الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
احتجاز شاحنتين لسائقين أردنيين في السويداء بسبب خلاف مالي قديم مع تجار أردنيين

أقدم عدد من المزارعين في محافظة السويداء، يوم الثلاثاء، على احتجاز شاحنتين تابعتين لمواطنين أردنيين، أثناء عبورهما على طريق ظهر الجبل في ريف المحافظة، في خطوة تصعيدية تهدف إلى الضغط لاسترداد مستحقات مالية يقولون إنها متراكمة منذ سنوات على عدد من التجار الأردنيين.

السائقان لا علاقة لهما بالخلاف
ووفق ما أفادت به مصادر أردنية لموقع "السويداء 24"، فإن السائقين المحتجزين لا تربطهما أي علاقة بالتجار المعنيين بالنزاع المالي، وقد تم استدراجهما إلى السويداء لتحميل شحنات من التفاح دون علم مسبق بوجود خلافات، ليُفاجآ باحتجازهما مع الشاحنتين من قبل المجموعة المطالبة بالمستحقات.

ظروف إنسانية صعبة للسائقين
وأشارت مصادر مقربة من السائقين إلى أن الرجلين يعيشان حالياً في العراء، دون أي مأوى أو تدخل رسمي لحمايتهما أو توفير احتياجاتهما، ما دفع ذويهما إلى إطلاق نداء عاجل يطالب بتدخل شيوخ وعقلاء المحافظة لإنهاء الأزمة وضمان سلامتهما، والعمل على استعادة الشاحنتين المحتجزتين.

مطالب المزارعين: 90 ألف دولار لقاء صادرات فواكه
وتقول المجموعة التي نفّذت عملية الاحتجاز إن لديها مطالب مالية تقارب 90 ألف دولار أمريكي، هي ثمن فواكه قاموا بتصديرها إلى الأردن في السنوات الماضية دون تلقي مستحقاتهم، مؤكدين أن هذه الخطوة جاءت لإعادة إحياء القضية بعد سنوات من المماطلة، ولحث الأطراف المعنية على إيجاد حل فعلي.

حوادث متكررة ومخاوف من تداعيات تجارية
يُشار إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ شهدت المنطقة قبل نحو عام واقعة مشابهة حين احتُجزت شاحنات أردنية على خلفية الخلاف ذاته، وتم حينها احتواء الوضع عبر وساطات عشائرية دون أن تُحل الأزمة المالية بشكل نهائي، ما يثير القلق من تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلاً.

دعوات لتدخل رسمي لحل الخلاف
في ظل هذه التطورات، تتصاعد الدعوات لتدخل رسمي من قبل السلطات المعنية في كل من سوريا والأردن، لمعالجة هذه الإشكالية المزمنة التي باتت تهدد استقرار حركة النقل والتبادل التجاري بين الجانبين، وسط تأكيدات من عائلات السائقين المحتجزين بأن لا علاقة لهم بأي خلاف مالي، وأنهم ضحايا لملف يجب أن يُحل عبر القنوات القانونية والمؤسساتية.

اقرأ المزيد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
نقيب الفنانين يوجّه رسالة لـ "باسم ياخور": الوطن يسامح من يعتذر.. وسوريا للجميع

في خضم الجدل الذي أثارته تصريحات الفنان السوري باسم ياخور عقب التحرير، والتي تمسك فيها بموقفه الداعم لنظام الأسد ورفض تقديم أي اعتذار للشعب السوري، تداولت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تصريحاً لافتاً نُسب إلى الفنان مازن الناطور، نقيب الفنانين السوريين حالياً، تضمّن رسالة مباشرة إلى ياخور حملت في طياتها دعوة صريحة للمراجعة والتراجع.

"المخطئ يعتذر والشعب يسامح"
في تصريح نُقل عنه خلال استضافته في برنامج "شو القصة" الذي تقدّمه الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، قال الناطور: "إذا اعتذر باسم ياخور، سيسامحه الشعب السوري لأنه شعب طيب"، مضيفاً أن بوسعه العودة إلى بلده دون أن يتعرض له أحد بسوء. وأكد أن سوريا تتسع لجميع أبنائها، وأن أبوابها مفتوحة لكل من يراجع نفسه ويختار الوقوف في صف الشعب.

آلام الحرب.. تجربة شخصية
وتحدّث الناطور خلال اللقاء عن المعاناة الشخصية التي عاشها جراء الحرب، حيث فقد 17 فرداً من أبناء عمومته، ودفن والديه في الأردن بعد أن توفيا بعيداً عن أرض الوطن. وأعرب عن امتنانه للشعب الأردني الذي وقف إلى جانبه في محنته، مؤكداً أن الوطن لا يُقاس بالمصالح الشخصية وإنما بقيم الوفاء والانتماء.

نداء إلى ياخور: "راجع نفسك"
ووجّه الناطور، المعروف بدوره في مسلسل "الرحيل إلى الوجه الآخر"، رسالة مباشرة إلى باسم ياخور قال فيها: "راجع أفكارك قليلاً، سوريا فيها ناس بيحبوك، وإذا رجعت، ما رح يأذيك حدا... المخطئ بيقدر يعتذر، والشعب السوري رح يكون متسامح". وأضاف أن سوريا لم ولن تكون ملكاً لفئة دون أخرى، بل هي وطن للجميع، ومن يخطئ عليه أن يتحمل مسؤولية مواقفه بشجاعة.

ياخور متمسك بموقفه رغم سقوط النظام
ويأتي هذا التصريح في وقت لا يزال فيه باسم ياخور متمسكاً بموقفه المؤيد لنظام الأسد، حتى بعد سقوط النظام وفرار بشار الأسد وعائلته إلى موسكو في ديسمبر/كانون الأول 2024، وتركه لمؤيديه يواجهون مصيرهم بعد أن نهب ثروات الشعب وغادر البلاد.

قرار بفصل "سلاف فواخرجي"
وكان أثار قرار نقابة الفنانين السوريين بسحب عضوية الممثلة سلاف فواخرجي تفاعلاً واسعاً بين السوريين، الذين اعتبروا القرار خطوة متأخرة لكنها محمّلة بدلالة رمزية، نظراً لمواقفها المؤيدة لرأس النظام المخلوع بشار الأسد، وتجاهلها لجرائمه طوال السنوات الماضية، وصولاً إلى سقوطه وفراره إلى موسكو في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.

دعوات لفصل ممثلين آخرين
بالتزامن مع القرار، طالب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي باتخاذ إجراءات مماثلة بحق عدد من الفنانين الآخرين، وعلى رأسهم "باسم ياخور" الذي آثار الظهور الأخير له عبر بودكاست مطول نُشر على منصة يوتيوب، في محاولة للرد على الانتقادات المتكررة لمواقفه المؤيدة لنظام الأسد البائد. وعلى الرغم من محاولة ياخور الظهور بمظهر المتوازن، إلا أن حديثه كان حافلاً بالتناقضات، ومحاولات التملّص من تاريخه الطويل في تأييد النظام، الذي سقط في الثامن من كانون الأول 2024.

"أنا ابن هذا النظام" .. تأكيد الولاء
في لقاء سابق عبر شاشة لبنانية بتاريخ 24 شباط 2024، جدّد ياخور ولاءه العلني لبشار الأسد، قائلاً صراحة "أنا ابن هذا النظام"، نافياً صفة "الشبيح" عنه رغم تصريحاته ومواقفه المناهضة للثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011. كما برّر علاقته الوثيقة بماهر الأسد، معتبراً أن "رموز الدولة" يحبون الدراما ويتابعونها، مؤكداً على أنه يحظى بترحيب من أي وزير في الدولة.

