
صديق ترامب في مهمة جديدة.. واشنطن تتجه لتعيين توماس باراك مبعوثاً خاصاً إلى سوريا
كشفت مصادر دبلوماسية مطّلعة، الأربعاء 21 أيار/مايو 2025، أن الولايات المتحدة تستعد لتعيين سفيرها الحالي لدى تركيا، توماس باراك، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا، في خطوة اعتُبرت مؤشراً واضحاً على تصاعد النفوذ التركي في الملف السوري عقب سقوط نظام بشار الأسد، وبدء مرحلة سياسية جديدة تقودها الإدارة الأميركية.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، عن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، ولقائه مع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، حيث دعا الشرع إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل وفتح آفاق التعاون الإقليمي.
باراك... رجل الثقة وأحد أبرز حلفاء ترامب
توماس باراك، رجل الأعمال والرئيس التنفيذي السابق لشركة "Colony Capital"، يُعد من الشخصيات المقربة جداً من الرئيس ترامب، وقد تولّى رئاسة اللجنة الافتتاحية لحفل تنصيبه عام 2016. ومنذ تعيينه سفيرًا لواشنطن في أنقرة مطلع الشهر الجاري، باشر باراك لقاءات مكثفة مع كبار المسؤولين الأتراك، من بينهم وزير الخارجية هاكان فيدان.
كما شارك مؤخرًا في اجتماع ثلاثي رفيع جمعه بوزير الخارجية السوري المؤقت أسعد الشيباني في مدينة أنطاليا التركية، بحضور فيدان، وهو ما اعتُبر تمهيدًا لدوره المنتظر في الملف السوري.
إدارة ترامب تتحرك ميدانياً... وتمهيد لتواصل مباشر داخل سوريا
وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي، صرح وزير الخارجية ماركو روبيو بأن الإدارة سمحت لسفارتها في أنقرة، بما في ذلك السفير باراك، بالتواصل مع مسؤولين محليين داخل سوريا لتقييم احتياجاتهم من المساعدات، مشددًا: "نريد أن نمنح الحكومة الجديدة فرصة للنجاح، لأن البديل سيكون الفوضى والاضطراب الإقليمي".
اجتماع أميركي –تركي يعيد التأكيد على وحدة سوريا والتنسيق الأمني
وجاء ذلك في وقت عقدت فيه مجموعة العمل التركية–الأميركية المشتركة بشأن سوريا اجتماعاً في واشنطن، أكدت خلاله التزام الطرفين بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ورفع مستوى التعاون لضمان أمنها واستقرارها، وفقاً لبيان مشترك صدر عقب اللقاء.
وأشار البيان إلى أن أنقرة وواشنطن تتشاطران رؤية موحدة لسوريا "مستقرة، آمنة، ومتعايشة مع نفسها وجوارها"، على نحو يُمهّد لعودة ملايين النازحين، كما شدّد الطرفان على أهمية مكافحة الإرهاب وتهيئة البيئة المناسبة لإعادة الإعمار.
وذكرت مصادر من وزارة الخارجية التركية أن الاجتماع عُقد برئاسة مشتركة بين نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز ونظيره الأميركي كريستوفر لاندو، بمشاركة السفير توماس باراك الذي لعب دوراً محورياً في المباحثات.
باراك في قلب مرحلة الانفتاح... ودور متوقع في دعم الإعمار والاستثمار
يرى مراقبون أن تعيين باراك، بالتزامن مع رفع العقوبات الأميركية، من شأنه أن يسهل حركة المنظمات الإنسانية، ويشجع دخول الاستثمارات الأجنبية، ويمهّد الطريق لإعادة بناء الاقتصاد السوري، في ظل انفتاح سياسي متسارع تقوده واشنطن بشراكة واضحة مع أنقرة.
ومن المتوقع أن يُشكّل باراك جسراً دبلوماسيًا يربط بين الحكومة السورية المؤقتة والدوائر الغربية، ويعيد ترتيب أولويات الدعم الدولي بما يخدم الاستقرار في سوريا والمنطقة ككل.