الصورة من لقاء سابق من شهر يناير\كانون ثاني الماضي
الصورة من لقاء سابق من شهر يناير\كانون ثاني الماضي
● أخبار سورية ١ يونيو ٢٠٢٥

رغم انتقاداته السابقة.. الأصفري يلتقي الشرع مجددًا في قصر الشعب: بداية شراكة استراتيجية في قطاع النفط

في لقاء غير معلن رسميًا حتى الآن، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع رجل الأعمال السوري البريطاني أيمن الأصفري، مساء الجمعة، في القصر الجمهوري بدمشق، في جلسة وُصفت بـ”الاستثنائية” واستمرت حتى ساعات متأخرة من الليل. وجاء اللقاء بدعوة شخصية من الشرع، الذي ترك اجتماعًا لمجلس الوزراء لاستقبال الأصفري.

وأكد الأكاديمي السوري المعروف د. شارلز مهند مالك، المقيم في فرنسا، أن الاجتماع تم بالفعل، وشارك فيه عدد من المسؤولين السوريين، ضمن أجواء اتسمت بالصراحة والتركيز على الشراكة الاقتصادية واستعادة الثقة مع رجال الأعمال المغتربين.

“بتروفاك” إلى الواجهة.. والأصفري يقود إعادة هيكلة قطاع النفط

وبحسب مصادر حضرت اللقاء، فقد اتُّفق على أن يقود الأصفري المرحلة المقبلة في قطاع الطاقة من خلال شركته العالمية “بتروفاك”، في ما يُعد أول تحول رسمي نحو إسناد إدارة ملف النفط لشريك مغترب يمتلك خبرة دولية طويلة في المجال.

كما تم طرح أسماء أخرى لمستثمرين سوريين في الخارج، مثل حسام ططري ومحمد كامل صباغ شرباتي، وغيرهم، بهدف إشراكهم في مشاريع تنموية داخل سوريا، ضمن خطة متكاملة أعلن الشرع سابقًا أنها ستركّز على دعم الاقتصاد الحقيقي، لا سيما في القطاعات الإنتاجية.

وفي ختام اللقاء، توجّه الشرع بكلمات ودّية إلى الأصفري قال فيها: “أنت أخي، وخلينا نتشارك مع بعض. بعلاقاتك مع رئيس سنغافورة ومع أغلب قادة المنطقة، قادرين نوجّه البلد لمكان أفضل.”

انتقادات سابقة لم توقف الحوار

اللافت أن هذا اللقاء يأتي بعد أسابيع قليلة من تصريحات ناقدة أدلى بها الأصفري ضد حكومة الشرع، حيث أعرب في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن قلقه العميق من النهج السياسي للإدارة السورية المؤقتة، محذرًا من “مخاطر الاستئثار بالسلطة، وتفكيك الجيش، واستبعاد مكونات مجتمعية كاملة من الدولة”.

وفي المقابلة ذاتها، قال الأصفري: “أنا أحب الشرع، وكان متفهماً، لكنني لا أحكم عليه شخصياً، بل على أداء الحكومة ككل.” وأبدى اعتراضه على ما وصفه بـ”هيمنة هيئة تحرير الشام على بعض المؤسسات”، و”عدم وضوح آليات القرار بين الوزراء والوكالات”.

ورغم هذه الانتقادات، عاد الأصفري لزيارة دمشق مرتين منذ سقوط نظام الأسد، وكان اللقاء الأحدث مع الرئيس الشرع بمثابة تأكيد على إمكانية تجاوز الخلافات الفكرية لصالح بناء شراكة اقتصادية وطنية، تعتمد على الكفاءات والخبرة، لا على التماثل السياسي.

لقاء يناير.. تمهيد للمصالحة

وكان الأصفري قد التقى بالرئيس الشرع في 4 كانون الثاني/يناير 2025، ضمن وفد يمثل منظمة “مدنيّة”، التي يرأس مجلس إدارتها، إلى جانب المديرة التنفيذية للمنظمة سوسن أبو زين الدين. وشدد الوفد حينها على دور المجتمع المدني في المرحلة الانتقالية، مطالبًا بإصلاحات داخل الحكومة وتوسيع الشراكة مع الكفاءات السورية خارج أطر السلطة.

وفي ذلك اللقاء، أكد الشرع أن “المحاصصة الطائفية كارثية”، ودعا إلى مشاركة جميع السوريين في إعادة بناء الدولة، مشددًا على ضرورة بناء دستور جديد، وتحضير انتخابات شاملة ونزيهة.

بداية مرحلة اقتصادية جديدة؟

وبحسب مصدر مطلع، فإن لقاء الجمعة مثّل خطوة متقدمة في ترجمة رؤى الرئيس الشرع تجاه استقطاب المغتربين المؤثرين في الاقتصاد العالمي، وتحويل الحوار مع المجتمع المدني إلى شراكات تنفيذية في ميادين الاستثمار والطاقة والبنى التحتية.

ويُنتظر أن تفتح نتائج اللقاء الباب أمام مزيد من التحركات الدبلوماسية والاقتصادية، خاصة في ظل ما تشهده سوريا من رفع تدريجي للعقوبات وانفتاح بعض الدول الإقليمية والدولية على دعم التعافي الاقتصادي، تحت إشراف الحكومة الجديدة.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