تشهد أسواق الخضار في عدد من المحافظات السورية حركة نشطة مع بداية الموسم الصيفي، ترافقت مع ارتفاعات متفاوتة في أسعار بعض الأصناف، وعودة مظاهر الانتعاش التجاري في مناطق مثل مسكنة شرق حلب، رغم استمرار التحديات الخدمية والاقتصادية.
دمشق: ثوم المونة يسجل ارتفاعاً.. والأسواق نشطة
رُصدت اليوم زيادة ملحوظة في أسعار "ثوم المونة" بأسواق دمشق، حيث تراوح سعر الكيلو بين 5000 و7000 ليرة في سوق باب جنين وسوق التلة.
بينما بقيت أسعار باقي الأصناف ضمن معدلات مقبولة مثل البندورة، الليمون، الخيار، الفليفلة، الكوسا، الباذنجان، البصل، البطاطا، الشوكي، الفول الحب، ورق العنب، والنعنع، ورغم هذه الأسعار، شهدت الأسواق تدفقاً جيداً للزبائن، مدفوعاً بحيوية الموسم وبدء تجهيز المؤونة لدى العديد من العائلات.
شرق حلب: انتعاش تجاري رغم التحديات
وفي ريف حلب الشرقي، شهدت أسواق مسكنة انتعاشاً ملحوظاً خلال الأشهر الماضية، مع عودة عدد كبير من المحلات للعمل وازدياد حركة البيع والشراء، ما ساهم في خلق فرص عمل جديدة. غير أن الأسواق لا تزال تعاني من نقص في بعض المواد وارتفاع عام في الأسعار، وسط مطالبات بتحسين البنية التحتية وتنظيم السوق.
درعا: ارتفاع نسبي في أسعار المواد الأساسية.. والرقابة تتحرك
من جهة أخرى، سجّلت أسواق محافظة درعا ارتفاعاً نسبياً في أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة تراوحت بين 15 و20 بالمئة بعد فترة استقرار نسبي. وشملت الارتفاعات السكر، الأرز بأنواعه، الزيت النباتي، والسمن، ما أثار شكاوى من المواطنين حول تفاوت الأسعار بشكل كبير بين الأحياء والمحلات. واعتبر مواطنون أن معدل الارتفاع ما زال مقبولاً حتى الآن، لكن المخاوف من استمرار التصاعد قائمة، خصوصاً على السلع الأساسية.
أوضح تجار أن هذه الزيادات جاءت نتيجة تبدلات في سعر الصرف في السوق الموازية، وأشاروا إلى أن تجار الجملة باتوا يسعّرون وفقاً لسعر صرف أعلى تحسباً لأي تقلبات. ورغم هذا الارتفاع، بقيت حالة من الجمود تسيطر على الأسواق نتيجة ضعف القدرة الشرائية. ويعوّل التجار على تحسّن الاستهلاك مع بدء طرح المحاصيل الصيفية في الأسواق المحلية.
الرقابة التموينية: عشرات الضبوط خلال نيسان
بدورها، تواصل مديرية التجارة الداخلية في درعا جولاتها الرقابية، حيث تم تنظيم 46 ضبطاً خلال شهر نيسان، شملت مخالفات تتعلق بعدم الإعلان عن الأسعار، حيازة مواد منتهية الصلاحية، ومخالفات بمخابز ومحال قصابة.
مؤشر الأسواق: حيوية موسمية يقابلها ضغط معيشي
وبينما تعكس حيوية الأسواق في دمشق وحلب نشاطاً موسمياً مشجعاً، تبقى الأسعار المرتفعة في درعا مؤشراً على استمرار الضغوط المعيشية، خاصة مع غياب استقرار في سعر الصرف وتفاوت في الالتزام بالرقابة، ويجمع مراقبون أن الفترة الحالية تحتاج لتدخلات أكثر حسماً لتحقيق التوازن المطلوب بين نشاط السوق وحماية المستهلك.
استنكر ماهر مروان، محافظ دمشق، الهجوم الذي وقع في ملهى "الكروان" الليلي، الليلة الماضية، مؤكداً أن المحافظة لن تتوانى عن محاسبة كل من يعبث بأمن المدينة.
وأكد مروان، في بيان، ضرورة الالتزام بالقوانين والأنظمة المعمول بها في البلاد وعدم مخالفتها، مشدداً على أن المحافظة "لن تتهاون في محاسبة العابثين بأمن المدينة، وتسعى جاهدة للحفاظ على الأمن والسلامة العامة للمواطنين، وضبط المخالفات غير القانونية".
وكانت أفادت مصادر محلية في دمشق، عن إطلاق نار في ملهى ليلي، أفضى لمقتل شخص (سيدة)، وجرح آخرين، في حادثة لاقت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل، واستدعت تدخلاً أمنياً سريعاً لملاحقة الفاعلين، كون أن الواقعة هدفها خلق الفوضى وزعزعة الأمن.
وأوضحت المصادر، أن الحادثة وثعت في "ملهى الكروان" في منطقة الحجاز في العاصمة دمشق، أدى لمقتل سيدة وإصابة آخرين من رواد الملهى، في وقت هرعت القوى الأمنية وفرق الإسعاف للمكان عقب تلق البلاغ عن وقوع الحادث.
