تلقى الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم، اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء ماليزيا، السيد أنور إبراهيم، قدّم خلاله تهانيه الحارة بمناسبة تشكيل الحكومة السورية الجديدة، متمنياً لسوريا وشعبها دوام الاستقرار والتقدم والازدهار.
وأكد رئيس الوزراء الماليزي خلال الاتصال حرص بلاده على توطيد العلاقات الثنائية مع الجمهورية العربية السورية، مشيراً إلى أهمية فتح آفاق تعاون جديدة، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتنموية. وأبدى استعداد بلاده لدعم عملية إعادة الإعمار في سوريا من خلال تشجيع الشركات الماليزية على الاستثمار، لاسيما في قطاعات الطاقة، الزراعة، التعليم والتكنولوجيا.
وشدد السيد إبراهيم على أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين الخاصين في البلدين، وتوسيع التبادل التجاري، إلى جانب دعم التبادل الثقافي والعلمي بما يعمق أواصر الصداقة بين الشعبين.
كما وجه رئيس الوزراء الماليزي دعوة رسمية للرئيس أحمد الشرع لزيارة ماليزيا في أقرب وقت ممكن، بما يسهم في ترسيخ العلاقات المشتركة والارتقاء بها نحو مستويات أعلى من التنسيق والتعاون.
من جانبه، أعرب الرئيس الشرع عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء الماليزي ولموقف بلاده الداعم، مؤكداً التزام سوريا بتوسيع علاقاتها مع الدول الصديقة والانفتاح على الشراكات الآسيوية والعالمية، بما يخدم تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.
وكانت حافظت ماليزيا على علاقات دبلوماسية مع نظام بشار الأسد منذ إقامة العلاقات بين البلدين في عام 1964، وفي عام 2003، قام بشار الأسد بزيارة إلى ماليزيا، تلاها زيارة من الملك الماليزي إلى سوريا في نفس العام.
مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، أغلقت ماليزيا سفارتها في دمشق في أغسطس 2012 بسبب تصاعد الأحداث، لكنها استمرت في الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري، في عام 2017، تلقى بشار الأسد رسالة تهنئة من الملك الماليزي بمناسبة عيد استقلال سوريا، مما يشير إلى استمرار التواصل بين البلدين.
وفي ديسمبر 2024، بعد الإطاحة بنظام الأسد، احتفل السوريون في ماليزيا بهذا الحدث، حيث قاموا برفع علم المعارضة في السفارة السورية في كوالالمبور، معبرين عن فرحتهم بالتغيير السياسي في وطنهم، بالإضافة إلى ذلك، استضافت ماليزيا عددًا من اللاجئين السوريين خلال فترة الحرب، مما يعكس التزامها بتقديم الدعم الإنساني للسوريين المتضررين من الحرب.
تعدُّ "جرائم الشرف" واحد من أبرز المشاكل الموجودة في المجتمع السوري نتيجة سيطرة العادات والتقاليد البالية، وتحميل المرأة مسؤولية ما يحصل معها من مكروه، لتظل هذه الظاهرة طافية على السطح دون وجود حلّ يضع حدّ لقاتلي النسوة، الذين يرتكبون جرائمهم لبناتهم وأخواتهم بحرية ودون أدنى خوف من السلطة الحاكمة في المنطقة أو الشريعة الدينية التي يتبعونها.
تعرضتا للاختطاف فتم عقابهما بالموت
وٱخرُ الحوادث كان ضحيتها سيدتين وقعا نتيجة لما يسمى "جريمة الشرف"، وبحسب ماتم تداوله فإنهما من عشيرة البوبطوش وتحديداً (من بيت الجعدان)، تنحدرُ إحداهما من مدينة منبج والأُخرى كانت تعيش في قرية مران بالريف الشرقي للمدينة. وسبب الحكم عليهما بالقتل من قبل العائلة هو تعرضهما لعملية اختطاف من قبل مجهولين، وذلك بهدف الحصول على الفدية، اعتبرت العائلة مجرد غيابهما وصمة عار.
وعند عودتهما إلى أهاليهما بعد إفراج الخاطفين عنهما، واحدة قتلها والدها والأخرى شقيقها بحجة "حماية الشرف"، ليثير فعلهما موجة غضب لدى رواد مواقع التواصل الذين طالبوا بمحاسبة الجناة أمام القضاء. لم تكن هاتين السيدتين فقط هن ضحية الجهل والعادات الموروثة الخاطئة، وبحسب دراسات وتقارير سابقة عن هذا الموضوع، فإن منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة كشفت ضمن إحصائية لا تقل عن 185 جريمة قتل في سوريا تحت مسمى "جرائم الشرف" في الفترة بين عامي 2019 و 2022.
العدد الحقيقي لـ جرائم الشرف غير معروف بسبب التستر
وضمن تقرير نشره موقع سوريا على طول، فإن 25 جريمة وقعت بحق نساء في شمال شرق سوريا، منها جرائم قتل بذريعة الشرف، وذلك ضمن النصف الأول من عام 2023، بحسب أرقام صادرة عن منسقية المرأة في الإدارة الذاتية (تجمع للنساء العاملات في الإدارة الذاتية ومنظماتها ومؤسساتها النسوية). ويشار إلى أن الأرقام الحقيقية أكبر من المذكورة لا سيما أن هناك عائلات ترتكبُ جرائم بالنساء بالسر دون الإفصاح لأحد للتستر على الأمر وتجنباً لوصمة العار. إذ أن الأقارب والأصدقاء والجيران يساعدون أيضاً على التكتم على الموضوع كونهم يعيشون في المنطقة ذاتها ونشأوا على نفس العادات التي تتساهل بدماء النساء.
