وسط انقطاعات الكهرباء المتكررة وظروف العمل الصعبة، كرّمت محافظة طرطوس عدداً من عمال قطاع الكهرباء بمناسبة عيد العمال، في خطوة رمزية تسعى للاعتراف بجهودهم اليومية في الحفاظ على استمرارية التيار الكهربائي رغم التحديات الفنية واللوجستية المتزايدة.
شارك في حفل التكريم، الذي أُقيم في مقر شركة كهرباء طرطوس، المدير العام للشركة المهندس محمد الديري، إلى جانب رئيس اتحاد العمال في المحافظة أحمد خليل، ورئيس نقابة عمال الكهرباء والاتصالات عهد صقور. وأشاد المتحدثون بجهود العمال، مؤكدين أن هذا التكريم يحمل رسالة تقدير لمن يعملون بصمت من أجل استمرار الخدمات الأساسية.
صدى إيجابي وردود فعل شعبية
لاقى التكريم تفاعلاً لافتاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول ناشطون صوراً وفيديوهات من الفعالية، معتبرين أن هذه المبادرة تمثل دفعة معنوية مهمة في ظل واقع اقتصادي ومعيشي صعب. وكتب أحد المعلقين: "كلي ثقة أنه لما بترتفع العقوبات وتتوفر السيولة، سينال كل عامل تقديراً حقيقياً، بداية من رفع عادل للرواتب".
بينما قالت أخرى: "أي والله، مرة رحنا عالطوارئ الكهربا، قالولنا منجي بعد ربع ساعة، وأجوا فعلاً.. أيام زمان كانوا يطردوا الناس!"
العمال بين الماضي والمستقبل
رغم الشعارات التي رُفعت لعقود عن تمجيد الطبقة العاملة، إلا أن واقع العمال في عهد حافظ الأسد ثم بشار الأسد اتسم بتهميش واضح، وأجور لا تفي بالحد الأدنى من متطلبات المعيشة. كما أُفرغت النقابات من دورها الحقيقي، وتحولت إلى أدوات في يد السلطة.
اليوم، وبعد انتهاء مرحلة الأسد، يترقب العمال السوريون مرحلة جديدة تُعيد لهم حقوقهم وتصون كرامتهم، وسط دعوات لإصلاح جذري يضمن أجوراً عادلة وبيئة عمل تحفظ السلامة والعدالة الاجتماعية.
أدانت المملكة العربية السعودية بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، معتبرةً في بيان صادر عن وزارة خارجيتها أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا وأمنها واستقرارها.
وشددت المملكة على ضرورة وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، محذّرةً من أن استمرار هذه السياسات العدوانية يعزز مناخ العنف ويفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وجاء الموقف السعودي بعد ساعات من بيان مماثل لدولة قطر، التي عبّرت عن إدانتها بأشد العبارات للغارة الإسرائيلية، ووصفتها بأنها عدوان سافر وانتهاك خطير للقانون الدولي، مؤكدةً دعمها الكامل لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، ودعت المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف اعتداءاته واحترام الشرعية الدولية.
بدورها، أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية بيانًا نددت فيه بالقصف الإسرائيلي الذي طال محيط القصر الرئاسي يوم أمس، معتبرةً أنه تصعيد خطير ومحاولة لزعزعة استقرار البلاد واستهداف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري.
ودعت رئاسة الجمهورية المجتمع الدولي والدول العربية إلى الوقوف بجانب سوريا والتصدي لما وصفته بالادعاءات العدوانية الإسرائيلية. كما أكدت أن الدولة السورية ماضية في تحقيق الاستقرار وملاحقة المتورطين في الأعمال التي تهدد أمن البلاد، مشيرةً إلى أن سوريا “لن تساوم على سيادتها أو أمنها وستواصل الدفاع عن حقوق شعبها بكل الوسائل المتاحة”.
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارة جوية استهدفت هدفًا قرب القصر الرئاسي في دمشق فجر الجمعة 2 أيار/مايو، معتبرًا أنها تأتي في سياق الرد على “تهديدات متزايدة” من جانب دمشق، وخاصة بعد التوترات التي شهدتها المناطق ذات الأغلبية الدرزية جنوب سوريا.
ووصفت مصادر إسرائيلية الغارة بأنها “تحذيرية”، مشيرةً إلى أنها رسالة واضحة للسلطات السورية بأن إسرائيل لن تتهاون مع ما سمته “أي تهديد محتمل للأقلية الدرزية أو استقرار الحدود الشمالية”.
كما صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن “إسرائيل تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في سوريا، وإذا استؤنفت الهجمات على الدروز وفشل النظام السوري في منعها، فإن إسرائيل لن تتردد في الرد بقوة”، معتبرًا أن الغارات الأخيرة تأتي ضمن سياسة الردع المستمر ضد أي محاولات تهديد لإسرائيل أو لحلفائها.
وكانت منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق قد تعرضت أيضًا خلال اليومين الماضيين لغارتين جويتين إسرائيليتين، أسفرتا عن إصابات بين المدنيين بينهم أبناء من الطائفة الدرزية، بالتزامن مع تصعيد داخلي شهدته مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا إثر اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة، ما زاد من حدة التوتر الأمني في جنوب العاصمة دمشق.
أكد الشيخ "ليث البلعوس"، نجل مؤسس حركة "رجال الكرامة" في محافظة السويداء، في تصريح خاص للجزيرة، أن عصابات خارجة عن القانون قد اعتدت مؤخرًا على بعض أبناء محافظة السويداء، ما دفع الحركة إلى اتخاذ خطوات حاسمة لتفعيل الضابطة العدلية في المحافظة، والتي سيشرف عليها أبناء السويداء أنفسهم.
وأشار البلعوس إلى أن الحركة تطالب بضبط الوضع على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، مؤكدًا ضرورة ردع العصابات المسلحة التي تهدد الأمن في المنطقة. كما شدد على أن حركة رجال الكرامة ترفض الطائفية تمامًا، وتعتبر نفسها جزءًا من الشعب السوري بشكل عام.
وفيما يتعلق بالانتهاكات ضد أبناء الطائفة الدرزية في ريف دمشق، دعا البلعوس إلى ضرورة وضع حد لتلك الانتهاكات، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على وحدة سوريا. وأعرب عن ترحيب الحركة بالانتشار الأمني على الطريق بين دمشق والسويداء، مؤكدًا أن هذا سيعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد أن حركة رجال الكرامة وطنيون سوريون عروبيون، يرفضون الانفصال عن سوريا الأم، مشيرًا إلى أن الحركة ليست بحاجة إلى حماية من أي طرف آخر، ولفت إلى أن الأولوية القصوى لحركة رجال الكرامة هي بسط الأمن في محافظة السويداء، من أجل منع أي انتهاكات قد تهدد استقرار المنطقة.
وكانت أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
وأكد البيان أن مواقف الطائفة العروبية والوطنية "ورثناها كابرًا عن كابر، من إرث الأجداد وحليب الأمهات الطاهرات"، معتبرًا أن "سوريتنا هي كرامتنا، والوطن شرف لا يُمس، وحب الوطن من الإيمان".
وفي ظل الظروف الأمنية التي شهدتها بعض المناطق مؤخرًا، دعت مشيخة العقل إلى تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء، على أن تكون الكوادر من أبناء المحافظة، تعزيزًا للثقة وفرضًا لسيادة القانون، كما طالبت الدولة بتحمّل مسؤولياتها الكاملة في تأمين طريق السويداء – دمشق وضمان استمرارية حركة المدنيين بشكل آمن ودائم.
وشدد البيان على ضرورة بسط الأمن والاستقرار في كامل الأراضي السورية، باعتباره "واجبًا سياديًا لا يقبل التراخي أو التجزئة"، كما أكد الموقعون على البيان أن سوريا يجب أن تكون وطنًا لكل أبنائها، خاليًا من الفتن الطائفية والنعرات المذهبية والأحقاد الشخصية والثارات، واصفًا هذه المظاهر بأنها من "مخلفات الجاهلية التي وضعها عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
واختُتم البيان بدعوة إلى الوحدة الوطنية، والتشبّث بالعروة الوثقى، والعمل على صون الوطن وتضحيات أبنائه، الذين "رووا أرضه بدمائهم، وسقوه بعرقهم عبر التاريخ"، مؤكدين أن الإرث التاريخي للطائفة لا يسمح بالانجرار إلى مشاريع تفتيت الوطن أو شرذمته.
وجه وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، رسالة تحذير إلى الرئيس السوري أحمد الشرع عقب الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق.
وفي منشور على منصة "إكس"، قال كاتس: "عندما يستيقظ الجولاني - في إشارة إلى الرئيس أحمد الشرع - صباحًا ويرى نتائج هجوم سلاح الجو الإسرائيلي، سيدرك تمامًا أن إسرائيل عازمة على منع إلحاق الأذى بالدروز في سوريا"، حسب زعمه.
وأوضح كاتس أن الهجوم الجوي نُفذ تحت إشراف مباشر منه ومن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أنه "رسالة تحذير واضحة للنظام السوري"، ودعا الرئيس السوري إلى "حماية الدروز في ضواحي دمشق وتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم"، مشددًا على أن من "واجب إسرائيل حماية الدروز في سوريا من الأذى، من أجل الدروز في إسرائيل"، بحسب قوله.
وفي تطور لافت، كان نفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة 2 أيار 2025، مجدداً تعهده بحماية "الأقلية الدرزية"، في وقت تتحدث مصادر إسرائيلية غير رسمية أن هذه الضربة "تحذيرية" للسلطة في دمشق، ورسالة واضحة بجدية الموقف الإسرائيلي حيال تهديداتها عقب التوتر الذي تشهده مناطق الطائفة الدرزية جنوبي سوريا.
وأصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية"، بيانًا رسميًا تدين فيه بشدة القصف الذي استهدف القصر الرئاسي يوم أمس على يد الاحتلال الإسرائيلي. واعتبرت الرئاسة هذا الهجوم تصعيدًا خطيرًا ضد مؤسسات الدولة السورية وسيادتها، مشيرةً إلى أن هذا الاعتداء يعكس استمرار الممارسات المتهورة التي تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد وتعميق الأزمات الأمنية.
