
من الأردن إلى الحراك.. قصة وفاء إنسانية بين سيدة أردنية وعائلة سورية عائدة إلى الوطن
في مشهد إنساني مؤثر يعكس عمق الروابط التي نسجها السوريون خلال سنوات اللجوء، وثّق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي زيارة قامت بها سيدة أردنية إلى عائلة سورية في بلدة الحراك بريف درعا بعد عودتها إلى الوطن، في خطوة اعتبرها متابعون رمزاً للمحبة المتبادلة بين السوريين والمجتمعات التي استضافتهم.
خلال سنوات الثورة السورية، حمل اللاجئون السوريون معهم عاداتهم وقيمهم إلى دول اللجوء، فكانوا مصدر غنى ثقافي وإنساني للمجتمعات المضيفة. لم تكن إقامتهم مجرد فترة عابرة، بل مناسبة لبناء صداقات وروابط حقيقية مع الجيران، تحولت مع مرور الوقت إلى مشاعر محبة وأخوّة يصعب نسيانها حتى بعد العودة.
ومع سقوط نظام بشار الأسد وفتح باب العودة، بدأت آلاف العائلات السورية بالرجوع إلى قراها ومدنها، حاملة معها ذكريات المنفى وعلاقات إنسانية عميقة نسجتها مع شعوب احتضنتها، في مشاهد وداع مؤثرة شهدتها أحياء ومدارس ومؤسسات كثيرة في بلدان اللجوء.
وتبرز ضمن هذه القصص المؤثرة، السيدة الأردنية التي ظهرت في مقطع مصوّر تعبّر فيه عن شوقها الكبير للعائلة السورية التي تعرفت إليها خلال نزوحهم، مؤكدة أنها لم تتحمل فراقهم فجاءت لتزورهم في منزلهم الجديد. وأشارت إلى أن جميع الجيران في الأردن يكنّون لتلك العائلة المحبة والاحترام ويسألون عنهم باستمرار بعد عودتهم، لافتة إلى أنهم أصبحوا جزءاً من نسيج الحي وترك غيابهم فراغاً حقيقياً.
وفي موقف مشابه، انتشر مقطع لطالبة سورية تودع صديقاتها في المدرسة قبل عودتها إلى سوريا، في لحظة وداع حارة مليئة بالعاطفة، كشفت عن مدى تعلقها بزميلاتها وتأثرهن العميق بفراقها، في مشهد يجسد عمق الروابط التي تشكلت بين أبناء الجيل الجديد رغم اختلاف الجنسيات والظروف.
هذه الصور والقصص تسلط الضوء على الأثر الإيجابي الذي تركه السوريون في المجتمعات المضيفة وعلى استمرارية تلك العلاقات الطيبة حتى بعد العودة إلى الوطن، في تأكيد على أن اللجوء لم يقطع خيوط الإنسانية بل زادها قوة وتجذراً.