قُتل شقيقه وعانى من حصار الغوطة واعتُقل أمام مرأى زوجته وأخواته.. حكاية المعتقل عبد العزيز
قُتل شقيقه وعانى من حصار الغوطة واعتُقل أمام مرأى زوجته وأخواته.. حكاية المعتقل عبد العزيز
● أخبار سورية ١٠ يوليو ٢٠٢٥

قُتل شقيقه وعانى من حصار الغوطة واعتُقل أمام مرأى زوجته وأخواته.. حكاية المعتقل عبد العزيز

بعد تجربتي اعتقال ومحاولة هروب أخيرة، وقع عبد العزيز هيثم عمر آغا في قبضة قوات الأسد، ولم تشفع توسلات شقيقاته له، إذ اقتيد أمام أعين زوجته وأطفاله إلى مصير قاسٍ ومرعب، ليترك حرقة في قلب والديه.

في 28 حزيران/يونيو عام 2014، الموافق لأول أيام شهر رمضان، تعرّض الشاب السوري عبد العزيز هيثم عمر آغا للاعتقال على يد قوات النظام البائد، عند حاجز القطيفة بريف دمشق. كان عمره آنذاك 32 عاماً، وحينها كان يحاول السفر خارج البلاد مختارًا تركيا كوجهة له، بحسب ما نشرت صحيفة “زمان الوصل” عبر موقعها.

لم يكن قرار المغادرة قد جاء من فراغ، فعبد العزيز لاقى بسبب الحرب مآسي لا تُحتمل، تمثّلت باعتقاله مرتين متتاليتين من قبل فرعي المخابرات الجوية والخطيب، وخسر شقيقه في معارك حرستا عام 2012، كما عاش حصار الغوطة الشرقية القاسي حتى خروجه منها في عام 2014. 

أكثر تفصيل مأساوي في القصة هو أن اعتقال عبد العزيز تم أمام زوجته وطفليه الصغيرين (أحدهما لم يتجاوز الشهرين والآخر لم يُكمل عامه الثاني)، وشقيقاته الثلاث، اللواتي توسلن لجنود الأسد بألا يقبضوا عليه لأنه الأخ الوحيد المتبقي لهن.

فيما بعد، وردت معلومات أشارت إلى تحويل عبد العزيز إلى إدارة المخابرات العامة، ومن ثم إلى سجن صيدنايا المعروف بسمعته السيئة والمرعبة، وأغلب من دخله لم يخرج منه حيًا.

بعد مرور سنوات طويلة، اكتشفت العائلة مصير ابنها عبد العزيز خلال استخراج وثيقة “إخراج قيد”، فتبين أنه مسجَّل كمتوفى بتاريخ 21 آب/أغسطس عام 2014، أي بعد 62 يومًا فقط من اعتقاله على حاجز القطيفة.

صدم ذلك الخبر أسرته؛ وبحسب ما ذكرت “زمان الوصل”، فإن والده أُصيب بصدمة شديدة لم يستطع تحمُّلها، وتوفي بعد مرور ستة أشهر متأثرًا بالمرض. أما والدته، فعانت من ألم الفقد والصدمة، خاصةً أنها انتظرته طويلًا دون أن يعود كما كانت تتمنى طوال السنوات الماضية.

بسبب سنوات الحرب التي عصفت بالبلاد، بات من النادر أن يمرّ يوم دون أن نسمع فيه قصة معتقل مؤلمة. ففي ظلّ حكم بشار الأسد، امتلأت السجون بعشرات الآلاف من المدنيين، كردٍّ انتقامي من الشعب الذي طالب بالحرية وبسقوطه، حتى غدت معاناة الاعتقال جزءًا من الذاكرة الجماعية للشعب. هناك قصص كثيرة وصلت إلى الأهالي، وتناقلها الإعلام والناجون، لكن ما زال هناك عدد هائل من الحكايات التي لم تُروَ بعد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