شددت رئاسة الجمهورية على أن هذا الهجوم يستهدف الأمن الوطني السوري ووحدة الشعب السوري، مطالبةً المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات التي تُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين والمواثيق الدولية.
ودعت رئاسة الجمهورية الدول العربية إلى توحيد مواقفها والتعبير عن دعمها الكامل لسوريا في التصدي لهذه الهجمات، مع الحفاظ على حقوق الشعوب العربية في مواجهة الممارسات العدوانية الإسرائيلية.
ردود الأفعال
أدانت دولة قطر، بأشد العبارات، الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، معتبرة أن هذا الاستهداف يشكل عدوانًا سافرًا على سيادة الجمهورية العربية السورية وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان واستمرار “حربها الوحشية” على غزة، من شأنه تعميق دائرة العنف والاضطرابات في المنطقة. ودعت الدوحة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال لقرارات الشرعية الدولية.
وشدد البيان على أن قطر تجدّد دعمها الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، مؤكدة تضامنها مع الشعب السوري الشقيق في مساعيه نحو الأمن والاستقرار.
وكان اعتبر الدكتور حسين الشرع، والد الرئيس السوري أحمد الشرع، في منشور له على منصة "فيسبوك"، أن هذا التصعيد الإسرائيلي هو استفزاز مقصود من قبل إسرائيل منذ بداية سقوط النظام السابق. وطرح تساؤلات عن الهدف الحقيقي وراء تدمير القوات والعتاد السوري في البحر والقواعد العسكرية، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تكن تسعى لحماية الدروز أو أي من الفئات السورية الأخرى، مثل العلويين في الساحل، بل كانت تستهدف مصالحها الخاصة. وأضاف أن جميع هذه الفئات جزء أصيل من الشعب السوري.
أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية"، بيانًا رسميًا تدين فيه بشدة القصف الذي استهدف القصر الرئاسي يوم أمس على يد الاحتلال الإسرائيلي. واعتبرت الرئاسة هذا الهجوم تصعيدًا خطيرًا ضد مؤسسات الدولة السورية وسيادتها، مشيرةً إلى أن هذا الاعتداء يعكس استمرار الممارسات المتهورة التي تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد وتعميق الأزمات الأمنية.
شددت رئاسة الجمهورية على أن هذا الهجوم يستهدف الأمن الوطني السوري ووحدة الشعب السوري، مطالبةً المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات التي تُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين والمواثيق الدولية.
كما دعت رئاسة الجمهورية الدول العربية إلى توحيد مواقفها والتعبير عن دعمها الكامل لسوريا في التصدي لهذه الهجمات، مع الحفاظ على حقوق الشعوب العربية في مواجهة الممارسات العدوانية الإسرائيلية.
وأكدت رئاسة الجمهورية أن هذه الاعتداءات، سواء كانت محلية أو خارجية، لن تؤثر على إرادة الشعب السوري أو تعرقل جهود الدولة لتحقيق الاستقرار والسلام في جميع المناطق. كما أكدت الرئاسة أن الأجهزة الأمنية المختصة تواصل التحقيقات اللازمة لتحديد المسؤولين عن هذه الاعتداءات، وأنها ستواصل العمل بكل حزم لحماية أمن الوطن والمواطنين من أي تهديدات قد تستهدفهم.
وفي ختام البيان، جددت رئاسة الجمهورية دعوتها لجميع الأطراف إلى الالتزام بالحوار والتعاون في إطار وحدة الوطن، مؤكدًا أن سوريا ستستمر في مسار البناء والنهضة ولن تتوقف عجلة الإصلاح مهما كانت التحديات. وأكدت أن سوريا لن تساوم على سيادتها أو أمنها، وستواصل الدفاع عن حقوق شعبها بكل الوسائل المتاحة.
وفي تطور لافت، كان نفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة 2 أيار 2025، مجدداً تعهده بحماية "الأقلية الدرزية"، في وقت تتحدث مصادر إسرائيلية غير رسمية أن هذه الضربة "تحذيرية" للسلطة في دمشق، ورسالة واضحة بجدية الموقف الإسرائيلي حيال تهديداتها عقب التوتر الذي تشهده مناطق الطائفة الدرزية جنوبي سوريا.
لا ينسى الشعب السوري الشهداء الذين قدموا الدماء والتضحيات على درب الثورة الطويل، وخاصة الشخصيات البارزة التي قدمت تضحيات جسيمة في سبيل دعم الثورة، وكان عبد الباسط الساروت واحدًا من هؤلاء، إذ لا يزال الناس يذكرونه كأحد أبطال ورموز الثورة السورية، الذي خلد اسمه في مراتب الشهداء الأخيار الذين قدموا دمائهم في سبيل حرية الشعب السوري.
في برنامج بودكاست "دفين" الذي يقدمه محمد طاهر، الذي يعرض على "تلفزيون سوريا"، تحدث العميد جميل الصالح قائد "جيش العزة" سابقاً، والذي كان ينتمي "الساروت" كقيادي في الفصيل في آخر أيامه، تحدث عن اللحظات الأخيرة في حياة منشد الثورة الراحل عبد الباسط الساروت، مؤكدًا أنها كانت لحظات مفعمة بالشهامة والرجولة.