غياب الوعي الديني يساهمُ بازدياد هذه الظاهرة
وفيما يتعلق بالعوامل المسببة لوجود جرائم الشرف في المجتمع، فإن غياب الوعي الديني والثقافي لدى العائلات ساهم ببقاء هذه الظاهرة بالرغم من قدمها وضرورة تغييرها، إضافة إلى عدم تقبل العائلات لوقوع النساء في مكروه يمسُّ سمعتهم حتى لو لم يكن لهنَّ ذنب، لاسيما أن الشرف بحسب العادات والتقاليد مرتبط بالمرأة.
ناهيك عن غياب الإحساس بالإنسانية لدى الأهالي تجاه بناتهم وتغلُب سلطة التقاليد الموروثة على رابطة الدم والأخوة وغيرها من الصلات العائلية التي يفترض أن تكون قوية. وأضيف إلى قائمة تلك العوامل أسباب أخرى في ظلّ الحرب التي دارت في البلاد لـ 14 عاماً، يأتي الفلتان الأمني في مقدمتها، عدا عن غياب سيادة القانون وحلول التصفيات الفردية بدلاً منه، وساعد على ذلك الانتشار العشوائي للسلاح.
تحاولُ ناشطات نسويات إيجاد حل لهذه الظاهرة من خلال مناقشتها في منصات التواصل الاجتماعي التي تعد حاليا المنبر الأكثر تأثيراً، وتطالبُ بحقوق تلك النسوة ومحاسبة الجناة وعدم الاستهانة بدمائهن، بغض النظر عن سبب الجريمة أو ظروفها، فالبلاد فيها قانون ويجب أن تخضع الأمور للمحاكم وليس المحاسبة الفردية.
ألقت الشرطة التركية في ولاية غازي عنتاب القبض على الشاب السوري "يوسف الطه"، المنحدر من قرية الطوبة بريف حلب، وذلك عقب انتشار مقطع مصور له وهو يعذب طفلته الصغيرة من طليقته، بطريقة قاسية، أثار جدلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي السوري والتركي على حد سواء.
وبحسب الروايات، فإن الرجل قام بتسجيل الفيديو في محاولة للضغط على طليقته التي انفصل عنها قبل أسبوعين، ولم يقم بتسليمها ابنته رغم مطالبتها بحضانتها رسمياً، ووفق المصادر ذاتها، فقد قام "الطه" بإرسال المقطع المصور مباشرة إلى طليقته بهدف استفزازها ودفعها للتنازل عن شكواها وحقوقها، حيث ظهر في الفيديو إلى جانب زوجته الثانية، بينما تولّى تصوير المقطع شقيق زوجته.
وردت طليقته بنشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وسلمته لاحقاً إلى الشرطة، التي تمكنت من تحديد موقعه داخل مزرعة ريفية في إحدى قرى غازي عينتاب، حيث تم القبض عليه، عقب إثارة المقطع جدلاً واستنكاراً واسعاً على مواقع التواصل في سوريا وتركيا، فتح هذا الحدث الباب أمام قضية جوهرية ترتبط بعواقب الانفصال "الطلاق" بين الأزواج على الأطفال بشكل عام.
سوريا تحتل المركز السابع عربياً في حالات الطلاق
ومرّت سوريا خلال سنوات الحرب الممتدة لـ 14 عاماً بظروف قاسية على كافة الأصعدة سواء الاقتصادية والأمنية والاجتماعية وغيرها، لتؤثر على حياة الأفراد بشكل سلبي وتقلبها رأسا على العقب. ومن أبرز المشاكل التي تم تسجيلها خلال الفترات السابقة هو تفكك أسر وازدياد عدد حالات الطلاق في عموم مناطق سوريا.
وبحسب تقارير ودراسات عن ظاهرة الطلاق، فإن موقع "داتا بانداز" تحدث عن أعلى معدلات الطلاق في العالم لعام 2024، وكان ترتيب الدول العربية لعام 2024 بحسب معدل نسبة الطلاق كالتالي: ليبيا أولاً بنسبة 2.5، ثم مصر بنسبة 2.3، والسعودية بنسبة 2.1، والجزائر والأردن بنسبة 1.6، ثم سوريا والكويت بنسبة 1.3، وأخيراً الإمارات وقطر بنسبة 0.7. فتحتل سوريا المرتبة السابعة عربياًً في معدلات الطلاق لعام 2024. فكل 29 ألف حالة زواج يقابلها 11 ألف حالة طلاق، نتيجة لسوء الأوضاع المعيشية.
ويعدُّ الأطفال الفئة الأكثر تضرراً من انفصال الوالدين عن بعضهما البعض، نظراً لحالة الشتات التي سيعيشها بينهم، فكل واحد منهما بعد الطلاق سوف يطمح إلى اتخاذ حياة جديدة بعيدة عن الٱخر، في حين أن الطفل كل ما يطمح له هو حضن دافئ يعيش في كنفه بعيداً عن الألم أو المعاناة التي من المفترض بمثل هذه السن ألا يتجرعها.
الطفل ما بين رفض أبيه وتهرب أمه
أحياناً يُبتلى الطفل بأبوين مهملين لا يعرفان سوى مصلحتهما الشخصية وإن كانت على حساب الأبناء، فبحسب حالات رصدناها، كان هناك أطفال يعانون من رفض الأب الذي يطلب منهم الرجوع إلى أمهم بحجة أنه غير قادر على رعايتهم، كما ترفضهم الأم بذريعة أنها غير قادرة على تحمل التكاليف المادية لوحدها وأن الأب مقصر في دفع النفقة، ليعيش الأبناء حالة من الصراع.
أحياناً يقعُ الأطفال ضحايا التصرفات الاستفزازية التي يقوم بها أحد الشريكين تجاه الٱخر، لينتقم الطرف المُستفز بالتعامل مع الطفل فيضربه أو يحرمه من الأشياء المحببة بالنسبة له، وهذا ما حصل مع طفلة سورية كانت تعيش في غازي عنتاب مع والدها، الذي صورَ مقطع فيديو لها وهو يضربها ضرباً مبرحاً للضغط على طليقته كي تتنازل عن دعوى رفعتها ضده، وانتهتْ القصة بدخول الأب إلى السجن ودخول البنت إلى المشفى.
