أعلن وكيل وزارة النفط العراقية باسم محمد خضير، أمس السبت 27 أيلول/سبتمبر، أن بغداد بدأت مفاوضات مع الحكومة السورية لإعادة تأهيل خط أنابيب النفط الواصل من حقول كركوك إلى ميناء بانياس على البحر المتوسط.
وقال خضير، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية، إن وزارته تجري أيضاً مشاورات مع شركة “إكسون موبيل” الأميركية لتنفيذ مشاريع تطوير في قطاع النفط تشمل استثمار الحقول، وتأهيل البنى التحتية، ومنظومة التصدير والخزن.
ويُعد خط “كركوك – بانياس”، الذي أُنشئ عام 1952 بطول يقارب 800 كيلومتر وبطاقة ضخ تصل إلى 300 ألف برميل يومياً، من أقدم مسارات تصدير النفط في المنطقة. وتوقف عن العمل خلال العقود الماضية بسبب الحروب والأزمات السياسية.
فيما يُنظر إلى إعادة تشغيله اليوم كخطوة استراتيجية تمنح العراق منفذاً إضافياً نحو المتوسط، وتفتح أمام سوريا فرصة لتعزيز إيراداتها الاقتصادية.
وأشار خضير إلى أن المفاوضات مع دمشق تأتي بالتوازي مع خطط حكومية لإعادة تأهيل منظومة خطوط الأنابيب الداخلية في العراق، شمالاً وجنوباً، إضافة إلى مستودعات خزن النفط الخام.
وتأتي هذه المفاوضات استكمالاً للقاء رسمي جمع في 12 آب/أغسطس الماضي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط العراقي حيان عبدالغني مع وزير الطاقة السوري محمد بشير في بغداد، حيث بحث الجانبان آنذاك تشكيل لجنة فنية مشتركة لدراسة وضع الأنبوب العراقي–السوري وإمكانية الاستعانة باستشاري دولي لتحديد مدى صلاحيته للتأهيل أو التجديد. وقد أكد الوزير العراقي حينها أهمية تنويع منافذ تصدير النفط الخام، مشيراً إلى أن خط بانياس يشكل خياراً إضافياً إلى جانب خط جيهان التركي وخط طرابلس اللبناني.
وتزامن الإعلان مع استئناف بغداد صباح السبت ضخ النفط الخام عبر خط جيهان التركي بعد توقف دام أكثر من عامين، بمعدل أولي بلغ 190 ألف برميل يومياً، في خطوة تعكس توجه الحكومة العراقية نحو تنويع مسارات التصدير وتعزيز أمن الطاقة في المنطقة.
كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنّ الرئيس رجب طيب أردوغان بحث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملفات إقليمية ودولية حساسة، كان في مقدمتها الملف الفلسطيني والملف السوري.
وقال فيدان – بحسب ما نقلت وكالة الأناضول– إن أردوغان شدّد خلال اللقاء على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، محذّراً من انعكاسات السياسات التوسعية الإسرائيلية على استقرار المنطقة برمتها.
سوريا في واجهة الأولويات الدولية
وأوضح وزير الخارجية التركي أنّ المباحثات تناولت أيضاً الملف السوري بشكل موسّع، مشيراً إلى أنّ أنقرة وواشنطن متفقتان على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها. وأضاف: «القضية السورية حاضرة في كل المحادثات الدولية، فهي مسألة وجودية بالنسبة للسوريين أنفسهم، ومفتاح لأمن المنطقة وأمن تركيا».
ولفت فيدان إلى أنّ ملايين السوريين ما زالوا يعيشون لاجئين في الخارج، الأمر الذي يجعل من الضروري تحقيق الاستقرار الداخلي وإعطاء إشارات قوية على التعافي، مؤكداً أنّ التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد سوريا زادت المشهد تعقيداً، إلى جانب الأزمات المتراكمة منذ فترة حكم بشار الأسد والدمار الذي خلّفته الحرب.
دعم دولي للإدارة الجديدة في دمشق
وأشار فيدان إلى أنّ الدعم الدولي لسوريا بعد تشكيل الإدارة الجديدة شكّل «نجاحاً دبلوماسياً استثنائياً»، موضحاً أنّ تركيا ودول المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اتفقت جميعها على تقديم الدعم لدمشق والمساهمة في إعادة الإعمار. لكنه شدّد على أنّ «الهجمات الإسرائيلية بدأت تغيّر المعادلة»، مؤكداً استمرار المشاورات والجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول تحفظ أمن السوريين.
قسد ومسار المفاوضات مع دمشق
وفيما يتعلق بقوات «قسد»، أوضح وزير الخارجية التركي أنّ التهديدات الناجمة عن هذه الجماعات تبقى قيد المتابعة الثنائية والثلاثية بشكل دائم، مؤكداً أنّ أنقرة تتابع أيضاً مسار المفاوضات بين «قسد» والإدارة السورية.