وتناول الصالح تفاصيل الساعات الأخيرة للساروت، حيث قال:"كنا نعمل على حاجز تل ملح، وطلبت منه ألا يشارك في هذه المعركة، وأن يبقى معي في غرفة القيادة. كانت هذه الحواجز يحاول النظام السابق بكل الوسائل منع سقوطها. ورغم ذلك، أصرّ الساروت على المشاركة إلى جانب المقاتلين لرفع معنوياتهم".
اللحظات الأخيرة في حياة الساروت
وأضاف: "كان وجود الساروت بالفعل يدعم المعنويات، كان ينشد وهو يمشي، وينشد وهو يقاتل، ولم يتوقف عن بث الروح الحماسية في من حوله. وأكد لي أن المعركة مصيرية، وفضّل أن يبقى. وبعد جدال، دخل المعركة وكان يقودها. وبالفعل، تم تحرير الحاجز. وعند حلول المغرب، طلب العودة لترتيب الرباط، وإدخال الطعام للمقاتلين، وإعطائهم دفعة معنوية، لكن أثناء ذلك، أصابته قذيفة".
وأشار "الصالح" إلى أن الساروت كان في طريقه لإسعاف اثنين من المقاتلين أُصيبا بقذيفة، فبقي إلى جانبهم، ثم تعرض هو لقذيفة أخرى. نُقل إلى خان شيخون ثم إلى إدلب، وبعدها إلى الدانا، حيث تبيّن أن حالته تتطلب نقله إلى تركيا، وهناك استشهد في أحد مستشفياتها.
ردود الأفعال
تفاعل المتابعون مع الفيديو، وأعربوا عن محبتهم العميقة للساروت. وكتب أحدهم: "رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه الفردوس الأعلى، وتقبله الله في الشهداء. كان محباً لوطنه. أنا مصري، لكني كنت أحبه في الله، رحمه الله وجميع شهداء سوريا".
وكتب آخر:"الله يتقبله ويجعل مأواه الجنة. بطل الثورة وحارسها، ضحّى بنفسه لنحيا بحرية. رحل وترك خلفه تاريخًا نفاخر به. سيبقى في قلوبنا، ولن ننسى صوته وأناشيده التي ستظل معنا، وسيبقى شوكة في حلق كل من كرهه وظلمه، والله سيحاسبهم".
وأضاف ثالث:"عاش بطلًا ومات بطلًا. الله يرحمه، وسيظل شوكة في حلق الفلول والمفبركين. في جنات الخلد يا ساروت".
منشد الثورة عبد الباسط الساروت
عبد الباسط الساروت، اسمٌ تجاوز حدود الوطن السوري، وعُرف في شتى أنحاء العالم. صدح صوته في المظاهرات السلمية منذ بدايات الثورة، ولا تزال أهازيجه وأناشيده وعباراته تتردد في الساحات والمحافل الثورية. خلّدها بصوته وإحساسه الثوري، لتبقى شاهداً على نضاله في وجه النظام وحلفائه.
"ثورة الياسمين" خسرت آلاف الرموز الثورية على طريق الحرية الطويل. كان القادة الكبار والنشطاء الأحرار روادًا في درب الشهداء، ثاروا وناضلوا في وجه الظلم والاستبداد الذي مارسه الأسد ونظامه الإجرامي. وستظل أسماء هؤلاء الرموز منارةً لجيل الثورة الصاعد، يستمد منها عزيمته وإصراره على الثبات والصمود، مستلهمًا سير الأبطال والشهداء الأبرار.
يبقى عبد الباسط الساروت رمزاً حيّاً في ذاكرة السوريين، لا يمحوه الغياب ولا تنساه الأجيال. لم يكن مجرد منشد للثورة، بل كان روحها النابضة وصوتها الصادق، قاتل حتى الرمق الأخير مؤمناً بعدالة قضيته. وفي ذكراه، يتجدد العهد بأن تستمر الثورة حتى تحقيق أهدافها، وأن تظل تضحيات الأحرار منارات تُنير درب الساعين نحو الحرية والكرامة.
تسبب نظام الأسد في تدمير واسع للمدارس، خاصة في القرى والمدن التي عُرفت بمعارضتها له، حيث استُهدفت بالقصف، وتعرضت بعد نزوح سكانها لعمليات "تعفيش" من قبل قواته، كما تم تحويل عدد منها إلى مقرات عسكرية، قبل أن يُقدم على تدميرها قبيل انسحابه منها. وعندما عاد الأهالي من بلاد النزوح، تفاجأوا بالحال المتردي الذي آلت إليه تلك المدارس، والتي باتت خارجة عن الخدمة، وغير صالحة لمتابعة العملية التعليمية.
الخوف من العودة بسبب غياب التعليم
هذا الواقع دفع كثيراً من الأهالي، الذين طال غيابهم عن قراهم لسنوات، إلى التردد في العودة، لا سيما أولئك الذين لديهم أطفال في سن الدراسة، خوفًا من أن تُعيق العودة مستقبل أبنائهم التعليمي. لكن في المقابل، برزت مبادرات مجتمعية لأشخاص تكاتفوا معاً، وسعوا إلى إيجاد حلول واقعية للعقبات التي تعترض عودتهم، كان في مقدمتها إعادة تأهيل المدارس، خاصة في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي.
