
"مهام طارئة تحت النيران".. "الخوذ البيضاء" توثق استجابتها لأحداث صحنايا بريف دمشق
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في تقرير لها، إن فرقها نفذت سلسلة من المهام الطارئة استجابة لنداءات المدنيين، في أعقاب التوترات الأمنية والاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة صحنايا وبلدة أشرفية صحنايا بريف دمشق يوم الأربعاء 30 نيسان 2025، شملت الإسعاف والإخلاء وإخماد الحرائق وانتشال الجثث.
ووثقت مؤسسة الدفاع المدني مجريات الاستجابة خلال يومي الأربعاء 30 نيسان والخميس 1 أيار، بناءً على الوقائع الموثقة من قبل فرق الدفاع المدني العاملة في الميدان.
أولاً: الاستجابة ليوم الأربعاء 30 نيسان 2025
استجابت فرق الإسعاف لثلاث حالات إصابة بأعيرة نارية، حيث تم نقل مصابين اثنين من محيط مدينة داريا، وثالث من منطقة صحنايا إلى مشفى المواساة في العاصمة دمشق، ضمن ظروف أمنية معقدة وتحت مخاطر مباشرة.
انتشال جثث ضحايا مجهولي الهوية
انتشلت الفرق المختصة أربع جثث مجهولة الهوية، توزعت بين مدينة صحنايا وبلدة أشرفية صحنايا، بعد ورود بلاغات من السكان المحليين. تم توثيق الجثامين وفق الإجراءات المعتمدة وتسليمها رسمياً إلى مشفى المواساة بدمشق.
إجلاء عائلات من مناطق الاشتباك
أجرت فرق الطوارئ عمليات إجلاء لعائلتين من مدينة صحنايا بطلب مباشر منهما، شمل الإخلاء حالات مرضية، وتم تأمين نقلهما إلى أماكن آمنة اختارتها العائلتان بأنفسهما.
استجابة لحرائق ناجمة عن الاشتباكات
أخمدت فرق الإطفاء حريقاً نشب في مستودع أخشاب ببلدة أشرفية صحنايا، ناتج عن الاشتباكات في المنطقة. وتم تنفيذ عملية التبريد وتأمين الموقع بشكل كامل منعاً لتجدد الحريق.
ثانياً: الاستجابة ليوم الخميس 1 أيار 2025
انتشال ثماني جثامين جديدة
خلال الساعات التالية للتصعيد، تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال ثمانية جثامين مجهولة الهوية، أربعة منها من الجهة الغربية لأشرفية صحنايا، وأربعة أخرى من داخل الأحياء السكنية. تم توثيق الجثث وتسليم ستة منها إلى مشفى المواساة، واثنين إلى مشفى المجتهد بدمشق، حسب الإجراءات الرسمية المتبعة.
إجلاء جماعي للمدنيين
قامت فرق الطوارئ بإجلاء 18 عائلة من مدينة صحنايا، استجابة لطلبهم المباشر نتيجة تفاقم الأوضاع الأمنية. شملت العملية حالات مرضية وفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم نقلهم إلى أماكن آمنة اختاروها بأنفسهم.
"الخوذ البيضاء": التزام متواصل في وجه الخطر
أكدت منظمة الدفاع المدني السوري في ختام التقرير التزامها الثابت بالاستجابة الإنسانية، مشددة على أن عملها يستند إلى المبادئ الإنسانية دون تحيز أو تمييز، ومجددة عهدها بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في جميع الظروف، مهما بلغت التحديات.
وأضافت المنظمة: "نحمل الأمل في قلوبنا، ولن نتراجع عن رسالتنا في إنقاذ الأرواح وتقديم العون للمحتاجين، فكل نداء حياة نعتبره واجبًا لا حياد عنه".
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا، فجر الثلاثاء 29 نيسان، واحدة من أكثر المواجهات المسلحة دموية في ريف دمشق خلال الفترة الأخيرة، إثر هجوم مفاجئ شنته مجموعة مجهولة على حواجز لقوات الأمن العام. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى مناطق أخرى جنوب العاصمة، مسفرة عن مقتل 16 عنصراً أمنياً إضافياً، ما زاد من حدة التوترات الأمنية وأعاد ملف الجنوب السوري إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي.