الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
٤ أبريل ٢٠٢٥
في ذكرة كيماوي خان شيخون .. "الخوذ البيضاء": سقوط نظام الأسد لا يعني أبداً سقوط الجريمة

قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة للهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون في 4 نيسان 2017، إن سقوط نظام الأسد لا يعني أبداً سقوط الجريمة، وهذه الجرائم لا تموت بالتقادم، مؤكدة أنّ تحقيق العدالة الانتقالية بمحاسبة نظام الأسد، وكل من ارتكب الجرائم بحق السوريين…هو ضمان للسلم الأهلي، ولحقوق الضحايا وذويهم. 


وأضافت المؤسسة: "لم يكن صباحاً عادياً على مدينة خان شيخون في ريف إدلب، صباح اختنقت فيه الأنفاس وتعالى ضجيج الموت وتسابقت الأرواح على أبواب السماء، ثماني سنوات على المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد بالسلاح الكيماوي في خان شيخون أكثر من 90 شخصاً قتلوا خنقاً بغاز السارين وتعرض أكثر من 500 آخرين لأعراض الغاز السام، قد يكون العالم نسي أو تناسى شهقات الأطفال وهي تختنق، لكن السوريين لم ولن ينسوا هذه الجريمة حتى يحاسب المجرم وتتحقق العدالة".

وأكدت أنه رغم أن آلية التحقيق المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخاصة بسوريا، أكدت في تقريرها لمجلس الأمن، مسؤولية نظام الأسد عن مجزرة خان شيخون في 4 نيسان عام 2017، لم يكن هناك أي جدية من المجتمع الدولي في محاسبته.

خان شيخون ذاكرة الموت الأصفر في 4 نيسان .. ثماني سنوات حين تحول الهواء إلى قاتل
يُصادف اليوم الرابع من شهر نيسان لعام 2025، الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة صنفت على أنها ضمن الجرائم الأكثر فداحة، والتي ارتكبها نظام الأسد البائد وحلفاؤه، بعد أن حملت صواريخهم هذه المرة السلاح الكيماوي ضد المدنيين العزل في مدينة خان شيخون بإدلب، فيما لازالت أصداء هذه الجريمة تتردد في أروقة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية، التي عجزت كما العادة في تحديد ومحاسبة المجرم.

"الرابع من نيسان "موت بلا دماء"
في يوم الثلاثاء 4/ نيسان/ 2017 قرابة الساعة 6:49 نفَّذت طائرة حربية من طراز SU-22 تابعة لنظام الأسد، تحمل رمز قدس 1، يقودها الطيار "محمد حاصوري" من مدينة تلكلخ (وهو قائد سرب سوخوي ٢٢ مطار الشعيرات الملقب قدس١ ورئيس أركان اللواء 50)، هجوماً على الحي الشمالي من مدينة خان شيخون بأربعة صواريخ أحدها كان محملاً بغاز سام، ما أدى إلى استشهاد 91 مدنياً خنقاً، بينهم 32 طفلاً، و23 سيدة، وإصابة ما لا يقل عن 520 آخرين بحسب آخر تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

المجزرة التي ألقت بثقلها الكبير على أكثر من 80 ألف نسمة تقطن مدينة خان شيخون، من السكان الأصلين والعائلات النازحة للمدينة على جميع النواحي النفسية والاجتماعية.

خلفت المجزرة المروعة أصداء دولية كبيرة وعلى مختلف المستويات، دفع الولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه ضربة صاروخية لمطار الشعيرات، قالت إنه رداً على مجزرة الكيماوي في خان شيخون، حيث قامت المدمرتان الأمريكيتان "بورتر" و "روس" بقصف قاعدة الشعيرات التي انطلقت منها طائرات الأسد لقصف خان شيخون بـ59 صاروخ كروز من طراز توماهوك، في السابع من نيسان أي بعد المجزرة بأيام، تلاها تحذير من وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس"، لنظام الأسد من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية مجدداً.

وسبق أن كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير مفصل مدعماً بأدلة وصوراً لأقمار صناعية، أن كافة تصريحات نظام الأسد وروسيا، حول نفيهما لقصف خان شيخون بالكيماوي، "كاذبة"، بعد ان شككت بثلاث ذرائع اتخذها نظام الأسد لدحض التهم عنه، تتعلق بالتوقيت والمواقع المستهدفة وامتلاكه لأسلحة كيماوية.

وأكد التقرير أن الأماكن المستهدفة بالقصف هي مبانٍ صغيرة في أحياء سكنية ووسط شوارع وفي أحياء مدنية تقع جغرافياً بعيداً عن مستودعات زعم نظام الأسد أنها تضم مواد كيماوية للثوار، كما نشرت "نيويورك تايمز"، تقريراً للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، يوضح عدم تأكد فريق المنظمة من تخلص نظام الأسد من كامل ترسانته الكيماوية، في الوقت الذي نفى النظام امتلاكه لأي سلاح كيماوي.

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريراً مفصلاً بعنوان "القوات الروسية أيَّدت غالباً قوات النظام السوري في هجوم خان شيخون الكيميائي" وثَّقت فيه تفاصيل الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون والهجمات الروسية التي تلت الهجوم، مؤكداً ليس فقط إلى معرفة القوات الروسية بالهجمات الكيميائية التي شنَّها نظام الأسد، بل إلى تورطها بشكلٍ مخزٍ.

وأشار التقرير إلى وجود نيَّة جُرميّة مُبيَّتة لدى قوات الأسد لتنفيذ الهجوم الكيميائي وإيقاع أكبر ضرر ممكن من خلال اختيار توقيت القصف فجراً والغارات التي استهدفت عدة مراكز طبية قبل الهجوم وبعده إضافة إلى الغارات التي استهدفت الطرق المؤدية للمدينة؛ ما جعل هذا التكتيك يُشبه إلى حد بعيد ما قام به نظام الأسد في هجوم الغوطتين في 21/ آب/ 2013.

وكان نفى الإرهابي الفار "بشار الأسد" بأسلوبه المعتاد في التهرب والتكذيب، مسؤوليته عن الهجوم بالكيماوي على مدينة خان شيخون، في مقابلة أجراها معه تلفزيون "دبليو آي أو إن" الهندي، في الوقت الذي أكد فيه تقرير فريق تقصي الحقائق، أن منظمة "حظر الأسلحة الكيماوية" أفادت باستخدام غاز "السارين"، في هجوم خان شيخون، وتداول أعضاء المنظمة في لاهاي التقرير لكنه لم يعلن.

وكانت أصدرت مؤسسات الدفاع المدني السوري (SCD) والجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) ومركر توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا (CVDCS)، بياناً حول التحقيقات المنجزة مع بعثة تفصيل الحقائق FFM التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية OPCW بشأن استهداف مدينة خان شيخون بريف إدلب بغاز السارين في الرابع من نيسان 2017.

" خان شيخون بعد ثمانية أعوام من المجزرة"
لم يعد أهالي مدينة خان شيخون مبعدين عن أرضهم بعد نزوحهم وسيطرة الأسد وحلفائه على المدينة ، إذ أنه العام الأول الذي يتمكنون فيه من العودة لمدينتهم منذ سنوات عقب سقوط نظام بشار الأسد البائد، لكنهم لازالوا يعيشون تفاصيل المجزرة الرهيبة التي أودت بأكثر من 90 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء ولا تزال الأحاديث والنقاشات تتردد حول سكوت المجتمع الدولي عن هذا الأمر وخاصة بشأن محاسبة المجرم" الهارب، كما أن الذكريات التي لاتكاد تفارق ذوي الضحايا تقطع قلوبهم حسرة ولوعة عليهم، وتعيد للأذهان صور مشاهد الموت خنقاً أمام مرأى العالم أجمع.

في خان شيخون فقدت الكثير من العائلات جل أبنائها وما حالهم إلا كحال الأم الثكلى التي فقدت أبناءها فهي بين حزن دائم وذكريات مرعبة مستمرة، وأما من الناحية النفسية، هناك يأس عام يشعر به أبناء المدينة وخاصة في ظل عدم محاسبة المجرم.

"كلمة أخيرة "
لم يكن استهداف نظام الأسد للمدنيين في خان شيخون هو الأول في انتهاك القرارات الدولية المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيماوية، حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 33 هجمة بعد قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في 27 أيلول 2013، و169 هجمة قبل القرار رقم 2118، منهم 100 هجمة بعد القرار رقم 2209 الصادر في 6/ آذار/ 2015، و44 هجمة بعد القرار رقم 2235 الصادر في 7/ آب/ 2015، وقرارات الأمم المتحدة اللاحقة.

وبحسب الشبكة فإنَّ معظم هجمات نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية قد تمَّت عبر استخدام غاز يُرجح أنه الكلور، وذلك عبر إلقاء مروحيات براميل مُحملة بغاز الكلور، كما استخُدِمت في بعض الأحيان قذائف أرضية وقنابل يدوية مُحمَّلة بغازات سامة، مشيراً إلى أنَّ هجومين على الأقل بعد هجوم الغوطتين استخدم نظام الأسد فيهما غازاً يبدو أنه مُغاير لغاز الكلور، يعتقد أنه نوع من غازات الأعصاب هما هجوم ريف حماة الشرقي في 12/ كانون الأول/ 2016 وهجوم خان شيخون في 4/ نيسان/ 2017.

ورغم كل الخروقات للقرارات الدولية الصادرة عن نظام الأسد، إلا أن الدعم الذي قدمته حكومة روسيا لنظام الأسد البائد، والتواطئ الدولي في محاسبة مجرمي الحرب، هو ما دفع نظام الأسد لتكرار عمليات استهداف المدنيين بالأسلحة الكيماوية، وارتكاب المجازر بحقهم في انتهاك مستمر لكل الأعراف الدولية التي كان لها تبعات وخيمة جراء السكوت والصمت الدولي عن جرائم الأسد، والتي لن يقبل الشعب السوري الثائر بتمريرها، مصراً على محاسبة المتورطين في قتله، والاستمرار في حراكه الثوري وتقديم التضحيات حتى تحقيق العدالة المنشودة في الحرية ومحاسبة بشار الأسد وكافة رموزه ومجرميه الفارين.

اقرأ المزيد
٤ أبريل ٢٠٢٥
منظمة فلسطينية تكشف هوية اثنين من المتورطين بهجوم إرهـ ـابي في منطقة بستان الدور

كشفت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، عن هوية الأشخاص الذين تمكنت قوات الأمن العام السورية من اعتقالهم في دمشق، عقب إحباط محاولة هجوم إرهابي كان يستهدف أحد الحواجز الأمنية في منطقة بستان الدور، وذلك بعد عملية أمنية دقيقة أسفرت عن اعتقال عنصرين من فلول النظام السابق.

وأوضحت المجموعة الحقوقية أن أحدهما ينتمي إلى "حركة فلسطين الحرة" التابعة للمجرم سائد عبد العال والتي كانت أحد الميليشيات الفلسطينية الموالية لنظام الأسد في سوريا، والآخر من ميليشيا "الدفاع الوطني" الموالية للنظام البائد. 