التعليم أولاً: أولوية لا تقل عن إعادة الإعمار
ويؤمن معظم النازحين السوريين بأن إعادة الإعمار تبدأ من مقاعد الدراسة، وأن التعليم لا يقل أهمية عن إزالة آثار الحرب أو إعادة بناء المنازل والبنى التحتية، بل هو أساس الاستقرار وأول شروط استعادة الحياة الطبيعية. لذلك، جاء الاهتمام بإصلاح المدارس في طليعة أولويات العائدين، الذين ربطوا بين استقرار العملية التعليمية واستقرارهم الاجتماعي والاقتصادي.
مبادرات شبابية: جهود تطوعية تنهض بالتعليم
في هذا الإطار، أطلق شبان من أبناء القرى مبادرات تطوعية بجهود محلية، حيث جُمعت التبرعات الفردية، وخصص جزء منها لإعادة تأهيل المدارس المتضررة. وشارك في هذه الجهود مدنيون، من بينهم معلمون سابقون ومتطوعون من الشباب، عملوا على إزالة الركام وتنظيف المباني وترميم ما يمكن ترميمه باستخدام أدوات بسيطة وإمكانيات شخصية محدودة.
جهود محلية تثمر: من الركام إلى مقاعد الدراسة
وتفاوت حجم الدمار من مدرسة إلى أخرى، بحسب ما شهدته المنطقة من معارك وقصف، فبعض المدارس كانت بحالة مقبولة، وتم تنظيفها فور وصول الأهالي، بينما سعى السكان إلى تأمين المقاعد واللوازم الأساسية بجهودهم الخاصة، كما حدث في مدرسة سفوهن وغيرها من المدارس التي عادت للعمل بفضل المبادرات المحلية.
دور المؤسسات بعد سقوط النظام
ويُذكر أن أعمال إعادة التأهيل بدأت فعليًا بعد سقوط النظام في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، إذ بدأ النازحون في تجهيز أنفسهم للعودة إلى مناطقهم. وفي ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، شرعت مديرية الأبنية المدرسية، بالتعاون مع منظمات من المجتمع المدني، في أعمال الترميم مطلع شهر آذار، وشملت مدارس ثانوية وإعدادية في معرشورين، منها ثانوية معرشورين، إعدادية معرشورين، وإعدادية عبد الكريم السرجاوي، إضافة إلى مؤسسات تعليمية أخرى في المنطقة.
مؤشرات أمل: 70 مدرسة أعيد تأهيلها حتى نيسان
وفي بيان رسمي صدر في 21 نيسان/أبريل الماضي، أعلنت وزارة التربية السورية أنها أعادت تأهيل نحو 70 مدرسة منذ سقوط النظام وحتى ذلك التاريخ، وذلك ضمن جهود مستمرة تقودها مديرية الأبنية المدرسية منذ تحرير البلاد.
التعليم هو البداية الحقيقية لإعادة بناء سوريا
رغم كل ما خلفته سنوات الحرب من دمار وانقطاع، أصرّ السوريون العائدون إلى قراهم على أن تكون المدارس أولى محطات الإحياء، وأكدوا من خلال مبادراتهم ومساهماتهم الذاتية أن التعليم ليس ترفاً يمكن تأجيله، بل ضرورة لا تستقيم بدونها الحياة. وبين أنقاض الأبنية المهدّمة، ووسط الإمكانيات الشحيحة، تولد اليوم بيئة تعليمية جديدة، والتي ستكون مميزة بعيدة عن الأسد وشعاراته وتدخلاته.
شارك 25 متطوعًا من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في تدريب "إعداد مدربين المستجيب الأول"، الذي استمر على مدار 6 أيام في مدينة دمشق، وذلك في خطوة هامة لتعزيز جاهزية الفرق في الاستجابة للطوارئ والكوارث وتبادل الخبرات.
وتركز البرنامج التدريبي، الذي نظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع الهلال الأحمر السعودي ومنظمة الأمين، على تنمية المهارات النظرية والعملية من خلال 4 أيام مكثفة من المحاضرات والتمارين الميدانية، تلتها ورشتا عمل تفاعليتان لمدة يومين لتطوير مهارات الإلقاء والتدريب ونقل المعرفة، بمشاركة عدد من طلاب التخصصات الطبية.
ويعتبر تدريب "إعداد مدربين المستجيب الأول" خطوة هامة في تعزيز تبادل الخبرات وزيادة جاهزية الفرق للاستجابة الفعالة للكوارث، حيث يسهم في تعزيز القدرة على إنقاذ الأرواح ويؤهل المدربين للقيام بدور أساسي في تدريب فرق إضافية وتوسيع نطاق التأهب المجتمعي.
قطر تمد يد العون للخوذ البيضاء: دعم لوجستي وتدريب نوعي لتعزيز قدرات الاستجابة في سوريا
تسلّم وفد من منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حزمة من المساعدات اللوجستية المتقدمة، مقدّمة من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي "لخويا"، وذلك في مقر "لخويا" بمنطقة الدحيل في العاصمة القطرية الدوحة.
