٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
يحمل المعلّم في كل عام دراسي مسؤولية مجموعة واسعة من الطلاب، يتابع مستوياتهم، ويشرح لهم، ويهتم بما يحتاجونه داخل الصف وخارجه. مهمة تبدو بسيطة لمن يراها من بعيد، لكنها في الحقيقة عمل يومي شاق يتطلب صبراً وجهداً متواصلاً، وقدرة على استيعاب فروقات الطلاب واستجاباتهم المختلفة للتعلم.
تحدي إضافي
ورغم ثقل العبء الأصلي، يجد كثير من المعلّمين أنفسهم أمام ضغوط إضافية يفرضها بعض الأهالي الذين يطالبون باهتمام خاص بأبنائهم، أو يحمّلون المعلّم مسؤولية أي تعثر دراسي يحدث، مهما كان سببه. رسوب الطالب في مادة ما، أو حصوله على درجات منخفضة، يتحول لدى بعض الأسر إلى اتهام مباشر للمعلم، بدلاً من البحث في الأسباب الحقيقية التي قد تتعلق بطبيعة الطالب أو بيئته الدراسية في المنزل.
أنواع الضغوط التي يفرضها الأهالي
هذه الضغوط التي تمارسها بعض العوائل، تؤدي إلى آثار سلبية تنعكس على نفسية المعلم ومهنته، وتتنوّع أشكالها، ومنها، بحسب ما ذكرته السيدة صفاء، مدرسة إعدادية، خلال حديثها إلى شبكة شام الإخبارية، الاتصالات المتكررة خارج أوقات الدوام، للسؤال عن أدق تفاصيل الواجبات أو الحضور أو السلوك.
وتضيف أن عدداً من الأهالي يطالبون المدرسين بمتابعة فردية مستمرة لأبنائهم، أو بمنحهم معاملة خاصة على حساب بقية الطلاب، وصولاً إلى التدخل في أساليب التدريس أو طرق تقييم الطالب.
وتؤكد أن الضغط لا يقتصر على ذلك، إذ يطالب بعض الأهالي برفع العلامات أو تعديل التقييمات، ويشكّكون في موضوعية المعلّم كلما جاءت النتيجة أقل مما يتوقعونه. كما لا يتردد البعض في رفع شكاوى متسرّعة إلى الإدارة فور انخفاض علامة الطالب، دون النظر إلى مسؤوليته الدراسية أو الظروف التي أدت إلى ذلك.
تداعيات الضغوط
تترك ضغوط الأهالي آثاراً واضحة على المعلم، فهي لا تضيف عليه عبئاً عملياً فقط، بل تثقل كاهله نفسياً، فتتسبب في شعوره بالتوتر المستمر والضغط النفسي، خصوصاً عندما تتسم المطالب بنبرة اتهام أو شك. كما تؤثر هذه الضغوط على علاقته بالطلاب، فتخلق فجوة بينه وبينهم، وقد تجعله يشعر بالإرهاق النفسي والمعنوي، مما ينعكس على جودة التعليم والمتابعة اليومية.
أهمية الحوار بشفافية مع الأهالي
ختاماً، تقترح المعلمة صفاء مجموعة من الحلول العملية لمواجهة ضغط الأهالي على المعلمين، بدءاً بتنظيم أوقات الاتصال لتكون فعالة، وتوضيح أن متابعة الطلاب الفردية تتم وفق خطة محددة، وليس بحسب طلبات متفرقة. كما تؤكد على أهمية الاجتماعات الدورية مع الأهالي للتواصل بشفافية حول طبيعة المهنة وصعوباتها، مع التأكيد على حرص المعلمين على مصلحة الطلاب واعتبارهم مسؤولية مشتركة بين المدرسة والأسرة.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية إدانتها الشديدة لـ «الاعتداء الإجرامي» الذي نفّذته قوّة إسرائيلية توغّلت داخل بلدة بيت جن بريف دمشق، مؤكّدة أن قوات الاحتلال «استخدمت القصف الهمجي والمتعمّد على منازل المدنيين»، ما أدّى إلى سقوط ضحايا وحدوث موجة نزوح واسعة بين السكان.
وقالت الوزارة في بيانها إن «دورية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي اخترقت أراضي بلدة بيت جن في ريف دمشق، واعتدت على الأهالي وممتلكاتهم»، مشيرة إلى أنّ فشل القوات المتوغلة في تحقيق أهدافها دفعها إلى «ارتكاب مجزرة مروّعة راح ضحيتها مدنيون، بينهم نساء وأطفال»، قبل أن تنسحب من داخل البلدة.
وحملت الخارجية السورية سلطات الاحتلال «المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان»، معتبرة أن مواصلة إسرائيل اعتداءاتها «تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وتشكّل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ولسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها».
وجدّدت الوزارة مطالبتها مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالتحرك العاجل لوقف ما وصفته بـ «سياسة العدوان والانتهاكات المتكررة بحق الشعب السوري»، واتخاذ إجراءات رادعة تُلزم الاحتلال باحترام القانون الدولي.
وأكدت الخارجية أن «سوريا ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل التي يقرّها القانون الدولي»، مشددة على أن تكرار هذه الجرائم «لن يزيد السوريين إلا تمسّكاً بحقوقهم وسيادتهم ورفضهم لكل أشكال الاحتلال والعدوان».
وفي ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة، دخلت قوة عسكرية إسرائيلية دورية إلى بلدة بيت جن، على ما يبدو في محاولة لاعتقال عدد من الشبان الذين وصفتهم إسرائيل بأنهم «مطلوبون» لانتمائهم إلى ما سمتها «الجماعة الإسلامية» — مدّعية أنهم كانوا يخططون لشن هجمات داخل الأراضي المحتلة.
لكن فور دخول الدوريات وتوغلها داخل أحياء البلدة، اشتبكت مع بعض من سكان البلدة المسلّحين، بحسب رواية الأهالي ووسائل الإعلام السورية. بدأ إطلاق نار متبادل بين القوة الإسرائيلية من جهة، ومسلحين محليين من جهة أخرى.
بعد الاشتباك الميداني وانسحاب القوة الإسرائيلية، انتقل العدوان إلى أعلى من ذلك، حيث دخلت مروحيات وطائرات إسرائيلية — مدعومة بالمدفعية — على خط القصف، واستهدف القصف منازل المدنيين في بلدة بيت جن بشكل واسع وعشوائي، مستهدِفاً مناطق مأهولة بالسكان.
نتيجة القصف، سقط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين. مصادر طبية تحدثت عن استشهاد 13 مدنياً — بينهم نساء وأطفال — وإصابة 25 على الأقل آخرين. بعض المصابين ظلوا عالقين تحت أنقاض المنازل التي تدمرت جراء القصف.
وذكرت مصادر طبية أن فريق الإسعاف وفرق الإنقاذ التابعة الدفاع المدني السوري لم تتمكن من الدخول إلى البلدة فوراً بسبب القصف المستمر والتحليق الكثيف للطيران الإسرائيلي حول البلدة منعا وصول سيارات الإسعاف، ما زاد من معاناة الجرحى المدنيين.
كما أفاد مراسلون بأن عدداً من العائلات نزحت على الفور من بلدة بيت جن باتجاه القرى والمناطق المجاورة، هرباً من القصف والخوف على حياتهم، وسط حالة هلع وخسائر كبيرة في الممتلكات.
أما من جهة الاحتلال، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية «أنجزت بالكامل»: القوات — بحسب بيانه — اعتقلت «جميع المطلوبين»، وقضت على «عدد من الإرهابيين»، بعد أن تعرّضت لهجوم بأسلحة نارية من داخل البلدة. وأشار إلى إصابة 6 من جنوده بين حالات خطيرة ومتوسطة، فيما قالت وسائل إعلامية عبرية أن 13 جنديا اصيبوا بينهم حالات خطيرة.
وحسب مصادر محلية أكدت لشبكة شام، أكدت أن عربات اسرائيلية توغلت إلى داخل بلدة بيت جن في محاولة لاعتقال عدد من المدنيين، الأمر الذي أدى لوقوع اشتباكات مسلحة بين الأهالي المسلحين والقوة الاسرائيلية.
واشارت المصادر أن المسلحين من أهالي بلدة بيت جن طوقوا جيب عسكري، حيث دارت اشتباكات مباشرة أدّت إلى إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين.
عقب ذلك، تدخل الطيران والمدفعية الإسرائيلية بشكل مكثّف، مستهدفة منازل المدنيين بشكل عشوائي، ما أسفر عن استشهاد 13 مدنياً بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى تدمير عدة منازل سكنية.
وبحسب مصادر محلية، فقد أقدم سلاح الجو الإسرائيلي لاحقاً على قصف الجيب ذاته وتدميره بشكل كامل بعد سحب جنوده المصابين منه.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
قال مدير صحة ريف دمشق، توفيق حسابا، إن القصف الإسرائيلي على بلدة بيت جن بريف دمشق أسفر عن مقتل 10 أشخاص، إضافة إلى عشرات الإصابات كحصيلة أولية. وأضاف أن 11 جريحاً نُقلوا إلى مستشفى المواساة في دمشق، وثلاثة آخرون إلى مستشفى قطنا بريف دمشق، بعضهم يحتاج إلى تدخلات جراحية.
وأشار حسابا إلى أن فرق الإسعاف في ريف دمشق، بالتعاون مع عناصر من الدفاع المدني السوري، عالجت ميدانياً بعض الحالات التي كانت لا تستدعي النقل إلى المستشفيات.
من جانبه، أفاد المدير الطبي في مستشفى المواساة، كمال الكاتب، بوصول جثامين ستة ضحايا — بينهم خمسة من عائلة واحدة — إلى المستشفى، إضافة إلى مصابين اثنين بحالة خطيرة.
وكانت قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري إن فرقها وحتى الساعة 9:30 من صباح يوم الجمعة 28 تشرين الثاني، لم تتمكن من دخول بلدة بيت جن في ريف دمشق الجنوبي الغربي لإسعاف المصابين وتأمين المكان والقيام بعمليات المسح خشية وجود مخلفات حرب خطيرة على السكان.
