
مَعْضَمِيَّة الشام تحيي الذكرى الـ 12 لمجزرة الكيماوي: ذاكرة الألم والعدل المؤجل
أحيت مدينة معضمية الشام في ريف دمشق مساء أمس، الذكرى الثانية عشرة لمجزرة السلاح الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد البائد في 21 آب 2013، وذلك بفعالية جماهيرية ورسمية أقيمت في ساحة التحرير بمشاركة واسعة من الأهالي وذوي الضحايا وعدد من الشخصيات الرسمية والثقافية.
صرح تذكاري ورمزية البالونات الصفراء
تضمنت الفعالية عرض فيلم توثيقي عن المجزرة وشهادات لذوي الضحايا والناجين، إضافة إلى إزاحة الستار عن صرح يجسد ذكرى الجريمة، ومعرض لوحات فنية عكست حجم المعاناة وآلام الأهالي. كما أطلق المشاركون آلاف البالونات الصفراء، رمزاً للسلاح الكيماوي الذي حصد أرواح المئات في تلك الليلة المأساوية.
الصالح: معضمية الشام كتبت تاريخ سوريا بدمائها
وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح قال في كلمته: "نقف اليوم في حضرة الذاكرة، لا لنرثي فقط، بل لنؤكد أننا لن نسمح بالإنكار والنسيان"، مضيفاً أن المجزرة ستبقى محفورة في ضمير السوريين، وأن ذوي الضحايا هم "حراس الحقيقة" الذين يجب أن تُروى شهاداتهم للأجيال.
وشدد الصالح على أن العدالة والمحاسبة ركيزة أساسية في مسار سوريا الجديدة، مؤكداً أن الحكومة تواصل العمل على توثيق الجرائم ورفعها إلى المحاكم الدولية لمحاسبة المجرمين.
العلي: الجريمة الصامتة التي حوّلت الليل إلى سم
من جانبه وصف وزير الصحة مصعب العلي المجزرة بأنها "الجريمة الصامتة" التي حوّلت الهواء إلى غاز سام والمنازل إلى قبور جماعية، مؤكداً أن استمرار الإفلات من العقاب يشكل تهديداً لمستقبل الأجيال، وأن العدالة والقصاص من المنفذين مطلب لا يسقط بالتقادم.
الصالح: المجزرة جرح في قلب الإنسانية
أما وزير الثقافة محمد ياسين الصالح فأكد أن أرواح الشهداء تحولت إلى "نجوم نضيء بها دربنا"، معتبراً أن المجزرة لم تكن نهاية بل بداية عهد جديد من الصمود. وأضاف: "إذا حاول القتلة أن يطفئوا أنفاس المعضمية، فإن دماء شهدائها رفعت راية الحرية وأثبتت أن العدالة لا تموت".
الحرية هي الرد على الموت
محافظ ريف دمشق عامر الشيخ شدد في كلمته على أن إحياء الذكرى اليوم هو رسالة وفاء للشهداء، مؤكداً أن المعضمية لم تنكسر، وأن الحرية التي ينعم بها أبناؤها اليوم هي الرد الأول على الموت.
الأهالي: لن ننسى
عدد من أهالي المعضمية أكدوا أن هذه المناسبة ستبقى محفورة في وجدانهم، وأنهم لن يتوقفوا عن المطالبة بالعدالة. وقال الدكتور وائل الخطيب إن أكثر من 100 شخص استشهدوا و500 آخرين أصيبوا في الهجوم، مضيفاً: "حق الضحايا لن يضيع وسنبقى نطالب بمحاسبة المجرمين وإعادة إعمار سوريا الجديدة".
الفنانة جنى وائل الشيخ التي شاركت بأربع لوحات فنية أكدت أن رسالتها هي توثيق الألم والإصرار على العدالة، فيما قالت نور الشيخ إن إحياء الذكرى يمنح الأهالي عزيمة للاستمرار في المطالبة بحقوقهم.
واختتمت الفعالية بأناشيد ثورية قدمها المنشد اللبناني إبراهيم الأحمد، لتبقى المجزرة علامة فارقة في ذاكرة السوريين وجرس إنذار يذكّر العالم بجرائم لم تجد طريقها بعد إلى العدالة.