تمت مراسم التسليم يوم الثلاثاء 29 نيسان/أبريل، بحضور وزير الطوارئ والكوارث في الجمهورية العربية السورية، السيد رائد الصالح، ومساعد قائد "لخويا" للعمليات الأمنية العميد الركن نواف ماجد العلي، إلى جانب القائم بالأعمال في السفارة السورية بالدوحة الدكتور بلال تركية، ورئيس منظمة الدفاع المدني السوري السيد منير مصطفى.
وشملت المساعدات اللوجستية تسليم مجموعة متكاملة من المعدات والآليات المتخصصة، ضمّت سيارات إطفاء بمواصفات مختلفة، وخزانات مياه متنقلة، ومركبات إنقاذ للمناطق المرتفعة، إلى جانب مضخات مياه، وآليات لنقل الأفراد. كما اشتملت الحزمة على معدات متطورة تُستخدم في عمليات الإنقاذ والإجلاء ونقل المصابين، إضافة إلى أدوات خاصة بالقص والتثبيت، تُستخدم أثناء عمليات البحث والإنقاذ في المواقع المنهارة.
وتندرج هذه المساعدات ضمن اتفاقية الشراكة الموقعة بين منظمة الدفاع المدني السوري ومجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية في 20 كانون الثاني/يناير 2025، والتي تهدف إلى تطوير قدرات فرق الدفاع المدني السوري من حيث التجهيز والتدريب والتأهيل، وتعزيز استعداداتها للتعامل مع الكوارث في مختلف البيئات، بما في ذلك تأسيس فرق إنقاذ واستجابة دولية عالية الكفاءة.
وفي إطار هذه الاتفاقية، أشرفت مجموعة "لخويا" على تنفيذ برنامج تدريبي مكثف خُصص للدفعة الأولى من مدربي الدفاع المدني السوري، امتدّ على مدى شهر كامل، وانتهى في 19 آذار/مارس 2025. ركّز البرنامج على تنمية مهارات المشاركين في مجال البحث والإنقاذ العمراني ضمن بيئات عالية التعقيد، بما ينسجم مع توسّع نطاق عمل المنظمة، وضرورة تكيّفها مع المتغيرات الميدانية والتحديات المتجددة في المناطق المتأثرة بالكوارث.
ويمثّل هذا التعاون خطوة مهمة في دعم جهود الخوذ البيضاء، وترسيخ الشراكة بين المؤسسات السورية والقطرية، في سبيل بناء قدرات فعّالة لمواجهة الكوارث، وتعزيز الاستجابة الإنسانية في سوريا.
أدانت دولة قطر، بأشد العبارات، الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة، معتبرة أن هذا الاستهداف يشكل عدوانًا سافرًا على سيادة الجمهورية العربية السورية وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الخارجية القطرية أن تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان واستمرار “حربها الوحشية” على غزة، من شأنه تعميق دائرة العنف والاضطرابات في المنطقة. ودعت الدوحة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال لقرارات الشرعية الدولية.
وشدد البيان على أن قطر تجدّد دعمها الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، مؤكدة تضامنها مع الشعب السوري الشقيق في مساعيه نحو الأمن والاستقرار.
وكانت إسرائيل قد شنّت فجر الجمعة غارة جوية على هدف قرب القصر الرئاسي في دمشق، بحسب ما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية نقلًا عن بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وصف الضربة بأنها “تحذيرية” ومرتبطة بموقف إسرائيل من الأحداث الجارية جنوبي سوريا. وأكد نتنياهو مجددًا التزام حكومته بحماية ما وصفها بـ”الأقلية الدرزية”، في إشارة إلى التوترات التي تشهدها مناطق الطائفة الدرزية جنوب سوريا.
ولم تصدر أي تصريحات رسمية من دمشق حتى اللحظة عن نتائج الضربة، فيما ذكرت مصادر إسرائيلية أن العملية حملت رسالة تحذيرية مباشرة للنظام السوري في ظل تصاعد التوتر في الجنوب السوري.
تأتي الغارة الإسرائيلية الجديدة بعد أيام قليلة من قصف جوي مزدوج على منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، بينهم أبناء من الطائفة الدرزية، وذلك بالتزامن مع اشتباكات دامية شهدتها مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا بين قوات الأمن السوري ومجموعات مسلحة محلية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد لوّح مؤخراً بإمكانية تدخل عسكري مباشر في سوريا بحجة “حماية الدروز”، في حين اعتبر وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر أن المجتمع الدولي مطالب بـ”توفير الحماية للطائفة الدرزية” في سوريا.
في سياق موازٍ، أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتنسيق مع المرجعيات الدينية والاجتماعية، بيانًا أكدت فيه تمسك الطائفة بوحدة الدولة السورية ورفضها القاطع لأي مشاريع انفصالية أو أجندات تقسيم. ودعت إلى تعزيز مؤسسات الدولة وتثبيت سيادة القانون، مؤكدة أن الطائفة ستظل جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي وسط تحليلات تعتبر أن تل أبيب تحاول استغلال الوضع الداخلي المتوتر جنوب سوريا، في وقت تتزايد فيه التحديات أمام الإدارة السورية الجديدة لإحكام سيطرتها وإعادة فرض القانون في عموم المناطق السورية.
