
صحيفة عبرية تنفي لقاء الشرع مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي
نفت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، صحة التقارير التي تحدثت عن عقد لقاء في أبو ظبي بين مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي والرئيس السوري أحمد الشرع.
وأكدت الصحيفة في تغريدة لها على صفحتها في موقع اكس (تويتر سابقا) أن هنغبي كان متواجداً ضمن الوفد الرسمي المرافق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن يوم الإثنين، وهو ما ينفي مشاركته في أي اجتماع داخل الإمارات في التوقيت ذاته.
وأكدت الصحيفة أن الأنباء المتداولة حول لقاء سري بين الطرفين “غير صحيحة”، وذلك رداً على ما نشرته وسائل إعلام عربية نقلاً عن مصادر سورية، بشأن لقاء وُصف بأنه “خطوة متقدمة” في مسار الحوار السوري–الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، نفت وزارة الإعلام السورية بشكل رسمي هذه المزاعم، ووصفتها بـ”المفبركة والمنافية للواقع”، مؤكدة في بيان رسمي أنه “لم يُعقد أي اجتماع، مباشر أو غير مباشر، بين الرئيس الشرع وأي مسؤول إسرائيلي”.
وقالت مصادر في الوزارة إن ما يتم تداوله يهدف إلى “تشويش” على جولة الرئيس السوري الحالية في دول الخليج، والتي استهلها من أبو ظبي، حيث أجرى يوم الإثنين مباحثات موسعة مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان تناولت تطوير العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فإن اللقاء بين الجانبين السوري والإماراتي ركز على تعزيز الاستقرار في سوريا ودعم التنمية الاقتصادية في مرحلة ما بعد الحرب.
ورغم نفي الجانبين الإسرائيلي والسوري، لا تزال بعض وسائل الإعلام العبرية والدولية تتحدث عن وجود “قناة حوار مباشرة” بين دمشق وتل أبيب، وسبق أن اكدت دمشق وجود حوار مع اسرائيل ولكنه غير مباشر.
وكان تساحي هنغبي قد لمح خلال اجتماع مغلق في الكنيست إلى أن “هناك تواصلاً مباشراً مع القيادة السورية”، مضيفاً أن سوريا ولبنان هما “أبرز المرشحين لمسار تطبيع جديد” على غرار اتفاقيات أبراهام.
وأشارت تقارير لقناة i24NEWS إلى مفاوضات جارية، تُناقش إمكانية اتفاق أمني يشمل انسحاباً إسرائيلياً جزئياً من بعض المناطق في الجولان السوري المحتل،
لكن صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مصادر أمنية أن “الشرط السوري الأساسي لأي اتفاق يبقى الانسحاب الكامل من الجولان، وهو ما تعتبره إسرائيل غير وارد في الوقت الراهن”، مشيرة إلى أن المفاوضات تدور حالياً حول اتفاق أمني انتقالي، وليس معاهدة سلام نهائية.
أما صحيفة الشرق الأوسط، فنقلت عن مصادر مقربة من الحكومة السورية أن دمشق ترفض أي تقارب لا يسبقه وقف الاعتداءات الإسرائيلية والعودة إلى اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974.
كما أدت عدة مصادر عدم رغبة دمشق بالذهاب وحيدة بأي اتفاق سلام مع اسرائيل، بل ترغب أن يكون هناك توافق عربي وبالأخص مع السعودية في هذا المسار.
ويأتي هذا الجدل في وقت تمر فيه سوريا بمرحلة تحول عميق، حيث تعمل الحكومة بقيادة الشرع على إعادة صياغة السياسة الخارجية، وسط ضغوط دولية متزايدة لإعادة دمج سوريا في النظام الإقليمي والدولي، بينما يظل ملف العلاقة مع إسرائيل أحد أعقد الملفات وأكثرها حساسية.