
كلمة الرئيس "الشرع" للشعب السوري عقب لقاء "ترامب" وإعلان رفع العقوبات الأمريكية
عبر الرئيس السوري "أحمد الشرع"، في خطاب هام ألقاه اليوم الأربعاء 14 أيار 2025، موجه للشعب السوري، عن فرحته بقرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مشيدًا بالجهود المبذولة على المستوى الإقليمي والدولي التي ساعدت في تحقيق هذا التحول التاريخي.
وأشار الشرع إلى أن سوريا مرت بمرحلة مأساوية تحت حكم النظام الساقط، حيث تسببت السياسات السابقة في قتل الشعب وتدمير البلد، وأدت إلى العزلة الدولية. إلا أن التحولات التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل الثورة السورية، أدت إلى إعادة بناء الدولة على أسس جديدة.
وأضاف الرئيس السوري أن لقاءاته مع عدد من القادة الإقليميين والدوليين مثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والشيخ تميم بن حمد أمير قطر، والرئيس عبد الفتاح السيسي وغيرهم، ساهمت في دعم مسار سوريا نحو المستقبل الجديد. كما أثنى على المواقف التاريخية لدول مثل الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الأردن، ومصر التي كانت على الدوام داعمة لسوريا وشعبها.
وشدد الرئيس الشرع على أن هذا القرار لا يمثل فقط رفع العقوبات بل هو نتيجة للجهود التي بذلها السوريون في الداخل والخارج، والتضامن الذي أبدوه مع بلدهم في هذه المرحلة الحساسة. كما أكد أن سوريا ستعمل على تعزيز علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي.
ووجه الرئيس الشكر لجميع من ساند سوريا في محنتها، مشيرًا إلى أن سوريا بدأت الآن مرحلة جديدة من الإعمار والتقدم، مع التزام القيادة السورية بإحداث تغيير جذري في كافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن سوريا اليوم بدأت نهضتها الحديثة، داعيًا الجميع للعمل معًا من أجل بناء سوريا جديدة مليئة بالتقدم والازدهار.
أكّد الرئيس السوري أحمد الشرع أن سوريا ملتزمة بتعزيز المناخ الاستثماري، وتطوير التشريعات الاقتصادية، وتقديم التسهيلات اللازمة التي تساهم في تمكين رأس المال الوطني والأجنبي من الإسهام الفاعل في إعادة الإعمار والتنمية الشاملة. وأضاف أن الحكومة السورية ستعمل على إرساء بيئة محفزة للاستثمارات في كافة القطاعات الحيوية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وعودة البلاد إلى سابق عهدها من القوة الاقتصادية.
وأعرب الشرع عن ترحيب سوريا بجميع المستثمرين من أبناء الوطن في الداخل والخارج، ومن الأشقاء العرب والأتراك والأصدقاء من جميع أنحاء العالم، داعيًا إياهم للاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف المجالات، لا سيما في قطاعات مثل الطاقة، البنية التحتية، الصناعات التحويلية، والتكنولوجيا.
وشدد الرئيس الشرع على أن سوريا ستظل وفية لكل يد تمتد إليها بالخير، مؤكداً أن البلاد لن تكون ساحة لصراع النفوذ ولا منصة للأطماع الخارجية، مشيراً إلى أن أي محاولة لتقسيم سوريا أو لإحياء سرديات النظام السابق التي تهدف لتفتيت الشعب السوري ستُرفض تماماً.
وأضاف أن سوريا اليوم هي لكل السوريين، بجميع طوائفهم وأعراقهم، ولمن يعيش على هذه الأرض الطيبة المباركة. وأكد على أن التعايش بين مختلف مكونات الشعب السوري هو إرث تاريخي حافظ عليه الشعب السوري على مر العصور، وأن الانقسامات التي حدثت كانت بفعل التدخلات الخارجية التي فشلت في زعزعة وحدة الشعب السوري.
وفي حديثه عن المستقبل، شدّد الرئيس الشرع على أن المحن التي مر بها الشعب السوري قد علمته أن قوته تكمن في وحدته، وأن طريق النهوض والازدهار لا يعبد إلا بالتكاتف والعمل الجاد بين أبناء الوطن. كما أكد على أن سوريا لن تنسى أبداً شهداءها وجرحاها، وأن حقوق من فقدوا أحبتهم ستظل حاضرة في كل خطوة نحو المستقبل، في سبيل بناء سوريا جديدة.
وفي الختام، شدد الرئيس السوري على أن سوريا ستكون دائماً أرض السلام والعمل المشترك، وفية لكل يد مدّت إليها بالخير، وأن مستقبل سوريا سيكون مشرقاً بمشاركة جميع أبنائها وبتعاونهم البناء نحو إعادة الإعمار والازدهار.
لقاء رباعي يجمع "ترامب والشرع" بحضور "بن سلمان" وأردوغان يُشارك عبر تقنية الفيديو
وكان عقد لقاء رباعي جمع كلاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع، إلى جانب ولي العهد السعودي، وبمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الاجتماع عبر تقنية الفيديو، في المملكة العسكرية السعودية، اليوم الأربعاء 14 أيار 2025، وصف أنه تاريخي ومفصلي لسوريا والشعب السوري.
ويُعد هذا اللقاء أول لقاء بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ عقود طويلة، ما يفتح بابًا جديدًا في سياق التعاون بين البلدين، ويتوقع أن يسهم في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين سوريا والولايات المتحدة، ويأني في وقت حساس، حيث تسعى سوريا إلى تحقيق الاستقرار الداخلي وتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية بعد سنوات من النزاع والدمار.
"ترمب" يشيد "الشرع": شاب مقاتل وقائد مذهل لديه فرصة حقيقية للحفاظ على سوريا
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات له، الرئيس السوري أحمد الشرع بـ "الشاب المقاتل والقائد المذهل" الذي قاد ثورة بلاده. وأكد ترمب أن الشرع لديه فرصة حقيقية للحفاظ على وحدة سوريا وتحقيق استقرارها في المستقبل. كما أشار إلى أن قرار رفع العقوبات عن سوريا قد لاقى ترحيبًا واسعًا، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف ترامب في تصريحات صحفية: "الرئيس الشرع قدم نفسه كقائد قوي، وهو يمتلك الفرصة التاريخية لقيادة سوريا نحو المستقبل. ونحن نرى في هذا التوجه فرصة مهمة للحفاظ على وحدة سوريا واستقرار المنطقة ككل."
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن هناك احتمالاً كبيراً لانضمام سوريا إلى اتفاقيات أبراهام في المستقبل، وهي الاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية وإسرائيل.
جاء اللقاء عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء 13 أيار 2025، عن قراره برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي والرئيس التركي، مؤكداً أن إدارته قد اتخذت الخطوة الأولى لتطبيع العلاقات مع دمشق. هذا القرار يعتبر تحولاً مهماً في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، ويثير تساؤلات حول تبعاته الاقتصادية والسياسية على البلاد والمنطقة.
ترحيب دولي واسع لقرار ترامب
لاقى القرار ترحيباً واسعاً في الأوساط الشعبية السورية التي خرجت للساحات بالآلاف، وعبرت عن تقديرها للخطوة التي من أشنها دعم التعافي للشعب السوري، وشكرها للدول التي دعمت وساهمت في الوصول إليها، ورحبت الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي، والأمم المتحدة ومسؤولين أممين وأمريكيين وأوربيين، مؤكدين أنها فرصة تاريخية للنهوض بسوريا الجديدة.