الحمد لله على نعمائه، فلقد أصبحنا نتحدثُ في شؤون الأديان، والطوائف، والمذاهب، والفرق الناجية، والفرق المُدَانة، من دون أن نتلكأ، أو نخجلَ من أنفسنا.
بداية أقول: إن وقوف فريق من أبناء المذهب الشيعي في وجه حسن نصر الله، وشقهم عصا الطاعة على حزبه، هو شأن، أو تصرُّفٌ، أو نهجٌ لبناني، أكثر مما هو سوري. إخوتنا اللبنانيون لديهم تراث يستحق التقدير من ممارسة الحرية السياسية، والحرية الاجتماعية، تقابلُه، لدينا نحن السوريين، جبالٌ شامخات من الكبت، والخوف، والكراهية.
على سبيل المثال: في سنة 2006، وَقَّعَ مثقفون سوريون ولبنانيون بياناً سياسياً، سلمياً، ورقياً، غير مسلح، أسموه "بيان دمشق- بيروت"، نصوا فيه على أن الشعبين، اللبناني والسوري، شقيقان، رفيقان، متحابان، متضامنان، لا علاقة لهما بما يشتغل عليه أو يخطط له حكامُ البلدين.
بعد صدور البيان، لم يقل أحدٌ من الحكام اللبنانيين للموقعين على ذلك البيان: ما أحلى الكحل في أعينكم! وأما الموقعون السوريون فقد شُحِطُوا، بكل ما تعنيه كلمة "شُحِطُوا"، من بيوتهم، مع اللطم، والركل، والرفس في المؤخرات، والبصاق في الوجوه، والسباب على الزوجات والشقيقات والأمهات، وسيقَ كلٌّ منهم إلى أقرب فرع مخابرات، وهنالك أهينوا، وذُلُّوا، ثم طُردوا، مع الاحتفاظ بميشيل كيلو مدة طويلة. وبعد أيام قليلة، أصدر رئيسُ مجلس الوزراء، الدكتور محمد ناجي عطري (أبو منير)، فرماناً يقضي بتسريحهم تعسفياً؛ لأسبابَ تمسُّ النزاهة! أتبعه بتعميم على جهات القطاع الخاص بعدم تشغيل هؤلاء المجرمين في منشآته. وقد حدث، بالفعل، أن عُيِّنَ أحدُهم، وهو طبيب باختصاص نادر، في جامعةٍ خاصة، فسُيِّرَتْ دوريةُ مخابرات مؤللة نحو مكتب عميد الجامعة، والدورية أبلغت العميد بضرورة طرد هذا الخاسئ الموقع على البيان، فنفذ الأمرَ صاغراً.
قادنا حظُّنا العاثر، نحن أبناءَ هذا الجيل المخضرم، إلى معاصرة أكثر الحكام الديكتاتوريين العرب شراسة، وحقارة، ولؤماً، فتعلمنا من فصولهم ما تشيب لهوله الولدان، وحفظنا أساليبَهم في الأخذ والرد عن ظهر قلب. والحكاية لا علاقة لها بقومية، أو دين، أو مذهب، فصدام حسين (السني)، حينما سئل عن عشرات الألوف من المعتقلين السياسيين العراقيين الذين يذوقون الأمَرَّيْن في معتقلاته؛ قال: ماكو عندنا معتقلين سياسيين، أكو شوية عملاء لأمريكا يلقون جزاءهم. وحافظ الأسد (العلوي) كان يصرح إن السجون السورية لا يوجد فيها سوى سجناء الحقوق الشخصية والحق العام. أما عبد الحليم خدام (السني) فقد أوضح للرفاق، في سنة 2001، على مدرج كلية الآداب في جامعة دمشق، أن الهدف الأساسي للمثقفين السوريين الموقعين على بيان المجتمع المدني هو تسليم سورية الحبيبة لقمة سائغة لربيبة الإمبريالية والصهيونية العالمية إسرائيل. وها هو السيد حسن نصر الله (الشيعي) الذي يؤكد، دائماً، على أنه جندي صغير في جيش مولاه الفقيه، يقولُ عن رافضي السير ضمن قطيعه إنهم عملاء للسفارة الأميركية.
رحب بعض الثوار السوريين (السنة) بهؤلاء المعارضين (الشيعة)، وصنعوا لهم هاشتاغاً يقول "كلنا- شيعة- السفارة"، بينما ارتاب آخرون منهم، وقالوا إنهم زهور قليلة لا تصنع ربيعاً، وشكك مغالون منهم بهذا التصرف، موضحينَ أن أبناء المذهب الشيعي، كما تقول المراجع السنية، يعتمد (التقية)، أي المراوغة في تصرفاتهم.
ولكن؛ ما يجب الإشارة إليه، والتأكيد عليه، أن هؤلاء المثقفين (الشيعة) لم ينشقوا عن جندي الفقيه في لبنان، حسن نصر الله، لأنهم، في الأساس، لم يكونوا معه. وليكن في معلومكم أن كل واحد منهم يحمل اسماً أكبر وأهم من اسم نصر الله نفسه. وبالتالي، ليس بينهم واحدٌ يقبل أن يكون ضمن قطيعه، مثلما يربأ أيُّ مثقف (سني) بنفسه أن ينضوي تحت راية البغدادي أو الجولاني، أو حتى أحمد حسون.
يواجه نظام بشار الأسد في سوريا ما يصفه خبراء أميركيون بأكثر الضغوط قوة منذ بداية الصراع الذي دخل عامه الرابع. يضع هذا الضغط الجديد عددا من الخيارات الواضحة أمام الولايات المتحدة، وروسيا، وإيران، ودول جوار سوريا.
ويرى مسؤول استخباراتي أميركي أنه «استنادا إلى التوجهات الحالية، فإنه قد آن أوان التفكير بشأن سوريا ما بعد الأسد». وحتى وقت قريب، كان المحللون الأميركيون يصفون الوضع هناك بأنه متجمد، غير أنه على مدار الشهر الماضي، بدأت مكاسب المعارضة في شمال سوريا وجنوبها تحدث تغيرا في الأوضاع القائمة.
ويرى المسؤولون الأميركيون الضغوط تتراكم على الأسد من أربعة اتجاهات. نجح ائتلاف قوي جديد للمعارضة يسمى «جيش الفتح»، الشهر الماضي، في الاستيلاء على عاصمة محافظة إدلب. تقاتل «جبهة النصرة» المنتسبة لتنظيم القاعدة بضراوة إلى جانب هذا الائتلاف، كما أن الثوار المعتدلين المعروفين باسم «الجبهة الجنوبية»، المدعومة من الولايات المتحدة، بدأوا أخيرا يكسبون أرضا في جنوب سوريا. أما تنظيم داعش، وهو التنظيم الأكثر ترويعا بين هذه الجماعات كافة، فهو يعيث فسادًا في أنحاء شمال سوريا ووسطها وشرقها.
يقول محلل استخباراتي أميركي: «يواجه الأسد خيارات عسيرة مع زيادة خسائره في ميدان القتال». ومع تزايد الضغط، فإن البعض من مؤيدي الأسد يتخذون إجراءات احترازية. وثمة تقارير تشير إلى قيام روسيا بإجلاء بعض موظفيها من اللاذقية، مسقط رأس الأسد، في شمال غربي سوريا. وفي الوقت ذاته، يقال إن عددا من أفراد الدائرة المقربة من الأسد يسعون للحصول على تأشيرات للخارج، أو يستعدون لاحتمال سقوط النظام.
