"بشار إسماعيل" يسيء للنساء المنقبات: عنصرية واضحة تحت غطاء رأي شخصي
"بشار إسماعيل" يسيء للنساء المنقبات: عنصرية واضحة تحت غطاء رأي شخصي
● أخبار سورية ٨ يونيو ٢٠٢٥

"بشار إسماعيل" يسيء للنساء المنقبات: عنصرية واضحة تحت غطاء رأي شخصي

هاجم من يُلقّب نفسه بـ"الفنان" المدعو "بشار إسماعيل"، النساء المنقبات في سوريا، بطريقة تفتقر إلى اللباقة ومليئة بالعنصرية وقلة الاحترام، مشبّهاً إياهن بالسيارات من دون نمرة، وبدلاً من اعتبار النقاب حرية شخصية تستوجب منه ومن غيره الاحترام والتقبل باعتبارها حقاً أساسياً، ربطه بالتشدد والتعصب واعتبره خطراً على المجتمع، محذراً الدولة منه وداعياً الناس إلى عدم الصمت.


وأثار كلام "إسماعيل" موجة استنكار كبيرة في أوساط السوريين، مطالبين السلطات المعنية، والحقوقيين بملاحقته قانونياً ليس للكلام المسيئ والتهجم على النساء المسلمات المنقبات فحسب، بل لتاريخه التشبيحي لنظام بشار الأسد، إذ بات أيتام الأسد اليوم مجردون من كل قيم، يتتبعون كل حدث  للظهور وإثارة الجدل، بعد أن فر أسدهم وتركهم خلفه يتباكون.

أزعج النقاب واللباس المحتشم إسماعيل، فدفعاه إلى الخروج عن صمته خلال مقابلة أُجريت معه على قناة LTV اللبنانية، حيث كانت المذيعة تتحدث بلهجة تحريضية، متجاهلين حاجة سوريا الحقيقية إلى البناء والمحبة، والابتعاد عن التحريض والإساءة لجماعات معينة في البلاد.

على مدى أربعة عشر عاماً، لم نسمع من بشار إسماعيل كلمة عن الثورة، لم نرَ منه نعوة لشهيد، ولا تعليقاً على قضية المعتقلين، ولم تُحرّك صرخات الأمهات على أبنائهن الذين قُتلوا تحت قصف الطائرات ضميره الغائب. لكنه اليوم، استيقظ ليهاجم ارتداء النقاب، معتبراً إياه دليلاً على مجتمع ميت.

ولم يتوقف عند هذا الحد، بل وصف النقاب بـ"الجريمة"، وادعى أنه باب لارتكاب جرائم أخرى، مستشهداً بحادثة خطف أطفال قام بها شخصان كانا يرتديان النقاب لإخفاء هويتهما. لكنه تجاهل أن كثيراً من النساء يعتبرن النقاب جزءاً من هويتهن الدينية والشخصية، ويرتدينه عن قناعة والتزام لا يمكن التخلي عنهما.

بدلاً من احترام وجهات النظر المختلفة، ذلك المبدأ الذي لطالما تباهى به عندما كان يحاول الترويج لنفسه كمتقبل للثقافات والطوائف، وصف النساء المنقبات بأوصاف غير لائقة لا تمت للباقة بصلة. وقدّم النقاب كخطر يهدد المجتمع والدولة، ويحرّض على الفتنة، متناسياً أن التحريض الحقيقي هو في خطابه الإقصائي.

طوال سنوات الحرب، لم يُعلن بشار إسماعيل بوضوح أنه يعارض سياسات القمع التي مارسها بشار الأسد بحق شعبه. أما اليوم، ومن خلال منابر إعلامية معروفة بتحريضها، يعلن معارضته العلنية للنقاب، بل وينصّب نفسه ناطقاً باسم الشعب، قائلاً إن "99.99% من شعبنا غير راضٍ".

وأضاف: "أنا أعتبرها نوعاً من أنواع 'نحنا منجرّب، إذا سكتوا العالم منزيدها، إذا سكتوا منزيدها، وآخر شي إذا ضلّت العالم ساكتة بيفرضوا اللي بدهن ياه'".

كما ضرب مثالاً خارجاً عن السياق، مليئاً بقلة الاحترام، حين قال إن الكازينو يرتاده أشخاص من مختلف الطوائف: مسيحي، سني، علوي، وشيعي، وعندما تظهر راقصة ذات مؤخرة جميلة "يرمون التحيات لبعضهم" في مشهد وصفه بـ"اللحمة الوطنية". وأردف: "هل يُعقل أن توحدنا راقصة، ونحن لا نعرف كيف نتوحد؟

حتى في بداية الثورة، كان إسماعيل موالياً بشكل صريح، وعبّر عن دعمه للنظام خلال لقاءات إعلامية، لكنه، وبعد أن لم يحصل على الامتيازات التي نالها فنانون موالون، بدأ بانتقاد بعض المسؤولين، لكنه لم يقترب من العائلة الحاكمة، وبعد سقوط الأسد، راح يروّج لفكرة أنه كان "معارضاً صامتاً"، بل وادعى أن ماهر الأسد حاول الإيقاع به لكنه نجا من الفخ.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