وأكد فيدان أنّ هدف بلاده هو ضمان بيئة لا يشعر فيها أي مكوّن سوري – بما في ذلك الأكراد – بالتهديد أو الإقصاء، قائلاً: «نريد أن يعيش الجميع في سوريا بحرية وأمان ومساواة». وأضاف أنّ تركيا مستعدة لتقديم كل ما يلزم من دعم سياسي واقتصادي وأمني لتحقيق هذا الهدف، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
دبلوماسية تركية شفافة وحازمة
وختم وزير الخارجية التركي بالتأكيد على أنّ بلاده تعتمد الشفافية الكاملة في تحركاتها، قائلاً: «تركيا دولة قوية، تعرف متى وكيف تستخدم أدواتها، لكنها تبدأ دائماً بالكلمة الطيبة والوسائل السلمية، وإذا لم تتم الاستجابة لذلك تبقى لدينا وسائل أخرى كدولة مسؤولة تجاه شعبنا ومنطقتنا».
أعلنت وزارة النقل الممثل في الحكومة السورية عن استقبال المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) السيد "محمد المضوي" في اجتماع موسع تم خلاله بحث سبل تعزيز التعاون وتنسيقه بين الطرفين في مجالات حيوية متعددة.
وذكرت الوزارة أن وزير النقل الدكتور "يعرب بدر" قدّم عرضاً تفصيلياً لمشاريع الوزارة المستقبلية التي تشمل تطوير البنية التحتية، بناء القدرات، والتحول الرقمي في قطاع النقل.
ولفتت إلى استعرض المشاريع المتعلقة بالنقل السككي والطرقي والدراسات السابقة المرتبطة بها، مؤكداً ضرورة تحديث هذه الدراسات لتلبية الاحتياجات المستقبلية.
وفيما يخص أبرز المحاور المطروحة، تم مناقشة مشروع تنظيم نقل البضائع عبر إنشاء منصة إلكترونية تهدف إلى تنظيم العرض والطلب في قطاع النقل، مما يسهم في رفع الكفاءة وتقليل التكاليف.
كما جرى بحث دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقديم الدعم الفني لقضايا التحول الرقمي والنقل المستدام، حيث شدد الوزير على أهمية التعاون المشترك لتحقيق هذه الأهداف.
من جانبه أكد السيد "محمد المضوي" استعداد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتقديم كافة أشكال الدعم الفني والخبرات اللازمة لدعم مشاريع وزارة النقل، بما يعزز التنمية المستدامة في سوريا.
وكان عقد وزير النقل في الحكومة السورية المهندس "يعرب بدر"، الاجتماع السنوي لاتحاد شركات شحن البضائع الدولي، بمشاركة رسمية واقتصادية واسعة، وحضور ممثلين عن هيئات عربية ودولية متخصصة بالنقل والخدمات اللوجستية.
وأكد الوزير في كلمته الافتتاحية على أهمية قطاع النقل في دعم الاقتصاد الوطني بنسبة تصل إلى 15% من الناتج المحلي، كاشفاً عن خطة متكاملة لتنظيم القطاع تشمل تحديث التشريعات، وإحداث هيئة ناظمة، وإطلاق منصة إلكترونية تربط بين الناقلين والمستثمرين، بما يعزز الكفاءة ويحد من العشوائية.
وشهد المؤتمر توقيع اتفاق تعاون ثلاثي بين الاتحاد السوري لشركات نقل البضائع، وهيئة النقل التركية UND، والنقابة اللوجستية الأردنية JLA، بهدف تعزيز التعاون الإقليمي وتطوير الخدمات المشتركة.
من جانبه، وصف رئيس الاتحاد "صالح كيشور"، الاجتماع بالمفصلي لجهة رسم مسار جديد لقطاع النقل والشحن في سورية، فيما شدد المشاركون على أهمية الموقع الجغرافي للبلاد كحلقة وصل إقليمية قادرة على استقطاب الاستثمارات.
وناقش المؤتمر جملة من الملفات أبرزها تحديث أسطول النقل، خفض التكاليف التشغيلية، وتأهيل الكوادر البشرية، في إطار مساعٍ لتأمين انطلاقة جديدة للقطاع تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز دوره في التجارة البينية والدولية.
وكشفت وزارة النقل في الحكومة السورية، يوم الاثنين 21 تموز/ يوليو، عن عقد الاجتماع السنوي للجمعية السورية للشحن والإمداد الوطني في فندق الشام بدمشق، برعاية الوزارة، وإشراف مديرية تنظيم نقل البضائع، وبحضور شخصيات اقتصادية وإدارية وممثلين عن شركات شحن من مختلف المحافظات.
وشهد قطاع الشحن السوري، دفعة جديدة نحو التحديث والتأهيل، حيث ناقش المشاركون أبرز التحديات التي تواجه قطاع الشحن والإمداد، مؤكدين أهمية التحول إلى اقتصاد حر وتنافسي، وتطوير أداء الشركات الوطنية بما يتماشى مع المعايير العالمية، لا سيما في ظل توجّه عدد من الشركات الأجنبية لفتح فروع لها داخل سوريا.
