أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الشهري حول أوضاع الاعتقال والاحتجاز في سوريا خلال شهر تموز/يوليو 2025، موثقة ما لا يقل عن 109 حالة اعتقال تعسفي، وسط استمرار الانتهاكات من أطراف متعددة، بما فيها الحكومة الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية، رغم دخول البلاد مرحلة انتقالية بعد سقوط نظام الأسد.
الانتهاكات مستمرة رغم التغيير السياسي
أوضح التقرير، الذي جاء في 20 صفحة، أن مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 لم تشهد بعد التحولات القانونية الكافية لضمان احترام الحقوق الأساسية، مشيرًا إلى أن ممارسات الاعتقال التعسفي والاحتجاز خارج القانون لا تزال متواصلة من مختلف القوى المسيطرة في البلاد.
تفاصيل حالات الاعتقال
سُجلت 48 حالة اعتقال على يد الحكومة الانتقالية، من بينها 12 حالة موثقة و5 لأطفال، بينما وثقت الشبكة 36 حالة أخرى نفذتها قوات سوريا الديمقراطية، تضمنت أيضًا 5 أطفال، وتركزت معظم هذه الحالات في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.
عمليات دهم واحتجاز خارج الأطر القانونية
أشار التقرير إلى قيام الأمن الداخلي في الحكومة الانتقالية بحملات دهم واعتقال دون توجيه تهم واضحة أو تمكين الموقوفين من معرفة أسباب احتجازهم، بما في ذلك حالات طالت إعلاميين ومدنيين في محافظات حمص وطرطوس والقنيطرة، وسط غياب مذكرات توقيف أو إشراف قضائي.
انتهاكات قوات سوريا الديمقراطية
وثّق التقرير استمرار "قسد" في تنفيذ عمليات دهم واحتجاز جماعي في حلب ودير الزور، بذريعة ملاحقة خلايا تنظيم داعش أو بهدف التجنيد القسري، بما في ذلك اعتقال أطفال ونقلهم إلى معسكرات تدريب دون علم ذويهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
تسجيل إفراجات محدودة
في المقابل، سجل التقرير 11 حالة إفراج من مراكز الاحتجاز التابعة للحكومة الانتقالية و14 من مراكز "قسد"، بعضهم أطفال، دون توضيح المسوغات القانونية أو إجراء تحقيقات شفافة. كما رصد التقرير إفراجات لاحقة لـ19 شخصًا احتُجزوا ضمن عمليات محاسبة على جرائم مرتبطة بالنظام السابق، لم يثبت تورطهم فيها.
محاسبة عناصر النظام السابق
أبرز التقرير اعتقال ما لا يقل عن 61 شخصًا في سياق محاسبة من تورطوا بانتهاكات خلال عهد نظام الأسد، في محافظات شملت اللاذقية، طرطوس، حمص، حماة، حلب، دمشق وإدلب، مشيرًا إلى مصادرة كميات من الأسلحة ونقل المحتجزين إلى سجون مركزية.
مخاوف من استمرار الانتهاكات
رغم نوايا الإصلاح، أبدت الشبكة قلقها من أن بعض الاعتقالات ما زالت تتم دون إشراف قضائي أو معايير قانونية، مطالبة الحكومة الانتقالية باحترام الضمانات القانونية ومنع تحول عمليات المحاسبة إلى اعتقالات تعسفية جديدة.
الانتهاكات ممنهجة بحق الضحايا
أكد التقرير استمرار الانتهاكات ضد المحتجزين، من بينها التعذيب والمعاملة المهينة، وغياب الإجراءات القانونية الواضحة في معظم الحالات، ما يعد خرقًا للعهود والاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب.
توثيق موثوق وقرارات دولية
ذكّر التقرير بأن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أصبحت مصدرًا معتمدًا للعديد من هيئات الأمم المتحدة، واستندت إليها قرارات دولية مثل قرار A/C.3/78/L.43، الذي أدان النظام السابق بارتكاب انتهاكات جسيمة، بينها اعتقال أكثر من 135 ألف شخص بشكل تعسفي.
توصيات شاملة
أوصى التقرير المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والأمم المتحدة، باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الاعتقال التعسفي، وضمان الإفراج عن المحتجزين، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات، مع الدعوة لتجميد أموال النظام السابق وتقديم الدعم لبرامج العدالة الانتقالية.