تسرب الإحساس باحتدام وتيرة القتال من خلال مكالمة هاتفية يوم الخميس مع النقيب إسلام علوش، الناطق باسم جماعة تعرف بـ«جيش الإسلام»، التي تنسق مع ائتلاف «جيش الفتح». أوضح النقيب علوش، الذي تمت مقابلته في ما وصفه بأنه موقع بالقرب من حلب، أن الثوار الآن يتحركون باتجاه اثنين من أهم معاقل الأسد وهما اللاذقية ودمشق. وقال: «لا شك أن جيش الأسد بات أكثر ضعفا».
ولكن هناك تحذير واجب بشأن هذا الحديث عن «اللعبة النهائية»، فقد بدا الأسد في مأزق من قبل، ولكن يد الإنقاذ مُدت إليه من إيران ووكلائها. وزاد الرئيس الإيراني حسن روحاني رهانه هذا الأسبوع، إذ أعلن أنه سيدعم حكومة الأسد «حتى نهاية الطريق». ويوحي هذا بأن طهران تدرك الضغوط الجديدة، ولكنها لا تعتزم التراجع. وتقول مصادر إن قوى أخرى عميلة لإيران قد دخلت سوريا في الآونة الأخيرة للعمل على دعم الصفوف.
مع ذلك، يثير هذا الضغط من قبل الثوار على الأسد عددا من المشكلات المزعجة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وهذا لأن الكثير من المكاسب الميدانية الأخيرة قد تحققت على أيدي جماعات تعتبرها الولايات المتحدة جماعات متطرفة، مثل «جبهة النصرة»، وتنظيم داعش. ويخشى بعض المسؤولين من أنه في حال سقوط الأسد، فستندفع هذه الجماعات لملء الفراغ مما يزيد عدم الاستقرار في المنطقة.
ترفض الولايات المتحدة التعاون مع «جبهة النصرة»، فهي تعتبر أفرادها فرقة من أتباع تنظيم القاعدة غير التائبين، حتى وإن قيل إن الجماعة تتلقى دعما غير مباشر من تركيا وقطر. ولم تكن المقابلة مع أبو محمد الجولاني، القائد الميداني لـ«جبهة النصرة»، والتي بثتها قناة «الجزيرة» الأسبوع الماضي، مقنعة للمسؤولين الأميركيين. وكانت تصريحاته تتجه نحو التصالح مع جماعات الأقلية في سوريا، وقال خلالها إن معركته ليست مع الولايات المتحدة.
لم يتبرأ الجولاني من «القاعدة»، كما كان يأمل البعض، وهو الأمر الذي كان من الممكن أن يفتح الطريق أمام تحالف مرحلي. ولا يزال الخبراء الأميركيون يعتبرونه خصما خطيرا، ويواصلون التحذير من التعاون مع مقاتليه. ويتسبب هذا في تعقيد عملية التخطيط في الشمال، حيث تعمل «جبهة النصرة» في غرفة قيادة العمليات مع «جيش الفتح» في إدلب وحلب.
لقد سيطر تنظيم داعش على الكثير من الأراضي في سوريا والعراق مؤخرا، لدرجة أن بعض الخبراء الاستراتيجيين في الشرق الأوسط يحاولون الآن الترويج لفكرة التحالف مع أقل الشرين ضررًا، وهو «جبهة النصرة» وغيرها من المتشددين، من أجل التصدي لتنظيم داعش.
يقول المنطق، كما يوضح أحد المسؤولين: «اهزم هتلر أولا، ثم اهزم ستالين»، غير أن محللين آخرين يرون أن الضربة القاضية الوحيدة هي أن يقوم الجيش التركي بتدخل عسكري، مدعوما بغطاء جوي أميركي.
يظل تركيز إدارة أوباما منصبا على التسوية الدبلوماسية. ويقول المسؤولون إن موسكو وطهران في نهاية المطاف ستريان الضغوط الهائلة على الأسد من قبل جماعات متشددة خطيرة كثيرة، ومن ثم ستقبلان بالمفاوضات على عملية انتقال سياسي من النظام الحالي.
وتتمسك الولايات المتحدة بالأمل بأن تغير روسيا وإيران النهج الذي تتبنيانه، ولكن بعد أربع سنوات من هذه الحرب الشنيعة، الأمل لا يعد استراتيجية. وللأسف، لم تشكل الولايات المتحدة بعدُ قوة معتدلة يعتمد عليها، قادرة على الإطاحة بالأسد عند المنعطف، وحكم سوريا من بعده.
باتت إدلب بشكل شبه كامل محررة اللهم بعض الجيوب (مطار أبوضهور – كفريا – الفوعة ) التي هي مسألة وقت و تنتهي ، ليكتمل اخضرار ادلب بشكل كامل ، و هذا الوقت منوط بغايات يعرفها جيش "الفتح" و يعمل على الإستفادة منها حتى آخر لحظة و بعدها ، سيتم تحديدة آلية و كيفية إنهاء هذه الجيوب ، و إن كانت امكانية اجراء مبادلة على معتقلين هي الأبرز بين الخيارات سيما بعد مناشد الدكتور عبد الله المحيسني لأهالي المجاهدين بمغادرة مناطق النظام خشية من غدر النظام و تحويل المبادلة من معتقلين قدماء إلى محتجزين و مخطوفين.
عملياً باتت إدلب في حكم صفحة و طواها "الفتح" ، و باتت المرحلة القادمة هي مرحلة "الجد" الفعلي و الإمتحان الأهم للمسيرة ، فإدلب تحولت لقاعدة إرتكاز لما بعدها ، و "مابعدها" هي نقطة في غاية الأهمية و التعقيد و بحاجة لكثير من التحضير و التخطيط و رسم الخطط لأنه على ضوئها سيتحدد الهدف و كيفية الوصول إليه .
بشكل مبدئي ستكون الوجهة القادمة لـ"الفتح" سهل الغاب ، و هو نقطة الإمتحان الأولى و الأبرز و تحديداً المفتاح لكل المراحل التي تليه ، فالخط من حدود إدلب مروراً بسهل الغاب ، وصولاً إلى جورين ، هو خط صعب و معقد كونه أولى الضربات التي ستواجهها المناطق الموالية و المساندة و الداعمة للأسد بالعنصر البشري ، و تجاوزها يعني أن ما يحدث فيها سينطبق على غيرها إبتداءً بالقرداحة على سبيل المثال ، وصولاً إلى دمشق .
جورين و الوصول إليها ، يعني رسائل عديدة و بالغة الأهمية ، أولها و أهمها هو كسر الحلف "ايران – حزب الله – قوات الأسد" سوية و بضربة واحدة ، و سيؤدي إلى إنهيار آخر بقايا الأمل و المعنويات و بالتالي الإنهيار التام لكل شيء ، و التراجع و التقهقر يبقى مسألة وقت ، كما حدث أيام معركة "مثلث الموت" في درعا ، فكسر هذا المثلث حوّل قوات الأسد و كل من يسانده إلى جدران خلبية تنهار مع أول ضربة أو صفعة تتعرض لها.
جورين النقطة أو الهدف العام للمرحلة لمابعد إدلب ، و منها سيكون مفترق الطرق ، بين الإتجاه جنوباً نحو حماه فحمص و دمشق ، كما قال حسام أبو بكر قيادي أحرار الشام عندما تحرر معسكر وادي للضيف ، أو تكون اللاذقية بقراها و مدنها كما ردد الثوار في الإنتصارات التي حدثت في إدلب .
