
نداءات سكان حي الميسر في حلب: معاناة مستمرة ومطالب بالإصلاح والخدمات
لا تزال العديد من المناطق في سوريا ترزح تحت ظروف خدمية مأساوية، لاسيما تلك التي تضررت بفعل الحرب والقصف والنزاعات المسلحة، الأمر الذي ألقى بظلاله الثقيلة على حياة سكانها، بمن فيهم العائدون إليها مؤخراً بعد سقوط نظام الأسد، وحرمهم من الشعور بالراحة والاستقرار.
ومن بين هذه المناطق حي الميسر، أحد أكبر أحياء مدينة حلب، تأثر خلال الحرب التي شنها النظام البائد، وتم تهميشه خلال السنوات الفائتة، ويواجه سكانه العديد من المشكلات الخدمية، ويطالبون الحكومة الجديدة والجهات المعنية بالتدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية تسهم في تحسين ظروف الحياة في حيّهم.
ويأتي تحسين واقع الكهرباء في مقدمة مطالب الأهالي الذين التقينا بهم، إذ لم تصلهم الكهرباء منذ سنوات الحرب وحتى اليوم، مما اضطرهم للاعتماد على المولدات، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية التي يعانون منها.
إلى جانب ذلك، تنتشر أكوام القمامة في الحيّ، مسببة انبعاث روائح كريهة تزعج السكان، وتُعد بيئة خصبة لتجمع الذباب والكلاب والقطط، مما يشوّه المشهد العام للمنطقة. والأخطر من ذلك أنها أسمهت في انتشار حالات الإصابة بمرض الليشمانيا، خاصة بين أطفال الحي.
كما عبّر السكان عن استيائهم من غياب فرن يوفر الخبز في الحي، الذي يقطنه أكثر من 200 ألف نسمة. وقد اضطرهم هذا النقص إلى قطع مسافات طويلة للحصول على هذه المادة الأساسية، ما زاد من معاناتهم اليومية.
وأشار الأهالي أيضاً إلى أن طرقات الحي بحاجة ماسة إلى الصيانة والتزفيت، كما عبّروا عن قلقهم من تدهور الوضع الأمني، مؤكدين تعرضهم لحوادث سرقة وسلب متكررة، ما يزيد من شعورهم بعدم الأمان.
منذ سقوط النظام البائد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 وحتى اليوم، يواصل أهالي حي الميسر، أحد أبرز أحياء حلب الشرقية، مناشدتهم للجهات المعنية من أجل تحسين الواقع الخدمي في منطقتهم. وقد وجهوا رسائلهم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، مطالبين بتلبية احتياجاتهم الأساسية ورفع المعاناة عنهم.
وكان من بين هذه الرسائل، رسالة وُجّهت إلى محافظ حلب، المهندس عزام الغريب، عبر إحدى الصفحات على موقع فيسبوك، وجاء فيها: "نوجه إليكم هذا النداء من حي الميسر، أحد أبرز الأحياء الشرقية في مدينة حلب، والذي كان على الدوام منبعاً للفداء والتضحية، وقد قدّم أبناؤه الكثير خلال سنوات الحرب، من أرواحهم وأموالهم، وفتحوا بيوتهم لكل سوري وسورية منذ اللحظة الأولى للتحرر".
وطالبت الرسالة بـ توفير التيار الكهربائي والمياه بشكل منتظم، وإعادة تأهيل المدارس والمستوصفات والمراكز الصحية في الحي، وتحسين خدمات النظافة والصحة العامة، واختُتمت بقولها: "نحن على ثقة بأن صوتنا سيصل، وأن هذه المطالب ستلقى آذاناً صاغية وحرصاً وطنياً صادقاً على تحقيقها، لما فيه خير الوطن والمواطن".