كما طالب الحكومة الانتقالية بالتعاون مع الجهات الدولية، والإفصاح عن مصير المعتقلين، وتوثيق الجرائم المرتكبة، وإصلاح القضاء والأمن، وتوفير الدعم للناجين من الاعتقال، وضمان الشفافية خلال حملات الملاحقة والمحاسبة.
خاتمة
يؤكد التقرير أن طريق العدالة في سوريا لا يزال طويلاً، وأن المرحلة الانتقالية لن تنجح دون احترام حقوق الإنسان، وإنهاء الاعتقال التعسفي، وتحقيق محاسبة فعلية وجادة لجميع مرتكبي الجرائم، سواء في العهد السابق أو في الفترة الحالية.
أجرى وزير الاقتصاد والصناعة السوري، الدكتور محمد نضال الشعار، سلسلة لقاءات في محافظة حلب، لبحث آليات تنشيط العمل الاقتصادي وتعزيز بيئة الاستثمار والإنتاج، وذلك بحضور نائب الوزير المهندس باسل عبد الحنان ومحافظ حلب عزام الغريب، إلى جانب ممثلين عن غرفتي التجارة والصناعة.
تسجيل الشركات عن بُعد وتسهيلات جديدة
وخلال اجتماعه مع غرفة تجارة حلب، كشف الوزير الشعار عن توجه حكومي لإتاحة تسجيل الشركات محدودة المسؤولية عن بُعد، بحيث لا يقتصر التسجيل على دمشق كما كان الحال سابقاً، الأمر الذي من شأنه تسهيل الإجراءات وتوسيع قاعدة الشركات في المحافظات.
كما ناقش المجتمعون عدداً من القضايا الاقتصادية، أبرزها مكافحة التهريب وتفعيل دور الضابطة الجمركية داخل البلاد، إضافة إلى ضرورة التشدد في تطبيق المواصفات القياسية على المنتجات المستوردة. وطرح التجار فكرة إنشاء مدينة معارض دائمة في حلب، مع عرض مواقع مقترحة لإنشائها.
وطالب الحضور بأن يتضمن البيان الجمركي شهادة تسجيل التاجر لدى الغرفة، كما دعوا لإعادة النظر بالرسوم الجمركية المرتبطة بالوزن القائم للبضائع، لما لها من تأثير مباشر على التكاليف والأسعار.
حماية الصناعة الوطنية وتحفيز الإنتاج
وفي لقائه مع غرفة صناعة حلب، تركز النقاش حول حماية المنتج المحلي من ظاهرة الإغراق، والتصدي للمنتجات المهربة التي تهدد الصناعة الوطنية. كما شدد الصناعيون على ضرورة خفض التكاليف وتحفيز الإنتاج عبر إجراءات عملية.
وردّ الوزير الشعار بالإعلان عن نية الحكومة اتخاذ حزمة من الإجراءات خلال الأيام القادمة لتخفيض أسعار حوامل الطاقة، بما في ذلك الفيول والغاز والكهرباء، مع إلغاء الضريبة المفروضة على الكهرباء، وذلك في خطوة تستهدف التخفيف من أعباء الإنتاج الصناعي.
خارطة استثمارية جديدة
كما ناقش الاجتماع الخارطة الاستثمارية الصناعية لمحافظة حلب، واستعرض العقارات العامة القابلة للطرح في مشاريع إنتاجية بالتعاون مع القطاع الخاص، في إطار خطة أوسع لتشجيع الاستثمار وتحقيق تعافٍ اقتصادي تدريجي.
ويُعد هذا اللقاء جزءاً من سلسلة مشاورات تقوم بها وزارة الاقتصاد والصناعة في مختلف المحافظات السورية، بهدف بناء شراكات فعالة مع الفعاليات الاقتصادية وتوفير مناخ محفّز للاستثمار وعودة عجلة الإنتاج.
أعلنت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية أن وحدات الجيش العربي السوري تصدت مساء السبت، في تمام الساعة 21:40، لمحاولة تسلل نفذتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على إحدى نقاط الجيش في ريف منبج، قرب قرية الكيارية بريف حلب الشرقي.
وقالت الوزارة، في تصريحات لوكالة "سانا"، إن قوات "قسد" أطلقت قصفاً عشوائيًا باستخدام راجمات الصواريخ وقذائف المدفعية، استهدف منازل المدنيين في قرية الكيارية ومحيطها، ما أدى إلى إصابة أربعة من عناصر الجيش وثلاثة مدنيين بجروح متفاوتة، دون أن تُعرف أسباب التصعيد.
