الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
أمن حمص يمنع ارتداء اللثام أثناء المهام الأمنية ويشدد على تعزيز الثقة مع المواطنين

أصدر قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة حمص، العميد "مرهف النعسان"، تعميماً رسمياً موجهاً إلى جميع كوادر الشرطة والعناصر المكلفة بالمهام الخاصة والحواجز الأمنية، يقضي بمنع ارتداء اللثام أو تغطية الوجه بشكل كامل أثناء تنفيذ المهام.

ويأتي هذا القرار في سياق إجراءات أمنية متقدمة تهدف إلى ضبط المظهر النظامي للعناصر الأمنية، ومنع أي استغلال قد يلجأ إليه الخارجون عن القانون للتخفي خلف اللثام، خاصةً في ظل التحديات الأمنية التي تمر بها بعض المناطق.

وأكدت قيادة الشرطة أن هذا الإجراء يندرج ضمن سياسة تعزيز الثقة المتبادلة بين الأجهزة الأمنية والمواطنين، وتفادي أي ممارسات قد تُفهم على أنها تهديد أو إخلال بالحضور المؤسسي للعناصر الشرطية في الشارع.

ودعت القيادة العامة في حمص المواطنين إلى التعاون مع الجهات الأمنية، عبر الإبلاغ عن أي حالات مشتبه بها أو مظاهر مريبة، مشددة على أهمية الدور المجتمعي في تعزيز منظومة الأمان والاستقرار.

وقد خصصت شرطة حمص قنوات وأرقام مباشرة للتواصل عبر الواتساب والتلغرام والهاتف الأرضي تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة قرارات مماثلة في عدد من المحافظات، في محاولة لتوحيد المعايير الأمنية وضمان وضوح هوية العناصر في الشوارع والنقاط التفتيشية.

ويرى مراقبون أن القرار يعد من الحلول التي تأتي استجابة لشكاوى سابقة من بعض المواطنين حول حالات انتحال صفة أمنية وتسعى وزارة الداخلية، من خلال هذا التعميم، إلى التأكيد على مبدأ الشفافية والانضباط في الأداء الميداني، بما ينسجم مع الأهداف العامة لضبط الأمن دون المساس بثقة الناس أو إحساسهم بالأمان.

وكانت أصدرت المركزية التنفيذية لإدارة الأمن الداخلي في دمشق، قرارًا يقضي بمنع جميع عناصرها الأمنية من ارتداء اللثام بشكل نهائي، وفق تعميم داخلي للأمن العام، وذلك استجابةً لشكاوى متعددة ومتكررة من المواطنين، وبهدف تعزيز الأمن وتحقيق الشفافية في التعامل بين العناصر الأمنية والمدنيين.

وأوضحت المصادر أن هذا الإجراء يهدف بشكل أساسي إلى تمكين المواطنين من التعرف على هوية الأشخاص الذين يتعاملون معهم من عناصر الأمن بشكل مباشر، مما يحدّ من القلق الذي ينتاب المدنيين حول احتمالية انتحال الهوية، ويعزز الثقة بين المواطنين والجهات الأمنية الرسمية.

هذا وأشار المصدر إلى أن القرار جاء بعد شكاوى متكررة من فئات شعبية مختلفة، والتي كانت تتعلق بصعوبة التعرف على العناصر الأمنية الذين قد يرتكبون انتهاكات وهم ملثمون، إضافة إلى استخدام اللثام من قبل أفراد ليسوا من القوات الأمنية من أجل ارتكاب مخالفات وانتهاكات، مستغلين بذلك عدم إمكانية التعرف عليهم من قبل المدنيين.

اقرأ المزيد
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
اللاذقية تواصل ضبط التعديات على الأملاك العامة: 40 إنذاراً ضمن جولة رقابية موسعة

نفّذ مجلس بلدية اللاذقية جولة رقابية واسعة، بتوجيه من السيد المحافظ "محمد عثمان"، ضمن المرحلة الأولى من حملة إزالة التعديات على الأملاك العامة، في إطار حرص محافظة اللاذقية على تنظيم الواقع الخدمي وإعادة الانضباط إلى الأسواق والشوارع الحيوية.

وشملت الجولة عدداً من المواقع الرئيسية في المدينة، أبرزها "شارع هنانو، سوق العنابة، سوق الذهب، حي الشيخ ضاهر، شارع القوتلي حتى سوق أوغاريت"، وأسفرت الجولة عن توجيه 40 إنذاراً خطياً وشفهياً لأصحاب المحال والمنشآت المخالفة.

وذلك كخطوة تمهيدية قبل اتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بإنهاء التعديات وضمان الاستخدام العادل للأملاك العامة، وأكدت محافظة اللاذقية، في بيانها، أن الحملة مستمرة بكل حزم، انطلاقاً من التزام الحكومة بإعادة تنظيم المشهد الخدمي في المدينة.

وتسعى الحكومة السورية إلى منع أي شكل من أشكال الاستغلال غير المشروع للمرافق العامة، بما يعزز من العدالة المجتمعية ويحفظ حق المواطنين في بيئة حضرية منظمة، ويأتي هذا التحرك ضمن رؤية شاملة لرفع كفاءة الخدمات وتكريس مبدأ سيادة القانون في الأسواق والأحياء.

وجاءت الحملة وسط إشادة شعبية بالخطوة، خاصة في المناطق التي تعاني من ازدحام مروري واختناقات خدمية ناجمة عن إشغالات غير قانونية، ونفذ مجلس مدينة اللاذقية، عبر شعبة الإشغالات العامة، حملة سابقة لإزالة الأكشاك غير المرخصة من شوارع وأحياء المدينة، حفاظاً على جمالية المظهر العام.

اقرأ المزيد
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
مجلس مدينة درعا يطلق حملة لإزالة الرموز والشعارات المرتبطة بالنظام البائد

أطلق مجلس مدينة درعا حملة لإزالة الرموز والشعارات المرتبطة بالنظام البائد من واجهات الأبنية الحكومية، والأقواس، والساحات العامة، في خطوة تهدف إلى تحسين المشهد البصري وتعزيز جمالية المدينة بعد عقود من التشويه البصري والرمزي الذي فرضته تلك الشعارات البائدة.

وأوضح رئيس مجلس المدينة، المهندس "محمد عياش"، في تصريح رسمي يوم الأحد 22 حزيران/ يونيو، أن هذه المبادرة تأتي ضمن خطة أوسع لتطوير البيئة الحضرية، مشيراً إلى أن الأعمال تشمل أيضاً إعادة تأهيل الأرصفة والبنية التحتية في المواقع الحيوية ذات الاستخدام اليومي المرتفع.

وفي سياق موازٍ، باشرت مديرية الأشغال فعلياً أعمال تأهيل الرصيف المحاذي للملعب البلدي بالقرب من مديرية المصالح العقارية، وذلك بهدف تحسين الواقع الخدمي وتسهيل حركة المشاة في تلك المنطقة الحيوية.

وأشار إلى أن الأعمال تُنفّذ وفق أولويات مدروسة تركز على المواقع الأكثر تضرراً، وبالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان الالتزام بالمواصفات الفنية والمعايير المطلوبة، مؤكداً أن المجلس يهدف إلى بناء بيئة مدينة أكثر جمالاً وراحة للمواطنين، خالية من الرموز التي تذكر بحقبة القمع والفساد.

هذا وتعد هذه الخطوة واحدة من أولى المبادرات الرمزية في مرحلة ما بعد سقوط النظام البائد في محافظة درعا جنوبي سوريا، حيث تسعى المجالس المحلية إلى إعادة تشكيل الفضاء العام بما يعكس تطلعات السوريين إلى التغيير والكرامة.

في خطوة رمزية تعبّر عن التوجه نحو طيّ صفحة من الماضي، قرر مجلس مدينة حلب إغلاق عدد من المحال التجارية مؤقتاً، باستخدام الشمع الأحمر، وذلك بسبب عدم التزام أصحابها بقرار إزالة رموز نظام بشار الأسد، التي لا تزال ظاهرة على الواجهات والجدران.

لاقى هذا القرار تفاعلاً واسعاً من قبل سكان المدينة، الذين أعربوا عن ارتياحهم لهذه الخطوة. وأكد كثيرون أن وجود تلك الرموز يثير في نفوسهم مشاعر القهر ويعيد إلى أذهانهم سنوات طويلة من القمع والاستبداد، وأن الوقت قد حان لتطهير الفضاء العام من كل ما يرمز إلى الحكم الأمني الذي أنهك البلاد.

كما عبّر مواطنون من محافظات سورية أخرى عن أمنياتهم بأن تُعمّم هذه الخطوة على باقي المدن، مؤكدين أن إزالة رموز النظام ليست فقط عملية تنظيف عمراني، بل هي كذلك فعل رمزي مهم يشير إلى بداية عهد جديد أكثر حرية وكرامة، يُبنى على احترام إرادة الناس ومحاسبة المسؤولين.

وتأتي هذه الإجراءات ضمن جهود محلية لإعادة بناء الثقة بين الأهالي والجهات الإدارية، وتأكيد أن مرحلة جديدة تُرسم ملامحها على الأرض، لا بالشعارات، بل بالممارسات الفعلية التي تضع مصالح الناس وكرامتهم فوق كل اعتبار.

قرارات رسمية صارمة ضد تمجيد لنظام المخلوع

ويُذكر أن محافظة حلب كانت قد أصدرت قراراً رسمياً في 8 نيسان/أبريل الفائت يُلزم كافة الجهات بإزالة رموز النظام السابق، بما في ذلك الصور، الشعارات، والعبارات، من على المحال، الجدران، واجهات الأبنية، وغيرها، على نفقة أصحابها، مهددة بمساءلة قانونية صارمة بحق من يخالف القرار.

ويُطبق القرار حتى نهاية شهر نيسان. وترافق هذه الحملة مع رفض قاطع من قبل المجتمع المحلي لأي تمجيد للنظام السابق أو إساءة لرموز الثورة، حيث بات أي تصرف في هذا الإطار يُواجه إما بالعقوبة القانونية أو بالرد الفوري من الأهالي.

مبادرات إزالة الرموز

كما شهدت الآونة الأخيرة تسارعاً في إطلاق المبادرات المدنية والرسمية لإزالة رموز النظام السابق، وتنوعت في أشكالها وأهدافها: في 19 أيار/مايو 2025، أصدر مجلس مدينة اللاذقية تعميماً يُلزم أصحاب المحال التجارية والفعاليات الاقتصادية بإزالة كافة الصور والشعارات والرايات التي ترمز للنظام البائد، تحت طائلة المساءلة القانونية، خلال مهلة لا تتجاوز 48 ساعة.

وفي 12 نيسان/أبريل الفائت، أطلق عدد من شباب مدينة حمص مبادرة رمزية تهدف إلى إزالة الصور والشعارات من شوارع المدينة، في خطوة وُصفت بأنها بداية فعلية لطيّ صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة أساسها الحرية والعدالة.

أما في مدينة حلب، فقد بادر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) يوم 11 نيسان/أبريل، بإطلاق حملة تحت عنوان “رجعنا يا حلب”، شارك فيها أكثر من 100 متطوع و30 آلية خدمية، تهدف إلى إزالة التشوهات البصرية التي خلّفها النظام من جدران المرافق العامة، بمشاركة رسمية من محافظة حلب.

اقرأ المزيد
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
التربية والتعليم تخصص رقماً لاستقبال الشكاوى المتعلقة بالمخالفات الامتحانية

أعلنت وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية، يوم الأحد 22 حزيران/ يونيو، عن تخصيص رقم هاتفي عبر تطبيق واتساب لاستقبال الشكاوى المتعلقة بالمخالفات الامتحانية في مختلف المراكز الامتحانية في سوريا.

وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن الإجراء الجديد جاء حرصاً من وزارة التربية والتعليم على تحقيق العدالة والنزاهة في سير العملية الامتحانية، وضمان تكافؤ الفرص لجميع الطلاب في مختلف المحافظات السورية.

وأكدت الوزارة أنه يتم التعامل مع جميع الشكاوى الواردة بأقصى سرعة واهتمام، وبسرية تامة، بما يسهم في ضبط العملية الامتحانية وتحقيق العدالة بين الطلاب، ودعتجميع الطلاب وأولياء الأمور والمعنيين بالتواصل عبر الرقم المخصص في حال وجود أي تجاوزات تمس نزاهة الامتحانات.

وشددت على أن تكون المعلومات موثّقة يمكن التقصي عنها لا أن تكون عموميات وذلك لتحقيق الفعالية في التقصي عن الحقيقة أو تكرار الإشاعات، واختتمت بقولها "معًا لضمان امتحانات نزيهة وعادلة لجميع أبنائنا الطلاب".

ويأتي ذلك في ظل استمرار التعاون بين عدة وزارات حكومية في تسهيل الإجراءات الامتحانية منها نقل أسئلة امتحانات التعليم الأساسي وتسليمها إلى المراكز الامتحانية، وتفقد وزير التربية والتعليم الدكتور "محمد تركو" مراكز امتحانات بدمشق، كما تفقد عدة طالبات تعرضن لحادث سير أثناء التوجّه للامتحان بريف دمشق.

وقام معاون وزير الداخلية للشؤون الشرطية اللواء "أحمد لطوف"، مع إنطلاق اليوم الأول من امتحانات شهادة التعليم الأساسي في سوريا بزيارة دائرتي الامتحانات في محافظتي حلب وإدلب، للاطلاع على الخطة الأمنية وجاهزية الوحدات الشرطية، وذلك بهدف تأمين مراكز طباعة الأسئلة الامتحانية والتأكد من الوضع الأمني فيها.

وأجرى جولة ميدانية على عدد من المراكز الامتحانية شملت محافظة حمص برفقة قائد الأمن الداخلي بحمص ومعاونه، وتلتها محافظة حماة برفقة معاون قائد الأمن الداخلي بحماة، وذلك للاطلاع على جاهزية العناصر الشرطية المكلفة بتأمين مراكز الامتحان، وضمان سير العملية الامتحانية بأعلى درجات الانضباط.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية عن انتشار وحدات من الأمن الداخلي والشرطة بمحيط المراكز الامتحانية في مختلف المحافظات السورية، بالتزامن مع انطلاق الامتحانات وذلك بهدف تأمين المراكز وضمان حسن سير العملية الامتحانية وسط بيئة مستقرة ومريحة للطلبة.

وانطلقت صباح يوم السبت 21 حزيران/ يونيو، في مختلف المحافظات السورية امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية، والثانوية المهنية لدورة عام 2025، وسط إجراءات أمنية مشددة وتدابير لوجستية تهدف إلى ضمان سير العملية الامتحانية بأمان ونزاهة.

وكانت أعلنت وزارة الاتصالات عن قطع خدمات الاتصالات والإنترنت يومياً من الساعة 6:00 صباحاً وحتى الساعة 10:00 صباحاً، تزامناً مع مواعيد الامتحانات، في خطوة تهدف إلى منع أي محاولات غش إلكتروني أو تسريب للأسئلة، وتقدَّم للامتحانات هذا العام أكثر من 398 ألف طالب وطالبة، موزعين على 2216 مركزاً امتحانياً في مختلف المحافظات.

يُذكر أن وزارة التربية شددت على ضرورة تطبيق إجراءات صارمة هذا العام لمكافحة الغش وضمان تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، مؤكدة أن النزاهة والشفافية تمثلان أولوية في هذه الدورة الامتحانية.

اقرأ المزيد
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
في دير الزور.. المؤتمر الشبابي الأول يؤسس لمرحلة جديدة بعد التحرير

أطلقت مديرية الشؤون السياسية في محافظة دير الزور، يوم السبت 21 حزيران/ يونيو، فعاليات المؤتمر الشبابي الأول تحت شعار "الشباب نهضة وبناء"، بحضور محافظ دير الزور غسان السيد أحمد، وذلك في قاعة المؤتمرات بمجمّع صحارى، بمشاركة أكثر من 100 شاب وشابة من أبناء المحافظة، إلى جانب وفود من داخل سوريا وخارجها.

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز حضور الشباب في عملية إعادة الإعمار، وترسيخ دورهم في صياغة مستقبل البلاد بعد سقوط النظام البائد، وتخللت المؤتمر ورشات عمل متنوعة ناقشت قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية، وسط تأكيد على أهمية تمكين الجيل الشاب ليكون حاملاً لمشروع التغيير والبناء.

وأكد المحافظ "غسان السيد أحمد"، خلال افتتاحه أعمال المؤتمر، أن الشباب السوري يمتلك الوعي والإرادة الكافية لقيادة مرحلة ما بعد الحرب، مشيرًا إلى تجارب دولية عديدة نجحت في النهوض اعتمادًا على طاقاتها الشابة.

وأكد أن الجيل الذي واجه القمع وشارك في الثورة هو ذاته الذي يتحمّل اليوم مسؤولية إعادة الإعمار، مؤكداً أن نجاحات السوريين في مجالات العلم والثقافة داخل البلاد وخارجها تمثل مؤشراً واضحاً على قدرتهم على رسم معالم المرحلة المقبلة.

من جانبه، وصف مدير الشؤون السياسية في المحافظة، "أحمد الهجر"، المؤتمر بأنه محطة تأسيسية ضمن سلسلة لقاءات مستقبلية تهدف إلى إشراك الشباب في صناعة القرار الوطني، وتعزيز حضورهم في المشهد السياسي والاجتماعي، خاصة في ظل مرحلة التعافي وإعادة الهيكلة.

وشهد المؤتمر توزيع المشاركين على حلقات نقاش متعددة تناولت قضايا التعليم، والتمكين، والمشروعات الريادية، إلى جانب سبل الاستفادة من الاستثمارات المرتقبة بعد رفع العقوبات وشارك في هذه النقاشات أطباء ومهندسون وحقوقيون وطلبة ونشطاء، تراوحت أعمارهم بين 16 و40 عاماً، قدموا من دير الزور ومناطق عدة بينها مناطق في تركيا.

هذا وركزت المداخلات على ضرورة ترميم الثقة بين الشباب والمؤسسات الرسمية، والعمل على بيئة عادلة تكافئ الكفاءات وتحاصر بقايا الفساد الذي خلّفه النظام البائد، بما يتيح للشباب المشاركة الفاعلة في إعادة بناء سوريا الجديدة.

ويذكر مؤتمر دير الزور لم يكن الأول من نوعه على مستوى سوريا، وهو يعتبر امتدادا لمؤتمر مماثل سابق أقيم في محافظة حلب مطلع شهر أيار الماضي، ضمن ذات المبادرة الوطنية التي تسعى لإبراز دور الشباب في النهضة الشاملة، ومراكمة الطاقات السورية في سياق رؤية تنموية طويلة المدى.

اقرأ المزيد
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
"فادي العفيس وداود الطوكان".. قيادات بارزة لدى النظام البائد بقبضة الأمن الداخلي بديرالزور

ألقت قوى الأمن الداخلي في محافظة دير الزور القبض على اثنين من أبرز قادة ميليشيا "الدفاع الوطني" سابقًا، وهما "فادي العفيس" و"داود الطوكان"، واللذان تورطا في شبكة معقدة من العلاقات والأنشطة الإجرامية التي امتدت بين ميليشيات إيرانية وروسية وأخرى تابعة للنظام البائد.

وأفادت جريدة "الفرات" الحكومية في محافظة ديرالزور بأن القوات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على كلا من "العفيس" و"الطوكان" المعروفين بسجلاتهم الإجرامية خلال القتال بجانب نظام الأسد البائد إضافة الى إدارة عمليات تهريب وتغيير ديمغرافي وتجسس وتغوّل على المجتمع المحلي.

من التهريب إلى التشيّع: فادي العفيس.. مسيرة تقلبات مشبوهة

يعد "فادي العفيس"، المولود في قرية الحسينية غرب مدينة دير الزور، يُعد واحدًا من أبرز الوجوه المرتبطة بالمشروع الإيراني في المنطقة الشرقية، ويحمل القيادي المجرم تاريخ واسع من الانتهاكات والجرائم الوحشية خلال مسيرة تقلبات كبيرة تعكس شخصيته الإجرامية.

وكانت شبكة "شام" الإخبارية قد نشرت في عام 2019 تحقيقًا موسعًا وصفته فيه بـ"أحد أذرع إيران في دير الزور"، مشيرة إلى دوره في شراء العقارات والأراضي لحساب طهران، وتجنيد الشباب في صفوف ميليشياتها مقابل المال والامتيازات.

انطلقت نشاطات "العفيس" مع اندلاع الثورة السورية المنتصرة حين شكل مجموعة مسلحة باسم "الجيش الحر"، إلا أن سمعته سرعان ما تلطخت بسبب مشاركته في عمليات سلب ونهب وقطع طرق وسرقة منشآت صناعية وخدمية، أبرزها معمل الورق ومعمل السكر ومحطة القطار.

ومع دخول تنظيم "داعش" إلى دير الزور، التحق "العفيس" بصفوفه ليحمي نفسه من الملاحقة، وعمل ضمن الجهاز الأمني للتنظيم، ثم انقلب عليه لاحقًا وتحالف مع النظام البائد و"نواف البشير"، أبرز عملاء إيران في الشرق السوري.

في حين انضم "العفيس" إلى ميليشيا "لواء الباقر" الشيعية، ثم تنقّل بين الأذرع العسكرية التابعة لروسيا والنظام، حتى وصل إلى قيادة ميليشيا محلية تتبع فرع "الأمن العسكري"، وانتشرت عناصره في قرى حطلة والصالحية والجنينة، على خطوط التماس مع قوات "قسد"، حيث نشط في عمليات التهريب بين ضفتي الفرات.

ورغم ترشّحه لمجلس الشعب "في عهد نظام الأسد البائد"، تم استبعاده قبيل الانتخابات بسبب ماضيه المُحرج، فيما سجّلت له محاولات اقتحام فاشلة لريف دير الزور الغربي مطلع 2018، أسفرت عن مقتل عدد من عناصره وإصابته شخصياً.

وكان قد توعّد خلال السنوات الماضية باقتحام مناطق "قسد" بدعم من روسيا، ويذكر أن القبض عليه يقطع الطريق على الأنباء المتداولة سابقًا حول تواجده في دمشق إلى جانب المدعو "مدلول العزيز" لتأسيس شركة أمنية خاصة.

داود الطوكان.. أحد "سفّاحي" دير الزور في قبضة العدالة

أما القيادي الآخر الذي أُلقي القبض عليه، فهو "داود الطوكان"، الملقب بـ"داود الفضيلة"، وينتمي إلى قبيلة "البكارة" في ريف دير الزور الغربي، ويُعرف بأنه أحد أبرز قادة ميليشيات الأمن العسكري في المنطقة الشرقية، والمتورطين في سفك دماء مئات السوريين خلال سنوات القمع التي مارسها النظام البائد.

نشط "الطوكان"، على مدى سنوات في التنسيق مع أجهزة المخابرات العسكرية، ولعب دورًا بارزًا في ترهيب السكان المحليين وتنفيذ عمليات اعتقال وتصفية بحق المعارضين لنظام الأسد البائد.

ورغم الشائعات التي راجت مؤخرًا حول تعيينه في صفوف الفرقة 86، فإن اعتقاله رسمياً يُكذّب هذه المعلومات ويؤكد تورطه المستمر في أنشطة غير مشروعة داخل دير الزور.

وكانت أصدرت مديرية الأمن الداخلي في محافظة دير الزور، يوم الثلاثاء 17 حزيران/ يونيو، قراراً يقضي بمنع امتلاك أو حيازة السلاح بجميع أنواعه من قِبل فلول النظام البائد وأعوانهم، ممن تربطهم صلات بالنظام السابق، نظراً لما يمثله ذلك من تهديد مباشر لأمن المجتمع واستقراره.

وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور العقيد "ضرار الشملان"، إن القرار جاء في إطار الحملة الأمنية الشاملة التي انطلقت في محافظة دير الزور، والهادفة إلى اجتثاث مصادر الفوضى والتهديد الأمني.

وشدد على أن هذا القرار جاء بعد التثبت من استخدام هذه الأسلحة في تنفيذ جرائم قتل، وتهديد مباشر لأمن المدنيين، والتستر على شبكات تخريبية وقد بدأت بالفعل قوات الأمن الداخلي بتنفيذ عمليات مداهمة دقيقة في عدد من المناطق، وصادرت كميات من الأسلحة التي كانت تُستخدم خارج إطار القانون.

وأكد أن كل من يُضبط بحوزته سلاح من هذه الفئة، سيُعامل كخارج عن القانون، وتتخذ بحقه الإجراءات الرادعة دون أي تهاون، كما دعا العقيد "ضرار الشملان"، الأهالي للتعاون الكامل مع قوات الأمن، والتبليغ عن أي حيازة غير قانونية للسلاح، وشدد على أن الحملة مستمرة ولن تتوقف حتى يُرسّخ الأمن ويزال كل تهديد يمس استقرار المنطقة.

وكان أصدر قائد الأمن الداخلي بيانا حول انتهاء المرحلتين الثانية والثالثة من الحملة الأمنية المستمرة التي أطلقتها قيادة الأمن الداخلي بالاشتراك مع وزارة الدفاع ضد فلول النظام البائد في محافظة دير الزور شرقي سوريا.

ويذكر أن الحملة تمخضت عن إلقاء القبض على عدد من المطلوبين بتهم مختلفة بين جرائم قتل واتجار بالمخدرات وتهريب للسلاح في مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، وأكد الأمن الداخلي في دير الزور أن الحملة مستمرة ضد كل من تواطأ مع النظام البائد، وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار في ربوع المحافظة.

عمليات أمنية دقيقة.. ودلالات وتأكيدات على ملاحقة مرتكبي الانتهاكات واحتجازهم

أكدت مصادر مطلعة أن عمليات الاعتقال جرت بناءً على تعاون استخباراتي بين قوى الأمن الداخلي في إطار مساعي لإنهاء الفوضى الأمنية وبسط الأمن والأمان والاستقرار وملاحقة رموز الميليشيات والتغلغل الإيراني في شرق الفرات.

هذا ويحمل اعتقال العفيس والطوكان دلالات على تغير ميداني وأمني مهم في محافظة دير الزور، خصوصاً أن كليهما لعب دوراً محوريًا في شبكة النفوذ الإيراني والروسي، ومثّلا رمزين للتغوّل الميليشياوي القائم على التهريب وتجنيد الشبان وتجارة الأملاك والتحكم بالمعابر النهرية.

ويذكر أن القبض على هذين الاسمين البارزين يعكس توجهًا واضحًا نحو تفكيك شبكات الفساد والعمالة المرتبطة بالنظام البائد، والتي استخدمت الميليشيات كسلاح لبسط الهيمنة ونهب مقدرات المنطقة، ما يفتح الباب أمام محاسبة مزيد من المتورطين، في وقت تسعى فيه الدولة السورية الجديدة إلى فرض سلطة القانون وبناء إدارة مدنية جديدة تليق بالمرحلة ما بعد الأسد.

وضمن جهودها المتواصلة لملاحقة مجرمي الحرب والضالعين بجرائم جنائية خلال فترة النظام البائد، نفذت وزارة الداخلية السورية سلسلة عمليات أمنية دقيقة أسفرت عن إلقاء القبض على عدد من الشخصيات المتورطة بانتهاكات جسيمة.

ومن أبرز المقبوض عليهم مؤخرا العميد دعاس حسن علي، الرئيس السابق لفرع أمن الدولة في دير الزور، بتهم تتعلق بجرائم حرب وسرقة النفط، والمجرم عمار شقيرة المعروف بـ"أبو حيدر" لتورطه في مهاجمة حواجز أمنية، إضافة إلى فراس مفيد سعيد، أحد قادة ميليشيا الدفاع الوطني في جبلة، المتهم بارتكاب جرائم قتل واعتقال تعسفي بحق المدنيين.

ونجحت الاستخبارات العامة في سوريا عبر كمين محكم نفذته إدارة المهام الخاصة، في توقيف المجرم "وسيم بديع الأسد"، ابن عم الهارب "بشار الأسد"، وهو أحد أبرز المتورطين بتجارة المخدرات، وتؤكد وزارة الداخلية السورية إحالة جميع المقبوض عليهم إلى القضاء المختص، في إطار التزامها بملاحقة المجرمين وتحقيق العدالة.

اقرأ المزيد
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
وزارة الداخلية تكشف تفاصيل من عملية القبض على المجرم "وسيم الأسد"

كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، "نور الدين البابا"، عن تفاصيل حول العملية الأمنية التي أفضت إلى توقيف "وسيم بديع الأسد"، أحد أبرز رموز النظام البائد والمتهم بتهم جسيمة تتعلق بتجارة المخدرات والفساد وارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، مؤكدًا أن العملية جرت بعد 6 من المتابعة والرصد ضمن خطة متعددة المسارات.

وأوضح "البابا"في لقاء متلفز أن توقيف "وسيم الأسد"، جاء بعد تنسيق دقيق بين أجهزة وزارة الداخلية والاستخبارات العامة، واعتماد تقنيات متقدمة في الرصد والهندسة الاجتماعية والمتابعة الحقوقية والقانونية، وصولًا إلى لحظة الاستدراج والتنفيذ الميداني.

وأكد أن "وسيم" أوقف بعملية رسمية منظمة، وتم اقتياده إلى السجن، بانتظار محاكمة علنية وعادلة، ووصف المتحدث "وسيم الأسد"، بأنه الرأس الأكبر لشبكة زراعة وتصنيع وتجارة الكبتاغون في سوريا.

مشيرًا إلى أنه حقق مئات ملايين الدولارات من هذه التجارة، ومن عمليات ابتزاز واحتجاز طالت معتقلين ومدنيين، لا سيما في مناطق الساحل ودمشق، وأضاف أن سلوكه كان معروفًا بالعنف والبطش، وسجله مليء بالجرائم التي ترتقي لمستوى الجرائم ضد الإنسانية.

وقال "البابا" إن الأجهزة المختصة تمتلك تسجيلات موثقة تُدين "وسيم الأسد"، بالمشاركة في قتل وإخفاء عشرات آلاف المعتقلين، خاصة في سجن صيدنايا، وأنه مارس دورًا قياديًا في التحريض على العنف والانخراط في عمليات القتال إلى جانب ميليشيات النظام البائد.

وشدد المتحدث على أن توقيف "وسيم الأسد"، ليس اعتقالًا سياسيًا أو إجراءًا تعسفيًا، بل عملية قانونية كاملة تستند إلى معايير العدالة، مؤكدًا أن الدولة الجديدة لا تسمح بوجود أي شخص فوق القانون، مهما كانت خلفيته أو ارتباطاته السابقة.

وفي ما يتعلق بالأموال التي جمعها وسيم، قال البابا إن جزءًا كبيرًا منها موجود داخل سوريا، بينما القسم الآخر تم تهريبه إلى الخارج، لافتًا إلى أن الحكومة السورية، عبر وزارات العدل والداخلية والخارجية، بدأت تحركات رسمية لاسترداد هذه الأموال من الدول التي جمّدتها بناء على تقارير دولية سابقة.

كما أشار إلى أن أحد إخوة وسيم متورط في قضايا فساد واستيلاء على شركة الهرم، وقد سُجن سابقًا قبل أن يختفي عن الأنظار، في إشارة إلى اتساع شبكة الفساد داخل العائلة، وأكد أن هناك قوائم إضافية لشخصيات بارزة من النظام البائد تُعد حالياً لتوقيفها، في ظل حرص أمني على تنفيذ الخطوات تباعاً وبما يتناسب مع أولويات العدالة والظروف الميدانية.

ورداً على الجدل بشأن انعكاس توقيف وسيم على ملف المصالحة الوطنية، شدد "البابا" على أن ما جرى يعزز مصداقية الدولة، ويبعث برسالة طمأنة للسوريين بأن لا حصانة لأي مجرم، حتى وإن كان من بيئة مؤيدة أو محسوبة على النظام السابق. ولفت إلى أن كثيرًا من أهالي الساحل السوري، الذين كان وسيم يزعم تمثيلهم، شعروا بالارتياح بعد توقيفه، معتبرين أنه ألحق ضررًا كبيرًا بسمعتهم ومناطقهم.

ونوه المتحدث باسم الداخلية السورية أن "وسيم الأسد"، ليس نهاية المطاف، بل هو بداية حقيقية لمسار العدالة الانتقالية، والقطع مع مرحلة الحصانة والفساد والقتل، مضيفًا: "نحو سوريا جديدة… لن يكون هناك مكان لرموز الفساد والبطش، وسنفتح كل الملفات مهما كانت حساسة".

وشكل خبر إلقاء القبض على المدعو "وسيم بديع الأسد" ابن عم الهارب "بشار الأسد" حدث استثنائي كونه أول شخص من عائلة الأسد المجرم يلقى القبض عليه، وليس ذلك بحسب بل أنه من أركان حكم النظام البائد وأحد أبرز المجرمين القتلة ممن أوغلوا بدماء الشعب السوري.

وجاء ذلك عقب عملية أمنية محكمة نفذها جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع وزارة الداخلية، وسط إشادة واسعة من الأوساط القانونية والشعبية باعتبار هذه الخطوة بداية جدية لمسار المساءلة في خطوة تُعدّ فارقة في مسار العدالة الانتقالية بسوريا ما بعد سقوط النظام البائد.

ويُعتبر وسيم أول شخصية من عائلة الأسد المتورطة في جرائم الحرب والفساد يتم اعتقالها رسمياً، في تحوّل يُنهي لعقود طويلة من الحصانة التي تمتّع بها أبناء العائلة المجرمة في سوريا، ويضع حدًا لواحد من أبرز وجوه الجريمة المنظمة خلال عهد الأسد البائد.

من "رمز الولاء" إلى تاجر مخدرات وقاتل مدنيين
على مدى سنوات، قدّم وسيم نفسه بوصفه "ابن الدولة"، متباهياً بولائه المفرط للنظام المنهار، ومُستخدماً أدواته الإعلامية وصفحاته الشخصية كمنابر لترويج خطاب التخوين، والتحريض ضد المعارضين، والتمجيد بالقوة الأمنية والعسكرية. لكن خلف هذه الصورة، كان وسيم أحد أبرز أذرع النظام في ملف المخدرات، والسلاح، وتصفية الحسابات.

ارتبط اسمه بتأسيس ميليشيات موالية في اللاذقية وقاد مجموعات مسلحة مسؤولة عن ارتكاب انتهاكات مروعة بحق المدنيين في الساحل السوري وريف دمشق. وقد ظهر مراراً في مقاطع فيديو مسلحة، مرتديًا الزي العسكري، وهو يطلق النار في مشاهد استعراضية خالية من أي بُعد ميداني، محاولاً ترسيخ صورته كـ"مقاتل" لا يغيب عن الجبهات، رغم أن معظم تلك المشاهد كانت مُفبركة أو لأغراض دعائية.

تهديد إدلب و"الظهور الأخير" قبل سقوط النظام

قبل أيام قليلة من سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر، ظهر وسيم في بث مباشر عبر فيسبوك متوعداً الثوار، معلناً تجهيز ما وصفه بـ"مجموعات إسناد خاصة" لمحافظة اللاذقية وريفها، ومتحدثاً بثقة عن "صمود الجيش" في وجه ما أسماه "العدوان".

وكان نشر صورة تحمل عبارة "إدلب قريباً إلى حضن الوطن"، في تهديد مباشر لأهالي المدينة التي صمدت طويلاً بوجه الحملات العسكرية للنظام وميليشياته. لكن المآل كان عكسياً؛ فبدلاً من اجتياح إدلب، انهار النظام، وبدأت مفاتيح الولاء تنهار مع أولى موجات السقوط.

ملف الكبتاغون والفساد العابر للحدود

وسيم الأسد لم يكن مجرد بلطجي صغير في محيط العائلة الحاكمة، بل كان ركيزة أساسية في شبكة تهريب الكبتاغون التي اعتمد عليها النظام لتمويل آلته الحربية، وارتبط اسمه بشكل مباشر بقادة الفرقة الرابعة وميليشيات مدعومة إيرانياً، كما التُقطت له صور في لقاءات مع تجار مخدرات إقليميين، أبرزهم اللبناني نوح زعيتر.

وقد فرضت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي عقوبات على وسيم في العام 2023 ضمن حملة دولية ضد شبكات تهريب الكبتاغون التي وصفتها التقارير بأنها "مصدر تمويل أساسي للنظام البائد".

حياة البذخ و"النجومية المشوّهة"

خلال السنوات الأخيرة، عاش وسيم حياة مترفة ومستفزة حتى لأنصار النظام أنفسهم. تنقّل بين الساحل ودمشق بسيارات فارهة من نوع "همر"، ونظّم مواكب دعائية ومسيرات على أوتوستراد المزة، ونصب خيام تأييد مزودة بالطعام والمشروبات الفاخرة.

أسّس شركة "أسد الساحل" التي زعم أنها متخصصة في التخليص الجمركي والاستيراد، في حين يعتقد كثيرون أنها كانت غطاءً لتجارة الممنوعات. وتحوّل إلى "نجم" مواقع التواصل الاجتماعي، يُجري مقابلات مدفوعة، ويشتري شهادات دكتوراه فخرية، ويمنح نفسه ألقاباً وطنية، في استعراض فجّ للمال والنفوذ.

ظهر في فيديوهات يشتم فيها السوريين الغاضبين من تدهور الأوضاع المعيشية، مدافعاً عن "جهود الدولة" في تأمين المحروقات، وواصفاً المنتقدين بأنهم "جاهلون وأعداء الوطن".