ووفقًا لبيان صادر عن الأمن العام، تم توقيف محمد بيطار (أحد عناصر حركة فلسطين الحرة) ومناف حامدي (من عناصر الدفاع الوطني)، حيث عُثر بحوزتهما على أسلحة نارية، وقنابل يدوية، وعبوات ناسفة، بالإضافة إلى بطاقات عسكرية تُثبت ارتباطهما بأعمال إرهابية. 

ولفت البيان إلى أن العملية تأتي في إطار الحملات الأمنية المكثفة التي تشنها السلطات السورية لملاحقة فلول النظام السابق والمتورطين في أعمال تخريبية، مؤكدًا أن بيطار له سجل إجرامي مرتبط بجرائم سائد عبد العال، القيادي السابق في "حركة فلسطين الحرة"، والمتهم بارتكاب مجازر في مخيم اليرموك ضد المدنيين الفلسطينيين. أما حامدي، فهو من عناصر "الدفاع الوطني"، وهي ميليشيا موالية للنظام البائد متورطة في انتهاكات واسعة بحق السوريين. 

اعتقال قيادي في "حركة فلسطين حرة" 
وسبق أن تمكنت "إدارة العمليات العسكرية" من القبض على الفلسطيني السوري "نضال نمر يوسف" في منطقة جديدة عرطوز البلد، وهو أحد القياديين البارزين في "حركة فلسطين حرة" المتورطة بدعم النظام السوري البائد، ومشاركته في قتل الشعب السوري بما في ذلك المشاركة في حصار مخيم اليرموك واعتقال العديد من أبناء المخيم الفلسطيني.

وحركة "فلسطين حرة" هي إحدى المجموعات العسكرية الفلسطينية الموالية للنظام السوري السابق، والتي شاركت في في العمليات العسكرية إلى جانب قوات النظام ضد قوى المعارضة في عدة مناطق ومحافظات سورية، عرفت بعض مجموعاتها باسم "قوات سرايا بدر" وشاركت إلى جانب قوات مجموعة "لواء القدس" بمعارك بريف إدلب ودير الزور ومناطق أخرى.

شغل يوسف عدة أدوار قيادية في مجموعات مسلحة، أبرزها في حركة فلسطين الحرة و"الحرس القومي"، وكان آخرها انضمامه للفرقة الرابعة، بحسب المصادر، كما كان يوسف مسؤولًا عن تجنيد الشبيحة من مختلف الجنسيات، حيث كان يدير مجموعات تضم ما لا يقل عن 75 مقاتلًا، معظمهم من الشباب الذين تم استغلالهم في معارك ضد المعارضين للنظام.

ووفق المصادر، شارك يوسف في معارك عدة في محاور رئيسية، مثل مخيم اليرموك، مخيم فلسطين، وزبدين، ما يجعله شخصية مطلوبة للقضاء السوري بتهم جرائم الحرب والانتهاكات ضد حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال فترة حكم النظام البائد.

هذا الاعتقال جزء من الجهود المستمرة لـ"إدارة العمليات العسكرية" في ملاحقة فلول النظام البائد والميليشيات الموالية له، حيث تم القبض أيضًا على مئات الأشخاص في حمص، وشخصين في مخيم النيرب، في إطار مساعٍ لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت أثناء الحرب.

حركة "فلسطين حرة" تتبرأ من قياداتها في سوريا
وعقب انتصار الثورة السورية بسقوط نظام الأسد، أعلنت حركة "فلسطين حرة"، في بيان رسمي، استئناف أعمالها الإنسانية الموجهة لدعم الشعب الفلسطيني ولكل الأحرار في العالم، وذلك عبر مكتبها في الجمهورية العربية السورية.

وأكدت الحركة أن قرار استئناف العمل جاء بعد انتصار الشعب السوري واستعادة البلاد للاستقرار. وأوضحت أن نشاطاتها الإنسانية ستستهدف الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، مع التشديد على الالتزام بمبادئها الإنسانية والإغاثية.

في السياق، أعلنت الحركة عن تبرئها من شخصيات ذكرت أسماؤها في البيان، وهما (سائد عبد العال وعبد القادر حيفاوي)، مؤكدة أنهما لم يكونا ممثلين رسميين للحركة، ولفتت إلى أن تعيينهما تم سابقًا بالتعاون مع جهات مرتبطة بالنظام السوري السابق، وهو ما أدى إلى تعطيل أعمال الحركة في سوريا خلال السنوات الست الماضية.

واتهمت الحركة هذه الشخصيات بالتورط في أعمال قمع وتصفية استهدفت أبناء الشعب الفلسطيني داخل المخيمات السورية، بما في ذلك تقديم تقارير كيدية أدت إلى اعتقالات واسعة، وأكدت أنها ستقوم بإبلاغ الجهات المعنية في الإدارة الجديدة بسوريا لمحاسبة المتورطين على ما ارتكبوه من جرائم.

وختمت الحركة بيانها بالتأكيد على التزامها بمواصلة جهودها الإنسانية والإغاثية لخدمة الشعب الفلسطيني ولكل الأحرار في العالم، معتبرة أن هذه المرحلة تمثل انطلاقة جديدة لتحقيق أهدافها النبيلة.

وعملت بعض الفصائل الفلسطينية على تجنيد الشباب الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية وتجمعاتهم، مستغلة الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام الموارد المالية وانتشار البطالة، لتزج بهم في معارك القتال لدعم نظام الأسد، بعيداً عن قضيتهم الأساسية في فلسطين، منها (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة - حركة فتح - الانتفاضة - الصاعقة - حركة فلسطين حرة - النضال الشعبي - كتائب العودة).

اقرأ المزيد
٤ أبريل ٢٠٢٥
من الولاء للأسد إلى بوابة "التكويع".. "فواخرجي" تبدل خطابها وتتجه لمغازلة السلطة في دمشق

لا بد أن الممثلة السورية "سلاف فواخرجي"، رضخت للأمر الواقع بتقبل الحكومة السورية الجديدة، وفقدت الأمل من عودة الأسد الديكتاتور المقرب إلى قلبها بأفعاله المجرمة التي استخدمها طوال سنوات حكمه، لبدأ مرحلة "التكويع" كما فعل الذين من قبلها، لكن بطريقة غير مباشرة كي تتجنب الانتقاد الحاد، لتقرر أن تعود لسياسة التطبيل السابقة بشكل تدريجي وهذه المرة لحكومة الشرع.

في جديد الأمر، انتهزتْ عاشقة البوط العسكري الصور التي نشرت للسيدة لطيفة الدروبي عقيلة الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، مستغلةً بعض التعليقات المنتقدة القليلة التي وردت، فأعادت نشر واحدة منها عبر صفحتها الرسمية في منصة إكس وأرفقتها بتعليق تضمن رسالة للمنتقدين.

قالت فيها: "لا تعارضوا بالأعراض، ولا تخوضوا المعركة بالخوض في الشرف، وما لا ترضوه على نسائكم لا ترضوه على النسوة، ولا تقبلوا أن يكنّ بأيديكم رماح غدر، ولا تتشبهوا بحرب الآخرين، فحتّى للحرب أخلاق ولا يسوقوكم إلى مجراهم، أولئك الذين لا يشعرون بلذة الإنتصار إلا بالإنتهاك أولئك الذين لا يعرفوا من النساء إلّا عوارتهن".

وأضافت فواخرجي التي تعتبر ٱل الأسد قدوتها: "حاربوا بشرف، بعفة، انتقدوا بحجة أنتم تملكونها بقوة، وبرجولة قوتها في عطفها وتهذيبها، وإن شتمونا، لا تشتموهن. ترفعوا كما كنتم. وكما أنتم. فصاحب الحق لا يحيد عنه والشريف لا يختم صكوك الشرف، والمظلوم لا يَظلم، لا تنه عن خلق وتأتي بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم."

ثم دافعت صاحبة المنشور عن الدروبي بشكل شخصي في ختام رسالتها: "هذه السيدة اللطيفة لم تؤذ أحد بشكل شخصي و لا شأن لأحد بها والمعارضة والمعركة ليست معها، فأرجوكم كفى ولا تزر وازرة وزر أخرى".

ويشار إلى أن صورة الشرع مع زوجته لاقت تفاعلاً واسعاً، والناس أحبوها كثيراً، والانتقادات كانت قليلة جدا مقارنة مع ردود الفعل الإيجابية، والصورة التي اختارتها فواخرجي قديمة، التقطت لها مع السيدة أمينة زوجة الرئيس تركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارتهم لتركيا.

ويذكر أن فواخرجي دافعت عن ماهر الأسد شقيق الديكتاتور بشار الأسد، وأعربت عن رفضها لأن يحكم البلاد الإسلاميين، مؤكدة أن مشهد صلاة الناس في الشارع يزعجها. ويشار إلى أنها من أكثر الممثلات اللواتي عرفن بولائهن المطلق للأسد، كما كانت تحرص بشدة على نشر صور ملتقطة لها برفقته ومع زوجته، واصفة إياه بأوصاف الشهامة والرجولة التي لا تليق به ولا تشبهه.

وسبق ونشرت صورة لأبنيها مع أسماء الأسد، وأرفقتها بتعليق: "السيدة الأولى أسماء الأسد أميرة الياسمين وحمزة وعلي رمضان في الأمسية الميلادية بدار الأوبرا السورية دمشق". ولم تكتف فواخرجي بالتطبيل لحكومة الأسد، بل هاجمت المعارضين متهمة إياهم بالخيانة، وحرصت على تلميع صورة جيش نظام الأسد الذي كان يقتل المدنيين، ويسرق رزقهم، ويُعفش بيوتهم، ويعتقل أبنائهم. 


وتجاهلت فواخرجي طوال فترة الثورة التي امتدت لـ 14 عاما كل ما كانت تتناقله وسائل الإعلام من أخبار قصف وتهجير، ولم تكترث لصور قيصر المسربة، كل ما كان يهمها هو أن يبقى الأسد على الكرسي، وان يكون راض عنها، لكن زمن الظلم لا يدوم، حتى لو كوّعت فالشعب لن ينسى ما فعلته.

دعاوي قضائية أمام النيابة العامة ضد "فواخرجي" بتهم تمجيد الأسد وإنكار جرائمه

أعلنت المحامية السورية عالية أفليس، عن تقديم شكوى قضائية رسمية إلى رئيس النيابة العامة في دمشق، ضد الممثلة السورية سلاف فواخرجي، على خلفية تصريحات إعلامية أنكرت فيها الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد المخلوع، معتبرةً أن هذه التصريحات تحمل تبريرًا لتلك الجرائم وتشويهًا واضحًا لحقائق الثورة السورية وإساءة مباشرة لأرواح المعتقلين والضحايا.

وبيّنت أفليس في نص الشكوى المقدمة بصفتها الشخصية وأحد المتضررين من جرائم النظام السابق، أن فواخرجي قدمت تصريحات في مقابلة إعلامية أجريت معها خلال شهري شباط وآذار الماضيين، احتوت على عبارات وصفت بأنها «تمثل طمسًا متعمدًا للحقائق وإساءة لأرواح الضحايا وترويجًا للنظام».

كما اتهمت الشكوى الممثلة السورية بأنها «تلمّع صورة الطاغية وتدافع عنه وتصفه بالشهيد»، داعيةً لإحالتها إلى القضاء، ومنعها من السفر، وإلزامها بتعويض مادي عن الأضرار التي تسببت بها.

