
مُروج أكاذيب "جهاد النكاح".. جدل ورفض لظهور "هويدي" على قناة الإخبارية ومطالب بالمحاسبة
أثار ظهور الإعلامي الموالي للنظام البائد "محمد هويدي"، على شاشة الإخبارية السورية، جدلاً واسعاً، نظراً لما يُعرف عنه من مواقف متطرفة وداعمة لنظام الأسد المجرم، إذ يعتبر من أبرز الشخصيات الإعلامية الذي ارتبط اسمه بخطاب التشبيح والتجييش، ما جعل حضوره على منبر رسمي مثيراً للجدل.
ويعرف عن "محمد هويدي" تبنيه خطاباً ممجداً للهارب "بشار الأسد"، حيث صرّح في إحدى إطلالاته أن "الأسد هو القائد الذي سيدحر الاحتلالات من سوريا"، متجاهلاً ما تسببت به سياسات النظام من تدمير وتهجير.
كما هاجم الدفاع المدني السوري، واصفاً إياه بـ"ذراع جبهة النصرة"، وهو توصيف رُوّج له من قبل النظام في سياق معاداته للمؤسسات المدنية التي نشأت في مناطق الثورة السورية، رغم ما قدمه "الخوذ البيضاء" من خدمات إنسانية بشهادة العالم.
وكذلك تبنى ونشر روايات مشوهة للواقع السوري، إذ روّج لأكاذيب مثل "جهاد النكاح" و"السبايا"، والتي استخدمها إعلام النظام في حملاته التشويهية ضد الثورة السورية، كما لم يتورع عن دعم العمليات العسكرية ضد المدنيين، متذرعاً بمحاربة الإرهاب، في خطاب يُعيد إنتاج سردية النظام البائد الأمنية ويبرّر استهداف المناطق الخارجة عن سيطرته.
وقبل أيام، واجهت المذيعة "آسيا هشام"، هويدي بمواقفه السابقة خلال مداخلة له على قناة "المشهد"، حيث تم توبيخه علناً وخلال هذه اللحظة النادرة من المساءلة، حاول هويدي التبرؤ من تأييده الصريح للنظام البائد.
وفي تغريدة في محاولة التنصل كتب قائلاً: "لم أكن مع بشار الأسد بشخصه، بل مع الدولة واستقرارها"، هذا التراجع يُقرأ كمحاولة لإعادة تموضع، لكنه لم يُقنع المتابعين الذين وثّقوا مواقفه السابقة بالفيديو والتصريحات.
وفي أغسطس 2024، وُجهت لهويدي اتهامات صادمة من إعلاميين موالين للنظام البائد، تتعلق بـ"العمالة للعدو الإسرائيلي"، بعد ظهوره على منصات إسرائيلية.
ويذكر أن الهجوم الإعلامي ضده جاء من داخل البيت الذي لطالما دافع عنه، ما كشف حينها هشاشة الولاءات ضمن النظام الإعلامي السوري، هويدي بدوره رد بمنشورات هجومية، في سجال يعكس تناقضاته وازدواجية مواقفه.
وفي سيرة تتقاطع فيها الولاءات السياسية، ظهر هويدي على التلفزيون الإسرائيلي عام 2019، كما شغل سابقاً موقع ناطق إعلامي باسم ميليشيا "قسد"، وهي نقطة إضافية تزيد من غموض توجهاته، وتطرح تساؤلات حول صدقيته الإعلامية وولاءاته الحقيقية.
وتجدر الإشارة إلى أن رغم دعم النشطاء السوريين لتوجهات رسمية لفتح المجال الإعلامي أمام النقد والأصوات المعارضة، يرى كثيرون أن شخصيات كـ"محمد هويدي" تسيء لهذا الانفتاح، بل تسيء للسوريين أنفسهم، نظراً لما تمثله من خطاب عدائي وتحريضي. ولعل أكبر دليل على ذلك هو حجم الجدل الذي يرافق كل ظهور "هويدي".