سوء معاملة في البيت الجديد
كما يتجرعُ الإبن الإحساس بالخسارة عقب طلاق أبويه، فلا يستوعب التغيير الذي طرأَ بشكل مفاجئ على حياته، ففي السابق كان مع والديه وفجأة صار مضطراً للاعتياد على غياب أحدهما، ويُجبر ببعض الأحيان على أن يختار بينهما، وممكن أن يبتعد عن كل منهما ويعيش في منزل الجد والجدة، إما أهل الأب أو أهل الأم، وفي هذه الحالة سيعاني من الشعور بعدم انسجام مع عائلة فُرض عليه العيش معهم، كما سوف ينتابه القلق كونه بعيد عن أبويه.
في الوقت ذاته اشتكى أطفال من سوء معاملة تلقوها في المنزل الجديد، وسبق وانتشر في منصات التواصل الاجتماعي فيديو بريف إدلب الشمالي لطفلة قام جدها بربطها خارج المنزل، ليسارع الجيران لإنقاذها ونقلها إلى المشفى، وبدا من خلال المقطع المصور أن الفتاة الصغيرة كانت في حالة يُرثى لها. وبسبب هذا النوع من التعامل الذي من الممكن أن يجده الطفل في البيت الجديد، سوف يشعر بالحقد والغضب تجاه أحد الآباء الذي يعتقد أنه كان سبب الانفصال. عدا عن إمكانية فقدانه الإحساس بالأمان والاحتكار والنبذ.
تحاولُ منظمات إنسانية أن تقدم مبادرات لتوعية الناس حول مخاطر الطلاق وتأثيره على الأطفال، وبضرورة وجود حوار بين الزوجين والإختيار الصحيح كي لا يعاني الأبناء من مستقبل مجهول ومحفوف بالمصاعب نتيجة قرار خاطئ وغير مسؤول.
كشفت صحيفة "النهار" اللبنانية أن الولايات المتحدة أبلغت بعثة النظام السوري في نيويورك، عبر مذكرة تم تسليمها من خلال الأمم المتحدة، بقرار تغيير وضعها القانوني، إذ لم تعد تُعتبر "بعثة دائمة لدولة عضو في الأمم المتحدة"، بل تحوّلت إلى "بعثة لحكومة غير معترف بها من قبل واشنطن".
وتضمّنت المذكرة أيضًا تعديل نوع التأشيرات الممنوحة لأعضاء البعثة، حيث تم إلغاء تأشيرات G1 الخاصة بالدبلوماسيين التابعين لحكومات معترف بها، واستبدالها بتأشيرات G3، والتي تُمنح لممثلين أمميين لا تعترف الولايات المتحدة بحكوماتهم.
توضيحات أممية وقانونية
قال المعارض السوري "جهاد مقدسي" إن هذا الإجراء يحمل أبعادًا تقنية أممية الطابع، لكنه يحمل دلالة سياسية مهمة. وأوضح أن لجنة أوراق الاعتماد في الجمعية العامة للأمم المتحدة هي من راجعت وضع الوفد السوري، وخلصت إلى وجود شكوك قانونية في تمثيله للدولة السورية، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأكد مقدسي أنه وبانتظار البتّ الرسمي بتمثيل سوريا الأممي من قِبل الحكومة الجديدة، فقد تم الطلب من أعضاء البعثة التقدّم بطلبات جديدة للحصول على إقامة، يُرجّح أن تكون بلا حصانة دبلوماسية، إلى حين تثبيتهم أو استبدالهم من قبل الإدارة السورية الجديدة.
موقف المجلس السوري الأميركي
من جهته، أكّد "محمد علاء غانم" مسؤول السياسات في المجلس السوري الأميركي، أن الولايات المتحدة بالفعل بدأت في تطبيق قرار تغيير نوع التأشيرات الممنوحة للدبلوماسيين السوريين في بعثة نيويورك.
وقال غانم: "الدبلوماسيون السوريون أُخطِروا رسمياً بوجوب التقدّم لتأشيرات من نوع G3 بدلاً من G1"، موضحاً أن هذا لا يعني مطالبتهم بالمغادرة أو فرض قيود إضافية على تحركاتهم، بل هو إجراء قانوني يتماشى مع لوائح الهجرة والتأشيرات، نظراً لأن واشنطن لم تعترف بعد رسمياً بالحكومة السورية الجديدة.
وأكد غانم أن تغيير التأشيرات لا يحمل طابعاً عقابياً أو سياسياً، بل هو جزء من الإجراءات المتّبعة في التعامل مع الحكومات غير المعترف بها رسمياً، وأنه بمجرد اعتراف الولايات المتحدة بالحكومة الجديدة، سيتم استئناف منح تأشيرات G1 كما كان في السابق.
سياق أوسع للتحوّل
يأتي هذا التطور في وقت تعيش فيه سوريا مرحلة سياسية جديدة عقب سقوط النظام السابق، وسط خطوات دولية وإقليمية لإعادة تشكيل العلاقة مع الدولة السورية، بما في ذلك قضايا الاعتراف الدبلوماسي والتمثيل الرسمي في الهيئات الدولية.
ويُعدّ هذا الإجراء الأميركي جزءاً من سياق قانوني يُبنى على معايير الاعتراف السياسي والدبلوماسي، لكنه في الوقت ذاته يسلّط الضوء على أن واشنطن تراقب التطورات السورية دون اتخاذ موقف رسمي نهائي من الحكومة الانتقالية الجديدة حتى الآن.
أعلن المكتب الإعلامي لـ"SyriaPhone-سيريافون" الشركة السورية محدودة المسؤولية الرائدة في عالم الاتصالات، عن إيقاف خدماتها حيث أبلغت مشتركيها في أماكن انتشارها شمال غربي سوريا عبر بيان رسمي.