تصريحات مثيرة للجدل  
وكانت فواخرجي أثارت الجدل في تصريحات إعلامية سابقة، حيث رفضت وصف بشار الأسد بـ«الطاغية»، معتبرةً إياه «رجلًا شريفًا شديد الاحترام»، وأكدت أنها لن تغير موقفها حتى يظهر عكس ذلك. كما تحدثت عن تلقيها تهديدات بالقتل دفعتها لمغادرة سوريا متجهةً إلى مصر بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024.

كما نفت فواخرجي في تصريحاتها الإعلامية صحة التقارير حول اعتقال وتعذيب الفنانة السورية الراحلة مي سكاف، مؤكدةً أنها لم تتعرض للتعذيب بل طالبت بنفسها باعتقالها، وهو ما زاد من موجة الغضب الشعبي ضد فواخرجي.

"فواخرجي" تشعل الجدل بتشبيحها لـ "الأسد" رافضة وصفه بـ "الطاغية" 
جددت الممثلة السورية سلاف فواخرجي، الموالية لنظام بشار الأسد السابق، إثارة الجدل لمرة أخرى، بتصريحاتها بعد سقوط النظام، رافضة لمرة جديدة الإقرار بجرائم "بشار الأسد" ووصفه بـ "الطاغية" وقالت إن "له ما له وعليه ما عليه والتاريخ سيحكم".

وتحدثت "فواخرجي"، عن تلقيها رسائل تهديدات بالقتل هي وعائلتها بعد سقوط نظام بشار الأسد، وأضافت في لقاء مع برنامج "أسرار" المذاع عبر قناة النهار المصرية أنها تلقت رسالة على هاتفها المحمول تتضمن موقع منزلها وتحمل تهديدا بأن أشخاصا قادمون لقتلهم، موضحة أنها لا تستطيع تأكيد مدى صحتها أو من أرسلها، لكن فضلت الاحتياط وعدم ترك الفرصة للاحتمالات.

ولفتت إلى أنها غادرت مسرعة خوفا على عائلتها وجيرانها، وقررت التوجه إلى مصر، مؤكدة أن سوريا هي موطنها ولا يستطيع أحد حرمانها من العودة، وأنها ستعود لها يوما ما، لأنها لم تقتل أو تؤذ أحدا.

وعن الرئيس الحالي أحمد الشرع، قالت: "الله يبعت الخير على يديه للبلد والناس، وكل ما نطلبه هو الآمان، وناس كثير تتوسم الخير وآخرون لا يتوسمون ذلك وهو شيء طبيعي، وكل الكلام اللي يقال كلام موزون ومعتدل ونتمنى يكون على أرض الواقع".

"سلاف فواخرجي".. الحكاية الكاملة لممثلة دعمت آلة القتل والإبادة الأسدية حتى اللحظات الأخيرة
كرست الممثلة "سلاف فواخرجي"، حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، في دعم وتأييد نظام الأسد البائد، حتى اللحظات الأخيرة من عمر هذا النظام الفاني، حيث جددت في مطلع كانون الأول/ ديسمبر، دعمها له خلال عملية "ردع العدوان"، وقالت في دعمها لميليشيات النظام "نحن جيش خلفكم".

وكتبت تغريدة على حسابها عبر منصة "إكس"، "حماة الديار ثقتنا فيكم كبيرة انتوا جيش البلد انتوا نحنا والكل بالكل، تضحياتكم يلي قدمتوها خلتنا مكملين حياة وفكر وعمل، والدم يلي راح فدا هالأرض غالي كتير وحياة هالدم مارح نسمح سوريا تضيع انتوا جيشنا ونحنا جيش وراكم إيمان وعقيدة وثقة"، وفق نص المنشور.

وماهي إلا أيام ومع انتصار الثورة السورية على نظام الأسد البائد، كتبت "فواخرجي"، منشورا مطولا ورد فيه حديثها عن مرحلة جديدة وذكرت أنها لا تعتقد أن الحكم الجديد بما يُظهره لنا سيكون ظالماً، وأضافت "طلب إلي البعض أن أمسح صورا لي ولكن إن مسحتها هل ستُنسى وكأنها لم تكن؟ وهل سأتنكر أنا لها؟ وشكرا لحقن الدماء".

وكانت نشرت صورتها مع "بشار الأسد" وكتبت أسفل الصورة "شكرا سيدي الرئيس لشرف اللقاء"، وفي عام 2016 وصفت فواخرجي الأسد بـ"الإنسان الشريف المصلح" ودافعت فيه عنه ونفت الاتهامات الموجه إليه بشأن قصف الشعب السوري.

وفي مواقفها التشبيحية المتكررة قالت إن بشار الأسد الهارب تحدث معهما سابقا عن وضع الدراما السورية والوضع العسكري والاقتصادي حيث زعمت أنه أكد لهما أن الحرب العسكرية في سوريا بمراحلها الأخيرة وأن المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها السوريون في طريقها للحل.

واشتهرت "فواخرجي"، بمعاداتها للثورة السورية، مع مواقفها السياسية المنحازة بفجاجة لنظام الأسد الساقط يذكر أن فواخرجي خريجة كلية الأداب قسم الأثار، ظهرت عبر وسائل إعلام الأسد، معلنة تأييدها لنظام الأسد الساقط.

وأنكرت وبررت جرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري خلال السنوات الماضية، كما أنها قامت باختلاق قصة محاولة اغتيالها من قبل المعارضة السورية، وأن مخابرات الأسد أخبروها بوجود مخطط لاغتيالها، الأمر الذي فسره سوريون وقتها على أنه محاولة لكسب المزيد من التقرب للنظام السابق.

ويذكر أن زوجها وائل رمضان وقف أيضا إلى جانب نظام الأسد البائد ضد ثورة الشعب السوري، وأيد جرائمه، بما فيها قتل السوريين بالكيماوي، وتميز بتشبيحه العلني لميليشيات الأسد، حتى أنه قال في إحدى مقابلاته التلفزيونية قبل سنوات " إنه ليس مؤيدا للنظام بل هو النظام نفسه".

فنانون سوريون يردون على تشبيح "فواخرجي" ويطالبون بتجريم منكري جرائم الإبادة في سوريا
وكان دعا الفنان السوري جهاد عبده، في مقطع فيديو عبر حسابه في "إنستغرام"، إلى تجريم إنكار الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ارتكبها نظام الأسد بحق شعبه طوال 14 عاماً، وطالب بمحاسبة كل من ينكر الجرائم التي شملت الترهيب والتعذيب والتغييب والتشريد بحق ملايين السوريين.

وقال عبده: "باسم الشعب السوري، أطالب أنا الفنان جهاد عبده بتجريم إنكار الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت في سوريا، ومحاسبة كل من ينكر الجرائم التي شملت الترهيب، والتعذيب، والتشريد بحق الملايين من أبناء شعبنا السوري".

وأضاف: "كما أطالب بتجريم أي إساءة إلى رموز الثورة السورية، مثل مي سكاف وفدوى سليمان، وحمزة الخطيب وغياث مطر والدكتور عبد العزيز الخير والممثل المختفي قسراً وزكي كورديلو، وغيرهم ممن شكلوا رمزاً للنضال من أجل الحرية والكرامة".

وأكد عبده أن تحريف الحقائق التاريخية وإنكار الفظائع الموثقة التي ارتكبها نظام الأسد، في الوقت الذي ما زال فيه السوريون يبحثون عن رفات أحبائهم المفقودين، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام والصراعات، مشدداً على ضرورة إحياء ذكرى الضحايا والاعتراف بما حدث كخطوة نحو الحد من خطاب الكراهية ومنع تكرار الجرائم في المستقبل.

وجاءت تصريحات جهاد عبده رداً على مقابلة أجرتها الممثلة السورية الداعمة لنظام الأسد، سلاف فواخرجي، حيث أنكرت خلالها مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، التي ارتكبها نظام الأسد في أغسطس/آب 2013، وأودت بحياة مئات الأطفال والنساء جراء استخدام غاز السارين السام، كما قالت بأن أرقام الضحايا والمعقتلين مبالغ فيها، أما عن براميل الاسد وقتله للمدنيين، فقالت انها مبالغات إعلامية.

قطيفان يطالب بعزل الممثلين الموالين لنظام الأسد من نقابة الفنانين السوريين
من جهته، طالب الممثل السوري عبد الحكيم قطيفان في تصريحات إعلامية، بعزل الممثلين الموالين لنظام الأسد من نقابة الفنانين السوريين، مشدداً على أن دعم هؤلاء الفنانين لنظام متورط بجرائم ضد الإنسانية يتعارض مع القيم الأخلاقية والمهنية للفن.

وقال قطيفان: "لا يمكن للفن أن يكون منصة لتبرير الإجرام، ولا يمكن لمؤسسة كنقابة الفنانين أن تضم في صفوفها من يبررون أو يبرئون نظاماً قتل وشرد ملايين السوريين"، واعتبر أن وجود شخصيات داعمة للنظام داخل النقابة يكرس التمييز، ويعزز ثقافة الإفلات من العقاب، داعياً إلى مواقف أكثر حزماً تجاه الفنانين الذين استغلوا مواقعهم لترويج الأكاذيب والتغطية على جرائم الأسد.

 

اقرأ المزيد
٤ أبريل ٢٠٢٥
ميليشيا "قسد" تُعدم مدنياً بعد اعتقاله وتستهدف مهجرين بلغم قرب سد تشرين

عُثر على جثة الشاب "حسين عبد الله الحامد"، وهو مدني يعمل حلاقاً، على أطراف قرية محشية الشيخ بريف منبج الشرقي، بعد يوم واحد من اعتقاله على يد قوات "قسد"، التي أقدمت على إعدامه ميدانياً، وفق ما أفادت به مصادر محلية. 


ووفقاً للمصادر، فقد كان الحامد ضمن مجموعة من المهجرين الذين حاولوا العودة إلى قراهم قرب منطقة سد تشرين، عقب انتشار أنباء عن هدنة وانسحاب "قسد" من بعض النقاط، وتعرّض المهجرون لإطلاق نار مباشر من قِبل عناصر "قسد"، ما أسفر عن إصابة ثلاثة منهم، بينما اعتُقل الحامد خلال المحاولة قبل أن يُعدم لاحقاً.

وفي تطور موازٍ، أفادت تقارير إعلامية محلية يوم الثلاثاء 1 نيسان/أبريل، أن "قسد" فتحت النار على مجموعة من المدنيين العائدين إلى قرية خربة تويني في ريف حلب الشرقي، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح متفاوتة، أثناء عودتهم من مناطق خاضعة لسيطرة الدولة السورية.

كما بث ناشطون مشاهد مصوّرة توثق لحظة انفجار لغم أرضي بمجموعة من الأهالي العائدين إلى قراهم المهجرة في ريف منبج الشرقي، ما تسبب في وقوع إصابات خطيرة في صفوف المدنيين.

وأشارت المصادر إلى أن التهديدات الأمنية، بما في ذلك زرع الألغام وتفخيخ المنازل، إضافة إلى حملات الاعتقال، لا تزال تُعيق عودة المهجّرين إلى مناطقهم، رغم وجود اتفاق سابق مع الدولة السورية ينص على السماح بعودة السكان الأصليين إلى قراهم.