وشدّد المجتمعون على ضرورة تعزيز التشبيك بين شركات الشحن وتوحيد الجهود لإيجاد حلول عملية للتعقيدات الإدارية، مع دعوة واضحة إلى تسريع التحول الرقمي الذي تتبناه وزارة النقل كأحد محاور الإصلاح.
وأعلن الخبير في النقل الدولي "همام عبيد"، عن إطلاق مشروع أكاديمية تدريبية متخصصة في الشحن الدولي، تهدف إلى تأهيل كوادر احترافية في مجالات التشغيل والتقنية والسلامة والربحية، وفق معايير منظمة FIATA العالمية.
ويُعتبر هذا المشروع نقلة استراتيجية تهدف إلى رفع كفاءة القطاع محلياً وتعزيز قدرة سوريا على الاندماج في سلاسل التوريد العالمية، ما من شأنه الإسهام في تعزيز الأمن الاقتصادي ودعم الصادرات الوطنية.
من جهته، أوضح مدير مديرية تنظيم نقل البضائع "خالد كسحة"، أن الوزارة تعمل على إصدار قانون جديد ينظم الشحن البري وفق متطلبات العصر وإطلاق منصة إلكترونية موحدة لتسهيل خدمات الترخيص والشحن وبناء قاعدة بيانات مركزية لتتبع حركة البضائع وتحسين جودة الخدمات.
وكذلك دعم تشكيل اتحادات للشركات الصغيرة والمتوسطة، وأشار إلى التزام سوريا بالاتفاقيات الإقليمية والدولية، مثل اتفاقية نقل البضائع البرية بين الدول العربية، فيما قدّم المستشار في تكنولوجيا المعلومات "أسامة زين الدين"، عرضاً فنياً ركّز فيه على أهمية التحول الرقمي.
في تطور قضائي لافت، داهمت الشرطة الفرنسية مقر منظمة «إس أو إس – مسيحيو الشرق» وعدة مواقع أخرى في فرنسا، ضمن تحقيق مستمر منذ أواخر عام 2020 بشأن شبهات «التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتُكبت في سوريا».
عمليات دهم واستجوابات
النيابة العامة الفرنسية المختصة بمكافحة الإرهاب أكدت، في بيان السبت، تنفيذ عمليات دهم واسعة استهدفت مقار منظمات، من بينها منظمة «إس أو إس – مسيحيو الشرق»، إضافة إلى شركات ومنازل أفراد، إلى جانب جلسات استماع لشهود ومشتبه فيهم.
وأوضحت أن التحقيق يتولاه المكتب المركزي لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجرائم الحرب (OCLCH).
وشارل دو ميير، رئيس المنظمة التي تأسست عام 2013، أقرّ بتنفيذ عمليات التفتيش التي طالت، خصوصاً، جهاز الكومبيوتر الخاص به، مشيراً إلى أنه خضع لجلسة استماع رسمية.
وبحسب إذاعة «فرانس إنفو» العامة، استمرت عمليات تفتيش مكاتب الجمعية في مدينة بولون بيانكور قرب باريس ثلاثة أيام متواصلة، كما شملت المداهمات مكاتب المنظمة في باريس و«كوربفوا» بضواحي العاصمة، إضافة إلى شركتين في منطقة «إيل إي فيلان» شمال غرب فرنسا ومقر في «إيسون» قرب باريس.
موقع «ميديابار» وإذاعة «فرانس إنفو» كشفا أن التحقيق يهدف إلى تحديد ما إذا كانت المنظمة غير الحكومية قد حولت جزءاً من أموال التبرعات إلى «قوات الدفاع الوطني»، وهي فصائل موالية للمخلوع بشار الأسد، تتهمها منظمات سورية بارتكاب انتهاكات جسيمة، من بينها نهب قرى وقصف مدنيين وتجنيد أطفال للقتال خلال سنوات الحرب في سوريا.
مع ذلك، نفت المنظمة منذ نشر «ميديابار» تحقيقه مطلع عام 2022 أي تورط لها في جرائم، مؤكدة أنها «لم تشارك في أي أعمال مخالفة للقانون على الإطلاق».
تقول «إس أو إس – مسيحيو الشرق» إنها تقدم الدعم للمسيحيين ضحايا الاضطهاد العنيف في الشرق الأوسط، خصوصاً على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية. لكن بعض مسؤوليها وُجهت إليهم اتهامات متكررة بـ«التساهل» حيال النظام السوري السابق، وهو ما زاد من الجدل حول نشاطها ومصادر تمويلها.
التحقيق الفرنسي المستمر منذ ما يقارب أربع سنوات يثير أسئلة حول الرقابة على عمل المنظمات غير الحكومية في مناطق النزاعات، ومدى التزامها بالحياد الإنساني، كما يعكس جدية السلطات الفرنسية في تتبع شبهات تمويل جماعات مسلّحة متهمة بارتكاب جرائم حرب، في خطوة يترقب نتائجها كثيرون داخل فرنسا وخارجها.
