
مساعٍ ميدانية لضبط السلاح وتعزيز التنسيق بين درعا والسويداء
أدان محافظ السويداء مصطفى البكور الهجمات التي استهدفت مناطق في الريف الغربي للمحافظة، واصفاً إياها بمحاولات “زرع الفتنة والفوضى” بين أبناء المنطقة، ومؤكداً أن الجهات المختصة باشرت باتخاذ إجراءات ميدانية للتصدي لها.
وفي بيان رسمي صدر مساء السبت، قال البكور إن المحافظة “ترفض القاطع لأي محاولة تهدف إلى زعزعة استقرار السويداء والنيل من أمن سكانها”، مشيراً إلى أن الاعتداءات الأخيرة طالت المدنيين الآمنين، وشدد على أهمية التعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي “الذي أثبت دوماً وعيه وحرصه على أمنه”، حسب تعبيره.
وأكد البكور أن “الطبيعة الجغرافية المعقدة للمناطق المحاذية للريف الغربي، تتطلب تنسيقاً احترافياً واستجابة ميدانية دقيقة”، لافتاً إلى اتخاذ جملة من الإجراءات التي تراعي هذه الخصوصية. كما وجّه نداءً إلى أبناء محافظة درعا من أجل “التحلي باليقظة في وجه الأيادي العابثة”، على حد وصفه.
في السياق ذاته، كشف الإعلامي السوري فيصل القاسم عن لقاءات مكثفة جرت أمس بين شخصيات من السويداء وكبار وجهاء محافظة درعا، مشيراً في منشور له إلى أنه تواصل مع بعض الحاضرين وتلمّس “إجماعاً كاملاً على التصدي للعصابات الخارجة عن القانون التي تطلق القذائف وتخرب منشآت المياه والكهرباء”، مؤكداً أن المشاركين تعهدوا “بحماية السلم الأهلي”.
بالتزامن مع ذلك، أفادت مصادر محلية في درعا وشبكة “درعا 24” بأن قوى تابعة لوزارة الدفاع السورية نفّذت حملة مداهمات في قرى بويضان والعمرة البيضة والشرائع، ضمن منطقة اللجاة شمال شرقي المحافظة. وأسفرت الحملة عن مصادرة مضادين من عيار 23 ملم، وراجمة صواريخ “كاتيوشا”، إلى جانب سيارة عسكرية، في إطار خطة أوسع لنزع السلاح الثقيل من أيدي الفصائل غير المنضبطة.
وشهدت الأسابيع الماضية تصاعداً في التوتر على المحور الغربي لمحافظة السويداء، حيث وثّقت شبكة “السويداء 24” سقوط أكثر من 70 قذيفة هاون وذخائر مختلفة على مناطق متفرقة من الريف الغربي والشمالي، مصدرها الحدود الإدارية مع محافظة درعا، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة أربعة آخرين.
وتأتي هذه التطورات بعد تنفيذ محافظ السويداء بداية الشهر الجاري للمرحلة الأولى من اتفاق تم التوصل إليه مع مشايخ العقل ووجهاء المحافظة، تضمن إجراءات لضبط الأمن ونزع السلاح الثقيل. وقد شهد محور الدارة – الثعلة تبادلاً للقصف بين مجموعات مسلحة بعضها ينتمي لعشائر البدو، وأخرى تابعة لـ”المجلس العسكري”، قبل أن يعود الهدوء تدريجياً إلى المنطقة.
وتضاف هذه الاشتباكات إلى التحديات التي تواجه الجنوب السوري، في ظل استمرار عمليات التفتيش عن السلاح وملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون، ومحاولات حثيثة من قبل الحكومة السورية لضمان استقرار المنطقة ومنع انزلاقها نحو الفوضى مجدداً.