قال الدكتور حسين الشرع، والد الرئيس السوري أحمد الشرع، إن دولة العدو الصهيوني تواصل تهديداتها وتهدد بتنفيذ ضربات جوية ضد سوريا، آخرها في محيط قصر الشعب، إذا صحت الأخبار، مدعية أنها تحمي الدروز السوريين وكأنها أكثر حرصًا عليهم من الدولة والشعب السوري.
وأضاف في منشور له على منصة "فيسبوك"، أن هذه التصرفات تعد ممارسات انتهازية تهدف إلى اختبار رد فعل الدولة السورية الجديدة بعد سقوط النظام السابق، معتقدةً أن الدولة السورية ستظل صامتة كما كان الحال في الماضي.
وأكد الدكتور الشرع، أن هذا التصعيد الإسرائيلي هو استفزاز مقصود من قبل إسرائيل منذ بداية سقوط النظام السابق. وطرح تساؤلات عن الهدف الحقيقي وراء تدمير القوات والعتاد السوري في البحر والقواعد العسكرية، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تكن تسعى لحماية الدروز أو أي من الفئات السورية الأخرى، مثل العلويين في الساحل، بل كانت تستهدف مصالحها الخاصة. وأضاف أن جميع هذه الفئات جزء أصيل من الشعب السوري.
وأضاف أن إسرائيل تواصل عدوانها المستمر ضد سوريا وفلسطين ولبنان، وتسعى لتوسيع ما تسمى "إسرائيل الكبرى"، متحدية بذلك جميع الدول العربية من البحرين إلى طنجة، ومن حلب إلى عدن، التي يقطنها أكثر من 350 مليون عربي ومسلم ومسيحي وكردي وتركماني، وغيرهم من الأعراق.
وتابع الشرع أن هذا التمادي الإسرائيلي يجب أن يُوضع له حد، مؤكدًا أنه بالرغم من التفوق العسكري الإسرائيلي، إلا أن الشعب السوري لن يظل صامتًا، وسيدافع عن وطنه. وأوضح أن سوريا ليست بحاجة إلى صواريخ مضادة للطيران أو طائرات أو مدفعية بعيدة المدى، بل تعتمد على شعب مقاوم تمرس على القتال في ظروف صعبة لمدة 14 عامًا.
وأكد أن الشعب السوري سيقاتل بكل قوته وبشرف، وأن الرد سيكون في الوقت والمكان المناسبين، مشددًا على أن هذا الرد سيأتي من حيث لا تتوقع إسرائيل. وأضاف أن سوريا ليس لديها ما تخسره، وأن الشعب السوري يمتلك الامتداد الشعبي ليس فقط في العالم العربي، بل في مناطق أخرى من العالم، وهو مستعد لمقاومة العدوان في كل وقت.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن الولايات المتحدة كانت تخشى من تحول سوريا إلى دولة شيوعية في الخمسينات بعد نجاح النائب الشيوعي خالد بكداش، وأنها اليوم تتخذ مواقف مشابهة ضد سوريا تحت حجج واهية، متجاهلة أن سوريا تضم أفرادًا قاتلوا في صفوفها لسنوات.
وأكد أن سوريا لن تتردد في اتخاذ أي إجراءات لحماية شعبها وأراضيها، وأن هذا الموقف يعبر عن صوت آلاف السوريين الذين لن يسمحوا بتمادي إسرائيل أو أي قوة أخرى في الاعتداء على حقوقهم.
وجاء كلام "الشرع الأب" عقب تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة 2 أيار 2025، مجدداً تعهده بحماية "الأقلية الدرزية"، في وقت تتحدث مصادر إسرائيلية غير رسمية أن هذه الضربة "تحذيرية" للسلطة في دمشق، ورسالة واضحة بجدية الموقف الإسرائيلي حيال تهديداتها عقب التوتر الذي تشهده مناطق الطائفة الدرزية جنوبي سوريا.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل أحد جنوده وإصابة ثلاثة آخرين إثر حادث سير وقع أثناء تنفيذ مهمة عسكرية في مرتفعات الجولان السوري المحتل.
وفي بيان صادر عن الجيش، أُعلن أن "الرقيب نيف دياج، البالغ من العمر 19 عامًا، وهو عسكري في كتيبة 890 لواء المظليين، توفي في حادث سير أثناء تنفيذ مهمة في مرتفعات الجولان".
وأضاف البيان أن "الحادث أسفر أيضًا عن إصابة جنديين من الكتيبة 890، بالإضافة إلى جندي من مقر تشكيل الجولان 474، بجروح طفيفة"، مشيرًا إلى أنه تم نقل الجنود المصابين لتلقي العلاج في المستشفى، بينما يجري التحقيق في ملابسات الحادث.
وأشار البيان إلى أن "قائد المنطقة الوسطى، اللواء آفي بلوت، وقائد المنطقة الشمالية، اللواء أوري جوردين، قد عينوا فريقًا من الخبراء للتحقيق في الحادث"، بينما لم يوضح البيان تفاصيل المهمة العسكرية التي كان الجنود ينفذونها في الجولان المحتل.