انتقادات مبطّنة لزملائه المعارضين
شنّ ياخور خلال البودكاست هجوماً مبطناً على عدد من زملائه الفنانين والإعلاميين المعارضين، مثل فيصل القاسم وفارس الحلو وهمام حوت، واتهم بعضهم بالمزايدة، وادّعى أنه لم يكن من المستفيدين من النظام. كما حاول التبرؤ من وصف "التكويع"، رغم تصريحاته السابقة التي أكدت اصطفافه الكامل إلى جانب الأسد.

حزن على الشبيحة وتجاهل للضحايا
في لفتة مثيرة للجدل، أعرب ياخور عن حزنه لاعتقال عناصر تابعين للنظام خلال عمليات التحرير، واستند إلى تقارير من "المرصد السوري" للإشارة إلى عدد المعتقلين من صفوف النظام، متجاهلاً أن معظمهم متورط في جرائم وانتهاكات بحق المدنيين. هذه التصريحات اعتُبرت استفزازية للشارع السوري، خاصة أنها جاءت دون أي تعاطف حقيقي مع الضحايا أو ذكر لمجزرة واحدة ارتكبها النظام.

مواقف مهزوزة ورفض للمحاسبة
ورغم سقوط النظام، لم يُظهر ياخور أي ندم على مواقفه السابقة، ولم يأتِ على ذكر بشار الأسد أو جرائم الجيش الذي دافع عنه طيلة السنوات الماضية، بل حاول تصوير تلك الحقبة كخلاف في الرأي، قائلاً إن القضية أشبه بـ"نقاش حول إن كانت حلاوة الجبن حمصية أم حموية".

انتقادات لاذعة ودعوات للمقاطعة
أثارت تصريحات ياخور الأخيرة موجة من الانتقادات، إذ وصف الصحفي السوري عمر قصير اللقاء بـ"ثرثرة خاوية"، وكتب: "لم يعتذر، لم يُدن الجرائم، لم ينطق بحرف عن الأسد. كل ما قاله كان استعراضاً لموقف أخلاقي فاشل". وأضاف: "على الأقل لم يتظاهر بالتوبة كما فعل غيره بعد خمس دقائق من السقوط".

تغطية على السقوط الأخلاقي
حاول ياخور، من خلال نشاطه على قناته في يوتيوب، التفاعل مع مواضيع اجتماعية في مناطق سيطرة النظام، مثل "تكاليف الشتاء" و"جوازات السفر"، لكن هذه الخطوات فُسرت كمحاولة لصرف الانتباه عن تاريخه المتورط أخلاقياً وسياسياً، دون أي مراجعة حقيقية لمواقفه.

انقسام داخل الوسط الفني
منذ انطلاقة الثورة السورية، انقسم الفنانون السوريون بين مؤيد للثورة ومعارض لها، في وقت استخدم فيه النظام الأسد عدداً من الفنانين لتلميع صورته. اليوم، وبعد انهيار النظام، يواجه هؤلاء الممثلون مصيراً أخلاقياً وإنسانياً في الذاكرة الجماعية للسوريين.

اقرأ المزيد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
"وما أدراك ما صيدنايا".. فيلم وثائقي يكشف أهوال السجن ويهز مشاعر المشاهدين

كُشف النقاب يوم الثلاثاء 22 نيسان/أبريل الجاري عن الفيلم الوثائقي "وما أدراك ما صيدنايا"، في عرضٍ خاص أقيم داخل دار الأوبرا في دمشق، حيث تناول الفيلم بجرأة مأساة المعتقلين داخل أحد أكثر السجون السورية رعباً وسوء سمعة، سجن صيدنايا، الذي تحوّل في عهد نظام بشار الأسد إلى معقل للموت البطيء والتعذيب الممنهج.

الفيلم، الذي أنتجته قناة الجزيرة وتولّى إخراجه المخرج السوري عبدو مدخنة، استعرض وقائع صادمة تستند إلى شهادات حية وصور ومواد توثيقية تكشف حجم الفظائع المرتكبة خلف جدران السجن، منذ تأسيسه وحتى سقوط النظام وهروب قياداته. حضر العرض عدد من ذوي المعتقلين، وناشطون وصحفيون وشخصيات من المهتمين بالشأن الحقوقي السوري.

حكاية الاعتقال من الداخل
يركز الوثائقي على آلية عمل النظام السوري داخل صيدنايا، حيث يتحوّل المعتقل منذ اللحظة الأولى إلى رقم يُجرّد من اسمه، ليبدأ رحلة من الإذلال والتعذيب قد لا تنتهي إلا بالموت. لم يكتفِ الفيلم بسرد معاناة الضحايا، بل ألقى الضوء أيضاً على شهادات بعض السجانين الذين أبدوا ندمهم على ما ارتكبوه، ما أعطى بعداً إنسانياً مأساوياً موازياً لحكايات الضحايا.

ردود فعل مؤلمة وغاضبة
أثار الفيلم تفاعلاً عاطفياً عميقاً لدى الحضور، حيث عبّر العديد من المشاهدين عن عدم قدرتهم على متابعة الفيلم حتى النهاية، لشدة ما يحتويه من مشاهد وأصوات مؤلمة. وكتب أحد الناشطين عبر وسائل التواصل: "ما قدرت كمّل الفيلم... المشاعر لا توصف، والغضب يتصاعد تجاه القتلة والسجانين والمجرمين وكل مؤيد للنظام".

وفي تعليق مؤثر، كتبت إحدى المتابعات: "اليوم حضرت الفيلم، وبعده لهلأ ما رجعت لطبيعتي... الصوت، الصورة، الألم، كأنو الوجع طالع من جوّا عيوني، مو من الشاشة... قلبي موجوع، وحاسة لازم أصرخ، أكتب، أعمل أي شي بس ما أسكت".

دعوة للعدالة لا للانتقام
واختتمت حديثها بدعوة مؤثرة إلى العدالة الانتقالية: "نحن لا نريد الانتقام، بل نريد العدالة، الحقيقة، والكرامة لمن انكسرت أرواحهم خلف الجدران. نريد أن نفتح الملفات، أن نسمّي الأشياء بأسمائها، أن نكشف الجلاد ونواسي الضحية".

الغياب القاسي بعد التحرير
يُذكر أن الأهالي الذين استبشروا بتحرير السجون في 8 كانون الأول 2024، وجدوا أنفسهم أمام الحقيقة المروعة: أبناؤهم الذين انتظروهم لسنوات لم يكونوا هناك، فقد أُعلن أن نظام الأسد قام بتصفيتهم في وقت سابق، ليبقى صيدنايا شاهداً دامغاً على واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق السوريين في العصر الحديث.

اقرأ المزيد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
"الشرع" معزياً بوفاة البابا فرنسيس: فقدنا صوتاً عالمياً وقف إلى جانب السوريين في أوقاتهم الصعبة

تقدّم رئيس الجمهورية، السيد أحمد الشرع، بخالص التعازي للطائفة الكاثوليكية الرومانية في سوريا والعالم، برحيل البابا فرنسيس، معرباً عن حزنه العميق لهذا الفقد الكبير.

وأكد الرئيس الشرع في تعزيته أن البابا فرنسيس "كان على الدوام يقف إلى جانب الشعب السوري في أصعب الظروف وأحلك الأوقات، ولم يتوانَ يوماً عن رفع صوته ضد العنف والظلم اللذين تعرّض لهما السوريون طوال السنوات الماضية".