وأشارت الوزارة إلى أن وحدات الجيش تنفذ في الوقت الحالي ضربات دقيقة على مصادر النيران، وقد رصدت راجمة صواريخ ومدفع ميداني في محيط مدينة مسكنة، شرق حلب، يُعتقد أنهما استخدما في قصف الكيارية.
استهداف متكرر للمدنيين في ريف دير حافر
في سياق مشابه، شهدت منطقة ريف دير حافر الشمالي بريف حلب الشرقي تصعيدًا آخر من قِبل "قسد"، حيث قُتل الطفل عمر يوسف عبد الرحمن (10 أعوام)، من قرية رسم الحرمل / الإمام، نتيجة قصف مباشر طال منازل المدنيين، بعد اشتباكات بين الجيش السوري و"قسد" على محور المنطقة.
وبحسب مصادر ميدانية، جاءت هذه الهجمات بعد محاولة تسلل من "قسد" إلى إحدى نقاط الجيش في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات بالأسلحة الرشاشة استمرت لساعات، قبل أن تُقدم قوات "قسد" على قصف قريتي رسم الحرمل ورسم الكروم بقذائف الهاون، ما أسفر عن مقتل الطفل وتدمير عدد من المنازل.
وتخضع قرية رسم الحرمل لسيطرة الحكومة السورية، بينما تسيطر قوات "قسد" على أجزاء من المناطق المجاورة، ما يجعل خطوط التماس فيها بؤرًا دائمة للتوتر والمواجهات.
قتلى وجرحى في تصعيد سابق
وكانت قوات "قسد" قد قصفت في حزيران/يونيو الماضي قرية رسم الحرمل، ما أدى إلى مقتل السيدة "حاجة أحمد العبيد"، وجرح طفلها البالغ من العمر عشرة أعوام، إضافة إلى إصابة عدد من المدنيين، عقب اشتباكات مماثلة اندلعت شمال مدينة دير حافر.
استهداف الأطفال وتزايد الانتهاكات في الجزيرة السورية
تشهد مناطق الجزيرة السورية، ولا سيما دير الزور والرقة، تصاعدًا خطيرًا في استهداف المدنيين، وخصوصًا الأطفال، في الأشهر الأخيرة، وسط تقارير عن جرائم قتل وخطف وتجنيد قسري تمارسها "قسد"، ما أدى إلى تفاقم الغضب الشعبي وارتفاع المطالب بإنهاء هذه الانتهاكات، ومحاسبة المتورطين بها.
أعلنت قوى الأمن الداخلي، اليوم السبت، عن تنفيذ حملة أمنية موسعة في عدد من قرى منطقة اللجاة شمال مدينة إزرع بمحافظة درعا، شملت قرى البقعة، الملزومة، وراد، ومعاوية، وذلك على خلفية الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المنطقة مؤخرًا بين عشيرتي الهياشمة والفرج.
وأفاد بيان رسمي أن وحدات الأمن قامت بتمشيط منازل يشتبه باستخدامها من قبل أطراف متورطة في الاشتباكات، وضبطت كميات من الأسلحة والذخائر غير المرخصة.
وأسفرت العملية عن توقيف أربعة أشخاص يُشتبه بتورطهم في الأحداث، وقد جرى إحالتهم إلى القضاء أصولًا في إطار الجهود الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار وملاحقة الفارين من العدالة.
وجاءت هذه الحملة عقب اندلاع اشتباكات عنيفة يوم أمس، بين العشيرتين في قرية “وراد” الواقعة شمالي مدينة إزرع، على خلفية خلاف عشائري قديم تطور إلى استخدام السلاح، ما أدى إلى مقتل الطفل “يزن أنور العامود” جراء رصاصة طائشة.
وأفاد مراسل درعا 24 أن الاشتباكات استمرت لساعات، فيما توجه عدد من وجهاء المنطقة برفقة قوة من الأمن الداخلي من مدينة إزرع لمحاولة فضّ النزاع واحتواء التوتر القائم.
وأكدت الجهات الرسمية أن الحملة الأمنية تستهدف من يستخدم السلاح في عمليات الثأر أو الإخلال بالأمن، نافين صحة الأنباء التي تروّج لسحب سلاح عشائر اللجاة بشكل جماعي، معتبرين ذلك تهويلاً لا أساس له.