وذكرت المؤسسة أن ذلك يأتي في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي باستهداف أي حركة على مداخل البلدة، ما يعرقل وصول الفرق الإنسانية ويهدّد حياة المدنيين.
وكان استشهد 9 مدنيين، وأصيب آخرون وفق إحصائيات أولية، جراء قصف شنّته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على بلدة بيت جن وطرقها المؤدية إلى مزرعة بيت جن في ريف دمشق.
وجاءت هذه الغارات بعد اشتباك بين دورية عسكرية إسرائيلية وأهالي البلدة أثناء توغل الأولى في بيت جن لاعتقال أشخاص من البلدة، قبل أن تنسحب مدعومة بتغطية جوية مكثّفة، بحسب مصادر محلية.
أفادت مصادر محلية بأن طيران الاحتلال يواصل التحليق المكثف في أجواء البلدة، ما زاد من حالة الهلع بين السكان، ودفع عشرات العائلات إلى النزوح نحو مناطق أكثر أمناً.
رواية الاحتلال: عملية أمنية ضد “إرهابيين”
ادّعى الجيش الإسرائيلي، في بيان له اليوم الجمعة، أن العملية التي استهدفت بيت جن جاءت بناءً على معلومات استخبارية، وطُبّقت بهدف اعتقال مطلوبين من ما سمّاه "الجماعة الإسلامية"، متوعداً بأن القوات “ستواصل العمل ضد أي تهديد يستهدف إسرائيل ومواطنيها”. وأضاف أن ثلاثة من عناصره – ضابطان ومقاتل احتياط – أصيبوا بجروح متفاوتة أثناء العملية.
التوتر يتصاعد بعد تصريحات إسرائيلية سابقة
تأتي هذه الغارة بعد أيام من تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس أمام لجنة سرية في الكنيست، أكد فيه أن بلاده “ليست على طريق السلام مع سوريا”، وهدّد بمنح خيار الهجوم البري لما وصفه بأن “قوى داخل سوريا تفكر في غزو شمال إسرائيل”.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري إن فرقها وحتى الساعة 9:30 من صباح يوم الجمعة 28 تشرين الثاني، لم تتمكن من دخول بلدة بيت جن في ريف دمشق الجنوبي الغربي لإسعاف المصابين وتأمين المكان والقيام بعمليات المسح خشية وجود مخلفات حرب خطيرة على السكان.
وذكرت المؤسسة أن ذلك يأتي في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي باستهداف أي حركة على مداخل البلدة، ما يعرقل وصول الفرق الإنسانية ويهدّد حياة المدنيين.
وكان استشهد 9 مدنيين، وأصيب آخرون وفق إحصائيات أولية، جراء قصف شنّته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على بلدة بيت جن وطرقها المؤدية إلى مزرعة بيت جن في ريف دمشق.
وجاءت هذه الغارات بعد اشتباك بين دورية عسكرية إسرائيلية وأهالي البلدة أثناء توغل الأولى في بيت جن لاعتقال أشخاص من البلدة، قبل أن تنسحب مدعومة بتغطية جوية مكثّفة، بحسب مصادر محلية.
أفادت مصادر محلية بأن طيران الاحتلال يواصل التحليق المكثف في أجواء البلدة، ما زاد من حالة الهلع بين السكان، ودفع عشرات العائلات إلى النزوح نحو مناطق أكثر أمناً.
رواية الاحتلال: عملية أمنية ضد “إرهابيين”
ادّعى الجيش الإسرائيلي، في بيان له اليوم الجمعة، أن العملية التي استهدفت بيت جن جاءت بناءً على معلومات استخبارية، وطُبّقت بهدف اعتقال مطلوبين من ما سمّاه "الجماعة الإسلامية"، متوعداً بأن القوات “ستواصل العمل ضد أي تهديد يستهدف إسرائيل ومواطنيها”. وأضاف أن ثلاثة من عناصره – ضابطان ومقاتل احتياط – أصيبوا بجروح متفاوتة أثناء العملية.
التوتر يتصاعد بعد تصريحات إسرائيلية سابقة
تأتي هذه الغارة بعد أيام من تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس أمام لجنة سرية في الكنيست، أكد فيه أن بلاده “ليست على طريق السلام مع سوريا”، وهدّد بمنح خيار الهجوم البري لما وصفه بأن “قوى داخل سوريا تفكر في غزو شمال إسرائيل”.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلن وزير الهجرة السويدي، يوهان فورشيل، أن بلاده توصلت إلى تفاهم مع الحكومة السورية بشأن ترحيل مواطنين سوريين أدينوا بارتكاب جرائم في السويد، مشدداً على أن تنفيذ قرارات الترحيل للمدانين يمثل "أولوية قصوى" لدى الحكومة، في ضوء ما يعتبره خطراً على المجتمع وتقويضاً لسياسة الهجرة.