وفي ظل هذه الانتهاكات، نظم عدد من الأهالي وقفة احتجاجية في ريف منبج يوم الثلاثاء، طالبوا فيها بالسماح لهم بالعودة إلى قراهم وممتلكاتهم الواقعة في محيط سد تشرين. وشدد المشاركون على أن "قسد" تواصل منعهم من العودة، رغم مضي سنوات على تهجيرهم من هذه القرى التي بسطت سيطرتها عليها بالقوة.

اقرأ المزيد
٤ أبريل ٢٠٢٥
"بيدرسن" يُدين العدوان الإسرائـ ـيلي على سوريا: تهديد للاستقرار وانتهاك للقانون الدولي

أدان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل على الأراضي السورية، مشيراً إلى أن الضربات الجوية الأخيرة "أسفرت، بحسب تقارير موثوقة، عن سقوط ضحايا من المدنيين".

وأكد بيدرسن، في بيان رسمي، أن هذه العمليات العسكرية "تقوّض المساعي الرامية لبناء سوريا جديدة تنعم بالسلام والاستقرار"، مشدداً على أن التوقيت الراهن "بالغ الحساسية"، في ظل التحولات السياسية الجارية في البلاد. 

ودعا المبعوث الأممي جميع الأطراف إلى "احترام السيادة السورية والالتزام التام بالاتفاقيات الدولية"، مطالباً بوقف جميع الهجمات التي "قد تمثل خرقاً خطيراً للقانون الدولي"، ومؤكداً على أهمية "تبني الحوار والحلول الدبلوماسية لمعالجة المخاوف الأمنية، بدلاً من استمرار التصعيد العسكري".

تركيا توجه انتقادات لاذعة لـ "إسرائيـ ـل وتحذر من تهورها في سوريا
أعربت وزارة الخارجية التركية عن إدانتها الشديدة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، معتبرة أنها تعكس سياسة عدوانية توسعية من شأنها تقويض الجهود المبذولة لإرساء الاستقرار في سوريا والمنطقة بأكملها.

وقالت الوزارة في بيان صدر، الأربعاء، إن "على إسرائيل التخلي عن نهجها التوسعي والانسحاب من الأراضي التي تحتلها، والتوقف عن عرقلة مساعي الاستقرار في سوريا"، مشيرة إلى أن "عدوانها المتزايد بات يشكّل تهديداً مباشراً للسلم الإقليمي".

وأضاف البيان أن "الهجمات الجوية والبرية المتزامنة التي نفذتها إسرائيل في الثاني من نيسان ضد عدد من المواقع في سوريا، رغم غياب أي تهديد أو استفزاز من الجانب السوري، تعكس بوضوح السياسة الخارجية الإسرائيلية التي تغذي التوترات والصراعات في المنطقة".

واتهمت أنقرة المسؤولين الإسرائيليين بإطلاق "تصريحات استفزازية تعكس التخبط النفسي والسياسات المتطرفة للحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تتسم بالأصولية والعنصرية"، متسائلة عن أسباب "انزعاج إسرائيل من التطورات الإيجابية التي تشهدها سوريا ولبنان، في وقت تدعم فيه غالبية دول العالم هذه المرحلة المفصلية".


في السياق ذاته، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" للهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق عدة في الجمهورية العربية السورية، معتبرة أنها تمثل "انتهاكاً صارخاً لسيادة سوريا، وتسببت بإصابة عدد من الأشخاص وأضرار جسيمة طالت البنية التحتية والمرافق المدنية".

وشددت الخارجية الكويتية على "ضرورة وقف هذه الاعتداءات المتكررة التي تهدد استقرار المنطقة برمتها"، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والعمل الفوري على ردع إسرائيل ووقف انتهاكاتها بحق سيادة الدول.

 وسط غياب أي تحرك دولي.. إدانات عربية وإسلامية متجددة للعدوان الإسرائيـ ـلي على سوريا
واصلت الدول العربية والإسلامية إدانتها للعدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، سواء عبر الغارات الجوية التي طالت مواقع عسكرية استراتيجية تابعة للدولة السورية الجديدة، أو من خلال التوغلات البرية في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي البلاد.

  وعلى الرغم من كثافة الإدانات الرسمية، فإن هذه المواقف لا تزال تندرج ضمن الإطار السياسي، دون أن يقابلها أي تحرك دولي فعلي يردع الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، والتي تستغل حالة الانتقال السياسي في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، وضعف البنية الدفاعية لدى الدولة الجديدة لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.

اقرأ المزيد
٤ أبريل ٢٠٢٥
تركيا توجه انتقادات لاذعة لـ "إسرائيـ ـل وتحذر من تهورها في سوريا

أعربت وزارة الخارجية التركية عن إدانتها الشديدة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، معتبرة أنها تعكس سياسة عدوانية توسعية من شأنها تقويض الجهود المبذولة لإرساء الاستقرار في سوريا والمنطقة بأكملها.

وقالت الوزارة في بيان صدر، الأربعاء، إن "على إسرائيل التخلي عن نهجها التوسعي والانسحاب من الأراضي التي تحتلها، والتوقف عن عرقلة مساعي الاستقرار في سوريا"، مشيرة إلى أن "عدوانها المتزايد بات يشكّل تهديداً مباشراً للسلم الإقليمي".

وأضاف البيان أن "الهجمات الجوية والبرية المتزامنة التي نفذتها إسرائيل في الثاني من نيسان ضد عدد من المواقع في سوريا، رغم غياب أي تهديد أو استفزاز من الجانب السوري، تعكس بوضوح السياسة الخارجية الإسرائيلية التي تغذي التوترات والصراعات في المنطقة".

واتهمت أنقرة المسؤولين الإسرائيليين بإطلاق "تصريحات استفزازية تعكس التخبط النفسي والسياسات المتطرفة للحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تتسم بالأصولية والعنصرية"، متسائلة عن أسباب "انزعاج إسرائيل من التطورات الإيجابية التي تشهدها سوريا ولبنان، في وقت تدعم فيه غالبية دول العالم هذه المرحلة المفصلية".

رسالة تحذير إلى تركيا.. 18 غارة إسرائيـ ـلية على مطار حماة وأخرى على حمص ودمشق
وكانت شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء 2 نيسان 2025، سلسلة غارات جوية متزامنة استهدفت مواقع عسكرية في عدة محافظات سورية، شملت مركز البحوث العلمية في دمشق، ومطار حماة العسكري، وقاعدة "تي فور" الجوية في ريف حمص الشرقي، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن الغارات رسالة مباشرة موجهة إلى تركيا.

 وقالت مصادر ميدانية إن الغارات استهدفت محيط مبنى مركز البحوث العلمية في حي مساكن برزة بدمشق، مشيرة إلى اندلاع حرائق وهرع سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المنطقة، دون معلومات مؤكدة بعد حول وقوع إصابات بين المدنيين.

 كما استهدف القصف الجوي مطار حماة العسكري جنوب غرب المدينة بـ 18 غارة متتالية، تسببت بانفجارات قوية طالت مستودعات للذخائر ومرابض للطائرات المروحية والحربية، وشمل القصف أيضاً قاعدة "تي فور" الجوية في ريف حمص الشرقي، وسط ترجيحات بأن الضربة جاءت رداً على تقارير تحدثت عن نية تركيا استخدام القاعدة كنقطة انتشار عسكرية ونصب أنظمة دفاع جوي فيها.

 وسط غياب أي تحرك دولي.. إدانات عربية وإسلامية متجددة للعدوان الإسرائيـ ـلي على سوريا
واصلت الدول العربية والإسلامية إدانتها للعدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، سواء عبر الغارات الجوية التي طالت مواقع عسكرية استراتيجية تابعة للدولة السورية الجديدة، أو من خلال التوغلات البرية في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي البلاد.

 وعلى الرغم من كثافة الإدانات الرسمية، فإن هذه المواقف لا تزال تندرج ضمن الإطار السياسي، دون أن يقابلها أي تحرك دولي فعلي يردع الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، والتي تستغل حالة الانتقال السياسي في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، وضعف البنية الدفاعية لدى الدولة الجديدة لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.

اقرأ المزيد
٤ أبريل ٢٠٢٥
خان شيخون ذاكرة الموت الأصفر في 4 نيسان .. ثماني سنوات حين تحول الهواء إلى قاتل

يُصادف اليوم الرابع من شهر نيسان لعام 2025، الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة صنفت على أنها ضمن الجرائم الأكثر فداحة، والتي ارتكبها نظام الأسد البائد وحلفاؤه، بعد أن حملت صواريخهم هذه المرة السلاح الكيماوي ضد المدنيين العزل في مدينة خان شيخون بإدلب، فيما لازالت أصداء هذه الجريمة تتردد في أروقة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية، التي عجزت كما العادة في تحديد ومحاسبة المجرم.

"الرابع من نيسان "موت بلا دماء"
في يوم الثلاثاء 4/ نيسان/ 2017 قرابة الساعة 6:49 نفَّذت طائرة حربية من طراز SU-22 تابعة لنظام الأسد، تحمل رمز قدس 1، يقودها الطيار "محمد حاصوري" من مدينة تلكلخ (وهو قائد سرب سوخوي ٢٢ مطار الشعيرات الملقب قدس١ ورئيس أركان اللواء 50)، هجوماً على الحي الشمالي من مدينة خان شيخون بأربعة صواريخ أحدها كان محملاً بغاز سام، ما أدى إلى استشهاد 91 مدنياً خنقاً، بينهم 32 طفلاً، و23 سيدة، وإصابة ما لا يقل عن 520 آخرين بحسب آخر تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

المجزرة التي ألقت بثقلها الكبير على أكثر من 80 ألف نسمة تقطن مدينة خان شيخون، من السكان الأصلين والعائلات النازحة للمدينة على جميع النواحي النفسية والاجتماعية.

خلفت المجزرة المروعة أصداء دولية كبيرة وعلى مختلف المستويات، دفع الولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه ضربة صاروخية لمطار الشعيرات، قالت إنه رداً على مجزرة الكيماوي في خان شيخون، حيث قامت المدمرتان الأمريكيتان "بورتر" و "روس" بقصف قاعدة الشعيرات التي انطلقت منها طائرات الأسد لقصف خان شيخون بـ59 صاروخ كروز من طراز توماهوك، في السابع من نيسان أي بعد المجزرة بأيام، تلاها تحذير من وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس"، لنظام الأسد من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية مجدداً.

وسبق أن كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير مفصل مدعماً بأدلة وصوراً لأقمار صناعية، أن كافة تصريحات نظام الأسد وروسيا، حول نفيهما لقصف خان شيخون بالكيماوي، "كاذبة"، بعد ان شككت بثلاث ذرائع اتخذها نظام الأسد لدحض التهم عنه، تتعلق بالتوقيت والمواقع المستهدفة وامتلاكه لأسلحة كيماوية.

