
وفد سوري في ليبيا لتفعيل التمثيل الدبلوماسي ومتابعة أوضاع الجالية السورية
وصل وفد من وزارة الخارجية السورية إلى العاصمة الليبية طرابلس في زيارة رسمية تهدف إلى بحث أوضاع المواطنين السوريين المقيمين في ليبيا، ومتابعة الإجراءات المتعلقة بإعادة تفعيل عمل البعثة الدبلوماسية السورية، وتأتي هذه الزيارة في إطار مساعٍ متواصلة لإعادة تنشيط العلاقات الثنائية بين دمشق وطرابلس.
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قد أعلن في وقت سابق أنه، وبتوجيه من الرئيس أحمد الشرع، تقرر فتح سفارة وقنصلية للجمهورية العربية السورية في ليبيا، بهدف تقديم الخدمات القنصلية لأبناء الجالية، وتعزيز الروابط السياسية والأخوية بين البلدين.
وأضاف الشيباني أن فريقًا ميدانيًا سيبدأ قريبًا العمل على تنفيذ القرار تمهيدًا لزيارة رسمية إلى الحكومة الليبية لاستكمال التنسيق الثنائي.
وكان الشيباني قد تلقى مؤخرًا اتصالًا هاتفيًا من وزير الدولة الليبي للاتصال والشؤون السياسية، وليد اللافي، الذي نقل رسالة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية، أكد فيها موقف ليبيا الثابت في دعم الشعب السوري والحكومة السورية الجديدة.
وأعرب اللافي عن رغبة بلاده في تطوير العلاقات الثنائية عبر تبادل الوفود وتكثيف التنسيق في القضايا الإقليمية، بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في استقرار المنطقة.
وتأتي هذه التحركات في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع برئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة في نيسان الماضي، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي 2025، بحضور وزير الخارجية السوري. وذكرت رئاسة الجمهورية السورية أن اللقاء تناول سبل توسيع مجالات التعاون وتفعيل القنوات السياسية بين البلدين.
من جانبها، أفادت القناة الليبية الرسمية بأن اللقاء شهد بحث ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث أكد رئيس الوزراء الليبي دعم بلاده المتواصل لسوريا وشعبها، وجرى الاتفاق على إعادة تفعيل اللجنة السورية الليبية المشتركة لتنظيم ملفات التعاون الثنائي، وفي مقدمتها متابعة أوضاع السوريين المقيمين في ليبيا.
ويأتي هذا التحرك الرسمي في وقت تزداد فيه المطالبات داخل سوريا بإنشاء مكتب خاص لمتابعة أوضاع اللاجئين السوريين في ليبيا والعراق ولبنان، في ظل ما وصفته مصادر محلية بمضايقات يتعرض لها بعضهم على يد جهات مرتبطة ببقايا النظام البائد. وتطالب الأصوات الشعبية باتخاذ خطوات ملموسة لإجلاء العالقين وتوفير الحماية والدعم القانوني لهم.
وفي موقف متصل، كانت وزارة الخارجية الليبية قد أدانت في وقت سابق الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينتي دمشق والسويداء، ووصفتها بأنها "عدوان إجرامي" يمثل انتهاكًا واضحًا لسيادة سوريا، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في حماية المدنيين السوريين.
كما جددت طرابلس رفضها لأي محاولات لزعزعة الاستقرار أو المساس بوحدة الأراضي السورية، مؤكدة دعمها الكامل لحق السوريين في العيش بأمن وسلام، واعتبرت أن الوقت قد حان لإنهاء معاناة هذا الشعب بعد سنوات طويلة من الحروب والانتهاكات.