وتعكس هذه الإجراءات تشدد السلطات الأمنية في مواجهة مظاهر السلاح غير المنضبط، في سياق جهود أوسع لتعزيز القانون والاستقرار في الجنوب السوري، بالتعاون مع الفعاليات المحلية والوجهاء.
أعلنت وزارة المالية السورية، اليوم السبت، عن نقل الأرصدة المخصصة لرواتب موظفي القطاع العام في محافظة السويداء مؤقتًا إلى فروع المصارف في مدينة إزرع، وذلك عقب حادثة سطو مسلح استهدفت فرع المصرف التجاري السوري في مدينة شهبا يوم الخميس 31 تموز.
وأكدت الوزارة أن هذا القرار يأتي كإجراء احترازي يهدف إلى حماية العاملين في المؤسسات المالية وصون المال العام، في ظل تكرار الاعتداءات من قبل مجموعات خارجة عن القانون طالت البنوك والمديريات العامة في المحافظة.
وأشارت الوزارة إلى أن عملية صرف الرواتب للموظفين والمتقاعدين ستستمر دون انقطاع، مع تعهد بإعادة الخدمات المالية إلى السويداء فور توفّر الظروف الأمنية المناسبة.
واتهمت وزارة المالية الفصائل والمجموعات الخارجة عن القانون بالسطو على فرع المصرف التجاري السوري، واعتبرت أن هذا الاعتداء يعيق جهودها في استكمال صرف الرواتب، مؤكدة أن الدولة السورية حريصة على القيام بواجبها تجاه أبنائها جميعاً.
وتشهد محافظة السويداء منذ مطلع تموز/يوليو الماضي اشتباكات دامية بين فصائل محلية مسلّحة وعناصر عشائرية، على خلفية عمليات اختطاف متبادلة، تطورت لاحقًا إلى مواجهات واسعة النطاق، اجبرت الدولة على التدخل لفض هذا النزاع الأمر الذي أدى أيضا لتطورات خطيرة أدى لجعل الدولة طرفا في الصراع.
وكان الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز الزعامات الدينية في السويداء، قد طالب علنًا بتدخل إسرائيلي لحماية ما وصفه بـ”الوجود الدرزي”، وهو ما استجابت له تل أبيب بشنّ غارات جوية استهدفت مواقع داخل المحافظة وفي دمشق ودرعا وتدمير وزارة الدفاع السورية في دمشق،
وقد أثارت هذه الدعوات والتدخلات غضبًا واسعًا في الأوساط الوطنية، حيث وصف ناشطون ومراقبون سوريون تصرفات الهجري بـ”الخيانة الصريحة”، متهمينه بالعمل على تقويض وحدة البلاد وتعطيل عمل مؤسسات الدولة، لصالح مشروع طائفي انفصالي يخدم أجندات خارجية.
قال ليث البلعوس، القيادي في “مضافة الكرامة” بمحافظة السويداء، إن الأصوات التي تطالب بلمّ شمل السوريين والحوار مع الدولة السورية من داخل المحافظة، تواجه تهديدات جدّية بالصمت أو الإيذاء من قبل الفصائل العسكرية المسيطرة.
وأوضح البلعوس، في تصريحات لقناة الإخبارية السورية، أن المضافة قدّمت خلال الفترة الماضية محاولات متكررة ولقاءات عدّة بهدف ثني الشيخ حكمت الهجري عن موقفه المعلن بعدم العداء للدولة السورية، مشيراً إلى أن هذه الجهود لم تلقَ تجاوبًا كافيًا.
وأشار إلى أن غالبية أبناء السويداء لا يرغبون في المطالبة بأي شكل من أشكال العلاقة مع إسرائيل، بل يرفضونها بشكل قاطع، لكنهم يُمنَعون من التعبير عن مواقفهم بحرية، في ظل حالة من الترهيب المفروضة على الخطاب العام داخل المحافظة.
وأكد البلعوس أنه “لا يوجد أي مبرر أخلاقي أو وطني للمطالبة بإسرائيل، وهي التي مارست التنكيل والتدمير بحق أبناء الشعبين الفلسطيني والسوري لعقود”.
تتكرر حوادث الغرق في مختلف مناطق سوريا، فتذهب ضحيتها أرواح كان هدفها الاستمتاع بوقت ممتع مع العائلة أو الأصدقاء، أو الهروب من حرارة الصيف القاسية. لكن ما بدأ كيوم عادي تحول إلى مأساة تاركاً وراءه أحزاناً لا تنتهي، تذكرنا بمدى خطورة المياه التي قد تتحول من مصدر للمتعة إلى خطر قاتل في لحظة.
في بداية شهر آب/أغسطس الجاري شهد ريف حلب حادثتي غرق مأساويتين، حيث لقي شاب مصرعه في بحيرة قرية ليلوة قرب الغندورة بينما توفي شاب آخر في بحيرة ميدانكي بعفرين، حيث انتشلت فرق الإنقاذ والدفاع المدني الجثث ونقلتها للمستشفيات، فيما جددت "الخوذ البيضاء" تحذيراتها من خطورة السباحة في المسطحات المائية غير الآمنة مثل الأنهار والسدود والبحيرات وسواقي المياه لأنها غير صالحة للسباحة وخطرة جداً.
وبحسب حميد قطيني، مسؤول المكتب الإعلامي في الدفاع المدني، فإن فرق الدفاع المدني السوري، استجابت لـ 38 نداء استغاثة عن حوادث غرق في المناطق السورية، من بداية العام الحالي 2025 حتى نهاية شهر حزيران/يونيو الفائت، انتشلت خلالها جثامين 27 مدنياً بينهم 17 طفلاً، وأنقذت فرق الإنقاذ المائي 7 مدنيين بينهم 3 أطفال.
وتتنوع أسباب وقوع حالات الغرق منها يتعلق بطبيعة المسطح المائي وظروف السباحة، وبعضها الآخر كان بسبب ظرف طارئ، ومنها كان مرتبطاً بالأشخاص الذين تعرضوا للغرق.
ويأتي في مقدمة الأسباب عدم انتظام أعماق المياه ووجود حفر عميقة بشكل مفاجئ، إلى جانب ضفاف زلقة قد تتسبب في السقوط مباشرة في المياه. تزداد الخطورة مع غياب إشارات التحذير وغياب وجود منقذين محترفين في معظم الأماكن المخصصة أو غير المخصصة للسباحة.
كما تشكل النباتات والأعشاب المائية خطراً إضافياً، إذ تلتف حول الأرجل وتعيق حركة الشخص في الماء، مما يعرضه للاختناق أو العجز عن العودة إلى الضفة. ومن بين الأسباب المتكررة أيضاً، قيام الأطفال والشبان بالسباحة دون مهارات كافية أو دون معرفة بطبيعة المكان، إلى جانب السلوكيات المتهورة مثل القفز من الجسور أو المرتفعات.
كما تساهم عوامل أخرى في الحوادث، مثل ضعف الرؤية داخل المياه وصعوبة تقدير العمق أو تحديد العوائق، والسباحة أثناء التعب أو مباشرة بعد تناول الطعام، مما قد يؤدي إلى تشنجات عضلية مفاجئة.
تسعى مؤسسة الدفاع المدني إلى تحذير الأهالي في سوريا لتجنب وقوع حالات غرق، ونشرت عبر معرفاتها الرسمية نصائح للسلامة العامة تمثلت بـ: تجنّب السباحة في: الأنهار والقنوات ذات التيارات السريعة والمياه الباردة، و البحيرات التي تحتوي على أعماق متفاوتة وغير مرئية.
ونصحت بالسباحة فقط في الأماكن المخصصة لذلك، والتي تتوفر فيها: منقذون مؤهلون، وسائل السلامة مثل: أطواق النجاة، سترات النجاة، حبال الإنقاذ، ودعت المؤسسة الأهالي إلى مراقبة الأطفال مراقبة دائمة أثناء السباحة، وعدم تركهم دون إشراف، عدم محاولة إنقاذ أي شخص يغرق إلا إذا كنت مدرّباً ومؤهّلاً لذلك، مع التأكيد على ضرورة إبلاغ فرق الدفاع المدني السوري فوراً عند حدوث أي حالة غرق.
شهدت محافظة السويداء تطورات ميدانية وإنسانية جديدة، مع استمرار عمليات إجلاء المدنيين عبر معبر بصرى الشام، بالتزامن مع دخول دفعة جديدة من المساعدات، وسط تصاعد الأصوات المحلية المطالبة بحلّ الأزمة وتداعياتها.