لحظة القبض.. نهاية "الأسد الذي ظن أنه لا يُمس"
لم يكن اعتقال وسيم الأسد مجرد إجراء أمني، بل حدثٌ سياسي وأخلاقي وإنساني، يؤكد أن عهد الإفلات من العقاب بدأ بالانهيار، وأن العدالة ستطال رموز الظلم مهما طال الزمن. وسيم لم يكن مجرد ابن عمّ لبشار الأسد، بل تجسيد حيّ لنظام قائم على الدم والفساد والتسلط.

يُتوقع أن يُفتح بعد اعتقاله ملف موسّع يتناول جرائمه وانتهاكاته، وربما تتبعه اعتقالات أخرى تطال شركاءه في الداخل والخارج، بما في ذلك شبكات الكبتاغون العابرة للحدود، وأسماء أمنية بارزة كانت تتواطأ معه.

ويعد القبض على وسيم الأسد خطوة هامة في مسار المحاسبة، لا باعتباره فقط أحد أركان النظام السابق، بل كأيقونة للجريمة المنظمة والتغول الأمني والاقتصادي الذي مزّق المجتمع السوري ومع هذه الخطوة، تبدأ ملامح دولة القانون بالظهور، وترتسم أمام السوريين ملامح وطن لا مكان فيه للمجرمين والمتسلطين.

اقرأ المزيد
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
المالية تعيد تفعيل براءة الذمة العقارية.. مع استثناء قوائم "المجرمين الكبار"

أعلنت وزارة المالية في الحكومة السورية، يوم السبت 21 حزيران/ يونيو، عن استئناف منح براءة الذمة المالية الخاصة بنقل ملكية العقارات إلى المديرية العامة للمصالح العقارية، اعتبارًا من يوم الاثنين الموافق 30 حزيران 2025.

وجاء القرار الذي حمل توقيع وزير المالية السيد "محمد يسر برنية"، بعد توقف احترازي استمر لفترة محدودة، وذلك بهدف منع تهريب أملاك من وصفتهم الوزارة في بيان رسمي بـ"كبار المجرمين المتورطين بسفك دماء الشعب السوري".

وأكدت الوزارة، في تعميم رسمي، أن هذا الإجراء يأتي في إطار تسهيل المعاملات أمام جميع المواطنين السوريين، وتحريك عجلة النشاط الاقتصادي ضمن الأطر القانونية، بالتنسيق مع وزارات الداخلية والعدل والإدارة المحلية، إلى جانب المديرية العامة للمصالح العقارية.

وأشار التعميم إلى أن استئناف منح براءة الذمة سيشمل جميع المواطنين، باستثناء الأسماء المدرجة في قوائم وزارة الداخلية، والتي تضم "المجرمين وأقاربهم المحرومين من التداول"، وذلك في إطار الحفاظ على المال العام ومنع التلاعب بأملاك الفارين من العدالة.

وثمّنت وزارة المالية جهود وزارة الداخلية في استكمال القوائم اللازمة، مشددة على أن القرار يوازن بين المصلحة العامة ومكافحة الفساد والجرائم المرتكبة، وسط تنسيق حكومي لضبط سوق العقارات واستثناء المتورطين بالجرائم.

وكان أعلن وزير الإدارة المحلية والبيئة، المهندس "محمد عنجراني"، أنه سيتم استئناف العمل بنقل الملكيات في المصالح العقارية بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والمالية.

وأكد "عنجراني"، في تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، أن هذه الخطوة تُعد نقلة مهمة في سياق دعم الحراك الاقتصادي، وتعزيز الثقة بالسجل العقاري، ولفت إلى أنها ستُسهم في إعادة الحيوية إلى السوق السورية، وفتح المجال أمام التمويل والاستثمار ضمن بيئة قانونية واضحة ومنظّمة.

وأوضح أن عودة العمل بنقل الملكيات تُعد خطوة على طريق تفعيل المؤسسات الخدمية، بما يعكس التوجه الحكومي نحو تحريك عجلة الاقتصاد وتسهيل الإجراءات أمام المواطنين والمستثمرين.

وكان أصدر وزير المالية في الحكومة السورية "محمد يسر برنية"، قراراً يقضي بإلغاء ضريبة البيوع العقارية المحتسبة وفقاً للقيمة الرائجة في حال العدول عن البيع وعدم إتمامه، شريطة موافقة البائع والشاري.

اقرأ المزيد
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
قرابة 200 ألف طن.. بيان حكومي يقدر إحصائية استلام القمح في المحافظات السورية

كشفت وزارة الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية يوم الأحد 22 حزيران/ يونيو، عن بلوغ إجمالي كميات القمح المستلمة من الفلاحين في مختلف المحافظات السورية 199,746 طنًا حتى تاريخ 21 حزيران 2025، وذلك في مؤشر أولي على حجم الموسم الزراعي لهذا العام.

وبحسب خريطة البيانات الرسمية الصادرة عن الوزارة، تصدّرت محافظة حماة قائمة المحافظات من حيث كميات القمح المسلمة، حيث سجلت 71,767 طنًا، تلتها حلب بـ 44,055 طنًا، ثم دير الزور بـ 9,999 طنًا، وحمص بـ 13,379 طنًا.

وشهدت درعا نشاطًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات السابقة، مسجلة 13,244 طنًا، فيما سجلت الرقة نحو 7,787 طنًا رغم ظروفها الخاصة، بينما جاءت إدلب في المرتبة التالية بـ 6,135 طنًا.

أما المحافظات الساحلية، فسجلت طرطوس تسليم 4,381 طنًا، واللاذقية 320 طنًا فقط، في حين بلغت كميات القمح المستلمة من دمشق وريفها 1,125 طنًا، ومن السويداء 77 طنًا فقط، في حين لم تُسجل أي كميات في القنيطرة جنوبي سوريا.

وتشيد الحكومة السورية بالاستجابة وتكرر الدعوات لتسريع التسليم، وسط جهود مبذولة من قبل الجهات الزراعية والمحلية في تأمين عمليات الحصاد والنقل، رغم التحديات المناخية والخدمية.

وتؤكد الحكومة أنها مستمرة في تسهيل الإجراءات المالية والإدارية لتشجيع الفلاحين على تسليم كامل إنتاجهم لمراكز الدولة، وسط مؤشرات أن الأرقام قابلة للارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار عمليات الحصاد وفتح مراكز جديدة.

ويشير مراقبون إلى أن الرقم الإجمالي لا يزال دون الطموح في ظل حاجة البلاد المتزايدة للقمح، خاصة لتأمين مادة الخبز المدعوم، ما يستدعي تعزيز الجهود لاستعادة دورة القمح الوطنية، ولا سيما في مناطق الجزيرة السورية، التي طالما تشكل السلة الغذائية الأهم.

ويرى آخرون أن تعزيز الثقة بين الحكومة والفلاحين، ورفع أسعار الشراء، وتوفير مستلزمات الإنتاج بشكل مدعوم، تمثل خطوات أساسية لتحقيق الأمن الغذائي في سوريا الجديدة.

تواصل مراكز المؤسسة السورية للحبوب عمليات استلام محصول القمح من المزارعين في مختلف المحافظات السورية، وسط مؤشرات مشجعة من حيث الكميات المسلّمة وتأكيدات حكومية على سلاسة الإجراءات وتحفيز المنتجين.

هذا ويوحي المشهد العام بموسم واعد، تدعمه إجراءات حكومية ومتابعة ميدانية وتصريحات رسمية مطمئنة، وسط آمال بتعافي القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي الوطني في ظل واقع اقتصادي صعب تعيشه البلاد.