وأشار الرئيس إلى أن الدعوات الإنسانية التي أطلقها البابا الراحل "تجاوزت كل الحدود السياسية والجغرافية"، مؤكداً أن إرثه من الشجاعة الأخلاقية وروح التضامن سيظل حيّاً في قلوب العديد من السوريين الذين لمسوا تعاطفه ودعمه لقضاياهم الإنسانية العادلة.

وفاة البابا فرنسيس... نهاية عهد روحي اتّسم بالدعوة للسلام والدعم الإنساني لسوريا
أعلن الفاتيكان، صباح يوم الاثنين 21 نيسان، في بيان مصوّر، وفاة البابا فرنسيس، الزعيم الروحي للكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عاماً، لينهي بذلك حبراً بابوياً استمر 12 عاماً، تخللته أزمات صحية متعددة، ومواقف أثارت جدلاً واسعاً، خصوصاً في ملفات السلم العالمي والعدالة الاجتماعية.

ويعد البابا فرنسيس، أول بابا من أميركا اللاتينية، وقد عُرف طيلة فترة بابويته بنبرته الإنسانية المشرّعة على قضايا العالم، لا سيما تلك المرتبطة بالحروب واللاجئين والفقراء، معتبراً أن الكنيسة يجب أن تكون إلى جانب الشعوب المنكوبة، وليست معزولة عن آلامها.

مواقف ثابتة تجاه سوريا... ودعوات متكررة لإنهاء معاناة شعبها
ترك البابا فرنسيس بصمة لافتة في مواقفه المتكررة تجاه سوريا، حيث دعا مراراً إلى إيقاف القتال، ورفع العقوبات، وإعادة الأمل لشعب دمّرته الحرب. ففي 9 فبراير 2024، وجه دعوة صريحة للمجتمع الدولي للعمل على إيجاد "حلول جديدة في سوريا"، مناشداً الأطراف المعنية بضرورة الانخراط في "حوار بنّاء وجاد" يفضي إلى إنهاء معاناة المدنيين، وخاصة المتأثرين بالعقوبات الاقتصادية.

وأكد في حينه أن الشعب السوري يعيش حالة من "عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي"، تفاقمت بعد الزلزال المدمر، وعبّر عن تضامنه مع ملايين اللاجئين السوريين المنتشرين في دول الجوار كلبنان والأردن.

صلوات من أجل "سوريا المعذبة"
في مناسبات متعددة، حث البابا فرنسيس العالم على عدم نسيان "الآلام السورية"، مشيراً إلى أن الصراع في هذا البلد لا يزال من أكثر الكوارث الإنسانية تعقيداً في العصر الحديث. وفي مارس 2021، ومع حلول الذكرى العاشرة لانطلاقة الحراك الثوري السوري، أطلق البابا نداءً عاطفياً قال فيه: "أجدد ندائي لأطراف النزاع... لعلّ بصيص أمل يفتح للسكان المنهكين".

وفي خطابه أمام المؤمنين في ساحة القديس بطرس، وصف المأساة السورية بأنها "عنف لا يُطاق"، وذكّر بالملايين من الضحايا، والمفقودين، واللاجئين، معتبراً أن سوريا تعيش في "معاناة هائلة ولا سيما للفئات الأضعف: النساء، الأطفال، والمسنين".

"قرقعة السلاح" في سوريا... موقف لا يُنسى
في رسالة عيد الفصح لعام 2021، هاجم البابا سباقات التسلح واستمرار النزاعات، منتقداً بشدة صمت العالم تجاه ما يحدث في سوريا واليمن وليبيا. وقال بوضوح: "عسى أن يضع المسيح، سلامنا، حداً لقرقعة السلاح في سوريا الحبيبة التي دمرتها الحرب، حيث يعيش الملايين في ظروف غير إنسانية".

كما دعا إلى تقاسم اللقاحات مع الدول الفقيرة، ووقف استخدام المجاعات والعقوبات كأدوات ضغط على الشعوب، في سياق صريح يدعو لتغليب القيم الإنسانية على السياسات المتوحشة.

إرث بابوي ورسالة باقية
رحل البابا فرنسيس، تاركاً خلفه إرثاً من الرسائل الروحية والإنسانية، لطالما جسد فيها موقف الكنيسة إلى جانب الفقراء والمقهورين، وخصوصاً الشعب السوري، الذي نال حصة كبيرة من اهتمامه وصلواته ومبادراته الأخلاقية والدبلوماسية، وبرحيله، تطوى صفحة حبر أعاد تشكيل صورة الفاتيكان بوجه أكثر اقتراباً من معاناة الشعوب، وأكثر دعوة للسلام العادل، في عالم أنهكته الحروب والانقسامات.

اقرأ المزيد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
لأول مرة منذ 14 عاماً.. صندوق النقد الدولي يعيّن رئيساً لبعثته في سوريا 

في خطوة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب السورية قبل 14 عاماً، عيّن صندوق النقد الدولي الاقتصادي المخضرم رون فان رودن رئيساً لبعثته إلى سوريا، وفق ما أعلنه وزير المالية السوري محمد يسر برنية، في بيان رسمي صدر عقب مشاركته في اجتماعات الربيع السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في العاصمة الأمريكية واشنطن، التي بدأت في 21 نيسان الجاري وتختتم فعالياتها في 26 من الشهر ذاته.

خطوة جاءت بطلب من الحكومة السورية
وذكرت وكالة "رويترز" أن تعيين فان رودن جاء "بناءً على طلب الحكومة السورية". وقد نشر الوزير السوري برنية صورة جمعته مع رئيس البعثة الجديد على حسابه الرسمي في منصة "لينكد إن"، واصفاً هذا التعيين بأنه "خطوة مهمة تمهّد الطريق لحوار بنّاء بين صندوق النقد وسوريا، سعياً لتحقيق هدف مشترك يتمثل في دفع عجلة التعافي الاقتصادي وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب السوري".

تاريخ غائب من العلاقات الرسمية
وبحسب الموقع الرسمي لصندوق النقد الدولي، لم يكن لسوريا أي تعامل رسمي مع الصندوق طيلة الأربعين عاماً الماضية. وكانت آخر بعثة رسمية للصندوق قد زارت دمشق في أواخر عام 2009، أي قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس السابق بشار الأسد.

ونقلت وكالة "رويترز" أيضاً عن مصدر مطلع تأكيده صحة تعيين فان رودن، بالرغم من امتناع المكتب الصحفي لصندوق النقد الدولي عن إصدار بيان رسمي حول الموضوع حتى الآن.

مؤشر تحوّل في العلاقات الدولية
ويُعد هذا التعيين بمثابة مؤشر واضح على بداية تحوّل في علاقة سوريا مع المؤسسات المالية الدولية، وخاصة في ضوء الجهود المكثفة التي تبذلها القيادة السورية الجديدة لإعادة تأهيل البلاد اقتصادياً وسياسياً عقب التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

خبرة دولية لرون فان رودن
ويشغل فان رودن حالياً منصب مدير مساعد في إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد، كما يشرف على بعثة الصندوق إلى الأردن. ويمتلك خبرات واسعة في العمل مع الدول الخارجة من النزاعات والصراعات، من بينها العراق وأفغانستان وأوكرانيا واليمن، وفقاً لما ذكره وزير المالية السوري في منشوره.

مساعٍ حثيثة لإحياء الاقتصاد السوري
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع جهود تبذلها الحكومة السورية الجديدة لإعادة بناء علاقاتها الإقليمية والدولية، والسعي لرفع العقوبات الأمريكية والغربية التي فُرضت على البلاد منذ سنوات، في محاولة جدية لإعادة إحياء الاقتصاد الوطني المنهك، وجذب دعم دولي لمرحلة إعادة الإعمار والتعافي ما بعد الحرب.


"البنك الدولي" يُعلن استعداده لدعم سوريا في مجالات الطاقة والتحول الرقمي
أعرب نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عثمان دايون، عن استعداد البنك لتقديم الدعم لسوريا في قطاعات حيوية تشمل الطاقة والتكنولوجيا الرقمية، وذلك في إطار تعزيز جهود التعافي والإصلاح بعد سنوات من الحرب.

وفي منشور رسمي، أشار دايون إلى عقد اجتماعات وصفها بـ"الهادفة" مع وزير المالية السوري محمد يسر برنية، وحاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية، على هامش اجتماعات الربيع للبنك الدولي، مؤكداً أن هذه المشاركة تُعد الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد.

وأوضح دايون أن النقاشات تناولت الأولويات الوطنية في المرحلة القادمة، وسبل دعم التعافي الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية في سوريا.

من جانبه، كان وزير المالية السوري محمد يسر برنية قد صرّح في وقت سابق بأن الهدف من مشاركة الوفد السوري في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين هو "إعادة إحياء التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، وفتح قنوات للدعم الفني، وتعزيز برامج بناء القدرات"، في خطوة تهدف إلى كسر العزلة الدولية ودعم الاستقرار الاقتصادي في البلاد.

وفد وزاري سوري رفيع في واشنطن لأول مرة منذ عقود لبحث التعاون الدولي وكسر العزلة
بدأ وفد وزاري سوري رسمي زيارة إلى الولايات المتحدة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عشرين عاماً، وذلك للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي المنعقدة في العاصمة الأميركية واشنطن، في خطوة تعكس سعي الحكومة السورية الجديدة إلى إنهاء العزلة الدولية واستعادة مكانة البلاد على الساحة الاقتصادية العالمية.

ويضم الوفد كلاً من وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير المالية محمد يسر برنية، إلى جانب حاكم مصرف سوريا المركزي الدكتور عبد القادر الحصرية. وتوزع الوفد بين محورين؛ حيث سيتوجه الشيباني إلى نيويورك لعقد لقاءات سياسية، في حين يتولى برنية والحصرية تمثيل سوريا في الاجتماعات المالية بواشنطن، بحسب ما كشفه وزير الاقتصاد والصناعة نضال الشعار، الذي أعلن بدوره عن عزمه زيارة الولايات المتحدة الشهر المقبل لتوسيع آفاق التعاون مع الجالية السورية الأميركية.

وتأتي هذه الزيارة التاريخية بعد الإطاحة بالنظام السابق في ديسمبر 2024، وتُعد مؤشراً على تغير المسار الدبلوماسي السوري، وسعي دمشق للانخراط مجدداً في النظام المالي الدولي بهدف تأمين دعم لإعادة الإعمار وتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد.

وفي هذا السياق، أكدت وزارة الخارجية الأميركية إصدار تأشيرات خاصة للوزراء السوريين المشاركين في الاجتماعات، في خطوة اعتُبرت إشارة إيجابية نحو تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، واستجابة لمطالب متزايدة من منظمات ومؤسسات أميركية وسورية في المهجر، والتي عبّرت عن شكرها للإدارة الأميركية على هذه المبادرة.

وكانت الحكومة السورية قد عقدت مؤخراً اجتماعاً موسعاً مع وفد من البنك الدولي، شاركت فيه وزارات رئيسية وحاكم المصرف المركزي، لمناقشة سبل تقليل آثار العقوبات الاقتصادية، وتسهيل التحويلات المالية، وتوجيه الدعم نحو القطاعات الإنتاجية في إطار خطة وطنية للتعافي الاقتصادي.

ووفق بيان رسمي، تم الاتفاق بين الجانبين على إعداد خريطة طريق اقتصادية مشتركة، تُعرض في اجتماع موسّع يُعقد في نيسان الجاري، بهدف إطلاق برامج دعم تستهدف تحقيق الاستقرار النقدي والمالي وتعزيز القدرة الإنتاجية للاقتصاد السوري.

وتُعد هذه التحركات جزءاً من استراتيجية شاملة للحكومة السورية الجديدة تهدف إلى إعادة بناء الثقة الدولية، وجذب الاستثمارات، وتطوير البنية التحتية الاقتصادية بما يحقق انتقالاً فعلياً نحو مرحلة ما بعد الحرب، وفقاً لرؤية تقوم على الانفتاح والتكامل الإقليمي والدولي.

اقرأ المزيد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
ضحايا جدد لمخلفات الحرب في ريفي حلب وإدلب.. والألغام تهديد مستمر يهدد حياة السوريين

وثّقت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، مقتل أربعة مدنيين، بينهم ثلاث نساء، وإصابة خمسة آخرين من نساء وأطفال، بعضهم إصاباتهم خطيرة، وجميعهم من عائلة واحدة، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بسيارة كانوا يستقلونها في قرية عرب حسن بريف مدينة منبج شرقي حلب، وذلك يوم الأربعاء 23 نيسان الجاري. 

كما وثّقت المؤسسة في اليوم نفسه مقتل طفل وإصابة طفلة أخرى بجروح، وهي ابنة عم الطفل المتوفى، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات نظام الأسد في قرية عابدين بريف إدلب الجنوبي، مؤكدةً أيضاً عدم تلقي فرقها أي بلاغ عن الحادثة.

الألغام.. موت مؤجل للسوريين
وتشكل الألغام ومخلفات الحرب التي تركها نظام الأسد وحلفاؤه في مختلف المناطق السورية تهديداً دائماً وخطيراً، حيث باتت أشبه بالموت المؤجل الذي يلاحق المدنيين السوريين في كل مكان، ويسلب أرواحهم ويعمّق فجوة الاحتياجات الإنسانية في المجتمع.

كما تؤدي هذه المخلفات إلى تقويض الحياة وعرقلة عودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم، وتمنعهم من ممارسة أعمالهم في المزارع أو الحقول التي يعتمدون عليها في تأمين سبل معيشتهم، ما يزيد من معاناة السكان المحليين ويرفع من تكاليف الحياة اليومية عليهم.

تصاعد مقلق في ضحايا الألغام بسوريا.. وتحذيرات من كارثة إنسانية مع عودة النازحين
كشفت تقارير محلية ودولية عن ارتفاع حاد في عدد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في سوريا، وسط جهود متواصلة لفرق إزالة الألغام في عموم البلاد، وأعلن أحمد جمعة، عضو وحدة إزالة الألغام بوزارة الدفاع السورية، أن الوحدة فقدت 12 عنصراً خلال الأشهر الماضية أثناء تنفيذ المهام الميدانية، فيما أُصيب ما بين 15 و20 عنصراً بإصابات بليغة أدت إلى بتر أطرافهم.

وأوضح جمعة، في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس"، أن عمليات إزالة الألغام تواجه صعوبات كبيرة، مرجعاً ذلك إلى حجم المساحات الملوثة بالألغام ونقص أجهزة المسح المتطورة، ما يزيد من خطورة المهمة ويُبطئ وتيرتها.

أرقام مروعة وتحذيرات دولية
وأظهرت بيانات اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عدد الإصابات جراء الألغام منذ مطلع عام 2025 بلغ أكثر من 500 إصابة، مقابل 388 حادثة و900 إصابة و380 وفاة في عام 2024، معظمهم من الأطفال. كما سجلت الفترة بين كانون الأول 2024 وآذار 2025 نحو 748 إصابة، في مؤشر خطير على تفاقم الوضع.

من جانبه، حذّر رئيس بعثة الصليب الأحمر في سوريا، ستيفان ساكاليان، من أن الإصابات في الربع الأول من 2025 تعادل تقريباً إجمالي إصابات عام 2024، مشيراً إلى أن الأطفال والنساء يتصدرون الضحايا، نتيجة اللعب في مناطق ملوثة أو أثناء جمع الحطب.

وأكد ساكاليان أن أكثر من نصف السكان في سوريا يواجهون خطر الألغام يومياً، ما يفاقم أزمات التعليم والرعاية الصحية، ويرفع مستويات انعدام الأمن الغذائي.

جهود الدفاع السورية والدعم التركي
وفي السياق ذاته، صرّح وزير الدفاع في الحكومة السورية الجديدة، اللواء مرهف أحمد أبو قصرة، أن فرق الهندسة التابعة للوزارة تواصل تنفيذ عمليات إزالة الألغام وفق خطة شاملة تشمل تمشيط القرى والطرقات الرئيسية، على أن يجري لاحقاً التوسّع نحو الأراضي الزراعية والمناطق المفتوحة.

وأعرب أبو قصرة عن شكره لوزارة الدفاع التركية على الدعم اللوجستي الذي قدّمته، وساهم في رفع كفاءة الأعمال وتسريع تنفيذها. وبدأت كتيبة الهندسة بالفرقة 88 مدرعات مؤخراً تنفيذ حملة تمشيط شملت قرى في ريف حماة الشمالي، أبرزها "تل الجبين" و"تل ملح" و"الحماميات" و"الجلمة".

"حماة تنبض من جديد" ومبادرات محلية
أطلق مجلس مدينة حماة حملة "حماة تنبض من جديد" لإزالة مخلفات النظام السابق من المؤسسات والمرافق، وشملت الحملة أيضاً إزالة الكتل الإسمنتية من محيط مديرية الصحة ومقرات أمنية سابقة. كما تم تنظيف محيط مبنى الأمن العسكري على طريق حمص – حماة.

تقارير دولية: الألغام تحصد أرواح الأبرياء بعد سقوط الأسد
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير حديث، إن أكثر من 600 شخص سقطوا بين قتيل وجريح بسبب الألغام منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، موضحة أن عدد الضحايا ارتفع بشكل حاد بسبب عودة السكان إلى مناطق ملوثة، وسط غياب التوعية وعدم وجود خرائط للألغام.

ووفق إحصاءات المنظمة، فإن الذخائر والألغام التي استخدمها النظام على مدى 14 عاماً قتلت ما لا يقل عن 249 شخصاً، من بينهم 60 طفلاً، وأصابت 379 آخرين. وتُعد هذه المعدلات الأعلى منذ بداية النزاع السوري.

"الخوذ البيضاء": خطر متزايد رغم انتهاء المعارك
بدورها، أكدت مؤسسة "الخوذ البيضاء" في تقريرها الصادر بمناسبة "اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام"، أن سوريا تعيش اليوم تحت تهديد يومي من الألغام رغم توقف المعارك العسكرية، مشيرة إلى أن الحقول السكنية والأراضي الزراعية ملوثة على نطاق واسع نتيجة استخدام النظام للأسلحة بشكل عشوائي.

ورصدت المؤسسة تزايداً في أعداد الضحايا بعد عودة جزء من النازحين إلى ديارهم، خاصة في المناطق التي كانت خطوط تماس أو تعرضت لقصف مباشر، أو شهدت تهجيراً قسرياً.

دعوات لتأسيس مركز وطني لمكافحة الألغام
دعا رئيس بعثة الصليب الأحمر في سوريا إلى تأسيس هيئة وطنية ومركز متخصص لإزالة الألغام، يضم كافة الجهات المعنية، بهدف توحيد الجهود وتقديم الدعم النفسي والمادي للضحايا، وتكثيف حملات التوعية المجتمعية.

تشير المعطيات المتوفرة إلى أن خطر الألغام في سوريا بلغ مرحلة حرجة تهدد ملايين السوريين، بالتوازي مع عودة السكان تدريجياً إلى مناطقهم. وفي ظل هذا الواقع، تتزايد الحاجة إلى تكاتف الجهود الدولية والوطنية لتسريع إزالة الألغام، وتعزيز الوعي المجتمعي، وتوفير الرعاية للمصابين.

اقرأ المزيد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
تراجع محصول القمح في سهل الغاب: عوامل مناخية وبنية تحتية مدمرة

شهد مزارعو ريف حماة، وتحديداً في منطقة سهل الغاب، تراجعاً حاداً في إنتاج محصول القمح لهذا الموسم، مع خروج أكثر من 7784 هكتاراً من الأراضي الزراعية المخصصة للقمح عن الإنتاج بشكل كامل. 


وتعود أسباب هذا التراجع بالدرجة الأولى إلى انحباس الأمطار خلال الفترة الماضية، فضلاً عن النقص الحاد في مصادر الري الأساسية مثل السدود والآبار الارتوازية، التي تعرضت للتدمير على يد النظام السابق.

خسائر تتركز في مناطق حيوية
وتوزعت الخسائر بشكل رئيسي في منطقتي قسم كرناز وأفاميا، اللتين تعدان من أبرز المناطق الزراعية، وتعتمدان بشكل كبير على محصول القمح، كأحد المحاصيل الاستراتيجية الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي في سوريا. ومن المتوقع أن يتسبب هذا الانخفاض الكبير في الإنتاج بتأثيرات سلبية على الأمن الغذائي في المنطقة، بالإضافة إلى تدهور مستوى معيشة المزارعين الذين يعتمدون عليه بشكل مباشر في دخلهم.

مدير هيئة تطوير الغاب: "الظروف المناخية فاقمت الأزمة"
من جانبه، كشف المدير العام للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، المهندس عبد العزيز القاسم، عن تراجع كبير في محصول القمح بسهل الغاب نتيجة الظروف المناخية غير الملائمة خلال هذا العام، ما تسبب بخروج مساحات واسعة من الأراضي الزراعية عن الإنتاج بشكل كامل.

تفاصيل وأرقام الخسائر الزراعية
وبيّن القاسم أن المساحة الإجمالية المزروعة بمحصول القمح بلغت هذا الموسم 52,541 هكتاراً، منها 49,097 هكتاراً مروية، و3,444 هكتاراً بعلية. وأكد أن هناك 7,782 هكتاراً خرجت عن الإنتاج، منها 5,247 هكتاراً من الأراضي المروية، و2,535 هكتاراً من الأراضي البعلية.

أما المساحات المتبقية من القمح والبالغة 44,759 هكتاراً، فتوزعت أحوالها كالتالي( 8,237 هكتاراً بحالة جيدة - 23,717 هكتاراً بحالة متوسطة أو مقبولة- 12,805 هكتارات بحالة ضعيفة).

وأوضح القاسم أن الضرر الأكبر تركز في الأراضي البعلية والمروية التي لم تتلقّ المياه الكافية بسبب نقص الموارد المائية وتخريب عدد من الآبار، لا سيما في المناطق الشرقية ضمن إشراف الهيئة، كحقول طار العلا.

وحدّد القاسم ثلاثة أسباب رئيسية أدت لتدهور الموسم الزراعي في المنطقة أولها انحباس الأمطار بين 20 شباط و22 آذار، وهي الفترة الأكثر حساسية لنمو النبات، وانخفاض واردات المياه من سد الرستن، وتراجع غزارة الينابيع والأنهار، والارتفاع الكبير في تكاليف الري، خاصة عند استخدام الآبار المعتمدة على الديزل، مقابل تراجع القدرة المالية للمزارعين.

متابعة ميدانية لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه
وأكد القاسم في ختام تصريحه أن الهيئة مستمرة في إجراء عمليات حصر ميداني ومتابعة دقيقة لواقع المحاصيل، بهدف اتخاذ ما يمكن من إجراءات في ظل الإمكانات المتوفرة حالياً.


تحديات البنية التحتية الزراعية
وتزداد الأزمة صعوبة مع تدمير البنية التحتية الزراعية الأساسية التي كانت توفر مصادر المياه الضرورية للري. هذه الظروف الصعبة رفعت من حدة الأعباء الاقتصادية على سكان المنطقة، وفاقمت المعاناة المعيشية اليومية في ظل الأوضاع الحالية المتردية.

اقرأ المزيد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
"خطة لإنعاش الثروة السمكية في سوريا: 10 ملايين إصبعية لعام 2025

تتمتع سوريا بوجود مساحات شاسعة من المسطحات المائية الداخلية، تتيح فرصاً واعدة لتطوير إنتاج الثروة السمكية، إذ تُقدّر مساحة هذه الموارد بنحو 1635 كيلومتراً مربعاً، ضمن المساحة الإجمالية للبلاد البالغة 185.5 ألف كيلومتر مربع.

ويمثل إنتاج الأسماك في المياه العذبة نحو 83% من إجمالي الإنتاج السمكي في البلاد، حيث تسهم المزارع السمكية بنسبة 58.79% من هذا الإنتاج، مقابل 25.74% لأسماك السدود وبحيرات الأنهار، فيما يغطي البحر النسبة المتبقية.

لكن هذا القطاع الحيوي شهد تراجعاً حاداً بين عامي 2010 و2016، إذ انخفض الإنتاج من 12,770 طناً إلى 2,804 أطنان فقط، نتيجة خروج عدد كبير من المزارع عن الخدمة، وجفاف بعضها بسبب انخفاض منسوب المياه في البحيرات والأنهار، إلى جانب انتشار الصيد الجائر والمخالف.

وفي هذا السياق، أعلنت المؤسسة العامة للأسماك عن خطتها للعام الجاري، والتي تستهدف إنتاج 10 ملايين إصبعية سمكية، في خطوة تهدف إلى إنعاش القطاع بعد أن كان إنتاج المفارخ لا يتجاوز 3 ملايين إصبعية خلال سنوات النظام السابق.

وشملت خطة المؤسسة جملة من الإجراءات النوعية، أبرزها "إعادة تأهيل المنشآت والمزارع التابعة للمؤسسة"، وتطوير صالات التفريخ وزيادة عددها، حيث تم تجهيز ثلاث مفارخ في كل من: مفرخ "عين الزرقا" في إدلب، مفرخ "قلعة المضيق" في حماة، ومفرخ "نبع السن" في اللاذقية.

كذلك استزراع السدود والمسطحات المائية بالإصباعيات، لرفد المجتمعات المحلية بمورد اقتصادي مستدام، وتعويض الأضرار التي لحقت بالثروة السمكية بسبب الصيد الجائر والتلوث الصناعي، وتأمين الإصبعيات للمزارع الخاصة، بنوعيات إنتاجية عالية وبأسعار التكلفة، نظراً للطلب المرتفع من قبل المربين الذين يفضلون إنتاج المؤسسة بسبب خلوه من الأمراض وجودته العالية.

أيضاً دعم المزارع السمكية الأسرية، عبر بيع الإصبعيات بنصف سعر التكلفة، لتمكين العائلات الريفية من استثمار خزانات السقاية في تربية الأسماك، وتحقيق تنمية مستدامة في الأرياف، واستثمار الأحواض التابعة للمؤسسة** في استزراع الإصبعيات، بهدف طرح كميات من الأسماك التسويقية في الأسواق بأسعار مقبولة تتناسب مع دخل المواطنين.

وأكدت المؤسسة أن هذه الإجراءات تأتي ضمن رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تنمية المخزون السمكي، وضمان توفر المادة السمكية بأسعار مناسبة، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز موارد دخل الأسر الريفية.

اقرأ المزيد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
"أسايش" تعلن إنهاء حملة أمنية في "الهول" واعتقال 20 عنصراً من "داعـ ـش"

أعلنت قوى الأمن الداخلي (أسايش)، التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، اليوم الأربعاء، عن انتهاء حملة أمنية واسعة نفذتها داخل مخيم "الهول" الواقع في ريف محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، استهدفت خلايا تابعة لتنظيم "داعش".

وذكرت "أسايش" في بيان رسمي أن الحملة أسفرت عن اعتقال 20 شخصاً من عناصر التنظيم، إلى جانب متعاونين معهم، كما تم ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية التي كانت مخبأة داخل إحدى الخيام في المخيم.

وأضاف البيان أن العملية الأمنية شملت تمشيطاً دقيقاً ومداهمات ميدانية في عدد من القطاعات داخل المخيم، فضلاً عن تنفيذ عمليات خاصة خارج نطاقه، بهدف استكمال تفكيك الشبكات المرتبطة بالتنظيم.

وأشارت "أسايش" إلى أنها نجحت أيضاً في إحباط محاولة فرار جماعية خططت لها خلية من داخل المخيم بالتنسيق مع أخرى خارجه، مؤكدة أنه جرى إلقاء القبض على جميع المتورطين في المحاولة قبل تنفيذها.

ويُعد مخيم "الهول" من أكثر المواقع الأمنية حساسية في شمال شرقي سوريا، حيث يضم آلاف النازحين وعائلات مقاتلي "داعش"، ويشهد بين الحين والآخر نشاطاً لخلايا نائمة تحاول استعادة نفوذها داخل المخيم.

 

"العراق وتركيا" تتفقان على تشكيل لجنة لمعالجة أزمة مخيمي "روج والهول" بسوريا
وسبق أن أعلن العراق وتركيا، خلال الاجتماع الخامس لآلية التعاون الأمني رفيعة المستوى الذي عُقد يوم الأحد في مدينة أنطاليا التركية، عن اتفاقهما على تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة الأوضاع المتفاقمة في مخيمي الهول وروج، اللذين يضمان آلاف النازحين من جنسيات مختلفة، بينهم عراقيون وسوريون وأجانب يُشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش.

وأكد البيان الختامي للاجتماع، الذي حضره كبار المسؤولين من الجانبين، من بينهم وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات، عزم بغداد وأنقرة على التعاون الوثيق في مواجهة التحديات الإنسانية والأمنية، مشيرًا إلى دعم الطرفين لإنشاء مركز عمليات مشترك ضمن "الآلية الخماسية" التي انطلقت من عمّان في آذار الماضي بمشاركة سوريا ودول الجوار.

وشدّد البيان على التزام الجانبين بمبادئ السيادة والوحدة السياسية وسلامة الأراضي، مؤكدًا أهمية التنسيق الإقليمي في مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون في ملفات أمن الحدود، والطاقة، والبنية التحتية، وفي مقدمتها مشروع "طريق التنمية" لربط آسيا بأوروبا.

عودة تدريجية للعراقيين من الهول وسط خطة لإغلاق المخيمات
وفي موازاة التحرك الإقليمي، كانت كشفت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية عن عودة أكثر من 14,500 عراقي من مخيم الهول منذ عام 2021، موزعين على 3751 عائلة، بينما لا يزال نحو 1200 عائلة تضم قرابة 4700 شخص يقيمون في مراكز الإيواء المؤقتة داخل العراق، بانتظار إنهاء إجراءات دمجهم.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، علي عباس، أن عملية إعادة العائلات تمرّ عبر برامج تأهيل نفسي واجتماعي تستمر من أربعة إلى ستة أشهر، تسبق نقلهم إلى مناطقهم الأصلية، بهدف ضمان استقرارهم ودمجهم في مجتمعاتهم.

وذكر مسؤول في الأمن القومي العراقي أن هناك نحو 16 ألف مواطن عراقي ما زالوا داخل المخيم، وسط جهود مستمرة لاستعادتهم عبر مخيم الجدعة، مشيرًا إلى أن الحكومة العراقية اتخذت قرارًا يقضي بإغلاق جميع المخيمات داخل البلاد خلال عام 2025.

كما تم تسجيل تكثيف في عمليات الإخراج منذ أواخر عام 2024، إذ استعادت السلطات العراقية في 12 نيسان الجاري أكثر من 160 عائلة من ذوي مقاتلي تنظيم داعش، بعد إخراج دفعات مماثلة خلال شهري شباط وآذار الماضيين.

الإدارة الذاتية تطالب بحلول دولية وتحذر من تداعيات قرار بغداد
في المقابل، سبق أن أعربت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا عن قلقها من قرار الحكومة العراقية وقف إعادة رعاياها من مخيمي الهول وروج، واعتبرته عبئًا إضافيًا على قدراتها المحدودة.

وقال شيخموس أحمد، الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين، إن القرار يعقّد المشهد الإنساني، مؤكداً أن "الإدارة الذاتية" لا تنوي إجبار أي نازح على العودة، لكنها تواجه ضغوطًا متزايدة بسبب تزايد أعداد القاطنين، وغياب الاستجابة الدولية الكافية.

وأضاف أحمد أن المخيمات تضم ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي، إلى جانب 15600 نازح سوري، وقرابة 6400 أجنبي من نحو 45 جنسية مختلفة، ما يجعل مخيم الهول تحديدًا "معضلة دولية"، تتحمّل "الإدارة الذاتية" مسؤولياتها فيها في ظل ضعف التنسيق الدولي وتراجع الدعم الخارجي.

خطة لإغلاق المخيمات بحلول 2025
وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، أعلن شيخموس أحمد أن "الإدارة الذاتية" تعمل على خطة لإغلاق المخيمات بحلول عام 2025، بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وأوضح أن العملية تتضمن تسهيل عودة من يرغب من النازحين إلى مناطقهم الأصلية، لاسيما في صفوف العراقيين والسوريين، مشيرًا إلى أن نحو 12 ألف عراقي غادروا المخيم منذ 2021، فيما لا يزال أكثر من 17 ألفًا يقيمون داخله.

وأشار أحمد إلى أن التنسيق مستمر مع منظمات دولية كالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة "بلومونت" الأميركية، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في تخفيف العبء الإنساني على المنطقة وإنهاء ملف المخيمات بشكل نهائي.

دعوات دولية متزايدة لتقاسم المسؤولية
في هذا السياق، دعت دوروثي شيا، القائمة بأعمال السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الدول المعنية إلى تسريع وتيرة استعادة رعاياها من مخيمات شمال شرقي سوريا، مؤكدة أمام مجلس الأمن أن المساعدات الأميركية لهذه المخيمات "لن تستمر إلى الأبد"، وأنه لا يمكن تحميل الولايات المتحدة العبء المالي بشكل دائم.

وحذّرت "هيومن رايتس ووتش" من تداعيات قرار واشنطن بتجميد بعض المساعدات، مشيرة إلى أن ذلك قد يفاقم "الظروف المهددة للحياة" داخل مخيمي الهول وروج، اللذين يضمان عائلات مقاتلي داعش الأجانب، ودعت إلى تحرك عاجل لمنع انهيار الأوضاع.

اقرأ المزيد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
"سيريتل" تبدأ حملة إعادة هيكلة واسعة تشمل فصل مسؤولين وتوسيع تغطيتها في إدلب

أكدت مصادر مطلعة في العاصمة دمشق أن مجلس الإدارة الجديد لشركة "سيريتل" للاتصالات شرع خلال الأسابيع الماضية في تنفيذ حملة إعادة هيكلة واسعة داخل الشركة، بدأت بفصل ستة من كبار المديرين التنفيذيين، وذلك لأسباب تتعلق بشبهات فساد وسوء إدارة.

وبحسب ما نقلته المصادر لتلفزيون سوريا، جاءت هذه الخطوة بعد أشهر من مراجعات دقيقة وتدقيق داخلي أجراه مجلس الإدارة منذ توليه مهامه، في إطار ما وصفته الخطة بـ"ترتيب البيت الداخلي" وإعادة ضبط الهيكل الإداري والمالي للمؤسسة.

وأوضحت المصادر أن الحملة ما تزال مستمرة، وتشمل مراجعة شاملة لأداء مختلف مفاصل الشركة، بما في ذلك الكوادر الوظيفية وطرق العمل، تمهيداً لمرحلة جديدة تهدف إلى تعزيز الشفافية والفعالية التشغيلية.

وفي سياق متصل، بدأت شركة "سيريتل" فعلياً بتركيب أبراج اتصالات جديدة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ نحو عشر سنوات، بعد انقطاع الخدمة منذ عام 2015، عقب خروج المدينة عن سيطرة النظام السابق.

وكانت تغطية الشبكة قد تراجعت بشكل كبير منذ ذلك الحين، ما اضطر الأهالي للاعتماد على مزوّدي الإنترنت الفضائي من تركيا، فضلاً عن استخدام خطوط الاتصال التركية في المناطق الحدودية، في ظل غياب شبكات الاتصالات المحلية.

وتشير هذه التطورات إلى توجه "سيريتل" نحو استعادة وجودها في مناطق واسعة من الشمال السوري، بالتوازي مع تحركات داخلية لإعادة هيكلة الشركة وتحسين أدائها على المستويين الإداري والتقني.

اقرأ المزيد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
"البنك الدولي" يُعلن استعداده لدعم سوريا في مجالات الطاقة والتحول الرقمي

أعرب نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عثمان دايون، عن استعداد البنك لتقديم الدعم لسوريا في قطاعات حيوية تشمل الطاقة والتكنولوجيا الرقمية، وذلك في إطار تعزيز جهود التعافي والإصلاح بعد سنوات من الحرب.

وفي منشور رسمي، أشار دايون إلى عقد اجتماعات وصفها بـ"الهادفة" مع وزير المالية السوري محمد يسر برنية، وحاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية، على هامش اجتماعات الربيع للبنك الدولي، مؤكداً أن هذه المشاركة تُعد الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد.

وأوضح دايون أن النقاشات تناولت الأولويات الوطنية في المرحلة القادمة، وسبل دعم التعافي الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية في سوريا.

من جانبه، كان وزير المالية السوري محمد يسر برنية قد صرّح في وقت سابق بأن الهدف من مشاركة الوفد السوري في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين هو "إعادة إحياء التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، وفتح قنوات للدعم الفني، وتعزيز برامج بناء القدرات"، في خطوة تهدف إلى كسر العزلة الدولية ودعم الاستقرار الاقتصادي في البلاد.

وفد وزاري سوري رفيع في واشنطن لأول مرة منذ عقود لبحث التعاون الدولي وكسر العزلة
بدأ وفد وزاري سوري رسمي زيارة إلى الولايات المتحدة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عشرين عاماً، وذلك للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي المنعقدة في العاصمة الأميركية واشنطن، في خطوة تعكس سعي الحكومة السورية الجديدة إلى إنهاء العزلة الدولية واستعادة مكانة البلاد على الساحة الاقتصادية العالمية.

ويضم الوفد كلاً من وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير المالية محمد يسر برنية، إلى جانب حاكم مصرف سوريا المركزي الدكتور عبد القادر الحصرية. وتوزع الوفد بين محورين؛ حيث سيتوجه الشيباني إلى نيويورك لعقد لقاءات سياسية، في حين يتولى برنية والحصرية تمثيل سوريا في الاجتماعات المالية بواشنطن، بحسب ما كشفه وزير الاقتصاد والصناعة نضال الشعار، الذي أعلن بدوره عن عزمه زيارة الولايات المتحدة الشهر المقبل لتوسيع آفاق التعاون مع الجالية السورية الأميركية.

وتأتي هذه الزيارة التاريخية بعد الإطاحة بالنظام السابق في ديسمبر 2024، وتُعد مؤشراً على تغير المسار الدبلوماسي السوري، وسعي دمشق للانخراط مجدداً في النظام المالي الدولي بهدف تأمين دعم لإعادة الإعمار وتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد.

وفي هذا السياق، أكدت وزارة الخارجية الأميركية إصدار تأشيرات خاصة للوزراء السوريين المشاركين في الاجتماعات، في خطوة اعتُبرت إشارة إيجابية نحو تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، واستجابة لمطالب متزايدة من منظمات ومؤسسات أميركية وسورية في المهجر، والتي عبّرت عن شكرها للإدارة الأميركية على هذه المبادرة.

وكانت الحكومة السورية قد عقدت مؤخراً اجتماعاً موسعاً مع وفد من البنك الدولي، شاركت فيه وزارات رئيسية وحاكم المصرف المركزي، لمناقشة سبل تقليل آثار العقوبات الاقتصادية، وتسهيل التحويلات المالية، وتوجيه الدعم نحو القطاعات الإنتاجية في إطار خطة وطنية للتعافي الاقتصادي.

ووفق بيان رسمي، تم الاتفاق بين الجانبين على إعداد خريطة طريق اقتصادية مشتركة، تُعرض في اجتماع موسّع يُعقد في نيسان الجاري، بهدف إطلاق برامج دعم تستهدف تحقيق الاستقرار النقدي والمالي وتعزيز القدرة الإنتاجية للاقتصاد السوري.

وتُعد هذه التحركات جزءاً من استراتيجية شاملة للحكومة السورية الجديدة تهدف إلى إعادة بناء الثقة الدولية، وجذب الاستثمارات، وتطوير البنية التحتية الاقتصادية بما يحقق انتقالاً فعلياً نحو مرحلة ما بعد الحرب، وفقاً لرؤية تقوم على الانفتاح والتكامل الإقليمي والدولي.

اقرأ المزيد
٢٣ أبريل ٢٠٢٥
أحد أبرز المتورطين في جرائم النظام البائد: "أبو حيدر ماريو" بقبضة الأمن العام بحمص

ألقت قوات الأمن العام في محافظة حمص القبض على كامل عباس، المعروف بلقبه "أبو حيدر ماريو"، والذي يُعد من أخطر المجرمين المرتبطين بجرائم نظام الأسد البائد.

ويُتهم عباس بالمشاركة المباشرة في مجزرة حي التضامن الشهيرة، إلى جانب الضابط أمجد يوسف، التي أثارت موجة من الغضب الشعبي والدولي عقب تسريب مشاهد توثق المجزرة المروّعة.

كما تشير التحقيقات إلى تورطه في سلسلة انتهاكات بحق نساء تم استدراجهن إلى موقع عمله في الحي ذاته، حيث تعرضن للاعتداء الجسدي والمعنوي.

وقد تم تحويل المتهم إلى القضاء المختص أصولاً، في خطوة يرى فيها حقوقيون أنها تمثل بداية مهمة نحو ملاحقة المتورطين بجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين إبان سنوات القمع الدموي.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية، بوقت سابق عن تمكن إدارة الأمن العام في حمص من إلقاء القبض على المجرم "محمود شدود" أحد عناصر النظام البائد.

وأكدت أن "شدود"، من المتورطين في مجازر القتل والحرق بحق مدنيين في حي بابا عمرو بمدينة حمص وسيتم تحويله إلى القضاء المختص لينال جزاءه العادل.

ونفذت القوات الأمنية والعسكرية في سوريا ممثلة بوزارة الدفاع السورية وقوى الأمن الداخلي، حملات أمنية مركزة طالت العديد من الأشخاص الضالعين بقتل الشعب السوري.

وارتكاب جرائم كثيرة بحقهم خلال تواجدهم لسنوات طويلة في صفوف ميليشيات الأسد البائد وشبيحته، ونجحت القوات الأمنية بالقبض على عدد من المتورطين.

وبعد سقوط نظام الأسد البائد وجدت سوريا الجديدة نفسها أمام العديد من التحديات الخارجية والداخلية، لعل أبرزها على المستوى الداخلي هو كيفية التعامل مع فلول النظام السابق الذين لا يزالون يشكلون تهديداً مباشراً لاستقرار البلاد، وسط جهود أمنية مركزة لملاحقة فلول النظام المخلوع.

بدورها ألقت قوى الأمن العام القبض بالتعاون مع أهالي مدينة سلمية على 3 سجناء فروا مؤخرًا أمس من سجن السرايا وبذلك يرتفع عدد الفارين الذين قُبِضَ عليهم إلى 4 من أصل 6، وسُلموا أصولاً إلى قيادة شرطة المدينة لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

وكان قال المقدم خليل رشواني، في تصريح رسمي، إن السجناء تمكنوا من خلع نافذة إحدى الزنزانات، مستخدمين ثغرة أمنية للهروب إلى خارج أسوار السجن، مشيراً إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين.

وتجدر الإشارة إلى أن إدارة الأمن العام ووزارة الدفاع السورية، تبذل جهودا كبيرة في بسط الأمن والأمان وملاحقة المطلوبين من فلول النظام البائد، وكذلك عصابات المخدرات والنهب والخطف والجرائم الجنائية وغيرها، وتتخذ القوات الأمنية السورية من عبارة "نحو مجتمع آمن" و"لا جريمة ضد مجهول"، شعارات لها تسعى إلى تنفذها عبر قوات مدربة خاضعة لدورات مكثفة لحفظ الأمن والأمان والاستقرار.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٥ مايو ٢٠٢٥
حكم الأغلبية للسويداء ورفض حكم الأغلبية على عموم سوريا.. ازدواجية الهجري الطائفية
أحمد ابازيد
● مقالات رأي
٢٤ يناير ٢٠٢٥
دور الإعلام في محاربة الإفلات من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني - مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
١٦ يناير ٢٠٢٥
من "الجـ ـولاني" إلى "الشرع" .. تحوّلاتٌ كثيرة وقائدٌ واحد
أحمد أبازيد كاتب سوري
● مقالات رأي
٩ يناير ٢٠٢٥
في معركة الكلمة والهوية ... فكرة "الناشط الإعلامي الثوري" في مواجهة "المــكوعيـن"
Ahmed Elreslan (أحمد نور)
● مقالات رأي
٨ يناير ٢٠٢٥
عن «الشرعية» في مرحلة التحول السوري إعادة تشكيل السلطة في مرحلة ما بعد الأسد
مقال بقلم: نور الخطيب
● مقالات رأي
٨ ديسمبر ٢٠٢٤
لم يكن حلماً بل هدفاً راسخاً .. ثورتنا مستمرة لصون مكتسباتها وبناء سوريا الحرة
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
٦ ديسمبر ٢٠٢٤
حتى لاتضيع مكاسب ثورتنا ... رسالتي إلى أحرار سوريا عامة 
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)