في ظل حديث عن هجوم مسلح من قبل أشخاص يستقلون دراجات نارية، كشف المحامي "عادل خليان"، عن أن الحادثة لا تتسم بأي طابع أمني أو أنها ليست ناتجة عن حملة موجهة ضد أي منشأة خاصة، بل أوضح أن الحادثة في جوهرها هي جريمة قتل ناجمة عن صراع عاطفي بين ثلاثة أشخاص.
وأضاف أن المصادر الخاصة التي حصل عليها أكدت أن الضحية كانت مرتبطة عاطفياً بشابين، ثم هجرت الأول لتتزوج الثاني، مما أدى إلى تصاعد التنافس بينهما إلى أن وصل إلى حد ارتكاب جريمة القتل.
المحامي خليان أشار إلى أن القانون السوري يعاقب على مثل هذه الجرائم بعقوبات شديدة، وذلك بهدف ضمان ردع الأفعال المشابهة وحماية الأمن العام وسلامة حياة المواطنين. وأكد في تصريحه على الحق الكامل لأسرة الضحية في تحقيق العدالة عبر المحاكم المختصة، مشددًا على أهمية ضمان سير الإجراءات القانونية بشكل صحيح.
وطالب المحامي كافة الأطراف المعنية، ووسائل الإعلام، ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بالابتعاد عن استنتاجات جزافية أو توجيه الاتهام للأجهزة الأمنية والحكومة دون وجود دليل قاطع. ودعا بدلًا من ذلك للرجوع إلى روايات شهود العيان في الملهى الذين شهدوا الحادثة، والذين لديهم مواقف واضحة تؤكد حقيقة ما جرى.
وكانت أكدت مصادر أمنية، أن هناك مساعي حثيثة لملاحقة أي عناصر غير منضبطة أي كانت انتمائها أو تبعيتها، سواء لمؤسسات الدولة، أو لعناصر مسلحة تهدف من وراء هذه العمليات تأجيج الشارع وخلق حالة من الفوضى الأمنية في المنطقة.
هذا الحادث، يأتي في ظل التوتر الذي تشهدت مناطق العاصمة دمشق وجنوبي سوريا، وعقب حادثة ملهى "ليالي الشرق" الذي تعرض لاقتحام من مسلحين من وزارة الدفاع دون تنسيق مع مؤسسات الدولة، وخلق حالة كبيرة من السخط جراء فيديو تم تداوله لطريقة تعاملهم مع رواد الملهى.
وكانت أكدت وزارة الداخلية السورية، عبر مكتبها الإعلامي، أن الجهات المختصة أوقفت مجموعة من العناصر العسكريين الذين ظهروا في تسجيل مصوّر وهم يعتدون على رواد ملهى ليلي في أحد أحياء دمشق.
وذكرت وزارة الداخلية أن سيادة القانون هي المرجعية الأولى في التعامل مع أي تجاوزات داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن أي اعتداء على المواطنين أو المساس بالمرافق العامة سيُواجَه بإجراءات صارمة دون أي تهاون.
ويوصف الملهى بأنه مصدر إزعاج دائم للأهالي ومرتع لسلوكيات مرفوضة اجتماعياً وأمنياً، الأمر الذي أثار تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد للخطوة ومنتقد لطريقتها.
وأفاد أحد سكان المنطقة، في شهادة متداولة، بأنه يعمل على بعد أمتار قليلة من المكان، وعبّر عن استيائه الشديد مما وصفه بـ”الخراب المنظم” الذي كان يشهده الملهى كل ليلة. وقال: “هذا ملهى ليلي وليس مطعماً، كان يجتمع فيه يومياً عتاة المنحرفين، من مروجي المخدرات إلى أصحاب السوابق والمومسات، وتكررت حالات التكسير للسيارات والاعتداءات اللفظية والجسدية على المارة والعاملين في المحيط”.
وفي مشهد أثار استياء واسعاً بين الأوساط الثورية والمدنية، تصاعدت الدعوات المطالبة بوقف المظاهر الاستفزازية التي ينتهجها من بات يُعرف بـ”أيتام النظام المخلوع”، بعد انتشار مقاطع مصوّرة توثّق سهرات صاخبة في مراقص العاصمة دمشق، تتزامن مع حالة الحزن والفقد التي يعيشها آلاف السوريين الذين لم يتلقوا أي خبر عن مصير أبنائهم المختفين قسرياً طيلة سنوات الحرب.
ورغم أن البلاد تعيش مرحلة مفصلية بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، والمطالب ببدء مرحلة العدالة الانتقالية وكشف ملفات المعتقلين والمغيبين، يبدو أن بعض مناصري النظام السابق يتعمّدون تجاهل حجم المعاناة العامة، عبر سلوكيات استفزازية، وصفها ناشطون بأنها “طعنة في خاصرة الثورة وقيمها”.
في الوقت الذي تتوالى فيه مناشدات الأمهات للكشف عن مصير أبنائهن، وتُرفع صور الضحايا في الساحات، تشهد بعض أحياء دمشق افتتاح المزيد من الملاهي الليلية والمراقص، حيث تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي صور ومقاطع لشبان وفتيات يرقصون ويحتسون الكحول، دون اعتبار لمشاعر ذوي الضحايا أو طبيعة المجتمع المحافظ.
اللافت أن إحدى هذه السهرات سابقاً، شهدت تشغيل أغنية تمجّد الشهيد عبد الباسط الساروت، أحد أبرز رموز الثورة السورية، داخل ملهى ليلي، ما اعتُبر من قبل ناشطين “إهانة صارخة لرمز وطني” قدّم حياته دفاعاً عن الحرية والكرامة.
لاقى المشهد تنديداً واسعاً بين السوريين، إذ علّق أحد النشطاء على الفيديو بالقول: “ذكر اسم الساروت في المقاصف جريمة أخلاقية… شهداؤنا لا يُستَحضَرون في أجواء اللهو والرقص والخمر”، في حين كتب آخر: “هؤلاء الذين يتراقصون على أنقاض آلامنا كانوا قبل شهور يهتفون باسم ماهر الأسد… لا يعرفون من هو الساروت ولا ما تعنيه كرامة السوريين”.
امتداداً لحالة الغضب الشعبي، نظّم ناشطون وأهالٍ من بلدة معربا التابعة لمدينة التل في ريف دمشق، وقفة احتجاجية أمام المجلس المحلي، أعربوا خلالها عن رفضهم القاطع لتحوّل البلدة إلى بؤرة للمراقص والنوادي الليلية، وما يرافقها من سلوكيات دخيلة على النسيج الاجتماعي، لا سيما في وجود الأطفال والنساء.
ويؤكد ناشطون أن “التسامح الذي أبدته القوى الثورية مع مناصري النظام السابق بعد سقوطه، لا يعني غضّ النظر عن محاولات التشويه المتعمد للثورة ورموزها، أو التساهل مع السلوكيات المخلة بالذوق العام وقيم المجتمع السوري”.
وأضافوا أن الثورة السورية كانت وما تزال صرخة للكرامة، وليست ساحة مفتوحة للرقص على الجراح، مطالبين الحكومة الحالية بتشديد الرقابة على أماكن الترفيه الليلية، ووقف أي مظاهر من شأنها المساس بقدسية الدماء التي أُريقت طلباً للحرية.
وشدد الناشطون على أن “الثورة ليست موسماً عابراً، بل عهد أخلاقي لا يقبل المساومة”، مطالبين بحماية الرموز الوطنية من الإساءة، وضمان أن تبقى التضحيات نبراساً يُستضاء به في طريق بناء سوريا الجديدة.
أعلن رئيس الاتحاد البرلماني العربي، ورئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، إبراهيم بوغالي، أن مقر الاتحاد البرلماني العربي الدائم سيظل في دمشق، في تأكيد على الدعم المستمر لسوريا ودورها المحوري في محيطها العربي.
وخلال تصريح صحفي أدلى به في ختام أعمال المؤتمر الـ 38 للاتحاد البرلماني العربي، الذي انعقد في العاصمة الجزائرية، قال بوغالي: "إن بلاده، كما كانت حريصة على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، فإن الاتحاد البرلماني العربي تحت رئاسة الجزائر يحرص أيضًا على إبقاء مقره الدائم في دمشق، إيمانًا بالدور المحوري لسوريا في المنطقة"، مشددًا على أهمية دعمها حتى تستعيد عافيتها وتعود إلى مكانتها الطبيعية داخل الاتحاد.
وأكد بوغالي على أن الاتحاد البرلماني العربي يسعى إلى ضمان مكانة سوريا الكاملة في هيئات الاتحاد، وذلك في إطار تعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
كما دعا بوغالي البرلمانات العربية إلى بذل الجهود اللازمة لحماية مصالح الأمة العربية، مشيرًا إلى أهمية العمل المشترك في ظل الظروف السياسية المتغيرة.
يُذكر أن المؤتمر الـ 38 للاتحاد البرلماني العربي، الذي أُقيم تحت شعار "دور الاتحاد البرلماني العربي في ظل التغيرات الإقليمية والدولية"، شهد مشاركة وفود برلمانية من مختلف الدول العربية. وفي ختام المؤتمر، تم اعتماد "إعلان الجزائر" والبيان الختامي، اللذين أكدا على مركزية القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، مع الإشادة بدور الجزائر في الدفاع عن القضية الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
في الوقت الذي تطالب فيه بعض القوى والأطراف الدينية والعسكرية في السويداء بالانفصال وتدخل دولي، ويسعى آخرون لاستغلال الأحداث لإشعال الفتنة بين الطوائف، تقف نساء السويداء وقفة عزّ وشموخ. وجوههن تعكس القوة والشجاعة والثقة بالنفس، ومواقفهن تبرهن على وعي عميق بأهمية الوحدة الوطنية، ورفضهن القاطع لأي تدخل خارجي، خاصة من إسرائيل.
لم تكن هذه الوقفة النسائية حدثاً استثنائياً، بل امتداداً طبيعياً لسجل نضالي مشرّف للمرأة السورية، التي طالما كانت حاضرة في الصفوف الأولى للمظاهرات المناهضة لنظام الأسد.
رفض واضح للتدخل الإسرائيلي
في مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل، ظهرت مجموعة من نساء السويداء في مظاهرة شعبية يؤكدن رفضهن القاطع لتدخل إسرائيل في شؤون البلاد، تحت ذريعة "حماية الدروز". وخلال وقفتهن الاحتجاجية، صرحن قائلات: "لسنا بحاجة لمن يدافع عنا، ولسنا بحاجة لمن يتاجر بدمائنا".
هذا الموقف لم يكن مجرد رفض ظرفي، بل تعبير عن وعي سياسي راسخ. فقد جاءت الوقفة في توقيت حساس، حاملة دعوة صريحة لوقف العنف والإرهاب والطائفية، ومؤكدة أن إسرائيل، بوصفها دولة احتلال، تستخدم الأقليات ورقة للضغط والتلاعب.
ضد الطائفية والمتاجرة بالأقليات
النساء المشاركات في الوقفة أظهرن وعياً لافتاً بمخاطر "لعبة حماية الأقليات"، تلك الورقة التي طالما استغلها النظام السوري السابق وخاصة بشار الأسد، لتبرير سياساته القمعية أمام المجتمع الدولي. وأشارت إحدى المتظاهرات إلى استخدام الأسد لهذه الورقة في محكمة لاهاي، مطالبة بفضح زيف هذه الادعاءات.
ما يميز موقف نساء السويداء أنهن لم ينجررن خلف الحملات الطائفية التي تروج لها صفحات مشبوهة على مواقع التواصل، بل نسبن التصعيد الأخير إلى "أيادٍ خفية ليست من سوريا"، وذكرن بمواقف تاريخية نبيلة جمعت بين السنة والدروز، داعيات إلى وحدة الصف الوطني. كما طالبن بشكل مباشر مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية بفتح تحقيق في الانتهاكات الحاصلة، في خطوة تؤكد إصرارهن على إحقاق العدالة عبر القنوات الشرعية.
دور مستمر في الثورة السورية
ليست هذه الوقفة سوى واحدة من محطات عديدة شاركت فيها نساء السويداء منذ اندلاع الثورة السورية. فقد سجلت عدسات الكاميرا حضورهن البارز في المظاهرات المناهضة للأسد، من رفع اللافتات المطالبة بالحرية والعدالة، إلى توزيع الفاكهة على المتظاهرين في مشهد يعكس أصالة هذا الحراك الشعبي.
وقد أحيين يوم المرأة العالمي عام 2024 من قلب ساحات التظاهر، في جمعة اختارها السوريون رمزاً للثورة، لتؤكد المرأة السورية أنها ليست فقط شريكة في الألم، بل في النضال والتغيير أيضاً.
وقفة نساء السويداء ليست مجرد ردّ فعل، بل رسالة صادقة بأن كرامة الوطن لا تُشترى، وأن صوت المرأة السورية باقٍ في الميدان، يدافع عن الأرض، وعن الحق، وعن مستقبل يليق بجميع أبنائه دون طائفية أو تبعية.
ناقش مجلس إدارة غرفة تجارة حلب مع رؤساء الغرف التجارية التي تشكّلت خلال سنوات الثورة السورية في ريف حلب الشمالي، آليات دمج هذه الغرف ضمن هيكلية الغرفة الأم في المدينة.
في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود وتعزيز البيئة الاستثمارية، وتطوير القطاعين التجاري والصناعي في المحافظة، وركز الاجتماع، الذي جاء بتوجيه حكومي، على أهمية توحيد الرؤى الاقتصادية تحت مظلة غرفة تجارة حلب.
وتعد غرفة تجارة حلب من أعرق المؤسسات الاقتصادية في البلاد بما لها من مكانة إقليمية ودولية. وأكد المشاركون أن هذه الخطوة ستعزز كفاءة العمل التجاري وتُعيد تنظيمه وفق أسس قانونية ومؤسساتية راسخة.
وشملت أبرز البنود المتفق عليها رفع سجلات التجار من الغرف المستحدثة إلى غرفة حلب، وتنفيذ جولات ميدانية في ريف المحافظة لدراسة الواقع الاقتصادي، ووضع تصورات لاستيعاب العمالة المتأثرة، إلى جانب إنشاء مكاتب فرعية تابعة لغرفة حلب في المناطق الشمالية.
رئيس غرفة تجارة حلب، "محمد سعيد شيخ الكار"، أوضح في تصريح لصحيفة "الحرية" أن الدمج من شأنه أن يفتح المجال أمام إعادة النشاط التجاري في المناطق "المحررة سابقاً"، دون تحميل التجار والصناعيين أعباء إضافية، شرط تسديد ما يترتب عليهم من رسوم في غرفهم الحالية.
وأشار إلى أن المقترحات التي جرى طرحها ستُرفع إلى الحكومة لدراستها، وسط تعهدات رسمية بتقديم كافة التسهيلات اللازمة لإنجاح المشروع.
هذا وتأتي هذه الخطوة ضمن إطار أوسع من الجهود الرامية إلى إعادة إعمار حلب وتنشيط حركتها الاقتصادية، واستعادة دورها التاريخي كقلعة تجارية محورية على مستوى سوريا والمنطقة.
تواصل الورشات الفنية التابعة للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دير الزور تنفيذ سلسلة من أعمال الصيانة والتأهيل، بهدف تحسين واقع الخدمات وضمان استمرارية الضخ في عدد من المحطات المنتشرة ضمن المحافظة وريفها.
وبحسب ما أفاد مصدر في المؤسسة لمراسل "الفرات"، فقد أنجزت فرق الصيانة إصلاح المجمع الرئيسي بقطر 1000 مم في محطة مياه الفرات العملاقة، وأُعيد الضخ بشكل طبيعي. كما شهدت محطة مياه العثمانية إعادة تشغيل جهاز تعقيم مياه الشرب بعد استكمال الصيانة الفنية له.
وشملت الأعمال أيضاً إصلاح الرافعة الجسرية في المآخذ الخامي المغذي للمحطة الرئيسية، بالإضافة إلى إجراء صيانة كاملة لتابلو المجموعة الخامية في محطة مياه البوليل الغربية، وإعادته إلى الخدمة في الريف الشرقي.
وفي مدينة البوكمال، أنجزت الورشات الفنية أعمال صيانة لشراقات المآخذ الخامي في المحطة الرئيسية، ما ساهم في تعزيز كمية المياه الواردة وتحسين أداء الشبكة.
وفي السياق ذاته، تتواصل أعمال إعادة تأهيل محطة مياه الصالحية في ريف البوكمال الشرقي، بالتعاون مع منظمة "إسعاف أولي – PUI"، ضمن مشروع يستهدف تزويد المحطة بمنظومة طاقة شمسية متكاملة.
وذكر المصدر أن الورشات تعمل حالياً على استكمال تنفيذ القواعد المعدنية الخاصة بالألواح الشمسية، وأعمال الرشة التيرولية والدهان، بالتوازي مع بدء تركيب الألواح الكهربائية والتجهيزات الفنية اللازمة لتشغيل المنظومة.
وتُعد محطة مياه الصالحية محطة نموذجية تعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 160 متر مكعب في الساعة، ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة وتقليل الأعطال والانقطاعات المرتبطة بالكهرباء.
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الاثنين، تدمير مقر القيادة المركزي للنظام السوري السابق في قمة جبل الشيخ، بعد أن تمكنت قواته من العثور عليه خلال عملية مداهمة معقدة.
وذكر أنه خلال الأسبوع المنصرم، استكملت قوات اللواء التي ضمت المظليين ووحدة "يهلوم" عملية استهدفت مقر القيادة المركزي للوحدة المسؤولة عن منطقة جبل الشيخ في النظام السوري. وأوضح البيان أن القوات الإسرائيلية عثرت على بنى تحتية عسكرية تابعة للنظام السابق، بما في ذلك مستودعات أسلحة ووسائل قتالية متعددة، مثل مدافع ومنصات إطلاق وقذائف هاون وقذائف صاروخية وعبوات ناسفة وألغام.
وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي قد قام بمصادرة أو تدمير جميع الوسائل القتالية التي تم العثور عليها خلال هذه العملية، مؤكدًا أن هذا النشاط يأتي في إطار تعزيز الأمن وحماية المواطنين الإسرائيليين، خاصة في منطقة هضبة الجولان، ولفت إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يواصل العمل ضد بنى تحتية إرهابية في سوريا، في إطار سعيه لحماية الأمن القومي الإسرائيلي.
الجيش الإسرائيـ ـلي يُعلن تنفيذ مداهمات في مناطق بقمة جبل الشيخ
قال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إنه نفذ مداهمات خلال الأسبوع الماضي في مناطق بقمة جبل الشيخ، "بهدف إزالة تهديدات ومصادرة وسائل تابعة للعدو"، في إشارة إلى جيش نظام بشار الأسد المخلوع، ولفت إلى أن القوات عثرت خلال المداهمات على "بنى تحتية عسكرية، من ضمنها عتاد عسكري وعبوة ناسفة بوزن عشرات الكيلوغرامات".
الجيش الإسرائيـ ـلي يخطط لإنشاء مواقع عسكرية على قمة جبل الشيخ المحتل
وسبق أن كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي نهاية شهر آذار، عن عزم جيش الاحتلال إنشاء موقعين عسكريين على قمة جبل الشيخ المحتل جنوب غرب سوريا، وأكدت أن "جيش الاحتلال لن يغادر جبل الشيخ السوري حتى إشعار آخر، بل على العكس، فقد تم إنشاء موقعين جديدين للجيش الإسرائيلي على قمة الجبل".
وأضافت أن أحد المواقع تم العثور عليه مهجورًا من قبل القوات السورية واحتله الجيش الإسرائيلي الآن، وفيما يتعلق بالقوات الدولية، قالت الإذاعة إن "قوة من نيبال موجودة في موقع تابع للأمم المتحدة، لكنها لا تتدخل في أي احتكاك مع الجيش الإسرائيلي".
وتواصل إسرائيل تعزيز وجودها العسكري في سوريا، وتكثف جهودها لتثبيت قواعد عسكرية في المنطقة العازلة حول مرتفعات الجولان. رغم الحذر السوري في التعامل مع هذا التوسع، يبدو أن إسرائيل ماضية في تنفيذ خططها للبقاء طويل الأمد في المناطق التي سيطرت عليها، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل الوضع الأمني والسياسي في سوريا والمنطقة.
قدّم الإعلامي السوري "فيصل القاسم"، تفاصيل جديدة حول الحادثة التي وقعت في منطقة "الثعلة" بريف السويداء، مؤكداً أن ما يُروّج له من أكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعي يهدف إلى تشويش الحقائق وخلق الفتنة.
وأشار القاسم إلى أنه منذ أيام عدة، كانت الأطراف المعنية، بما في ذلك الهيئة الروحية والشخصيات المحلية في السويداء، تسعى جاهدة لإيجاد حل للأوضاع الراهنة في المنطقة، بهدف استعادة الثقة بين مختلف الأطراف وضمان العودة إلى حياة طبيعية.
ولفت إلى التوصل إلى اتفاق مهم برعاية الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، وشخصيات أخرى من المحافظة، بالإضافة إلى قادة الفصائل العسكرية، حيث تم الاتفاق على تفعيل الشرطة والضابطة العدلية وإعادة تأمين الطريق الحيوي بين السويداء ودمشق كخطوة أولى نحو استعادة الاستقرار.
وأوضح القاسم أن السيد مصطفى البكور، محافظ السويداء، لعب دورًا محوريًا في تسهيل تطبيق الاتفاق، وتقديم الدعم من خلال إعادة تفعيل آلاف من أبناء المحافظة في الأجهزة الأمنية. وتم الإعلان عن تنفيذ الاتفاق بشكل فوري، حيث بدأت الشرطة الجديدة بتأمين المناطق المتضررة من الاعتداءات، بما في ذلك قرية "الصورة الكبيرة"، التي تعرضت لاعتداءات إرهابية من عصابات مسلحة خارجة عن القانون.
ورغم التحديات والمشاهد المؤلمة التي أظهرتها الصور من قرية "الصورة"، إلا أن القاسم أشار إلى أن المجتمع في السويداء تعامل مع الوضع بشكل حضاري، حيث كانت هناك جهود لتهدئة الأمور وإعادة الحياة إلى طبيعتها، مثل عودة حركة النقل إلى طريق السويداء-دمشق، ووصول المواد الغذائية بعد انقطاع طويل.
لكن الأمور تفاقمت مساءً، حيث تعرضت قرية "الثعلة" إلى قصف مكثف بقذائف الهاون من جهة مجهولة، بهدف زرع الفتنة في المنطقة بعد بدء تطبيق الاتفاق، ولفت القاسم إلى أن الحملة الإعلامية المحرضة على مواقع التواصل التي ادعت حصار بعض المناطق كانت محض أكاذيب، قائلًا إن الشباب في السويداء تجمّعوا لحماية المساجد ولم يكن هناك أي حصار للمناطق البدوية. كما أشار إلى أن هذه الفبركات تم استخدامها لتبرير الهجوم على قرية "الثعلة".
فيما يتعلق بهذا الهجوم، شدد القاسم على أنه كان محاولة فاشلة من طرف ثالث لا يرغب في استقرار السويداء ويسعى لتقويض الاتفاقات الرامية إلى إعادة الأمن إلى المنطقة. ولفت إلى أن هذه المحاولات السلبية لن تنجح، حيث أن أبناء السويداء أظهروا وعيًا عميقًا وأدركوا الأهداف الحقيقية وراء هذه الهجمات.
وفي الختام، دعا القاسم إلى ضرورة التعاون بين كافة الأطراف في المحافظة، مشددًا على أهمية بذل الجهود للتصدي لأي محاولات للعبث بأمن المحافظة وسلامتها. وأضاف أن مصلحة أكثر من مليون نسمة من أهل السويداء يجب أن تكون فوق أي مصالح أخرى، وأن تلك المحاولات لن تمر بسهولة على شعب السويداء المتماسك والمتيقظ.
باشرت ورشات مجلس مدينة حمص، أعمال إزالة الحواجز الإسمنتية وتركيب أجهزة إنارة في عدد من شوارع المدينة، ضمن حملة "حمص بلدنا" الهادفة إلى تحسين الواقع الخدمي والجمالي للأحياء وتسهيل حركة المرور.
وقالت مديرة جمالية المدينة ومنسقة الحملة، "إناس بايقلي"، إن الحملة شملت إزالة الحواجز والجدران الإسمنتية من أمام مبنى الهجرة والجوازات، وفتح الطريق أمام حركة المارة.
إلى جانب إزالة السواتر من المنصف الوسطي للطريق الرئيسي في المساكن الغربية، وترحيل الأنقاض والأتربة لتحسين الانسيابية المرورية بين الأحياء.
وأشارت إلى أن الحملة تضمنت أيضاً تركيب أجهزة إنارة في شارع باب السباع الرئيسي وشارع الوادي ضمن حي باب السباع، إضافة إلى إنارة تعتمد على الطاقة البديلة في منطقة غرب طريق الشام.
وشملت أعمال الإنارة أحياء الادخار، الشبابية، والغربية، مع التركيز على المواقع الحيوية مثل مفارق الطرق والساحات والمدارس والجوامع.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة مشاريع تستهدف إعادة تنظيم المشهد الخدمي في المدينة، وتعزيز شعور المواطنين بالتحسن التدريجي في الخدمات اليومية ضمن الأحياء السكنية.
وفي سياق متصل تواصل حملة "حمص بلدنا" تنفيذ سلسلة من الأعمال الخدمية والتنظيمية، بهدف تحسين الواقع الخدمي وتعزيز المظهر الحضاري في المدينة.
وشملت الحملة أعمال إزالة مخالفات اللوحات الإعلانية، بدءاً من مركز المدينة وصولاً إلى نهاية شارع الدروبي، في إطار تنظيم المشهد العام وضمان التزام الإعلانات بالشروط القانونية المعتمدة.
وكانت نفذت الورشات الخدمية أعمال تنظيف للطريق الممتد من إشارة الكواكبي حتى مفرق المسجد العمري، وذلك ضمن جهود الحفاظ على النظافة العامة وتحسين بيئة الطرقات.
كما تتواصل أعمال استبدال وتركيب أجهزة الإنارة في الشوارع الرئيسية بحي الوعر، ما يسهم في تعزيز السلامة العامة وتأمين الإنارة اللازمة للسكان في ساعات الليل.
هذا تأتي هذه الخطوات في إطار خطة متكاملة لحملة "حمص بلدنا"، التي أطلقتها محافظة حمص بهدف رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتحقيق بيئة حضرية أفضل في مختلف أحياء المدينة، الأمر الذي تكرر في عدة محافظات بجهود محلية تدعمها الدولة السورية الجديدة.
أعلنت مديرية أمن طرطوس إلقاء القبض على اثنين من عناصر فلول نظام الأسد البائد، بعد توفر أدلة دامغة تدينهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة بحق مدنيين وثوار، خلال سنوات الثورة السورية.
وفي أكدت المديرية في بيان نشرته قناة الإخبارية السورية، أنها ألقت القبض على كل من "عدي درويش وسلمان ديوب"، وجرى تحويلهما إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهما.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن المتهمين ظهرا في صور موثقة توثق ممارسات مروعة خلال سنوات الثورة السورية، حيث ظهر "عدي درويش"، مرتدياً زيًا عسكريًا، محاطًا بعناصر تشبيحية من قوات نظام الأسد البائد.
وتوثق الصورة قيام المجرم "عدي درويش"، بتعذيب شخص مقيد اليدين بكل وحشية وهو يحمل أداة حادة استخدمها بالطعن، وقد سالت من الدماء المعتقل، في مشهد يختزل فظائع التعذيب والانتهاكات التي مارسها شبيحة النظام البائد.
كما أظهرت صور أخرى المجرم "سلمان ديوب"، مرتديًا جعبة عسكرية، حاملاً بندقية وخوذة، وهو يقوم بالتنكيل بجثث الثوار بعد قتلهم، متعمداً إهانتها والدوس عليها، في انتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية والأخلاقية.
هذا وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية عن تنفيذ سلسلة عمليات أمنية دقيقة أسفرت عن توقيف عدد من كبار الضباط والمسؤولين السابقين في أجهزة النظام الأمني البائد، ممن يواجهون تهماً تتعلق بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
أصدرت ما تُعرف بـ"الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سوريا، يوم الاثنين 5 أيار/ مايو، إنهاء ما سمّته "المقاومة الشعبية في سد تشرين بريف حلب الشرقي.
وذلك بعد أكثر من مئة يوم من التجييش والدعاية التي رافقت أحداثًا اتخذت طابعًا انفصاليًا بعيدًا عن مؤسسات الدولة، تحت ذريعة التصدي لـ"هجمات تركية مزعومة" على منشآت حيوية.
وجاء في بيان صادر ممثلين الإدارة أن "الهجمات" استهدفت منطقة سد تشرين مطلع كانون الثاني 2025، متحدثين عن تحرك "مرتزقة تابعين للدولة التركية"، في محاولة لتبرير حالة الفوضى والتعبئة التي مارسوها في المنطقة، عبر حشد مجموعات من النساء والشباب بعيدًا عن الأطر الرسمية الشرعية.
وادّعت الإدارة أن المجموعات التي حشدتها وقوات "قسد" شكّلت "درعاً منيعاً" لحماية المنطقة، في محاولة لتضخيم دور ميليشيا أمر واقع، تعمل خارج سلطة الدولة السورية، وتستغل المرافق العامة لفرض أمر واقع سياسي وإعلامي.
البيان الذي جاء مليئاً بالمصطلحات الأيديولوجية، حاول تصوير الأحداث كمقاومة شعبية "بطولية"، متجاهلًا حجم المعاناة التي لحقت بالسكان جرّاء عسكرة السد وتحويله إلى نقطة توتر، ومنع مؤسسات الدولة من أداء واجبها في إدارة الموارد المائية والطاقة.
وتحدث البيان عن سقوط قتلى، وصفهم بـ"الشهداء"، بينهم عناصر بارزة في التنظيمات المسلحة، كما وجّه تحية لصحفيين محسوبين على وسائل إعلام تابعة لـ"الإدارة الذاتية"، ما يعكس طبيعة العمل الدعائي الممنهج الذي رافق هذه الحملة.
واختتمت الإدارة بيانها بتكريس سد تشرين كـ"رمز وطني جامع"، في خطاب يتناقض مع الواقع القانوني والسيادي، ويشكّل استمرارًا لمحاولات فرض مشروع انفصالي في الشمال الشرقي من سوريا، بدعم خارجي وتجاهل كامل لمؤسسات الدولة.
وفي منشور منفصل قالت الإدارة الذاتية إن وفد لها زار اليوم الإثنين سد تشرين وذلك "للاطلاع على أوضاع السد والالتقاء بالمدنيين المقاومين على جسم السد" -وفق نص المنشور- وضم الوفد كلاً من الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي، وعدد من الرئاسات المشتركة لهيئات ومكاتب ودوائر الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا.
وفي نيسان الفائت عُقد اجتماع ثلاثي في سد تشرين شرقي حلب، جمع وفداً من الحكومة السورية مع ممثلين عن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والتحالف الدولي، وذلك في إطار المساعي الرامية لتثبيت الاتفاق السابق بشأن إدارة المنشأة الحيوية.
ويذكر أن ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) اتخذت المدنيين دروعا بشرية في منطقة سد تشرين في منطقة منبج بريف حلب الشرقي وكانت دفعت المدنيين وأجبرت الموظفين لديها للتوجه إلى منطقة سد تشرين بحجة "دعم المقاومة" وفق تعبيرها.
شهدت مدينة حلب انعقاد فعاليات مؤتمر "الشباب نهضة وبناء"، الذي نظمته مديرية الشؤون السياسية، بحضور محافظ حلب المهندس عزام الغريب، ومدير الشؤون السياسية الأستاذ سعد نعسان، ورئيس جامعة حلب الدكتور أسامة رعدون، وبمشاركة واسعة من الشباب وممثلين عن الجهات المعنية.
يهدف المؤتمرإلى جمع طاقات شبابية تحمل أفكارًا ملهمة ورؤى تنموية، ضمن ورشات حوارية ومبادرات ركزت على تنمية المهارات وتفعيل المشاركة المجتمعية في مجالات التنمية وإعادة الإعمار، تحت شعار واحد يوحّد الجهود ويجمع التطلعات.
ونشرت صفحة "محافظة حلب" عبر موقع فيسبوك مجموعة من الصور توثق فعاليات المؤتمر، وعلقت عليها: "انطلاق مؤتمر 'الشباب نهضة وبناء' في حلب بمشاركة واسعة، برعاية الأمانة العامة للشؤون السياسية – مديرية الشؤون السياسية بحلب، وبحضور فعاليات محلية وشبابية متعددة."
وتضمّن المؤتمر ورشات عمل متنوعة في المجالات الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والمهارية، بهدف تعزيز دور الشباب في رسم ملامح المستقبل والمساهمة الفاعلة في عملية التنمية. وقد حضر الافتتاح محافظ حلب المهندس عزام الغريب، الذي أكد في كلمته، والتي تناقلتها وسائل إعلام:
"لا أعتقد اليوم أننا بحاجة لمزيد من الأحاديث العامة عن دور الشباب، فنحن نعلم تماماً ما يعنيه أن تكون شاباً في وقت مليء بالتحديات والفرص. أنا هنا لأنني جزء من هذا الجيل، جيل يتطلع إلى المستقبل ويريد أن يساهم بالتغيير. ما نحتاجه اليوم ليس شعارات ولا خطب، بل خطوات عملية نقوم بها جميعاً، يداً بيد، كي نثبت أن الفعل هو ما سيقودنا إلى التغيير، وأن النتائج ستُترجم إلى عمل ملموس إذا أعددنا أنفسنا للمرحلة المقبلة وكنا شجعاناً في مواجهة التحديات."
كما وجّه المحافظ نصيحة للشباب مفادها:"أنصح إخواني بالتفكير الجاد في طلب العلم، حتى لو كان خارج البلاد. سوريا اليوم تجني ثمار الطاقات التي اضطرتها الظروف للهجرة، وها هم أبناؤها يعودون وقد حملوا معهم خبرات وكفاءات هم بأمسّ الحاجة إليها. بلادنا تستحق أن نعيد بناءها بسواعدنا وعقولنا."
وقد حظيت هذه المبادرة بتفاعل ملحوظ عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداولت عدة صفحات صوراً وتعليقات عبّرت عن التقدير لهذا الجهد. من أبرز التعليقات:"من أجمل المؤتمرات تنظيماً ومضمونًا، كل الشكر لمن ساهم، القادم أجمل بإذن الله."، و"جزاكم الله خيرًا، وسخركم لخدمة هذا البلد الطيب."، وقال متابع:"مدينة حلب تشهد تغييرات ملموسة على أرض الواقع، بارك الله في جهود أبنائها."
مبادرات شبابية
كما أظهرت الجهود الشبابية خلال المؤتمر روح المبادرة والحرص على التغيير الإيجابي، والمساهمة في معالجة آثار الحرب. وبرزت مساهماتهم في دعم حملات تطوعية وإنسانية مثل "الوفاء لحلب"، و"حمص بلدنا"، وجمع التبرعات لإطلاق مشروع "قوافل العودة" الذي ساعد على إعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم، إلى جانب جهودهم في تحسين الواقع الخدمي والمعيشي بما تتوفر من إمكانيات. هكذا أثبت شباب سوريا مرة أخرى أنهم عماد النهوض، وعنوان المرحلة القادمة في مسيرة البناء.
يؤكد مؤتمر "الشباب نهضة وبناء" أن الشباب السوري، وعلى رأسهم شباب حلب، يمتلكون الإرادة والمعرفة للمساهمة الفعلية في إعادة إعمار الوطن، وترسيخ قيم المشاركة والمسؤولية، بما يليق بتاريخ المدينة ومستقبل أبنائها.