وكانت حددت وزارة الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية،، سعر شراء طن القمح القاسي درجة أولى (الدكما) من المزارعين بـ320 دولاراً لموسم عام 2025، كما أصدر الرئيس أحمد الشرع، مرسوماً يقضي بمنح مكافأة تشجيعية قدرها 130 دولاراً عن كل طن يسلمه المزارع إلى المؤسسة السورية العامة للحبوب، ليصبح السعر الإجمالي للطن 450 دولاراً.

اقرأ المزيد
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
جدل عقب إعادة تعيين موالٍ للنظام البائد رئيساً لاتحاد بناء الأجسام في سوريا

أصدر رئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا قراراً يقضي بتعيين "منار هيكل"، رئيساً لمجلس إدارة الاتحاد السوري لبناء الأجسام، رغم الاتهامات السابقة الموجهة له بالتورط في انتهاكات جسيمة بحق المدنيين السوريين باعتباره أحد الموالين البارزين للنظام البائد.

وجاء القرار الذي يحمل الرقم (86)، ويعود تاريخه إلى 17 شباط 2025، ليعيد تشكيل مجلس الاتحاد بعضوية كل من: مصطفى كزمان، عماد علوان، حسام غنيس، محمد خضور، رأي شريجي، وحسن شيخ علي، إلى جانب "منار هيكل" الذي تولّى رئاسة الاتحاد.

ويُعد "هيكل"، هيكل شخصية مثيرة للجدل في الأوساط السورية، إذ سبق أن شغل مواقع إدارية ورياضية تحت مظلة نظام الأسد البائد وسط اتهامات من جهات محلية بتقديم الدعم اللوجستي والإعلامي لحملات القمع بحق السوريين.

إلى جانب تورطه -بحسب الشهادات- في تسهيل عمل مجموعات مارست التعذيب والانتهاك بحق معتقلين داخل منشآت رياضية تحولت في بعض المناطق إلى مراكز احتجاز غير رسمية.

ورأى ناشطون أن إعادة تمكين شخصيات من هذا النوع في مفاصل الرياضة السورية بعد انتصار الثورة السورية، خطر قد يكرّس حالة إعادة تدوير الوجوه الأمنية ويعيد إنتاج منظومة لطالما استُخدمت كأداة للسيطرة السياسية، بدل أن تكون حاضنة للتنمية الشبابية والرياضية.

ودعا القرار الجديد إلى عقد اجتماع لأعضاء المجلس المنتخب لتسمية أمين سر، تمهيدًا لمباشرة مهامهم، وسط دعوات من رياضيين ونشطاء لاستبعاد كل من تلطخت أيديهم بحق السوريين عن المشهد الرياضي في سوريا الجديدة.

وكانت اتخذت وزارة الرياضة والشباب في الحكومة السورية الجديدة خطوة حاسمة تعكس التزامها بقيم العدالة والمسؤولية الوطنية، وذلك بعد الجدل الذي أثير على منصات التواصل والإعلام المحلي بشأن مشاركة لاعبين سبق ارتباط أسمائهم بمواقف أو انتماءات لا تعبّر عن روح سوريا الجديدة.

وأكدت الوزارة في بيان رسمي أنها قررت فتح تحقيق عاجل وشفاف، بالتنسيق مع الجهات المختصة، بشأن كل من اللاعب كمال جنبلاط، واللاعب علاء النائب، وذلك للتحقق من خلفيتهما القانونية والشخصية ومدى تطابقها مع المعايير الوطنية والأخلاقية التي تضعها الدولة السورية الجديدة شرطًا أساسيًا لأي تمثيل رياضي.

وأشادت الأوساط الرياضية بهذه الخطوة الجريئة من وزارة الرياضة، معتبرةً أن فتح التحقيق يمثل رسالة واضحة بأن الرياضة السورية في عهد الدولة الجديدة لن تكون ساحة لتكرار أخطاء الماضي أو إعادة تلميع شخصيات ارتبطت بالحقبة السابقة، بل هي ميدان للقيم والانتماء الحقيقي لوطنٍ دفع أبناؤه دماءهم ثمناً للحرية والكرامة.

وصرّح المتحدث باسم الوزارة، مجد الحاج أحمد، أن الوزارة اتخذت بالتنسيق مع نادي "الوحدة" قرارًا يقضي بتجميد مؤقت لمشاركة اللاعب كمال جنبلاط حتى انتهاء التحقيقات الجارية. وأضاف أن "دماء شهدائنا وتضحيات المهجّرين خط أحمر، وأي اسم يُطرح لتمثيل سوريا يجب أن يكون جديرًا بهذا الشرف".

وفيما يخص اللاعب علاء النائب، أكد الحاج أحمد أن الوزارة تنظر بجدية كاملة إلى كافة المعلومات المتداولة، مشددًا على أن الحكومة السورية الجديدة لا يمكن أن تسمح بتكرار ممارسات العهد البائد، ولن تتهاون في محاسبة كل من يثبت تورطه في مواقف أو انتهاكات تتنافى مع المبادئ التي تأسست عليها الدولة بعد سقوط النظام.

وتُشكّل هذه الإجراءات مؤشرًا على مرحلة إصلاح حقيقية في قطاع الرياضة، حيث تضع الوزارة على عاتقها إعادة هيكلة المنظومة الرياضية كاملة، وفصلها عن الإرث الثقيل الذي خلّفه النظام السابق، الذي لطالما حوّل الرياضة إلى أداة سياسية بدلًا من أن تكون منبرًا للارتقاء بالشباب والمجتمع.

وأكدت وزارة الرياضة أن التحقيقات ستُستكمل خلال فترة وجيزة، وستُعلن نتائجها بشفافية تامة أمام الرأي العام، انطلاقاً من إيمان الدولة السورية الجديدة بأن الرياضة هي أحد ركائز بناء الإنسان، ولا مكان فيها لأي عنصر لا يعكس قيم النزاهة والانتماء الصادق للوطن.

تُلقى على عاتق وزير الرياضة والشباب في الحكومة السورية الجديدة مجموعة واسعة من المهام التي تمثل تحديًا كبيرًا في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلاد، وفي مقدمتها إعادة هيكلة إدارات الأندية الرياضية والمنتخبات الوطنية بكافة فئاتها، بما في ذلك المنتخبات الأولمبية والفئات العمرية في جميع الرياضات.

ويُنظر إلى هذا الاستحقاق على أنه اختبار حقيقي لقدرة الحكومة على فصل العمل الرياضي عن الإرث الثقيل للنظام البائد، لا سيما في ظل استمرار وجود بعض اللاعبين والإداريين الذين لطالما ارتبطوا مباشرةً بمنظومة الأسد البائد، وتم تسويقهم سابقًا باعتبارهم "نجومًا" في ما كان يُعرف بـ"منتخب البراميل".

وتشمل المهام المطلوبة من الوزير أيضًا إعادة تشكيل اللجان التنظيمية والاتحادات الرياضية، وإحداث تغييرات جذرية في آليات اختيار المدربين والإداريين، مع ضمان معايير الكفاءة والنزاهة والابتعاد عن المحسوبيات التي ميّزت مرحلة ما قبل سقوط النظام البائد.

وتشمل هذه العملية تحييد الشخصيات المحسوبة على النظام البائد، ممن عُرف عنهم التشبيح والفساد واحتكار القرار الرياضي، بما في ذلك أولئك الذين شغلوا مناصب اتحادية أو إدارية في الأندية المركزية.

