
مسؤولون حكوميون: الأوضاع في السويداء تمنع إدخال المساعدات وعودة الخدمات مرهونة بالاستقرار الأمني
أكد محافظ السويداء، مصطفى البكور، في تصريحات لقناة الإخبارية السورية، أن الوضع الأمني في المحافظة "سيء جداً"، مشدداً على أن استعادة الاستقرار "لا يمكن أن تتحقق إلا عبر فتح الحوار والمصالحة بين جميع الأطراف".
وأوضح البكور أن دخول مؤسسات الدولة إلى المحافظة سيتيح تفعيل خدمات المياه والكهرباء وكافة الخدمات الأساسية للأهالي، لافتاً إلى أن واجباً إنسانياً كبيراً يقع على عاتق الدولة لتقديم المعونات بعد اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن بعض الفصائل المسلحة اعترضت على دخول الوفد الحكومي إلى المدينة.
من جانبه، قال وزير الصحة، مصعب العلي، إن الوزارة شكّلت منذ بداية الأحداث غرفة طوارئ لمتابعة الوضع الصحي في السويداء، وأرسلت عدة قوافل مساعدات طبية، إلا أن الواقع الأمني حال دون دخول بعضها، مضيفاً أنه كان من المقرر أن يزور مشفى السويداء لتقييم الوضع الطبي بشكل مباشر.
وأشار العلي إلى أن المشافي في صلخد وشهبا تعمل بشكل جيد ضمن الإمكانيات المتوفرة، مؤكداً أن غياب سلطة الدولة والقوانين في أي منطقة "يحوّلها إلى حالة فوضى"، وأن جزءاً من الأدوية المخصصة للسويداء لم يتمكن من الوصول بسبب الأوضاع الأمنية.
نددت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية، يوم الأحد 20 تموز/يوليو 2025، بمنع دخول قافلة إنسانية حكومية إلى محافظة السويداء، مؤكدة أن مجموعات مسلّحة خارجة عن القانون تابعة لـ"حكمت الهجري" هي من حالت دون عبور القافلة، رغم التنسيق المسبق والجهود الحكومية المبذولة لتأمين المساعدات اللازمة للسكان في ظل التوترات الأخيرة.
وقالت الوزارة، في بيان رسمي، إن التحضيرات لإرسال القافلة بدأت منذ الساعات الأولى ليوم الأربعاء، بالتنسيق بين وزارات الخارجية، والطوارئ والكوارث، والصحة، والشؤون الاجتماعية، إلى جانب محافظي السويداء ودرعا، وذلك فور تصاعد التوتر وأعمال العنف التي أعقبت العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية.
ورغم تكرار المحاولات، مُنعت القافلة الحكومية التي ضمت ثلاثة وزراء ومحافظ السويداء من دخول المحافظة، واقتصر السماح على عدد محدود من سيارات الهلال الأحمر العربي السوري وكانت القافلة تحمل إمدادات طبية ومساعدات إنسانية أساسية بدعم من منظمات دولية ومحلية، كما أرسلت وزارة الصحة 20 سيارة إسعاف ضمن خطة الاستجابة الطارئة، لكنها منعت من الدخول أيضًا بانتظار تأمين ممر آمن.
وأضاف البيان أن الوزارة عملت بالتوازي على تأمين إجلاء عدد من موظفي وعاملي المنظمات الإنسانية والدولية الموجودين في المحافظة، حفاظًا على سلامتهم، مع التأكيد على جاهزية المستودعات الحكومية وتعبئة القوافل للتحرك فور توفر الظروف الأمنية المناسبة.
وأكدت وزارة الخارجية أن تدهور الوضع الأمني في السويداء هو نتيجة مباشرة للاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، والتي تسببت في انسحاب قوات الأمن السورية من عدة مواقع، ما أدى إلى تراجع قدرة الدولة على فرض الاستقرار وتوفير الحماية للمواطنين والمؤسسات، بما في ذلك العرقلة المتعمدة للعمل الإنساني.
كما أعربت الوزارة عن بالغ قلقها إزاء استمرار اختفاء رئيس مركز الدفاع المدني في محافظة السويداء، بعد أربعة أيام على اختطافه من قبل الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، دون توفر أي معلومات عن مصيره حتى الآن.
وشددت الخارجية السورية على أن جهودها مستمرة، بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين، لضمان إيصال المساعدات إلى الأهالي في السويداء، وتهيئة الظروف لعودة النازحين إلى منازلهم بأمان، رغم التحديات الأمنية القائمة.
إلى ذلك خرجت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز ببيان ممثلة بالشيخ حكمت الهجري، دعت فيه إلى "الوقف الفوري لكافة الهجمات العسكرية" في السويداء، و"سحب جميع القوات التابعة لحكومة دمشق، من جيش وأجهزة أمنية وميليشيات، من محيط الجبل وكافة بلداته وقراه"، -وفق نص البيان-.
ودعا بيان إلى توفير خدمات الإنترنت والاتصالات بشكل عاجل، لضمان تواصل الأهالي للتمهيد لتبادل والإفراج الفوري عن الموقوفين وضمان نجاح العملية اتفاق وقف النار بضمانة الدول الراعية للاتفاق"، دون أن يتم تسمية هذه الدول.
واختتمت الرئاسة الروحية البيان بقولها "نهيب بأبنائنا على امتداد السويداء بالتعاون والتحلي بأقصى درجات المسؤولية لإنجاح هذا الأمر، على أن يتم بحلول الساعه 6:00 مساء، في ساحة قرية ام الزيتون".