الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
"إسرائـ ـيل" تضغط على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة وتثبيت القواعد الروسية

أفادت وكالة رويترز، نقلاً عن أربعة مصادر مطلعة، بأن إسرائيل تمارس ضغوطًا على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة وغير قادرة على بناء قوة مركزية، من خلال السماح لروسيا بالاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين في سوريا، وذلك في محاولة لمواجهة النفوذ التركي المتزايد في البلاد.

وأضافت المصادر أن العلاقات التركية المتوترة مع إسرائيل تعرضت لضغوط شديدة خلال حرب غزة، حيث أبلغ مسؤولون إسرائيليون واشنطن بأن "الحكام الإسلاميين" الجدد في سوريا، الذين تدعمهم أنقرة، يشكلون تهديدًا مباشرًا لحدود إسرائيل.

وأوضحت المصادر أن إسرائيل تعتبر الحكومة الجديدة في دمشق "تهديدًا خطيرًا"، وأنها تضع في اعتبارها احتمالية أن تقوم القوات السورية في المستقبل بشن هجمات ضد إسرائيل.

وتشير هذه الضغوط إلى حملة إسرائيلية منسقة تهدف إلى التأثير على السياسة الأميركية في وقت حساس بالنسبة لسوريا، حيث يسعى الحكام الجدد في دمشق إلى توطيد الاستقرار الداخلي وحمل واشنطن على رفع العقوبات المفروضة على البلاد.

كما أفادت المصادر بأن إسرائيل قد نقلت وجهات نظرها إلى كبار المسؤولين الأميركيين في اجتماعات بواشنطن في فبراير/شباط الجاري، بالإضافة إلى اجتماعات لاحقة في إسرائيل مع ممثلين في الكونغرس الأميركي.

وزير إسرائيلي: الجيش سيبقى في المنطقة العازلة بسوريا والجولان تحت سيادتنا للأبد
أكد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من المنطقة العازلة في سوريا في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن التطورات في المنطقة تتطلب وقتًا لفهم المشهد السوري بعد سقوط نظام الأسد. وأضاف كوهين أن إسرائيل تعتبر وجودها في الجنوب السوري ضرورة أمنية، وأنها لن تغادر هذه المنطقة قريبًا بل ستبقى فيها لفترة طويلة.

وزعم كوهين أن الرئيس السوري أحمد الشرع كان مرتبطًا بتنظيم القاعدة في السابق، في محاولة من إسرائيل لربط الحكومة السورية الجديدة بالجماعات المتشددة، مما يبرر استمرار الاحتلال والتدخل في الشؤون السورية. وأكد أن إسرائيل لا يمكنها السماح بوجود حكومة قد تشكل تهديدًا لأمنها القومي.

فيما يتعلق بالهضبة، شدد كوهين على أن مرتفعات الجولان ستظل دائمًا تحت السيادة الإسرائيلية، متجاهلًا قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن الجولان أرض سورية محتلة. واعتبر أن إسرائيل لن تتراجع عن قرارها بضم الجولان عام 1981، وأنها ستظل خاضعة للسيطرة الإسرائيلية بغض النظر عن التغيرات السياسية في سوريا.

تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الجنوب السوري تصعيدًا مستمرًا في الغارات الجوية والتوغلات العسكرية الإسرائيلية، حيث تواصل إسرائيل عملياتها في مناطق درعا والقنيطرة. تشير تحركات الاحتلال إلى محاولات إعادة رسم قواعد الاشتباك في الجنوب السوري بما يتماشى مع مصالحها الاستراتيجية.

إدانات عربية وإسلامية واسعة للعدوان الإسرائيلي على سوريا
في السياق ذاته، تواصلت الإدانات العربية والإسلامية ضد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا. حيث أعربت السعودية، مصر، إيران، الأردن، قطر، الكويت، وجامعة الدول العربية عن رفضها القاطع للغارات والتوغلات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب السوري وريف دمشق، معتبرةً أن هذه الهجمات تمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا وخرقًا للقوانين الدولية.

كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الغارات الإسرائيلية تشكل خرقًا لاتفاق 1974 لفض الاشتباك، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي وضمان سيادة سوريا.

تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا
تأتي هذه الإدانات بعد تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في سوريا، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على محيط دمشق وريف درعا والقنيطرة، مستهدفة مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة. كما توغلت قوات الاحتلال بريًا في ريفي درعا والقنيطرة، في تطور اعتبره مراقبون محاولة لفرض واقع أمني جديد في الجنوب السوري.

وتؤكد التقارير الحقوقية أن إسرائيل كثفت هجماتها منذ سقوط نظام الأسد، حيث استهدفت خلال الأشهر الأخيرة عشرات المواقع، مما أسفر عن استشهاد عناصر من الجيش السوري، وتدمير منشآت عسكرية ومدنية، وإلحاق أضرار واسعة بالبنية التحتية.

اقرأ المزيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
"العدالة والتنمية" يطالب المنظمات الكردية بقبول دعوة أوجلان وحل نفسها في سوريا والعراق

أكد عمر تشيليك، المتحدث الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية التركي، ضرورة أن تقوم جميع المنظمات الكردية في سوريا والعراق بحل نفسها وإلقاء سلاحها، استجابةً لدعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان.

وخلال مؤتمر صحفي في إسطنبول، أشار تشيليك إلى أن ما وصلوا إليه اليوم يوضح مدى التقدم في تحقيق هدفهم الأساسي المتمثل في جعل تركيا خالية من الإرهاب، وهو الهدف الرئيسي لجميع جهودهم في هذا المسار. وأضاف "بناءً على الدعوة المعلنة من أوجلان، يجب على جميع المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق حل نفسها وترك السلاح".  

وشدد تشيليك على أن تركيا "لن تسمح باستمرار القوى الاستعمارية في استخدام المنظمات الإرهابية لتهديد أمنها وأمن المنطقة"، محذرًا أن "أي شخص سيستمر في حمل السلاح تحت أي اسم كان، سيجد نفسه في مواجهة الجمهورية التركية".

"المجلس الوطني الكُردي" يُرحب بدعوة أوجلان لإنهاء العمل المسلح ويؤكد دعم الحل السلمي
رحب "المجلس الوطني الكُردي" في سوريا، بالنداء الذي وجهه زعيم حزب العمال الكوردستاني، عبد الله أوجلان، في 27 شباط 2025، والذي دعا فيه الحزب إلى التخلي عن العمل المسلح وحل نفسه والانخراط في النضال السلمي الديمقراطي.  

أوضح المجلس أن نجاح هذه المبادرة يعتمد على استجابة الحزب ومقاتليه لهذه الدعوة، حيث تمثل هذه الخطوة فرصة حقيقية لإنهاء العنف، واعتماد النضال السياسي والحلول السلمية في معالجة القضية الكُردية في تركيا.  

ودعا المجلس الحكومة التركية إلى التعاطي مع هذا النداء بإيجابية، مشددًا على أهمية إطلاق حوار جاد يسهم في إيجاد حل عادل للقضية الكُردية، ويعزز مبادئ الديمقراطية والمواطنة المتساوية، بما يحقق الأمن والاستقرار في تركيا والمنطقة.  

"بارزاني" يُرحب بدعوة أوجلان لحل حزب العمال ويؤكد دعم إقليم كوردستان لعملية السلام
رحب رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، بالرسالة التي وجهها زعيم حزب العمال الكوردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، والتي دعا فيها الحزب إلى حل نفسه والتخلي عن السلاح. وقال بارزاني عبر منصة (إكس): "نرحب ترحيباً حاراً برسالة السيد أوجلان ودعوته لإلقاء السلاح وحل حزب العمال الكوردستاني، وندعو الحزب إلى الالتزام بهذه الرسالة وتنفيذها".  

وأضاف رئيس الإقليم: "نأمل أن يكون هذا النداء ممهداً لتحقيق السلام والحل السلمي"، مشيرًا إلى أن "الزمن هو زمن النضال السلمي والمدني والديمقراطي، ومن خلاله تتحقق مكاسب أفضل، وليس من خلال السلاح والعنف".  

وتابع قائلاً: "إننا في إقليم كوردستان ندعم عملية السلام كل الدعم، وبقدر ما يلقى على عاتقنا، نحن مستعدون للقيام بدور المساعدة والتعاون". كما قدم بارزاني تقديره لدور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية (آك بارتي) في المساهمة بفكر ورؤية واضحة للسلام والعمل على تحقيقه.  

واختتم بالقول: "نأمل أن تكون المرحلة المقبلة، وبمشاركة وتوحيد خطاب الأطراف الأخرى في تركيا، مرحلة انتصار السلام والحل، ويعم الأمان والاستقرار البلد وكل المنطقة".  

في السياق ذاته، جدد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، دعمه لعملية السلام في تركيا، آملاً أن تكون رسالة أوجلان بدايةً لوضع عملية السلام في مسارها الصحيح، وقال بارزاني في رسالة مساء اليوم الخميس: "نؤكد موقفنا الثابت إزاء عملية السلام والتسوية في تركيا، ونعلن دعمنا الكامل للعملية بكل ما يمكن، من منطلق رؤيتنا بأن السلام هو السبيل الصحيح الوحيد لحل الخلافات". وأعرب عن أمله أن "تكون رسالة السيد أوجلان بدايةً لوضع عملية السلام في مسارها والتوصل إلى نتيجة تصب في مصلحة جميع الأطراف".  

البيت الأبيض يرحب بدعوة أوجلان
من جهته، رحب البيت الأبيض يوم الخميس بدعوة زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان لحزبه إلى إلقاء السلاح وحله. وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: "هذا تطور مهم ونأمل أن يساعد في تطمين حلفائنا الأتراك بشأن شركاء الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بشمال شرق سوريا". وأكد هيوز أن هذه الدعوة "ستساعد في إحلال السلام في هذه المنطقة المضطربة".

قائد "قسد": دعوة أوجلان موجهة لـ "حزب العـ ـمال الكردسـ ـتاني" ولا تشمل مناطقنا بسوريا
اعتبر قائد ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، أن دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان كانت "موجهة لمقاتلي الحزب، ولم تكن مباشرة لمنطقتنا"، في إشارة إلى  مناطق شمال شرقي سوريا.  

وأكد عبدي خلال مؤتمر صحفي عبر تقنية الفيديو كونفرانس في واشنطن، أن "زعيم حزب العمال الكردستاني أرسل رسالة إلينا أيضًا وأوضح فيها وجهة نظره، ونحن ننظر إليها بشكل إيجابي".  

وأشار عبدي إلى أن "دعوة السيد أوجلان كانت موجهة لحزب العمال الكردستاني ومقاتليه. لم تكن بشكل مباشر لهذه المنطقة [روجآفا وسوريا]. وكما أرسل رسالته لإقليم كردستان وكل مكان، أرسلها إلينا أيضًا".  

وأوضح في تصريحات لوكالة "رووداو" الكردية، أن دعوة أوجلان كانت موجهة إلى مقاتلي الحزب (الكَريلا)، وليست بشكل مباشر إلى منطقة شمال وشرق سوريا. وأضاف أن "وقف إطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني وتركيا وإرساء السلام سيؤثر على منطقتنا أيضًا".  

فيما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، قال عبدي إنه "لم يتم إبلاغنا بأي شيء بخصوص سحب الولايات المتحدة لقواتها من كردستان سوريا". وأوضح أن "ازداد تهديد داعش وهناك فراغ أمني. لذلك نحتاج إلى القوات الأمريكية، وفي حال انسحابها، سيحدث خلل أمني وسيؤثر على المنطقة".  

وأشار عبدي أيضًا إلى أن "ما يُقال عن حقوق الأكراد حتى الآن هو مجرد أقوال، ولا توجد ضمانات دستورية حقيقية"، مشددًا على أن "مفاوضاتنا مع دمشق مستمرة، وقوات التحالف الدولي تتوسط بيننا".

قيادة "قسد" تتلق رسالة من "أوجلان" 
وسبق أن كشفت المتحدثة باسم حزب "المساواة والشعوب الديمقراطي" الكردي في تركيا، عائشة غول دوغان، عن إرسال زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان، من سجنه في جزيرة إيمرالي ثلاث رسائل، واحدة منها إلى قيادة قوات "قسد" الكردية في شمال وشرق سوريا.

وأضافت دوغان أن أوجلان أرسل أيضًا رسالتين إلى اتحاد مجتمعات كردستان في قنديل شمالي العراق، ومؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردستاني والمؤتمر الوطني الكردستاني في أوروبا، لكنها لم تكشف عن محتوى الرسائل.

أوجلان في نداء تاريخي: أوجلان يدعو لحزب حزب العمال الكردستاني
دعا مؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، يوم الخميس 27 شباط 2025، حزبه إلى حل نفسه وإلقاء السلاح، مؤكدًا أنه يتحمل “المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة”، وذلك في بيان تاريخي وجهه من سجنه في جزيرة ببحر مرمرة، وقرأه حزب مؤيد للأكراد في تركيا.

وقال أوجلان إن حزب العمال الكردستاني نشأ في القرن العشرين، وهو أكثر العصور عنفًا في التاريخ، في ظل حربين عالميتين، والاشتراكية الواقعية، وأجواء الحرب الباردة، إلى جانب سياسة إنكار الواقع الكردي والقيود المفروضة على الحريات، وعلى رأسها حرية التعبير.

وأكد أوجلان أن الحزب، من الناحية النظرية والبرنامجية والاستراتيجية والتكتيكية، تأثر بشدة بالنظام الاشتراكي الواقعي في القرن العشرين. ومع انهيار الاشتراكية الواقعية في التسعينيات لأسباب داخلية، وتراجع سياسة إنكار الهوية في البلاد، والتطورات التي شهدتها حرية التعبير، فقد الحزب أهميته وأصبح يعاني من التكرار المفرط، ونتيجة لذلك، استكمل دوره مثل نظرائه، وأصبح حله ضرورة.