في حديث خاص لشبكة «شام الإخبارية»، أكد محافظ إدلب السيد "محمد عبد الرحمن" أنّ حملة «الوفاء لإدلب» التي انطلقت في 26 أيلول/سبتمبر 2025 مثّلت حدثاً استثنائياً بكل المقاييس، إذ «كسرت كل القواعد بحجم التبرعات والتنظيم وإدارة الحملة التي لاقت تفاعلاً ورواجاً كبيراً على الصعيد الرسمي والشعبي والسوريين في المهجر، وتميزت بالسخاء غير المسبوق وكذلك بمشاركة الرئيس أحمد الشرع نفسه».
تكاتف الجهود سرّ النجاح
وأوضح محافظ إدلب، أن سر نجاح الحملة يكمن في «تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف بين مختلف الجهات الرسمية والشعبية»، مشيراً إلى أنّ جميع القائمين على المبادرة تبنّوا العمل بروح الفريق الواحد.
وأضاف السيد عبد الرحمن لشبكة "شام": «استنفرت محافظة إدلب كل كوادرها واستعانت بالمجتمع المحلي ومنظمات المجتمع المدني وكافة أبناء المحافظة، وخلال خمسة عشر يوماً فقط تحوّلت إدلب إلى خلية نحل تعمل ليل نهار حتى خرجت هذه الفعالية بهذا المستوى المشرف».
إدلب رمز الثورة ومنطلق التحرير
وقال محافظ إنّ «إدلب كانت ولا تزال الحضن الذي جمع كل السوريين، وهي رمز الثورة ومنطلق التحرير، ومن الطبيعي أن يلبّي الجميع نداء الواجب تجاهها»، مؤكداً أن حجم التبرعات والسخاء الكبير يعكس عمق الانتماء والشعور بالمسؤولية تجاه المحافظة وأهلها.
زيارة تاريخية للرئيس الشرع
ولفت عبد الرحمن إلى أن زيارة الرئيس أحمد الشرع لإدلب بعد عودته مباشرة من اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك «تُعدّ زيارة تاريخية بكل المقاييس»، معتبراً أنّها «تعكس وفاء القيادة للمحافظة التي احتضنت الثورة في أصعب أيامها، وهي رسالة تقدير ودعم لكل من ضحّى وصمد في سبيل سوريا».
خطوات عملية بعد الحملة
وبيّن المحافظ أنّ محافظة إدلب باشرت منذ اليوم الأول بعد الحملة بتشكيل لجنة مختصة لبحث الأولويات وتحديد المشاريع الأكثر إلحاحاً في المحافظة، على أن تبدأ هذه اللجنة عملها فوراً لضمان سرعة التنفيذ وتحقيق الأثر الملموس على الأرض.
وفي رسالة لأهالي المخيمات قال: «نقول لأهلنا في المخيمات إننا لن ندّخر جهداً حتى نزيل آخر خيمة، ونعيد كل عائلة إلى منزلها بكرامة وعزّة. هذه الحملة كانت بداية الطريق، والعمل مستمر حتى تحقيق هذا الهدف».
شكر للمتبرعين ودعوة للاستمرار
وتقدّم عبد الرحمن بالشكر والعرفان لكل من ساهم في دعم هذه الحملة، وعلى رأسهم رجل الأعمال غسان عبود وأيمن أصفري، «وكل الأيادي البيضاء التي مدّت الخير لإدلب وأهلها، فوقوفهم معنا دليل على أصالة موقفهم وانتمائهم الإنساني والوطني».
التزام بالمستقبل
وختم محافظ إدلب حديثه لـ "شام" قائلاً: «نؤكّد لأهلنا في إدلب أنّنا سنكون دائماً السند والعون لهم، وأنّ المحافظة بكل كوادرها ستعمل بإخلاص وتفانٍ لتقديم كل الخدمات الضرورية، والارتقاء بواقع الحياة اليومية بما يليق بصمودهم وتضحياتهم، ونتوجّه بالشكر والامتنان إلى كل السوريين في الداخل والخارج الذين ساندوا حملة «الوفاء لإدلب». إن كل جهد ومبلغ قدّمتموه سيكون في خدمة أهلنا وخاصة القاطنين في المخيمات، وسيبقى أثره حيّاً في وجداننا وفي مشاريعنا القادمة».
فمنذ اللحظات الأولى لانطلاقها، كسرت الحملة كل التوقعات، إذ أعلنت الجهات المنظمة عن جمع عشرات الملايين من الدولارات خلال ساعات قليلة، ومع اختتام اليوم الأول، تجاوزت التبرعات حاجز المئتي مليون دولار، في سابقة لم يشهدها العمل الإنساني السوري بهذا الحجم والتنسيق.
هذه الأرقام - وفق متابعين - عكست حجم الثقة بالمبادرة والدعم الشعبي والرسمي الكبير لمحافظة إدلب التي تحظى برمزية خاصة في وجدان السوريين، بوصفها أرض الصمود والتضحيات خلال سنوات الحرب.
