الأمنية والإنسانية في الجنوب السوري لتكثيف اعتداءاتها العسكرية، حيث شنت في 16 تموز/يوليو غارات جوية على أربع محافظات سورية، استهدفت خلالها مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد وصفه مراقبون بأنه موجه لخدمة مصالح أمنية إسرائيلية تحت غطاء مزاعم "الدفاع عن الأقليات".
قراءة في الخلفيات
يرى محللون أن تصريحات سموتريتش، المعروف بتطرفه ومواقفه العنصرية تجاه الفلسطينيين، لا تنفصل عن السياسات الإسرائيلية الساعية إلى فرض وقائع جديدة في الجنوب السوري، عبر توظيف الخطاب الطائفي والإنساني لخدمة أجندات أمنية وتوسعية، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى تطورات السويداء كأحد أبرز ملفات الاستقرار في سوريا ما بعد الأسد.