وأشار أوجلان إلى أن الأتراك والأكراد سعوا، على مدى أكثر من ألف عام، للحفاظ على وجودهم والصمود في وجه القوى المهيمنة، مما جعل التحالف القائم على الطوعية ضرورة دائمة لهم، إلا أن الحداثة الرأسمالية، على مدار المئتي عام الماضية، جعلت هدفها الأساسي تفكيك هذا التحالف.

وشدد أوجلان على أن القوى المختلفة تأثرت بهذا الأمر وسارت في هذا الاتجاه بناءً على أسس طبقية، ومع التفسيرات الأحادية للجمهورية، تسارع هذا المسار. واليوم، أصبح من الضروري إعادة تنظيم هذه العلاقة التاريخية التي أصبحت هشة للغاية، بروح الأخوة، مع مراعاة المعتقدات أيضًا.

وأكد أوجلان أنه لا يمكن إنكار الحاجة إلى مجتمع ديمقراطي، موضحًا أن حزب العمال الكردستاني، الذي كان أطول وأشمل حركات التمرد والعنف في تاريخ الجمهورية، تمكن من الحصول على القوة والدعم نتيجة لإغلاق قنوات السياسة الديمقراطية.

ونوه أوجلان إلى أن الحلول القائمة على النزعات القومية المتطرفة، مثل إنشاء دولة قومية منفصلة، أو الفيدرالية، أو الحكم الذاتي، أو الحلول الثقافوية، لا تلبي متطلبات الحقوق الاجتماعية التاريخية للمجتمع.

وأوضح أوجلان أن احترام الهوية، وحرية التعبير، والتنظيم الديمقراطي، وبناء الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل فئة وفقًا لأسسها الخاصة، لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود مجتمع ديمقراطي ومساحة سياسية ديمقراطية.

وشدد أوجلان على أن الجمهورية التركية في قرنها الثاني لن تحقق استمراريتها الدائمة والأخوية إلا إذا تُوجت بالديمقراطية، مؤكدًا أنه لا يوجد طريق آخر غير الديمقراطية في البحث عن أنظمة جديدة وتحقيقها، فالطريقة الأساسية هي التوافق الديمقراطي.

وأشار أوجلان إلى ضرورة تطوير لغة تتماشى مع الواقع خلال فترة السلام والمجتمع الديمقراطي، موضحًا أن المناخ الحالي، الذي تشكل بدعوة من زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، والإرادة التي أظهرها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، والمواقف الإيجابية للأحزاب السياسية الأخرى تجاه هذه الدعوة، يتيح فرصة لإنهاء النزاع المسلح نهائيًا.

وأعلن أوجلان أنه يتوجه بالدعوة إلى التخلي عن السلاح، متحملًا المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة، مؤكدًا أن جميع المجتمعات والأحزاب الحديثة التي لم يتم إنهاء وجودها بالقوة، اتفقت على عقد مؤتمر واتخاذ قرار بالاندماج مع الدولة والمجتمع.

وختم أوجلان بيانه بالدعوة إلى أن تتخلى جميع المجموعات عن السلاح، وأن يحل حزب العمال الكردستاني نفسه، موجهًا تحياته إلى جميع الفئات التي تؤمن بالعيش المشترك وتستجيب لندائه.

وكانت صدمت أطماع "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، والذي تبنى تطلعات المكون الكردي في الحرية كباقي مكونات الشعب السوري، لتحقيق مشروعه الانفصالي عن الوطن الأم سوريا وبناء كيان انفصالي باسم " الأكراد"، من خلال استغلال الحراك الثوري والسيطرة مناطق واسعة من التراب السوري، بدعم من التحالف الدولي وباسم محاربة الإرهاب.

حزب العمال الكردستاني (PKK) 
هو منظمة كردية مسلحة تأسست في تركيا في السبعينيات، وتهدف إلى تحقيق حقوق الأكراد في تركيا وتأسيس دولة كردية مستقلة، منذ تأسيسه، خاض الحزب صراعًا طويلًا مع الحكومة التركية، وقد صنفته تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية. بينما، يختلف الوضع في سوريا، حيث لعب حزب العمال الكردستاني دورًا مهمًا في الحرب في سوريا منذ عام 2011.

دور حزب العمال الكردستاني في سوريا:
شكل حزب العمال الكردستاني مجموعة مسلحة تابعة له تُسمى "وحدات حماية الشعب" (YPG)، وهي القوة العسكرية الرئيسية التي تمثل "قوات سوريا الديمقراطية" في شمال شرقي سوريا، رغم أن YPG ترفض رسمياً التبعية لحزب العمال الكردستاني، إلا أن هناك روابط قوية بينهما، حيث تعتبر قوات YPG جزءًا من حركة التحرر الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وقد قامت وحدات YPG بتمويل عملياتها وتجهيزاتها العسكرية من خلال التعاون مع حزب العمال.

الإدارة الذاتية
تم تأسيس مشروع "الإدارة الذاتية" الذي يهدف إلى إدارة المناطق الكردية بشكل مستقل في المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب (YPG) في شمال سوريا، تعتبرها تركيا تهديدًا لأمنها، وتتهم الحزب وYPG بالسعي إلى تأسيس "دولة كردية" في شمال سوريا.

العلاقات مع القوى الكبرى
على الرغم من أن حزب العمال الكردستاني يعتبر منظمة إرهابية في تركيا والعديد من الدول الغربية، إلا أن وحدات حماية الشعب (YPG) قد حصلت على دعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حربها ضد داعش. لكن الدعم الأمريكي يثير توترات كبيرة مع تركيا، حيث ترى الأخيرة أن هذا الدعم يعزز نفوذ حزب العمال الكردستاني في المنطقة ويشكل تهديدًا لها.

التوترات مع تركيا
يُعتبر وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا تهديدًا مباشرًا لتركيا، التي تخشى من أن السيطرة الكردية في شمال سوريا قد تكون بداية لتأسيس كيان كردي مستقل يتقاطع مع مصالح تركيا الداخلية في مناطقها الجنوبية الشرقية التي تشهد صراعًا طويلًا مع الأكراد.

"قسد" تحيي ذكرى اعتقال أوجلان
ولطالما أجبرت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، الموظفين في الجهات التابعة للإدارة الذاتية في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، بالخروج بمسيرات إجبارية للمشاركة في الذكرى السنوية لاعتقال "عبد الله أوجلان"، في 15 شباط عام 1999.

وتقوم "قسد" بإجبار أصحاب المحلات التجارية بإغلاق محلاتهم للمشاركة في ذكرى ما يسمى "اليوم الأسود"، و "بالمؤامرة الدولية"، وينشر إعلام "قسد" عدة فعاليات ومظاهرات واعتصامات وخطابات تتضمن تقديس "أوجلان"، زعيم حزب PKK المصنف على لوائح الإرهاب.

ويقضي أوجلان حاليا، حكمًا بالحبس مدى الحياة، في سجنه بجزيرة إمرالي، في بحر مرمرة، بعد مثوله أمام القضاء والحكم عليه بالإعدام بتهمة "الخيانة العظمى"، ثم خُفف الحكم إلى السجن "مدى الحياة"، بعد إلغاء عقوبة الإعدام بموجب قوانين التوأمة مع الاتحاد الأوروبي.

اقرأ المزيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
معتقلو الرأي السوريون في سجن رومية يعلنون تعليق إضرابهم عن الطعام

أعلن معتقلو الرأي السوريين في سجن رومية، تعليق إضرابهم عن الطعام اعتبارًا من اليوم الجمعة 28 شباط/فبراير 2025، بعد أن استمر الإضراب لمدة 18 يومًا، جاء القرار بعد زيارة وفد من سفارة الجمهورية العربية السورية لسجن رومية ولقائهم مع المعتقلين، حيث أبلغهم الوفد بأن الحكومة السورية مهتمة بمعالجة قضيتهم مع السلطات اللبنانية، وأن الموضوع قيد المتابعة في الأيام القادمة.

ولفت المعتقلون في بيانهم إلى أن تعليق الإضراب جاء بعد ضغوط مستمرة واتصالات مكثفة مع عدة جهات، بالإضافة إلى وعود بمتابعة قضيتهم بشكل حثيث وسريع. كما أكدوا أن مطلبهم الوحيد يتمثل في العودة إلى وطنهم سوريا، الذي كافحوا من أجله وضحوا، مشيرين إلى أنهم سيستمرون في مراقبة الوضع عن كثب وأنهم مستعدون للعودة إلى الإضراب إذا لم يتم متابعة الإجراءات بشكل سريع أو إذا دعت الحاجة لاستئناف الإضراب.

المعتقلون السوريون وجهوا شكرهم لجميع الذين تفاعلوا وتضامنوا مع قضيتهم خلال هذه الفترة، كما خصوا بالشكر فريق حملة "أنقذوا المعتقلين السوريين في لبنان"، إضافة إلى إدارة سجن رومية، التي تعاطت معهم بشكل إنساني، مشيدين بتعامل العقيد نزيه صلاح خلال فترة إضرابهم عن الطعام.

شبكة حقوقية تدعو الحكومتين السورية واللبنانية لإنهاء معاناة المعتقلين السوريين في لبنان
وسبق أن أصدرت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان بياناً، دعت فيه الحكومتين السورية واللبنانية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء معاناة المعتقلين السوريين في لبنان، حيث يقدر عدد المحتجزين بحوالي 2000 شخص، من بينهم نحو 190 معتقلاً على خلفية مشاركتهم في الثورة السورية.

وأعلن عدد من المعتقلين السوريين في سجن رومية اللبناني دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام اعتباراً من 11 شباط/فبراير 2025، احتجاجاً على ظروف احتجازهم القاسية، ومطالبةً بترحيلهم إلى سوريا. يأتي هذا الإضراب في سياق التدهور المستمر للأوضاع الإنسانية داخل السجون اللبنانية، حيث يواجه المعتقلون السوريون انتهاكات متواصلة لحقوقهم الأساسية، إضافة إلى احتجازهم التعسفي لسنوات دون استجابة رسمية لمطالبهم.

وأشار البيان إلى أنَّ الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان حصلت على شهادات من معتقلين وذويهم تؤكد أنَّ العديد من المضربين عن الطعام يعانون من تدهور صحي خطير، رغم تلقيهم بعض العلاجات داخل السجن. ومع ذلك، فإنَّ أوضاعهم الصحية والإنسانية تبقى شديدة السوء بسبب الظروف القاسية للاحتجاز، ونقص الرعاية الطبية المناسبة.

ووفقاً لما جاء في البيان، فإنَّ عدد المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية يُقدَّر بحوالي 2000 شخص، من بينهم ما لا يقل عن 190 معتقلاً احتُجزوا بسبب مشاركتهم في الحراك الشعبي المطالب بالديمقراطية في سوريا، ومن ضمنهم منشقون عن قوات النظام السابق ولاجئون. ورغم مرور سنوات على احتجازهم، لم تُوفر لهم محاكمات عادلة، في ظل غياب الضمانات القانونية التي تكفل حقوقهم الأساسية.

وأكد البيان أنَّ المعتقلين السوريين، خصوصاً في سجن رومية، يتعرضون لظروف احتجاز غير إنسانية، تشمل الاكتظاظ الشديد، وانعدام الرعاية الصحية والغذائية، وانتشار الأمراض المعدية، بالإضافة إلى حرمانهم من التواصل مع ذويهم. كما خضع العديد منهم لمحاكمات غير عادلة أمام المحاكم العسكرية اللبنانية أو قضاة التحقيق العسكريين، استناداً إلى اعترافات انتُزعت منهم تحت التعذيب والتهديد، وتم توجيه تهم الإرهاب إليهم بناءً على هذه الاعترافات، ما أدى إلى إصدار أحكام قاسية بالسجن لسنوات طويلة، أو إبقائهم في الحبس الاحتياطي دون تحديد مدة زمنية واضحة.

وأشار البيان إلى أنَّ سجن رومية شهد في السنوات الماضية سلسلة من الاحتجاجات والإضرابات التي نفذها المعتقلون السوريون، للمطالبة بتحسين ظروف احتجازهم أو تسريع محاكماتهم، إلا أنَّ معظم هذه التحركات لم تلقَ أي استجابة رسمية، ما أدى إلى تفاقم أوضاعهم عاماً بعد عام. 

ففي عام 2020، خلال جائحة كورونا، طالب المعتقلون بالإفراج عنهم بسبب تفشي الفيروس داخل السجن وانعدام الرعاية الطبية، ما أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة بينهم. كما شهد عامي 2019 و2022 احتجاجات مماثلة، كان أبرزها اعتراض المعتقلين على الإهمال الطبي، الذي أدى إلى وفاة عدد منهم. وفي 2024، أقدم عدد من المعتقلين في سجن رومية على محاولات انتحار نتيجة التدهور الحاد في أوضاعهم النفسية وشعورهم باليأس، في ظل غياب أي حلول جادة لقضيتهم.

وأوضح البيان أنَّ تسليم المعتقلين السوريين في لبنان يخضع لاتفاقيات قانونية ثنائية بين البلدين، أبرزها الاتفاقية القضائية لعام 1951، التي تنظم التعاون القانوني في تسليم المطلوبين وتنفيذ الأحكام القضائية.

وتنص الاتفاقية القضائية لعام 1951 بين لبنان وسوريا على مجموعة من الشروط الواجب توافرها لتسليم السجناء، والتي تشمل، أن يكون الشخص المطلوب للتسليم من رعايا الدولة التي تطلب استرداده، وأن يكون الحكم الصادر بحقه نهائياً ومبرماً، وألا تقل المدة المتبقية من العقوبة عن ستة أشهر، وموافقة المحكوم عليه على نقله، وأن تكون الجريمة المرتكبة معاقباً عليها في قوانين كلا الدولتين، وموافقة الدولتين على تنفيذ عملية النقل.

