
الملك "سلمان" يثمّن قرار ترمب برفع العقوبات عن سوريا ويؤكد دعم المملكة لإعادة الإعمار
أشاد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، باستجابة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمساعي التي ساهمت فيها المملكة من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا، معرباً عن تقديره لهذه الخطوة التي وصفها بالمهمة على طريق دعم الاستقرار وإعادة البناء.
وجاء ذلك خلال ترؤس الملك سلمان جلسة مجلس الوزراء التي عقدت، اليوم الثلاثاء، في مدينة جدة، حيث ثمّن أيضاً الدور البارز الذي لعبه ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في هذا الملف، مؤكداً أن جهوده كانت حاسمة في الوصول إلى هذا التحول السياسي الدولي تجاه سوريا.
وأوضح العاهل السعودي أن قرار رفع العقوبات يُشكّل فرصة حقيقية لدفع عجلة التنمية في سوريا، والمساهمة في عملية إعادة الإعمار بعد سنوات من الحرب، مجدداً تطلعه إلى أن تشهد البلاد انطلاقة تنموية شاملة تعيد لها مكانتها.
وزير الخارجية السعودي: السعودية ستقود جهود دعم سوريا اقتصادياً
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في تصريحات أدلى بها الأربعاء الماضي، أن المملكة ستكون في مقدمة الدول التي تقف إلى جانب سوريا في مسيرة إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي.
ورحّب بن فرحان بقرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، معتبراً إياه "خطوة شجاعة ومهمة"، تسهم في خلق بيئة مواتية لإعادة الاستقرار إلى سوريا والمنطقة برمتها.
وأشار الوزير إلى أن سوريا تمتلك العديد من المقومات الاقتصادية التي تؤهلها لبناء دولة حديثة، لافتاً إلى أن رفع العقوبات سيمهد الطريق أمام تحقيق نهضة اقتصادية كبرى. وأضاف: "سوريا لن تكون وحدها، فالمملكة العربية السعودية ستكون إلى جانبها، جنباً إلى جنب مع الشركاء الدوليين".
في سياق متصل، كان دعا الوزير السعودي الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف مماثل لواشنطن، ورفع العقوبات المفروضة على سوريا، بما يعزز من فرص التنمية والتعافي الاقتصادي، مؤكداً أن هناك حراكاً واسعاً تقوده المملكة لدعم استقرار سوريا، ومعبّراً عن أمل بلاده في أن تسهم هذه الجهود في بناء اقتصاد سوري مستدام.
وكان عبر الرئيس السوري "أحمد الشرع"، في خطاب هام ألقاه اليوم الأربعاء 14 أيار 2025، موجه للشعب السوري، عن فرحته بقرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مشيدًا بالجهود المبذولة على المستوى الإقليمي والدولي التي ساعدت في تحقيق هذا التحول التاريخي.
وأشار الشرع إلى أن سوريا مرت بمرحلة مأساوية تحت حكم النظام الساقط، حيث تسببت السياسات السابقة في قتل الشعب وتدمير البلد، وأدت إلى العزلة الدولية. إلا أن التحولات التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل الثورة السورية، أدت إلى إعادة بناء الدولة على أسس جديدة.
وأضاف الرئيس السوري أن لقاءاته مع عدد من القادة الإقليميين والدوليين مثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والشيخ تميم بن حمد أمير قطر، والرئيس عبد الفتاح السيسي وغيرهم، ساهمت في دعم مسار سوريا نحو المستقبل الجديد. كما أثنى على المواقف التاريخية لدول مثل الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الأردن، ومصر التي كانت على الدوام داعمة لسوريا وشعبها.
لقاء رباعي يجمع "ترامب والشرع" بحضور "بن سلمان" وأردوغان يُشارك عبر تقنية الفيديو
وكان عقد لقاء رباعي جمع كلاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع، إلى جانب ولي العهد السعودي، وبمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الاجتماع عبر تقنية الفيديو، في المملكة العسكرية السعودية، اليوم الأربعاء 14 أيار 2025، وصف أنه تاريخي ومفصلي لسوريا والشعب السوري.
ويُعد هذا اللقاء أول لقاء بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ عقود طويلة، ما يفتح بابًا جديدًا في سياق التعاون بين البلدين، ويتوقع أن يسهم في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين سوريا والولايات المتحدة، ويأني في وقت حساس، حيث تسعى سوريا إلى تحقيق الاستقرار الداخلي وتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية بعد سنوات من النزاع والدمار.
ترحيب دولي واسع لقرار ترامب
لاقى القرار ترحيباً واسعاً في الأوساط الشعبية السورية التي خرجت للساحات بالآلاف، وعبرت عن تقديرها للخطوة التي من أشنها دعم التعافي للشعب السوري، وشكرها للدول التي دعمت وساهمت في الوصول إليها، ورحبت الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي، والأمم المتحدة ومسؤولين أممين وأمريكيين وأوربيين، مؤكدين أنها فرصة تاريخية للنهوض بسوريا الجديدة.