في ذكراها الرابعة عشرة.. "مجزرة وادي بدمايا" شاهدٌ لا يموت على وحشية نظام الأسد
في ذكراها الرابعة عشرة.. "مجزرة وادي بدمايا" شاهدٌ لا يموت على وحشية نظام الأسد
● أخبار سورية ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٥

في ذكراها الرابعة عشرة.. "مجزرة وادي بدمايا" شاهدٌ لا يموت على وحشية نظام الأسد

يوافق اليوم، العشرون من كانون الأول 2025، الذكرى السنوية الرابعة عشرة لمجزرة وادي بدمايا في جبل الزاوية، واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها قوات النظام السوري بحق المدنيين، والتي لا تزال محفورة في ذاكرة أبناء المنطقة رغم مرور الزمن.

في العام الأول من الثورة السورية، كان جبل الزاوية رمزاً للانتفاضة، ومنبعاً للحراك الثوري في إدلب. وبعد حصار خانق استمر شهوراً، أطلقت قوات الأسد عملية عسكرية واسعة اجتاحت خلالها قرى الجبل، مدعومة بالدبابات والآليات الثقيلة، وسط مقاومة محدودة الإمكانات من قبل الثوار، الذين سطّروا ملاحم بطولية في معارك الرامي وأبديتا وإبلين، حتى بلغت الحملة بلدة كفرعويد جنوب غرب الجبل، حيث وقعت الكارثة.

هرب عشرات المدنيين والمنشقين من بطش القوات المهاجمة نحو منطقة وعرة تُعرف باسم "بدمايا"، ظنّاً منهم أنها آمنة. لكن الوشاة أوصلوا إحداثياتهم لقوات النظام، التي بادرت بتمهيد مدفعي عنيف على "وادي بدمايا"، تبعته حملة تصفية مباشرة بالرشاشات والأسلحة المتوسطة استمرت لأكثر من ساعة.

مع انسحاب قوات الأسد، تسلّل الأهالي إلى المنطقة ليكتشفوا مشهداً مروّعاً: جثث ممزقة ومتناثرة، وأمهات يقلبن الأشلاء بحثاً عن أبنائهن، في لحظات صادمة لا تُنسى. تم توثيق استشهاد 70 مدنياً، جُمعوا في مسجد كفرعويد الكبير، وبدأت مراسم التشييع والتعرف والنقل إلى القرى وسط حالة من الحزن والغضب العارم.

لم تكن مجزرة بدمايا مجرد جريمة حرب، بل كانت نقطة تحول فارقة في مسيرة الثورة في جبل الزاوية. ومع أنها شكّلت جرحاً نازفاً في قلوب الأهالي، إلا أنها أيضاً كانت حافزاً للثوار لمواصلة النضال، حتى تمكنوا لاحقاً من طرد قوات النظام من الجبل، مجبرين إياها على الانسحاب وسط خسائر معنوية وعسكرية جسيمة.

لا تزال هذه المجزرة، رغم مضي أكثر من عقد على وقوعها، عنواناً على وحشية النظام السوري ورفض الشعب للخضوع، ورسالةً من جبل الزاوية أن الدم لا يُنسى، وأن صوت الحرية سيبقى أعلى من صوت الرصاص.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