في ظل حملة غضب متصاعدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، خرج فرحان المرسومي، شيخ عشيرة المراسمة، في مداخلة إعلامية عبر برنامج "تفاعلكم" على قناة العربية، محاولًا تبرير علاقاته بالنظام السوري البائد.
وجاء ذلك وسط مطالب شعبية بمحاسبته على خلفية مواقفه الداعمة لنظام مسؤول عن جرائم واسعة بحق السوريين، حيث دعا ناشطون سوريون إلى ضرورة محاسبة "المرسومي" أحد أبرز الداعمين للنظام البائد والميليشيات الإيرانية.
وأنكر "المرسومي" وجود علاقة "وثيقة" تربطه بالنظام البائد، مدّعيًا أن ظهوره في فعاليات موالية كان نتيجة تلقيه توجيهات لا يستطيع رفضها، تحت تهديد السجن، حسب زعمه.
كما برر دعوته لوزير الثقافة السوري وشقيق الرئيس أحمد الشرع إلى مضافته مؤخراً، بقوله إنها مبادرات شخصية، نافياً أي صلة له بالميليشيات الإيرانية أو بتجارة الكبتاغون، رغم التقارير التي تربطه بتلك الشبكات.
وفي محاولة لإعادة تأطير موقفه، زعم "المرسومي" أنه استخدم "قنوات تواصل" مع النظام لإخراج معتقلين، مدعيًا أنه كان "ثائرًا من داخل النظام"، ومستعدًا للمحاسبة، باعتباره رجل أعمال يسعى لحماية عشيرته ومصالحه عبر دفع الأموال ونسج علاقات نافذة.
وهذه التصريحات، بدل أن تُطفئ الغضب الشعبي، زادت من وتيرته، واعتُبرت محاولة مكشوفة لتبرير التواطؤ مع نظام استبدادي، عبر خطاب مزدوج يستغل العشيرة والتجارة لتجميل الولاء السياسي، كما أن ما زاد الاحتقان هو خلو بيان الرئاسة السورية التي نشرت توضيحاً مقتضباً حول اللقاء في مضافة المرسومي دون التطرق لاعتقال أو محاسبة الشبيح المذكور.
وكان أثار ظهور وزير الثقافة السوري "محمد ياسين صالح" في مضافة المدعو "فرحان المرسومي" بدير الزور، موجة انتقادات واسعة، بسبب الخلفية الأمنية والميليشياوية للمرسومي المعروف بولائه للحرس الثوري الإيراني وضلوعه في أنشطة تهريب مخدرات وتجنيد شباب لصالح الفوج 47 الإيراني، بدعم مباشر من الفرقة الرابعة.
اللقاء الذي حضره أيضاً "جمال الشرع"، شقيق الرئيس السوري، أعاد الجدل حول تكرار ظهور أقرباء الرئيس في مشاهد رسمية، رغم غياب أي صفة معلنة لهم، ما عزز المخاوف من عودة "نهج الدولة العائلية" الذي سبق أن انتقده الشارع السوري.
الوزير دافع عن نفسه قائلاً إنه لا يستطيع التحقق من خلفيات كل من يطلب صورة أو يدعوه للقاء، وقدم اعتذاراً للشعب السوري، لكن ذلك لم يخفف من حدة الانتقادات، خصوصاً مع خروج إعلاميين للدفاع عنه بأسلوب أثار استياء شريحة واسعة من المتابعين.
ويذكر أن تعيين "ماهر الشرع"، شقيق الرئيس، أميناً عاماً لرئاسة الجمهورية في وقت سابق، أعاد بدوره المخاوف من تغوّل "العائلة" في مفاصل الدولة، في وقت يسعى فيه السوريون لتأسيس نظام مدني قائم على الكفاءة والمحاسبة والشفافية.
في تقرير مطوّل نشره موقع "الجزيرة نت"، كُشف النقاب عن تداعيات قرار إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بقطع المساعدات الخارجية، الأمر الذي وجه ضربة قاسية لجهود توثيق جرائم الحرب في سوريا، وأربك عمل منظمات إنسانية وحقوقية محورية لطالما لعبت دوراً أساسياً في مسار العدالة والمساءلة خلال السنوات الماضية.
منظمات تحت التهديد: العدالة في مهب التقشف
شملت آثار القرار منظمات بارزة على غرار الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، والآلية الدولية المحايدة والمستقلة، إضافة إلى جهات أخرى اعتمدت لسنوات على التمويل الأميركي المباشر وغير المباشر، عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أو عبر برامج دولية متخصصة.
وبحسب تحليل حديث صادر عن منتدى المنظمات غير الحكومية العاملة في شمال سوريا، فإن الولايات المتحدة شكّلت أكبر جهة مانحة للاستجابة الإنسانية في سوريا عام 2024 بنسبة تمويل بلغت 24.6%، ما جعل تعليق مساعداتها بمثابة انتكاسة كبرى. ويُقدّر عدد الأشخاص الذين توقفت عنهم المساعدات نتيجة ذلك بأكثر من 1.2 مليون إنسان.
الخوذ البيضاء: استجابة الطوارئ على المحك
فاروق حبيب، نائب مدير "الخوذ البيضاء"، أوضح أن التمويل الأميركي يشكل ما يقارب 27% من موازنة المنظمة، وأن إلغاء عقد بقيمة 30 مليون دولار في فبراير 2023 أثر بشكل مباشر على قدرة فرق الطوارئ على الاستجابة للكوارث والبحث عن المفقودين والتعامل مع المقابر الجماعية، خصوصاً في مرحلة ما بعد سقوط النظام.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان: آلاف الوثائق بلا استكمال
من جهته، أكد فضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن قرار وقف التمويل عطّل مشاريع تحليل بيانات ضخمة، وأوقف توظيف باحثين جدد كانوا سيعملون على ملفات تحتوي آلاف الوثائق المرتبطة بالمعتقلين والمختفين قسرياً. وكانت الشبكة تطمح إلى فتح مكتب جديد في دمشق للمرة الأولى منذ انطلاق الثورة، إلا أن قرار التجميد أجهض هذه الخطط.
منظمات نسوية أيضاً في دائرة التأثير
"النساء الآن من أجل التنمية" واحدة من المنظمات المتضررة، حيث علّقت جميع برامجها الخاصة بدعم ضحايا الاختفاء القسري، وتشمل مبادرات كانت تشرف عليها بالتعاون مع كيانات مثل رابطة عائلات قيصر، وعائلات من أجل الحرية، ورابطة معتقلي سجن صيدنايا.
توقيت سياسي يزيد التعقيد
ورغم أن قرار وقف المساعدات لم يقتصر على سوريا، بل شمل نحو 5800 منظمة دولياً، فإن توقيته في السياق السوري كان الأكثر إرباكاً، نظراً للمرحلة الانتقالية الحساسة التي تمر بها البلاد بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر 2024. فالملف السوري حالياً لا يقتصر على الإغاثة، بل بات يتمحور حول بناء مؤسسات العدالة وكشف الحقائق.
ستيفن راب: المهمة هائلة والمخاطر كبيرة
السفير الأميركي السابق المعني بجرائم الحرب، ستيفن راب، قال في تصريحات لإذاعة صوت أميركا: "ما نواجهه في سوريا هو بداية العدالة الانتقالية، والمهمة هائلة"، مشيراً إلى أن تعليق التمويل يعقّد عملية جمع الأدلة البيولوجية والشهادات اللازمة لتحديد هوية الضحايا.
البدائل المحتملة: تنويع التمويل وبناء الشراكات
وسط هذه التحديات، يقترح خبراء حزمة بدائل لتجاوز الأزمة، أبرزها تنويع مصادر التمويل، وبناء شراكات مع الاتحاد الأوروبي وكندا، وإنشاء صندوق دولي مستقل بإشراف أممي لدعم مشاريع العدالة والمساءلة. كما دعا علاء الدين آل رشي، مدير المركز التعليمي لحقوق الإنسان في ألمانيا، إلى تدريب الكوادر السورية على تقنيات التوثيق بما يقلل الاعتماد على الخبرات الخارجية المكلفة.
العودة إلى تقاليد البرجوازية الوطنية
فضل عبد الغني ناشد رجال الأعمال السوريين في المهجر العودة إلى ما وصفه بـ"روح الخمسينيات"، حين كانت البرجوازية السورية تموّل أنشطة ذات بعد وطني ومجتمعي، بما في ذلك دعم مؤسسات مدنية ناشئة، وهو نمط تمويل بات ضرورة وجودية في ظل تقلبات السياسة الدولية.
ألمانيا تدعم المسار البديل
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا أعلنت نهاية عام 2024 تخصيص 60 مليون يورو لدعم مشاريع في سوريا، بينها 7 ملايين لمنظمات غير حكومية، في رسالة سياسية بديلة عن الانسحاب الأميركي، تؤكد استمرار الالتزام الأوروبي تجاه سوريا.
صرخة للإنقاذ: العدالة لا تحتمل التأجيل
وسط تراجع الدعم، وتوقف مشاريع رئيسية، وإغلاق مكاتب، يخشى مراقبون أن تؤدي هذه الانتكاسة إلى ضياع فرص تاريخية لمحاسبة المجرمين وكشف الحقيقة. وفي ظل وجود أكثر من 130 ألف مفقود، فإن التأخير في إنصاف الضحايا ليس مجرد تأخير إداري، بل تقويض لمسار العدالة ذاته، وتهديد لمستقبل سوريا التي تحاول النهوض من ركامها.
كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب رفضت ضغوطاً إسرائيلية متواصلة للإبقاء على قوات عسكرية أميركية في شمال شرقي سوريا، في محاولة لاحتواء النفوذ التركي المتنامي في تلك المنطقة. ورغم التحذيرات الإسرائيلية، تمسكت واشنطن حينها بخطة تقليص وجودها العسكري، مع تأكيدها على التحول من الدور العسكري إلى الدور السياسي.
واشنطن توضح موقفها للأكراد والإسرائيليين
وبحسب مصادر أميركية، نقل مسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، إريك تريجر، رسالة واضحة إلى مسؤولين إسرائيليين وأكراد سوريين خلال الأسابيع الأخيرة من ولاية ترمب، مفادها أن الولايات المتحدة ماضية في تقليص قواتها، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز العمل السياسي بدلاً من الوجود الميداني.
مخاوف إسرائيلية من الانسحاب
وأكد مسؤول أميركي سابق أن إسرائيل عارضت بشدة هذا الانسحاب، مطالبة واشنطن بالحصول على ضمانات من تركيا تتعلق بنزع السلاح، قبل تنفيذ أي انسحاب أميركي من الأراضي السورية. وأضاف أن الإسرائيليين اعتبروا أن تقليص الوجود الأميركي سيؤدي إلى اختلالات أمنية على حدودهم الإقليمية.
إشارات أميركية للحكام الجدد في سوريا
وطالب المسؤول الأميركي ذاته السلطات الجديدة في سوريا بإثبات قدرتها على التعامل مع التحديات الأمنية المشتركة، موضحاً أن توقيف اثنين من قادة الجهاد الإسلامي في دمشق مؤخراً، اعتُبر بمثابة رسالة إيجابية للولايات المتحدة وإسرائيل على حد سواء.
رسائل تحذير لقوات "قسد"
وبحسب ما نقله الموقع عن مسؤول إقليمي، فإن تقليص الوجود الأميركي يُعد بمثابة إنذار واضح لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في ظل عدم إحراز تقدم كافٍ في مسار اندماجها مع الدولة السورية في دمشق. كما أبدت القيادة المركزية الأميركية "إحباطها" من بطء قسد في التجاوب مع هذا المسار السياسي.
الاندماج مع دمشق.. أولوية أميركية
من جهته، قال الباحث تشارلز ليستر، مدير مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط، إن واشنطن باتت تعتبر دمج "قسد" في هيكل الدولة السورية "أولوية قصوى"، مشيراً إلى أن الخطة الأميركية تشمل البدء بسحب القوات من مناطق القبائل العربية في دير الزور، بعد تسهيل خروج "قسد" من شرقي حلب.
لقاءات كردية إسرائيلية دون نتائج ملموسة
وكشف التقرير أن قادة "قسد" أجروا بالفعل لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين سعياً للحصول على دعم مباشر، إلا أن تل أبيب لم تُبدِ اهتماماً جدياً بتسليحهم أو ملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأميركية، رغم التصريحات العلنية المؤيدة التي صدرت عن وزارة الخارجية الإسرائيلية.
بين النفوذ التركي والموقف الإسرائيلي
وفي ما يخص التوترات بين إسرائيل وتركيا في الملف السوري، أكد مسؤولان أميركيان – أحدهما لا يزال في الخدمة – أن إسرائيل استمرت في الضغط على إدارة ترمب لعدم الانسحاب، لكنها واجهت موقفاً أكثر انفتاحاً من ترمب تجاه قبول النفوذ التركي في سوريا. وأوضحا أن واشنطن رغم الضغوط، تدعم جهود تهدئة التوتر بين أنقرة وتل أبيب عبر قنوات دبلوماسية مباشرة.
تحوّل استراتيجي أميركي في سوريا
يكشف هذا التقرير عن ملامح تحوّل استراتيجي اعتمدته إدارة ترمب في التعامل مع الملف السوري، انتقل فيه التركيز من التدخل العسكري المباشر إلى تعزيز مسارات الحلول السياسية، رغم تعارض ذلك مع رغبات حلفاء تقليديين مثل إسرائيل، وهو ما يُلقي بظلاله حتى اليوم على طبيعة الدور الأميركي المستقبلي في المنطقة.
تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يُظهر لحظة القبض على عنصر في صفوف ميليشيات النظام البائد، كان قد أثار موجة غضب واسعة عام 2019 بعد ظهوره في تسجيل مسيء يُظهره وهو يُهين رجلاً مسناً عقب سيطرة قوات النظام على مدينة قلعة المضيق في ريف حماة الغربي.
ووفقاً للتسجيل المتداول حديثاً، فقد تمكنت إدارة الأمن العام من إلقاء القبض على العنصر الذي وُثق سابقاً وهو يستجوب الرجل المسن بطريقة مهينة، وسط مجموعة من عناصر النظام البائد، ويوجه له الإهانات والشتائم دون أي اعتبار لكبر سنه أو لكرامة الإنسان.
الداخلية تكشف هوية المعتدي على "ختيار القلعة".. "عروة سليمان" يقع بكمين للأمن باللاذقية
أعلنت وزارة الداخلية السورية، يوم الخميس 24 نيسان/ أبريل، أن مديرية أمن اللاذقية إلقاء القبض على المدعو عروة سليمان، في كمين محكم نُفذ مؤخراً في محافظة اللاذقية، وجاء البيان الرسمي لكشف هوية الشبيح "عروة سليمان" الذي وقع بكمين بعد ملاحقة استمرت لسنوات على خلفية تورطه في جرائم بحق المدنيين ومشاركته في عمليات عسكرية وهجمات مسلحة.
ويُعد "سليمان" أحد العناصر الذين ظهروا في تسجيل مصور أثار موجة غضب واسعة عام 2019، عندما وثّق مشاركته في تعذيب رجل مسن من أهالي قلعة المضيق بريف حماة الغربي، عقب دخول قوات النظام إلى المدينة.
وقد ظهر حينها وهو يستجوب الرجل بأسلوب مهين، مقدماً له قارورة مياه فارغة، قبل أن يُضرب المسن بأداة معدنية على رأسه من قبل أحد العناصر، وسط إطلاق الشتائم والتهديد بإبادة مدينة إدلب.
وبحسب بيان وزارة الداخلية، فإن "سليمان" كان ينشط ضمن مجموعة مسلحة شاركت في الحملة العسكرية على مناطق الشمال السوري المحرر في عام 2019، وارتكب خلالها جرائم قتل بحق مدنيين. كما تورط مؤخراً في هجوم استهدف نقاطاً عسكرية وأمنية في شهر آذار/مارس الماضي.
وقد أُحيل المتهم إلى النيابة العامة لمتابعة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، في وقت اعتبر فيه نشطاء حقوقيون أن هذه الخطوة، وإن جاءت متأخرة، تمثل بارقة أمل لضحايا الانتهاكات المستمرة منذ أكثر من عقد.
التسجيل الأصلي، الذي يعود لشهر أيار/مايو 2019، كان قد صدم السوريين حينما أظهر الرجل المسن يرفض الرد على أسئلة العنصر، غير آبه بمحاولاته، في موقف عكس كبرياء وصموداً رغم الظروف القاسية.
وفي مشهد آخر من التسجيل، يُقدم العنصر للمسن قارورة مياه فارغة، فما كان من الأخير إلا أن رماها أرضاً احتجاجاً، ليتعرض إثر ذلك لضربة على الرأس بأداة معدنية، بينما واصل عناصر النظام البائد التهجم عليه بالشتائم والتهديدات، ومنها وعيد بإبادة مدينة إدلب.
ورغم أن تاريخ ومكان التسجيل الجديد لم يتم التحقق منهما بشكل دقيق، فإن مصادر متطابقة أفادت بتوقيف العنصر فعلياً، بانتظار إعلان رسمي يُؤكد هذه الأنباء ويكشف هويته الكاملة، في تطور وصفه ناشطون بأنه خطوة نحو إنصاف الضحايا ومحاسبة الجناة، ولو بعد حين.
هذا وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية عن تنفيذ سلسلة عمليات أمنية دقيقة خلال شهر نيسان، أسفرت عن توقيف عدد من كبار الضباط والمسؤولين السابقين في أجهزة النظام الأمني البائد، ممن يواجهون تهماً تتعلق بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
أعلن "فريق لقاح سوريا"، يوم الخميس 24 نيسان/ أبريل 2025، عن وفاة الطفل "محمد علي محيميد"، البالغ من العمر سبعة أشهر، وذلك بعد يوم من تلقيه لقاحاً روتينياً ضمن حملة تطعيم في ريف محافظة حلب شمال سوريا.
وأوضح البيان أن جلسة التلقيح نُفذت بتاريخ 22 نيسان الجاري في قرية دير صوان بريف حلب، من قبل الفريق الجوال التابع لمركز شران بريف حلب، وشملت تلقيح 16 طفلاً بلقاحات معتمدة من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وهي اللقاحات نفسها المستخدمة في جميع المراكز الصحية المعتمدة.
وفي صباح اليوم التالي، نُقل الطفل إلى مشفى الحكمة في مدينة أعزاز بريف حلب، حيث تأكدت وفاته قبل وصوله بساعتين، بحسب البيان.
وأعرب الفريق عن تعازيه لعائلة الطفل، مؤكداً الوقوف إلى جانبها في هذه اللحظة المؤلمة، ومشاركته الحزن والأسى مع ذويه.
وطمأن الفريق في بيانه على صحة باقي الأطفال الذين تلقوا اللقاح في الجلسة نفسها، وعددهم 15 طفلاً، حيث لم تُسجل بينهم أي مضاعفات خطيرة، باستثناء حالتين ظهرت عليهما أعراض ارتفاع في الحرارة، وجرى التعامل معها بإعطاء خافضات حرارة وسوائل وريدية، وقد عادوا إلى وضعهم الصحي الطبيعي.
