سيدة تتعرض للضرب وأخرى هُجّرت قسرًا.. أحداث مؤلمة عاشتها عشائر البدو في السويداء
سيدة تتعرض للضرب وأخرى هُجّرت قسرًا.. أحداث مؤلمة عاشتها عشائر البدو في السويداء
● أخبار سورية ٢٣ يوليو ٢٠٢٥

سيدة تتعرض للضرب وأخرى هُجّرت قسرًا.. أحداث مؤلمة عاشتها عشائر البدو في السويداء

كشفت روايات نازحين من عشائر البدو في ريف السويداء عن موجة انتهاكات قاسية ارتكبتها مجموعات مسلحة خارجة عن القانون خلال الأحداث العسكرية الدامية التي شهدتها المحافظة جنوب سوريا، حيث عاشت عشرات العائلات لحظات رعب واحتجاز وإكراه على الرحيل.

رواية سيدة عن لحظات التهديد الأولى
روت إحدى السيدات أن أفراد عائلتها كانوا مجتمعين في منزلهم يتابعون ما يجري بقلق ولا يعرفون إلى أين سيتجهون، وقالت إن شابًا مسلحًا حضر وأعطاهم مهلة ساعتين لإخلاء البيت، ولما أبلغوه أنهم بحاجة إلى أخذ أغراضهم طلب منهم الخروج بأرواحهم فقط.

إطلاق نار عشوائي وسقوط فتيات أمام المنازل
أوضحت السيدة أن عشر دقائق فقط مضت قبل أن تصل المجموعات المسلحة وهي تحمل مدفع الدوشكا الثقيل، وتبدأ بإطلاق النار عشوائيًا بلا تمييز بين الأطفال والنساء وغيرهم، وقالت إن فتاتين أصيبتا؛ إحداهما ماتت بشظية، والأخرى اخترقت شظية عنقها، وسقطتا أمام منزلها.

مشاهد صادمة لأم وطفلها وجثة ممزقة
استمرت السيدة في السرد مؤكدة أنها شاهدت سيدة أُصيبت مع طفلها بقذيفة أدت إلى انفصال رأس الطفل عن جسده، وأضافت أن عددًا من الأهالي قُتلوا على يد تلك المجموعات، ومن بينهم شاب جرى سحبه بالسيارات حتى تمزق بطنه.

فرار جماعي ونهب للممتلكات والماشية
ذكرت السيدة أن السكان فرّوا على عجل دون أن يتمكنوا من حمل أي شيء، وترَكوا ماشيتهم من أبقار وأغنام وممتلكاتهم المنزلية، وقالت إن المجموعات المسلحة نهبت البيوت وسلبت ما لدى المدنيين البدو من ذهب ونقود وسلع.

طفلة مصدومة تخشى الضرب بعد الاعتداءات
أظهرت تسجيلات مصوّرة طفلة صغيرة نجت مع عائلتها ووُثقت في أحد مراكز استقبال النازحين الجدد، وقال ناشطون إن الطفلة كانت تحت وقع الصدمة والخوف لدرجة أنها ظنّت الإعلامي جميل الحسن سيضربها، وذلك لأن أفراد عائلتها تعرضوا سابقًا للضرب المبرح بالعصي على يد ميليشيات الهجري، ولما رأته راحت تسأل: "هؤلاء يضربون؟"، ثم خبأت وجهها في مشهد مؤلم.

شهادات عن هروب حافي الأقدام وحرق بيوت
عرضت صحيفة زمان الوصل مقطعًا مصوّرًا تضمن عدة شهادات، وقالت إحدى السيدات إنهم خرجوا من المنازل فجأة دون أن يأخذوا شيئًا، وإن أولادها كانوا حفاة بلا أحذية وساروا في الأراضي الفلاحية دون طعام أو خبز، وذكر شاهد آخر أن المسلحين هجموا على الأهالي وأحرقوا البيوت وبالكاد تمكنت العائلات من النجاة، مشيرًا إلى وجود جثث لأقارب لم يستطع أحد الوصول إليها.

توثيق الانتهاكات ومطالبات بالمحاسبة
شدّد ناشطون وذوو الضحايا على أن ما جرى ليس سوى جزء من عشرات القصص المأساوية التي طالت عشائر البدو خلال الهجوم العنيف الذي شنته ميليشيات الهجري، وقالوا إن منصات التواصل تواصل نشر الشهادات وتوثيق الانتهاكات للمطالبة بمحاسبة المعتدين وعدم ضياع حقوق الأسر المتضررة.

ودعا النشطاء الدولة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع إلى اتخاذ خطوات قضائية جدية تضمن العدالة، خصوصًا مع تكرار أنماط الانتهاكات التي توسعت بعد انهيارات بنى الأمن المرتبطة بإرث نظام الأسد البائد.

وكانت انتشرت على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصوَّرة توثّق—بحسب ما يظهر—عمليات إعدام ميدانية نُفِّذت خلال الأحداث الأخيرة في مدينة السويداء، ويُشتبه بتورط عناصر يرتدون زيّ وزارة الدفاع السورية وأفراد من ميليشيات تابعة للشيخ حكمت الهجري. أثارت المواد المتداولة موجة غضب شعبية وأصداء رسمية تعهّدت بفتح تحقيقات شاملة ومحاسبة المسؤولين.

وكانت كررت ميليشيات الهجري سيناريوهات قديمة اتسمت بالفظاعة مع عشائر البدو في ريف السويداء، ذات الانتهاكات التي ارتكبتها نظام بشار الأسد مع الشعب السوري الحرّ، على مدار 14 عاماً من الحرب، نتيجة انضمامه لصفوف الثورة ومطالبته بالحرية والعدالة.

ساعات مرعبة مملوءة بالخوف والتوسل لطلب الرحمة، عاشتها عشرات العائلات من عشائر البدو في ريف السويداء، عُقب هجمات انتقامية وممارسات إجرامية ارتكبتها مجموعات خارجة عن القانون ضدها، إذ قامت الأخيرة بخرق الاتفاق الذي تم الإعلان عنه بين الدولة السورية ووجهاء ومشايخ محافظة السويداء لاحتواء التصعيد الذي حصل، والذي تسبب بكارثة أدت إلى مقتل وجرح أشخاص في تلك المنطقة.

مشاهد الإعدامات الميدانية وخوف النساء وجثث المدنيين والأطفال والأشلاء والدماء، رحلات النزوح القسرية، أصوات الرصاص أعادت السوريين سنوات إلى الخلف، إلى انتهاكات مروعة عاشوها بسبب النظام البائد وحلفائه، إلى لحظات عجز وانكسار ومرارة تجرعوها طويلاً.

وفي سياق مواز، دعا مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، الحكومة السورية إلى اتخاذ خطوات فورية لملاحقة ومحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات التي وثّقها تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري.

وانطلاقاً من الدروس المستفادة من تحقيق الساحل، دعا عبد الغني إلى تشكيل لجنة تحقيق وطنية مستقلة لأحداث السويداء، تُشرك منظمات مجتمع مدني سورية مستقلة وتستفيد من الخبرة الإجرائية التي طوّرتها لجنة الساحل. ورأى أن ذلك سيبعث برسالة ثقة إلى السكان المحليين، ويمهّد لمسار مصالحة أوسع على المستوى الوطني.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