وقالت الشركة "ببالغ الأسف نعلمكم أن الشركة ستتوقف عن تقديم خدمات سيريافون"، وأضافت أن بالنسبة للمعتمدين "سيتم استرداد السيم المتواجدة عند الموزعين ودفع قيمة كل سيم".
في حين سيتم إيقاف تعبئة رصيد top up للموزعين، وأما بالنسبة لمشتركي سيريافون تبقى جميع باقات سيريافون فعالة حتى انتهاء مدتها.
إلى ذلك سيتم استبدال شريحة سيريافون بشريحة mtn في مقرات الشركة، ويذكر أن في عام 2022 حصلت سيريافون على ترخيص لإطلاق خدماتها في الشمال السوري من قبل المؤسسة العامة للإتصالات.
وفقاً لـ "أنس حسني"، مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة في MTN أن خطة التوسعة تتضمن تشغيل 16 برجاً في إدلب خلال شهر ونصف، لتشمل مناطق مثل الدانا ومعرة مصرين وأريحا وسرمدا ودوار المتنبي في مدينة إدلب.
وفي الربع الثاني من العام، سيتم تعزيز المدينة بأبراج إضافية لتحقيق أقصى تغطية ممكنة، وقامت سيرياتيل أيضاً بتفعيل برجي هنانو والثورة مع التخطيط لتوسيع شبكة الأبراج والعمل على إعادة تأهيل مركز خدماتها في مدينة إدلب.
هذا وكانت بدأت شركتي سيرياتيل وMTN بتفعيل خدمات الاتصالات والإنترنت في مدينة إدلب بعد انقطاع دام أكثر من 9 سنوات وشهدت المدينة مساء الأحد تشغيل أبراج أم تي إن، تزامناً مع بدء عودة تدريجية لخدمات الشبكتين في المحافظة.
تسعى إسرائيل إلى تجنب الدخول في صدام مباشر مع تركيا في سوريا، عبر طرح رؤية جديدة لتقاسم مناطق النفوذ، تتضمن ضمان بقائها في المنطقة العازلة بهضبة الجولان، مقابل اعتراف متبادل ضمني بتوزيع الأدوار في البلاد بين قوى دولية وإقليمية، تشمل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا، وفق ماقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
قلق من تمدد تركي بعد انهيار الأسد
في تحليل موسع نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حذر المحلل العسكري البارز رون بن يشاي من تصاعد ما وصفه بـ"القلق الأمني" داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بسبب تحركات أنقرة في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي.
وأوضح بن يشاي أن تركيا، مستفيدة من فراغ السلطة الذي خلّفه انهيار النظام السابق، تسعى لتقديم نفسها كبديل إقليمي، عبر دعم تشكيل "محور إسلامي سني" يتفوق على المحور الشيعي بقيادة إيران، مضيفاً أن إسرائيل بعثت برسائل تحذيرية واضحة لأنقرة عبر شنّ غارات على أربع قواعد جوية سورية، على رأسها مطار "T4" في حمص.
رد على أردوغان وتصعيد متبادل
ولفت التحليل إلى أن الغارات الإسرائيلية، التي نُفذت بعد يوم من تصريحات هجومية أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كانت تهدف لإحباط ما تصفه إسرائيل بخطط تركية لإدخال أنظمة رادار ودفاع جوي متقدمة إلى هذه القواعد.
وترافقت الضربات الجوية مع تصريحات حادة من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حمّل فيها الحكومة السورية الجديدة مسؤولية أي تموضع "معادٍ" في أراضيها، مؤكداً أن أمن إسرائيل "خط أحمر".
الطموحات التركية تحت المجهر
لفت بن يشاي إلى أن ما تسميه إسرائيل "العثمانية الجديدة"، يتجسد في طموح أنقرة لتوسيع نفوذها عبر قواعد عسكرية في ثماني دول، تشمل سوريا والعراق، ضمن مسعى للسيطرة على مسارات الطاقة شرق المتوسط.
وبحسب التحليل، تخشى تل أبيب أن يتحول الجيش السوري الجديد إلى تشكيل موالٍ لتركيا، على غرار "حماس" في غزة أو "حزب الله" في لبنان، خاصة إذا تولّى مقاتلون سابقون في "هيئة تحرير الشام" مهام بناء الجيش الجديد، بدعم مباشر من أنقرة.
هاجس "الهلال السني"
يشير بن يشاي إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية ترى في المشروع التركي تهديدًا مزدوجًا: أمنيًا عبر الوجود العسكري، وسياسيًا عبر تشكيل "محور سني إخواني" يمتد من شمال سوريا إلى الأردن والضفة الغربية وغزة، يحل محل المحور الشيعي القديم.
ويحذر المحلل من أن نشر بطاريات تركية للدفاع الجوي في قواعد مثل T4 قد يقيد حرية إسرائيل في تنفيذ ضربات "وقائية" داخل سوريا وإيران، ويحدّ من قدراتها على التحرك الاستباقي.
عرض غير معلن لتقاسم النفوذ
ورغم هذا التصعيد، تكشف الصحيفة عن نية إسرائيل المضي في مسار دبلوماسي غير معلن، بالتنسيق مع واشنطن، يهدف إلى تقاسم النفوذ في سوريا وفق التالي: تركيا في الشمال، روسيا في الساحل، إسرائيل في الجنوب، والولايات المتحدة في الشرق الغني بالنفط، فيما تُدار باقي المناطق مؤقتًا بانتظار استقرار الحكم.
التفاهم مع أنقرة… رغم الخلافات
ورغم الخلاف الأيديولوجي الحاد، يعتبر بن يشاي أن لدى إسرائيل مساحة للتواصل مع أنقرة، بفضل العلاقات الاستخباراتية والاقتصادية المستمرة، وعضوية تركيا في حلف الناتو، على خلاف الوضع مع إيران.
واختتم التحليل بالإشارة إلى أن قضية الحضور التركي في سوريا ستكون على رأس جدول أعمال القمة المرتقبة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع، إلى جانب ملف النووي الإيراني وملف الأسرى في غزة.
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر انتشار مقاطع صادمة تُوثّق تعنيف أطفال سوريين على يد ذويهم، في مشاهد قاسية تستفز مشاعر المتابعين وتدفعهم للمطالبة بمحاسبة الجناة وتقديم الدعم للضحايا. ومع تكرار هذه الحالات، باتت المؤشرات تشير إلى اتساع الظاهرة في بعض المناطق، وسط ظروف اجتماعية واقتصادية متشابكة تساهم في تغذيتها.
وفي كل مرة تُنشر فيها هذه الفيديوهات، يُقابلها موجة من الغضب الشعبي، حيث يُعرب كثيرون عن استعدادهم لتقديم الدعم النفسي والمادي للأطفال المعنّفين، مطالبين بكشف تفاصيل الحالات ومحاسبة الفاعلين. ويطرح هذا التفاعل المتكرر سؤالًا ملحًّا: ما أسباب استمرار هذه الممارسات رغم الرفض المجتمعي الواسع؟
أعلنت ولاية غازي عنتاب التركية، يوم الأحد 6 نيسان/أبريل، القبض على رجل ظهر في مقطع فيديو وهو يعتدي بوحشية على طفلته، في حادثة أثارت موجة استنكار واسعة على وسائل التواصل.
وظهر الرجل في الفيديو وهو يركل الطفلة، ثم يسحبها من شعرها بعنف وهو يصرخ بها بالعربية: “قولي بابا”، بينما كانت تبكي، وسط تصوير من شخص آخر لم يظهر في المشهد.
وأوضحت الولاية أن المقطع تم تداوله في 4 نيسان، وتم تحديد هوية المعتدي، ويُدعى (ي.إ.)، وهو شخص أجنبي، وجرى اعتقاله من قبل فرق الدرك، فيما وُضعت الطفلة تحت حماية مديرية خدمات الأسرة والشؤون الاجتماعية.
ولم يوضح البيان جنسية المعتدي، لكن مصادر محلية وتركية أكدت أنه سوري، بينما تضاربت الروايات حول دوافع هذا الاعتداء الوحشي.
لا يزال بعض الأهالي يعتبر أن الضرب وسيلة “فعّالة” في التربية، مستندين إلى موروث شعبي مفاده: “نحن انضربنا ولم يصبنا مكروه”. إلا أن هذا النمط من التفكير يُغفل الآثار النفسية العميقة التي قد تتركها هذه الممارسات على الطفل، والتي تتراوح بين الخوف الدائم، فقدان الشعور بالأمان، وكره الأهل، فضلًا عن تكوين شخصية مهزوزة يصعب عليها الثقة بالآخرين أو الدفاع عن نفسها.
وغالبًا ما يكون الجهل وقلة الوعي الحقوقي والديني من أبرز العوامل الداعمة لهذا السلوك، إذ تُحرّم الشريعة الإسلامية ضرب الأطفال بطرق مهينة، وتدعو إلى التربية بالرحمة والموعظة الحسنة، بينما تُظهر بعض الحالات أن الجناة يفتقرون إلى أبسط معايير التعليم أو الثقافة.
في عدد من الحالات التي تم توثيقها، تبيّن أن بعض مقاطع تعنيف الأطفال صُوّرت عمدًا كوسيلة ضغط أو انتقام بين الأزواج، لا سيما في حالات الانفصال أو النزاع على الحضانة. حيث يعمد الأب –في بعض الوقائع– إلى تصوير فيديوهات ضرب لأطفاله بهدف إرسالها إلى زوجته، لدفعها إلى التراجع عن قراراتها، أو التنازل عن حقوقها، أو إثارة مشاعر الذنب والندم لديها.
وفي سياق مشابه، اشتكت عدد من النساء من قيام الأزواج السابقين بتعنيف الأطفال فقط بهدف إيذائهن نفسيًا، مما يسلّط الضوء على غياب منظومة الحماية الاجتماعية والقانونية للأسرة والطفولة.
يلعب العامل المادي دورًا رئيسيًا في زيادة معدلات العنف داخل بعض الأسر. فالفقر والبطالة وشحّ الموارد يدفع بعض الآباء إلى تفريغ توترهم في أفراد عائلاتهم، لتتحول البيئة المنزلية إلى دائرة عنف دائمة، يتعرض فيها الأطفال لأشدّ أشكال العقاب البدني لأتفه الأسباب.
لا تقتصر تداعيات العنف على اللحظة الآنية فحسب، بل يمتد أثره ليُهدّد حاضر الطفل ومستقبله. إذ يفقد الطفل ثقته بنفسه، ويعيش في حالة دائمة من القلق والخوف، ويصبح أكثر عرضة للتنمّر أو الاستغلال. وفي الحالات القصوى، قد تخلّف الضربات آثارًا جسدية بالغة تصل إلى الإعاقات الدائمة.
تحاول المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام المحلية والناشطون تسليط الضوء على هذه القضايا باستمرار، عبر إطلاق مبادرات توعوية وتقديم جلسات دعم نفسي وتدريب للأهالي، ضمن مشاريع الحماية المجتمعية التي تُعنى بالطفل.
وفي كل حالة موثقة، تعمل الجهات الحقوقية والإعلامية على المطالبة بتوفير الحماية للطفل، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق الجناة، في محاولة للحد من انتشار الظاهرة وضمان بيئة آمنة للأطفال في مختلف المناطق.
قالت وكالة رويترز إن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور كلًا من دولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا الأسبوع المقبل، في إطار مساعيه لتوسيع الدعم العربي والدولي للإدارة السورية الجديدة.
ونقلت الوكالة عن مصادرها في وزارة الخارجية السورية، اليوم الأحد 6 نيسان/أبريل، أن الشرع سيزور أولا تركيا ومن ثم سيتجه مباشرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشارت رويترز أن زيارة الإمارات ستكون الأولى من نوعها للرئيس الشرع، بينما تُعد الزيارة إلى أنقرة الثانية خلال أقل من ثلاثة أشهر، حيث كان قد زارها في شباط/فبراير الماضي.
ومنذ توليه السلطة في كانون الثاني/يناير 2025، قام الرئيس أحمد الشرع بسلسلة من التحركات الدبلوماسية، شملت زيارات رسمية إلى السعودية وتركيا والأردن، بالإضافة إلى مشاركته في القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة يوم 4 آذار/مارس، والتي شهدت عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية بعد سنوات من الغياب.
وفي كلمته خلال القمة، شدد الشرع على أن عودة سوريا لحضنها العربي تمثل لحظة تاريخية لمواجهة التحديات المشتركة، كما جدّد دعمه للقضية الفلسطينية، وندد بـ”التهجير القسري” للفلسطينيين واعتبره “وصمة عار ضد الإنسانية”، وفق ما نقلته شبكة CNBC عربية.
وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية في ظل تحركات نشطة تقوم بها الحكومة السورية الجديدة لتعزيز الاعتراف الإقليمي والدولي بها، بعد الإطاحة ببشار الأسد في هجوم مفاجئ وسريع شنّته “هيئة تحرير الشام” بقيادة الشرع في ديسمبر 2024.
وبحسب رويترز، فإن الشرع ومسؤولي حكومته يعملون على إعادة بناء العلاقات مع القادة العرب والغربيين، بالتوازي مع دعوات متواصلة لرفع العقوبات المفروضة على سوريا.
ويعاني الاقتصاد السوري من انهيار شبه كامل بعد 14 عامًا من الحرب، إضافة إلى عقوبات قاسية فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، استهدفت النظام السابق وشخصيات وقطاعات حيوية ضمن محاولات لعزله دوليًا.
رحّبت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مطلع نيسان الجاري في مدينة حلب، معتبرةً أنه تجربة جديدة في الواقع السوري، ويمثل بداية لتفاهمات أوسع قد تفضي إلى بناء دولة لا مركزية تعددية، تضمن عودة المهجرين وإنهاء الصراع المسلح.
وفي حديث خاص لوكالة هاوار للأنباء، وصفت أحمد الاتفاق المبرم مع سلطة دمشق بخصوص حيي الشيخ مقصود والأشرفية بأنه “إيجابي”، مشيرةً إلى أن سكان الحيين عانوا طيلة سنوات من الحصار ونقص الخدمات، وأن هذا التفاهم سيساهم في تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير بيئة أكثر استقرارًا.
أكدت إلهام أحمد أن الاتفاق قضى بتولي قوات الأمن الداخلي (الأسايش) مهمة حماية الحيين، بعد انسحاب القوات العسكرية، واعتبرت ذلك خطوة أساسية لتحييد المدنيين عن النزاعات. وقالت:
“من الضروري الحفاظ على حياة السكان المدنيين، وهذا يتطلب ضمانات أمنية من كافة الأطراف، بما فيها الأسايش والجهات الرسمية في حلب”.
وأشارت إلى أن الحيين هما جزء من محافظة حلب، ويجب أن يكون لهما دور مباشر في صياغة القرارات الأمنية والخدمية التي تخص المنطقة.
وبحسب الاتفاق، سيبقى المجلس المحلي في الحيين قائمًا كما هو، مع بدء تنسيق مباشر مع مجلس محافظة حلب في مجالات الخدمات العامة والصحة. ولفتت أحمد إلى أن هذا التنسيق سيكون مدنيًا، ويهدف إلى تقسيم الموارد بشكل عادل بين حلب وحيّي الشيخ مقصود والأشرفية.
اعتبرت إلهام أحمد أن هذا الاتفاق يعبّر عن مرحلة سياسية جديدة يجب البناء عليها، خصوصًا في ظل الإرهاق الذي تعيشه البلاد بعد سنوات طويلة من الحرب. وأكدت على ضرورة توسيع هذه التفاهمات لتشمل مناطق أخرى من الجغرافيا السورية، ووضع أسس دستورية تضمن الحقوق والحريات، وتمنع عودة البلاد إلى دوامة الصراع.
وحول أثر اتفاق حلب على ملف المهجّرين، قالت أحمد إن عودة نازحي عفرين إلى ديارهم تمثل أولوية وطنية وإنسانية، مشيرة إلى أن هذا الملف كان حاضراً في اللقاءات التي أُجريت مع سلطة دمشق، وجرى بحثه أيضًا مع منظمات أممية وأطراف دولية.
كما أكدت أن مناطق سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)، لا تزال تحت سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها، لكنها موضوعة على طاولة النقاشات. وأضافت أن الإدارة الذاتية تتابع هذه الملفات باعتبارها جزءاً من أولوياتها لضمان عودة السوريين إلى مدنهم بكرامة وأمان.
وفي ختام حديثها، شددت إلهام أحمد على ضرورة تحويل التفاهمات الجارية إلى مواد دستورية ملزمة، تضمن الحقوق السياسية والحريات العامة، وتحول دون نشوب صراعات جديدة. واعتبرت أن معالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها ملف النازحين والمدن "المحتلة"، لا بد أن تتم ضمن إطار وطني شامل يضمن العدالة لجميع السوريين.
وفي ذات السياق، نفت مديرية الإعلام في محافظة حلب صحة الأنباء التي تحدثت عن توقف عملية تبادل الموقوفين بين مديرية الأمن وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مؤكدة أن الاتفاق قائم ويجري تنفيذه وفق الجدول الزمني المخطط له.
وقالت المديرية، في بيان رسمي يوم الأحد 6 نيسان/أبريل، إن ما يُنشر من شائعات “يصدر عن جهات متضررة من حالة الاستقرار التي يهدف إليها الاتفاق”، مشيرة إلى أن الترتيبات الأمنية والتنظيمية جارية لاستئناف التبادل خلال الأيام القادمة.
وأوضح عبد الكريم ليله، مدير الإعلام في محافظة حلب، في تصريح خاص لشبكة “شام”، أن الدفعة الأولى من مقاتلي قسد خرجت بالفعل من حيي الأشرفية والشيخ مقصود، وستتبعها دفعات لاحقة حتى استكمال الانسحاب الكامل.
وأضاف أن الاتفاق يتضمن أيضًا الإفراج التدريجي عن الموقوفين وتبييض السجون المرتبطة بالمنطقتين، مشيراً إلى أن قوات الأمن الحكومية ستتولى قريباً مسؤولية الأمن، مع إعادة تفعيل المؤسسات المدنية بالتنسيق مع محافظة حلب.
وأكد ليله أن الأحياء ستُدار إداريًا من قبل الدولة مع احترام خصوصيتها الثقافية، لافتًا إلى أن مدينة حلب تمثل نموذجًا ناجحًا للعيش المشترك وترسيخ السلم الأهلي في البلاد.
وكان تنفيذ الاتفاق قد بدأ يوم الخميس 3 نيسان، عبر الإفراج عن الدفعة الأولى من المعتقلين المحتجزين لدى قسد في حيي الأشرفية والشيخ مقصود شمالي سوريا.
أكدت مديرية الإعلام في حلب عدم صحة الأنباء التي تتحدث عن توقف عملية تبادل الموقوفين بين مديرية الأمن في محافظة حلب وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وفق تصريح رسمي.
وأفادت المديرية يوم الأحد 6 نيسان/ أبريل، أن الاتفاق قائم ويتم تنفيذه وفق الجدول الزمني المخطط له، واعتبرت أن "معظم ما يصدر من إشاعات على هذا الاتفاق، مصدره قوى وجهات تريد تعكير الأجواء السياسية".
واعتبرت أن هذه الجهات "هي متضررة من حالة الاستقرار التي يهدف إلى تحقيقها هذا الاتفاق"، وشددت المديرية على أنه سيتم استئناف تبادل الموقوفين خلال الأيام القادمة، وتجري الترتيبات الأمنية والتنظيمية لتحقيق ذلك بأسرع وقت.
وكان أوضح الأستاذ "عبد الكريم ليله" مدير مديرية الإعلام في محافظة حلب، في تصريح خاص لشبكة "شام"، تفاصيل تنفيذ الاتفاق المبرم بين الدولة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بشأن أحياء الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب.
وأكد ليله أن "الدفعة الأولى من مقاتلي قسد قد خرجت بالفعل من حيي الأشرفية والشيخ مقصود، في إطار تنفيذ الاتفاق مع الحكومة السورية"، موضحاً أن "هناك دفعات لاحقة ستستكمل حتى خروج جميع القوات العسكرية التابعة لقسد من هذه الأحياء".
وأضاف، أن الاتفاق يتضمن أيضًا الإفراج التدريجي عن الموقوفين، مشيراً إلى أن "العمل جارٍ على استكمال عملية تبييض السجون المرتبطة بتلك المناطق، بما يشمل دفعات جديدة سيتم إطلاق سراحها لاحقاً".
وأوضح مدير الإعلام في حلب لشبكة "شام" أن "قوات الأمن التابعة للحكومة السورية ستتولى قريباً مسؤولية الأمن داخل أحياء الشيخ مقصود والأشرفية"، لافتاً إلى أن المؤسسات المدنية والمجالس المحلية ستُعاد تفعيلها بالتنسيق مع محافظة حلب، وذلك بهدف إعادة الحياة الإدارية والمدنية بشكل كامل.
وشدد ليله على أن "الأحياء المذكورة ستكون تابعة إدارياً للدولة السورية، مع احترام خصوصيتها الثقافية والاجتماعية، تماماً كما هو الحال في بقية مناطق البلاد التي تحتضن مكونات مختلفة".
وختم تصريحه بالتأكيد على أن مدينة حلب، ومنذ تحريرها بالكامل، تُقدّم نموذجاً ناجحاً في العيش المشترك بين جميع المكونات والطوائف السورية، وتسهم في ترسيخ السلم الأهلي وتحقيق الاستقرار ضمن رؤية وطنية جامعة.
وكانت بدأت اللجنة المكلفة من الرئاسة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، يوم الخميس 3 نيسان 2025، تنفيذ الاتفاق المتعلق بحيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب شمالي سوريا، من خلال الإفراج عن الدفعة الأولى من المعتقلين في سجون ميليشيا "قسد" في الحيين.
تمكنت إدارة الأمن العام في محافظة دير الزور شرقي سوريا، من إلقاء القبض على مسؤولين أمنيين سابقين لدى نظام الأسد البائد، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار وملاحقة فلول النظام المجرم.
وفي التفاصيل أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة ديرالزور القبض على المدعو "محمود بديوي الحسين"، من بلدة محكان، الذي كان يشغل منصب رئيس مفرزة الأمن العسكري في المنطقة.
وفي سياق موازٍ تمكنت إدارة الأمن العام في محافظة ديرالزور أيضًا من اعتقال المدعو سامر جاسم المحمد من بلدة موحسن، والمنتمي سابقاً لفرع أمن الدولة، وكان يشغل منصب نائب رئيس فرع المعلومات لدى النظام البائد.
و بعد سقوط نظام الأسد البائد وجدت سوريا الجديدة نفسها أمام العديد من التحديات الخارجية والداخلية، لعل أبرزها على المستوى الداخلي هو كيفية التعامل مع فلول النظام السابق الذين لا يزالون يشكلون تهديداً مباشراً لاستقرار البلاد.
وشدد المحلل العسكري العقيد أديب عليوي على ضرورة تجفيف منابع الإمداد العسكري لفلول النظام، من خلال مداهمة مستودعات التسليح في الوحدات العسكرية التي كانت تتبع قوات النظام.
وذلك بالأخص في مناطق الساحل وريف حمص الغربي، إضافة للأماكن التي يختبئ فيها الفلول بالجبال والأحراش، والتي تحتوي على مستودعات ذخيرة بعضها متوسط وثقيل منذ زمن.
ويشير إلى ضرورة استخدام تقنيات حديثة في هذا المجال، كطائرات شاهين المسيرة بشكل فعال، من خلال المراقبة واستخدامها بالوقت المناسب لصد أي تحرك للفلول، أو اكتشاف أي مستودع أو ملجأ بالجبال التي تختفون فيها.
هذا ونفذت القوات الأمنية والعسكرية في سوريا ممثلة بوزارة الدفاع السورية وقوى الأمن الداخلي، حملات أمنية مركزة طالت العديد من الأشخاص الضالعين بقتل الشعب السوري، وارتكاب جرائم كثيرة بحقهم خلال تواجدهم لسنوات طويلة في صفوف ميليشيات الأسد البائد وشبيحته، ونجحت القوات الأمنية بالقبض على عدد من المتورطين.
أكد الصناعي السوري "محمد الشاعر" أن البنك المركزي السوري يواجه في المرحلة المقبلة مجموعة من التحديات الصعبة، تتجلى أولاً في العقوبات المفروضة عليه التي تعوق ممارسته دوره بصورة طبيعية.
وكذلك تعرقل انفتاح النظام المصرفي السوري على النظام المصرفي العالمي، وتحرم البلاد من التمويل الخارجي وتعرقل التحويلات، وهذه مشكلة كبيرة تواجه ليس وحسب المصرف المركزي بل الاقتصاد السوري ككل وبقاؤها سيشكل عائقاً أمام التطور والانفتاح.
و أشار إلى ضرورة قيام "المركزي السوري" بتأمين استقرار سعر الصرف بأدوات نقدية ومالية صحيحة محررة من الأساليب الأمنية ولا تتسبب في توقف عجلة الإنتاج والعمل، موضحاً بمعنى التوقف عن اعتبار الحفاظ على سعر الصرف هدفاً.
إلى جانب العمل على ضبط معدلات التضخم وهذا يتطلب خلق ظروف مناسبة لنمو الأعمال وتحفيز الإنتاج والاستثمار بما يحقق الوفرة السلعية في الأسواق بأسعار مناسبة ويحسن من معيشة السكان".
وذكر أن قطاع الأعمال السوري في الداخل والخارج يتطلع إلى دور أوسع في الاقتصاد السوري بجميع قطاعاته، مدركاً أن تحقيق ذلك يتطلب تحسين بيئة الأعمال المالية وتوجيه السياسة المالية لتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية وتعزيز دور القطاع المصرفي في تمويل المشاريع الإنتاجية لدفع عجلة التنمية إلى جانب تعزيز الخدمات المالية المبتكرة.
وسجلت سوريا انخفاضًا كبيرًا في معدل التضخم، حيث بلغ 36.8% بين آذار 2024 وشباط 2025، مقارنة بـ120.6% في نفس الفترة من العام الماضي.
وبحسب تقرير مصرف سوريا المركزي، تراجع معدل التضخم السنوي في شباط 2025 إلى 15.2% مقارنة بـ109.5% في شباط 2024.
كما أظهرت البيانات تحسنًا ملحوظًا في أسعار المواد الغذائية، حيث انخفضت أسعار اللحوم والخضراوات بنسبة تصل إلى 18 بالمئة.
وأرجع التقرير هذا التحسن إلى زيادة المعروض وتحسن قيمة الليرة السورية بعد التطورات الأخيرة في البلاد، رغم استمرار الضغوط على القوة الشرائية للمواطنين.
وأوضح مصرف سوريا المركزي في تقرير حول مؤشرات التضخم في سوريا لشهر شباط 2025 نشره عبر قناته على تليغرام أن استمرار الارتفاع في الأسعار يعود إلى الضغوط التضخمية الناجمة عن ارتفاع التكلفة.
ما أدى إلى تراجع الطلب المحلي على مكونات سلة السلع الأساسية للمستهلك بسبب انخفاض الدخل الحقيقي، وبالتالي التراجع الكبير في القدرة الشرائية لتأمين المواد والاحتياجات اليومية مع انخفاض حركة المبيعات.
وأشار التقرير إلى أن معدل التضخم السنوي لشهر شباط وحده بلغ 15.2 بالمئة وهو أدنى بكثير من المعدل 109.5 بالمئة المسجل لنفس الفترة من عام2024، أما معدل التضخم الشهري لشهر شباط 2025 فقد بلغ ما مقداره -8.0 بالمئة.
وهو أعلى من المعدل -9.3 بالمئة لشهر كانون الثاني 2025 متأثراً بتراجع الأسعار بعد التحرير نتيجة التراجع الكبير في الضغوط التضخمية في ضوء الزيادة الكبيرة في العرض من السلع والمواد والتحسن في سعر الصرف.
وأظهر تقرير مؤشرات التضخم في سوريا لشهر كانون الثاني 2025، الصادر عن مديرية الأبحاث الاقتصادية والإحصاءات العامة والتخطيط في مصرف سوريا المركزي.
وذكر أن معدل التضخم العام خلال الفترة الممتدة من شباط 2024 حتى كانون الثاني 2025 بلغ 46.7%، وهو أقل بكثير من معدل التضخم المسجل في الفترة نفسها من العام السابق، والذي بلغ 119.7%.
التضخم السنوي والشهري، معدل التضخم السنوي لشهر كانون الثاني 2025 بلغ 6.4%، مقارنةً بـ 118.9% في كانون الثاني 2024.
ومعدل التضخم الشهري لشهر كانون الثاني 2025 سجل 8.7%، وهو أقل من معدل 13.8% المسجل في كانون الأول 2024.
وتعاني الأسواق السورية من شح في السيولة من العملة السورية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع قيمة الليرة السورية في الأسابيع الأربعة الأخيرة، لكن دون أن ينعكس ذلك على أسعار السلع التي بقيت مرتفعة، الأمر الذي أضرّ بشريحة واسعة من السوريين، الذين تراجعت قدرتهم الشرائية بصورة واضحة.