وأكد التقرير أن الأماكن المستهدفة بالقصف هي مبانٍ صغيرة في أحياء سكنية ووسط شوارع وفي أحياء مدنية تقع جغرافياً بعيداً عن مستودعات زعم نظام الأسد أنها تضم مواد كيماوية للثوار، كما نشرت "نيويورك تايمز"، تقريراً للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، يوضح عدم تأكد فريق المنظمة من تخلص نظام الأسد من كامل ترسانته الكيماوية، في الوقت الذي نفى النظام امتلاكه لأي سلاح كيماوي.

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريراً مفصلاً بعنوان "القوات الروسية أيَّدت غالباً قوات النظام السوري في هجوم خان شيخون الكيميائي" وثَّقت فيه تفاصيل الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون والهجمات الروسية التي تلت الهجوم، مؤكداً ليس فقط إلى معرفة القوات الروسية بالهجمات الكيميائية التي شنَّها نظام الأسد، بل إلى تورطها بشكلٍ مخزٍ.

وأشار التقرير إلى وجود نيَّة جُرميّة مُبيَّتة لدى قوات الأسد لتنفيذ الهجوم الكيميائي وإيقاع أكبر ضرر ممكن من خلال اختيار توقيت القصف فجراً والغارات التي استهدفت عدة مراكز طبية قبل الهجوم وبعده إضافة إلى الغارات التي استهدفت الطرق المؤدية للمدينة؛ ما جعل هذا التكتيك يُشبه إلى حد بعيد ما قام به نظام الأسد في هجوم الغوطتين في 21/ آب/ 2013.

وكان نفى الإرهابي الفار "بشار الأسد" بأسلوبه المعتاد في التهرب والتكذيب، مسؤوليته عن الهجوم بالكيماوي على مدينة خان شيخون، في مقابلة أجراها معه تلفزيون "دبليو آي أو إن" الهندي، في الوقت الذي أكد فيه تقرير فريق تقصي الحقائق، أن منظمة "حظر الأسلحة الكيماوية" أفادت باستخدام غاز "السارين"، في هجوم خان شيخون، وتداول أعضاء المنظمة في لاهاي التقرير لكنه لم يعلن.

وكانت أصدرت مؤسسات الدفاع المدني السوري (SCD) والجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) ومركر توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا (CVDCS)، بياناً حول التحقيقات المنجزة مع بعثة تفصيل الحقائق FFM التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية OPCW بشأن استهداف مدينة خان شيخون بريف إدلب بغاز السارين في الرابع من نيسان 2017.

" خان شيخون بعد ثمانية أعوام من المجزرة"
لم يعد أهالي مدينة خان شيخون مبعدين عن أرضهم بعد نزوحهم وسيطرة الأسد وحلفائه على المدينة ، إذ أنه العام الأول الذي يتمكنون فيه من العودة لمدينتهم منذ سنوات عقب سقوط نظام بشار الأسد البائد، لكنهم لازالوا يعيشون تفاصيل المجزرة الرهيبة التي أودت بأكثر من 90 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء ولا تزال الأحاديث والنقاشات تتردد حول سكوت المجتمع الدولي عن هذا الأمر وخاصة بشأن محاسبة المجرم" الهارب، كما أن الذكريات التي لاتكاد تفارق ذوي الضحايا تقطع قلوبهم حسرة ولوعة عليهم، وتعيد للأذهان صور مشاهد الموت خنقاً أمام مرأى العالم أجمع.

في خان شيخون فقدت الكثير من العائلات جل أبنائها وما حالهم إلا كحال الأم الثكلى التي فقدت أبناءها فهي بين حزن دائم وذكريات مرعبة مستمرة، وأما من الناحية النفسية، هناك يأس عام يشعر به أبناء المدينة وخاصة في ظل عدم محاسبة المجرم.

"كلمة أخيرة "
لم يكن استهداف نظام الأسد للمدنيين في خان شيخون هو الأول في انتهاك القرارات الدولية المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيماوية، حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 33 هجمة بعد قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في 27 أيلول 2013، و169 هجمة قبل القرار رقم 2118، منهم 100 هجمة بعد القرار رقم 2209 الصادر في 6/ آذار/ 2015، و44 هجمة بعد القرار رقم 2235 الصادر في 7/ آب/ 2015، وقرارات الأمم المتحدة اللاحقة.

وبحسب الشبكة فإنَّ معظم هجمات نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية قد تمَّت عبر استخدام غاز يُرجح أنه الكلور، وذلك عبر إلقاء مروحيات براميل مُحملة بغاز الكلور، كما استخُدِمت في بعض الأحيان قذائف أرضية وقنابل يدوية مُحمَّلة بغازات سامة، مشيراً إلى أنَّ هجومين على الأقل بعد هجوم الغوطتين استخدم نظام الأسد فيهما غازاً يبدو أنه مُغاير لغاز الكلور، يعتقد أنه نوع من غازات الأعصاب هما هجوم ريف حماة الشرقي في 12/ كانون الأول/ 2016 وهجوم خان شيخون في 4/ نيسان/ 2017.

ورغم كل الخروقات للقرارات الدولية الصادرة عن نظام الأسد، إلا أن الدعم الذي قدمته حكومة روسيا لنظام الأسد البائد، والتواطئ الدولي في محاسبة مجرمي الحرب، هو ما دفع نظام الأسد لتكرار عمليات استهداف المدنيين بالأسلحة الكيماوية، وارتكاب المجازر بحقهم في انتهاك مستمر لكل الأعراف الدولية التي كان لها تبعات وخيمة جراء السكوت والصمت الدولي عن جرائم الأسد، والتي لن يقبل الشعب السوري الثائر بتمريرها، مصراً على محاسبة المتورطين في قتله، والاستمرار في حراكه الثوري وتقديم التضحيات حتى تحقيق العدالة المنشودة في الحرية ومحاسبة بشار الأسد وكافة رموزه ومجرميه الفارين.

اقرأ المزيد
٤ أبريل ٢٠٢٥
الصليب الأحمر: ارتفاع مأساوي في ضحايا الذخائر المتفجرة بسوريا وتحذير من كارثة مستمرة

دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تكثيف الجهود لمواجهة الخطر المتزايد الذي تشكله الذخائر المتفجرة والألغام في سوريا، مشيرة إلى أن هذه المخلفات الحربية لا تزال تشكل تهديداً قاتلاً للمواطنين في مختلف المناطق السورية، وخاصة مع عودة الكثير من النازحين إلى مناطقهم الأصلية بعد سنوات من النزوح.

جاء ذلك في بيان أصدرته اللجنة بمناسبة "اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام"، الذي يُصادف الرابع من نيسان/أبريل من كل عام، بحسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 8 كانون الأول/ديسمبر عام 2005.

وأوضح رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، ستيفان ساكاليان، أن البلاد شهدت منذ الثامن من ديسمبر الماضي ارتفاعاً مأساوياً في عدد ضحايا الذخائر المتفجرة، حيث تم تسجيل 748 إصابة حتى الخامس والعشرين من شهر آذار المنصرم، معظمها في مناطق مدنية.

وبيّن ساكاليان أن الألغام ومخلفات الحرب أزهقت أرواح عدد من الأطفال أثناء اللعب في محافظتي درعا وحماة، كما أصيبت نساء في دير الزور وإدلب أثناء جمع الحطب والخردة المعدنية، فيما تعرض مزارعون في منطقة دوما لإصابات بالغة أثناء عملهم في أراضيهم الزراعية.

ولفت إلى أن هذا الارتفاع الحاد في عدد الضحايا مرتبط بشكل مباشر بالتحولات الميدانية والسياسية التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الأخيرة، لاسيما بعد عودة آلاف العائلات إلى مناطقهم بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضي.

وأشار إلى أن أكثر من نصف سكان سوريا يعيشون اليوم تحت خطر الذخائر غير المنفجرة، مؤكداً أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً، إذ يشكلون ثلث إجمالي الضحايا.

وحذر ساكاليان من أن استمرار هذه الأوضاع دون تدخل فعّال قد يؤدي إلى مزيد من المآسي، داعياً إلى توسيع حملات التوعية المجتمعية بمخاطر الألغام، وزيادة الدعم لعمليات إزالة المخلفات الحربية، وتوفير المعدات والموارد اللازمة، من أجل حماية أرواح المدنيين، وتأمين سبل العيش الآمن في المناطق المتضررة.

 قنابل مؤجلة تسرق أحلام العودة
تعد الذخائر غير المنفجرة "إرثًا قاتلًا" تركه النظام البائد خلفه، لتتحول إلى "فخاخٍ يومية تحصد الأرواح" وتعيق أي محاولة لتعافي المجتمعات السورية. وتؤكد مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أن المدنيين يعيشون وسط "مساحات ملوثة بالموت"، وأن الألغام باتت تمثل "أحد أبرز التحديات التي تعوق حرية الحركة والعودة والاستقرار".

ووفق تقرير صادر عن المؤسسة، فإن المنازل، الأراضي الزراعية، وحتى أماكن لعب الأطفال، لا تزال تعج بمخلفات القصف، في مشهد يعكس مدى العشوائية والتدمير الذي خلفه النظام البائد وحلفاؤه على مدى أكثر من عقد.

ثلثا السوريين مهددون
من جهتها، حذّرت منظمة "هانديكاب إنترناشونال" من أن ما يقارب 15 مليون سوري، أي ثلثي السكان، معرضون لخطر الذخائر غير المنفجرة، والتي تُقدّر أعدادها بما بين 100 ألف إلى 300 ألف قطعة. ووصفت المنظمة الوضع بأنه "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وسط انتشار هذه القنابل في معظم أرجاء البلاد.

وقالت "دانيلا زيزي"، مسؤولة برنامج سوريا في المنظمة، إن استخدام أكثر من مليون ذخيرة متفجرة خلال الحرب يجعل من إزالة هذا الخطر تحديًا كبيرًا، خصوصًا مع ازدياد عدد العائدين إلى مناطقهم، إذ عاد قرابة 800 ألف نازح داخليًا، و280 ألف لاجئ منذ سقوط النظام في ديسمبر 2024.

وأشارت زيزي إلى تصاعد عدد الحوادث المرتبطة بهذه المخلفات، حيث سُجّلت 136 حادثة خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من هذا العام، فيما تواصل الفرق الميدانية توثيق إصابات وبتر أطراف ناجمة عن انفجارات مفاجئة.

الحاجة إلى خريطة تطهير
تشدد المنظمات الإنسانية والحقوقية على ضرورة إطلاق خريطة وطنية شاملة لتطهير الأراضي السورية، من خلال فرق مختصة، وبدعم دولي، لتأمين حياة المدنيين وضمان عودة آمنة ومستدامة للنازحين.

وإلى أن يتحقق ذلك، يبقى "الموت المؤجل" شبحًا يطارد السوريين في كل خطوة، ويذكرهم إرث الحرب لم ينتهِ بعد بسقوط الطاغية، بل ما زال حاضرًا في التراب الذي يدوسونه، وفي كل حجر لم يُقلب بعد.

اقرأ المزيد
٤ أبريل ٢٠٢٥
صور أقمار صناعية توثق دماراً واسعاً في مطار T4 بعد غارات إسرائيـ ـلية

كشفت صور أقمار صناعية عن حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بمطار "تي فور" العسكري قرب تدمر بريف حمص الشرقي، عقب سلسلة غارات جوية نفذتها إسرائيل خلال الأيام الماضية، والتي وصفت بأنها من الأعنف منذ سقوط نظام الأسد.

وأظهرت الصور الحديثة وجود حفر ضخمة على مدرج المطار، بالإضافة إلى أضرار بالغة في البنية التحتية الأساسية، ما جعل المطار غير صالح حالياً لاستقبال طائرات النقل الثقيلة أو تسيير العمليات الجوية منه.

وتأتي هذه الضربات ضمن حملة موسعة شنتها إسرائيل ليل الأربعاء 2 نيسان/أبريل، استهدفت عدة مواقع عسكرية في كل من دمشق وحمص وحماة، من بينها مبنى البحوث العلمية في حي مساكن برزة بالعاصمة، ومطار حماة العسكري الذي تعرض لأكثر من 15 ضربة جوية متتالية.

وفي سياق متصل، أكدت تقارير إسرائيلية وغربية أن استهداف مطار T4 كان موجهاً لإيقاف "الجهود التركية لترسيخ وجودها العسكري في سوريا"، في ظل معلومات عن تحركات تركية لإقامة قواعد ونشر منظومات دفاع جوي في المطار المذكور.

ونقلت صحيفة "جيروزالم بوست" عن مسؤول إسرائيلي أن الضربة الجوية كانت رسالة مباشرة إلى أنقرة، مفادها: "لا تقيموا قواعد عسكرية في سوريا، ولا تتدخلوا في العمليات الإسرائيلية".

كما كشف الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك أن قوات تركية ترافقها قوافل دبابات ومعدات قتالية دخلت الأراضي السورية مؤخراً، متجهة نحو حمص ودمشق، مشيراً إلى أن تركيا بدأت السيطرة على عدد من المطارات السورية بموافقة من السلطة السابقة، وأن مطار T4 بات أحد أبرز تلك المواقع التي تُعدها أنقرة استراتيجية.

واعتبر بريك أن هذه التحركات تمثل تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل، محذراً من أن ترسيخ وجود عسكري تركي دائم في قلب سوريا قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع، خاصة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع توصف بأنها "مشبوهة أو تشكل تهديداً لأمن إسرائيل".

بعد 18 غارة إسرائيـ ـلية.. تدمير شامل في مطار حماة العسكري وهذه أبرز الخسائر
أفاد نشطاء من محافظة حماة، أن حجم الأضرار التي خلفتها الطائرات الإسرائيلية في مطار حماة العسكري، كان كبيراً عقب ضربات صاروخية عنيفة، نفذتها طائرات حربية عدة بأكثر من 18 غارة في 2 نيسان 2025، استهدفت المطار العسكري لأول مرة منذ سقوط نظام الأسد.

وأوضحت المصادر، أن الغارات تركزت على مستودعات الوقود والذخيرة ومرابض الطائرات الحربية والمروحية، تسبب القصف بتدمير مدرج ومستودعات عدة، وبلوكوسات للطائرات، ووفق المصادر فإن قرابة 10 طائرات حربية ومروحية تم تدميرها بشكل كامل، كما تم تدمير منظومة صواريخ ورادار.

 
هذا ويعد مطار حماة العسكري أحد أبرز القواعد العسكرية الجوية في المنطقة الوسطى والشمالية من سوريا، يحتوي المطار على مدرج إسفلتي واحد يبلغ طوله 2783 مترًا وعرضه 45.5 مترًا، بالإضافة إلى عدة مهابط للمروحيات، ويقع على ارتفاع 309 أمتار عن سطح البحر، ويضم المطار طائرات من طراز ميغ-21 وميغ-29، ويُعتبر من أهم القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى بسوريا.

رسالة تحذير إلى تركيا.. 18 غارة إسرائيـ ـلية على مطار حماة وأخرى على حمص ودمشق
وكانت شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء 2 نيسان 2025، سلسلة غارات جوية متزامنة استهدفت مواقع عسكرية في عدة محافظات سورية، شملت مركز البحوث العلمية في دمشق، ومطار حماة العسكري، وقاعدة "تي فور" الجوية في ريف حمص الشرقي، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن الغارات رسالة مباشرة موجهة إلى تركيا.

وقالت مصادر ميدانية إن الغارات استهدفت محيط مبنى مركز البحوث العلمية في حي مساكن برزة بدمشق، مشيرة إلى اندلاع حرائق وهرع سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المنطقة، دون معلومات مؤكدة بعد حول وقوع إصابات بين المدنيين.

كما استهدف القصف الجوي مطار حماة العسكري جنوب غرب المدينة بـ 18 غارة متتالية، تسببت بانفجارات قوية طالت مستودعات للذخائر ومرابض للطائرات المروحية والحربية، وشمل القصف أيضاً قاعدة "تي فور" الجوية في ريف حمص الشرقي، وسط ترجيحات بأن الضربة جاءت رداً على تقارير تحدثت عن نية تركيا استخدام القاعدة كنقطة انتشار عسكرية ونصب أنظمة دفاع جوي فيها.

وسط غياب أي تحرك دولي.. إدانات عربية وإسلامية متجددة للعدوان الإسرائيـ ـلي على سوريا
واصلت الدول العربية والإسلامية إدانتها للعدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، سواء عبر الغارات الجوية التي طالت مواقع عسكرية استراتيجية تابعة للدولة السورية الجديدة، أو من خلال التوغلات البرية في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي البلاد.

وعلى الرغم من كثافة الإدانات الرسمية، فإن هذه المواقف لا تزال تندرج ضمن الإطار السياسي، دون أن يقابلها أي تحرك دولي فعلي يردع الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، والتي تستغل حالة الانتقال السياسي في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، وضعف البنية الدفاعية لدى الدولة الجديدة لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.

اقرأ المزيد
٣ أبريل ٢٠٢٥
"حـ ـزب الله" يُدين الغارات الإسرائيـ ـلية على سوريا: جزء من مشروع لإخضاع المنطقة للاحتلال

أصدر ميليشيا "حزب الله" اللبناني بياناً أعرب فيه عن إدانته الشديدة للهجمات الأميركية والإسرائيلية المتواصلة على سوريا واليمن ولبنان وقطاع غزة، معتبراً إياها امتداداً مباشراً لـ"حرب شاملة يشنها محور الشر الأميركي - الصهيوني ضد شعوب المنطقة المقاومة".

وأوضح الحزب في بيانه أن "الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، سواء عبر الغارات الجوية أو التوغلات البرية، تهدف إلى تقويض استقرار الدولة السورية ومنعها من استعادة دورها ومكانتها، وتشكل انتهاكاً صارخاً لسيادتها الوطنية".

وأشاد البيان بـ"الموقف البطولي للسوريين في مواجهة العدوان الصهيوني الأخير"، مشيراً إلى أن سقوط شهداء وجرحى في المواجهات الأخيرة، لاسيما في ريف درعا، يؤكد أن "روح المقاومة لا تزال حيّة ومتجذرة في وجدان الشعب السوري الذي لطالما اختار طريق التصدي والصمود".

وأكد "حزب الله" أن "التصعيد الجاري يضع شعوب ودول المنطقة أمام مفترق طرق حاسم: إما المواجهة والتصدي للمخططات الصهيونية، أو الخضوع والاستسلام لمعادلات الهيمنة والهيمنة الأجنبية".

واختتم البيان بالتشديد على "تضامن الحزب الكامل مع سوريا وفلسطين واليمن في وجه العدوان"، داعياً "جميع الأحرار حول العالم إلى الوقوف بحزم في مواجهة المشروع الأميركي-الإسرائيلي، والضغط على المجتمع الدولي لإيقاف هذه الانتهاكات التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها".

وسط غياب أي تحرك دولي.. إدانات عربية وإسلامية متجددة للعدوان الإسرائيـ ـلي على سوريا
واصلت الدول العربية والإسلامية إدانتها للعدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، سواء عبر الغارات الجوية التي طالت مواقع عسكرية استراتيجية تابعة للدولة السورية الجديدة، أو من خلال التوغلات البرية في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي البلاد.

وعلى الرغم من كثافة الإدانات الرسمية، فإن هذه المواقف لا تزال تندرج ضمن الإطار السياسي، دون أن يقابلها أي تحرك دولي فعلي يردع الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، والتي تستغل حالة الانتقال السياسي في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، وضعف البنية الدفاعية لدى الدولة الجديدة لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.

السعودية: غارات الاحتلال تهديد مباشر لأمن سوريا
عبّرت وزارة الخارجية السعودية عن استنكارها الشديد للهجمات الإسرائيلية الأخيرة، وقالت في بيان رسمي:"ندين ونستنكر بأشد العبارات غارات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية، ونؤكد رفضنا القاطع لأي محاولات تهدد أمن سوريا واستقرارها".

ودعت المملكة المجتمع الدولي، ولا سيما الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياتها والوقوف بحزم في وجه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، مع ضرورة تفعيل آليات المساءلة الدولية وفرض الالتزام بالقانون الدولي.

العراق: العدوان الإسرائيلي يكشف النهج التوسعي للاحتلال
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية العراقية الغارات الإسرائيلية والتوغلات البرية، مؤكدة وقوف العراق إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات.

وقالت الوزارة في بيان: "نعرب عن إدانة جمهورية العراق الشديدة للغارات التي شنها الكيان الإسرائيلي، والتي استهدفت عدة مناطق سورية، بما فيها الهجوم على مطار حماة، وندين التوغلات المتكررة لقوات الاحتلال في الأراضي السورية".

ولفت البيان إلى أن هذه الاعتداءات، التي أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين، تكشف عن نهج عدواني توسعي تتبناه حكومة الاحتلال، وتمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي ولسيادة الدول.

وختمت الخارجية العراقية بيانها بتجديد التأكيد على وقوف العراق إلى جانب الشعب السوري الشقيق، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين، ووقف هذه الاعتداءات المستمرة، وضمان حق الشعوب في العيش بأمن وسلام.

قطر تدين الغارات الإسرائيـ ـلية على سوريا وتدعو لتحرك دولي لوقف التصعيد
أعربت وزارة الخارجية في دولة قطر عن إدانتها الشديدة للهجمات الجوية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق داخل الأراضي السورية، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين والعسكريين، معتبرة أن هذه الاعتداءات تمثل "انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتعديًا فاضحًا على القانون الدولي".

وأكدت الوزارة في بيان رسمي، أن "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة تُشكّل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي، وتُفاقم من حالة التوتر في المنطقة"، مشددة على ضرورة وقفها فورًا.

ودعت الخارجية القطرية المجتمع الدولي إلى "اتخاذ موقف حازم وإجراءات عاجلة تلزم إسرائيل بالامتثال للشرعية الدولية، ووقف ممارساتها العدوانية بحق الأراضي السورية"، مشيرة إلى أهمية احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني.

كما جدّدت دولة قطر موقفها الثابت في "دعم سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، وتطلعات شعبها في الأمن والسلام والاستقرار"، مؤكدة استعدادها لمواصلة العمل من أجل إنهاء التصعيد ودعم الحلول السياسية السلمية في البلاد.

الخارجية الأردنية
أدانت "وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية"، في بيان رسمي، الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي طالت عدة مناطق داخل الأراضي السورية، واصفة إياها بـ"العدوان السافر" الذي يشكل انتهاكًا خطيرًا لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وخرقًا واضحًا للقانون الدولي.

وأكد الناطق باسم الخارجية الأردنية، السفير د. سفيان القضاة، أن هذه الاعتداءات المتكررة تمثل تصعيدًا مرفوضًا يزيد من حدة التوتر في المنطقة، مجددًا **رفض المملكة المطلق واستنكارها الشديد لأي عمل عسكري إسرائيلي على الأراضي السورية.

وأشار القضاة إلى أن الغارات تمثل خرقًا مباشرًا لاتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974 بين إسرائيل وسوريا، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في ردع هذه الانتهاكات، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها على الأراضي السورية، وإنهاء احتلالها للأراضي العربية، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية.

مصر تدين وتطالب بوقف الانتهاكات المتكررة
من جانبها، عبرت "وزارة الخارجية المصرية" عن إدانتها الشديدة للغارات الإسرائيلية على سوريا، مؤكدة أن ما حدث يُعد "تعديًا سافرًا على سيادة دولة عربية، واستغلالاً مؤسفًا للأوضاع الداخلية التي تمر بها سوريا".

وشددت القاهرة على ضرورة التزام إسرائيل باتفاقية فصل الاشتباك لعام 1974، داعية الأطراف الدولية الفاعلة إلى التحرك الجاد لوضع حد لهذه التجاوزات المتكررة، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية المحتلة.

حماس: العدوان على درعا امتداد للعدوان على غزة
وفي السياق ذاته، أدانت حركة "حماس" العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، لا سيما التوغلات الأخيرة في محافظة درعا، معتبرة أن ما يجري هو "جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالعدوان ضد المدنيين".

وأشادت الحركة في بيان لها بصمود أبناء درعا وتصديهم الشجاع للقوات المقتحمة، مشيرة إلى أن العدوان الإسرائيلي في سوريا يتكامل مع العدوان المتواصل على غزة والضفة الغربية والقدس، وداعية إلى **توحيد الصفوف الوطنية والعربية والإسلامية لمواجهة المخططات العدوانية للاحتلال الصهيوني.

مجلس التعاون الخليجي
وكان أدان مجلس التعاون الخليجي الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لوقفها، وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، في بيان، عن إدانته واستنكاره الشديدين لغارات قوات الاحتلال الإسرائيلي على عدد من المواقع في الجمهورية العربية السورية، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وأكّد البديوي أن “هذه الغارات تعدّ حلقة جديدة في سلسلة محاولات قوات الاحتلال الإسرائيلي لتقويض وزعزعة الأمن الإقليمي والدولي”، مشدداً على “أهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها”.

وأشار الأمين العام للمجلس إلى أن “صمت المجتمع الدولي إزاء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة يشجّع على استمرارها”، مطالباً بضرورة “اتخاذ خطوات ملموسة لوقفها، بما يصب في مصلحة الأمن والسلم في المنطقة”.

إسرائيل تبرر الهجمات: لحماية الأمن
في المقابل، دافع وزير الخارجية الإسرائيلي "جدعون ساعر" عن العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل سوريا، مؤكداً أن تل أبيب لا تسعى لتغيير الواقع السوري، بل تهدف إلى "الحفاظ على أمنها ومنع التهديدات"، حسب وصفه.

وفي تصريحات صحفية، شدد ساعر على أن إسرائيل لن تقبل بالعودة إلى ما وصفه بـ"واقع ما قبل السادس من أكتوبر"، وأنها تحتفظ بحق الرد والردع على جميع حدودها، كما وجّه ساعر انتقادات لتركيا، متهمًا إياها بلعب "دور سلبي" في سوريا ولبنان، مؤكداً أن منع إيران من امتلاك سلاح نووي يمثل هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل، دون استبعاد الخيار الدبلوماسي لتحقيق ذلك.

"الجيش الإسرائـ ـيلي" يعلن تنفيذ عملية ضد "بنى تحتية إرهابية" جنوبي سوريا
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، نفذ فجر الخميس، عملية عسكرية واسعة في منطقة تسيل جنوب سوريا، أعلن خلالها عن مصادرة أسلحة وتدمير ما وصفها ببنى تحتية "إرهابية"، في تصعيد عسكري جديد يُنذر بتحول خطير في الميدان السوري.

وأضاف أدرعي، في بيان رسمي: "خلال ساعات الليل، نفذت قوات من اللواء 474 (الجولان) عملية في منطقة تسيل جنوب سوريا، حيث صادرت وسائل قتالية ودمرت بنى تحتية تعود لتنظيمات إرهابية".  

وأضاف أن "عناصر مسلحة فتحت النار على قواتنا أثناء تنفيذ العملية، وقد تم الرد عليهم باستهداف بري وجوي، أسفر عن مقتل عدد من المسلحين"، وأكد أن القوات أنهت مهمتها دون أي خسائر بشرية في صفوفها، مشددًا على أن "وجود أسلحة وتهديدات جنوب سوريا يشكل خطرًا مباشرًا على أمن إسرائيل، ولن يتم التساهل معه".

شهداء وجرحى في درعا إثر القصف الإسرائيلي المكثف
بالتزامن مع العملية، شهد ريف درعا الغربي تصعيدًا واسعًا، حيث استهدفت طائرات الاحتلال المروحية والمسيرة، إلى جانب المدفعية، مناطق متفرقة في محيط مدينة نوى، تل الجموع، وحرش الجبيلية، ما أدى إلى استشهاد تسعة مدنيين على الأقل وسقوط عدد كبير من الجرحى، وفق ما وثّقه تجمع أحرار حوران.

وبحسب مصادر ميدانية، تواصلت عمليات انتشال الجثامين من منطقة الحرش التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية صباح الخميس، وسط ترجيحات بارتفاع عدد الشهداء مع استمرار البحث عن المفقودين ووجود حالات حرجة بين المصابين في مشفى نوى.
ومن بين الشهداء الذين جرى التعرف عليهم: (عمران محمد عرار، علي رياض الطياسنة، هشام بطحة، عيسى السقر، محمد البطل، بشار الطياسنة، عبدالله بطحة، محمد الرفاعي، وقيس الجندي).

تحوّل ميداني في سياسة الاحتلال
وتشير هذه العملية إلى مرحلة جديدة من التوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، لا سيما أن الاقتراب من مدينة نوى، وهي أكبر مدن محافظة درعا وأكثرها اكتظاظًا بالسكان، يمثل تصعيدًا غير مسبوق قد يؤدي إلى مواجهات مباشرة في مناطق مدنية مأهولة.
وتُعد هذه الضربة امتدادًا لسلسلة من الانتهاكات التي بدأتها قوات الاحتلال عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي طالت عدة قرى في محافظتي درعا والقنيطرة.

غضب شعبي وتحذيرات من كارثة إنسانية
يأتي ذلك في وقت تسود حالة من الغضب العارم والاستنفار الشعبي في أوساط أهالي نوى، الذين رأوا في الغارات استهدافًا مباشرًا لشبابهم الذين لبّوا نداءات الاستغاثة وحاولوا صدّ التوغلات العسكرية في حرش تسيل.  
وتزداد المخاوف من اتساع رقعة التصعيد نحو المناطق السكنية، وسط ضعف البنية الخدمية والطبية، ما يُنذر بكارثة إنسانية وشيكة إذا ما استمر الاحتلال في قصفه للمدن والبلدات المأهولة في الجنوب السوري.

اقرأ المزيد
٣ أبريل ٢٠٢٥
استطلاع "إيكونوميست": 70% من السوريين متفائلون بالمستقبل ويشعرون بحرية أكبر بعد سقوط الأسد

كشفت مجلة "إيكونوميست" البريطانية في تقرير لها، عن نتائج استطلاع رأي أجرته مؤخرًا داخل سوريا، أظهر تغيّرًا واضحًا في المزاج العام لدى المواطنين بعد تشكيل الحكومة السورية الانتقالية وسقوط نظام بشار الأسد.

وبيّن الاستطلاع أن "نحو 70% من السوريين من مختلف المناطق والانتماءات الطائفية عبّروا عن تفاؤلهم بالمستقبل"، رغم استمرار بعض التحديات الميدانية، معتبرين أن البلاد تسير باتجاه أكثر استقرارًا وانفتاحًا.

تحسّن في مستوى الحريات والثقة بالمؤسسات
ووفق المجلة، فإن 80% من المشاركين في الاستطلاع أكدوا أنهم يشعرون بحرية أكبر الآن مقارنةً بفترة حكم الأسد، في إشارة إلى تراجع القيود الأمنية والاجتماعية التي كانت مفروضة سابقًا على المواطنين.

كما أظهرت النتائج أن 65% من السوريين يشعرون بثقة أكبر تجاه مؤسسات الدولة الحالية، بما فيها الهيئات التنفيذية والإدارية، وهو ما اعتبرته المجلة "مؤشرًا على تحسّن العلاقة بين الدولة والمجتمع في المرحلة الانتقالية".

 الشرع يحظى بدعم شعبي واسع
وفي أحد أبرز نتائج الاستطلاع، أشارت "إيكونوميست" إلى أن 80% من السوريين ينظرون بإيجابية إلى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، ويرون في قيادته فرصة لبناء دولة مدنية ديمقراطية تعبّر عن تطلعاتهم بعد سنوات من القمع والفساد.

 الواقع الأمني والاقتصادي: تحسن نسبي وتفاؤل كبير
رغم وجود بعض الاشتباكات في مناطق متفرقة، قال ثلثا المشاركين إن الوضع الأمني شهد تحسناً واضحاً مقارنة بالسنوات السابقة، خاصة مع اختفاء مشاهد الاعتقالات العشوائية والحواجز الأمنية التي كانت تعيق الحركة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أعرب نحو 75% من المشاركين عن تفاؤلهم بإمكانية تحسّن الظروف المعيشية خلال العام القادم، متوقعين أن تؤدي الخطط الحكومية الجديدة إلى خلق فرص عمل وتحريك عجلة الاقتصاد.

 الخدمات العامة والمشاركة السياسية
وبيّن الاستطلاع أن 60% من السوريين لاحظوا تحسنًا في الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه والنقل والصحة، في حين عبّر 55% منهم عن رغبتهم في المشاركة السياسية والمدنية، سواء عبر التصويت أو الانخراط في المبادرات المجتمعية.

إشارات تحوّل في المزاج الوطني
اعتبرت المجلة أن نتائج الاستطلاع تعكس مؤشرات أولية على بدء تعافي المزاج الوطني السوري من إرث الحرب والاستبداد، وهو ما قد يُمهّد لتشكيل رأي عام داعم للاستقرار السياسي والمصالحة الوطنية، وأوضحت "إيكونوميست" أن هذا التفاؤل لا يعني غياب التحديات، لكنه يعكس حالة من الأمل الحقيقي في التغيير، بعد عقود من الانغلاق والخوف والاضطرابات.

 

 

اقرأ المزيد
٣ أبريل ٢٠٢٥
وسط غياب أي تحرك دولي.. إدانات عربية وإسلامية متجددة للعدوان الإسرائيـ ـلي على سوريا

واصلت الدول العربية والإسلامية إدانتها للعدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، سواء عبر الغارات الجوية التي طالت مواقع عسكرية استراتيجية تابعة للدولة السورية الجديدة، أو من خلال التوغلات البرية في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي البلاد.

وعلى الرغم من كثافة الإدانات الرسمية، فإن هذه المواقف لا تزال تندرج ضمن الإطار السياسي، دون أن يقابلها أي تحرك دولي فعلي يردع الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، والتي تستغل حالة الانتقال السياسي في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، وضعف البنية الدفاعية لدى الدولة الجديدة لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.

السعودية: غارات الاحتلال تهديد مباشر لأمن سوريا
عبّرت وزارة الخارجية السعودية عن استنكارها الشديد للهجمات الإسرائيلية الأخيرة، وقالت في بيان رسمي:"ندين ونستنكر بأشد العبارات غارات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية، ونؤكد رفضنا القاطع لأي محاولات تهدد أمن سوريا واستقرارها".

ودعت المملكة المجتمع الدولي، ولا سيما الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياتها والوقوف بحزم في وجه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، مع ضرورة تفعيل آليات المساءلة الدولية وفرض الالتزام بالقانون الدولي.

العراق: العدوان الإسرائيلي يكشف النهج التوسعي للاحتلال
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية العراقية الغارات الإسرائيلية والتوغلات البرية، مؤكدة وقوف العراق إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات.

وقالت الوزارة في بيان: "نعرب عن إدانة جمهورية العراق الشديدة للغارات التي شنها الكيان الإسرائيلي، والتي استهدفت عدة مناطق سورية، بما فيها الهجوم على مطار حماة، وندين التوغلات المتكررة لقوات الاحتلال في الأراضي السورية".

ولفت البيان إلى أن هذه الاعتداءات، التي أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين، تكشف عن نهج عدواني توسعي تتبناه حكومة الاحتلال، وتمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي ولسيادة الدول.

وختمت الخارجية العراقية بيانها بتجديد التأكيد على وقوف العراق إلى جانب الشعب السوري الشقيق، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين، ووقف هذه الاعتداءات المستمرة، وضمان حق الشعوب في العيش بأمن وسلام.

قطر تدين الغارات الإسرائيـ ـلية على سوريا وتدعو لتحرك دولي لوقف التصعيد
أعربت وزارة الخارجية في دولة قطر عن إدانتها الشديدة للهجمات الجوية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق داخل الأراضي السورية، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين والعسكريين، معتبرة أن هذه الاعتداءات تمثل "انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتعديًا فاضحًا على القانون الدولي".

وأكدت الوزارة في بيان رسمي، أن "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة تُشكّل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي، وتُفاقم من حالة التوتر في المنطقة"، مشددة على ضرورة وقفها فورًا.

ودعت الخارجية القطرية المجتمع الدولي إلى "اتخاذ موقف حازم وإجراءات عاجلة تلزم إسرائيل بالامتثال للشرعية الدولية، ووقف ممارساتها العدوانية بحق الأراضي السورية"، مشيرة إلى أهمية احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني.

كما جدّدت دولة قطر موقفها الثابت في "دعم سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، وتطلعات شعبها في الأمن والسلام والاستقرار"، مؤكدة استعدادها لمواصلة العمل من أجل إنهاء التصعيد ودعم الحلول السياسية السلمية في البلاد.

الخارجية الأردنية
أدانت "وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية"، في بيان رسمي، الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي طالت عدة مناطق داخل الأراضي السورية، واصفة إياها بـ"العدوان السافر" الذي يشكل انتهاكًا خطيرًا لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وخرقًا واضحًا للقانون الدولي.

وأكد الناطق باسم الخارجية الأردنية، السفير د. سفيان القضاة، أن هذه الاعتداءات المتكررة تمثل تصعيدًا مرفوضًا يزيد من حدة التوتر في المنطقة، مجددًا **رفض المملكة المطلق واستنكارها الشديد لأي عمل عسكري إسرائيلي على الأراضي السورية.

وأشار القضاة إلى أن الغارات تمثل خرقًا مباشرًا لاتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974 بين إسرائيل وسوريا، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في ردع هذه الانتهاكات، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها على الأراضي السورية، وإنهاء احتلالها للأراضي العربية، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية.

مصر تدين وتطالب بوقف الانتهاكات المتكررة
من جانبها، عبرت "وزارة الخارجية المصرية" عن إدانتها الشديدة للغارات الإسرائيلية على سوريا، مؤكدة أن ما حدث يُعد "تعديًا سافرًا على سيادة دولة عربية، واستغلالاً مؤسفًا للأوضاع الداخلية التي تمر بها سوريا".

وشددت القاهرة على ضرورة التزام إسرائيل باتفاقية فصل الاشتباك لعام 1974، داعية الأطراف الدولية الفاعلة إلى التحرك الجاد لوضع حد لهذه التجاوزات المتكررة، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية المحتلة.

حماس: العدوان على درعا امتداد للعدوان على غزة
وفي السياق ذاته، أدانت حركة "حماس" العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، لا سيما التوغلات الأخيرة في محافظة درعا، معتبرة أن ما يجري هو "جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالعدوان ضد المدنيين".

وأشادت الحركة في بيان لها بصمود أبناء درعا وتصديهم الشجاع للقوات المقتحمة، مشيرة إلى أن العدوان الإسرائيلي في سوريا يتكامل مع العدوان المتواصل على غزة والضفة الغربية والقدس، وداعية إلى **توحيد الصفوف الوطنية والعربية والإسلامية لمواجهة المخططات العدوانية للاحتلال الصهيوني.

إسرائيل تبرر الهجمات: لحماية الأمن
في المقابل، دافع وزير الخارجية الإسرائيلي "جدعون ساعر" عن العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل سوريا، مؤكداً أن تل أبيب لا تسعى لتغيير الواقع السوري، بل تهدف إلى "الحفاظ على أمنها ومنع التهديدات"، حسب وصفه.

وفي تصريحات صحفية، شدد ساعر على أن إسرائيل لن تقبل بالعودة إلى ما وصفه بـ"واقع ما قبل السادس من أكتوبر"، وأنها تحتفظ بحق الرد والردع على جميع حدودها، كما وجّه ساعر انتقادات لتركيا، متهمًا إياها بلعب "دور سلبي" في سوريا ولبنان، مؤكداً أن منع إيران من امتلاك سلاح نووي يمثل هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل، دون استبعاد الخيار الدبلوماسي لتحقيق ذلك.

"الجيش الإسرائـ ـيلي" يعلن تنفيذ عملية ضد "بنى تحتية إرهابية" جنوبي سوريا
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، نفذ فجر الخميس، عملية عسكرية واسعة في منطقة تسيل جنوب سوريا، أعلن خلالها عن مصادرة أسلحة وتدمير ما وصفها ببنى تحتية "إرهابية"، في تصعيد عسكري جديد يُنذر بتحول خطير في الميدان السوري.

وأضاف أدرعي، في بيان رسمي: "خلال ساعات الليل، نفذت قوات من اللواء 474 (الجولان) عملية في منطقة تسيل جنوب سوريا، حيث صادرت وسائل قتالية ودمرت بنى تحتية تعود لتنظيمات إرهابية".  

وأضاف أن "عناصر مسلحة فتحت النار على قواتنا أثناء تنفيذ العملية، وقد تم الرد عليهم باستهداف بري وجوي، أسفر عن مقتل عدد من المسلحين"، وأكد أن القوات أنهت مهمتها دون أي خسائر بشرية في صفوفها، مشددًا على أن "وجود أسلحة وتهديدات جنوب سوريا يشكل خطرًا مباشرًا على أمن إسرائيل، ولن يتم التساهل معه".

شهداء وجرحى في درعا إثر القصف الإسرائيلي المكثف
بالتزامن مع العملية، شهد ريف درعا الغربي تصعيدًا واسعًا، حيث استهدفت طائرات الاحتلال المروحية والمسيرة، إلى جانب المدفعية، مناطق متفرقة في محيط مدينة نوى، تل الجموع، وحرش الجبيلية، ما أدى إلى استشهاد تسعة مدنيين على الأقل وسقوط عدد كبير من الجرحى، وفق ما وثّقه تجمع أحرار حوران.

وبحسب مصادر ميدانية، تواصلت عمليات انتشال الجثامين من منطقة الحرش التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية صباح الخميس، وسط ترجيحات بارتفاع عدد الشهداء مع استمرار البحث عن المفقودين ووجود حالات حرجة بين المصابين في مشفى نوى.
ومن بين الشهداء الذين جرى التعرف عليهم: (عمران محمد عرار، علي رياض الطياسنة، هشام بطحة، عيسى السقر، محمد البطل، بشار الطياسنة، عبدالله بطحة، محمد الرفاعي، وقيس الجندي).

تحوّل ميداني في سياسة الاحتلال
وتشير هذه العملية إلى مرحلة جديدة من التوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، لا سيما أن الاقتراب من مدينة نوى، وهي أكبر مدن محافظة درعا وأكثرها اكتظاظًا بالسكان، يمثل تصعيدًا غير مسبوق قد يؤدي إلى مواجهات مباشرة في مناطق مدنية مأهولة.
وتُعد هذه الضربة امتدادًا لسلسلة من الانتهاكات التي بدأتها قوات الاحتلال عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي طالت عدة قرى في محافظتي درعا والقنيطرة.

غضب شعبي وتحذيرات من كارثة إنسانية
يأتي ذلك في وقت تسود حالة من الغضب العارم والاستنفار الشعبي في أوساط أهالي نوى، الذين رأوا في الغارات استهدافًا مباشرًا لشبابهم الذين لبّوا نداءات الاستغاثة وحاولوا صدّ التوغلات العسكرية في حرش تسيل.  
وتزداد المخاوف من اتساع رقعة التصعيد نحو المناطق السكنية، وسط ضعف البنية الخدمية والطبية، ما يُنذر بكارثة إنسانية وشيكة إذا ما استمر الاحتلال في قصفه للمدن والبلدات المأهولة في الجنوب السوري.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٦ يونيو ٢٠٢٥
النائب العام بين المساءلة السياسية والاستقلال المهني
فضل عبد الغني مدير ومؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
٥ يونيو ٢٠٢٥
قراءة في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية
فضل عبد الغني مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
٢١ مايو ٢٠٢٥
بعد سقوط الطاغية: قوى تتربص لتفكيك سوريا بمطالب متضاربة ودموع الأمهات لم تجف
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٠ مايو ٢٠٢٥
هكذا سيُحاسب المجرمون السابقون في سوريا و3 تغييرات فورية يجب أن تقوم بها الإدارة السورية
فضل عبد الغني" مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
١٦ مايو ٢٠٢٥
شعب لا يعبد الأشخاص.. بل يراقب الأفعال
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
١٥ مايو ٢٠٢٥
لا عودة إلى الوطن.. كيف أعاقت مصادرة نظام الأسد للممتلكات في درعا عودة اللاجئين
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٤ مايو ٢٠٢٥
لاعزاء لأيتام الأسد ... العقوبات تسقط عقب سقوط "الأسد" وسوريا أمام حقبة تاريخية جديدة
أحمد نور (الرسلان)