رمزية إدلب في الوجدان السوري
إدلب لم تكن مجرد ساحة معركة في الذاكرة السورية، بل أصبحت رمزًا للثبات والتحدي وملاذًا لمئات آلاف النازحين، لذلك، شكّلت الحملة بالنسبة للكثيرين أكثر من مجرد عمل إغاثي؛ هي وفاء لمحافظة حملت العبء الأكبر من النزوح والمعاناة، ورسالة بأن زمن النسيان قد ولّى وأن العودة إلى الديار أصبحت هدفًا ملموسًا.
أبعاد إستراتيجية تتجاوز الإغاثة
تتجاوز أهمية حملة «الوفاء لإدلب» جمع المال أو تقديم المساعدات العاجلة، فهي تمثل نموذجًا للعمل الجماعي المحلي الذي يسبق أي دعم دولي، وتعطي إشارة واضحة بأن إعادة الإعمار يمكن أن تبدأ بإمكانات وطنية وبمبادرات منظمة، كما أنها تشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى القدرة على تحويل هذه التبرعات إلى مشاريع تنموية مستدامة تعيد بناء القرى وتؤسس لعودة جماعية للمهجرين.
بهذه الحملة، تحولت إدلب من رمز للألم إلى منصة للأمل والعمل المشترك، وبدت المبادرة وكأنها خطوة عملية لترجمة شعارات الوفاء والتكافل إلى مشاريع حقيقية. إنها رسالة لكل السوريين بأن إعادة الإعمار والعودة إلى الديار ليست مجرد حلم، بل مسار بدأ بالفعل، وأن وفاءهم لمحافظتهم سيقودهم نحو مستقبل أفضل أكثر استقرارًا وكرامة.
تشهد مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي جدلاً واسعاً حول تفاقم ظاهرة الكلاب الشاردة في الأحياء السكنية، خصوصاً مع انطلاق العام الدراسي الجديد، حيث عبّر أولياء الأمور عن قلقهم المتزايد على سلامة أبنائهم من احتمال تعرّضهم لهجمات مفاجئة أثناء ذهابهم إلى المدارس، ما قد يعرّضهم لإصابات جسدية ويترك آثاراً نفسية عميقة عليهم.
انتشار ملحوظ وغياب الحلول
تتزايد أعداد الكلاب الشاردة في شوارع المدينة وأحيائها دون تدخل واضح من الجهات المسؤولة، الأمر الذي فاقم مخاوف الأهالي وأثار تساؤلاتهم حول تدابير السلامة العامة في بيئة الطلاب. ويرى السكان أن استمرار الوضع الحالي يهدد استقرار حياتهم اليومية ويزيد من أعبائهم الأسرية.
شهادات محلية: إصابات سابقة ومشكلة بلا حل
أكد عدد من الأهالي في تصريحات لشبكة "شام" وقوع حوادث عضّ متكررة خلال الأشهر الماضية، تسببت في إصابات جسدية ومشاكل صحية، فيما لم تُتخذ حتى الآن أي إجراءات ملموسة للحد من الظاهرة أو حماية السكان، خاصة الأطفال. وأوضحوا أنهم يضطرون إلى مرافقة أبنائهم إلى المدارس يومياً، ما يعطل أعمالهم الأساسية ويزيد من ضغوطهم المعيشية.
الخوف يمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية
حرمت هذه الظاهرة الكثير من الأطفال من أبسط حقوقهم كاللعب في الشوارع أو الخروج لشراء حاجيات بسيطة، حيث تقول الأمهات إنهن يضطررن لمنع أبنائهن من مغادرة المنزل حتى في وضح النهار خشية هجمات مفاجئة، بينما يزداد الوضع خطورة بعد حلول الليل مع انتشار أكبر للكلاب في الأحياء.
تحذيرات طبية من مخاطر عضّات الكلاب
حذرت مصادر طبية في كوباني الأهالي من التهاون في التعامل مع عضّات الكلاب الشاردة، مشددة على ضرورة الإسراع بإسعاف المصاب إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج واللقاح المناسب فوراً، لتفادي مضاعفات بكتيرية أو فيروسية قد تصل إلى التعفن الدموي. وأكدت أن الاستجابة السريعة قد تنقذ حياة الطفل وتحميه من آثار صحية خطيرة.
نداء عاجل للجهات المعنية
وجّه سكان عين العرب نداءً عاجلاً للجهات المحلية والمنظمات الإنسانية للتدخل السريع ووضع خطة شاملة للتعامل مع الظاهرة، سواء عبر حملات توعية أو تطعيم أو نقل الكلاب إلى ملاجئ مخصصة، مؤكدين أن استمرار الوضع الحالي يحرم العائلات من الشعور بالأمان ويهدد الصحة العامة في المنطقة.
أطلقت الفعاليات المدنية والأهلية في ريف حلب الشمالي، يوم السبت 27 أيلول، مبادرة أهلية جديدة تحت عنوان "بالعلم ترقى الأمم"، تهدف إلى ترميم وإعادة تأهيل المدارس المتضررة بفعل الحرب.
وانطلقت المبادرة بجهود تطوعية من أبناء بلدة كفر حمرة في ريف إدلب الشمالي، وبحضور معاون مدير منطقة سمعان أحمد علي أحمد، ومسؤول مكتب العلاقات محمد حميد المحمد، حيث تمكن القائمون عليها من جمع 42 ألف دولار لدعم تنفيذ المشروع.