انطلقت فعاليات مبادرة "الوفاء لحلب"، اليوم الجمعة 2 أيار 2025، بمشاركة عشرات المتطوعين والفرق التطوعية والشخصيات الإعلامية والسياسية والثقافية والتربوية، وتسعى المبادرة إلى دعم الخدمات العامة، ترميم النسيج الاجتماعي، وتعزيز التآخي بين أهالي المدينة، وذلك عبر سلسلة من الأنشطة الإنسانية والنفسية الموجهة لتحسين الواقع الخدمي والمجتمعي في المدينة التي أنهكتها الحرب.
وخلال مؤتمر الوفاء لحلب، بلغت قيمة المشاريع التي تعهدت المنظمات المشاركة تنفيذها من خلال التنسيق مع المبادرة أكثر من 2 مليون دولار أمريكي، كما تعهد المشاركون خلال المؤتمر بجمع مبلغًا نقديًا قدره 38,000 دولار أمريكي.
وسبق أن قال عبد العزيز مغربي، مدير المبادرة، في تصريح لموقع "جسر" إن الحملة مفتوحة أمام جميع أبناء المدينة دون استثناء، داعياً مختلف الشرائح، خصوصاً المجتمع الأهلي، إلى المشاركة بما يستطيعون من جهد أو دعم مادي ومعنوي، مضيفاً: "حلب اليوم بحاجة مضاعفة لجهود جميع أبنائها لتجاوز تبعات الحرب وآثار الدمار الممتدة".
وأوضح مغربي أن الهدف الرئيسي للحملة هو تحسين مستوى الخدمات في معظم أحياء حلب، إلى جانب تعزيز الوعي والمسؤولية المجتمعية، من خلال إشراك السكان المحليين في أنشطة تطوعية تُنفذ عبر فرق منظمة بالتعاون مع الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، وفق أولويات الاحتياج.
ولفت إلى أن باكورة نشاطات الحملة ستكون حملة تنظيف شاملة تترافق مع نشاطات توعية صحية وبيئية، بما في ذلك رش المبيدات الحشرية في الأحياء المستهدفة.
أولويات خدمية ومساحات للحوار
من جانبه، أكد أحمد حلاق، عضو مجلس إدارة الحملة، أن المبادرة جاءت استجابة لحاجة ملحة لدى السكان، ولرغبة عارمة بإعادة الروح إلى المدينة، مشيراً إلى أن الحملة ستشمل إلى جانب تنظيف الشوارع وإنارتها، تنظيم ورشات تدريب وتطوير، بالإضافة إلى جلسات حوار مجتمعية تهدف إلى تقريب وجهات النظر وبناء الثقة بين مكونات المجتمع الحلبي.
وأوضح أن الحملة لن تقتصر على الأنشطة الخدمية، بل ستتوسع لتشمل برامج مجتمعية وتثقيفية تُعلن تباعاً.
مشروع شعبي مستقل نابع من أبناء المدينة
بدوره، أكد نبيل الشيخ عمر، المسؤول التنفيذي للمبادرة، أن "الوفاء لحلب" هي مبادرة مستقلة بالكامل ولا تتبع لأي جهة رسمية أو منظمة، بل وُلدت من رحم الحاجة، بمبادرة من مجموعة من الشبان العائدين إلى المدينة، بالتنسيق مع عدد من السكان المقيمين، بهدف بناء جسور جديدة من الثقة وتعزيز ثقافة التطوع وتفعيل دور المجتمع المدني في الحياة العامة.
وأشار إلى أن الحملة بدأت أولى خطواتها بالتعاون مع شركة النظافة "eclin"، وعدد من فرق الدفاع المدني ومنظمات أهلية محلية، كما أطلقت حملات توعية تهدف إلى تشجيع السكان على تحسين بيئتهم، من بينها مبادرة بسيطة بوضع لمبة أو "ليد" أمام كل منزل لإضفاء لمسة من الأمل على الأحياء.
ترميم النسيج الاجتماعي وإحياء الأمل
وفي السياق ذاته، أكد عبد الرحمن إسماعيل، المنسق الإعلامي للمبادرة، أن البعد الأعمق لحملة "الوفاء لحلب" يكمن في سعيها لترميم العلاقات الاجتماعية التي تضررت بفعل الحرب، مشدداً على أهمية استعادة الثقة والتواصل بين مختلف أطياف المجتمع.
ونوّه إسماعيل إلى أن الحملة حظيت منذ انطلاقتها بتفاعل واسع من الأهالي، بدعم لافت من المغتربين، لا سيما من أبناء المدينة العاملين في التجارة والصناعة، ممن عادوا مؤخراً إلى حلب وساهموا في تمويل ودعم العديد من الأنشطة.
رسالة الحملة: "حلب لا تزال حيّة"
"الوفاء لحلب" ليست مجرد حملة خدمية، بل رؤية اجتماعية وإنسانية تنبع من أبناء المدينة أنفسهم، وتوجه رسالة واحدة مفادها: "رغم الدمار والتحديات، حلب لا تزال حيّة بأهلها، بشبابها، وبروحها التي لا تنكسر".