
اجتماع موسع في وزارة التربية لمتابعة التحضيرات النهائية لامتحانات الشهادتين لعام 2025
عقدت وزارة التربية والتعليم اجتماعاً موسعاً برئاسة الوزير الدكتور محمد عبد الرحمن تركو، بحضور مديري التربية في المحافظات والمديرين المركزيين، وذلك لمتابعة التحضيرات والإجراءات التنظيمية اللازمة لضمان سير امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة لدورة عام 2025، بشكل منتظم ونزيه وآمن.
وخلال الاجتماع، ناقش المشاركون عدداً من المحاور الأساسية التي تُعد ركائز لنجاح العملية الامتحانية، وفي مقدمتها ضمان سلامة المراكز الامتحانية، وتأمين نقل الأسئلة وتوفير الحماية اللازمة لها، ومنع أي محاولات تسريب أو غش.
وشدّد الوزير تركو على ضرورة استنفار كوادر المديريات التربوية خلال فترة الامتحانات، مع أهمية التنسيق اليومي بين مديري التربية ومديري الدوائر والمجمعات التربوية، بما يضمن استمرارية المتابعة والتدخل الفوري عند الحاجة، لضمان انسيابية العملية الامتحانية وشفافيتها.
كما أكد الوزير على ضرورة تفعيل خطة الطوارئ المعدة سلفاً، وتحديد آليات التدخل في حال حدوث أي طارئ، بما يكفل استمرارية الامتحانات وسلامة الأسئلة والمراكز والكوادر.
وشملت المناقشات أيضاً خطة الوزارة لضمان النزاهة والشفافية، من خلال توزيع مندوبي الوزارة على مختلف المحافظات، وتحديد مهامهم بدقة، إلى جانب إصدار بطاقات خاصة للصحفيين المعتمدين لتأمين تغطية إعلامية منظمة تواكب الحدث التربوي الهام.
وتطرق الاجتماع إلى أهمية تجهيز المراكز الامتحانية من كافة الجوانب، والتأكد من جاهزيتها الفنية والإدارية، واستكمال تسليم البطاقات الامتحانية، وتجهيز مراكز تصوير الأسئلة، فضلاً عن التشدد في تطبيق أحكام القانون رقم 42، الذي ينص على معاقبة كل من يرتكب أفعالاً تخل بسير الامتحانات أو تؤثر على نزاهتها.
كما جرى التأكيد على أهمية التنسيق مع الجهات الصحية لتأمين متابعة الحالات الصحية في المراكز الامتحانية ومراكز الطوارئ، لضمان استجابة فورية لأي وضع استثنائي قد يطرأ.
وتواصل وزارة التربية جهودها المكثفة لضمان تنظيم امتحانات هذا العام بأعلى درجات الكفاءة والدقة، بما يعكس التزام المؤسسة التربوية بتقديم تجربة تعليمية عادلة وموثوقة لجميع الطلبة.
وكان أعلن وزير التربية والتعليم السوري محمد عبد الرحمن تركو، اليوم الأحد، عن تأجيل امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة لمدة أسبوع، وذلك بهدف استكمال الإجراءات اللازمة وضمان تنظيم العملية الامتحانية بشكل متكامل وآمن في مختلف المناطق السورية.
وأوضح الوزير في مؤتمر صحفي عقد في دمشق أن القرار جاء بتوجيه مباشر من رئيس الجمهورية أحمد الشرع، وضمن رؤية وطنية تهدف إلى تأمين الحق الكامل لجميع الطلاب السوريين بالتقدم إلى الامتحانات الرسمية، دون استثناء أو تمييز، رغم التحديات اللوجستية في بعض المناطق الخارجة سابقًا عن سلطة الدولة.
وبيّن تركو أن وزارة التربية ستفتتح خمسة مراكز تسجيل امتحانية جديدة في كل من الحسكة، القامشلي، الرقة، صرين، دير الزور والضفة الشرقية، وهي مناطق كان من المتعذر سابقًا إقامة الامتحانات فيها بسبب ظروف الحرب وتوقف عمل مؤسسات الدولة بعد سقوط نظام الأسد. وأضاف أن الوزارة ستصدر البرنامج المعدل للامتحانات والتعليمات التنفيذية الكاملة لهذا القرار في وقت لاحق.
وقال تركو إن القرار يعكس حرص الدولة السورية على استيعاب جميع الطلاب تحت مظلة النظام التعليمي الوطني، مشيدًا بجهود اللجان الفنية والتربوية، و”كل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الوطني الكبير”، بحسب تعبيره.
من جانبها، أعلنت هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أنها توصلت إلى اتفاق مع وزارة التربية السورية يقضي بتأجيل الامتحانات وتشكيل لجان مشتركة مؤقتة للإشراف على سير العملية الامتحانية، بما يضمن النزاهة وتكافؤ الفرص لجميع الطلاب.
وأكدت الهيئة أن التسجيل في المراكز المشتركة سيبدأ في 11 حزيران ويستمر حتى 17 من الشهر ذاته، مشيرة إلى أن الاتفاق يشمل تسهيلات إدارية وفنية لاستقبال الطلبة من مختلف المناطق، وفقًا للمعايير التربوية المعتمدة.
ويأتي هذا الاتفاق بعد أشهر من القلق والتوتر بين آلاف الطلاب السوريين في مناطق الإدارة الذاتية، الذين وجدوا أنفسهم دون إمكانية التقدّم للامتحانات الوطنية بسبب تعطل المؤسسات الرسمية عقب انهيار النظام السابق. وبذلك، يُنظر إلى الخطوة كجزء من مسار أوسع لإعادة دمج مؤسسات الدولة السورية وبناء منظومة تعليم موحدة في مختلف المحافظات.