دمشق وطوكيو تعلنان استئناف العلاقات والأخيرة تخصص 53 مليون دولار لدعم إعادة الإعمار
أعلنت الجمهورية العربية السورية واليابان استئناف العلاقات الثنائية وفتح صفحة جديدة من التعاون، عقب زيارة رسمية أجراها نائب وزير الخارجية الياباني للشؤون البرلمانية يوهي أونيشي إلى دمشق في الثاني والعشرين من كانون الأول، في أول زيارة لمسؤول سياسي ياباني رفيع المستوى إلى سوريا منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، وفق ما أكده بيانان رسميان صادران عن وزارتي خارجية البلدين.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن دمشق استضافت اجتماعًا رسميًا ضم مدير إدارة الشؤون الإفريقية والآسيوية والأوقيانية زكريا لابيدي، ونائب وزير الخارجية الياباني يوهي أونيشي، بحضور عدد من المسؤولين من الجانبين، بينهم مدير التعاون الدولي في الخارجية السورية طلال كنعان، ومدير إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية سعد برود، إلى جانب ممثل عن الوكالة اليابانية للتعاون الدولي “جايكا”، حيث جرى بحث سبل استئناف العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات.
وأكد المسؤول الياباني، بحسب ما نقلت الخارجية السورية، أن هذه الزيارة تمثل إعلانًا رسميًا عن استئناف العلاقات بين الجمهورية العربية السورية واليابان، وبداية مرحلة جديدة من التعاون الثنائي، مشيرًا إلى أن زيارته تعد الأرفع لمسؤول دبلوماسي ياباني إلى سوريا منذ أكثر من خمسة عشر عامًا.
ونقلت الخارجية اليابانية في بيانها أن أونيشي شدد خلال محادثاته في دمشق على أن حكومته ترى في هذه المرحلة افتتاح فصل جديد في العلاقات بين البلدين، في ظل ما وصفه بالتغيرات التاريخية التي شهدتها سوريا، معربًا عن استعداد بلاده لدعم انتقال شامل وسلمي ومستقر تقوده الحكومة السورية.
وخلال اللقاءات، أوضح نائب وزير الخارجية الياباني أن طوكيو قررت، إلى جانب المساعدات التي قدمتها سابقًا لسوريا عبر المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، استئناف التعاون الاقتصادي الثنائي مع دمشق بالشكل المناسب، كاشفًا أن الحكومة اليابانية أقرت، ضمن الموازنة التكميلية للسنة المالية الحالية، تقديم مساعدات جديدة لسوريا بقيمة إجمالية تبلغ 53 مليون دولار.
وأشار، بحسب البيان الياباني، إلى أن بلاده تعتزم دعم جهود إعادة الإعمار السورية من خلال الاستفادة من العلاقات الإنسانية التي نشأت بين الشعبين، إضافة إلى الخبرات والمعرفة اليابانية المتراكمة.
من جانبه، أعرب ممثل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي “جايكا”، وفق ما ورد في البيانين، عن التزام الوكالة بالمساهمة في تنمية الموارد البشرية وبناء القدرات في سوريا عبر برامج تدريب ومبادرات مختلفة، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في تعزيز الروابط الثنائية ودعم مسار التعافي وإعادة البناء، ولا سيما في القطاعات الحيوية.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية والمغتربين إن الجانب السوري رحب بحرارة بزيارة نائب وزير الخارجية الياباني إلى دمشق، معبرًا عن تقديره للدعم المتواصل الذي قدمته اليابان للشعب السوري على مدى السنوات الماضية، ومؤكدًا ترحيبه بقرار استئناف التعاون الاقتصادي الثنائي.
وأوضح البيان السوري أن المسؤولين السوريين استعرضوا خلال اللقاءات الخطوات التي تتخذها الحكومة السورية الجديدة لتعزيز الاستقرار بعد تشكيلها في كانون الأول 2024، معربين عن تطلع دمشق إلى دور ياباني فاعل في مرحلة إعادة الإعمار المقبلة.
وأضافت الخارجية السورية أن الجانب الياباني أكد رفض بلاده للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ودعمه لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، في وقت جرى فيه بحث دور القطاع الخاص الياباني في مشاريع إعادة الإعمار والتخطيط الاقتصادي، إضافة إلى مناقشة عقد منتدى للشركات اليابانية بهدف تشجيع الاستثمار، والترحيب بمشاركة سوريا في معرض “إكسبو أوساكا 2027”.
وأشار البيان السوري إلى أن الجانبين ناقشا كذلك برامج التعاون في مجال الطاقة، حيث أعلنت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي استعدادها لإطلاق برامج تدريب جديدة للكوادر السورية، ولا سيما في قطاع الكهرباء، بما يسهم في تعزيز القدرات الوطنية خلال مرحلة التعافي.
وفي ختام الزيارة، أكدت وزارتا خارجية البلدين أن الجانبين اتفقا على مواصلة التنسيق والتعاون الوثيق، بما في ذلك تعزيز تبادل الزيارات الرسمية، بما يعكس تطابق الرؤى بشأن تطوير العلاقات الثنائية ودعم جهود الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا، فيما أعربت وزارة الخارجية والمغتربين السورية عن شكرها وتقديرها لحكومة اليابان على دعمها المستمر للشعب السوري، مؤكدة تطلعها إلى تعزيز التعاون بما يحقق مصالح البلدين.