
38 نداء استغاثة منذ بداية العام الحالي: كابوس الغرق يتجدد في سوريا
مع بداية الصيف، وانطلاق الأهالي نحو البحار والأنهار لقضاء إجازاتهم بهدف الاستجمام، لكن غالباً ما يتحول الأمر إلى مأساة، بغرق أحد الأفراد في المياه وعدم إمكانية إنقاذه، وبالرغم من كل تحذيرات الدفاع المدني السوري عن خطورة المسطحات المائية، لا يزال كابوس الغرق يخطف أرواح المدنيين ويشكّل خطراً على حياتهم.
وبحسب حميد قطيني، مسؤول المكتب الإعلامي في الدفاع المدني، فإن فرق الدفاع المدني السوري، استجابت لـ 38 نداء استغاثة عن حوادث غرق في المناطق السورية، من بداية العام الحالي 2025 حتى نهاية شهر حزيران/يونيو الفائت، انتشلت خلالها جثامين 27 مدنياً بينهم 17 طفلاً، وأنقذت فرق الإنقاذ المائي 7 مدنيين بينهم 3 أطفال.
ومن الحوادث المؤسفة التي حصلت مؤخراً: وفاة فتى غرقاً أثناء السباحة في نهر العاصي بمنطقة عيون عارة قرب دركوش في ريف إدلب الغربي في 20 حزيران الفائت. وقبلها بيومين موت ثلاثة شبان حياتهم غرقاً داخل بئر لتجميع المياه في بلدة حلبون بريف دمشق، وكان الشبان قد دخلوا تباعاً إلى البئر بهدف تنظيفه، لكنهم غرقوا جميعاً نتيجة نقص الأوكسجين أو احتمالية وجود غازات سامة.
وتتنوع أسباب وقوع حالات الغرق منها يتعلق بطبيعة المسطح المائي وظروف السباحة، وبعضها الآخر كان بسبب ظرف طارئ، ومنها كان مرتبطاً بالأشخاص الذين تعرضوا للغرق.
ويأتي في مقدمة الأسباب عدم انتظام أعماق المياه ووجود حفر عميقة بشكل مفاجئ، إلى جانب ضفاف زلقة قد تتسبب في السقوط مباشرة في المياه. تزداد الخطورة مع غياب إشارات التحذير وغياب وجود منقذين محترفين في معظم الأماكن المخصصة أو غير المخصصة للسباحة.
كما تشكل النباتات والأعشاب المائية خطراً إضافياً، إذ تلتف حول الأرجل وتعيق حركة الشخص في الماء، مما يعرضه للاختناق أو العجز عن العودة إلى الضفة. ومن بين الأسباب المتكررة أيضاً، قيام الأطفال والشبان بالسباحة دون مهارات كافية أو دون معرفة بطبيعة المكان، إلى جانب السلوكيات المتهورة مثل القفز من الجسور أو المرتفعات.
كما تساهم عوامل أخرى في الحوادث، مثل ضعف الرؤية داخل المياه وصعوبة تقدير العمق أو تحديد العوائق، والسباحة أثناء التعب أو مباشرة بعد تناول الطعام، مما قد يؤدي إلى تشنجات عضلية مفاجئة.
تسعى مؤسسة الدفاع المدني إلى تحذير الأهالي في سوريا لتجنب وقوع حالات غرق، ونشرت عبر معرفاتها الرسمية نصائح للسلامة العامة تمثلت بـ: تجنّب السباحة في: الأنهار والقنوات ذات التيارات السريعة والمياه الباردة، و البحيرات التي تحتوي على أعماق متفاوتة وغير مرئية.
ونصحت بالسباحة فقط في الأماكن المخصصة لذلك، والتي تتوفر فيها: منقذون مؤهلون، وسائل السلامة مثل: أطواق النجاة، سترات النجاة، حبال الإنقاذ، ودعت المؤسسة الأهالي إلى مراقبة الأطفال مراقبة دائمة أثناء السباحة، وعدم تركهم دون إشراف، عدم محاولة إنقاذ أي شخص يغرق إلا إذا كنت مدرّباً ومؤهّلاً لذلك، مع التأكيد على ضرورة إبلاغ فرق الدفاع المدني السوري فوراً عند حدوث أي حالة غرق.
تتكرر حوادث الغرق بالرغم من التحذيرات المتواصلة من الجهات المعنية، وعلى رأسها مؤسسة الدفاع المدني السوري. وتبقى المسؤولية مشتركة بين الأفراد والجهات الرسمية، حيث يساهم غياب الوعي، والاستخفاف بالمخاطر، وضعف إجراءات السلامة في تفاقم هذه الظاهرة. لكن اتخاذ خطوات بسيطة، مثل الالتزام بالسباحة في أماكن مخصصة، ومراقبة الأطفال بشكل دائم، واستخدام وسائل الأمان كسترات وأطواق النجاة، يمكن أن يشكّل فارقاً حقيقياً في إنقاذ الأرواح والوقاية من مآسٍ مؤلمة.