الاتحاد الأوروبي يرحّب بخارطة طريق السويداء ويشجع تنفيذها السريع
الاتحاد الأوروبي يرحّب بخارطة طريق السويداء ويشجع تنفيذها السريع
● أخبار سورية ١٩ سبتمبر ٢٠٢٥

الاتحاد الأوروبي يرحّب بخارطة طريق السويداء ويشجع تنفيذها السريع

رحّب الاتحاد الأوروبي، اليوم، باعتماد خارطة الطريق الخاصة بمعالجة الأزمة في محافظة السويداء، واعتبرها خطوة محورية نحو حلٍّ مستدام يحافظ على أمن سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها.

وقالت المتحدثة الرئيسية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد، أنيتا هيبر، في تصريح حول الاتفاق الثلاثي بين سوريا والأردن والولايات المتحدة بشأن السويداء: "نشجع التنفيذ السريع للاتفاق واستمرار الحوار بين جميع الأطراف، بهدف التوصل إلى حل مستدام يحمي جميع السوريين دون تمييز ويحافظ على أمن سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها"، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي يواصل دعوته السلطات الانتقالية في سوريا إلى ضمان انتقال سياسي شامل يلبّي تطلعات جميع السوريين.

وثيقة رسمية في الأمم المتحدة
وكانت سوريا بالشراكة مع الأردن والولايات المتحدة قد وجّهت، الخميس 18 أيلول/سبتمبر 2025، رسالة مشتركة إلى الأمم المتحدة لاعتماد "خارطة طريق السويداء" كوثيقة رسمية لدى مجلس الأمن والجمعية العامة. 


الرسالة، التي وقّعها المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم إدلبي ونظيره الأردني وليد عبيدات والقائمة بأعمال البعثة الأميركية دوروثي شيا، وصفت الخارطة بأنها "أساس للحل في محافظة السويداء وتعزيز الاستقرار في جنوب سوريا"، وطالبت بتعميمها رسميًا على الدول الأعضاء تحت بند "الوضع في الشرق الأوسط".

وبحسب وكالة "سانا"، أُرسلت الرسالة رسمياً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مع نسخة إلى رئيس مجلس الأمن الحالي السفير سانغ جين كيم، في إطار الطلب لاعتماد الوثيقة كمرجعية أممية رسمية.

ترحيب عربي ودولي واسع
وفي سياق الترحيب الدولي، أعربت الإمارات واليمن وفرنسا وتركيا، وعدد من الدول العربية الأخرى، بينها قطر والسعودية والأردن، عن دعمها لخارطة الطريق، ووصفتها بأنها خطوة فارقة على طريق تعزيز الأمن والسلم الأهلي في الجنوب السوري.

من جانبه، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، إن الخطة تمثل "مساراً يمكن لأجيال السوريين القادمة أن تسلكه"، مؤكداً في منشور عبر منصة "إكس" أن المصالحة تبدأ بخطوة واحدة، وأن هذه الخارطة لا ترسم فقط عملية الشفاء بل أيضاً مساراً نحو دولة تقوم على المساواة في الحقوق والواجبات.

خطة متكاملة للمصالحة وإعادة البناء
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن دمشق استضافت اجتماعاً ثلاثياً جمع وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي توم باراك، استكمالاً لمباحثات جرت في عمّان يومي 19 يوليو و12 أغسطس 2025 حول تثبيت وقف إطلاق النار ووضع حلول شاملة للأزمة.

شملت الخارطة استكمال إطلاق سراح جميع المحتجزين والمخطوفين وتحديد المفقودين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بالتعاون مع الحكومة السورية، وإنهاء أي تدخل خارجي في المحافظة. كما نصت على تسهيل الوصول إلى الأدلة الخاصة بجرائم القتل والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لضمان المساءلة القانونية ومحاسبة المتورطين عبر آليات قضائية سورية.

وتتضمن البنود أيضاً سحب المقاتلين المدنيين من حدود المحافظة، ونشر قوات شرطة مؤهلة، ودعم جهود الصليب الأحمر في الإفراج عن المحتجزين وتسريع عمليات التبادل، فضلاً عن إعادة بناء القرى والبلدات المتضررة وتسهيل عودة النازحين، وإعادة الخدمات الأساسية تدريجياً ونشر قوات محلية لتأمين الطرق وحركة التجارة، وكشف مصير المفقودين وإطلاق مسار مصالحة داخلية يشارك فيه أبناء السويداء بمختلف مكوناتهم.

التزامات دولية داعمة
أكد البيان أن الولايات المتحدة والأردن يدعمان هذه الخطوات، وأنه سيتم إنشاء آلية مراقبة مشتركة تضمن احترام سيادة سوريا أثناء تنفيذ الخطة، مع التركيز على إنهاء خطاب الكراهية والطائفية وبناء الثقة بين المكونات المحلية ودمج المحافظة في مؤسسات الدولة السورية.

ويرى مراقبون أن هذا الترحيب العربي والدولي يمنح الخطة زخماً سياسياً كبيراً ويحوّلها من مجرد اتفاق سياسي إلى إطار عملي شامل للعدالة والمصالحة والاستقرار، بما يعيد دمج السويداء في مؤسسات الدولة السورية ويؤسس لبيئة مستقرة تشجع على عودة النازحين وإطلاق عملية تنمية شاملة.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