في هذا السياق، وصلت ست حافلات إلى مدينة بصرى الشام بريف درعا، تمهيداً لدخولها إلى السويداء بهدف إجلاء مزيد من المدنيين. كما دخلت قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 10 شاحنات محمّلة بالمواد الغذائية والطحين، في إطار الجهود المستمرة لتأمين الاحتياجات الأساسية للسكان.
وقال الدفاع المدني، يوم الجمعة 1 آب، إنه أجلى مئات المدنيين من محافظة السويداء، موضحاً أن 77 عائلة، تضم 159 شخصاً من النساء والأطفال، خرجوا عبر معبر بصرى الشام الإنساني وتم تأمينهم إلى وجهاتهم بأمان.
في المقابل، سجلت عودة 55 عائلة إلى السويداء عبر المعبر نفسه، بلغ عدد أفرادها 293 شخصاً وكانت عدة دفعات من المدنيين قد غادرت المحافظة خلال الأيام الماضية باتجاه مراكز الإيواء، ووفق بيانات الدفاع المدني، بلغ إجمالي من تم إجلاؤهم منذ بدء العمليات 3227 شخصاً، إضافة إلى نقل 20 جريحاً و34 جثماناً.
بالتوازي مع التحركات الإنسانية، أطلق رئيس لجنة المبادرة الأهلية لحل أزمة السويداء، مطيع البطين، نداءً إلى جميع السوريين من أجل تجاوز هذه المرحلة الحرجة، داعياً إلى تحرّك وطني جامع لاحتواء الأزمة و شدّد على أن استمرار التباعد سيقود إلى سيناريوهات أكثر سوءاً، مؤكداً أهمية تفعيل دور العقلاء والحكماء في هذه اللحظة المفصلية.
وأوضح أن المبادرة تهدف لحل الأزمة داخلياً، بعيداً عن التهجير القسري والطروحات الطائفية والتدخلات الخارجية، لافتاً إلى استمرار التواصل مع شخصيات مؤثرة من أبناء الجبل والعشائر، ممن أبدوا استعدادهم للمشاركة في الجهود السلمية.
وأكد أن الحفاظ على وحدة سوريا يتطلب خطوات جدية وتعاوناً وثيقاً مع الدولة، مشيراً إلى أن المبادرة تعبّر عن تطلعات عامة الناس في الجنوب وفي سائر البلاد، لإعادة اللحمة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام.
وفي ختام حديثه، وجّه رسالة إلى مختلف الأطراف، شدد فيها على ضرورة حفظ الدماء ورفض دعوات التقسيم، معتبراً أن العمل على رأب الصدع الوطني هو السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي ووحدة البلاد، مضيفاً: "لا يزال هناك من يتمسك بإرث الآباء الذين حافظوا على وحدة سوريا، ويؤمن بأن الحل يجب أن ينبع من الداخل".
أكّد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبدالسلام هيكل، خلال لقائه بعدد من أبناء الجالية السورية في الأردن يوم أمس الجمعة 1 آب/أغسطس 2025، أهمية دور الكفاءات السورية في الخارج في دعم الاقتصاد الرقمي الوطني، مشدداً على ضرورة خلق بيئة حقيقية لعودة المتخصصين في مجالات التكنولوجيا والاتصالات أو إشراكهم عن بُعد في مشاريع التحول الرقمي في سوريا.
وشهد اللقاء، الذي حضره وفد من الوزارة، حواراً مفتوحاً تناول أبرز المشاريع الرقمية التي تعمل عليها الوزارة، وتوجهاتها في مجال الأمن السيبراني، إضافة إلى آليات الاستفادة من خبرات المغتربين السوريين في تطوير قطاع الاتصالات.
واستعرض الوزير هيكل خطة الوزارة لتطوير البنية الرقمية وتعزيز الأمن السيبراني من خلال تشريعات متقدمة وشراكات داخلية وخارجية، مؤكداً أن مشاركة الكفاءات السورية المغتربة تمثل رافعة استراتيجية لمستقبل الاقتصاد الرقمي في البلاد.
وكان الوزير هيكل قد بدأ زيارته الرسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية يوم الخميس 31 تموز/يوليو 2025، حيث التقى بنظيره الأردني وزير الاقتصاد الرقمي سامي سميرات وعدد من المسؤولين في الوزارة.
وناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون في مجالات التحول الرقمي، وتطبيقات الحكومة الإلكترونية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي، ودعم ريادة الأعمال التقنية.
