
تخرج "دفعة الحرية" في إسطنبول: من ركام الحرب إلى منصة الأمل
احتفل عشرات الطلاب السوريين في مدينة إسطنبول التركية بتخرجهم ضمن "دفعة الحرية"، وسط أجواء من الفرح والفخر جمعت الطلاب وذويهم والقائمين على الحفل، في مناسبة عبّر فيها الخريجون عن امتنانهم لرحلة طويلة من الجهد والمثابرة انتهت بإنجاز أكاديمي يستحق الاحتفاء.
رسائل ملهمة من خريجين عاشوا التهجير والحصار
قالت غنى الطباع، خريجة إدارة أعمال وعضوة في اتحاد الطلبة، في تصريح لموقع تلفزيون سوريا، إن فرحتها مضاعفة اليوم، كونها ساهمت في تنظيم هذا الحفل لزملائها الذين أنهوا مسيرتهم الدراسية بعد سنوات من التحديات.
وأضافت: "تخرجي بعد أربع سنوات من التعب يمنحني شعوراً جميلاً، والأجمل أن ترى ثمرة جهدك تتحقق". ونصحت الطلاب باختيار الفروع الدراسية التي تناسب اهتماماتهم وقدراتهم، مؤكدة أن القرار الصائب في بداية الطريق يسهل مشقته ويجعل التفوق أقرب.
من الغوطة المحاصرة إلى منصة التخرج
بدوره، عبّر عبد الرحمن حسون، خريج تخصص تعويضات سنية، عن سعادته البالغة بلحظة التخرج، قائلاً: "كتبت على قبعة التخرج: من ركام الحرب إلى منصة تخرج، لأنها تجسّد قصتي"، موضحًا أنه عاش الحصار في الغوطة الشرقية وتهجّر عام 2018، لكنه واصل دراسته رغم الظروف القاسية من قصف وصواريخ، مضيفاً: "لم أستطع العودة لأشارك في تحرير سوريا من الإرهابي الفار بشار الأسد، لكن اليوم أستطيع العودة لأساهم في بنائها".
مشاعر الأمهات… فخر ودموع فرح
أعربت أسيمة السيد أحمد، والدة إحدى الخريجات، عن شعورها الغامر بالفخر بتخرج ابنتها، مشيدة بصمود الطلاب الذين تحدّوا الظروف الصعبة وأكملوا تعليمهم، وقالت: "اليوم نحتفل بهم لأنهم نجوا وواصلوا، ووصلوا".
اتحاد الطلبة: 154 خريجاً ورسالة تمثّل الطالب السوري
أوضح محمد غزال، أحد طلاب الاتحاد ومنسق الحفل، أن عدد الخريجين المشاركين بلغ 154 طالبًا، من بينهم ثمانية من المتفوقين الذين حصلوا على مراكز أولى وثانية في اختصاصاتهم، مؤكدًا أن الاتحاد لا يقتصر نشاطه على تنظيم حفلات ترفيهية، بل يشمل نوادي ثقافية ولغوية تهدف إلى تعزيز صورة الطالب السوري والتعريف بقدراته في المجتمع التركي.
احتفالات مفعمة بالأمل بعد سقوط النظام
تميّزت حفلات التخرج هذا العام ببعد رمزي كبير، إذ أتت بعد سقوط نظام الأسد البائد، ما أضفى على المناسبة نكهة انتصار إضافية، وعمّق شعور الفخر لدى الطلاب وأهاليهم ومدرّسيهم. ومع ختام المرحلة الدراسية، يستعد هؤلاء الخريجون اليوم للعودة إلى بلادهم، ليساهموا في إعادة إعمار سوريا، وخدمة شعبها الذي صمد معهم في أحلك الظروف.