"تأكد" تفند رواية "روناهي" و"المرصد السوري" بشأن فيديو مزعوم عن مجزرة في الساحل
"تأكد" تفند رواية "روناهي" و"المرصد السوري" بشأن فيديو مزعوم عن مجزرة في الساحل
● أخبار سورية ٩ يونيو ٢٠٢٥

"تأكد" تفند رواية "روناهي" و"المرصد السوري" بشأن فيديو مزعوم عن مجزرة في الساحل

تداولت فضائية "روناهي" و"المرصد السوري لحقوق الإنسان"، مقطع فيديو زعما أنه يوثق رواية امرأة علوية عن مقتل أبنائها الخمسة أمام عينيها على يد "مسلحين" خلال ما وصف بـ"الإبادة في الساحل السوري". وقد لقي الفيديو انتشارًا واسعًا عبر منصات التواصل، قبل أن يعمد "المرصد" إلى حذفه لاحقًا دون تفسير.

المقطع، الذي تظهر فيه سيدة باكية تروي حزنها، لا يتضمن أي معلومات واضحة عن مكان أو زمان الواقعة، ولا يورد تفاصيل عن ملابسات القتل كما زُعم، لكنه انتشر بشكل كبير مرفقًا بالادعاء، ما أثار موجة تفاعل واستنكار.

فريق منصة (تأكد)، المختصة في التحقق من الأخبار والمحتوى الرقمي، أجرى تحقيقًا موسعًا حول صحة الفيديو والمعلومات المرفقة به. وتوصل إلى أن الادعاء مضلل، حيث تواصل الفريق مع مصور المقطع، صانع الأفلام السوري "علي مدنية"، الذي أوضح أن المرأة الظاهرة تُدعى "أم عمار"، وهي من بلدة الحفة في ريف اللاذقية.

وأوضح مدنية أن السيدة كانت قد هُجرت إلى تركيا عام 2012 برفقة عائلتها، وفقدت لاحقًا ابنها وزوجته وأطفاله الثلاثة في الزلزال الذي ضرب مناطق من جنوب تركيا وشمال سوريا عام 2023. وأضاف أن اللقاء تم بعد عودتها إلى سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، وأن التسجيل يوثق حزنها على الفقد وليس على مجزرة مزعومة خلال الحرب.

وقد صنّفت منصة "تأكد" هذا الادعاء ضمن **قسم "تضليل"**، محذّرة من إعادة نشره أو تداوله خارج سياقه الحقيقي، خصوصًا في ظل حساسية المرحلة الانتقالية التي تعيشها سوريا، والتي تشهد محاولات مستمرة لبث الشائعات والتحريض الطائفي.

رصد حملات تضليل ممنهجة
كما رصدت المنصة تداولًا متكررًا لمواد مرئية قديمة أو خارج سياقها، جرى توظيفها في سياقات سياسية مضللة، من بينها صور وفيديوهات يزعم ناشروها أنها توثق انتهاكات من قبل السلطة الجديدة بحق الطائفة العلوية، مثل صور مزعومة لتكدس جثث أو عمليات إعدام. وتبين بعد التحقيق أن هذه المواد مفبركة أو منسوبة خطأ.

وفي هذا السياق، علّق الصحفي "أحمد بريمو"، مدير منصة "تأكد"، عبر حسابه على "فيسبوك" متسائلًا عن مدى مصداقية المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن ما يُروَّج حول تعرض المرصد لـ"حملة تشويه" بسبب مواقفه، لا يعفيه من ضرورة المساءلة حول منهجيته الإعلامية وسجلّه المهني.

وقال بريمو: "لا يكفي أن تكون ضد نظام الأسد لتُعد موثوقًا تلقائيًا. المصداقية تُبنى بمنهج واضح، وليس بانطباعات سياسية". مشيرًا إلى أن المرصد السوري اعتاد، منذ سنوات، حذف الأخبار المغلوطة بعد انتشارها دون تقديم أي توضيحات أو اعتذار للجمهور.

واستشهد بريمو بما ورد في كتاب صادر عن "تأكد" عام 2022 بعنوان "دليلك لمكافحة التضليل في مناطق الصدام"، والذي حدّد ثماني صفات أساسية للمصدر الموثوق، منها: النزاهة، الصدقية، غياب المصلحة، التوازن، وعدم الاستسهال في النشر.

وأكد أن مفهوم النزاهة لا يعني الحياد السلبي، بل الانتماء إلى الحقيقة وتحري الدقة واحترام السياق، وهي معايير تفتقر إليها منهجية عمل المرصد بشكل واضح، وتؤكد منصة "تأكد" أهمية التحري قبل النشر، والابتعاد عن الخطاب التحريضي والمعلومات غير الموثقة، لا سيما في المراحل الحساسة التي تمر بها المجتمعات الخارجة من النزاعات.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