وأعرب الوزير سميرات عن استعداد الأردن لتقديم خبراته لدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا، فيما ثمّن الوزير هيكل التجربة الأردنية وأعلن عن التحضير لإطلاق “ملتقى الشركات التقنية السورية الأردنية” في دمشق خلال الفترة المقبلة، لتوسيع آفاق التعاون بين القطاعين التكنولوجيين في البلدين.
أعلنت القوات المسلحة الأردنية، فجر الجمعة 1 آب/أغسطس 2025، أن قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الشرقية تمكنت من إحباط محاولة مجموعة مسلحة التسلل إلى الأراضي الأردنية بطريقة غير شرعية، ما أسفر عن مقتل اثنين من المتسللين بعد تبادل لإطلاق النار، فيما فر بقية أفراد المجموعة عائدين إلى داخل الأراضي السورية.
وذكر مصدر عسكري في القيادة العامة أن العملية جاءت بعد رصد تحركات مشبوهة قرب الحدود، حيث تم تطبيق قواعد الاشتباك فورًا، مؤكدًا أن القوات المسلحة مستمرة في استخدام كافة الوسائل والإمكانات المتاحة لمنع عمليات التسلل والتهريب.
ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من إعلان الأردن، في 22 تموز/يوليو الماضي، مقتل أحد المتسللين خلال محاولة مشابهة على الحدود الشمالية، حيث أحبطت القوات محاولة مجموعة من الأشخاص دخول الأراضي الأردنية قادمين من سوريا.
وكانت عمان ودمشق قد أعلنتا في كانون الثاني/يناير الماضي تشكيل لجنة أمنية مشتركة بهدف تعزيز التعاون في مجال مكافحة التهريب وتأمين الحدود، وسط تصاعد المخاوف من نشاطات تهريب الأسلحة والمخدرات المرتبطة ببعض الميليشيات الإيرانية والمجموعات المسلحة الناشطة في الجنوب السوري.
وتنشط أكثر عمليات التهريب من محافظة السويداء، والواقعة ضمن سيطرة فصائل محلية يتبع معظمها الآن لسيطرة الشيخ حكمت الهجري أحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية، حيث تعمل الأردن على منع عمليات تهريب المخدرات منها بشكل أساسي.
ويُشار إلى أن الأردن أحبط خلال السنوات الماضية مئات محاولات التسلل وتهريب المخدرات، خصوصًا خلال فترة الفوضى الأمنية التي شهدتها سوريا إبان حكم النظام السابق، قبل أن تتراجع تلك المحاولات بشكل ملحوظ بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، واستعادة الدولة السورية السيطرة على الحدود، وتدمير معظم المصانع التي تنتج هذه المخدرات.
في خِضَمِّ الحرب التي عصفت بسوريا على مدار أربعة عشر عاماً، واجهت النساء السوريّات ظروفاً قاسيةً تمثّلت في تردّي الأوضاع المعيشية، وانتشار الفقر، والنزوح القسري، وفقدان الممتلكات، وغيرها. لكنّ التحدي الأكبر كان فقدان المعيل بسبب القصف والاعتقالات والاختفاء القسري، مما دفعهنّ إلى تحمُّل أعباء مضاعفة في سبيل إعالة أسرهنّ ومواصلة الحياة رغم جراح الماضي وصراعات الحاضر.
اضطرت تلك النسوة إلى تغيير حساباتهن في ظل الوضع الجديد بعد غياب المعيل، وإلى تحمل أعباء تأمين الطعام والشراب وإدارة كافة شؤون الأسرة، وكانت تحرم نفسها من الأشياء التي تحبها في سبيل إسعاد الأسرة وتغطية احتياجاتهم.
اضطرت هؤلاء النساء إلى إعادة رسم أولوياتهنّ بعد غياب المعيل، فتحمَّلنَ أعباءً لم يعتدنَ عليها من قبل، بدءاً من تأمين قوت اليوم إلى إدارة شؤون الأسرة كاملةً. ولم تتردّد الكثيرات منهنّ في التخلّي عن أبسط حقوقهنّ وحاجاتهنّ الشخصية، كي يضمنّ لقمة عيشٍ كريمة لأطفالهنّ، ويحافظنَ على بقاء الأسرة متماسكةً وسط ظروفٍ لا ترحم.
وتحكي قصة "أم محمد" واحدةً من آلاف القصص المؤلمة التي عاشتها النساء السوريات. ففي مطلع عام 2013، اعتُقل زوجها على يد قوات النظام البائد، وهي حاملٌ بطفلها الرابع، لتنقطع أخباره إلى الأبد. واجهت الأم الظروفَ بقسوتها، فعملت في الورشات الزراعية تحت أشعة الشمس الحارقة، ثم اضطُرت بعد النزوح إلى رعاية أطفال موظفات في منزلها لقاء أجرٍ شهري، كي تتمكن من سدِّ حاجات أسرتها. وبعد سنواتٍ من الانتظار والألم، جاءها الخبر الأقسى: اسم زوجها بين قوائم الشهداء في السجون.
كما نشر موقع "الجمهورية" قصة السيدة خلود التي فقدت زوجها في معتقلات نظام الأسد قبل عشر سنوات. لم تستسلم للأمر الواقع، بل أقدمت على تعلّم مهنة خياطة الحقائب لتتمكن من إعالة أسرتها. تقضي السيدة خلود ساعات عمل طويلة في غرفة صغيرة بمنزلها، تحاول أن توفّر من خلال هذا العمل المتواضع ما يكفي لسدّ احتياجات أسرتها الأساسية. ورغم ضآلة الدخل وقسوة الظروف، ترفض أن تطلب العون من الآخرين، مصرّةً على مواصلة كفاحها اليومي بما تملك من قوة وإرادة.
هكذا تظلّ قصص النساء السوريات شاهدةً على قوة إرادةٍ تتحدى الظلم والحرمان، حيث حوّلنَ آلام الحرب إلى دافعٍ للصمود، وبرغم كل التضحيات والمصاعب، يواصلنَ تشييد الحياة من بين الأنقاض، حاملاتٍ على عاتقهنّ أعباء أسرهنّ وأحلامهنّ معاً. ففي كل خيطٍ تمسكه أصابعهنّ المتعبة، وكل يومٍ يقضينَه في الكفاح، إثباتٌ على أن القهر قد يسلب الكثير، لكنه لن يستطيع أن يقتل الأمل.
أكد حاكم مصرف سورية المركزي، الدكتور عبد القادر حصرية، أن التعليمات الجديدة الخاصة بالبيوع العقارية أعفت المشتري من إلزامية إيداع 50% من قيمة العقار في الحساب المصرفي.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتي في إطار تبسيط الإجراءات وتعزيز المرونة في تنفيذ المعاملات. ورغم ذلك، شدد على أهمية التعامل مع هذا الإعفاء بحذر ووعي، لما له من تبعات قانونية ومالية قد تؤثر على حقوق الأطراف المتعاملة.
وذكر أن الإعفاء يتيح، ضمن شروط محددة، إنجاز البيع دون الحاجة إلى إيداع نصف قيمة العقار كما كان معمولاً به سابقاً، لكن التنازل عن هذا الإجراء المصرفي قد يعرّض المشتري أو البائع لمخاطر، في حال غابت وسائل التوثيق الرسمية أو حصل خلاف حول تسلّم المبلغ.
وأشار إلى أن الإيداع المصرفي لا يهدف إلى تقييد حرية التصرف بالأموال، بل يمثل وسيلة موثوقة لإثبات عملية الدفع، ويحمي من حالات الاحتيال أو فقدان الأموال، ويعزز الموقف القانوني لأي طرف في حال نشوء نزاع.
وبيّن أن التعليمات المصرفية الجديدة، الصادرة بعد تاريخ 7 أيار 2025، تضمن للمواطنين حرية السحب من حساباتهم في أي وقت دون أي عوائق، ما يعني أن الإيداع لا يمسّ بحرية الطرفين في التصرف بأموالهما، بل يضفي طابعاً رسمياً وأميناً على العملية برمّتها.
ورأى حاكم المركزي أن الحفاظ على التعاملات العقارية عبر القنوات المصرفية يُعد عاملاً أساسياً في ترسيخ الثقة بالقطاع المالي وتعزيز استقرار السوق، داعياً إلى عدم العودة لأساليب التسديد النقدي التي تنطوي على مخاطر جمّة تتعلق بنقل الأموال أو ضياعها أو تعذر إثباتها قانونياً.
هذا وأكد أن المعمول به في الدول المتقدمة يعتمد على الإيداع والتحويل المصرفي كجزء أساسي من حماية الحقوق، وهو ما ينبغي تعزيزه في السوق السورية، لا التراجع عنه تحت مبررات التسهيل.