وتطالب الأوساط الرياضية والشبابية بتبنّي رؤية جديدة تُعيد للرياضة السورية دورها التدريبي والوطني، وتمنح الشباب فرصًا حقيقية في بيئة عادلة ومنفتحة، بعيدًا عن التسييس والتجيير الذي طبع عقودًا طويلة من العمل الرياضي.

ويأمل السوريون أن تُشكّل هذه المرحلة نقطة انطلاق نحو رياضة وطنية نظيفة تعبّر عن سوريا الجديدة، وتعيد للميادين والملاعب احترامها ودورها الجامع، بعد أن حوّلها النظام البائد إلى منصات دعائية تُوظف في خدمته على حساب القيم والأخلاق الرياضية.

اقرأ المزيد
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
الطيران المدني السوري يؤكد إغلاق مطار القامشلي ويصف إعلان الإدارة الذاتية بأنه خرق قانوني

أكدت الهيئة العامة للطيران المدني في سوريا أن مطار القامشلي الدولي مغلق حالياً "لأسباب تشغيلية"، وذلك بموجب إعلان طيارين (NOTAM) رسمي صادر عنها، يشكّل مرجعاً ملزماً لجميع شركات الطيران والجهات المعنية محلياً ودولياً.

وجاء هذا التوضيح في بيان رسمي صدر مساء السبت، رداً على إعلان "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا عن استحداث إدارة عامة خاصة بالمطار، تتبع لـ"المجلس التنفيذي" فيها، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً حول شرعيتها القانونية والسيادية.

وشددت الهيئة على أنها الجهة الوحيدة المخولة قانونياً بإدارة وتشغيل جميع المطارات في سوريا وتنظيم الحركة الجوية ضمن الأجواء السورية، بما في ذلك إصدار أو تعديل أي نشرات ملاحية دولية. وأوضحت أن مطار القامشلي مغلق بالكامل أمام جميع أشكال الحركة الجوية، وأن أي محاولة لإعادة تشغيله أو استخدامه دون التنسيق المسبق والحصول على موافقتها الرسمية، تُعد خرقاً واضحاً للقوانين والأنظمة الدولية المنظمة للملاحة الجوية.

وكانت "الإدارة الذاتية" قد أصدرت القرار رقم 136 بتاريخ 9 حزيران/يونيو الجاري، أعلنت فيه عن تأسيس "إدارة عامة لمطار القامشلي الدولي" تتبع لـ"المجلس التنفيذي"، مع صلاحيات إدارية ومالية كاملة، إضافة إلى تنظيم الهيكلية الوظيفية والملاك العددي للمطار وفق تعبيرها، مشيرة إلى أن القرار دخل حيّز التنفيذ من تاريخ صدوره.

لكن هذا التحرك يتعارض بشكل مباشر مع الاتفاق الذي وقعته الحكومة السورية الجديدة مع "قوات سوريا الديمقراطية – قسد" في العاشر من آذار الماضي، برعاية الرئيس السوري أحمد الشرع والقائد العام لقسد مظلوم عبدي. وينص الاتفاق بشكل واضح على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن مؤسسات الدولة السورية، بما يشمل المعابر، والمطارات، وحقول النفط والغاز، كخطوة نحو استعادة السيادة الموحدة.

ويُعد القرار الأخير الصادر عن "الإدارة الذاتية" بمثابة انتهاك جديد لبنود الاتفاق الذي سبق أن تمّ خرقه في مناسبات متعددة، من بينها تنفيذ مشاريع حفر الأنفاق، وإجراء امتحانات مدرسية بمناهج خاصة بالإدارة، إلى جانب الاستمرار في حملات الاعتقال والتجنيد الإجباري للأطفال، والانتهاكات الموثقة ضد المدنيين.

وفي ضوء ذلك، يطرح تحرّك "الإدارة الذاتية" لإدارة مطار القامشلي بشكل منفرد تساؤلات جدية حول مستقبل الاتفاق المبرم، ومدى التزام الأطراف المحلية بعملية الانتقال السياسي التي تشهدها البلاد بعد سقوط نظام الأسد، خاصة في ما يتعلق بملفات السيادة والسيطرة على المرافق الحيوية في المناطق الخارجة عن سلطة الدولة لعقد من الزمن.

اقرأ المزيد
٢٢ يونيو ٢٠٢٥
وسط تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية.. مسؤول أممي يلتقي "الشرع" في دمشق ويزور قوات "أندوف" في الجولان

أجرى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام، جان بيير لاكروا، زيارة رسمية إلى دمشق اليوم السبت، حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، في إطار جولة إقليمية تشمل عدداً من دول المنطقة المعنية بملف السلام والاستقرار.

وأفادت الرئاسة السورية بأن اللقاء تناول العلاقات مع المنظمة الدولية، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية بشأن فحوى المحادثات. وتأتي زيارة لاكروا في وقت تزداد فيه التحديات الأمنية في المنطقة، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي في جنوب سوريا.

وكان لاكروا قد التقى في وقت سابق وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التنسيق مع بعثات الأمم المتحدة، لا سيما المتعلقة بمراقبة وقف إطلاق النار ودعم جهود الاستقرار في المناطق الحدودية. وذكرت وزارة الدفاع السورية أن اللقاء شدد على أهمية تطوير آليات التواصل مع بعثة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك في الجولان (أندوف)، بما يضمن استمرار مهمتها في بيئة مستقرة وآمنة.

وفي سياق زيارته إلى سوريا، زار المسؤول الأممي أمس الجمعة معسكر "فوار" التابع لقوات "أندوف" في الجولان المحتل، والتقى قائدتها، اللواء أنيتا أسمه، حيث أشاد بأداء القوات الأممية في هذه المرحلة الحرجة، قائلاً في تغريدة عبر منصة "إكس": "أشعر بفخر كبير تجاه عملهم الاستثنائي في هذه الأوقات الصعبة".

وتأتي هذه التحركات الأممية بالتزامن مع تصاعد التوتر في الجنوب السوري، حيث صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة انتهاكاتها، لا سيما في ريف القنيطرة، من خلال تنفيذ توغلات عسكرية وهدم منازل وأراضٍ زراعية، ما يُعد خرقاً متكرراً لاتفاقية فضّ الاشتباك الموقعة عام 1974، وتهديداً مباشراً لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى ضمان انتقال سياسي سلمي في سوريا.

زيارة لاكروا إلى دمشق سبقتها محطة في لبنان، حيث التقى بقوات "يونيفيل" وعدد من كبار المسؤولين اللبنانيين، من بينهم رئيس الحكومة نواف سلام، ووزير الخارجية يوسف رجي، وقائد الجيش جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في إطار جولة إقليمية تسعى الأمم المتحدة من خلالها إلى إعادة تنشيط دور بعثاتها الميدانية وضمان الاستجابة الفاعلة للتطورات الأمنية المتسارعة في المنطقة.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٣٠ يونيو ٢٠٢٥
أبناء بلا وطن: متى تعترف سوريا بحق الأم في نقل الجنسية..؟
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محاسبة مجرمي سوريا ودرس من فرانكفورت
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
استهداف دور العبادة في الحرب السورية: الأثر العميق في الذاكرة والوجدان
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
١٧ يونيو ٢٠٢٥
فادي صقر وإفلات المجرمين من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٣ يونيو ٢٠٢٥
موقع سوريا في مواجهة إقليمية محتملة بين إسرائيل وإيران: حسابات دمشق الجديدة
فريق العمل
● مقالات رأي
١٢ يونيو ٢٠٢٥
النقد البنّاء لا يعني انهياراً.. بل نضجاً لم يدركه أيتام الأسد
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٦ يونيو ٢٠٢٥
النائب العام بين المساءلة السياسية والاستقلال المهني
فضل عبد الغني مدير ومؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان