
الإدارة المحلية تُعلن استئناف العمل بنقل الملكيات العقارية بعد عطلة عيد الأضحى
أعلن وزير الإدارة المحلية والبيئة، المهندس "محمد عنجراني"، أنه سيتم استئناف العمل بنقل الملكيات في المصالح العقارية بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والمالية.
وأكد "عنجراني"، في تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، أن هذه الخطوة تُعد نقلة مهمة في سياق دعم الحراك الاقتصادي، وتعزيز الثقة بالسجل العقاري، ولفت إلى أنها ستُسهم في إعادة الحيوية إلى السوق السورية، وفتح المجال أمام التمويل والاستثمار ضمن بيئة قانونية واضحة ومنظّمة.
وأوضح أن عودة العمل بنقل الملكيات تُعد خطوة على طريق تفعيل المؤسسات الخدمية، بما يعكس التوجه الحكومي نحو تحريك عجلة الاقتصاد وتسهيل الإجراءات أمام المواطنين والمستثمرين.
وكان أصدر وزير المالية في الحكومة السورية "محمد يسر برنية"، قراراً يقضي بإلغاء ضريبة البيوع العقارية المحتسبة وفقاً للقيمة الرائجة في حال العدول عن البيع وعدم إتمامه، شريطة موافقة البائع والشاري.
وطلب من مديريات المالية في المحافظات اعتبار عملية "النكول" أو التراجع عن المبيع مقبولة مالياً في جميع الحالات، سواء كانت الضريبة مسددة أم غير مسددة، طالما أن العملية بقيت ضمن نطاق الدائرة المالية ولم يتم إجراء الفراغ في دوائر التوثيق العقاري.
واشترط القرار تقديم إقرار خطي من قبل أصحاب العلاقة (البائع والشاري) يوضح نيتهم العدول عن البيع وإلغاء التنازل، على مسؤوليتهم الشخصية، على أن تُرد الضريبة أصولاً في حال كانت قد سُدّدت سابقاً.
وأوضح وزير المالية أن هذه الخطوة تُعد إجراءً بسيطاً يعكس حرص الوزارة على تسهيل المعاملات والحد من الظلم الذي قد يتعرض له المواطن، مؤكداً أن الضريبة كانت تُستحق في السابق حتى وإن لم تُستكمل إجراءات البيع لدى الدوائر العقارية.
وطلبت وزارة المالية السورية في تعميم صادر عن الهيئة العامة للضرائب والرسوم من مديرياتها في المحافظات إعادة تقديم الجداول الخاصة بالقيم الرائجة للوحدات العقارية، وذلك في إطار تطبيق القانون رقم 15 لعام 2021 المتعلق بضريبة البيوع العقارية.
وبحسب التعميم الصادر بتاريخ 5 أيار 2025، فإن الوزارة طلبت من المديريات إرسال الجداول المعتمدة لديها سابقاً، مرفقة بتاريخ إعادة التقييم، وهذه الخطوة تأتي في ضوء المتابعة المستمرة لأعمال اللجان الفرعية والرئيسية المختصة بتحديد القيمة الرائجة للعقارات.
وشددت الهيئة على ضرورة إنجاز هذه المهمة خلال مهلة لا تتجاوز شهراً واحداً من تاريخ التعميم، تمهيداً لدراسة الجداول ومقارنتها بالمؤشرات المالية المعتمدة لدى الإدارة المركزية.
ويُشار إلى أن القانون رقم 15 أحدث تغييرات جوهرية في آلية احتساب ضريبة البيوع العقارية، حيث باتت تستند إلى القيمة الرائجة للعقارات بدلاً من القيم التخمينية القديمة، ما اعتبرته الوزارة خطوة باتجاه عدالة ضريبية أكبر ومكافحة التهرب الضريبي.
من جانبه الخبير العقاري "عمار يوسف"، أن سوق العقارات في سوريا يشهد حالة جمود شبه تام، نتيجة إغلاق السجل العقاري وسجلات الفراغ والإسكان، وتحويل عمليات البيع والشراء إلى مسارات قضائية غير مضمونة النتائج.
وأشار إلى أن بعض العقارات، لا سيما العائدة لـ"فلول النظام"، تخضع لموافقات أمنية معقدة تحول دون إمكانية بيعها، ما أسهم في تراجع الطلب وتريّث المشترين حتى تتضح الرؤية.
وأضاف أن انخفاض سعر الصرف فاقم حالة الركود في السوق، وأوضح أن الحركة العقارية تتركز حالياً في مناطق المخالفات، نظراً لانخفاض التعقيدات الإدارية والأمنية فيها، مشيراً إلى أن أسعار العقارات انخفضت بنحو 20%، لكنه اعتبر هذا التراجع "وهمياً" لعدم حدوث تغير فعلي في الخريطة العقارية.
ولفت إلى أن سندات الملكية (الطابو) لم تتعرض لأي أذى، ولا تزال محفوظة بدقة وباستخدام تقنيات خاصة، في حين تتركز المشكلات في تزوير الوثائق والتلاعب بالسجلات، وهي قيد المتابعة من قبل الجهات المختصة لضبطها ومعالجتها.
ويشهد سوق العقارات في سوريا، ودمشق خصوصاً، حالة من الجمود غير المسبوق في حركة البيع والشراء، في وقت تتزايد فيه مخالفات البناء بشكل لافت، ما يفاقم الضبابية في واحد من أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد.