من مقاعد الدراسة إلى شظف الحياة: معاناة أطفال سوريا
من مقاعد الدراسة إلى شظف الحياة: معاناة أطفال سوريا
● أخبار سورية ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥

من مقاعد الدراسة إلى شظف الحياة: معاناة أطفال سوريا

في الوقت ينشغل الطلاب في مدارسهم بتحضير الدروس والتنافس على أعلى الدرجات، هناك أطفال آخرون يقفون على هامش الحياة التعليمية، يراقبون المدرسة من بعيد بعين مليئة بالحسرة، عاجزين عن دخول صفوفها ومتابعة تعليمهم، بسبب الفقر والظروف المعيشية القاسية.

ظروف تجبر الأطفال على ترك التعليم 
هؤلاء الأطفال أجبرتهم ظروف الفقر على ترك مدارسهم، إذ لم تعد أسرهم قادرة على تغطية تكاليف الدراسة. وزادت ضغوط الحياة وتعقدت المسؤوليات خلال السنوات الأخيرة بسبب ظروف الحرب والنزوح والقصف وفقدان المعيل، وغيرها من الصعوبات القاسية.

وفي هذا السياق، تبرز قصة الطفلة آلاء أكرم، البالغة من العمر 13 عاماً، والتي فقدت والدها قبل سبع سنوات بسبب القصف، فتزوجت والدتها، وسافرت إلى تركيا مع زوجها الجديد، وبقيت تلك الفتاة تحت رعاية جدتها، التي كانت تعيش في فقر شديد في مخيم تابع لمدينة أطمة بريف إدلب الشمالي.

فيما بعد أجبرت ٱلاء على ترك تعليمها، لتعمل مع جدتها في قطف الزيتون والأعمال الزراعية المختلفة، حتى تتمكن من الإنفاق على نفسها وتأمين الطعام والشراب والملابس والدواء في حال مرضها. والآن، كلما رأت تلك الفتاة طالبة من المخيم ترتدي حقيبتها وتذهب إلى المدرسة، شعرت بالحسرة على نفسها.  

 أكثر من 2.3 مليون طفل في سوريا خارج مقاعد التعليم
وقال فريق "منسقو استجابة سوريا"، من خلال تقرير صدر في سبتمبر عام 2024، إن أكثر من 2.3 مليون طفل في سوريا يعانون من التسرب التعليمي بزيادة قدرها حوالي 100 ألف طفل عن العام الذي سبقه، بينهم أكثر من 386 ألف طفل في شمال غرب سوريا و84 ألف داخل المخيمات.

الأطفال وعالم العمل المبكر
تتنوع المهن التي يلجأ الأطفال للعمل فيها، فمنهم من يشارك في الأعمال الزراعية مثل قطف المحاصيل، ومنهم من يعمل في الشوارع كبائع متجول أو مساعد لصاحب محل. كما يلجأ بعض الأطفال إلى تعلم حرفة معينة، مثل النجارة أو الحِرف الصغيرة، بهدف تأمين مصدر دخل يساعدهم على مواجهة صعوبات الحياة.

مخاطر عمل الأطفال على صحتهم
يشير الخبراء إلى أن عمالة الأطفال تعرضهم لمخاطر جسدية جسيمة، فقد يتعرّض الطفل لإصابات مثل كسر اليد أو القدم، حسب طبيعة المهنة التي يعمل بها، كما يؤدي العمل الشاق لساعات طويلة إلى إرهاق بدني شديد وآلام مزمنة تؤثر على نموه وصحته.

إضافة إلى ذلك، يتعرض الأطفال العاملون أحياناً لأمراض بيئية نتيجة الغبار والمبيدات والمواد الكيميائية، ما يهدد الجهاز التنفسي والجلد والعينين، ويشكل تهديداً خطيراً على صحتهم العامة ونموهم السليم.

حلول لتقليل عمالة الأطفال
يقترح مراقبون مجموعة من الحلول العملية للتخفيف من ظاهرة عمالة الأطفال، ومن أبرزها دعم الأسر اقتصادياً، خاصة الأسر الأكثر ضعفاً واحتياجاً، عبر تقديم مساعدات مالية أو توفير فرص عمل للآباء والأمهات، بالإضافة إلى إنشاء مشاريع صغيرة لتأمين دخل مستدام دون الحاجة إلى تشغيل الأطفال.

كما تؤكد التوصيات على أهمية التوعية المجتمعية من خلال نشر الوعي بين الأسر والمجتمع حول مخاطر عمالة الأطفال على صحتهم ومستقبلهم، وتنظيم حملات توعوية وبرامج تثقيفية في المدارس والمساجد والمراكز المجتمعية لتعزيز ثقافة حماية الطفولة وحقوقها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