وأكد القائمون أن التعليم يمثل الركيزة الأساسية لأي نهضة وطنية، معتبرين أن إعادة الحياة للمدارس هو استثمار حقيقي في مستقبل الأجيال.
وتأتي هذه الخطوة في سياق متصاعد من المبادرات المجتمعية والحكومية التي انطلقت بعد تحرير البلاد من النظام البائد، بهدف إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتحسين الواقع الخدمي والتعليمي والمعيشي.
وكانت محافظة اللاذقية قد أطلقت في مطلع حزيران الماضي حملة "اللاذقية نحن أهلها" لتحسين البنية التحتية والخدمات، بمشاركة مجتمعية واسعة ودعم من منظمات إنسانية.
كما شهدت عدة محافظات فعاليات مشابهة خلال الأسابيع الماضية، أبرزها: "صندوق التنمية السوري" و"دير العز" و"أربعاء حمص" و"أبشري حوران" و"ريفنا بيستاهل"، و"الوفاء لإدلب".
وتبرز المبادرات المشتركة بين الحكومة والفعاليات الأهلية كعامل حاسم في تعزيز التنمية المحلية، وإحياء المدن والبلدات التي عانت من التدمير أو الإهمال، بما يعزز من مسار التعافي الوطني والبناء المتجدد.
قتل طفلان من مهجري محافظة السويداء، يوم السبت 27 أيلول، جراء انفجار جسم من مخلفات الحرب أثناء رعيهما الأغنام على أطراف بلدة الحراك بريف درعا الشرقي، وفق ما أعلن "الدفاع المدني السوري".
ويأتي الحادث بعد أيام قليلة من سلسلة انفجارات مشابهة، إذ قضى طفل من عشائر البدو المهجّرين من السويداء في 11 أيلول الجاري بانفجار لغم في قرية الكرك.
بينما سُجلت في 24 آب الماضي وفاة طفل وإصابة شقيقه بانفجار جسم حربي خلال رعيهما للأغنام في قرية مشيرفة اللهيب بريف حلب الجنوبي.
كما شهدت مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، في 5 أيلول، مقتل طفل وإصابة أربعة آخرين بينهم إصابات بليغة، جراء انفجار جسم من مخلفات الحرب أثناء لعبهم في أحد أحياء المدينة. وفي 18 أيلول، توفي الشاب إبراهيم أحمد الحريري (36 عاماً) متأثراً بجراحه عقب إصابته بانفجار مماثل في بلدة صيدا شرقي درعا.
وشدد الدفاع المدني على أن الأطفال هم الضحية الأكبر لمخلفات الحرب والألغام، التي تحصد أرواحهم وتحول لحظات براءتهم إلى مآسٍ، مؤكداً أن خطر هذه الذخائر غير المنفجرة يمتد لسنوات طويلة ويعيق جهود الاستقرار وعودة المهجّرين. ودعا الأهالي لتوعية أطفالهم بضرورة الابتعاد عن أي جسم مشبوه والإبلاغ عنه فوراً.
وتبقى مخلفات الحرب والألغام التي خلّفها النظام البائد وحلفاؤه من أبرز التحديات التي تهدد حياة المدنيين في مختلف المناطق السورية، حيث تستمر بحصد الأرواح وتقييد النشاطات اليومية للسكان، وتؤخر عودة الحياة الطبيعية إلى القرى والبلدات.
نفى المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، صحة الأنباء التي تحدثت عن فشل المفاوضات بين دمشق وتل أبيب للتوصل إلى اتفاق أمني، مؤكداً أن المباحثات ما تزال مستمرة ولم تنهَر في اللحظات الأخيرة كما أُشيع.
نفي رسمي لمزاعم الفشل
وقال باراك، في تصريحات نقلتها قناة “الجزيرة”، إن “ليس صحيحاً أن اتفاق سوريا الأمني مع إسرائيل فشل في اللحظات الأخيرة”، مشيراً إلى أن سوريا تقع في “محيط مهم وعليها إيجاد موطئ قدم وسط جيرانها”، ومؤكداً أن دمج جميع المكونات السورية في دولة واحدة يحتاج إلى جهد كبير وتفاهمات صعبة.
خلفية التسريبات
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن أربعة مصادر مطلعة أن جهود التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل تعثرت في اللحظات الأخيرة، بعد أن أعادت تل أبيب طرح مطلبها بفتح ما سمّته “ممرًا إنسانيًا” إلى محافظة السويداء جنوب سوريا، وهو ما اعتبرته دمشق خرقًا للسيادة الوطنية.
محادثات سرية في ثلاث عواصم
بحسب الوكالة، اقترب الطرفان خلال الأسابيع الماضية من التوافق على الخطوط العريضة للاتفاق بعد مفاوضات دامت شهوراً في باكو وباريس ولندن بوساطة أميركية، وتسارعت وتيرتها قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع. وكان الاتفاق يستهدف إنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوبي سوريا تشمل السويداء ذات الغالبية الدرزية.