وأشار البيان إلى أنَّ الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت خروقات لهذه الاتفاقية من قبل السلطات اللبنانية، حيث تم تسليم معتقلين سوريين إلى نظام الأسد فور انتهاء محكوميتهم أو حتى أثناء احتجازهم، ما أدى إلى اختفاء العديد منهم قسرياً أو تعرضهم لانتهاكات جسيمة، شملت التعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء.

وفي مطلع عام 2024، عقدت السلطات اللبنانية اجتماعات أمنية وسياسية وقضائية مع نظام الأسد، لدراسة ملفات المعتقلين السوريين المحكومين في لبنان، بهدف تسليم بعضهم إلى سوريا، ضمن خطة تهدف إلى تخفيف الاكتظاظ في السجون اللبنانية. وقد أثارت هذه المباحثات قلقاً عميقاً بين المعتقلين السوريين، خشية تعرضهم للتعذيب والانتهاكات الجسيمة بعد تسليمهم للنظام السابق.

وأوضح البيان أنَّه مع سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 وتولي الحكومة الانتقالية السورية السلطة، لم يعد هناك تهديد بترحيل المعتقلين إلى نظام قمعي، كما كان الحال سابقاً. وأصبحت مسألة إعادتهم إلى سوريا مشروطة بضمان محاكمات عادلة، واحترام حقوقهم الأساسية، بما في ذلك حظر التعذيب والاحتجاز التعسفي.

وأكد البيان ضرورة احترام حقوق المعتقلين السوريين داخل السجون اللبنانية، ومعاملتهم وفق المعايير الدولية. كما شدد على أنَّ إضرابهم عن الطعام يُعد تعبيراً مشروعاً عن احتجاجهم على الأوضاع القاسية التي يواجهونها، بما في ذلك الاكتظاظ، وسوء المعاملة، وغياب الرعاية الصحية.

وأضاف البيان أنَّ الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية الالتزام بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المعتقلين، وضمان عدم انتهاك حقوقهم الأساسية، والعمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة لقضيتهم.
التوصيات
دعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الحكومتين السورية واللبنانية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء معاناة المعتقلين السوريين في لبنان، وضمان إعادتهم في إطار قانوني يحترم حقوق الإنسان. كما شددت على ضرورة تنسيق الجهود بين الطرفين لمراعاة التحديات السياسية والقانونية.

توصيات للحكومة اللبنانية:
التنسيق مع الحكومة الانتقالية السورية لوضع آلية قانونية لإعادة المعتقلين وضمان محاكمات عادلة، وتحسين أوضاع المعتقلين في السجون اللبنانية، من خلال تقليل الاكتظاظ وتحسين الرعاية الصحية، وضمان عدم التمييز ضد المعتقلين السوريين، والتعاون مع المنظمات الحقوقية الدولية لمراقبة أوضاع المعتقلين.

توصيات للحكومة الانتقالية السورية:
ضمان بيئة آمنة للعائدين ومنع تعرضهم للاعتقال التعسفي أو سوء المعاملة، ووضع برامج دعم نفسي واجتماعي واقتصادي لتسهيل إعادة اندماجهم في المجتمع، والتعاون مع المنظمات الحقوقية لضمان شفافية عمليات الإعادة.

توصيات للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية:
 الإشراف على عمليات إعادة المعتقلين إلى سوريا وضمان احترام المعايير الدولية. • تقديم الدعم الإنساني والقانوني للمعتقلين أثناء احتجازهم.

توصيات لوسائل الإعلام والمنظمات الإغاثية:
 تعزيز الوعي بقضية المعتقلين السوريين، وتشجيع الحوار بين المجتمع المدني والسلطات لضمان سياسات أكثر إنسانية وشفافية.

اقرأ المزيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
وفد تركي رسمي يرأسه نجل أردوغان يزور المسجد الأموي الكبير بدمشق

زار "بلال رجب طيب أردوغان"، نجل الرئيس التركي، المسجد الأموي الكبير في دمشق اليوم، برفقة محافظ دمشق، وذلك ضمن زيارة رسمية يقوم بها وفد تركي إلى العاصمة السورية.  

يضم الوفد التركي الزائر إلى دمشق عددًا من الشخصيات البارزة، وهم: (بلال رجب طيب أردوغان – نجل الرئيس التركي - عبد الحميد جول  وزير العدل السابق وعضو في البرلمان التركي حاليًا - مصطفى ورانك وزير الصناعة والتكنولوجيا السابق وعضو في البرلمان - مهمت قصاب أوغلو  وزير الشباب والرياضة السابق وعضو في البرلمان - فاتح دونماز وزير الطاقة والموارد الطبيعية السابق وعضو في البرلمان - فاطمة شاهين رئيسة بلدية غازي عنتاب - برهان كور أوغلو القائم بأعمال السفارة التركية في سوريا).

وزار، بلال إردوغان، ضريح القائد المسلم من أصول تركية، صلاح الدين الأيوبي في العاصمة السورية، دمشق، وذكرت تقارير تركية أن تلك الزيارة تأتي إطار جولة رسمية تهدف إلى إحياء الذاكرة التاريخية وتعزيز الروابط الثقافية بين أنقرة والمنطقة.

جاءت الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا، حيث حرص الوفد التركي على زيارة المعالم التاريخية في دمشق، بما في ذلك المسجد الأموي الكبير، الذي يعد واحدًا من أهم المعالم الإسلامية في المدينة.

"أردوغان" خلال مؤتمر صحفي مع "الشرع": سنرفع العلاقات مع سوريا إلى المستوى الاستراتيجي
سبق أن أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري "أحمد الشرع"، أن تركيا ستعمل على رفع العلاقات مع سوريا إلى مستوى استراتيجي، وتعزيز الأمن والاستقرار الاقتصادي في البلاد.

وأعرب أردوغان عن ترحيبه بالرئيس الشرع، مشيدًا باستضافته في أنقرة، مشيرًا إلى أن "الجميع يعلم أن الشعب السوري تعرض منذ 13 عامًا للظلم والبراميل المتفجرة والإبادة على يد نظام الأسد المجرم، مما أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من السوريين".

 وأضاف: "الشعب السوري أصبح حراً في توجيه مستقبله، ونحن وقفنا إلى جانبه في الأوقات العصيبة وسنستمر في الوقوف إلى جانبه"، ولفت الرئيس التركي إلى أن اللقاء مع الشرع ناقش العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، مؤكدًا على "سيادة ووحدة الأراضي السورية".

 وأعلن أردوغان أن "الفترة المقبلة ستشهد كثافة في الزيارات واللقاءات مع الجانب السوري، وسنرفع العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي". كما أضاف: "العقوبات الغربية على سوريا تقف حجر عثرة أمام نهضتها ونحن جاهزون لدعم سوريا في المرحلة الجديدة".

وفي سياق متصل، توجه أردوغان بتحية إلى الشعب السوري، متمنيًا أن يكون هذا الاجتماع خطوة نحو الخير بين البلدين والشعبين.

من جانبه، شكر الرئيس السوري أحمد الشرع الرئيس أردوغان على موقف تركيا من سوريا طوال السنوات الماضية، مؤكدًا أن "الشعب السوري لن ينسى ما قدمته تركيا لسوريا"، مشددًا على أن هناك "علاقات أخوية متميزة بين البلدين، ونحن نؤكد على تحويلها إلى شراكة استراتيجية عميقة في كافة المجالات".

كما أضاف الشرع أن "العلاقة بين سوريا وتركيا ممتدة عبر التاريخ والجغرافيا"، داعيًا الرئيس أردوغان إلى زيارة سوريا في أقرب فرصة ممكنة. بالإضافة إلى ذلك، تناول الرئيس السوري خلال اللقاء ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي دخلتها مؤخرًا وفقًا لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، كما تم مناقشة ملف قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا.

الرئيس "الشرع" يصل أنقرة تلبية لدعوة نظيرة التركي "أردوغان"
وصل الرئيس السوري "أحمد الشرع" والوفد المرافق له اليوم الثلاثاء 4 شباط 2025، إلى العاصمة التركية أنقرة، في ثاني زيارة خارجية له عقب توليه منصب رئيس الجمهورية العربية السورية، وذلك استجابة لدعوة من نظيره الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، عقب زيارته الأولى إلى المملكة العربية السعودية التي استمرت ليومين متتاليين.

تركيا لاعب وداعم أساسي في سوريا
صحيفة "ديلي صباح التركية"، قالت في تقرير سابق لها، إن أنقرة تبرز كلاعب رئيسي في جهود إعادة إعمار الاقتصاد السوري، عقب سقوط نظام الأسد، لافتة إلى أن العلاقات الاقتصادية التاريخية بين البلدين والخبرة التركية في القطاعات الحيوية، تجعل تركيا مؤهلة للمساهمة بشكل كبير في إعادة بناء سوريا التي تعاني من انهيار اقتصادي شامل.

"أردوغان" يحيي "شباب سوريا الثوريين" الذين ناضلوا ضد النظام القمعي
وسبق أن حيّا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شباب سوريا الثوريين الذين ناضلوا ضد النظام القمعي، وخص أيضاً بالتحية شباب فلسطين الشجعان، وخص بالذكر الصامدين في غزة في مواجهة إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.

وقال أردوغان: "باسم شبيبة حزب العدالة والتنمية، أحيي شباب فلسطين وغزة الشجعان الذين لم يستسلموا لإرهاب الدولة الإسرائيلي، وشباب سوريا الثوريين الذين أنهوا ظلم البعث بانتصار ملحمي".

وكان قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "مؤامرة المئة عام" في المنطقة تتفكك، مع بداية عصر جديد يسوده الرخاء والازدهار، جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال مشاركته في المؤتمر الاعتيادي الثامن لحزب العدالة والتنمية في ولاية مرسين جنوبي تركيا.

التأثير الإيجابي لسقوط نظام البعث في سوريا
وأشار أردوغان إلى أن التأثيرات الإيجابية لسقوط نظام البعث في سوريا وتشكيل حكومة جديدة تحتضن جميع الأطياف في البلاد ستسهم في تحسين الأوضاع في تركيا، وخاصة في مدينة مرسين. ولفت إلى أن مرسين تلعب "دور الأنصار" من خلال استضافتها لحوالي 183 ألف مهاجر سوري يحملون صفة الحماية المؤقتة.

عودة المهاجرين السوريين إلى وطنهم
وأكد الرئيس التركي أن جزءًا من الأشقاء السوريين سيعودون إلى وطنهم في المستقبل القريب للمساهمة في إعادة بناء وطنهم بعد إزالة آثار الظلم والدمار. وأضاف أنه كما هو الحال دائمًا، ستظل أبواب تركيا وقلوبها مفتوحة لأولئك الذين يقررون البقاء.

التضامن التركي السوري
وأوضح أردوغان أن تركيا لن تهاجر أحدًا قسرًا مثل الطغاة، ولن تسمح بحصول أي تعصب عنصري ضد التضامن التركي السوري. كما أكد أن بلاده ستدعم كل الجهود الرامية إلى ضمان الوحدة السياسية لسوريا وسلامة أراضيها وسلامها الاجتماعي.

التغيير في السياسة الإقليمية
أردوغان أكد أن "عصر الفرق والتقسيم قد انتهى" وأن "مؤامرة المئة عام في المنطقة تتفكك". وأضاف أن المنطقة ستحدد مستقبلها من قبل شعوبها، وأشار إلى أن الموارد الطبيعية، مثل حقول النفط التي ينهبها تنظيم "واي بي جي"، ستكون في أيدٍ أمينة من الآن فصاعدًا.

التحولات في سوريا وتشكيل الحكومة الجديدة
وفي وقت لاحق، تطرق أردوغان إلى الوضع في سوريا حيث بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق في 8 ديسمبر 2024 بعد الإطاحة بنظام حزب البعث، مما أدى إلى تكليف أحمد الشرع بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية، كما أعلن تكليف محمد البشير بتولي تشكيل الحكومة في اليوم التالي.

تركيا ستقف بكل قوة إلى جانب الشعب السوري لبناء دولته
وسبق أن قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إن تركيا ستقف بكل قوة إلى جانب الشعب السوري لبناء دولته، داعياً العالم الإسلامي إلى دعم سوريا المنهكة بعد سنوات الحرب لأنه لا يمكنها النهوض بمفردها، وأضاف في كلمة له أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية: "سنفتتح قريبا قنصلية تركية في حلب‬، وأشكر أحمد الشرع على قيادته الجيدة لهذه المرحلة".

ولفت إلى أن شمس الحرية أشرقت في سوريا بعد 61 عاما من ظلم البعث، وقال: "أبارك للشعب السوري النصر العظيم وخلاصهم من الطغيان"، وأوضح الرئيس التركي أن الشعب السوري انتصر في كفاحه على نظام ظالم استمر عقودا طويلة، وأن "الشعب أنقذ بلاده من براثن عصابة من القتلة ويبني دولته الجديدة بكل مكوناته".

وذكر أن نظام الأسد قمع المظاهرات السلمية في في سوريا بكل عنف رغم جميع نصائحنا، وبيّن  في كلمته أن أكثر من 12 مليون سوري اضطروا إلى ترك منازلهم بينهم 3.5 مليون وصلوا إلى تركيا، وأكد أن تركيا ستساعد من يريد العودة من السوريين إلى وطنهم ولكنها لن ترغم أحدا على المغادرة .

وقال "لن ننسى الجرائم الوحشية التي ارتكبها نظام الأسد في حق شعبه، ولن ننسى السجون التي حولها نظام الأسد إلى مسالخ بشرية مثل معتقل صيدنايا، والانتهاكات بحق النساء والأطفال ومجازر الكيميائي في الغوطة، بالإضافة لعدم اكتراث من يدَّعون أنهم العالم المتحضر حيال مقتل المدنيين والأبرياء".

