فيديو صادم يسلّط الضوء على معاناة نساء كثيرات: "الركوع عند الباب" ليس تضحية بل إهانة
فيديو صادم يسلّط الضوء على معاناة نساء كثيرات: "الركوع عند الباب" ليس تضحية بل إهانة
● أخبار سورية ٢١ ديسمبر ٢٠٢٥

فيديو صادم يسلّط الضوء على معاناة نساء كثيرات: "الركوع عند الباب" ليس تضحية بل إهانة

أثار مقطع فيديو متداول يظهر امرأة تقبّل قدم والدة زوجها قبل دخول المنزل موجة واسعة من الغضب والتعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تضارب حول مكان تصويره بين ريفي حلب والرقة. ودعا ناشطون إلى محاسبة المتورطين ومساعدة السيدة، مؤكدين أن كرامة المرأة لا يجوز أن تُمسّ تحت أي ظرف.

لكنّ هذه الحادثة ليست استثناءً، بل صورة مؤلمة لواقع تعيشه كثير من النساء، يتحمّلن فيه الإهانات والضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية بدافع الخوف من الطلاق، أو من أجل البقاء إلى جانب أطفالهن.

زواج بلا سند.. و"برّ الأم" يتحوّل إلى قيد
سناء محمد، شابة في الخامسة والعشرين من عمرها، تروي معاناتها مع تحكّم والدة زوجها وتدخّل العائلة في تفاصيل حياتها اليومية. تقول إنها تفكر أحياناً في الانفصال، لكنها تخشى من رفض عائلتها لفكرة الطلاق ومن تأثير ذلك على أبنائها.

فقر، وصمة، وخوف من الشتات
الناشطة الاجتماعية سيبال العلي تشرح أن التبعية الاقتصادية، والخوف من نظرة المجتمع للمطلقة، وعدم وجود سند من العائلة، كلها عوامل تدفع النساء للبقاء في زيجات مؤذية. وتروي حالة امرأة ظلت تخدم عائلة زوجها لخمسة عشر عاماً، حتى أصيبت بمرض عضوي نتيجة الضغط النفسي، ولم تتحرر إلا بعد انهيارها الكامل.

أثر بيئة العنف لا يقف عند المرأة
تؤكد العلي أن البقاء في بيئة سامة يترك أثراً نفسياً خطيراً، ليس فقط على المرأة بل على أطفالها أيضاً، الذين قد ينشؤون في بيئة يعاد فيها إنتاج العنف كقيمة أسرية، حيث تتعلم الفتاة الخضوع ويتبنى الفتى سلوك السيطرة.

الحل في التمكين وتغيير الثقافة
تشدد العلي على أن الحل يكمن في تمكين المرأة اقتصادياً، وتقديم الدعم النفسي، وتثقيف المقبلين على الزواج بمفاهيم الشراكة والرحمة، وليس الهيمنة. كما تطالب بإصلاح القوانين وتعزيز دور الإعلام والمجتمع المدني في مناهضة خطاب الصبر على الإهانة.

وبرأي الكثير من النساء والعامليات في المنظمات التي تعنى بالمرأة، ترى أن الركوع أمام الباب لا يجب أن يكون مشهداً متداولاً في سوريا الجديدة. كرامة المرأة ليست موضوع نقاش، بل حق أساسي، وعلى المجتمع أن يكفّ عن تبرير الإذلال تحت مسميات الطاعة أو العادات.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