مطلب إسرائيلي يثير الجدل
تقول “رويترز” إن إسرائيل، التي تضم أقلية درزية تقدر بنحو 120 ألف نسمة يخدم رجالها في الجيش، أعادت تقديم مطلبها في مرحلة متأخرة من المحادثات بفتح “ممر إنساني” يصلها بمحافظة السويداء رغم عدم وجود تواصل جغرافي مباشر بينهما، حيث تفصل محافظتا درعا والقنيطرة السويداء عن الأراضي الفلسطينية المحتلة. رفضت دمشق هذا المطلب بوصفه تعدياً على سيادتها، ما أدى إلى تجميد خطط إعلان الاتفاق هذا الأسبوع.
بنود مقترحة ومواقف متباينة
مصادر إسرائيلية وسورية وأخرى في واشنطن أكدت أن المطلب الجديد كان نقطة الخلاف الرئيسية، بينما تحدثت التسريبات السابقة عن أن المقترح السوري للاتفاق الأمني يهدف إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها في الأشهر الأخيرة، وإعادة المنطقة العازلة وفق اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974، ووقف الغارات الجوية والتوغلات البرية. ولم تتناول هذه المحادثات وضع هضبة الجولان المحتلة منذ 1967، إذ قال مصدر سوري إن هذه المسألة “ستُترك للمستقبل”.
خلفية التصعيد الإسرائيلي
منذ إسقاط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، اقتحمت القوات الإسرائيلية المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان واحتلت مزيداً من الأراضي السورية، كما شنت مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية في أنحاء سوريا، وهو ما دانته دمشق مراراً باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي واتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974.
وساطة أميركية ومسار متعثر
قال باراك إن الاتفاق الجاري التفاوض عليه سيكون بمثابة الخطوة الأولى نحو تفاهم أمني أشمل بين دمشق وتل أبيب، لكنه أوضح أن ملفات حساسة –مثل مناطق منزوعة السلاح والضمانات الأمنية– ما تزال بحاجة إلى تسويات صعبة، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “سعى شخصياً” لإبرام الاتفاق لكن تأخر بعض الملفات وعطلة رأس السنة اليهودية أبطأ العملية.
موقف دمشق
في المقابل، أكدت الخارجية السورية الأسبوع الماضي أنها تعمل مع واشنطن على التوصل إلى تفاهمات أمنية مع إسرائيل بشأن جنوبي سوريا في إطار خريطة طريق اعتمدتها دمشق بدعم من الولايات المتحدة والأردن لحل أزمة السويداء واستقرار الجنوب. وكان مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، قد صرّح بأن المفاوضات وصلت إلى مراحل متقدمة، وأن “الكرة الآن في ملعب إسرائيل” بشأن الاتفاق الأمني المزمع.
دلالة التعثر
يعكس تعثر المحادثات حساسية الملفات المطروحة، خصوصاً في ظل تمسك دمشق برفض أي إجراءات تمس سيادتها أو تُظهر تنازلات في القضايا المرتبطة بوحدة الأراضي السورية، مقابل محاولة إسرائيل استثمار مخاوفها الأمنية لحماية الطائفة الدرزية جنوب سوريا وإعادة رسم قواعد الاشتباك.
نفى وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي، السبت 27 أيلول، صحة ما يتم تداوله على بعض صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي حول قيام الوزارة بتحديد أسعار أو أقساط الجامعات السورية الخاصة، مؤكداً أن تلك الأخبار لا أساس لها من الصحة ولا يُعتد بها.
قرار مركزي لتحديد السقف الأعلى للأقساط
وأوضح الحلبي أن وزارة التعليم العالي ستصدر خلال الأسبوع الجاري قراراً مركزياً يحدد السقف الأعلى للأقساط الدراسية في الجامعات الخاصة، بحيث يكون المرجع الرسمي والملزم لجميع المؤسسات التعليمية الخاصة. واعتبر أن هذا القرار سيضمن وضوح السياسات المالية داخل هذه الجامعات وحماية حقوق الطلاب وأولياء أمورهم.
دعوة إلى استقاء المعلومات من القنوات الرسمية
ودعت الوزارة الطلاب وأولياء الأمور إلى الابتعاد عن الأخبار المغلوطة والاعتماد على القنوات الرسمية حصراً للحصول على المعلومات الدقيقة، مؤكدة التزامها الكامل بالشفافية والعدالة في العملية التعليمية وحماية حقوق الطلبة ضمن إطار قانوني منظم.
متابعة المفاضلة العامة
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد أعلنت الخميس 25 أيلول صدور المفاضلة العامة للقبول الجامعي في الجامعات العامة والخاصة المعتمدة لديها، ودعت جميع الطلاب إلى متابعة المنصات الرسمية بدقة للحصول على التفاصيل الكاملة والموثوقة.
أشاد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في كلمةٍ لافتة أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالخطوات الإيجابية التي تقوم بها الجمهورية العربية السورية لترسيخ الأمن والاستقرار.
ورحّب الوزير برفع العقوبات عنها، معتبراً أن هذه الخطوة ستسهم في دعم جهود الحكومة السورية في إعادة الإعمار وتعزيز مسار التعافي واندماج سوريا إقليمياً ودولياً وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بما ينعكس إيجاباً على الشعب السوري.
دعم واضح لسيادة سوريا ووحدتها
أكد ابن فرحان أن المملكة العربية السعودية تدعم كل ما من شأنه ترسيخ أمن سوريا واستقرارها واحترام سيادتها ووحدة أراضيها وعدم التدخُّل في شؤونها الداخلية، مشدداً على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، معتبراً أن استمرار هذه الاعتداءات يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
موقف سعودي حازم تجاه غزة
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال وزير الخارجية السعودي إن المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والأزمة في قطاع غزة تتنافى مع الميثاق والمبادئ والقانون الدولي الإنساني، داعياً إلى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وشدد على أن تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لن يؤدي إلا إلى مزيد من زعزعة الأمن والاستقرار إقليمياً وعالمياً. وأشار إلى أن ما يحدث في قطاع غزة تم تصنيفه رسمياً بالمجاعة في ظل ممارسات وصفها بالوحشية، مؤكداً مواصلة المملكة جهودها الحثيثة للوصول إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.
إدانة للاعتداءات على قطر ودعم للبنان
كما أدان ابن فرحان الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على دولة قطر وطالب بإجراءات دولية عاجلة لوقف “إجرام إسرائيل وردعها”. وفي سياق آخر، أكد وقوف المملكة إلى جانب لبنان ودعم جهود حكومته في تطبيق اتفاق الطائف وحصر السلاح بيد الدولة، مشدداً على ضرورة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية.
شهدت مدينة حلب اليوم احتفالية واسعة بمناسبة إعادة افتتاح قلعتها التاريخية، ضمن فعالية نظمتها وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الثقافة ومحافظة حلب، بالتزامن مع اليوم العالمي للسياحة، وسط حضور رسمي وشعبي لافت.
وأكد وزير الثقافة محمد ياسين الصالح أن قلعة حلب تمثل واحداً من أبرز الصروح الحضارية السورية، وافتتاحها اليوم يعد إشارة واضحة إلى التعافي والصمود بعد سنوات الحرب، مضيفاً: “ثقافتنا الأصيلة عصيّة على الطمس رغم كل ما ألمّ بها خلال حقبة الحديد والنار والديكتاتورية.”
من جانبه، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح إن حلب تستحق الفرح كل يوم بعد التضحيات الجسام التي قدمها أبناؤها في سبيل التحرير، مشيراً إلى أن دماء الشهداء هي التي جعلت هذا اليوم ممكناً.
بدوره، أوضح محافظ حلب عزام الغريب أن جولة رئيس الجمهورية أحمد الشرع في المدينة انتهت قبل انطلاق الاحتفال، مشيراً إلى أن الرئيس حمله سلاماته الحارة لأهالي حلب، ووعد بزيارة قريبة للمدينة. وأضاف الغريب: “قلعة حلب ليست حجارة صامتة، بل ذاكرة ناطقة، ومن على مدرجاتها مرّ الغزاة واندحروا، ومن على أسوارها كُتبت رسائل المجد بالحبر والدم والنور.”
وتابع المحافظ: “في كل زاوية من زوايا القلعة هناك قصة، وفي كل نقش رسالة تؤكد أن حلب لا تنكسر، وإذا غابت تعود، وإذا تهدمت تبنى من جديد. نعيد فتح أبواب القلعة للتاريخ والفخر والأمل، ونقول للعالم: هنا حلب.”
من جانبه، اعتبر ممثل وزارة السياحة زياد البلخي أن إعادة افتتاح القلعة اليوم تمثل رسالة سلام وفخر، مؤكداً أن حلب تنبض بالحياة والثقافة رغم كل التحديات، وأن قلعتها تجمع بين المجد والعراقة والصمود والانتصار.
ويأتي هذا الافتتاح كخطوة بارزة في مسار تعافي المدينة وإعادة إحياء الحركة السياحية والثقافية فيها، وإبراز مكانتها كواحدة من أقدم الحواضر التاريخية في العالم، ورسالة واضحة بأن حلب قادرة على النهوض من جديد لتكون قبلة للزوار من كل أنحاء العالم.
وتُعد قلعة حلب من أقدم وأهم القلاع في العالم، ويعود تاريخها إلى أكثر من 3000 عام قبل الميلاد.
وتقع القلعة على تلة مرتفعة وسط المدينة القديمة، وكانت على مرّ العصور مركزاً للحكم والتحصين العسكري.
وشهدت القلعة حضارات متعددة من الحثّيين والآراميين واليونانيين والرومان، إلى البيزنطيين ثم الأيوبيين الذين أعادوا بناءها وتحصينها في عهد الملك الظاهر غازي في القرن الثاني عشر. تضم القلعة بوابة ضخمة وجسراً مقوساً وعدداً من الأبراج الدفاعية والمساجد والقصور والصهاريج.