بوساطة أمريكية.. حوار "سوري-إسرائيلي" في باريس ودمشق تعلق
بوساطة أمريكية.. حوار "سوري-إسرائيلي" في باريس ودمشق تعلق
● أخبار سورية ٢٦ يوليو ٢٠٢٥

بوساطة أمريكية.. حوار "سوري-إسرائيلي" في باريس ودمشق تعلق

كشف مصدر دبلوماسي مطّلع في حديثه لقناة الإخبارية السورية الرسمية، أن لقاءً غير معلن جمع وفداً سورياً من وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة مع الجانب الإسرائيلي، في العاصمة الفرنسية باريس، بوساطة أمريكية، لبحث التطورات الأمنية الأخيرة في الجنوب السوري.

وبحسب المصدر، فإن اللقاء الذي وصفه بـ"المشاورات الأولية"، لم يسفر عن أي اتفاقات نهائية، بل تمحور حول إعادة فتح قنوات التواصل وتفادي انزلاق الأوضاع نحو مزيد من التوتر، في ظل تعقيدات ميدانية وسياسية تهدد الاستقرار الإقليمي.

رسائل سيادية حازمة من دمشق

شدّد الوفد السوري خلال اللقاء على أن وحدة وسلامة الأراضي السورية مبدأ غير قابل للتفاوض، وأن محافظة السويداء وأهلها يشكلون جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني، لا يمكن المساس بمكانتهم أو عزلهم تحت أي ذريعة.

وأضاف المصدر أن الوفد السوري أكد أن السوريين، ومعهم مؤسسات الدولة، يتطلعون إلى الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار، بعد سنوات من الحرب والصراع، مشدداً على رفض أي مشاريع مشبوهة تستهدف وحدة البلاد أو تسعى لخلق كيانات موازية تهدد سيادتها.

رفض للتدخلات الأجنبية وتحذير من مشاريع الفتنة

وشدد المصدر على أن الوفد السوري عبّر عن موقف واضح برفض أي وجود أجنبي غير شرعي على الأراضي السورية، مؤكداً أن محاولات استغلال بعض الفئات المجتمعية في الجنوب لتكريس مشاريع تقسيم أو تغذية الفتنة الطائفية، أمرٌ مرفوض بالكامل.

كما حذر الجانب السوري من أي محاولات لجرّ البلاد نحو العنف الداخلي، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في منع الانزلاق نحو مزيد من التصعيد، والحفاظ على وحدة واستقرار سوريا والمنطقة.

تحميل إسرائيل مسؤولية التصعيد والمطالبة بالانسحاب

ووفقاً للمصدر، حمّل الوفد السوري الجانب الإسرائيلي مسؤولية التصعيد الأخير، خاصة بعد التوغلات العسكرية التي شهدتها بعض مناطق الجنوب السوري بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول، مؤكدًا أن هذه السياسات تهدد أمن المنطقة بالكامل، وأن سوريا لن تقبل بفرض وقائع جديدة على الأرض.

وتطرّق النقاش إلى إمكانية إعادة تفعيل اتفاق فضّ الاشتباك بضمانات دولية، مع المطالبة بانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من النقاط التي تقدّمت إليها مؤخرًا.

لقاءات مقبلة وتأكيد على الثوابت الوطنية

واختُتم اللقاء، بحسب المصدر، بالاتفاق على عقد جولات جديدة من الحوار خلال الفترة المقبلة، لمواصلة النقاشات وتقييم الخطوات الكفيلة بتثبيت الاستقرار، شريطة أن تُجرى في إطار يحترم سيادة سوريا ووحدتها واستقلال قرارها السياسي.

هذا وختم المصدر بالتأكيد على أن الحوار جرى بشكل صريح ومسؤول، ويأتي ضمن الجهود السورية لتفادي الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة، مشددًا على أن الدولة السورية متمسكة بالدفاع عن وحدة أراضيها، وترفض أي مشاريع لتفتيت البلاد أو دفعها إلى صراع داخلي جديد.

وكان التقى وزير الخارجية السوري الدكتور أسعد حسن الشيباني، نظيره الفرنسي جان نويل بارو، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، في العاصمة الفرنسية باريس، يوم الجمعة، في اجتماع ثلاثي ركّز على دعم سيادة سوريا واستقرارها، وتعزيز المسار السياسي بالتعاون مع الشركاء الدوليين.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