
توسع الاشتباكات شمال السويداء واوتوستراد دمشق.. والأمن يتوجه لحماية المدنيين
شهد ريف السويداء الشمالي ومنطقة اللجاة المتاخمة في درعا، خلال الساعات الماضية، تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا، تمثل في اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية درزية ومجموعات من عشائر البدو، وسط محاولات حكومية لضبط الوضع المتدهور.
وأكد نشطاء أن قوات الأمن العام ووزارة الدفاع ستدخل بلدات الصورة وعرى وكناكر في ريف السويداء، بناء على نداءات من الأهالي بعد تزايد الشكاوى حول تدهور الوضع الأمني وظهور مجموعات خارجة عن القانون.
واشار النشطاء على أن الهدف الرئيسي من دخول قوات الأمن هو إعادة الاستقرار للمنطقة وحماية المدنيين، حيث دعت قوات الأمن أهالي البلدات إلى التعاون مع القوات الرسمية التي ستنفّذ مهمتها بـ”أعلى درجات الانضباط والاحترام”.
وذكر النشطاء أن المعارك داخل بلدة الصورة كانت عنيفة، وذلك بين مقاتلين محليين من الفصائل الدرزية ومسلحين من عشائر البدو المنتشرة في أطراف البلدة.
وتوسعت رقعة المواجهات إلى مناطق متعددة، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، فيما سُجلت عمليات قصف بقذائف الهاون طالت بلدتي عرى ورساس في ريف السويداء، وسط مخاوف من تصعيد شامل.
وفي تطور لافت ذي رمزية ثورية وسياسية، أضرم مقاتلون محليون النار في النصب التذكاري للعميد السابق في قوات نظام الاسد “عصام زهر الدين”، أحد أبرز رموز النظام البائد، والذي كان متهمًا بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين إبان حصار دير الزور قبل مقتله عام 2017.
وامتد التوتر إلى محافظة درعا، حيث اندلعت اشتباكات قرب قرية براق في منطقة اللجاة على أوتوستراد دمشق–السويداء، بين شبان محليين ومجموعة مسلحة من السويداء، كانت تحاول العبور نحو العاصمة، بهدف الوصول إلى مدينة جرمانا ومنطقة صحنايا، بحسب مصادر ميدانية، وأكد نشطاء سقوط قتلى وجرحى نتيجة هذه المواجهات بينهم عناصر من مرتبات الأمن العام.
التطورات الجارية في شمال السويداء وطريق "السويداء-دمشق" تنذر بتصعيد واسع قد يهدد السلم الأهلي الهش في الجنوب السوري، خاصة في ظل توتر الأوضاع في مناطق مثل جرمانا وأشرفية صحنايا، والتي شهدت بدورها اشتباكات وأحداثًا دامية، وسط أنباء تتحدث اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا وتحديد خطوات عملية لتحقيق التهدئة في المنطقتين.