تركيا ترسل أول وفد دولي إلى سوريا
كان وصل أول وفد تركي رفيع المستوى إلى دمشق، يوم الخميس 12 كانون الأول، يضم رئيس جهاز المخابرات "إبراهيم كالن"، بهدف لقاء قيادة السلطة الجديدة في سوريا، وهي الزيارة لأول وفد دولي إلى دمشق بعد سقوط نظام الأسد، مايؤكد فاعلية الدور التركي في الشأن السوري والمرحلة القادمة، وفي السياق تم تداول مقطع فيديو يظهر "إبراهيم قالن" في المسجد الأموي بدمشق.

وزير الخارجية التركي "فيدان" يلتقي "الشرع" في دمشق
وصل  وزير الخارجية التركية "هاكان فيدان" يوم الأحد 22 كانون الأول، إلى قصر الشعب في العاصمة السورية دمشق، واجتمع قائد إدارة العمليات العسكرية "أحمد الشرع مع وزير الخارجية التركي "هاكان فيدان"، حيث أكد الجانبان على تعزيز التعاون المشترك لبناء مستقبل مستقر لسوريا بعد سقوط نظام الأسد، وتناول الجانبان القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية، مع التركيز على تحقيق الأمن والاستقرار ووحدة الأراضي السورية.

وفي مؤتمر صحفي جمع الشرع وفيدان في دمشق قال الأخير إن تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، تقف دائمًا إلى جانب الشعب السوري وستواصل دعمه، وأعرب عن رفض بلاده لأي استغلال للوضع الراهن من قبل إسرائيل، مشددًا على ضرورة التحرك لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.

وأكد أن وحدة الأراضي السورية أمر غير قابل للنقاش، وأنه لا مكان لتنظيم “بي كي كي/واي بي جي” في سوريا، وأضاف فيدان: “هذه ليست فترة انتظار ومراقبة، بل علينا العمل معًا لتحقيق الاستقرار”، وأشار إلى استعداد تركيا لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار وبناء هياكل الدولة، مشيدًا بالخطوات التي تقوم بها الإدارة السورية الجديدة.

رسالة أردوغان للشعب السوري
وسبق أن وجه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" رسالة إلى الشعب السوري، باللغة العربية، تضمن تحية لصمود السوريين، ومباركة لما حققوه من نصر على الإرهابي "بشار الأسد" وتأكيداً على موقف تركيا الثابت وإيمانها بحق الشعب السوري، وتمجيداً بشجاعتهم وانتصارهم.

 وأضاف الرئيس التركي أن "أفراد الشعب السوري إخوة لنا ونقف إلى جانبهم بكافة أطيافهم العرقية والمذهبية"، وبين أن "حلب وحمص وحماة ودمشق عادت إلى أصحابها الأصليين"، وأن نظام الأسد ترك سوريا كومة من الأنقاض وفر هارباً.

 ولفت أردوغان إلى أن "مددنا يدنا للحوار إلى نظام الأسد لكنه لم يفهم مطلبنا"، وبين أن "تركيا مرت باختبار صعب في المرحلة الماضية واستضافت السوريين ودافعت عن المظلومين في كافة المنصات".

 وذكر أن "نظام الأسد الذي أدار البلاد بالظلم منذ سنين طويلة فقد شرعيته"، وبين أن تركيا ستقف إلى جانب سوريا حتى تصبح على أرضية صلبة وسنشرف على عودة السوريين إلى بلادهم، وقال "اعتبارا من أمس أغلقت مرحلة الظلام في سوريا وبدأت مرحلة مشرقة بالنسبة للسوريين".

 وبين أن تركيا لا تطمع في أراضي أي دولة أخرى لكننا كنا نسعى إلى الحفاظ على أمننا القومي، قال إن سوريا للسوريين فقط وليس للمنظمات الإرهابية ومستقبل سوريا يحدده السوريون أنفسهم"، وأكد أنه "لا فرق بين أي من مكونات أو أطياف الشعب السوري ويجب أن يتعايش الجميع بدون أي تمييز أو فروق".

 وكان وجه أردوغان كلامه للشعب السوري بالقول: "أقول للشعب السوري العزيز إن تركيا تقف إلى جانبكم اليوم وغدا وفي المستقبل، وأن على سوريا الحفاظ على أراضيها من الإرهابيين، وإننا لن نتخلى عنكم أبدا وسنبذل كل ما يمكننا من أجل إعادة إعمار بلدكم".

اقرأ المزيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
من الاستخبارات العسكرية إلى التضليل .. أحد أقطاب إعلام نظام الأسد يتهرب من العدالة بمزيد من الكذب

إيقاف النشاط تحت غطاء التهديدات
زعمت مجموعة "يلا" الإعلامية، "إيقاف نشاطها الإعلامي في سوريا، بعد تعرض مديرها العام للتهديد المباشر بالتصفية من قبل أحد المسؤولين الأجانب رفيعي المستوى في وزارة الإعلام السورية"، مشيرة إلى "تهديدات مباشرة وصلتها من أشخاص عرفوا عن أنفسهم بأنهم مستشارين في القصر الرئاسي".



وادعت المجموعة، بحسب البيان الذي نشرته عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، أن ما سبق كان بعد كشفها "عن علاقات مشبوهة للمسؤول بالصوت والصورة، وتدخله بالشؤون الداخلية وإجبار الشركة بطرق غير ودية على التنازل عن حقوق فضائية وفرض أتاوى عليها من قبل نفس المسؤول"، ووصفت ذلك بأنه يشبه ما فعله النظام السابق تجاه الشركة، مشيرة إلى أنها ستنشر الوثائق في وقت لاحق.

وحظي البيان الذي نشرته المجموعة الإعلامية بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تخوفات من مستقبل حرية الصحافة والإعلام في سوريا، بعد تولي أحمد الشرع، رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا، عقب انتصار الثورة السورية على ديكتاتورية آل الأسد، التي قيدت السوريين على مدار العقود الخمسة الماضية، وقمعت وقتلت السوريين، وقيّدت حرياتهم كافة وعلى رأسها حرية الصحافة والإعلام.

دحض الادعاء
أكد مدير منصة "تأكد"، أحمد بريمو، أن الادعاء الذي نشرته مجموعة "يلا" الإعلامية كاذب، وشدد أن المجموعة ومديرها ليس لديهم  قرائن موثوقة صحيحة غير مختلقة ومزورة مشددا على أن لديه معلومات بأن التهديدات المُشار إليها غير صحيحة وأن هذا السلوك ليس جديدا نظرا إلى تاريخ هذه المجموعة وأوضح أنه بصفته مواطنًا وصحفيًا سوريًا، كان أحد الذين تقدموا بطلب رسمي لوزارة الإعلام السورية بإيقاف هذه المجموعة ومحاكمة مديرها أحمد مؤمنة، وذلك لدوره في قمع حرية التعبير وتبييض التضليل والكذب الذي مارسته روسيا طوال السنوات الماضية، إضافة إلى دوره بدعم شخصيات إعلامية وفنية داعمة لنظام بشار الأسد خلال فترة الثورة.

وأشار بريمو في منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، إلى أمور أخرى قال إنه سيكشف عنها أمام القضاء السوري في حال استُدعي لتقديم شهادته والأدلة التي يمتلكها ضد المجموعة ومديرها، والذي يعرفه عن قرب وقد تتبع مسيرته منذ فترة طويلة.

وتأكيدا لما سبق نستعرض في تحقيقنا جانبا من الدور الحقيقي للمجموعة ومديرها

"يلاّ " لقمع الاحتجاجات السلمية
برز اسم مجموعة "يلا" منتصف العام 2020، حين اشتكى نشطاء سوريون من حظر "فيسبوك" نشر بعض الفيديوهات التي توثق خروج مظاهرات مناهضة لنظام الأسد في السويداء بذريعة "انتهاك حقوق الملكية".

وتداول ناشطون لقطات شاشة تظهر الرسائل التي وردتهم من "فيسبوك" بعد ثوان قليلة من نشرهم تسجيلًا لإحدى المظاهرات التي خرجت في السويداء، حيث يطلب "فيسبوك" من المستخدمين حذف التسجيل المشار إليه بحجة أن شركة تدعى "يلا ميديا" تمتلك حقوقه.


في تلك الفترة، كشف مدير منصة "تأكد"، في تصريح نشرته صحيفة "زمان الوصل" المحلية، عن وجود ثغرة في سياسة الحفاظ على حقوق الملكية لدى "فيسبوك"، يستغلها نظام الأسد لمنع انتشار الفيديوهات التي توثق المظاهرات المناهضة له.

وقال مدير منصة تأكد أحمد بريمو: "لاحظنا  فيديوهات من مظاهرات السويداء يحظر فيسبوك نشرها بذريعة انتهاك حقوق الملكية، وبعد تتبع الجهة التي تدّعي ملكية تلك الفيديوهات، تبين أنها شركة (Yala media Network) ومقرها دمشق".

وأضاف حينها: "نعتقد أن هذه الشركة تابعة للنظام السوري مباشرة، وبطريقة غير شرعية تقوم بتزوير شهادات ملكية للفيديوهات التي يتم تصويرها من جانب نشطاء السويداء، وتطلب من فيسبوك حظر نشر المحتوى أينما نشر باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي".

"يلاّ " لغسيل المعلومات
في نيسان/ أبريل 2023، نشرت شبكة BBC البريطانية تحقيقًا أعده فريق الكشف عن المعلومات المضللة التابع لها، تحت عنوان "شركة بريطانية تنشر الأخبار الروسية الزائفة لملايين الأشخاص"، كشفت خلاله عن دور شركة إعلامية مسجلة في المملكة المتحدة، تنشر معلومات مضللة نقلا عن مصادر روسية  لملايين الأشخاص الناطقين باللغة العربية حول العالم، وهي شركة "يلا".

وأثبت التحقيق أن المنصة الإعلامية كانت تُبيّض وتغسل المعلومات التي نشرتها المواقع الإعلامية الروسية بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وأن معظم محتويات المنصة الإعلامية في تلك الفترة كانت نسخة طبق الأصل من القصص المنشورة على المواقع الإعلامية الروسية، المدعومة من الدولة.

تزعم المنصة الإعلامية "يلاّ"، أن أوكرانيا ترسل الطيور لنشر الأمراض - باستخدام صورة لطائر القيق الأزرق التقطها مركز للحياة البرية في الولايات المتحدة

"يلاّ" لدعم مشاهير ومسؤولي النظام المخلوع
ورغم أن تحقيق BBC لم يغفل الدور الخطير الذي تورطت به شبكة "يلا" في دعم مشاهير وصحفيين سوريين موالين للنظام، إلا أن هذا الدور لم يكن سوى جزء من مشهد أوسع.

بحسب المعلومات المتوفرة لدى فريق إعداد هذا التحقيق، فإن أحمد مؤمنة، المدير التنفيذي لشركة "يلا"، يرتبط بشكل مباشر مع كامل صقر، مدير المكتب الإعلامي التابع لبشار الأسد، وأن زوجة صقر، ديالا حسن، كان لها دور في الشركة .

كما ارتبط اسم مؤمنة بشعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام، وكان أحد الذين زودوا هذه المؤسسة بأجهزة تجسس متطورة مصدرها إحدى الدول الخليجية، إذ سلمها شخصيا لأحد مسؤوليها.

ومن بين الشخصيات التي ساهم مؤمنة وشركته بدعمها، مراسل التلفزيون الحكومي شادي حلوة، الذي كان الواجهة الإعلامية لشركة "القاطرجي"، المشمولة في عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية لضلوعها في تمويل جماعات إرهابية مثل فيلق القدس وجماعة الحوثي.






"يلاّ" نحو المحاكمة

بالرغم من أن "يلاّ" أعلنت بشكل رسمي وقف نشاطها الإعلامي في سوريا، إلا أن بيانها المنشور في  إحدى صفحاتها المُدارة من الإمارات، لم يتضمن أي وثيقة تدعم الادعاءات بشأن أسباب القرار.

بينما أفاد مصدر مطلع لمنصة "تأكد"  أن وزارة الإعلام في حكومة تسيير الأعمال السورية، أبلغت وزارة الداخلية بالاتهامات الموجهة للمجموعة ومديرها أحمد مؤمنة، مرفقة بالأدلة التي أرسلها مدير منصة "تأكد"، بالإضافة إلى شهادات أخرى من مواطنين وصحفيين سوريين.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن أحمد مؤمنة كان متواجدًا في سوريا قبل نحو ثلاثة أسابيع، فيما لم يُعرف مكان تواجده الحالي، خاصة وأنه كان يعيش في الإمارات، حيث يقيم عدد كبير من الأشخاص المرتبطين بالنظام.


صورة نشرها أحمد مؤمنة على حسابه بموقع فيسبوك تجمعه بالمدير الأقليمي لشركة Meta في الشرق الأوسط

اقرأ المزيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
"الخوذ البيضاء" تُنقذ امرأة سقطت في بئر ارتوازي بريف منبج

استجابت فرق الدفاع المدني السوري في مركز منبج شرقي حلب لنداء وصل في تمام الساعة 3:23 مساء يوم الخميس 27 شباط 2025، حول حادثة سقوط امرأة في بئر ارتوازي في قرية الجاموسية بريف مدينة منبج شرقي حلب.  

فور وصول الفرق إلى المكان، بدأت بجمع المعلومات من الأهالي ودراسة المكان لتحديد الطرق المناسبة لإنقاذ المرأة العالقة. تبين أن المرأة البالغة من العمر 30 عامًا هي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت عالقة على عمق يتراوح بين 10 و12 مترًا من فوهة البئر البالغ عمقه الكلي نحو 70 مترًا.  

بدأت فرق الإسعاف بتسريب الأوكسجين إلى المرأة داخل البئر للحفاظ على حياتها، وتمكنت من رصد العلامات الحيوية لها والتواصل معها، حيث طلبت منها تحريك أطرافها واستجابت بشكل جزئي، مما أكد أنها كانت في حالة صحية جيدة.  

وبدراسة طبيعة المكان الصخرية، قررت فرق الدفاع المدني ضرورة حفر فتحة جانبية حول البئر للوصول إلى المرأة العالقة دون التسبب في أضرار في الجزء المتبقي من البئر. بدأت الآليات الهندسية التابعة للفرق عملية الحفر الجانبي، بمشاركة عمال متخصصين في حفر الآبار من أبناء المنطقة لتسريع العمل في الأرض الصخرية.

بعد أكثر من 7 ساعات من العمل، تمكنت فرقنا من الوصول إلى مستوى رأس المرأة، حيث استمرت عمليات ضخ الأوكسجين داخل البئر لضمان عدم اختناقها. في الساعة 1:54 صباحًا يوم الجمعة 28 شباط، تواصلت فرق الدفاع المدني مع المرأة العالقة، التي استجابت بتحريك يدها، مما أكد أنها كانت على قيد الحياة.

وفي الساعة 2:16 فجر يوم الجمعة، تمكنت فرق الدفاع المدني من إحداث خرق في جدار البئر مقابل مكان انحشار المرأة، وعملت على تثبيتها وتوسيع الخرق لإخراجها بشكل آمن. بعد أكثر من 11 ساعة من العمل المتواصل، تمكنت الفرق في الساعة 3:20 صباحًا من إنقاذ السيدة العالقة وإخراجها من البئر على قيد الحياة.  

تم نقل السيدة فورًا إلى مشفى مدينة منبج الوطني، حيث قدمت لها فرق الإسعاف الأولية، وأظهرت الفحوصات الأولية استقرار حالتها الصحية، حيث كانت علاماتها الحيوية جيدة، مع نبض 80 ومستوى أكسجة 100%، وبعد انتهاء عملية الإنقاذ، عملت فرق الدفاع المدني على ردم الحفرة الجانبية الموازية للبئر وأغلقت فوهة البئر لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

اقرأ المزيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
دعمت آلة القتل والإبادة .. "سلاف فواخرجي" تُثير الجدل بتُمجيد الفار "بشار" والدفاع عن جرائمه 

عادت الممثلة السورية سلاف فواخرجي، الموالية لنظام بشار الأسد السابق، لإثارة الجدل مجددًا بتصريحات جديدة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بعد سقوط النظام، حيث كشفت عن علاقتها ببشار الأسد وزوجته أسماء الأسد، مما أثار موجة من الانتقادات الواسعة ضدها، لما تحمله من إرث طويل في محاباة النظام والدفاع عن جرائمه.

في حديثها، قالت فواخرجي إنها قابلت بشار الأسد أربع مرات، اثنان منهما كانا لقاءات مع جمع فني، واثنان آخران كانا لقاءات شخصية، أحدهما بمفردها والآخر مع زوجها وائل رمضان. وأضافت أن بشار الأسد "رجل شريف"، مؤكدة تمسكها بهذا الموقف "إلى أن يظهر عكس ذلك"، مشيرة إلى أنه "رجل شديد الاحترام والتهذيب وبسيط".

وتطرقت فواخرجي إلى الانتهاكات والمجازر التي وقعت في سوريا، حيث قالت إن "بشار الأسد لم يفعل ذلك بشكل شخصي"، معبرة عن رأيها بأن "الرئيس لا يعرف ما يفعله الرجالات في محيطه". وأوضحت أنه إذا لم يكن يعرف ما يحدث من حوله، فإن المشكلة تكمن في القيادة نفسها.

كما أبدت رأيها بشأن هروب بشار الأسد إلى روسيا، حيث قالت: "لا أعرف إن كان هرب من نفسه أو أجبر على الهروب". وأضافت أنها كانت تتمنى "لو استشهد" بشار الأسد، معتبرة أن الحياة في حال استشهاده كانت ستسجل "وقفة عز". وأكدت في نفس الوقت أنها مع محاكمته إذا كان "يستحق المحاكمة".

أما عن لقاءاتها مع أسماء الأسد، فقد كشفت فواخرجي أنها قابلتها مرتين، واحدة مع وفد فني والأخرى بشكل شخصي، ووصفتهما بـ "أم وسيدة محترمة". وأكدت أنها كانت دائمًا تتلقى الدعوات من الرئاسة السورية للمشاركة في تلك اللقاءات.

وعن الأوضاع السياسية، قالت فواخرجي تعليقًا على المواقف الحالية في سوريا: "التكويع هي متغيرات وأكبر مثال عليها هو القيادة الموجودة في سوريا الآن". كما أضافت أنها تأمل أن يكون أحمد الشرع هو "رئيس الفترة الانتقالية"، متمنية له النجاح.

أما فيما يتعلق بمواطنتها مي سكاف، فقد نفت فواخرجي صحة ما قيل حول اعتقالها وتعذيبها من قبل النظام، مؤكدة أن مي سكاف طلبت اعتقالها بعد مشاركتها في مظاهرة، ولم يُعتقلها الأمن، بل احترموها.

تصدرت فواخرجي منصات التواصل الاجتماعي بعد هذه التصريحات، حيث شن عدد كبير من السوريين هجومًا عليها، مطالبين بمحاكمتها لمدافعتها عن نظام متورط في جرائم حرب، وتجدر الإشارة إلى أن سلاف فواخرجي كانت قد غادرت سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر 2024، وانتقلت إلى مصر مع عائلتها.


"سلاف فواخرجي".. الحكاية الكاملة لممثلة دعمت آلة القتل والإبادة الأسدية حتى اللحظات الأخيرة
كرست الممثلة "سلاف فواخرجي"، حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، في دعم وتأييد نظام الأسد البائد، حتى اللحظات الأخيرة من عمر هذا النظام الفاني، حيث جددت في مطلع كانون الأول/ ديسمبر، دعمها له خلال عملية "ردع العدوان"، وقالت في دعمها لميليشيات النظام "نحن جيش خلفكم".

وكتبت تغريدة على حسابها عبر منصة "إكس"، "حماة الديار ثقتنا فيكم كبيرة انتوا جيش البلد انتوا نحنا والكل بالكل، تضحياتكم يلي قدمتوها خلتنا مكملين حياة وفكر وعمل، والدم يلي راح فدا هالأرض غالي كتير وحياة هالدم مارح نسمح سوريا تضيع انتوا جيشنا ونحنا جيش وراكم إيمان وعقيدة وثقة"، وفق نص المنشور.

وماهي إلا أيام ومع انتصار الثورة السورية على نظام الأسد البائد، كتبت "فواخرجي"، منشورا مطولا ورد فيه حديثها عن مرحلة جديدة وذكرت أنها لا تعتقد أن الحكم الجديد بما يُظهره لنا سيكون ظالماً، وأضافت "طلب إلي البعض أن أمسح صورا لي ولكن إن مسحتها هل ستُنسى وكأنها لم تكن؟ وهل سأتنكر أنا لها؟ وشكرا لحقن الدماء".

وكانت نشرت صورتها مع "بشار الأسد" وكتبت أسفل الصورة "شكرا سيدي الرئيس لشرف اللقاء"، وفي عام 2016 وصفت فواخرجي الأسد بـ"الإنسان الشريف المصلح" ودافعت فيه عنه ونفت الاتهامات الموجه إليه بشأن قصف الشعب السوري.

وفي مواقفها التشبيحية المتكررة قالت إن بشار الأسد الهارب تحدث معهما سابقا عن وضع الدراما السورية والوضع العسكري والاقتصادي حيث زعمت أنه أكد لهما أن الحرب العسكرية في سوريا بمراحلها الأخيرة وأن المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها السوريون في طريقها للحل.
واشتهرت "فواخرجي"، بمعاداتها للثورة السورية، مع مواقفها السياسية المنحازة بفجاجة لنظام الأسد الساقط يذكر أن فواخرجي خريجة كلية الأداب قسم الأثار، ظهرت عبر وسائل إعلام الأسد، معلنة تأييدها لنظام الأسد الساقط.

وأنكرت وبررت جرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري خلال السنوات الماضية، كما أنها قامت باختلاق قصة محاولة اغتيالها من قبل المعارضة السورية، وأن مخابرات الأسد أخبروها بوجود مخطط لاغتيالها، الأمر الذي فسره سوريون وقتها على أنه محاولة لكسب المزيد من التقرب للنظام السابق.

ويذكر أن زوجها وائل رمضان وقف أيضا إلى جانب نظام الأسد البائد ضد ثورة الشعب السوري، وأيد جرائمه، بما فيها قتل السوريين بالكيماوي، وتميز بتشبيحه العلني لميليشيات الأسد، حتى أنه قال في إحدى مقابلاته التلفزيونية قبل سنوات " إنه ليس مؤيدا للنظام بل هو النظام نفسه".

اقرأ المزيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
"المجلس الوطني الكُردي" يُرحب بدعوة أوجلان لإنهاء العمل المسلح ويؤكد دعم الحل السلمي

رحب "المجلس الوطني الكُردي" في سوريا، بالنداء الذي وجهه زعيم حزب العمال الكوردستاني، عبد الله أوجلان، في 27 شباط 2025، والذي دعا فيه الحزب إلى التخلي عن العمل المسلح وحل نفسه والانخراط في النضال السلمي الديمقراطي.  

أوضح المجلس أن نجاح هذه المبادرة يعتمد على استجابة الحزب ومقاتليه لهذه الدعوة، حيث تمثل هذه الخطوة فرصة حقيقية لإنهاء العنف، واعتماد النضال السياسي والحلول السلمية في معالجة القضية الكُردية في تركيا.  

ودعا المجلس الحكومة التركية إلى التعاطي مع هذا النداء بإيجابية، مشددًا على أهمية إطلاق حوار جاد يسهم في إيجاد حل عادل للقضية الكُردية، ويعزز مبادئ الديمقراطية والمواطنة المتساوية، بما يحقق الأمن والاستقرار في تركيا والمنطقة.  


"بارزاني" يُرحب بدعوة أوجلان لحل حزب العمال ويؤكد دعم إقليم كوردستان لعملية السلام
رحب رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، بالرسالة التي وجهها زعيم حزب العمال الكوردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، والتي دعا فيها الحزب إلى حل نفسه والتخلي عن السلاح. وقال بارزاني عبر منصة (إكس): "نرحب ترحيباً حاراً برسالة السيد أوجلان ودعوته لإلقاء السلاح وحل حزب العمال الكوردستاني، وندعو الحزب إلى الالتزام بهذه الرسالة وتنفيذها".  

 

وأضاف رئيس الإقليم: "نأمل أن يكون هذا النداء ممهداً لتحقيق السلام والحل السلمي"، مشيرًا إلى أن "الزمن هو زمن النضال السلمي والمدني والديمقراطي، ومن خلاله تتحقق مكاسب أفضل، وليس من خلال السلاح والعنف".  

وتابع قائلاً: "إننا في إقليم كوردستان ندعم عملية السلام كل الدعم، وبقدر ما يلقى على عاتقنا، نحن مستعدون للقيام بدور المساعدة والتعاون". كما قدم بارزاني تقديره لدور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية (آك بارتي) في المساهمة بفكر ورؤية واضحة للسلام والعمل على تحقيقه.  

واختتم بالقول: "نأمل أن تكون المرحلة المقبلة، وبمشاركة وتوحيد خطاب الأطراف الأخرى في تركيا، مرحلة انتصار السلام والحل، ويعم الأمان والاستقرار البلد وكل المنطقة".  

في السياق ذاته، جدد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، دعمه لعملية السلام في تركيا، آملاً أن تكون رسالة أوجلان بدايةً لوضع عملية السلام في مسارها الصحيح، وقال بارزاني في رسالة مساء اليوم الخميس: "نؤكد موقفنا الثابت إزاء عملية السلام والتسوية في تركيا، ونعلن دعمنا الكامل للعملية بكل ما يمكن، من منطلق رؤيتنا بأن السلام هو السبيل الصحيح الوحيد لحل الخلافات". وأعرب عن أمله أن "تكون رسالة السيد أوجلان بدايةً لوضع عملية السلام في مسارها والتوصل إلى نتيجة تصب في مصلحة جميع الأطراف".  

البيت الأبيض يرحب بدعوة أوجلان
من جهته، رحب البيت الأبيض يوم الخميس بدعوة زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان لحزبه إلى إلقاء السلاح وحله. وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: "هذا تطور مهم ونأمل أن يساعد في تطمين حلفائنا الأتراك بشأن شركاء الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بشمال شرق سوريا". وأكد هيوز أن هذه الدعوة "ستساعد في إحلال السلام في هذه المنطقة المضطربة".

قائد "قسد": دعوة أوجلان موجهة لـ "حزب العـ ـمال الكردسـ ـتاني" ولا تشمل مناطقنا بسوريا
اعتبر قائد ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، أن دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان كانت "موجهة لمقاتلي الحزب، ولم تكن مباشرة لمنطقتنا"، في إشارة إلى  مناطق شمال شرقي سوريا.  

وأكد عبدي خلال مؤتمر صحفي عبر تقنية الفيديو كونفرانس في واشنطن، أن "زعيم حزب العمال الكردستاني أرسل رسالة إلينا أيضًا وأوضح فيها وجهة نظره، ونحن ننظر إليها بشكل إيجابي".  

وأشار عبدي إلى أن "دعوة السيد أوجلان كانت موجهة لحزب العمال الكردستاني ومقاتليه. لم تكن بشكل مباشر لهذه المنطقة [روجآفا وسوريا]. وكما أرسل رسالته لإقليم كردستان وكل مكان، أرسلها إلينا أيضًا".  