وقال فورشيل إن هذا التعاون الجديد مع دمشق يهدف إلى تسهيل الإجراءات المتعلقة بترحيل المدانين، وأضاف: «من ارتكب جريمة في السويد ولا يحمل جنسيتها، فيجب ترحيله — وهذا أمر حاسم».
وعن سياسة قبول اللاجئين القادمين من سوريا، أوضح الوزير أن السويد تعتمد مبدأ التقييم الفردي لكل طلب، مؤكداً أن نحو نصف طالبي اللجوء السوريين يُمنحون الحماية.
كما لفت فورشيل إلى أن الحكومة السورية الجديدة بحاجة إلى بناء نظام يحترم الحقوق والحريات الأساسية، مرجّحاً وجود مؤشرات إيجابية مقارنة بالعام الماضي.
وشدّد الوزير على أن الدعم السويدي لسوريا لا يقتصر على المساعدات الإنسانية العاجلة، بل قد يتطور مستقبلاً إلى دعم في بناء القدرات، شريطة تعاون جدّي من الجانب السوري في ملف عودة اللاجئين.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
انطلقت في فندق شهباء — حلب، فعاليات الدورة الأولى من مؤتمر حلب الدولي لطب الأسنان، الذي تنظّمه نقابة أطباء الأسنان في سوريا، بمشاركة نحو 200 باحث ومختص و45 شركة من سوريا ودول عربية وأجنبية.
وأوضح نقيب أطباء الأسنان في حلب، فراس الصرمة، في تصريح لـ “سانا” أن المؤتمر شهد مشاركة دولية بنسبة 70% من إجمالي الحضور، وهدف إلى تعزيز تبادل الخبرات وتطوير واقع المهنة عبر محاضرات علمية، دورات تدريبية ومعرض متخصص.
من جانبه، أشار مسؤول الكتلة الإدارية الخامسة في محافظة حلب، هيثم الهاشمي، إلى الإقبال الكبير من الشركات والفاعلين في القطاع الصحي، معتبرًا أن هذا يدلّ على الجهود المبذولة لتطوير القطاع الصحي عامة وطب الأسنان خاصة.
بدوره، أكّد الدكتور نبيل دهني، ممثل إحدى الشركات المشاركة، أن المعرض المصاحب للمؤتمر يتميز بالحجم والتنوع في المنتجات السنية المعروضة، ويُعبّر عن التطور التقني في هذا المجال، ويسمح للخبراء بتبادل أحدث المستجدات.
من المقرر أن تستمر أعمال المؤتمر حتى 29 تشرين الثاني الجاري، وتشمل جدول الأعمال محاضرات وندوات علمية إضافة إلى دورات تدريب عملية متقدمة.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري، استجابة فرق البحث عن المفقودين التابعة لها، يوم الخميس 27 تشرين الثاني، لبلاغ عن وجود رفات بشرية في حي كرم الزيتون بمدينة حمص، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للمفقودين باشرت الفرق عمليات المسح والانتشال وفق الإجراءات الرسمية.
إجراءات وقائية وتوثيق دقيق
قبل الشروع بالعمل، أجرى فريق إزالة مخلفات الحرب مسحاً دقيقاً للتأكد من خلو الموقع من ألغام أو ذخائر غير منفجرة، ضماناً لسلامة القائمين على المهمة. بعد ذلك، جمع الفريق رفاتاً عظمية مكشوفة يشتبه أنها تعود لتسعة أشخاص مجهولي الهوية، من بينهم امرأة، وفق المعطيات الأولية. العمل أُجري تبعاً للبروتوكولات المعتمدة لتوثيق وجمع الرفات والانتشال، تمهيداً لتسليمها إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية والفنية.
نداء للمدنيين: تجنّب العبث بالإشارات الميدانية
ناشد الدفاع المدني السوري الأهالي بعدم الاقتراب من مواقع الرفات أو المقابر الجماعية أو العبث بها، والتبليغ الفوري لمراكز الدفاع المدني أو الجهات المعنية عند العثور على أي رفات بشرية. وشدّد على أن أي تدخل غير مختص قد يضر بمسرح الواقعة ويطيح بأدلة جنائية حاسمة لكشف مصير المختفين قسرياً وتحديد هويات الضحايا وملاحقة المتورطين.
وزارة الداخلية تُعلن العثور على 4 مقابر جماعية شمال حمص
أعلنت وزارة الداخلية السورية، يوم الثلاثاء، العثور على أربع مقابر جماعية تضم رفات عشرات الأشخاص في منطقة شمال مدينة حمص، وسط البلاد.
وأوضحت الوزارة في بيان عبر قناتها الرسمية على "تليغرام"، أن المقابر تم اكتشافها خلال قيام عدد من المدنيين بأعمال حفر في شارع الستين، حيث ظهرت رفات بشرية تشير إلى وجود مقابر جماعية.
وأشارت إلى أن الجهات المختصة توجّهت على الفور إلى الموقع، وبدأت بإجراء الفحوصات اللازمة والتحقيقات لتحديد هوية الضحايا وعددهم، مع استمرار البحث عن أي رفات أخرى محتملة في المنطقة.
ويأتي هذا الإعلان في سياق سلسلة من الاكتشافات المماثلة خلال الأشهر الماضية، حيث كانت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) قد استجابت لعدة بلاغات بشأن وجود رفات بشرية في مناطق مختلفة من البلاد، من بينها منطقة عزيزة بريف حلب الجنوبي، ودوما بريف دمشق، ومحيط الغزلانية.
وفي كل من هذه الحالات، تم تنفيذ عمليات المسح والتوثيق وفقاً للبروتوكولات الدولية المعتمدة في قضايا المفقودين، وذلك بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للمفقودين، وبمرافقة فرق إزالة مخلفات الحرب للتأكد من خلو المواقع من الألغام والذخائر غير المنفجرة.
وأكد الدفاع المدني السوري في بيانات سابقة، أهمية عدم الاقتراب أو العبث بمواقع المقابر الجماعية أو أماكن وجود الرفات، مشدداً على أن أي تدخل غير مختص قد يؤدي إلى طمس أدلة جنائية هامة تعيق جهود تحديد الهوية والكشف عن مصير المفقودين ومحاسبة المتورطين في جرائم الاختفاء القسري.
ودعا الأهالي إلى الإبلاغ الفوري عند العثور على أي رفات بشرية أو مقابر مشبوهة، والتعامل مع هذه المواقع باعتبارها شواهد على معاناة آلاف الأسر السورية التي ما تزال تنتظر الحقيقة والعدالة.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
كشف الكاتب الفرنسي إينياس دال في مقال نشره على موقع «أوريان 21» عن ما وصفه بمسار طويل ومدروس في سياسة إسرائيل تجاه الشرق الأوسط تعتمد على التلاعب بالأقليات داخل الدول العربية، واستثمارها كأدوات ضغط جيوسياسي ضد محيطها العربي.
وأضاف الكاتب أن هذه السياسة ليست وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى بدايات الحركة الصهيونية، وتواصل اليوم بوتيرة أشد في ظل الحروب الأخيرة في غزة ولبنان وسوريا، حيث تُعتبر الأقليات حلفاء محتملين في مواجهة ما يُسمى «العدو العربي».
وأشار المقال إلى أن لبنان احتل موقعاً خاصاً في هذه الاستراتيجية منذ بدايات المشروع الصهيوني — كما يشرح التاريخ ـ من خلال خرائط توسّع مغايرة، إلى حد محاولة فرض السيطرة على موارد المياه ومناطق استراتيجية، في تجاهل كامل للسيادة اللبنانية.
كما لفت إلى أن توفر الأرضية الطائفية والعرقية دفعت إسرائيل إلى توظيف خلايا داخلية في ليبيا، السودان، جنوب كردستان العراق، وغيرها، لتفكيك التماسك الوطني وتقويض المشروع العربي الجامع، مستغلة صراعات الهوية والمصالح المتقاطعة.
وفي الوقت نفسه، أشار الكاتب إلى أن القمع والتمييز داخل إسرائيل أيضاً لم يقف في وجه هذه السياسة: فالأقليات داخلها، مثل الدروز والأكراد والمسيحيين، خضعت لقوانين تقيّد حقوقهم، رغم وعود ولاء زائفة، ما يؤشر إلى ازدواجية واضحة في الخطاب.
واعتبر دال أن أعمال الاحتلال في السنوات الأخيرة، سواء في الجولان أو في غاراته على سوريا، أو تدخله في لبنان، تعبّر عن تطبيق عملي لعقيدة «إضعاف المحيط العربي عبر تفكيك مجتمعاته»، وتثبيت تفوق دائم لإسرائيل في المنطقة عبر استراتيجية "أقلية محاطة بالأغلبية".
وقال إن هذه السياسة والجغرافيا السياسية الناشئة من ورائها تهدف إلى منع أي دولة عربية من التعافي السياسي أو الاقتصادي، عبر استثمار الانقسامات الطائفية والعرقية، وتوظيف القوة والعنف عند الحاجة، ما يجعل المصالحة أو الأمن الإقليمي أمراً بعيد المنال.
وخلص الكاتب إلى أن التاريخ يشهد أن إسرائيل لم تشكل يوماً شريك أمني حقيقي، بل قوة متربصة تعرف كيف تحوّل الانقسام الداخلي في الدول العربية إلى ورقة مفاوضات أو حالة ضغط تؤمن مصالحها.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
استشهد 9 مدنيين، وأصيب آخرون ، جراء قصف شنّته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على بلدة بيت جن وطرقها المؤدية إلى مزرعة بيت جن في ريف دمشق.
وتأتي هذه الغارات بعد اشتباك بين دورية عسكرية إسرائيلية وأهالي البلدة أثناء توغل الأولى في بيت جن، قبل أن تنسحب مدعومة بتغطية جوية مكثّفة، بحسب مصادر محلية.
أفادت مصادر محلية بأن طيران الاحتلال يواصل التحليق المكثف في أجواء البلدة، ما زاد من حالة الهلع بين السكان، ودفع عشرات العائلات إلى النزوح نحو مناطق أكثر أمناً.
رواية الاحتلال: عملية أمنية ضد “إرهابيين”
ادّعى الجيش الإسرائيلي، في بيان له اليوم الجمعة، أن العملية التي استهدفت بيت جن جاءت بناءً على معلومات استخبارية، وطُبّقت بهدف اعتقال مطلوبين من ما سمّاه "الجماعة الإسلامية"، متوعداً بأن القوات “ستواصل العمل ضد أي تهديد يستهدف إسرائيل ومواطنيها”. وأضاف أن ثلاثة من عناصره – ضابطان ومقاتل احتياط – أصيبوا بجروح متفاوتة أثناء العملية.
التوتر يتصاعد بعد تصريحات إسرائيلية سابقة
تأتي هذه الغارة بعد أيام من تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس أمام لجنة سرية في الكنيست، أكد فيه أن بلاده “ليست على طريق السلام مع سوريا”، وهدّد بمنح خيار الهجوم البري لما وصفه بأن “قوى داخل سوريا تفكر في غزو شمال إسرائيل”.
تداعيات إنسانية وأمنية
القصف على بيت جن أثار مخاوف واسعة بين السكان من مخلفات القصف وإمكانية عودة الاشتباكات في أي لحظة، كما زاد من موجة النزوح الداخلي من البلدة، ويخشى أن تتطور الأوضاع إلى موجة نزوح كبيرة أو حصول انتهاكات إضافية بحق المدنيين.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
هنَّأ الرئيس أحمد الشرع، الشعب السوري مساء أمس الخميس، بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق عملية "ردع العدوان". ووجّه في رسالته: «أيها الشعب السوري العظيم، أبارك لكم اليوم ذكرى بدء معركة تحرير سوريا بأكملها — معركة ردع العدوان — التي أزالت النظام المجرم بكل أركانه».
ودعا خلال التهنئة «كامل أطياف الشعب السوري بكل فئاته ومكوناته للنزول إلى الساحات والميادين»، للتعبير عن فرحتهم بهذه المعركة، وإظهار اللحمة والوحدة الوطنية، وحفظ سلامة التراب السوري.
ويُنظر إلى هذا اليوم باعتباره اللحظة المفصلية التي تلاقى فيها الغضب الشعبي مع التحرك العسكري، لتتحول العملية إلى انتفاضة وطنية شاملة أنهت منظومة القمع وبدأت مسار بناء الدولة السورية الجديدة.
ومنذ بداية انطلاقتها أعطت معركة "ردع العدوان" بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً.
شرارة المعركة… من الاحتقان الشعبي إلى قرار التحرير
جاءت انطلاقة المعركة بعد سنوات طويلة من الحراك الثوري السوري، والقتل والتنكيل بالسوريين، وتفشي الفساد، واستمرار الجرائم بحق المدنيين، ومع تزايد الانشقاقات داخل بنية النظام وتراجع قدرته على السيطرة، فاتخذت القوى الوطنية قراراً بإطلاق عملية لتحرير البلاد.
اصطفاف وطني غير مسبوق
تميزت معركة "ردع العدوان" بتوحد فصائل المعارضة الوطنية والقوى المدنية والعسكرية تحت هدف واحد، وللمرة الأولى منذ 2011، توحّدت قوى متباينة الخلفيات والانتماءات في جبهة واحدة لإسقاط النظام، ما منح المعركة زخماً سياسياً وشعبياً كبيراً، وجعلها تتحول إلى ما يشبه الثورة الثانية في مسار النضال السوري.
سقوط منظومة الحديد والنار
مع اتساع رقعة العمليات، بدأ النظام يفقد السيطرة سريعاً، فسقطت أهم مقار الأمن السياسي والعسكري، وفقد النظام القدرة على الدفاع عن مكاتبه الحكومية ومراكزه الحساسة، وفي غضون أيام، تهاوت صورة النظام الذي طالما قدّم نفسه كقوة مطلقة، لتظهر هشاشته بمجرد انهيار منظومته الأمنية.
بداية مرحلة جديدة… وصول القيادة الشرعية
انتهت المعركة بإعلان سقوط النظام البائد، وبدء مرحلة سياسية جديدة تُوّجت لاحقاً بوصول الرئيس أحمد الشرع إلى السلطة، ليبدأ معها تنفيذ رؤية إصلاحية قائمة على إطلاق العدالة الانتقالية ومحاسبة المتورطين بالجرائم، وتوحيد مؤسسات الدولة وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس قانونية، وفتح مسار المصالحة الوطنية، وإعادة العلاقات الخارجية إلى مسارها الطبيعي.
تحمل ذكرى انطلاق معركة "ردع العدوان" رمزية وطنية لأنها أنهت حقبة من الاستبداد والقتل، وأعادت القرار السياسي إلى السوريين، ووحدت السوريين بعد سنوات من الانقسام الذي فرضه النظام، كما فتحت باب الاستقرار والعدالة وبناء الدولة الحديثة.
وشكل سقوط نظام بشار الأسد لحظة تحول مفصلية في تاريخ سورية الحديث، التي حكم فيها آل الأسد البلاد 54 عاماً، بدأت في عام 1970 بحكم حافظ الأسد، حكم فيها البلاد نحو ثلاثين عاماً أسس خلالها نظاماً استخباراتياً ديكتاتورياً قمعياً، أورثه لابنه بشار بعد وفاته في عام 2000، الذي حكم سورية منذ ذلك التاريخ إلى سقوطه اليوم على يد فصائل المعارضة والشعب الثائر في كل أنحاء البلاد.
وفي فجر يوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، من دخول العاصمة دمشق، معقل الإرهابي الأكبر "بشار الأسد" المفترض في القصر الجمهوري، والذي تبين أنه فرَّ هارباً إلى روسيا، لتحقق عملية "ردع العدوان" أسمى هدف للثورة السورية الحرة، في إسقاط "بشار الأسد" ونظامه، بعد أن عاث فساداً وقتلاً وتدميراً في سوريا، خلال سنوات عجاف مرت على الشعب السوري لقرابة 50 عاماً من حكم عائلة الأسد.
بتحرير مدينة دمشق، وماسبقها من عمليات تحرير ضمن عملية "ردع العدوان"، في كامل تراب سوريا الحرة، تحررت سوريا ونفضت عن نفسها غبار أكثر من 50 عاماً من حكم آل الأسد بالحديد والنار، وسقط الأسد وكافة رموزه، فكان دخول الثوار إلى مدينة دمشق، بداية فتح الطريق بشكل كامل باتجاه الخلاص وبلوغ هدف الثورة في إسقاط الأسد وكافة رموزه.
عام على التحرّر… وسوريا تستعيد موقعها
بعد عام من سقوط النظام، تشهد البلاد تغييرات ملموسة أبرزها الانفتاح الدبلوماسي الكبير وعودة سوريا إلى محيطها الإقليمي، وتحسن أمني في غالبية المناطق، إلى جانب خطوات جادة نحو المصالحة وإعادة الحقوق، وبدء مشاريع حيوية في إعادة الإعمار والتنمية، وتعزيز دور الدولة في حماية الحريات والحقوق العامة.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥
شاركت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في الجمهورية العربية السورية في أعمال المنتدى الإقليمي للاتحاد من أجل المتوسط، الذي أقيم بمدينة برشلونة الإسبانية، بمشاركة واسعة من ممثلي دول المتوسط ومؤسسات العمل الإقليمي.
وفي مداخلته خلال المنتدى، شدد الدكتور أحمد قزيز، معاون وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، على أهمية بناء خطة وطنية شاملة للاستجابة للكوارث، تقوم على تعزيز صمود المجتمعات المحلية وتمكينها من التعامل مع الأزمات.
واعتبر أن التعافي الاقتصادي والاجتماعي لا ينفصل عن مسار الاستجابة للطوارئ، بل يمثل امتداداً له، مشيراً إلى أن التنمية المستدامة تحتاج إلى بنى قادرة على امتصاص الصدمات، ومجتمعات مرنة جاهزة لمواجهة التحديات.
وأشار د. قزيز إلى ضرورة تفعيل الشراكات الإقليمية وتطوير آليات استجابة منسقة عابرة للحدود في منطقة البحر الأبيض المتوسط، داعياً إلى توحيد الجهود وتعزيز التعاون التقني والتدريبي لمواجهة الكوارث ومخاطر التغير المناخي.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
وجه وزير الدفاع السوري، اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، تحية إجلال وامتنان إلى الأبطال الذين شاركوا في المعركة، وإلى المصابين الذين بذلوا دماءهم وأجسادهم في ميادين القتال، كما خصّ بالتحية أهالي الشهداء الذين فقدوا فلذات أكبادهم في سبيل الدفاع عن الوطن.
وأوضح الوزير أن المعركة أسفرت عن ارتقاء 434 شهيدًا عسكريًا خلال أحد عشر يومًا، مشيرًا إلى أنّ لكل شهيد قصة وبيت وأصدقاء، ولكل واحد منهم أم وأب وإخوة ذاقوا مرارة الفقدان، مؤكّدًا أنّ ذكرى هؤلاء الأبطال تظلّ منارة تُلهم السوريين الأحرار لاستذكار التضحيات التي سُخّرت من أجل حريتهم وبناء مستقبل بلادهم.
وأضاف اللواء أبو قصرة أنّ أعظم ما يحييه الشعب السوري في هذه المناسبة هو تضحيات الأبطال الذين قاتلوا وضحّوا، ليتمكّن السوريون من العيش بحرية والتعبير عن إرادتهم، وإبراز حكايات النصر الذي تحقق بدماء الشهداء، وفق ما كتبه عبر منشور عبر منصة إكس.
وألقى العقيد حسن عبد الغني كلمة بمناسبة مرور عام على انطلاق معركة "ردع العدوان"، أكد فيها متابعة التطورات في مختلف الساحات، مشيراً إلى ما وصفه بـ"الإنجازات والتحولات التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي".
وأوضح العقيد عبد الغني أن وزارة الدفاع تُحيي ذكرى بدء المعركة بعد مرور اثني عشر شهراً على العمليات التي قال إنها هدفت إلى "حماية المدنيين ووقف القصف وإعادة المهجّرين إلى مناطقهم".
وأشار في كلمته إلى أن القوات العسكرية تعتبر نفسها "درعاً لحماية المواطنين في مختلف المحافظات السورية"، مؤكداً استمرار مهامها في "صون الحدود والتصدي لأي اعتداء".
من جانبه قال وزير الداخلية، المهندس أنس خطاب، عبر منصة إكس في مثل هذا اليوم (27 تشرين الثاني 2024)، انطلقت طلائع الأبطال تدكّ حصون الطغاة في الريف الغربي لحلب، معلنة بدء معركة الكرامة.
وتابع أسفر اليوم الأول عن تحرير مناطق واسعة، لتكون تلك اللحظة التاريخية بداية المسير نحو كسر قبضة منظومة الاستبداد، ووضع سوريا على طريق الحرية، وفاءً لتضحيات شعبها وثورتها المباركة.
وفاجأت معركة “ردع العدوان” التي أعلنت عنها “إدارة العمليات المشتركة”، قوى العدو ممثلة بجيش النظام وميليشيات إيران، وجاءت المعركة باسم “ردع العدوان” كما أعلن عنها في مثل هذا اليوم من فجر يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024، لتكسر كل القواعد، وتحقق تقدماً كبيراً لقوى الثورة السورية موحدة جميعاً في عمل منظم على مستويات عالية عسكرياً وإعلامياً ومدنياً وميدانياً، فكانت ضربة موجعة وقاسمة للنظام وفتحت الطريق إلى حدود مدينة حلب، وأفرحت قلوب المتعطشين للتحرير واستعادة المناطق المحتلة.
خلال أقل من 24 ساعة من يومها اليوم قبل عام، حققت عملية “ردع العدوان” تقدماً كبيراً فاق تصورات المحللين والمراقبين، وخاضت فصائل الثورة بجميع مكوناتها معارك طاحنة على مدار الساعة، لعبت التغطية النارية والتنظيم في توزيع الجبهات وتنسيق المعركة دوراً فاعلاً في تحقيق نتائج كبيرة تمثلت في تحرير أكثر من 18 موقعاً من بلدات وقرى بما فيها أكبر قاعدة للنظام في “الفوج 46”.
ورغم أن المعركة لم تكن فجائية، ورغم الاستعدادات الكبيرة والحشود التي أعلن عنها النظام، إلا أن انهيار قوات النظام والميليشيات الإيرانية كان بارزاً في المعركة منذ الساعات الأولى وتمكن الفصائل العسكرية من كسر الخطوط الدفاعية الأولى والدخول في العمق وخلق حالة من الفوضى والهزيمة النفسية والعسكرية على الأرض في صفوفهم.
وأعلنت “إدارة العمليات العسكرية” لمعركة “ردع العدوان” في اليوم الأول للمعركة، تحرير “الفوج 46” أحد أكبر معاقل النظام وميليشيات إيران، وبلدتي عويجل وأورم الكبرى، في وقت متأخر مساء اليوم الأول، سبق ذلك الإعلان عن تحرير قرى وبلدات (أورم الصغرى - عاجل - الهوتة - عنجارة - الشيخ عقيل - بالا - حيردركل - قبتان الجبل - السلوم - جمعية المعري - القاسمية - كفربسين - حور - جمعية السعدية).
وتمكنت الفصائل المشاركة من أسر العشرات من عناصر قوات النظام، واغتنام دبابات ومستودع للأسلحة، وقالت “إدارة العمليات العسكرية” إن 25 عنصراً للنظام قتلوا بكمين على جبهة قبتان الجبل ضمن عملية “ردع العدوان” بريف حلب الغربي، إضافة لاغتنام دبابتين في الشيخ عقيل وتدمير دبابة في ريف المهندسين، في وقت تتواصل الاشتباكات والقصف العنيف على عدة محاور.
وأعلنت “إدارة العمليات العسكرية” استهداف كتائب شاهين بضربة نوعية طائرة مروحية للنظام مما أدى إلى تدميرها في مطار النيرب شرق حلب.
وكانت الفصائل العسكرية في شمال غربي سوريا، يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، قد أعلنت إطلاق “عملية ردع العدوان”، قالت إن هذه العملية العسكرية تهدف إلى كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشياته.
وقال الناطق باسم الغرفة “حسن عبد الغني”، على منصة إكس حينها، إن الحشود العسكرية للنظام تهدد أمن المناطق المحررة، وواجب الفصائل الدفاع عن المدنيين في وجه هذا الخطر الوشيك الذي يستهدف وجودهم وأمانهم، وأكد أن “الدفاع عن المدنيين في المناطق المحررة ليس خيارًا بل واجب، وهدفهم الثابت هو إعادة المهجرين إلى ديارهم، ولن ندخر جهداً لتحقيق هذا الهدف”، وفق تعبيره.
وأعطت معركة “ردع العدوان” منذ لحظة انطلاقتها بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً حتى المعارضين لها في المناطق المحررة.