و يبقى الخشية من الطعن الذي قد يأتي من جهة عبثت جيداً و فتكت بقوة في تكوين الجسد الثوري ، في ريف حلب كان آخرها ، و حالياً يخشى أن تقلب الموازين و تغير الخطط إذا ما غيّرت وجهتها و تحولت إلى حماه لتقطع الطريق على "الفتح" باتجاه دمشق ، و تغيير المخططات و اجبار الإتجاه نحو الساحل.
ما هو المستقبل الغامض الذي ينتظر الرئيس بشّار الأسد، في حال سقوط النظام الذي بناه والده الرئيس حافظ الأسد منذ 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 1970، يوم اعتقل خصومه وعلى رأسهم صلاح جديد؟
هل يمكن أن يلجأ الى إيران، مثلما فعل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي لجأ الى السعودية هرباً من الجماهير الغاضبة؟ أم أنه سيرفض التنازل عن النظام الحزبي الذي دفع ثمنه حتى اليوم أكثر من 250 ألف قتيل، بينهم 85 ألف عسكري ومدني ينتمون الى الطائفة العلوية.
الصحف الفرنسية ادّعت أن الإسرائيليين نصحوا بشار الأسد، عبر وسطاء فرنسيين، بضرورة الانسحاب من دمشق الى اللاذقية، ما دام الجيش النظامي قادراً على تأمين انتقاله بحماية الطيران، خصوصاً أن الميليشيات العلوية المولجة بحراسته تنتشر في وسط دمشق وريفها، إضافة الى قوات أخرى موجودة حول حمص وطرطوس.
وذكرت تلك الصحف أن النصيحة الإسرائيلية جاءت عقب احتلال تنظيم «الدولة الإسلامية» الرمادي في العراق... ومدينة تدمر في سورية، واستعداده لمواجهة قوات الأسد المسيطرة على المحافظات الواقعة غربي البلاد.
وترى الأمم المتحدة أن احتلال مدينة تدمر حقّق لـ «داعش» هدفاً استراتيجياً بالغ الأهمية. ذلك أنه استولى على مدينة يزيد عدد سكانها عن خمسين ألف نسمة... وعلى قلعة تاريخية عُرِفَت بـ «عروس الصحراء».
وبسبب عزلتها الجغرافية وصعوبة الوصول إليها، فقد اختارتها حكومة الانتداب الفرنسي في ثلاثينات القرن الماضي لتبني فيها سجناً خصّصته للعسكريين. ثم استخدمه حافظ الأسد في السبعينات، ليكون المعتقل الذي يزجّ فيه خصومه من جماعة «الإخوان المسلمين». وقد وصفته منظمة العفو الدولية بأنه «صُمِّم لإنزال أكبر قدر من الإذلال والقهر والتعذيب بالمساجين».
وفي حزيران (يونيو) 1980، قام «الإخوان» بحركة تمرد وعصيان استمرت أياماً عدة، سقط خلالها نحو ألف قتيل. ومن أشهر الوقائع التي رُويت عن عذابات المعتقل ظهرت في كتاب «القوقعة» لسجين أمضى في ظلمته اثنتي عشرة سنة.
واللافت أن حراس النظام هربوا مع مئات المعتقلين، عندما بلغهم أن رتلاً طويلاً من الدبابات والمصفحات وناقلات المحاربين، يتّجه نحو المدينة تحت الأعلام الداعشية السوداء اللون.
وكان من الطبيعي أن تثير السهولة التي تمت فيها عملية الاستيلاء على المدينة وقلعتها التاريخية، دهشة المستغربين والمتسائلين حول أسباب اختفاء الطيران الحربي الأميركي والإيراني من سماء تلك المنطقة!
وذكرت وكالات الأنباء أن جنود الجيش السوري النظامي هربوا من المدينة تجنباً للصدام مع الغزاة على رغم أعدادهم المتفوّقة، ومعداتهم العسكرية الكثيرة والمتنوّعة، وخلال يومين فقط نجح تنظيم «الدولة الإسلامية» في السيطرة على المدينة، مثلما سيطر على مدينة الرمادي في العراق. والمؤكد أنه في الموقعَيْن، استولى على كميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة.
ومع أن مئات الأسرى دُفنوا في الصحراء واختفت آثارهم، إلا أن حزبَي «الكتائب» و «القوات اللبنانية» يعدّان قائمة طويلة بأسماء 600 معتقل لبناني كانوا في سجن تدمر. وتشير المعلومات الى أن الجيش السوري أخلى سبيل سبعة آلاف سجين قبل وصول قوات «داعش» بيومين فقط.
ويُستدَل من طبيعة الأخبار التي نشرتها الصحف الأميركية، أن إدارة أوباما كانت مقتنعة بانهيار «داعش»، بدليل أن النجاح المدوّي على الجبهتين العراقية والسورية قد فاجأها. ويرى العسكريون في إخفاق الإدارة، شهادة على فشل الغارات الجوية الاستعراضية، وانقطاع واشنطن عن الواقع في ميادين القتال.
وترى الحكومة الفرنسية أن الموقف الأميركي الرسمي لا يوحي بالثقة والاطمئنان، كونه ينظر الى أزمات المنطقة بعيون إيران لا بعيون الدول العربية. والدليل على ذلك، أن الجيش الأميركي باشر قبل مدة برنامج تدريب مقاتلين من المعارضة السورية في تركيا. وقد فسّرت الإدارة هذا البرنامج بأنه يستهدف القضاء على «داعش» وليس على النظام السوري. ولكن الأحداث أثبتت عكس ذلك. ثم تبيّن أن واشنطن بدأت بتدريب نواة جيش وطني في الأردن، على أمل أن يلعب دوراً مهماً خلال المرحلة الانتقالية.
وربما توقعت الإدارة الأميركية انهيار النظام السوري مطلع هذه السنة، بسبب الخسائر العسكرية التي مُنيَت بها قوات الأسد، أو بسبب الدعم الذي حصلت عليه المعارضة من دول إقليمية مثل تركيا وقطر. علماً أن هاتين الدولتين تتهمان النظام السوري بالتحالف الضمني مع «داعش»، لأن زحفه المتواصل يصعب تحقيقه من دون تغاضي قوات الأسد وتساهلها.
يقول المراسلون إن الأمثلة على تناغم النظام والتنظيم كثيرة، خصوصاً بعد اجتياح تدمر والاستيلاء على مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور ومدينة البو كمال المتاخمة للعراق. وهناك مَنْ يزعم بأن محاربي «الدولة الإسلامية» قد أحكموا سيطرتهم على أكبر حقول النفط في تلك المنطقة.
يُجمع المراقبون على القول إن تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يمكنه التوجّه نحو بغداد والمناطق الشيعية في جنوب البلاد، قبل إنهاء مهمته في سورية، الدولة المنهَكة والمعتمدة على مقاتلي «حزب الله». وهذا ما يفسر عودة الحرارة الى بلدة عرسال وجرودها الممتدة على مساحة أربعمئة كيلومتر مربع. وهي بلدة سنّية مستنفرة دائماً إثر خطف عشرين عسكرياً لبنانياً في الصيف الماضي. وقد حذّر رئيس الحكومة تمّام سلام، من أخطار العبث بهذه الجبهة الحساسة، حيث يجتمع ثمانون ألف نازح سوري وخمسة وثلاثون ألف مواطن لبناني، وسط منطقة جبلية وعرة يستغلّها الإرهابيون وسواهم.
الأهمية التي يوليها «حزب الله» لبلدة عرسال، تكمن في موقعها الاستراتيجي المميز. وفي حسابات قادته، أن سقوط هذا الممر الحيوي الوحيد سيمنع وصول الصواريخ والأسلحة الإيرانية الى البقاع وبعلبك، في حال استولى عليه «داعش» أو «جبهة النصرة». أي الأسلحة التي تنقل من ميناء اللاذقية، والتي تواجه عملية تمريرها صعوبات جمّة بسبب استيلاء «داعش» على المعابر الواقعة بين العراق وسورية.
ويرى العسكريون أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يطمح الى تفكيك قواعد «الهلال الشيعي»، من طريق فصل الجبهة العراقية عن الجبهة السورية. وتظهر الخريطة الاستراتيجية التي استكملت بعد احتلال الرمادي وتدمر، أن معابر الحدود أصبحت خارج السيطرة السورية أو العراقية. ومعنى هذا، أنه لم يعد لجيش بشار الأسد أي وجود مؤثر سوى داخل منظومة المحاور الغربية التي تربط بين دمشق وجبال القلمون. ومن هناك، يمتد نفوذه الى محافظة اللاذقية التي تعتبر المعقل المركزي للنظام.
الصحف الفرنسية تتحدث عن تجمعات «داعشية» استعداداً لشنّ هجوم واسع، يبدأ بعزل اللاذقية من الجنوب، ومهاجمة حماة بهدف الوصول الى منطقة مصياف في الساحل. وتشير هذه الصحف الى وضع قاتم بالنسبة الى العلويين القاطنين في العاصمة، خصوصاً في حال عُزِلت دمشق، ووجد هؤلاء أنفسهم غير قادرين على الانسحاب الى جيب الأقليات في اللاذقية. ويبدو أن غالبيتهم قد انسحبت الى قرى علوية منتشرة حول حمص، وصولاً الى مدينة طرطوس.
أما بالنسبة الى توقيت الهجوم الواسع، فإن الإعلام الفرنسي يشدّد على فترة أشهر الصيف، أي عندما ينشغل «حزب الله» في عرسال وجوارها.
وتزعم هذه المصادر، المستقاة من الاستخبارات الغربية، أن «حزب الله» خسر أكثر من ألف قتيل، وحوالى سبعة آلاف جريح في سورية. وهذا، وفق تقديرها، يشكّل قوة عسكرية مهمة، من أصل ثلاثين ألف مقاتل يؤلفون نواة التنظيمات المسلّحة للحزب.
وكما تفتح المؤسسات التجارية العالمية فروعاً لها في كل مكان، هكذا يفعل زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي. وهذا ما يفسّر الهجمات الإرهابية التي نفّذتها جماعته في ليبيا بواسطة مقاتلين تونسيين.
ويبدو أن نشاط التونسيين في المنظمات الإرهابية قد استفحل، بحيث انتقل الى داخل حدود الجزائر. لذلك أعلن وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح، حال الاستنفار بهدف تطويق المخططات المعادية كافة. واعتُبِر هذا الإجراء بمثابة تطمين للمواطنين الذين تخوّفوا من تنامي هذه التيارات المتشدّدة التي تشهدها الجزائر من مقاتلي «القاعدة» في الجبال والمناطق الجنوبية.
وكان رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، يعوِّل كثيراً على مؤتمر باريس، وما يحمله التحالف الدولي من مقترحات عملية لمواجهة تمدّد «داعش» في العراق وسورية. ثم جاء البيان الختامي ليثبت أن هناك دولاً كبرى تستفيد من القلق الدائم الذي يحدثه تنظيم «داعش» في العالمَيْن العربي والإسلامي... وأن إيران تبرر تدخّلها، في لبنان وسورية وفلسطين واليمن والعراق، بحجة الدفاع عن حلفائها وأنصارها.
وهكذا تصبح «الدولة الإسلامية» السنيّة حاجة ضرورية لتبرير الحروب في المنطقة!
لم يكن يتوقع اشد المتفائلين بالثورة السورية أن يكون هناك استمرار جيش الفتح في نسج اسطورته ، و متابعة المسير لنقل إدلب إلى الحرية بشكل كامل ، و بنفس الوقت لم يكن أكثر المتشائمين الموالين للأسد ، يضع في حسابنه خطوة كهذه ، فالفتح بمكوناته كافة قد أعلن النفير نجدة لريف حلب من "داعش" ، و يؤرقه الجنون غير المسبوق من القصف الأسدي الذي بلغ أمس الأول 285 غارة جوية بكل الأنواع .
لكن كالعادة أبى الفتح إلا أن يتابع حالة الكسر للقواعد و التوقعات و يضرب بيد حديدية تزداد صلابة بعد كل مواجهة ، يفتك بعدوه بلا مهادنة ، و كل ما يحتاجه هو ترتيب بسيط بين كل جولة يخوضها .
فمنذ ظهر الأمس أُعلن عن البدء بإنهاء وجود الأسد في إدلب ، و في نفس الوقت في شمال حلب الإعلان عن إنهاء صد هجمة داعش و الإنتقال إلى مرحلة التقدم لاسترجاع مافات ، و الإجهاز على التهديد ، لم يكتف بهذه الجبهتين ، بل هناك جبهة بدأت بالفعل و بقوة في الساحل في التلال ريف اللاذقية ، حيث يوجهون الضربات و يستعيدون زمام المبادرة.
"الفتح" أعلن التؤمة مع كل يحمل "الفتح" في حلب المساندة و المساعدة للإنهاء الخطر الصائل "داعش" و الوقوف من جديد لضرب الجائل "الأسد و من يسانده" ، فهو يقول إدلب لن تكتفي بالقول لـ حلب : عقبال عندك ... بل سنكون معك و نساندك ...
صفعة ادلب اليوم و ريف حلب و ريف اللاذقية أَذهبت ما سعى إليه مساندوا الأسد من خلال الإعلان عن مده بآلاف المقاتلين لتأمين الحماية له ، و تسليم القيادة في المناطق التي تلي إدلب "سهل الغاب" لإيرانيين و أذنابهم ، و الأهم وجهت رسالة للعالم أجمع أن مهما اجتمع على الثورة من أعداء سواء أكانوا مباشرين أو غير مباشرين ، فالثوار قادرين من خلال إيمانهم و إرادتهم ، مواجهتهم مجتمعين و مفردين و منتشرين ، دون أي دعم من أحد أو مساندة ، و أي حديث عن مساعدة أي طرف للثوار على الأرض في حروبهم و معاركهم ، هو طعن بقدراتهم و قوتهم و إرادتهم .
تشهد الأراضي السورية عمليات جلب للآلاف من المقاتلين المرتزقة من العراق وأفغانستان وإيران للدفاع عن المجرم بشار الأسد، وهو الأمر الذي لم ينفه النظام. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر بالنظام الأسدي إقراره بوصول الآلاف من المقاتلين المرتزقة من العراقيين والإيرانيين إلى سوريا بهدف الدفاع عن دمشق وضواحيها بدرجة أولى.
كما كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية أن مجرم دمشق يعتمد الآن على مرتزقة شيعة من أفغانستان، وذلك استناداً إلى تصريحات زعماء قبائل شيعية يقولون إن السفارة الإيرانية في كابل تمنح مئات التأشيرات شهرياً لرجال شيعة يرغبون في القتال بسوريا.
حسناً، ما هي مدلولات ذلك؟ الأكيد أن الأسد، ومن يقف خلفه من إيران وأتباعها، أدركوا أن المعركة الآن ليست معركة الدفاع عن حكم الأسد لكل سوريا، بل هي معركة الحفاظ على دمشق، ورأس الأسد نفسه، خصوصاً وأن هناك معلومات استخباراتية لدولة مجاورة لسوريا تقول، وبحسب مصدري، إن ذلك مبني على رصد اتصالات وتحركات على الأرض، إن معركة دمشق وحمص ليست بالبعيدة، ورغم تشكيك بعض من استمزجتهم بهذه المعلومة فإنه، وبحسب ما نشر مسبقاً، أعلنت كتائب بالمعارضة أن دمشق هي هدفهم المقبل، كما أن محسوبين على الأسد يقولون، وكما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، إن دور المقاتلين المرتزقة من العراقيين والإيرانيين هو الدفاع عن دمشق وضواحيها، مما يعني اعترافاً بالهزيمة والقلق من الأسد والإيرانيين، خصوصاً وأن الأسد يواصل خسارة مواقع جغرافية مؤثرة.
والاستعانة بهؤلاء المرتزقة تعني بالطبع أيضاً فشل حزب الله الذي بات يفاخر باسترجاع أراض لبنانية من المقاتلين السوريين بدلاً من تحقيق انتصارات بالأراضي السورية! وفشل حزب الله هذا، ومن قبله الأسد، في كسر شوكة المعارضة السورية المسلحة، هو فشل للإيرانيين تحديداً، ولكل الدعاية الفجة التي يقوم بها الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وهو الفشل الذي وضع وليد المعلم في حرج الأسبوع الماضي أمام صحافيي النظام الذين باتوا يتساءلون إن كانت سوريا انقسمت بالفعل، وعن فشل الدعم الروسي والإيراني للأسد!
والاستعانة بالمرتزقة العراقيين والأفغان والإيرانيين هي دليل تورط إيراني واضح بسوريا، وتأجيج للصراع المذهبي بالمنطقة، حيث لا فرق بين "داعش" وإيران الآن بتأجيج الطائفية، ورغم كل ذلك تسعى الإدارة الأميركية للتفاوض مع إيران، مما يؤكد تراخي إدارة أوباما حيال طهران التي لا تدعم مقاتلين سوريين، بل تجلب مرتزقة طائفيين إلى سوريا. وجلب المرتزقة هذا يظهر بالطبع حجم القلق الإيراني على وضع الأسد الآن، خصوصاً وأن إيران تعي أن سقوط الأسد هو سقوط لمشروعها ككل بالمنطقة.
وعليه فمن المفروض أن لا يتوقف دعم المقاتلين السوريين المعتدلين، مع ضرورة الاستعداد الآن لمرحلة ما بعد الأسد، لأن المؤكد هو أن هناك معركة قادمة لا محالة بعد سقوطه. والأهم الآن هو الإجهاز على الأسد، والمشروع الإيراني برمته، وتحديدا في سوريا، وليس أي مكان آخر.
مما لاشك فيه أن المنطقة الآن في مخاض تكاد ملامحه تتوضح و إنّ هذا المخاض هذا سيفضي إلى تسويات والصراع الآن هو على هذه التسويات ومن سيكسب أكثر إقليمياً.
إيران بدئت بالتحرك المكشوف وهي تقوم بإرسال المزيد من القوات الى دمشق والساحل وذلك منعاً لسقوط النظام في المنطقتين.
تركيا المترقبة للمشهد والتي تساهم في تدريب المعارضة المعتدلة لزجها في تلك المواجهة مع عدم جدوى ذلك سوف تضطر لاحقاً للتدخل بشكل علني لحماية مصالحها وذلك بالتسريع في عملية إسقاط النظام من خلال ضربة جوية أصبحت وشيكة وفرض الحظر الجوي مع ترافق للهجوم من طرف الكتائب المقاتلة.
لذلك تعمل القوة الحليفة تركيا والسعودية وحلفهم وهم يهيئون ويعدون المعارضة القريبة منهم والتابعة لهم ويجهزونها لتلعب دور البديل المقبول دوليا لايجاد حل سياسي مترافق مع الحل العسكري.
حيث أن الايام القادمة سوف تكون حبلى بكثير من الأشياء وخصوصاً إن تطورت معارك حلب وتوسعت.
فالمطلوب دوليا والممكن تحقيقه هو مشروع تسوية تتخلص من بشار وتؤسس لنظام بديل يرضي الحلفين بتقاسم المصالح مع فرض تبعية جديدة للوافدين الجدد في ظل الحل السياسي.
ولذا فإن مايدور في الكواليس السرية من مفاوضات وتجهيزات عسكرية من كلا الحلفين لحسم الامور وفرض سياسة الأمر الواقع وطبيعي أنه ليس مسموحا لكلا الحلفين التوجه نحو مشروع إسلامي بالتبلور والنضوج والتوسع.
حين تعودون لثورتكم وعلمكم وما بدأتم به وتقفون بوجه كل من له مشروع ” خاص ” بعيد عن سوريا , حينها ستحققون النصر والوحدة.
قد يرد البعض ويقول “اتفضلوا قاتلوا وحققوا مشروعكم” نقول له وهل انت تقاتل على فيس بوك مثلاً ؟ انت صاحب رأي وكلمة فقط وستكون كلمتك مؤترة حتماً وستفيد بحشد الرأي العام , على الاقل قل كلمة الحق واعمل لوحدة البلاد كل البلاد .
وانتبه لاتؤجل الكلام وتقول “هلأ موقتها لنخلص من النظام منحكي “ هذا النهج لن يخلصكم من النظام بل سيعمق الهوة ويطيل بعمر النظام ويفتت البلاد, فلا تكن منافقاً ووصولياً تغرر بالاخرين وتملأ رؤوسهم بكلمات الاستحسان لتسرق جهدهم وتصارعهم لاحقاً وبمعارك متلاحقة وانت تعرف بينك وبين نفسك ان مشاريعهم لن ترضيك ولن تقبل بالعيش تحت حكمهم مستقبلاً , فلماذا تصمت !؟
والسؤال هنا ايضاً هل لمن يقاتل على الارض هل هو يقاتل ليغتنم حصة من البلاد ويقيم مشروعه السياسي وبقوة السلاح لانه قاتل النظام ! ام انه يقاتل لتحقيق حرية وتطلعات الشعب السوري ؟ هنا لانتكلم عن المقاتل و ” المجاهد ” السوري الذي تخلى عنه كل العالم ووضع امام خيارات صعبة, بل هنا نتكلم عن قيادات تلك التنظيمات التي بايعت الغرباء عن بلادنا ويتحركون ويصرحون وفقاً لاجندات تلك القيادات المتشددة التي لا علاقة لها بالشعب السوري ولابثورة الشعب السوري.
اليوم باتت الامور واضحة وجلية للجميع فالمشاريع باتت معلنة
لم يوصلنا لهذا الحال سوى التصفيق للفصيل الفلاني والتنظيم العلاني, وتلك الفصائل لاتنتظر منكم التصفيق اصلاً ولا التمجيد , فهم يعملون على مشاريعهم بعيداً عنكم وعن طموحاتكم .