وأوضح في تصريحات لوكالة "رووداو" الكردية، أن دعوة أوجلان كانت موجهة إلى مقاتلي الحزب (الكَريلا)، وليست بشكل مباشر إلى منطقة شمال وشرق سوريا. وأضاف أن "وقف إطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني وتركيا وإرساء السلام سيؤثر على منطقتنا أيضًا".  

فيما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، قال عبدي إنه "لم يتم إبلاغنا بأي شيء بخصوص سحب الولايات المتحدة لقواتها من كردستان سوريا". وأوضح أن "ازداد تهديد داعش وهناك فراغ أمني. لذلك نحتاج إلى القوات الأمريكية، وفي حال انسحابها، سيحدث خلل أمني وسيؤثر على المنطقة".  

وأشار عبدي أيضًا إلى أن "ما يُقال عن حقوق الأكراد حتى الآن هو مجرد أقوال، ولا توجد ضمانات دستورية حقيقية"، مشددًا على أن "مفاوضاتنا مع دمشق مستمرة، وقوات التحالف الدولي تتوسط بيننا".

قيادة "قسد" تتلق رسالة من "أوجلان" 
وسبق أن كشفت المتحدثة باسم حزب "المساواة والشعوب الديمقراطي" الكردي في تركيا، عائشة غول دوغان، عن إرسال زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان، من سجنه في جزيرة إيمرالي ثلاث رسائل، واحدة منها إلى قيادة قوات "قسد" الكردية في شمال وشرق سوريا.

وأضافت دوغان أن أوجلان أرسل أيضًا رسالتين إلى اتحاد مجتمعات كردستان في قنديل شمالي العراق، ومؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردستاني والمؤتمر الوطني الكردستاني في أوروبا، لكنها لم تكشف عن محتوى الرسائل.

أوجلان في نداء تاريخي: أوجلان يدعو لحزب حزب العمال الكردستاني
دعا مؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، يوم الخميس 27 شباط 2025، حزبه إلى حل نفسه وإلقاء السلاح، مؤكدًا أنه يتحمل “المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة”، وذلك في بيان تاريخي وجهه من سجنه في جزيرة ببحر مرمرة، وقرأه حزب مؤيد للأكراد في تركيا.

وقال أوجلان إن حزب العمال الكردستاني نشأ في القرن العشرين، وهو أكثر العصور عنفًا في التاريخ، في ظل حربين عالميتين، والاشتراكية الواقعية، وأجواء الحرب الباردة، إلى جانب سياسة إنكار الواقع الكردي والقيود المفروضة على الحريات، وعلى رأسها حرية التعبير.

وأكد أوجلان أن الحزب، من الناحية النظرية والبرنامجية والاستراتيجية والتكتيكية، تأثر بشدة بالنظام الاشتراكي الواقعي في القرن العشرين. ومع انهيار الاشتراكية الواقعية في التسعينيات لأسباب داخلية، وتراجع سياسة إنكار الهوية في البلاد، والتطورات التي شهدتها حرية التعبير، فقد الحزب أهميته وأصبح يعاني من التكرار المفرط، ونتيجة لذلك، استكمل دوره مثل نظرائه، وأصبح حله ضرورة.

وأشار أوجلان إلى أن الأتراك والأكراد سعوا، على مدى أكثر من ألف عام، للحفاظ على وجودهم والصمود في وجه القوى المهيمنة، مما جعل التحالف القائم على الطوعية ضرورة دائمة لهم، إلا أن الحداثة الرأسمالية، على مدار المئتي عام الماضية، جعلت هدفها الأساسي تفكيك هذا التحالف.

وشدد أوجلان على أن القوى المختلفة تأثرت بهذا الأمر وسارت في هذا الاتجاه بناءً على أسس طبقية، ومع التفسيرات الأحادية للجمهورية، تسارع هذا المسار. واليوم، أصبح من الضروري إعادة تنظيم هذه العلاقة التاريخية التي أصبحت هشة للغاية، بروح الأخوة، مع مراعاة المعتقدات أيضًا.

وأكد أوجلان أنه لا يمكن إنكار الحاجة إلى مجتمع ديمقراطي، موضحًا أن حزب العمال الكردستاني، الذي كان أطول وأشمل حركات التمرد والعنف في تاريخ الجمهورية، تمكن من الحصول على القوة والدعم نتيجة لإغلاق قنوات السياسة الديمقراطية.

ونوه أوجلان إلى أن الحلول القائمة على النزعات القومية المتطرفة، مثل إنشاء دولة قومية منفصلة، أو الفيدرالية، أو الحكم الذاتي، أو الحلول الثقافوية، لا تلبي متطلبات الحقوق الاجتماعية التاريخية للمجتمع.

وأوضح أوجلان أن احترام الهوية، وحرية التعبير، والتنظيم الديمقراطي، وبناء الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل فئة وفقًا لأسسها الخاصة، لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود مجتمع ديمقراطي ومساحة سياسية ديمقراطية.

وشدد أوجلان على أن الجمهورية التركية في قرنها الثاني لن تحقق استمراريتها الدائمة والأخوية إلا إذا تُوجت بالديمقراطية، مؤكدًا أنه لا يوجد طريق آخر غير الديمقراطية في البحث عن أنظمة جديدة وتحقيقها، فالطريقة الأساسية هي التوافق الديمقراطي.

وأشار أوجلان إلى ضرورة تطوير لغة تتماشى مع الواقع خلال فترة السلام والمجتمع الديمقراطي، موضحًا أن المناخ الحالي، الذي تشكل بدعوة من زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، والإرادة التي أظهرها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، والمواقف الإيجابية للأحزاب السياسية الأخرى تجاه هذه الدعوة، يتيح فرصة لإنهاء النزاع المسلح نهائيًا.

وأعلن أوجلان أنه يتوجه بالدعوة إلى التخلي عن السلاح، متحملًا المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة، مؤكدًا أن جميع المجتمعات والأحزاب الحديثة التي لم يتم إنهاء وجودها بالقوة، اتفقت على عقد مؤتمر واتخاذ قرار بالاندماج مع الدولة والمجتمع.

وختم أوجلان بيانه بالدعوة إلى أن تتخلى جميع المجموعات عن السلاح، وأن يحل حزب العمال الكردستاني نفسه، موجهًا تحياته إلى جميع الفئات التي تؤمن بالعيش المشترك وتستجيب لندائه.

وكانت صدمت أطماع "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، والذي تبنى تطلعات المكون الكردي في الحرية كباقي مكونات الشعب السوري، لتحقيق مشروعه الانفصالي عن الوطن الأم سوريا وبناء كيان انفصالي باسم " الأكراد"، من خلال استغلال الحراك الثوري والسيطرة مناطق واسعة من التراب السوري، بدعم من التحالف الدولي وباسم محاربة الإرهاب.

حزب العمال الكردستاني (PKK) 
هو منظمة كردية مسلحة تأسست في تركيا في السبعينيات، وتهدف إلى تحقيق حقوق الأكراد في تركيا وتأسيس دولة كردية مستقلة، منذ تأسيسه، خاض الحزب صراعًا طويلًا مع الحكومة التركية، وقد صنفته تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية. بينما، يختلف الوضع في سوريا، حيث لعب حزب العمال الكردستاني دورًا مهمًا في الحرب في سوريا منذ عام 2011.

دور حزب العمال الكردستاني في سوريا:
شكل حزب العمال الكردستاني مجموعة مسلحة تابعة له تُسمى "وحدات حماية الشعب" (YPG)، وهي القوة العسكرية الرئيسية التي تمثل "قوات سوريا الديمقراطية" في شمال شرقي سوريا، رغم أن YPG ترفض رسمياً التبعية لحزب العمال الكردستاني، إلا أن هناك روابط قوية بينهما، حيث تعتبر قوات YPG جزءًا من حركة التحرر الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وقد قامت وحدات YPG بتمويل عملياتها وتجهيزاتها العسكرية من خلال التعاون مع حزب العمال.

الإدارة الذاتية
تم تأسيس مشروع "الإدارة الذاتية" الذي يهدف إلى إدارة المناطق الكردية بشكل مستقل في المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب (YPG) في شمال سوريا، تعتبرها تركيا تهديدًا لأمنها، وتتهم الحزب وYPG بالسعي إلى تأسيس "دولة كردية" في شمال سوريا.

العلاقات مع القوى الكبرى
على الرغم من أن حزب العمال الكردستاني يعتبر منظمة إرهابية في تركيا والعديد من الدول الغربية، إلا أن وحدات حماية الشعب (YPG) قد حصلت على دعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حربها ضد داعش. لكن الدعم الأمريكي يثير توترات كبيرة مع تركيا، حيث ترى الأخيرة أن هذا الدعم يعزز نفوذ حزب العمال الكردستاني في المنطقة ويشكل تهديدًا لها.

التوترات مع تركيا
يُعتبر وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا تهديدًا مباشرًا لتركيا، التي تخشى من أن السيطرة الكردية في شمال سوريا قد تكون بداية لتأسيس كيان كردي مستقل يتقاطع مع مصالح تركيا الداخلية في مناطقها الجنوبية الشرقية التي تشهد صراعًا طويلًا مع الأكراد.

"قسد" تحيي ذكرى اعتقال أوجلان
ولطالما أجبرت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، الموظفين في الجهات التابعة للإدارة الذاتية في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، بالخروج بمسيرات إجبارية للمشاركة في الذكرى السنوية لاعتقال "عبد الله أوجلان"، في 15 شباط عام 1999.

وتقوم "قسد" بإجبار أصحاب المحلات التجارية بإغلاق محلاتهم للمشاركة في ذكرى ما يسمى "اليوم الأسود"، و "بالمؤامرة الدولية"، وينشر إعلام "قسد" عدة فعاليات ومظاهرات واعتصامات وخطابات تتضمن تقديس "أوجلان"، زعيم حزب PKK المصنف على لوائح الإرهاب.

ويقضي أوجلان حاليا، حكمًا بالحبس مدى الحياة، في سجنه بجزيرة إمرالي، في بحر مرمرة، بعد مثوله أمام القضاء والحكم عليه بالإعدام بتهمة "الخيانة العظمى"، ثم خُفف الحكم إلى السجن "مدى الحياة"، بعد إلغاء عقوبة الإعدام بموجب قوانين التوأمة مع الاتحاد الأوروبي.

اقرأ المزيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في بلدة الرفيد بريف القنيطرة الجنوبي

توغلت قوات من الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، في بلدة الرفيد بريف القنيطرة الجنوبي، مستخدمة سيارات وعربات محملة بالعناصر، وسط استنفار أمني في المنطقة.

وأفاد مصدر محلي لمراسل درعا 24 بأن عناصر الاحتلال الإسرائيلي قاموا بجمع استبيانات حول سكان البلدة، دون معرفة الغاية من ذلك، في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات عسكرية متزايدة منذ أسابيع.

إدانات واسعة للهجمات الإسرائيلية على سوريا من دول عربية وإسلامية

السعودية: أدانت وزارة الخارجية السعودية الغارات والتوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، مؤكدة أن هذه العمليات تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، وطالبت المجتمع الدولي بوقف التصرفات الإسرائيلية المتكررة.

مصر: استنكرت الخارجية المصرية الاعتداءات الإسرائيلية، مطالبةً مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بوقف الانتهاكات، وشددت على ضرورة انسحاب الاحتلال من الأراضي السورية المحتلة، ورفض انتهاك اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

تركيا: أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن تصريحات نتنياهو بشأن سوريا تُظهر بوضوح أن إسرائيل لا تؤيد السلام، داعيًا إلى وقف التوسع الإسرائيلي الذي يزعزع استقرار المنطقة.

الأردن: خلال لقاء الملك عبدالله الثاني بالرئيس السوري أحمد الشرع، أكد العاهل الأردني رفضه للاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، وشدد على ضرورة وقف التصعيد وحماية وحدة أراضي سوريا.

قطر: وصفت وزارة الخارجية القطرية الغارات الإسرائيلية بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، داعيةً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لمنع التصعيد.

إيران: أدانت الخارجية الإيرانية الغارات الإسرائيلية، محذرةً من استمرار العدوان التوسعي، وطالبت مجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات، مشيرةً إلى أن هذه الاعتداءات تهدد السلم والأمن الدوليين.

حماس: أدانت الحركة التوغل الإسرائيلي البري في درعا والقنيطرة، واعتبرت الغارات الجوية على جنوب دمشق استمرارًا لسياسة العربدة الإسرائيلية، داعيةً الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف جاد ضد إسرائيل.

الأمم المتحدة: أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن قلق المنظمة من استمرار إسرائيل في انتهاك سيادة سوريا، مشددًا على ضرورة احترام القانون الدولي واتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

مقتدى الصدر: أدان الزعيم العراقي مقتدى الصدر القصف الإسرائيلي، وطالب الرئيس أحمد الشرع بترك التصريحات الطائفية والتركيز على توحيد الصف الإسلامي لمواجهة الاحتلال.

الجامعة العربية: وصف أحمد أبو الغيط الغارات الإسرائيلية بأنها استفزاز وتصعيد خطير، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح ضد العدوان الإسرائيلي الذي يعرقل الانتقال السياسي في سوريا.


تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا

يأتي هذا التوغل ضمن سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل ضد سوريا في الأسابيع الأخيرة، حيث شنت قوات الاحتلال عدة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية في دمشق ودرعا ، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وفي وقت سابق، استهدفت غارات جوية إسرائيلية منطقة الكسوة جنوب دمشق، كما قصفت محيط مدينة إزرع بريف درعا الشرقي وتل الحارة غربي درعا، بالتزامن مع توغل آليات عسكرية إسرائيلية مستمرة في العديد من قرى وبلدات محافظتي القنيطرة ودرعا.