وأشار الفريق إلى أن اللقاحات المستخدمة تعتبر آمنة ومعتمدة عالمياً، ولم تُسجل ضدها مضاعفات خطرة في السجلات الطبية. كما أكد أن العمل جارٍ بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات المختصة لتقصي ظروف الحادثة بدقة وشفافية، بما في ذلك دراسة التاريخ الصحي للطفل وجميع الأسباب المحتملة للوفاة.
وأكد البيان عدم وجود دليل حتى الآن على وجود علاقة مباشرة بين الوفاة والتلقيح، وفق البيان، واختتم فريق لقاح سوريا بيانه بالتأكيد على أن "سلامة الأطفال تبقى في صدارة أولوياتنا"، مشدداً على أهمية الاستمرار في برامج التلقيح لحماية الأطفال من الأمراض المعدية والخطيرة.
هذا وتأسس فريق لقاح سوريا عام 2013 استجابةً لحاجة ماسة لحماية الأطفال السوريين من الأوبئة والأمراض المعدية، وذلك بعد انهيار النظام الصحي في العديد من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام البائد خلال سنوات الثورة السورية المنتصرة.
ويعمل الفريق كجهة مدنية مستقلة، وينفذ حملات التلقيح بدعم من منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ويضم الفريق كوادر طبية وميدانية مدرّبة، وينشط في مناطق الشمال السوري.
وسبق أن تركز عمل الفريق في إدلب وريف حلب ومناطق من ريف حماة واللاذقية وتمثل عمله على حملات التلقيح الروتينية، إضافة إلى الاستجابة الطارئة لتفشي الأوبئة، مثل شلل الأطفال والحصبة والكوليرا.
وتجدر الإشارة إلى أن الفريق نفذ حملات اللقاح وفق معايير صارمة من حيث السلامة والجودة، بالتنسيق مع مديريات الصحة المحلية والجهات الإنسانية العاملة في المنطقة وقد لعب الفريق دوراً محورياً في خفض معدلات انتشار الأمراض المعدية بين الأطفال في ظروف صعبة تعاني من نقص البنى التحتية والخدمات الطبية الأساسية.
أعلنت وزارة الداخلية السورية، مساء أمس الأربعاء 23 نيسان/ أبريل، عن إلقاء القبض على المجرم "سمؤول وطفة" المتزعم لمجموعة خارجة عن القانون، وذلك خلال عملية أمنية محكمة نفذتها إدارة الأمن العام في ريف اللاذقية، بعد متابعة دقيقة لتحركات المجموعة.
وأكد بيان الوزارة، أن العملية جاءت عقب ورود معلومات استخباراتية أكدت وجود المجموعة في منطقة نائية بريف المحافظة، ليتم نصب كمين محكم أدى إلى اشتباك مباشر مع أفراد العصابة، أسفر عن اعتقال اثنين منهم وضبط أسلحة كانت بحوزتهم.
ويُعد "سمؤول وطفة" من أخطر المطلوبين في المنطقة، حيث تورط بقيادة هجمات استهدفت نقاطاً تابعة للجيش والأجهزة الأمنية خلال شهر آذار الماضي، كما ارتكب وأفراد مجموعته عدة جرائم سلب وسطو مسلح بحق مدنيين، ما أثار حالة من الذعر بين السكان.
وتمت إحالة المعتقلين إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات، وسط تأكيد من وزارة الداخلية على استمرار عمليات الملاحقة الأمنية، وعدم التهاون مع أي جهة تهدد أمن المواطنين أو تستهدف مؤسسات الدولة.
وكان أفاد بيان لوزارة الداخلية السورية، أن إدارة الأمن العام التابعة لها قبضت على مجموعة خارجة على القانون في ريف اللاذقية بعد اشتباك ضبطت أثناءه أسلحة كانت بحوزتهم.
وأوضح أن المجموعة "شاركت في الهجوم على نقاط الجيش والأمن الشهر الماضي، وقامت بعمليات سلب وسطو بحق المدنيين". وأضافت أن أفراد المجموعة أُحيلوا إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
وسبق وأكدت وزارة الداخلية السورية في بيان لها أن "عمليات المتابعة الأمنية مستمرة لملاحقة المطلوبين للعدالة وتحويلهم على القضاء لينالوا جزاءهم العادل".
و بعد سقوط نظام الأسد البائد وجدت سوريا الجديدة نفسها أمام العديد من التحديات الخارجية والداخلية، لعل أبرزها على المستوى الداخلي هو كيفية التعامل مع فلول النظام السابق الذين لا يزالون يشكلون تهديداً مباشراً لاستقرار البلاد.
وشدد المحلل العسكري العقيد أديب عليوي على ضرورة تجفيف منابع الإمداد العسكري لفلول النظام، من خلال مداهمة مستودعات التسليح في الوحدات العسكرية التي كانت تتبع قوات النظام.
وذلك بالأخص في مناطق الساحل وريف حمص الغربي، إضافة للأماكن التي يختبئ فيها الفلول بالجبال والأحراش، والتي تحتوي على مستودعات ذخيرة بعضها متوسط وثقيل منذ زمن.
ويشير إلى ضرورة استخدام تقنيات حديثة في هذا المجال، كطائرات شاهين المسيرة بشكل فعال، من خلال المراقبة واستخدامها بالوقت المناسب لصد أي تحرك للفلول، أو اكتشاف أي مستودع أو ملجأ بالجبال التي تختفون فيها.
هذا ونفذت القوات الأمنية والعسكرية في سوريا ممثلة بوزارة الدفاع السورية وقوى الأمن الداخلي، حملات أمنية مركزة طالت العديد من الأشخاص الضالعين بقتل الشعب السوري، وارتكاب جرائم كثيرة بحقهم خلال تواجدهم لسنوات طويلة في صفوف ميليشيات الأسد البائد وشبيحته، ونجحت القوات الأمنية بالقبض على عدد من المتورطين.
تتصاعد أصوات السوريين الغاضبين من محاولات التسامح غير المشروطة مع الشبيحة وأتباع نظام بشار الأسد، المتورطين في ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الشعب طوال سنوات الحرب. ويطالب ناشطون وذوو ضحايا ومكونات ثورية، الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بتطبيق العدالة الانتقالية ومحاسبة كل من تورّط في جرائم الحرب، وإقصائهم من مؤسسات الدولة والحياة السياسية.
التسامح لا يكفي حين تلتقي الضحية بالجلاد
رغم دعوات السلطات الجديدة منذ سقوط النظام إلى نشر خطاب التسامح ومكافحة الكراهية، يبقى الواقع أكثر تعقيداً. ففي الشارع، في المدرسة، أو حتى في دور العبادة، قد يواجه المواطن السوري من دمّر حياته أو تسبب بقتل أحبائه. هنا، تبرز تساؤلات مؤلمة: هل يمكن لمن فقد أطفاله في قصف أو فقدَ أحد أطرافه في معتقل أن يغض الطرف؟ هل تكفي كلمات التسامح لتضميد هذا النوع من الجراح؟
بشاعة الذكرى تعيق التعافي
في مقطع مصوّر أعيد تداوله مؤخراً على مواقع التواصل، تعود الذاكرة إلى حمص، "عاصمة الثورة"، حين ظهرت حافلة مليئة بشباب معتقلين، أُجبروا على تغطية رؤوسهم بقمصانهم، وأُخرجوا في حي موالٍ ليتعرضوا للضرب والإهانة من نساء جرى استدعاؤهن عمداً. الضرب بالأحذية، الشتائم، ضحكات العساكر، كلها مشاهد تعيد فتح الجروح. تساءل أحد المتابعين: "ماذا لو أحد هؤلاء المعتقلين نجا ورأى الفيديو وتعرّف إلى من ضربه؟ كيف سيكون شعوره؟".
غضب شعبي ومشاعر لم تهدأ
تفاعلت التعليقات مع الفيديو بشكل عاطفي غاضب، حيث قالت إحدى المتابعات: "ولساتن موجودين، بس للأسف الشباب يلي بالباص راحو وما عاد رجعو". وكتبت أخرى: "نتمنى أن يعيشوا نفس الذل والإهانة اللي عاشوه المعتقلين". وتعليق ثالث يقول: "هؤلاء النساء لم يكنّ يضربن بدافع الجهل، بل دفاعاً عن قاتل يحببنه، والعدالة ستأخذ مجراها يوماً ما".
محنة الضحايا أكبر من كلمات التصالح
ينبغي لكل من يطالب بالتسامح أن يضع نفسه مكان الأم التي فقدت ابنها داخل سجن، دون أن تتلقى جثمانه أو حتى خبراً عن مصيره. أو مكان المصاب الذي يعيش بعجز دائم. كيف يمكن مطالبتهم بتناسي الألم ومدّ اليد إلى من كانوا جزءاً من منظومة الظلم؟
مطالبات بتحقيق العدالة لا الانتقام
منذ بداية الثورة، وثّق السوريون جرائم داعمي النظام، مطالبين بإنصاف الضحايا، وليس بمجرد "نسيان" الماضي. ويؤكد ناشطون أن العدالة الانتقالية ليست خياراً سياسياً، بل ضرورة أخلاقية لضمان الاستقرار والسلم الأهلي.
الناشط عبد الكريم ليله: إرث الإجرام لا يُعاد تدويره
وفي السياق، قال الناشط الإعلامي عبد الكريم ليله إن النظام البائد خلّف إرثاً من العنف تجاوز مؤسسات الدولة، مؤكداً أن المخابرات، الأمن، الضباط، والشبيحة كانوا جزءاً من آلة القمع حتى قبل اندلاع الثورة. وأضاف: "المجتمع السوري يلفظ هؤلاء، ويرفض أي محاولة لإعادة تدويرهم كما تُدور النفايات".
وشدد ليله على أن بناء سلام حقيقي في سوريا يتطلب تطبيقاً صارماً وشاملاً للعدالة الانتقالية، مشيراً إلى أن هذا المبدأ تضمنه المواثيق الدولية، ويجب أن يُطبق لمعاقبة كل من ارتكب جرماً بحق السوريين. وحذر من أن أي تباطؤ أو تجاهل لهذا المسار قد يؤدي إلى اضطراب مجتمعي ويؤخر الوصول إلى استقرار دائم في البلاد.
العدالة لا تقبل التأجيل
في ظل هذا المشهد، لا يزال الشارع السوري يرفض التسويات السطحية، ويتمسك بحقه في محاسبة الجلادين، لا انتقاماً، بل استرداداً للكرامة، وإعادة التوازن إلى مجتمع أنهكته سنوات من القهر والتهميش.
أعلن مدير مديرية أمن دمشق، المقدم عبد الرحمن الدباغ، عن إلقاء القبض على المجرم "تيسير محفوض"، أحد المطلوبين في قضايا جرائم حرب ضد المدنيين، بعد متابعة استخباراتية دقيقة. وأكد الدباغ أن المعلومات الاستخباراتية التي وردت حول وجود "محفوض" في مدينة طرطوس، أدت إلى تنفيذ كمين محكم بالتعاون مع مديرية أمن طرطوس أسفر عن القبض عليه.
وكان المجرم "تيسير محفوض" يعمل في فرع الأمن العسكري "215" (سرية المداهمة)، وهو متورط في ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في العاصمة دمشق، خصوصاً في أحياء المزة وكفرسوسة. بالإضافة إلى مسؤوليته عن تغييب أكثر من 200 شخص، معظمهم من سكان هذين الحيين، في سجون النظام البائد.
وفي تصريحات صحفية، أكد المقدم عبد الرحمن الدباغ استمرار العمل الحثيث لملاحقة كل من تلطخت أيديه بدماء الأبرياء، حتى ينالوا جزاءهم العادل. وأشار إلى أن العملية تأتي في إطار الجهود المستمرة لتعقب مجرمي الحرب والمجرمين الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري.
وكانت أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، يوم الثلاثاء 22 نيسان/ أبريل، عن القبض على العميد المجرم "سليمان التيناوي"، أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية لدى نظام الأسد البائد خلال عملية أمنية محكمة في محافظة اللاذقية.
وأكدت الوزارة أن مديرية أمن اللاذقية تمكنت من القبض على العميد "التيناوي"، أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية سابقاً، وذلك بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، من بينها مجزرة دامية وقعت في منطقة جيرود بريف دمشق في تموز 2016.
وأوضحت أن "التيناوي" كان يشغل منصباً حساساً في جهاز المخابرات، وتورط في عمليات تنسيق مباشر بين قيادات في ميليشيا حزب الله اللبناني ومجموعات طائفية داخل سوريا، حيث قدم لها الدعم اللوجستي والاستخباراتي خلال فترات قمع النظام البائد للثورة السورية قبل انتصارها.
ونوهت الوزارة إلى إحالة "التيناوي"، للنيابة العامة لاستكمال التحقيقات والإجراءات القانونية، في خطوة تحمل دلالات هامة في إطار الجهود المبذولة في ملاحقة الضباط الأمنيين السابقين لدى نظام الأسد البائد المتورطين بارتكاب جرائم حرب بحق الشعب السوري.
هذا وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية عن تنفيذ سلسلة عمليات أمنية دقيقة خلال شهر نيسان، أسفرت عن توقيف عدد من كبار الضباط والمسؤولين السابقين في أجهزة النظام الأمني البائد، ممن يواجهون تهماً تتعلق بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
أقدم عدد من المزارعين في محافظة السويداء، يوم الثلاثاء، على احتجاز شاحنتين تابعتين لمواطنين أردنيين، أثناء عبورهما على طريق ظهر الجبل في ريف المحافظة، في خطوة تصعيدية تهدف إلى الضغط لاسترداد مستحقات مالية يقولون إنها متراكمة منذ سنوات على عدد من التجار الأردنيين.
السائقان لا علاقة لهما بالخلاف
ووفق ما أفادت به مصادر أردنية لموقع "السويداء 24"، فإن السائقين المحتجزين لا تربطهما أي علاقة بالتجار المعنيين بالنزاع المالي، وقد تم استدراجهما إلى السويداء لتحميل شحنات من التفاح دون علم مسبق بوجود خلافات، ليُفاجآ باحتجازهما مع الشاحنتين من قبل المجموعة المطالبة بالمستحقات.
ظروف إنسانية صعبة للسائقين
وأشارت مصادر مقربة من السائقين إلى أن الرجلين يعيشان حالياً في العراء، دون أي مأوى أو تدخل رسمي لحمايتهما أو توفير احتياجاتهما، ما دفع ذويهما إلى إطلاق نداء عاجل يطالب بتدخل شيوخ وعقلاء المحافظة لإنهاء الأزمة وضمان سلامتهما، والعمل على استعادة الشاحنتين المحتجزتين.
مطالب المزارعين: 90 ألف دولار لقاء صادرات فواكه
وتقول المجموعة التي نفّذت عملية الاحتجاز إن لديها مطالب مالية تقارب 90 ألف دولار أمريكي، هي ثمن فواكه قاموا بتصديرها إلى الأردن في السنوات الماضية دون تلقي مستحقاتهم، مؤكدين أن هذه الخطوة جاءت لإعادة إحياء القضية بعد سنوات من المماطلة، ولحث الأطراف المعنية على إيجاد حل فعلي.
حوادث متكررة ومخاوف من تداعيات تجارية
يُشار إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ شهدت المنطقة قبل نحو عام واقعة مشابهة حين احتُجزت شاحنات أردنية على خلفية الخلاف ذاته، وتم حينها احتواء الوضع عبر وساطات عشائرية دون أن تُحل الأزمة المالية بشكل نهائي، ما يثير القلق من تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلاً.
دعوات لتدخل رسمي لحل الخلاف
في ظل هذه التطورات، تتصاعد الدعوات لتدخل رسمي من قبل السلطات المعنية في كل من سوريا والأردن، لمعالجة هذه الإشكالية المزمنة التي باتت تهدد استقرار حركة النقل والتبادل التجاري بين الجانبين، وسط تأكيدات من عائلات السائقين المحتجزين بأن لا علاقة لهم بأي خلاف مالي، وأنهم ضحايا لملف يجب أن يُحل عبر القنوات القانونية والمؤسساتية.
في خضم الجدل الذي أثارته تصريحات الفنان السوري باسم ياخور عقب التحرير، والتي تمسك فيها بموقفه الداعم لنظام الأسد ورفض تقديم أي اعتذار للشعب السوري، تداولت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تصريحاً لافتاً نُسب إلى الفنان مازن الناطور، نقيب الفنانين السوريين حالياً، تضمّن رسالة مباشرة إلى ياخور حملت في طياتها دعوة صريحة للمراجعة والتراجع.
"المخطئ يعتذر والشعب يسامح"
في تصريح نُقل عنه خلال استضافته في برنامج "شو القصة" الذي تقدّمه الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، قال الناطور: "إذا اعتذر باسم ياخور، سيسامحه الشعب السوري لأنه شعب طيب"، مضيفاً أن بوسعه العودة إلى بلده دون أن يتعرض له أحد بسوء. وأكد أن سوريا تتسع لجميع أبنائها، وأن أبوابها مفتوحة لكل من يراجع نفسه ويختار الوقوف في صف الشعب.
آلام الحرب.. تجربة شخصية
وتحدّث الناطور خلال اللقاء عن المعاناة الشخصية التي عاشها جراء الحرب، حيث فقد 17 فرداً من أبناء عمومته، ودفن والديه في الأردن بعد أن توفيا بعيداً عن أرض الوطن. وأعرب عن امتنانه للشعب الأردني الذي وقف إلى جانبه في محنته، مؤكداً أن الوطن لا يُقاس بالمصالح الشخصية وإنما بقيم الوفاء والانتماء.
نداء إلى ياخور: "راجع نفسك"
ووجّه الناطور، المعروف بدوره في مسلسل "الرحيل إلى الوجه الآخر"، رسالة مباشرة إلى باسم ياخور قال فيها: "راجع أفكارك قليلاً، سوريا فيها ناس بيحبوك، وإذا رجعت، ما رح يأذيك حدا... المخطئ بيقدر يعتذر، والشعب السوري رح يكون متسامح". وأضاف أن سوريا لم ولن تكون ملكاً لفئة دون أخرى، بل هي وطن للجميع، ومن يخطئ عليه أن يتحمل مسؤولية مواقفه بشجاعة.
ياخور متمسك بموقفه رغم سقوط النظام
ويأتي هذا التصريح في وقت لا يزال فيه باسم ياخور متمسكاً بموقفه المؤيد لنظام الأسد، حتى بعد سقوط النظام وفرار بشار الأسد وعائلته إلى موسكو في ديسمبر/كانون الأول 2024، وتركه لمؤيديه يواجهون مصيرهم بعد أن نهب ثروات الشعب وغادر البلاد.
قرار بفصل "سلاف فواخرجي"
وكان أثار قرار نقابة الفنانين السوريين بسحب عضوية الممثلة سلاف فواخرجي تفاعلاً واسعاً بين السوريين، الذين اعتبروا القرار خطوة متأخرة لكنها محمّلة بدلالة رمزية، نظراً لمواقفها المؤيدة لرأس النظام المخلوع بشار الأسد، وتجاهلها لجرائمه طوال السنوات الماضية، وصولاً إلى سقوطه وفراره إلى موسكو في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.
دعوات لفصل ممثلين آخرين
بالتزامن مع القرار، طالب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي باتخاذ إجراءات مماثلة بحق عدد من الفنانين الآخرين، وعلى رأسهم "باسم ياخور" الذي آثار الظهور الأخير له عبر بودكاست مطول نُشر على منصة يوتيوب، في محاولة للرد على الانتقادات المتكررة لمواقفه المؤيدة لنظام الأسد البائد. وعلى الرغم من محاولة ياخور الظهور بمظهر المتوازن، إلا أن حديثه كان حافلاً بالتناقضات، ومحاولات التملّص من تاريخه الطويل في تأييد النظام، الذي سقط في الثامن من كانون الأول 2024.
"أنا ابن هذا النظام" .. تأكيد الولاء
في لقاء سابق عبر شاشة لبنانية بتاريخ 24 شباط 2024، جدّد ياخور ولاءه العلني لبشار الأسد، قائلاً صراحة "أنا ابن هذا النظام"، نافياً صفة "الشبيح" عنه رغم تصريحاته ومواقفه المناهضة للثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011. كما برّر علاقته الوثيقة بماهر الأسد، معتبراً أن "رموز الدولة" يحبون الدراما ويتابعونها، مؤكداً على أنه يحظى بترحيب من أي وزير في الدولة.
انتقادات مبطّنة لزملائه المعارضين
شنّ ياخور خلال البودكاست هجوماً مبطناً على عدد من زملائه الفنانين والإعلاميين المعارضين، مثل فيصل القاسم وفارس الحلو وهمام حوت، واتهم بعضهم بالمزايدة، وادّعى أنه لم يكن من المستفيدين من النظام. كما حاول التبرؤ من وصف "التكويع"، رغم تصريحاته السابقة التي أكدت اصطفافه الكامل إلى جانب الأسد.
حزن على الشبيحة وتجاهل للضحايا
في لفتة مثيرة للجدل، أعرب ياخور عن حزنه لاعتقال عناصر تابعين للنظام خلال عمليات التحرير، واستند إلى تقارير من "المرصد السوري" للإشارة إلى عدد المعتقلين من صفوف النظام، متجاهلاً أن معظمهم متورط في جرائم وانتهاكات بحق المدنيين. هذه التصريحات اعتُبرت استفزازية للشارع السوري، خاصة أنها جاءت دون أي تعاطف حقيقي مع الضحايا أو ذكر لمجزرة واحدة ارتكبها النظام.
مواقف مهزوزة ورفض للمحاسبة
ورغم سقوط النظام، لم يُظهر ياخور أي ندم على مواقفه السابقة، ولم يأتِ على ذكر بشار الأسد أو جرائم الجيش الذي دافع عنه طيلة السنوات الماضية، بل حاول تصوير تلك الحقبة كخلاف في الرأي، قائلاً إن القضية أشبه بـ"نقاش حول إن كانت حلاوة الجبن حمصية أم حموية".
انتقادات لاذعة ودعوات للمقاطعة
أثارت تصريحات ياخور الأخيرة موجة من الانتقادات، إذ وصف الصحفي السوري عمر قصير اللقاء بـ"ثرثرة خاوية"، وكتب: "لم يعتذر، لم يُدن الجرائم، لم ينطق بحرف عن الأسد. كل ما قاله كان استعراضاً لموقف أخلاقي فاشل". وأضاف: "على الأقل لم يتظاهر بالتوبة كما فعل غيره بعد خمس دقائق من السقوط".
تغطية على السقوط الأخلاقي
حاول ياخور، من خلال نشاطه على قناته في يوتيوب، التفاعل مع مواضيع اجتماعية في مناطق سيطرة النظام، مثل "تكاليف الشتاء" و"جوازات السفر"، لكن هذه الخطوات فُسرت كمحاولة لصرف الانتباه عن تاريخه المتورط أخلاقياً وسياسياً، دون أي مراجعة حقيقية لمواقفه.
انقسام داخل الوسط الفني
منذ انطلاقة الثورة السورية، انقسم الفنانون السوريون بين مؤيد للثورة ومعارض لها، في وقت استخدم فيه النظام الأسد عدداً من الفنانين لتلميع صورته. اليوم، وبعد انهيار النظام، يواجه هؤلاء الممثلون مصيراً أخلاقياً وإنسانياً في الذاكرة الجماعية للسوريين.
كُشف النقاب يوم الثلاثاء 22 نيسان/أبريل الجاري عن الفيلم الوثائقي "وما أدراك ما صيدنايا"، في عرضٍ خاص أقيم داخل دار الأوبرا في دمشق، حيث تناول الفيلم بجرأة مأساة المعتقلين داخل أحد أكثر السجون السورية رعباً وسوء سمعة، سجن صيدنايا، الذي تحوّل في عهد نظام بشار الأسد إلى معقل للموت البطيء والتعذيب الممنهج.
الفيلم، الذي أنتجته قناة الجزيرة وتولّى إخراجه المخرج السوري عبدو مدخنة، استعرض وقائع صادمة تستند إلى شهادات حية وصور ومواد توثيقية تكشف حجم الفظائع المرتكبة خلف جدران السجن، منذ تأسيسه وحتى سقوط النظام وهروب قياداته. حضر العرض عدد من ذوي المعتقلين، وناشطون وصحفيون وشخصيات من المهتمين بالشأن الحقوقي السوري.
حكاية الاعتقال من الداخل
يركز الوثائقي على آلية عمل النظام السوري داخل صيدنايا، حيث يتحوّل المعتقل منذ اللحظة الأولى إلى رقم يُجرّد من اسمه، ليبدأ رحلة من الإذلال والتعذيب قد لا تنتهي إلا بالموت. لم يكتفِ الفيلم بسرد معاناة الضحايا، بل ألقى الضوء أيضاً على شهادات بعض السجانين الذين أبدوا ندمهم على ما ارتكبوه، ما أعطى بعداً إنسانياً مأساوياً موازياً لحكايات الضحايا.
ردود فعل مؤلمة وغاضبة
أثار الفيلم تفاعلاً عاطفياً عميقاً لدى الحضور، حيث عبّر العديد من المشاهدين عن عدم قدرتهم على متابعة الفيلم حتى النهاية، لشدة ما يحتويه من مشاهد وأصوات مؤلمة. وكتب أحد الناشطين عبر وسائل التواصل: "ما قدرت كمّل الفيلم... المشاعر لا توصف، والغضب يتصاعد تجاه القتلة والسجانين والمجرمين وكل مؤيد للنظام".
وفي تعليق مؤثر، كتبت إحدى المتابعات: "اليوم حضرت الفيلم، وبعده لهلأ ما رجعت لطبيعتي... الصوت، الصورة، الألم، كأنو الوجع طالع من جوّا عيوني، مو من الشاشة... قلبي موجوع، وحاسة لازم أصرخ، أكتب، أعمل أي شي بس ما أسكت".
دعوة للعدالة لا للانتقام
واختتمت حديثها بدعوة مؤثرة إلى العدالة الانتقالية: "نحن لا نريد الانتقام، بل نريد العدالة، الحقيقة، والكرامة لمن انكسرت أرواحهم خلف الجدران. نريد أن نفتح الملفات، أن نسمّي الأشياء بأسمائها، أن نكشف الجلاد ونواسي الضحية".
الغياب القاسي بعد التحرير
يُذكر أن الأهالي الذين استبشروا بتحرير السجون في 8 كانون الأول 2024، وجدوا أنفسهم أمام الحقيقة المروعة: أبناؤهم الذين انتظروهم لسنوات لم يكونوا هناك، فقد أُعلن أن نظام الأسد قام بتصفيتهم في وقت سابق، ليبقى صيدنايا شاهداً دامغاً على واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق السوريين في العصر الحديث.
تقدّم رئيس الجمهورية، السيد أحمد الشرع، بخالص التعازي للطائفة الكاثوليكية الرومانية في سوريا والعالم، برحيل البابا فرنسيس، معرباً عن حزنه العميق لهذا الفقد الكبير.
وأكد الرئيس الشرع في تعزيته أن البابا فرنسيس "كان على الدوام يقف إلى جانب الشعب السوري في أصعب الظروف وأحلك الأوقات، ولم يتوانَ يوماً عن رفع صوته ضد العنف والظلم اللذين تعرّض لهما السوريون طوال السنوات الماضية".
وأشار الرئيس إلى أن الدعوات الإنسانية التي أطلقها البابا الراحل "تجاوزت كل الحدود السياسية والجغرافية"، مؤكداً أن إرثه من الشجاعة الأخلاقية وروح التضامن سيظل حيّاً في قلوب العديد من السوريين الذين لمسوا تعاطفه ودعمه لقضاياهم الإنسانية العادلة.
ويعد البابا فرنسيس، أول بابا من أميركا اللاتينية، وقد عُرف طيلة فترة بابويته بنبرته الإنسانية المشرّعة على قضايا العالم، لا سيما تلك المرتبطة بالحروب واللاجئين والفقراء، معتبراً أن الكنيسة يجب أن تكون إلى جانب الشعوب المنكوبة، وليست معزولة عن آلامها.
مواقف ثابتة تجاه سوريا... ودعوات متكررة لإنهاء معاناة شعبها
ترك البابا فرنسيس بصمة لافتة في مواقفه المتكررة تجاه سوريا، حيث دعا مراراً إلى إيقاف القتال، ورفع العقوبات، وإعادة الأمل لشعب دمّرته الحرب. ففي 9 فبراير 2024، وجه دعوة صريحة للمجتمع الدولي للعمل على إيجاد "حلول جديدة في سوريا"، مناشداً الأطراف المعنية بضرورة الانخراط في "حوار بنّاء وجاد" يفضي إلى إنهاء معاناة المدنيين، وخاصة المتأثرين بالعقوبات الاقتصادية.
وأكد في حينه أن الشعب السوري يعيش حالة من "عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي"، تفاقمت بعد الزلزال المدمر، وعبّر عن تضامنه مع ملايين اللاجئين السوريين المنتشرين في دول الجوار كلبنان والأردن.
صلوات من أجل "سوريا المعذبة"
في مناسبات متعددة، حث البابا فرنسيس العالم على عدم نسيان "الآلام السورية"، مشيراً إلى أن الصراع في هذا البلد لا يزال من أكثر الكوارث الإنسانية تعقيداً في العصر الحديث. وفي مارس 2021، ومع حلول الذكرى العاشرة لانطلاقة الحراك الثوري السوري، أطلق البابا نداءً عاطفياً قال فيه: "أجدد ندائي لأطراف النزاع... لعلّ بصيص أمل يفتح للسكان المنهكين".
وفي خطابه أمام المؤمنين في ساحة القديس بطرس، وصف المأساة السورية بأنها "عنف لا يُطاق"، وذكّر بالملايين من الضحايا، والمفقودين، واللاجئين، معتبراً أن سوريا تعيش في "معاناة هائلة ولا سيما للفئات الأضعف: النساء، الأطفال، والمسنين".
"قرقعة السلاح" في سوريا... موقف لا يُنسى
في رسالة عيد الفصح لعام 2021، هاجم البابا سباقات التسلح واستمرار النزاعات، منتقداً بشدة صمت العالم تجاه ما يحدث في سوريا واليمن وليبيا. وقال بوضوح: "عسى أن يضع المسيح، سلامنا، حداً لقرقعة السلاح في سوريا الحبيبة التي دمرتها الحرب، حيث يعيش الملايين في ظروف غير إنسانية".
كما دعا إلى تقاسم اللقاحات مع الدول الفقيرة، ووقف استخدام المجاعات والعقوبات كأدوات ضغط على الشعوب، في سياق صريح يدعو لتغليب القيم الإنسانية على السياسات المتوحشة.
إرث بابوي ورسالة باقية
رحل البابا فرنسيس، تاركاً خلفه إرثاً من الرسائل الروحية والإنسانية، لطالما جسد فيها موقف الكنيسة إلى جانب الفقراء والمقهورين، وخصوصاً الشعب السوري، الذي نال حصة كبيرة من اهتمامه وصلواته ومبادراته الأخلاقية والدبلوماسية، وبرحيله، تطوى صفحة حبر أعاد تشكيل صورة الفاتيكان بوجه أكثر اقتراباً من معاناة الشعوب، وأكثر دعوة للسلام العادل، في عالم أنهكته الحروب والانقسامات.