على الاقل ارفعوا اصواتكم في وجوههم وفاء لشهداء الثورة وطالبوا بحريتكم واحترموا ثورتكم وتضحيات الشعب السوري , وطالبوهم بجرأة ووضوح ان ينضموا هم اليكم وان يخضعوا لارادتكم ” الوطنية ” لا ان تنضموا انتم لهم ولقياداتهم القابعة خارج الحدود ! لأنكم انتم الشعب .
وتذكروا جيداً ان من ينقضون القسم والعهد والوفاء لن يكتب لهم النجاح , نعم هذا ما تعلمناه من الدين والتاريخ والمنطق ,
ان الاصطفاف وراء تنظيمات وجماعات ومليشيات واحزاب لها مشاريعها الضيقة والخاصة لايحقق النصر ووحدة الآوطان, وسيستمر الصراع لعقود طوال مالم تحسموا امركم وتعودوا لما بدأتم به.
هذا الكلام موجه لجمهور الفيس بوك من جمهور داعش والنصرة وباقي الفصائل والاحزاب التي اعلنت مشروعها السياسي و لمن تتبع بوضوح ولم يخجلوا منكم , وايضا الكلام لجمهور “الاحزاب الانفصالية الكوردية ” الذين يريدون اقامة مشروعهم الخاص بهم بعيد عن سوريا وحلم الشعب السوري . وايضاً الكلام موجه للكثير من شخصيات “المعارضة ” التي تتصيد في هذا المشهد المرعب وتصمت على مبدأ لعل وعسى ” ولا يفل الحديد إلا الحديد ” ! وموجه ايضاً لطيف من بعض ” المثقفين ” الذين يكتبون كلاماً موارباً وحمال اوجه بهذا الخصوص وهؤلاء يتحملون المسؤولية الأكبر .
ومن هنا من يريد التمسك بتلك المشاريع ويصفق لاصحابها نقول له انت لست من الثورة والحرية وسوريا بشيء .
وكل من هؤلاء سيتحمل نتيجة مواقفه واقواله وافعاله لاحقاً .
كونوا شعباً واحداً بالخطاب الوطني على الاقل لتضمنوا حريتكم و مستقبل ابنائكم ووحدة بلادكم . هذا ان اردتم فعلاً وحدة سوريا !!!
بدأ الطيران التابع لنظام الاسد المجرم رحلته اليومية التي يبحث بها عن اماكن يلقي عليها براميله المتفجرة وصواريخه الفراغية ليحصد المزيد من أرواح المدنيين الأبرياء ،فكان إقلاعه من مطارات حمص وحماة واللاذقية والوجهة في الغالب بلدات الريف الإدلبي والحلبي ،وبعد أقل من ربع ساعة يصل الطيران لأجواء المنطقة بصوته القوي ويبدأ بمناورات الحرب الاعتيادية يميناً وشمالا يرتفع تارة ويهوي بسرعة تارات أخرى فيلقي عدة براميل أو صواريخ كانت ملاصقة لجنبيه لايوجد فيها إلا بضع أطنان من المواد المتفجرة والشظايا القاتلة ، تتساقط كحبات المطر بسرعة فوق منازل للمدنين ، و الذين كانوا يأملون من هذه الطائرات أن تدك عروش عدوهم في الجولان وتحرر أرضهم المغتصبة في فلسطين ولكن شاءت الأقدار أن يروها تحلق في سماء بلادهم لتحمي عرش قائدهم المفدى الرمز نظراً لما تتعرض له بلادهم من هجمة لجهات مدسوسة تريد أن تخرب هذا البلد وتدمره فكان لابد من استخدام القوة في ضرب المدنين العزل ، ولاضير إن قتل العشرات بل المئات أو حتى الألاف منهم فهم كثر وخصوصاً من أبناء أهل السنة أعدادهم كبيرة وانتشارهم كبير في الأرض السورية وهم يتزاوجون وينجبون الكثير من الأولاد فلاضير إن قدمت أرواحهم وارتقت للسماء في سبيل الحفاظ على الحكم وكرسي الشعب الذي طالما ناضل وجاهد وقاتل في سبيل تقدم واذدهار هذا الشعب ، أليس هذا النظام الذي يحاربونه ويسعون للقضاء عليه وتدمير البلد وتفتيت اللحمة الوطنية فيه هو من قدم لأبنائه المدارس والمشافي المجانية وعلمهم منذ الصغر وقدم لهم الكتب والأقلام فعلمهم حب الوطن وقائده وتمجيد رموزه وبطولاتهم في حرب تشرين وزرع في نفوسهم الأمل القادم بتحرير فلسطين واستعادة الجولان المغتصب ولواء اسكندرون وأن الجيش السوري هو درع الوطن وحامي الديار وأن الساحل وجبل العرب هم منبع للأحرار الذين وقفوا في وجه فرنسا والأستعمار .
ولكن.....
كل هذا العلم والتطمينات التي قدمها النظام لوجود النفط في أيدي أمينة لم تمنع الشعب في سوريا سوريا الأسد سوريا حافظ الأسد سوريا بشار الأسد كما علمونا من تقليد شعوب تونس وليبيا ومصر في الخروج في الساحات ورفع الأعلام والهتاف لما قالوا أنها الحرية التي مافتىء النظام يحذر منها وان هذه الحرية كذب غربي وماخطاب الغرب المتحرر إلا أعلام أعوج لم يرتقي لمستوى الإعلام السوري الفذ الذي أذهل العالم بمدى صدقه وموضوعيته وتجنبه الحياد في الاشكالات الحاصلة بين الشعب وحاكمه .
كل موجات التنبيه والتحذير لشيخ الأمة مفتي الديار أحمد بدر الدين حسون لم تستطع أن تضبط عقول الشباب بعد تناولهم وجبات سندويش الفلافل المليىء بحبوب الهلوسة المستوردة من قطر وتركيا فأعمت على قلوبهم وبصيرتهم فتحدو نظام الأسد وتحدو ملّة طهران وقوة حزب الله التي لاتقهر ولم يكتفوا بالحراك السلمي ضد هذه النظام بل حملوا السلاح بوجهه ووجهوا البنادق لتخريب البلد وقتل أخوانهم من الطائفة العلوية فلم يتركو للنظام مجالا لتركهم يخربون الديار فكان لابد من استخدام القوة بعد المحاولات لاسترضائهم وتلبية مطالبهم باءت جميعا بالفشل نتيجة التدخل الغربي والعربي المعادي لحكم الأسد وكل حاكم فذ أمثاله ،
وبعد تروي وطول انتظار وأخذ الفتاوى من حسون والبوطي والتي كان لابد منها لتجنب غضب الله ومخافة ارتكاب الذنوب بدأ الضرب بالنار والحديد لتخليص سوريا مما ألم عليها من كرب بعد أعوام طالت عم فيها الأم والسلم والأمان في ظل حماة الديار فبدأ الطيران الحربي في وقت متأخر باستخدام القوة بعد أن فشلت محاولات اسكات الأصوات المنادية بتخريب البلد بالمدفعية والصواريخ والاعتقال فكان لابد من خيار الطيران الحربي والمروحي وتجهيز البراميل التي تقصف المناطق الخارجة عن القانون فترعبهم علهم يعودو لحضن الوطن وتعود لسوريا الفرحة ويعم السلام في ظل حكم الأسد وواخوانه الساهرين على راحة الشعب ليل نهار .
وها هو طيران الوطن الذي دفعنا ثمنه من أرواحنا يحلق عاليا كالنسر وينقض على أعداء الوطن يقصفهم ويدمرهم تدميرا فيقتل الأطفال الذين حاولوا تخريب البلد وأمهاتهم اللواتي أرضعهن حليب البغض للوطن وقيادته وأبائهم وأجدادهم للتخلص من ذرياتهم التي اشبعت بنار العداء لهذا الوطن فكان لابد من القضاء عليهن ، وهاي هي البراميل تنهال على المندسين والمخربين في حلب وإدلب وحماة ودرعا ودمشق وريفها والقنيطرة وحمص الأبية والحسكة ودير الزور والرقة حاملة معها رسالة واضحة من الشعب السوري أن لامكان لمن يثور على حاكم البلاد بيننا .
هذا حال سوريا وهذا حال قصتنا ................ ولكننا ماضون حتى النهاية .
تنشغل الساحة السورية هذه الأيام بمؤتمرين، الأول سيُعقد في القاهرة الأسبوع المقبل، والثاني يجري الإعداد لعقده بعد مؤتمر القاهرة بأسابيع قليلة، ويبدو من طريقة تعاطي المعارضات السورية مع هذين المؤتمرين أن هناك اختلافا في غايات كل منهما، رغم أنهما، ظاهرياً، مُكمّلان لبعضهما.
مؤتمر القاهرة هو ثمرة جهد لمعارضين سوريين متنوعي الانتماءات السياسية والتنظيمية، ورغم أنه سيُعقد برعاية مصرية غير رسمية إلا أنه يحظى برضى مصري رسمي، وهدفه المُعلن وفق منظميه هو رسم ملامح رؤية مشتركة للمعارضة السورية، ووضع خارطة طريق للحل السياسي لأزمة بلدهم وفق حد أدنى هو مرجعية بيان جنيف الذي توافقت عليه الدول الكبرى، أي مرحلة انتقالية عبر حكومة ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، وقوام هذا المؤتمر معارضون مستقلون وممثلون لبعض التيارات المعارضة أو أجزاء منها، ولن يَنتُج عنه إطار سياسي جديد للمعارضة ولا قيادة جديدة كما صرح بعض أعضاء اللجنة التنظيمية، وإنما أوراق ووثائق يُعتمد عليها حين يأتي وقت المفاوضات مع النظام، إن أتى طبعاً.
أما مؤتمر الرياض، فهو أمر آخر في محتواه وأهدافه، وخطوة متقدّمة عن سابقه، فهو بالأساس دعوة من السعودية وليس من المعارضة السورية، هدفه مساعدة هذه المعارضة لتحقيق أهداف الثورة بإقامة نظام تعددي ديمقراطي من خلال اختيار لجنة سياسية دون مؤسسات تابعة لها، من أصحاب الخبرة والقدرة السياسية المشهود لها، وسيتم الحصول على اعتراف دولي بها كلجنة تُلقى عليها أعباء مرحلة التفاوض وفق مرجعية جنيف. وهذا المؤتمر لن يؤسس بدائل عن قوى المعارضة السورية بل سيخلق إطارا مشتركا لقيادتها لتحقيق أهدافها التي من المُفترض أن يرسمها مؤتمر القاهرة.
إن كانت هذه هي أهداف كل مؤتمر، فإنهما مؤتمران يكّملان بعضهما بجدارة، وعليه فإنه في الغالب سيضم مؤتمر الرياض جزءاً من المشاركين في مؤتمر القاهرة، وسيُضاف إليهم جزء من المعارضة السورية التي قاطعت مؤتمر القاهرة بسبب خلافات بين المنظمين أو بسبب موقف مصر من بعضهم.
ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية اتّخذ موقفاً سلبياً من اجتماع القاهرة على خلفية استبعاد الإخوان من المشاركة به وقرر أن يُقاطعه، فيما أعرب كثيرون من قادة الائتلاف أنهم سيشاركون في مؤتمر القاهرة دون تردد، بل ذهبوا لاستباق الأمور والإعلان، بشكل مسبق، أن مؤتمر الرياض ستكون له مخرجات إيجابية وجيدة، يمكن أن يُبنى عليها في المرحلة المقبلة.
البعض الأكبر من ممثلي الجيش الحر والكتائب المقاتلة لن تحضر مؤتمر القاهرة لأنه لن يذكر أولوية الحل العسكري وأولوية تنحي الأسد قبل أي مفاوضات، وهو ما يعتبرونه شرطا لازما وكاف لحضورهم، وأعلن كثير منهم أن دعوة مؤتمر الرياض مُلبّاة قبل أن يعرفوا إن كانت ستوجه لهم أم لا، وبالمقابل فإن البعض الأقل الآخر من ممثلي الجيش السوري الحر ممن يؤمنون بالحل السياسي وأن بندقيتهم للدفاع وليست للهجوم، سيحضرون مؤتمر القاهرة والرياض إن دعوا إليهما.
هيئة التنسيق التي نخرتها مؤخراً خلافات داخلية ستحضر إلى القاهرة، وستتعامل مع المؤتمر بحذر خوفاً من أن يتشكل أي جسم سياسي نتيجته وهو أمر قد لا تحتمله بنيتها الهشة، كما أن قادتها أعلنوا أنهم سيحضرون مؤتمر السعودية إن دعوا إليه، وهي أول مرة يوافقون فيها على التعامل مع مبادرة سعودية دون قيد أو شرط.
من الخطأ استباق الأحداث وافتراض نجاح المؤتمرين، فمازالت هناك مواقف متناقضة من أطراف المعارضة السورية تجاه المؤتَمَرَين. فالقوى المستقلة وبعض قوى المعارضة السورية، السياسية والمسلحة، تدعم مؤتمر القاهرة وتريده بإلحاح، فيما يتحفظ ائتلاف قوى الثورة وهيئة التنسيق اللذان يخشيان أن يتشكل بنهايته كيان سياسي يحل محلهما، وكذلك يخشى بعض المعارضين السوريين ممن لا يملكون الإمكانيات لقيادة المعارضة أن يَكشِف مؤتمر الرياض ضعفهم وسطحيتهم، مقابل إظهار معارضين أكثر كفاءة وقدرة على قيادة العمل السياسي المعارض والمفاوضات المحتملة.
قد ينتج عن هذين المؤتمرين ما هو لصالح السوريين، وقد يتفقون على برنامج عمل موحّد أو لجنة أو كيان تساعدهم على المضي قدماً في إنقاذ الشعب السوري، ومكافحة إرهاب النظام وحلفائه والجماعات المتطرفة التي يُقال إنها ضدّه، ومواجهة قضية اللاجئين السوريين، عندها فإن المؤتمرين، أو بالأحرى، الجهد العربي المُنسّق، سيكون بالفعل هو بداية طريق الخلاص للسوريين، وهو ما يأمله الكثيرون، وإن لم ينتج أي شيء عنهما فستكونان مبادرتان من ضمن عشرات المبادرات التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
تأمل الغالبية العظمى من السوريين الذين يدفعون الدماء والخسائر ويتحملون القمع والقتل والتدمير والنزوح، أن ينجح هذان المؤتمران، وأن يساعدا في وضع حد لكل تلك الكوارث، كما تأمل أن لا تُضيّع قوى المعارضة السورية الفرصة التي ستتيحها العاصمتان العربيتان، وأن تتصرف هذه القوى المعارضة بمسؤولية، ولو لمرة واحدة، لتصل إلى وحدة رؤية وهدف وبرنامج واضح تُرغم المجتمع الدولي على تبنّيه.
سعى تنظيم الدولة منذ بداية تأسيسه إلى طرح نفسه انه هو المشروع السني الناجح والوحيد سعيا منه إلى استقطاب كل طاقات هذه الأمة الجبارة ولم يأل جهدا في سبيل تسويق نفسه لذلك على أن يسحق أي مشروع سني صاعد فلم يتحرز عن الصلب او قطع الرؤوس أو بث الإشاعات حتى للمسلمين السنة بل وللمجاهدين تحت ذرائع شتى.
ولقد استمد التنظيم مشروعية بناء دولته من ظاهر الكتاب والسنة مبرراً أنهم هم الإسلام وكل من حاربهم هو يحارب الإسلام وبالتالي فهو كافر مارق عن دين الله لا يستحق حتى الحياة.
ولا يخفى على أي متابع المزاج العاطفي للعرب والمسلمين عموما في العصر الراهن وعليه فقد دأب التنظيم على مداعبة تلك الأحاسيس ليستجلب حاضنة شعبية ترفده بالدماء الجديدة والأموال ونحن لا ننكر هنا حجم الشعبية التي بدأ التنظيم ينعم بها ولا سيما في البلدان التي لا تعرف عنهم أكثر من إصداراتهم.
إلا أننا بدأنا نرى عند صعود نجم جيش الفتح الذي جمع غرة الجهاد الشامي وتحقيقه الانتصارات التي سرقت القلوب ولفتت أنظار المراقبين، الصاعقة التي نزلت كؤودا على جماعة التنظيم فبدأت أنظار محبيهم تتحول عنهم لترى تجربة ناجحة لا تسعى إلى استعداء العالم بأسره و لا ترمي بهذا الشعب البائس في فم العالم أجمع، إنهم يعرفون كيف تؤكل الكتف، ويوردون إبلهم كما ينبغي , إنهم يسايسون العالم حيثما أمكنهم دون المساس بمبادئهم العريضة التي قاموا لها.
ومن هنا وجب على رؤوس داعش أن يعاجلوا جيش الفتح في ظل أخبار وتجهيزات تطيح بقوى النظام السوري وأذنابه في حلب وتمنع الفتح من نجاح تجربته في نسخته الحلبية.
هذا هو المؤمل وعليه تحركت جحافل المغفلين باتجاه صوران أعزاز على الرغم أنهم في الضفة المقابلة من الفرات يتراجعون أمام الأكراد ولكن لا يهم فلا خوف جوهري على مشروع داعش من الأكراد لأن مطالبهم دولة لا عرب فيها ولا يرى العرب هناك أنفسهم إلا أنهم في سفينة واحدة مع الدواعش حتى يمتلكوا حق البقاء في بيوتهم.
الا أن حسابات الدواعش لم تطبق على بعضها فجرعة الأمل التي استقتها الأمة بعد انتصارات جيش الفتح ومنظر الجنود الفارين من الجسر وهم برؤوس وبلا رؤوس والفشل الإعلامي الذريع لقوات النظام في تغطية تلك المعارك حقنت الشعب بلقاح حصنته من دعايات الدواعش التي بدأت تنغم على تعامل جيش الفتح مع الأتراك والقطريين والسعوديين من باب أنها مولاة للكفار متعامين عن بيعهم النفط للنظام السوري ومعللين ذلك بحاجات الدولة خاصتهم.
بل بدأنا نلمح الكثير ممن كانوا يناصرون تنظيم الدولة ينقلبون عليهم بعد خطأهم الاستراتيجي في ضرب الريف الشمالي لحلب ومن هنا نقول إن تعديهم هذا انقلب سلبا عليهم في أذهان الحاضنة الشعبية التي ترفد وتمد والتي تعد القوة التي لا تعلوها قوة سوى قوة الله.. وعليه نستطيع القول لجيش الفتح رب ضارة نافعة.
لم يعد خافياً على كل ذي لب مدى الارتباط والتنسيق بين تنظيم الدولة ونظام الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر عبر أجهزة مخابرات عالمية تحرك التنظيم ونظام الأسد على حد سواء ضد إرادة الشعب السوري الثائر في وجه الظلم والاستبداد ، وإن ما يجري اليوم من تنسيق بين الطرفين يدل على وصولهم لمرحلة التنسيق الكامل لمواكبة كل التطورات في سوريا بشكل كبير فمع انهيار النظام تدريجيا في محافظة إدلب وتقدم جيش الفتح في عدة مناطق كانت حصينة فيما مضى قبل أن تتوحد الفصال في غرفة عمليات جيش الفتح وتعمل بشكل منظم، فأصبحت حاجة النظام لطرف ثاني يوقف هذا التقدم بعد فشل مرتزقة حزب الله والحرس الثوري في الوقوف في وجه جيش الفتح فعمل النظام جاهدا على تسليم مدينة تدمر بشكل عاجل إذ لم تصمد المدينة الحصينة أمام التنظيم إلا ساعات قليلة أبهرت كل المتابعين للتطورات مع توارد عدة أنباء سبقت المعركة عن نية النظام تسليم المنطقة للتنظيم الذي حشد قواته على مشارفها وخصوصاً أن النظام عمل على نقل كل السجناء الموجودين في سجن تدمر التاريخي لأماكن أخرى في حين ترك عشرات الأطنان من الذخيرة هدية رمزية للتنظيم مقابل زج جيش الفتح في إدلب وفصائل معركة فتح حلب في معركة تستنزف قوتهم وتعطي للنظام فرصة إعادة ترتيب الصفوف وبناء الخطوط المدافعة عن مناطق الساحل السوري ومدينة حلب التي كانت على موعد اللحاق بركب جارتها إدلب في نيل الحرية.
ومع دخول التنظيم لمدينة صوران اعزاز ومحاولته التقدم باتجاه بلدات مارع وإعزاز وانشغال الفصائل في التصدي له عمل النظام على مساندة التنظيم وتامين الغطاء الجوي له بشكل كامل فقام باستهداف بلدات ريف حلب الشمالي على طول خط التماس كما أغرق مدينة حلب بالبراميل والألغام البحرية مرتكباً عشرات المجازر في تل رفعت وحي القبة ومارع كل هذا على مرأى ومسمع العالم أجمع في حين لم يقصف أي منطقة تخضع لسيطرة التنظيم في المنطقة ولو عدنا بالذاكرة لأكثر من عام إبان المعارك التي دارت بين فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية ضد تنظيم الدولة في إدلب وكيف قصف الطيران الحربي مواقع الثوار المحاصرة للتنظيم على أطراف مدينة سراقب وخان السبل ليوقف تقدمهم ريثما تمكن مقاتلي التنظيم من الإنسحاب باتجاه ريف حلب الجنوبي ومنها الى الرقة تحت مرأى طائراته الحربية التي أمنت له الطريق حتى وصل بر الأمان في محافظة الرقة.
وهذا ما يؤكد للعالم التنسيق الكامل للنظام وداعش في حربهم ضد الشعب الثائر بالإضافة لعدة اعترافات كان أخرها لقائد جيش الوفاء في دمشق بعد إعتقاله من قبل جيش الإسلام وكيف اعترف بالتنسيق المباشر بين قوات النظام وتنظيم الدولة في الغوطة الشرقية والقلمون في محاولة لتضييق الخناق على الثوار في الغوطة الشرقية وجبال القلمون يضاف لذلك سلسلة المجازر المروعة التي ارتكبها التنظيم بحق الشعب الأعزل وكبار القادة الأحرار والعلماء والأطباء وناشطي الثورة السورية.