كما نفذت قوات الاحتلال عدة عمليات برية خلال الشهر الجاري، من بينها التوغل في بلدة جباتا الخشب، حيث قامت وحدات إسرائيلية بمداهمة عدة منازل وجمع معلومات عن الأهالي، وفقاً لمصادر محلية.

ويأتي هذا التصعيد في ظل تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي هدد بأن “أي محاولة من الجيش السوري الجديد لبناء قدراته العسكرية في الجنوب ستُقابل بالنار”، في إشارة إلى الاستراتيجية الجديدة التي تنتهجها تل أبيب في سوريا.

استنكار سوري ومطالب بوقف الانتهاكات

اقرأ المزيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
لايف للإغاثة والتنمية.. عقدان في سوريا: تطور العمل الإغاثي والإنساني بخبرة 20 عاماً في قلب الحدث

شهدت سوريا خلال الأعوام الماضية الكثير من الأزمات التي خلفت ما يزيد عن نصف مليون من الوفيات، وأكثر من مليون ونصف جريح، وأكثر من مئة ألف مفقود، وبالتالي عدد كبير من الأيتام والأرامل والمعاقين، الذين هم في أشد الحاجة للدعم الإغاثي المادي، والدعم النفسي والاجتماعي.

وفقًا لأحدث تقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 16,7 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية بزيادة قدرها 9٪ عن العام السابق، حيث دمرت الحرب 60% من البنية التحتية للبلاد، مما جعل شعبها في معاناة مع الفقر المدقع، وتدهور التعليم، ونقص حاد في الموارد الصحية والمياه، وتدمير آلاف المدارس والمستشفيات والطرق، مما وضع على عاتق المؤسسات الإنسانية احتياج إغاثي عاجل طويل الأمد!.

لايف للإغاثة والتنمية "LIFE"  كانت منارة للدعم الإنساني من خلال خبرتها على مدار عقدين من الزمان في قلب سوريا، حيث ساعدت المتضررين في إحدى أسوأ الأزمات على مدار التاريخ الحديث مع تصاعد الأحداث في عام 2011، وذلك من خلال توفير الإغاثة الطارئة من الإيواء والغذاء والرعاية الصحية والتعليم والمياه النظيفة.

مواجهة انعدام الأمن الغذائي ودعم التعليم
ويؤكد د.هاني صقر المدير التنفيذي للمؤسسة أن "لايف" منذ عام 2004 وحتى الآن ستظل شريكًا ثابتًا في تقديم الدعم والإغاثة في سوريا قائلاً : "تطورت جهودنا على مر السنوات الماضية لتلبية الاحتياجات المتغيرة للشعب السوري على الرغم من التحديات والمخاطر والتضحيات التي كان يمر بها فريقنا على الأرض".

وقد قدمت "لايف" خلال الشهر الماضي المساعدات الغذائية الأساسية لأكثر من 3,500 مستفيد، والتي ساعدت في تخفيف انعدام الأمن الغذائي للعديد من الأسر هناك، كما قامت  المؤسسة باستثمارات كبيرة في مجال التعليم بسبب تدمير آلاف المدارس، حيث أصبح أكثر من 2,4 مليون طفل خارج المنظومة التعليمية.


هذا الأمر عرضهم لخطر الاستغلال من خلال عمالة الأطفال وزواج الأطفال والاتجار بهم وتجنيدهم، لذلك عملت "لايف" على دعم مؤسسات التعليم العالي، مثل جامعة غازي عنتاب وجامعة حلب، من خلال تقديم المنح الدراسية، وتوفير المنح المالية للمدارس، وتطوير برامج التعليم والتدريب المهني، وذلك لتزويد الشباب السوري بالمهارات التي يحتاجون إليها لبناء مستقبل أفضل، وإعادة بناء بلدهم.

كفالات الأيتام ودعم النازحين ورعاية مرضى السرطان!
ومن الجدير بالذكر أن "لايف" خلال الأعوام الماضية في سوريا عملت على كفالة 2,800 يتيم بشكل متكامل مادياً ومعنوياً، حيث دعمت عودتهم لصفوفهم الدراسية بتوفير الاحتياجات المدرسية اللازمة، ودعمهم النفسي بالأنشطة وحفلات الأعياد لتخفيف وطأة معاناة الحرب واليتم عن قلوبهم الصغيرة، كما قدمت لهم الرعاية الطبية اللازمة خلال هذه الأعوام.

وتميزت "لايف" خلال الزلازل والنكبات التي مر بها الشمال السوري أكثر من مرة بالاستعداد السريع لتقديم الإغاثة المطلوبة والدعم الطارئ، إلى جانب العمل المتسارع لبناء قرية لايف في منطقة إعزاز من خلال افتتاح وتسكين مشروع " من الخيام إلى البيوت" والذي تضمن 88 مسكناً ليحمي النازحين من الموت تجمداً في الخيام، ويستهدف المشروع 50 قرية سكنية الفترة القادمة.

كما عملت "لايف" خلال العام 2024 وككل عام على توزيع السلال الغذائية الرمضانية المتكاملة والوجبات الساخنة للإفطار والسحور، حيث قدمت السلال لـ 2,307 أسرة، وقامت بتوزيع 317,500 وجبة طازجة، هذا إلى جانب توزيع لحوم الأضاحي والتي قدمت ل 7,015  أسرة متعففة، كما أشرفت على تنفيذ مشروع الدعم الطبي لمرضى السرطان في "إدلب" والذي استفاد منه 63 مريضاً.

بصمة الأمل.. بصمة "لايف" في 60 دولة حول العالم
لايف للإغاثة والتنمية LIFE هي مؤسسة غير هادفة للربح، مكرسة لتقديم الإغاثة الإنسانية للمجتمعات المحتاجة في جميع أنحاء العالم، فمنذ تأسيسها عام 1992، عملت على تخفيف حدة الفقر وتحسين التعليم وتوفير الرعاية الصحية وتقديم الإغاثة الطارئة في المناطق المتضررة من الصراعات والكوارث الطبيعية في 60 دولة حول العالم، حيث وزعت خلال هذه السنوات أكثر من 624 مليون دولار من المساعدات الإنسانية، مما أهلها للحصول على تصنيف 100% على موقع Charity Navigator.


وأوصت بها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وانتخبتها منظمة Impactful Ninja كواحدة من أفضل المنظمات الإنسانية في الولايات المتحدة، ووفقاً لإحصاءات العام 2024 فقد حصلت "لايف" على المركز الثالث كأفضل مؤسسة تقدم المساعدات الإنسانية، وحصلت على المركز الخامس لأفضل مؤسسة تعمل في فلسطين، والمركز الخامس لأفضل مؤسسة عملت على مكافحة الفقر حول العالم.

وقد جاء هذا التقييم لأن المؤسسة تميزت بالشفافية المالية والوضوح، إلى جانب تقديمها المستمر لكافة تقارير المشروعات والتقارير المالية بشكل واضح وفوري سواء للمتبرعين أو وسائل الإعلام والجهات الرقابية. 

اقرأ المزيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
مجلس القضاء الأعلى العراقي ينفي صحة مذكرات القبض المزورة بحق "ترامب وأحمد الشرع"

نفى مجلس القضاء الأعلى العراقي،  ما تم تداوله بشأن مذكرات قبض مزورة منسوبة لمحاكم التحقيق، بحق الرئيس السوري أحمد الشرع، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والنائب في الكونغرس الأمريكي جو ويلسون، مؤكدًا أن هذه المذكرات لا تمت للواقع بصلة.

وأصدر المجلس بيانًا أكد فيه أن "المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى رصد نشر مذكرات قبض في مواقع التواصل الاجتماعي تنسب صدورها إلى محاكم تحقيق". وأضاف المجلس أنه "بعد الاتصال بالمحاكم المنسوب لها إصدار هذه المذكرات، تبين أنها مزورة وغير صحيحة". 

وأشار البيان إلى أن "المجلس يود التوضيح أن هذه المذكرات لا أساس لها، ويُحذر من يقوم بمثل هذه السلوكيات المخالفة للقانون". وأوضح أن "المجلس سيقوم بمتابعة مرتكبي هذه الأفعال واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم". 

وكانت الأيام الماضية قد شهدت تداول مذكرات قبض مزعومة بحق الرئيس السوري أحمد الشرع، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والنائب في الكونغرس الأمريكي جو ويلسون.

المخابرات العراقية تكشف عن توجه رسائل أمنية مباشرة إلى دمشق بشأن التهديدات في سوريا
سبق أن كشف رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، في تصريحات أدلى بها الأحد خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر "حوار بغداد"، عن أن بغداد قد وجهت رسائل أمنية مباشرة إلى دمشق بشأن التهديدات الأمنية التي تمثلها بعض الجماعات المتطرفة في المنطقة، ولفت إلى أن الأوضاع في سوريا تؤثر بشكل مباشر على العراق.

وأكد الشطري أن هناك نحو 9,000 عنصر من تنظيم "داعش" محتجزين في سجون الحسكة بسوريا، بالإضافة إلى خلايا نشطة لتنظيم "داعش" في باديتي حمص والشام. وأوضح أن الساحتين العراقية والسورية مترابطتان بشكل وثيق، مشيرًا إلى أن ما يحدث في سوريا يؤثر بشكل مباشر على العراق والعكس صحيح. 

وصرح الشطري بأن الأحداث الأخيرة في سوريا تمثل نقطة تحول في المنطقة، معبرًا عن أمله في أن يسهم هذا التحول في تعزيز الاستقرار رغم المخاوف المستمرة من وجود جماعات مسلحة وأماكن للصراع في المنطقة. وأوضح أن العراق قد وجه رسائل أمنية واضحة إلى القيادة السورية حول التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات، خاصة بعد أن تضرر العراق من عمليات إرسال الانتحاريين والمواد المخدرة عبر الحدود.

وأشار رئيس جهاز المخابرات العراقي إلى أن العراق لم يكن مهتماً بدعم نظام بشار الأسد في سوريا بقدر ما كان مهتماً بمعرفة البدائل المحتملة في حال تغير الوضع في سوريا. وأضاف الشطري أن العراق يولي أهمية كبيرة لموضوع محاربة تنظيم "داعش"، مشيرًا إلى وجود خلايا تابعة للتنظيم في مناطق مثل بادية حمص والشام.

كما لفت الشطري إلى أن هناك نحو 30,000 نازح في المخيمات السورية من 60 جنسية، بالإضافة إلى 9,000 عنصر من "داعش" محتجزين في سجون الحسكة، بينهم حوالي 2,000 عراقي. وأعرب عن اهتمام العراق في معرفة كيفية تعامل الإدارة السورية الجديدة مع هذا الملف.

وفيما يتعلق بالأسلحة التي سيطرت عليها بعض الجماعات المسلحة، بما في ذلك "داعش"، بعد سقوط نظام الأسد، عبر الشطري عن قلقه بشأن هذا الموضوع. وأكد أن العراق مستمر في إرسال الرسائل والتواصل مع القيادة السورية لتحقيق نتائج إيجابية في التعامل مع هذه القضايا الأمنية.

التواصل مع القيادة السورية الجديدة
وكشف الشطري عن الرسائل التي تم نقلها إلى الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقائه به في 26 ديسمبر 2024، حيث أكد على أن التواصل مع الإدارة السورية الجديدة مستمر للوصول إلى صيغة أمنية متفق عليها، خاصة في ما يتعلق بتنظيم "داعش"، مخيم الهول، وسلاح الجيش السوري. كما تناول اللقاء كيفية التعامل مع المكونات المختلفة في الشعب السوري، بما في ذلك الأكراد والشيعة والعلويين، وكيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع هذه المكونات.

وأشار الشطري إلى أن قرار الذهاب إلى دمشق ولقاء الرئيس الشرع كان مبنيًا على مقدمات واضحة، حيث تم إبلاغ القيادة السورية الجديدة بأن العراق لم يكن دائمًا مع نظام بشار الأسد، بل كان يعتبر النظام مصدر قلق له، وذلك بسبب تورط الأسد في إرسال مئات الانتحاريين والمقاتلين المتطرفين إلى العراق.

وأشار الشطري إلى أن الرسائل التي تم نقلها إلى الرئيس الشرع تتضمن تأكيدًا على دعم العراق لتطلعات الشعب السوري، لكن مع وجود بعض النقاط الهامة، مثل ملف "داعش" وكيفية تعامل الإدارة السورية الجديدة مع هذا التنظيم، وكذلك كيفية التعامل مع المكونات السورية التي تتداخل مع الشعب العراقي.

اقرأ المزيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥
"بارزاني" يُرحب بدعوة أوجلان لحل حزب العمال ويؤكد دعم إقليم كوردستان لعملية السلام

رحب رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، بالرسالة التي وجهها زعيم حزب العمال الكوردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، والتي دعا فيها الحزب إلى حل نفسه والتخلي عن السلاح. وقال بارزاني عبر منصة (إكس): "نرحب ترحيباً حاراً برسالة السيد أوجلان ودعوته لإلقاء السلاح وحل حزب العمال الكوردستاني، وندعو الحزب إلى الالتزام بهذه الرسالة وتنفيذها".  

وأضاف رئيس الإقليم: "نأمل أن يكون هذا النداء ممهداً لتحقيق السلام والحل السلمي"، مشيرًا إلى أن "الزمن هو زمن النضال السلمي والمدني والديمقراطي، ومن خلاله تتحقق مكاسب أفضل، وليس من خلال السلاح والعنف".  

وتابع قائلاً: "إننا في إقليم كوردستان ندعم عملية السلام كل الدعم، وبقدر ما يلقى على عاتقنا، نحن مستعدون للقيام بدور المساعدة والتعاون". كما قدم بارزاني تقديره لدور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية (آك بارتي) في المساهمة بفكر ورؤية واضحة للسلام والعمل على تحقيقه.  

