كلمة وزير الخارجية "أسعد الشيباني" في القمة العربية الـ34 ببغداد
كلمة وزير الخارجية "أسعد الشيباني" في القمة العربية الـ34 ببغداد
● أخبار سورية ١٧ مايو ٢٠٢٥

كلمة وزير الخارجية "أسعد الشيباني" في القمة العربية الـ34 ببغداد

ألقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، كلمةً في القمة العربية الـ34 التي عُقدت في العاصمة العراقية بغداد، حيث تطرق إلى العديد من القضايا التي تشهدها سوريا في المرحلة الحالية، معبرًا عن تطلعات سوريا المستقبلية وأهدافها في إعادة البناء بعد سنوات من الحرب.

قال الشيباني: "سوريا التي دفعت ثمناً باهظاً نتيجة سياسات نظام الأسد البائد، وفي مقاومة مشاريع التفتيت، تعود اليوم إلى حضنها العربي، محملةً بآمال شعبها وتطلعاته، ساعيةً لترميم الجسور، وتطهير الذاكرة من جراح الانقسام، واضعةً نصب عينيها بناء مستقبل جديد، لا يقصي أحداً، ولا يعادي أحداً، بل يفتح أبوابه لكل صوت مخلص، ولكل يد ممدودة بالخير".

وأشار إلى أن "سوريا تفتح باب التعاون مع جميع الدول العربية، وتؤكد على ضرورة التلاحم العربي، فمهما باعدتنا الظروف أو فرقتنا السياسات، فإن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا". كما أكد أن "الجمهورية العربية السورية، حكومةً وشعبًا، تنطلق في رؤيتها نحو عمقها العربي، إيمانًا راسخًا بأن وحدتنا العربية ليست ترفًا سياسيًا بل ضرورة إستراتيجية".

تقدير لرفع العقوبات الأميركية
كما عبّر الوزير الشيباني عن تقديره لما تحقق مؤخرًا على صعيد العلاقات الدولية، مشيرًا إلى أن "القرار الأمريكي برفع العقوبات كان خطوة مهمة في طريق التعافي الوطني وإعادة الإعمار، ويعكس جهدًا دبلوماسيًا عربيًا صادقًا أثمر عن نتائج ملموسة". وأضاف: "لا يسعنا إلا أن نشكر المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية على الوساطة الفعالة التي جاءت في لحظة تاريخية مفصلية".

وأكد أيضًا شكره لدولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي كافة، ولكل دولة عربية وقفت إلى جانب سوريا في هذه المرحلة الدقيقة.

بداية جديدة لبناء سوريا
وتابع الشيباني قائلاً: "رفع العقوبات ليس نهاية المطاف، بل هو بداية طريق نأمل أن يكون معبَّدًا بالتعاون الحقيقي، وتكامل الجهود العربية لتحقيق التنمية وصون الأمن القومي العربي وتعزيز الاستقرار في منطقتنا".

وتطرّق الشيباني إلى أن "سوريا بدأت خطوات جادة نحو التعافي الوطني، حيث خاضت لأول مرة تجربة وطنية جامعة تضم جميع الأطياف السورية، وتضمن التمثيل وتعزز الكرامة الوطنية". وأكد أن الحكومة السورية تعمل على "تحقيق العدالة الانتقالية وكشف مصير المفقودين، لأننا نؤمن أن لا مصالحة دون إنصاف".

رفض التدخلات الخارجية:
وفيما يتعلق بسيادة سوريا، أكد الوزير الشيباني التزام بلاده الثابت بسيادتها، مشيرًا إلى أن "سوريا ترفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، مهما كان شكله أو مبرره، وأن أي مشروع يهدف إلى إضعاف الدولة السورية أو تقسيمها هو مشروع مدان ومرفوض بشكل قاطع من الشعب السوري بكل مكوناته".

وأضاف: "سوريا لا تقبل وصاية من أي جهة كانت، ولن تكون ساحة لصراعات الآخرين. نحن نريد علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل، ونتطلع إلى تعاون مع الدول العربية المبني على المصالح المشتركة، خاصة في ظل الوضع الإقليمي المتغير".

التهديدات الإسرائيلية وحق سوريا في الدفاع عن أراضيها:
كما شدد الشيباني على أن "التهديدات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في جنوب سوريا تشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي، وتعد تهديدًا للاستقرار الإقليمي"، مؤكدًا على التزام بلاده باتفاقية فصل القوات لعام 1974. وأوضح أن "الحفاظ على أمن جنوب سوريا جزء لا يتجزأ من أمن سوريا ووحدة أراضيها".

نداء للسلام في المنطقة:
اختتم الوزير كلمته بالقول: "نداء غزة الجريحة المحاصرة نسمعه في قلوبنا، وآن لمنطقتنا أن تنعم بالسلام، وأن تحيا شعوبنا بالكرامة. كانت سوريا وستبقى جزءًا من قلب الأمة العربية، واليوم تمد يدها إليكم من منطلق الشراكة والمسؤولية لبناء مستقبل يليق بتاريخنا ويحقق طموحات شعوبنا".

كما وجه التهنئة لجمهورية العراق الشقيق، قيادةً وحكومةً وشعبًا، على نجاح القمة العربية التي استضافتها بغداد، مُشيرًا إلى أن هذا النجاح يعد خطوة هامة نحو تجديد العهد العربي في ظل الظروف الإقليمية الصعبة.

تُعد كلمة وزير الخارجية السوري في القمة العربية الـ34 فرصة لإعادة التأكيد على مكانة سوريا في قلب الأمة العربية، مع التأكيد على أهمية دعم التعاون العربي المشترك في كافة المجالات، وتحقيق العدالة والاستقرار في سوريا والمنطقة.


وكانت انطلقت اليوم السبت 17 أيار 2025، أعمال القمة العربية الـ34 في العاصمة العراقية بغداد، في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة تشهدها المنطقة، حيث كانت سوريا في قلب النقاشات والبيانات الصادرة عن القادة العرب والمسؤولين الدوليين. مثل سوريا في هذه القمة وزير الخارجية أسعد الشيباني، وذلك في خطوة لافتة تعكس تطلع دمشق لاستعادة دورها في الساحة العربية.

 

 

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