واختتم بالقول: "نأمل أن تكون المرحلة المقبلة، وبمشاركة وتوحيد خطاب الأطراف الأخرى في تركيا، مرحلة انتصار السلام والحل، ويعم الأمان والاستقرار البلد وكل المنطقة".  

في السياق ذاته، جدد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، دعمه لعملية السلام في تركيا، آملاً أن تكون رسالة أوجلان بدايةً لوضع عملية السلام في مسارها الصحيح، وقال بارزاني في رسالة مساء اليوم الخميس: "نؤكد موقفنا الثابت إزاء عملية السلام والتسوية في تركيا، ونعلن دعمنا الكامل للعملية بكل ما يمكن، من منطلق رؤيتنا بأن السلام هو السبيل الصحيح الوحيد لحل الخلافات". وأعرب عن أمله أن "تكون رسالة السيد أوجلان بدايةً لوضع عملية السلام في مسارها والتوصل إلى نتيجة تصب في مصلحة جميع الأطراف".  

البيت الأبيض يرحب بدعوة أوجلان
من جهته، رحب البيت الأبيض يوم الخميس بدعوة زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان لحزبه إلى إلقاء السلاح وحله. وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: "هذا تطور مهم ونأمل أن يساعد في تطمين حلفائنا الأتراك بشأن شركاء الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بشمال شرق سوريا". وأكد هيوز أن هذه الدعوة "ستساعد في إحلال السلام في هذه المنطقة المضطربة".

قائد "قسد": دعوة أوجلان موجهة لـ "حزب العـ ـمال الكردسـ ـتاني" ولا تشمل مناطقنا بسوريا
اعتبر قائد ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، أن دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان كانت "موجهة لمقاتلي الحزب، ولم تكن مباشرة لمنطقتنا"، في إشارة إلى  مناطق شمال شرقي سوريا.  

وأكد عبدي خلال مؤتمر صحفي عبر تقنية الفيديو كونفرانس في واشنطن، أن "زعيم حزب العمال الكردستاني أرسل رسالة إلينا أيضًا وأوضح فيها وجهة نظره، ونحن ننظر إليها بشكل إيجابي".  

وأشار عبدي إلى أن "دعوة السيد أوجلان كانت موجهة لحزب العمال الكردستاني ومقاتليه. لم تكن بشكل مباشر لهذه المنطقة [روجآفا وسوريا]. وكما أرسل رسالته لإقليم كردستان وكل مكان، أرسلها إلينا أيضًا".  

وأوضح في تصريحات لوكالة "رووداو" الكردية، أن دعوة أوجلان كانت موجهة إلى مقاتلي الحزب (الكَريلا)، وليست بشكل مباشر إلى منطقة شمال وشرق سوريا. وأضاف أن "وقف إطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني وتركيا وإرساء السلام سيؤثر على منطقتنا أيضًا".  

فيما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، قال عبدي إنه "لم يتم إبلاغنا بأي شيء بخصوص سحب الولايات المتحدة لقواتها من كردستان سوريا". وأوضح أن "ازداد تهديد داعش وهناك فراغ أمني. لذلك نحتاج إلى القوات الأمريكية، وفي حال انسحابها، سيحدث خلل أمني وسيؤثر على المنطقة".  

وأشار عبدي أيضًا إلى أن "ما يُقال عن حقوق الأكراد حتى الآن هو مجرد أقوال، ولا توجد ضمانات دستورية حقيقية"، مشددًا على أن "مفاوضاتنا مع دمشق مستمرة، وقوات التحالف الدولي تتوسط بيننا".

قيادة "قسد" تتلق رسالة من "أوجلان" 
وسبق أن كشفت المتحدثة باسم حزب "المساواة والشعوب الديمقراطي" الكردي في تركيا، عائشة غول دوغان، عن إرسال زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان، من سجنه في جزيرة إيمرالي ثلاث رسائل، واحدة منها إلى قيادة قوات "قسد" الكردية في شمال وشرق سوريا.

وأضافت دوغان أن أوجلان أرسل أيضًا رسالتين إلى اتحاد مجتمعات كردستان في قنديل شمالي العراق، ومؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردستاني والمؤتمر الوطني الكردستاني في أوروبا، لكنها لم تكشف عن محتوى الرسائل.

أوجلان في نداء تاريخي: أوجلان يدعو لحزب حزب العمال الكردستاني
دعا مؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، يوم الخميس 27 شباط 2025، حزبه إلى حل نفسه وإلقاء السلاح، مؤكدًا أنه يتحمل “المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة”، وذلك في بيان تاريخي وجهه من سجنه في جزيرة ببحر مرمرة، وقرأه حزب مؤيد للأكراد في تركيا.

وقال أوجلان إن حزب العمال الكردستاني نشأ في القرن العشرين، وهو أكثر العصور عنفًا في التاريخ، في ظل حربين عالميتين، والاشتراكية الواقعية، وأجواء الحرب الباردة، إلى جانب سياسة إنكار الواقع الكردي والقيود المفروضة على الحريات، وعلى رأسها حرية التعبير.

وأكد أوجلان أن الحزب، من الناحية النظرية والبرنامجية والاستراتيجية والتكتيكية، تأثر بشدة بالنظام الاشتراكي الواقعي في القرن العشرين. ومع انهيار الاشتراكية الواقعية في التسعينيات لأسباب داخلية، وتراجع سياسة إنكار الهوية في البلاد، والتطورات التي شهدتها حرية التعبير، فقد الحزب أهميته وأصبح يعاني من التكرار المفرط، ونتيجة لذلك، استكمل دوره مثل نظرائه، وأصبح حله ضرورة.

وأشار أوجلان إلى أن الأتراك والأكراد سعوا، على مدى أكثر من ألف عام، للحفاظ على وجودهم والصمود في وجه القوى المهيمنة، مما جعل التحالف القائم على الطوعية ضرورة دائمة لهم، إلا أن الحداثة الرأسمالية، على مدار المئتي عام الماضية، جعلت هدفها الأساسي تفكيك هذا التحالف.

وشدد أوجلان على أن القوى المختلفة تأثرت بهذا الأمر وسارت في هذا الاتجاه بناءً على أسس طبقية، ومع التفسيرات الأحادية للجمهورية، تسارع هذا المسار. واليوم، أصبح من الضروري إعادة تنظيم هذه العلاقة التاريخية التي أصبحت هشة للغاية، بروح الأخوة، مع مراعاة المعتقدات أيضًا.

وأكد أوجلان أنه لا يمكن إنكار الحاجة إلى مجتمع ديمقراطي، موضحًا أن حزب العمال الكردستاني، الذي كان أطول وأشمل حركات التمرد والعنف في تاريخ الجمهورية، تمكن من الحصول على القوة والدعم نتيجة لإغلاق قنوات السياسة الديمقراطية.

ونوه أوجلان إلى أن الحلول القائمة على النزعات القومية المتطرفة، مثل إنشاء دولة قومية منفصلة، أو الفيدرالية، أو الحكم الذاتي، أو الحلول الثقافوية، لا تلبي متطلبات الحقوق الاجتماعية التاريخية للمجتمع.

وأوضح أوجلان أن احترام الهوية، وحرية التعبير، والتنظيم الديمقراطي، وبناء الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل فئة وفقًا لأسسها الخاصة، لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود مجتمع ديمقراطي ومساحة سياسية ديمقراطية.

وشدد أوجلان على أن الجمهورية التركية في قرنها الثاني لن تحقق استمراريتها الدائمة والأخوية إلا إذا تُوجت بالديمقراطية، مؤكدًا أنه لا يوجد طريق آخر غير الديمقراطية في البحث عن أنظمة جديدة وتحقيقها، فالطريقة الأساسية هي التوافق الديمقراطي.

وأشار أوجلان إلى ضرورة تطوير لغة تتماشى مع الواقع خلال فترة السلام والمجتمع الديمقراطي، موضحًا أن المناخ الحالي، الذي تشكل بدعوة من زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، والإرادة التي أظهرها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، والمواقف الإيجابية للأحزاب السياسية الأخرى تجاه هذه الدعوة، يتيح فرصة لإنهاء النزاع المسلح نهائيًا.

وأعلن أوجلان أنه يتوجه بالدعوة إلى التخلي عن السلاح، متحملًا المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة، مؤكدًا أن جميع المجتمعات والأحزاب الحديثة التي لم يتم إنهاء وجودها بالقوة، اتفقت على عقد مؤتمر واتخاذ قرار بالاندماج مع الدولة والمجتمع.

وختم أوجلان بيانه بالدعوة إلى أن تتخلى جميع المجموعات عن السلاح، وأن يحل حزب العمال الكردستاني نفسه، موجهًا تحياته إلى جميع الفئات التي تؤمن بالعيش المشترك وتستجيب لندائه.

وكانت صدمت أطماع "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، والذي تبنى تطلعات المكون الكردي في الحرية كباقي مكونات الشعب السوري، لتحقيق مشروعه الانفصالي عن الوطن الأم سوريا وبناء كيان انفصالي باسم " الأكراد"، من خلال استغلال الحراك الثوري والسيطرة مناطق واسعة من التراب السوري، بدعم من التحالف الدولي وباسم محاربة الإرهاب.

حزب العمال الكردستاني (PKK) 
هو منظمة كردية مسلحة تأسست في تركيا في السبعينيات، وتهدف إلى تحقيق حقوق الأكراد في تركيا وتأسيس دولة كردية مستقلة، منذ تأسيسه، خاض الحزب صراعًا طويلًا مع الحكومة التركية، وقد صنفته تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية. بينما، يختلف الوضع في سوريا، حيث لعب حزب العمال الكردستاني دورًا مهمًا في الحرب في سوريا منذ عام 2011.

دور حزب العمال الكردستاني في سوريا:
شكل حزب العمال الكردستاني مجموعة مسلحة تابعة له تُسمى "وحدات حماية الشعب" (YPG)، وهي القوة العسكرية الرئيسية التي تمثل "قوات سوريا الديمقراطية" في شمال شرقي سوريا، رغم أن YPG ترفض رسمياً التبعية لحزب العمال الكردستاني، إلا أن هناك روابط قوية بينهما، حيث تعتبر قوات YPG جزءًا من حركة التحرر الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وقد قامت وحدات YPG بتمويل عملياتها وتجهيزاتها العسكرية من خلال التعاون مع حزب العمال.

الإدارة الذاتية
تم تأسيس مشروع "الإدارة الذاتية" الذي يهدف إلى إدارة المناطق الكردية بشكل مستقل في المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب (YPG) في شمال سوريا، تعتبرها تركيا تهديدًا لأمنها، وتتهم الحزب وYPG بالسعي إلى تأسيس "دولة كردية" في شمال سوريا.

العلاقات مع القوى الكبرى
على الرغم من أن حزب العمال الكردستاني يعتبر منظمة إرهابية في تركيا والعديد من الدول الغربية، إلا أن وحدات حماية الشعب (YPG) قد حصلت على دعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حربها ضد داعش. لكن الدعم الأمريكي يثير توترات كبيرة مع تركيا، حيث ترى الأخيرة أن هذا الدعم يعزز نفوذ حزب العمال الكردستاني في المنطقة ويشكل تهديدًا لها.

التوترات مع تركيا
يُعتبر وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا تهديدًا مباشرًا لتركيا، التي تخشى من أن السيطرة الكردية في شمال سوريا قد تكون بداية لتأسيس كيان كردي مستقل يتقاطع مع مصالح تركيا الداخلية في مناطقها الجنوبية الشرقية التي تشهد صراعًا طويلًا مع الأكراد.

"قسد" تحيي ذكرى اعتقال أوجلان
ولطالما أجبرت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، الموظفين في الجهات التابعة للإدارة الذاتية في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، بالخروج بمسيرات إجبارية للمشاركة في الذكرى السنوية لاعتقال "عبد الله أوجلان"، في 15 شباط عام 1999.

وتقوم "قسد" بإجبار أصحاب المحلات التجارية بإغلاق محلاتهم للمشاركة في ذكرى ما يسمى "اليوم الأسود"، و "بالمؤامرة الدولية"، وينشر إعلام "قسد" عدة فعاليات ومظاهرات واعتصامات وخطابات تتضمن تقديس "أوجلان"، زعيم حزب PKK المصنف على لوائح الإرهاب.

ويقضي أوجلان حاليا، حكمًا بالحبس مدى الحياة، في سجنه بجزيرة إمرالي، في بحر مرمرة، بعد مثوله أمام القضاء والحكم عليه بالإعدام بتهمة "الخيانة العظمى"، ثم خُفف الحكم إلى السجن "مدى الحياة"، بعد إلغاء عقوبة الإعدام بموجب قوانين التوأمة مع الاتحاد الأوروبي.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
١٧ يونيو ٢٠٢٥
فادي صقر وإفلات المجرمين من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٣ يونيو ٢٠٢٥
موقع سوريا في مواجهة إقليمية محتملة بين إسرائيل وإيران: حسابات دمشق الجديدة
فريق العمل
● مقالات رأي
١٢ يونيو ٢٠٢٥
النقد البنّاء لا يعني انهياراً.. بل نضجاً لم يدركه أيتام الأسد
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٦ يونيو ٢٠٢٥
النائب العام بين المساءلة السياسية والاستقلال المهني
فضل عبد الغني مدير ومؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
٥ يونيو ٢٠٢٥
قراءة في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية
فضل عبد الغني مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
٢١ مايو ٢٠٢٥
بعد سقوط الطاغية: قوى تتربص لتفكيك سوريا بمطالب متضاربة ودموع الأمهات لم تجف
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٠ مايو ٢٠٢٥
هكذا سيُحاسب المجرمون السابقون في سوريا و3 تغييرات فورية يجب أن تقوم بها الإدارة السورية
فضل عبد الغني" مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان